رواية قدرك عشقي الفصل العشرين والحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم الكاتبه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية قدرك عشقي الفصل العشرين والحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم الكاتبه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
اسبوع كامل مر و الحياة بينهم أصبحت بطريقة لا تتحملها أي امرأة.. تراه عن طريق الصدفة و ياليتها لم تراه حديثة معها يمزق قلبها.. يتعامل معها على أنها و لا اي شيء يخرج السادسة صباح و يعود الرابعه فجرا.. مهما حاولت الجلوس معه يقابلها بالجمود.. أين بدرها أصبحت في تلك الفترة بوجهه شاخب و عين مثل قطعه الدماء من كثرت البكاء.
و ها هو يأتي في أذان الفجر مثل كل ليله و هي تجلس على فراشها بانتظار.. و لكنها قررت تلك الليله تمثيل النوم لعله يقترب منها فهي اشتاقت له بجنون..
دلف للغرفة و هو يموت من الإرهاق و التعب فهو يعمل بالمشفي الاربع و عشرين ساعة فقط حتى يظل بعيدا عنها.. اشتاق إليها و لرائحه عطرها التي أصبح يدمنها.. و لكن فعلت ما يقلل من كرامة اي رجل رفضت قربه مثلت عدم الفهم و الخوف حتى لا يقترب منها.. عن أي حب تتحدث و عن أي طفل كانت تتمنى منه سنوات تحلم به و عندما يتحقق ذلك ترفضه هي..
ألقى نظرة سريعة عليها وجدها تنام أو تمثل النوم من عينيها التي تحاول اغلقها.. دلف للمرحاض و ابدل ملابسه و خرج لها مره اخرى يتحدث بصوت هامس كأنه يصدق نومها..
بدر : مسك اصحى عايزك...
فتحت عينيها بأمل كبير هل سيتطلب السماح منها على فترة غيابه.. ذهب كل هذا بمهب الرياح عندما تحدث...
بدر : النهاردة آخر يوم ننام فيه في جناح واحد بعد كده ترجعي جناحك القديم.. عشان تقدري تخدي راحتك اكتر و أنا كمان اخد راحتي اكتر..
عقلها توقف عن العمل يريد الغرفه بمفرده ليأخذ راحته أكثر من ذلك.. وقفت فوق الفراش و هي تتحدث بصوت غاضب..
مسك : اسيب الاوضه عشان تاخد راحتك.. هو أنت بتقعد في البيت من الأساس عشان مش عارف تاخد راحتك فيه.. و بعدين من امتا و انت بتكره وجودي معاك في مكان واحد..
أشار إليها بالصمت قائلا : انا تعبان و مش عايز صداع..
ارتفعت نبرتها أكثر : طبعا لازم تكون مرهق و تعبان عشان الستات اللي حضرتك معها طول الليل..
علق على حديثها بسخرية : الله هي البوسه و لعبه الشعر و حكايه القصص بتعمل إرهاق برضو..
أحمر وجهها من شدة الارتباك و التوتر هو محق ماذا فعلت له ليكون معها..
مسك : قصدك ايه..
بدر : قصدي اني راجل و محتاج ست و طالما انتي حابه تعيشي باقي حياتك طفلة دي حاجه خاصة بيكي.. أنا ليا حقوق..
للمرة التي لا تعرف عددها يتركها و يدلف لغرفة الملابس.. هل حبه لها انتهى بدر يعشقها مهما حدث.. على من تكذب فهو بالفعل مل منها و من الواضح أنه يبحث عن غيرها..
خرح بمنامه النوم ليرتاح قليلا فالأيام الماضيه كانت مرهقه لعقله و جسده.. جاء ليضع جسده على الفراش و لكنه سمعها تتحدث بصوت مختنق من البكاء..
مسك : انت بطلت تحبني..
حمقاء كيف تنطقها و هي قطعه من قلبه جزء لا يتجزأ من جسده.. فهي حواء خاصته التي خلقت من ضلعه.. رفع عينه و نظر بداخله عينيها لأول مرة منذ جموده عليها.. وجدها على حافة الانهيار.. قلبه اللعين يريد الذهاب إليها و ضمها و لكن مهلا بدر مازال عقابها لم ينتهي..
بدر : انا اكتشفت انك انتي اللي عمرك ما حبتيني.. أو يمكن فاهمه الحب و الجواز غلط او انا اللي دلعتك زيادة عن اللزوم...
عاد للنوم مره اخرى يكفي عليها ذلك اليوم.. أما هي عضت على شفتيها بعنف تمنع نفسها من البكاء.. هي اخطئت و لابد أعادت زوجها من جديد..
______شيماء سعيد_______
ذهبت ايمان لخالد بالورشه و على وجهها علامات الخجل.. فهو منذ ما حدث بينه و بين والدته و تركه للمنزل.. بعيد عن الجميع طوال اليوم بالورشه و ينام بها.. لتقرر هي الإتيان إليه فهو بحاجة كبيره لها بعد صدمته و والدته..
ابتسمت بسخرية و هي تتذكر ذلك اليوم الذي واجه به والدته..
فلاش بااااااااك..
إيمان : انا جنبك..
بعد كلمتها تلك شعر بقوه غربيه بداخله.. هي بجانبه يالله كم جميله تلك الكلمة.. ابتعد عنها و هو يأخذ يديها باتجاه شقه والدته.. دق علي الباب بعنف لتفتح إليه السيدة بدريه بتوتر من تصرفاته المريبه و لكن تملك منها الغضب عندما رأت تلك الحيه معه...
بدرية : البت دي ايه اللي جابها.. مش كفاية الفضيحة اللي عاملتها لما بعتت المحضر للورشه..
شهقت ايمان بعدم استيعاب عن أي ورشة تتحدث فهي لم تفعل ذلك.. نظرت لخالد قائله بصدق : انا بعت الراجل على البيت هنا مش الورشة..
رفع يديها يقبلها بحنان : عارف يا حبيبتي..
أزاح والدته عن الطريق بهدوء و دلف بها لداخل.. فهو برأسه الف علامه استفهام و الآن اللحظة الحاسة يكفي صمت لهنا..
خالد : في كلام كتير هيتقال جوا مش هنا..
ثم قال بنبرة مرتفعه : هنا..
أتت إليه و هي تكاد تموت من الخوف و التوتر.. دلفت بقدمها لتلك الدائره المغلقة.. و يجب أن تنهي تلك اللعبه الآن..
هنا : عايزه اقولك حاجات مهمه و بعدين قول اللي انت عايزه..
قصت على كل شيء بالتفصيل الممل.. قلبها تمزق من أفعالها بالفترة الأخيرة.. كان يسمعها بصدر رحب فهو يعمل معدنها الحقيقي.. أما والدته كانت تسمعها و على وجهها علامات الرعب و الغضب.. ثواني و كانت تحاول الهجوم عليها إلا أن يده كانت الأسبق..
و هو يبعدها عنها بقوه قائلا..: اية عايزه تضربيها عشان قالت الحقيقة.. انت ازاي كده و انا ازاي كنت مغفل لدرجه دي..
سقطت دموعها و هي تقول بطريقة أشبه للجنون : انت مصدرها و امك لا طبعا عايز تخرج نفسك من الليله قدام الست ايمان..
نظرت لايمان قائله : هو متقف معها على كل ده عشان يخرج نفسه من اللي عمله معاها و ترجعي له زي العبيطة..
قذفها بكل قوته لعل قلبه يرتاح.. ماذا تقول و كيف تقول عن ولدها ذلك.. هي والدته تلك المرأه التي اول ما رآها بعينه و أول من تسند عليها ليخطو اول خطوة.. كيف تكون بتلك البشاعة..
شعر بنغزه قوية بداخل صدره.. لو يموت الآن بدلا من تلك اللحظة سيكون أفضل شيء بحياته..
خالد : اسكتي و كفاية كذب و خداع لحد كده.. إيمان عملتك ايه عشان تدمري حياتي و حياتها بالشكل ده..
ستنفجر الآن فهي خسرت كل شيء : اخدتك مني بقت هي كل حاجه في حياتك و انا على الهامش.. بقيت بتحب البت دي اكتر مني فضلتها على نفسك سنين.. سرفت عليها شقى عمرك اقولك عايزه الحاجه الفولنيه للبيت.. تروح تجيب لها زي زيها عامل قيمتها من قيمتي في حياتك.. أربع و عشرين ساعه مفيش غيرها على لسانك طيب و انا اللي ضيعت عمري عليك و رفضت اتجوز بعدك ابوك عشان أفضل معاك من غير جوز ام.. في الاخر هي تاخدك على الجاهز من غير اي تعب.. كل ده و تقولي عملت فيا اية اخدت شبابي و سنين عمري..
بعدما أنهت حديثها صمت تام حل على البيت هي مريضة بحبه.. تتعايش معه على أنها زوجته و ايمان ضرتها.. قلبه يتمزق مع كتلة الحقد التي تخرج من عينيها.. لتكمل حديثها بكل قوه و حقد.. و هي تنظر لايمان..
بدريه : مش هسيبه ليكي مهما حصل عشان هو بتاعي انا و بس..
لتتحدث إيمان اخيرا : انت مش جوزتيه لهنا أشمعنا انا عندك مشكلة معايا؟!.
بدريه : عشان هو حبك انتي.. انتي اللي اخدتي ابني مني..
كفايه : تلك الكلمة التي خرجت منه بكل قوه و غضب.. عكس الضعف و الألم المتمكن من صدره..
خالد : كفايه كلام انتي عندك مرض التملك اللي بتحسي بيه ده مش حب.. سنين و انا بتحمل كلامك اللي زي السم عليها و قول معلش يا ولد بتحبك زياده و غيرانه منها زي اي حماه.. لكن انتي طلعتي بتحبي نفسك و بس و انا كل حاجه تكون ليكي..
بالفعل هي متملكه و سيظل معها فقط يفعل ما تريد هي.. فهي أحق الناس به و بماله و حبه..
بدريه : ايوه انا متملكه و مش بس كده البت دي موتها هيكون على يدي لو فضلت جوا حياتنا..
للمره الثانيه يقطع حديثها المريض : مفيش حياتنا من النهارده انتي كان عندك ابن اسمه خالد و مات.. مصروفك هيوصلك كل أول شهر عشان كلام الناس.. غير كده مش عايز اشوفك تاني حتى لو صدفه..
انهارت في البكاء بشكل هستيري لينظر هو لها بسخرية و الألم من تلك النهايه التي كتبتها هي.. و يأخذ بيد حبيبته و يخرج من البيت إلا أن صوت هنا اوقفه مكانه..
هنا : خالد..
عاد بنظره لها قائلا بنظره خاليه من التعبير : انتي طالق و بتلاته..
انتهى الفلاش بااااااااك..
رفع طرف عينه لها فهو أصبح مهشم من الداخل.. لا يريد رأيت أحد أو النظر في عين أحد و خصوصا هي.. يشعر كأنه عاجز عن تخطي تلك المرحلة من حياته يخشى المواجهة بعيون الناس و كأنه فاعل كارثه..
عاد بعينه لعمله مرة أخرى قائلا : امشي يا ايمان لو سمحتي مش عايز اتكلم مع حد...
إيمان بهدوء : عارفه انك مجروح من جوا بس اللي بتعمله في نفسك ده موت.. ارجع زي الاول ارجوك عشان انا مش عارفه اعيش من غيرك...
ظل على حاله و تحدث بنبرة يبغلب عليها الرجاء : امشي يا إيمان..
_____شيماء سعيد______
عند أسيل كانت تقف أمام خزانة الملابس و هي تشعر بتعب يحل بجسدها بالكامل.. حاولت التماسك قدر الإمكان حتى لا تقلقه.. خرج من المرحاض و هو يتأملها بهيام واضح.. اقترب منها و ضمها من ظهرها ليتنفس عطرها الفطري الذي يعطي له طاقه غربية من أجل الحياة..
حمزة : صباح كل حاجه حلوه يا روحي..
حاولت رسم ابتسامة على وجهها فهي تشعر بدوران يحتل جسدها : صباح النور يا حبيبي..
شعر بنبرة صوتها المتعبة.. ليدير وجهها إليه : مالك يا حبيبتي في ايه..
ابتسمت بحب قائله : في العوض..
نظر إليها بعدم فهم : يعني ايه..
أخذت يديها و وضعتها على بطنها المتسطحه : العوض يا حبيبي اللي بسببه حاجات كتير اوي اتغيرت.. و عيون اتفتحت على حاجات كتير كانت فاكره انها حقيقه.. العوض اللي فضلت ابكي 3 سنين عشانه.. كنت أبص لكل واحدة في قلبها طفل و ابكي.. لحد ما جه العوض انت يا حمزة العوض اللي حقق حلم السنين..
حاله من الذهول و عدم الاستيعاب واضحه وضوح الشمس على ملامح وجهه الذكورية..
حمزه : عايزة ايه يعني مش فاهم..
لتتحدث بلهجة الصعديه : جر ايه يا عمدة بجولك حبله..
اتسعت عينه بسعاده بالفعل هذا العوض و أفضل عوض.. حبيبته و جميلته تحمل بداخلها تلك النتفه التي وضعها بداخلها بجنونه و عشقه.. حملها بين يده و وضعها على الفراش بحنان و حذر..
حمزة : بصي يا قلبي انتي طول التسع شهور هتفضلي هنا على السرير..
ابتسمت بسعادة و هي ترى سعادته.. لتقول : فرحان يا حمزه..
تنهد بعمق و هو يجلس بجانبها على الفراش يتأمل في السقف : زي ما انتي قولتي من شويه العوض.. انتي جيتي عوض لتعب السنين و كمان جيبتي معاكي ليا العوض.. الطفل اللي في بطنك ده العوض الوحيد لينا احنا الاتنين..
احتضنها بحنان و هو يكمل حديثة : هسميه عوض ايه رايك..
اسيل بمرح : ايه القرف ده مستحيل اعمل كده في ابني..
ليضحك الاثنان معا بسعاده.. و بداخل كلن منهم شكر لله على تلك النعمه أو العوض كما يقولون..
______شيماء سعيد______
في اليوم الثاني دلفت للجناح الخاص بهم و قامت بوضع الشموع بكل مكان.. و زينتها بشكل رائع ثم دلفت للمرحاض لتخرج بعد قليل و هي ترتدي أحد الفساتين القصيره باللون الأسود.. ليعطي شكل رائع على جسدها الأبيض..
أخذت نفسا عميق لتقلل من توتر الموقف.. نظرت للساعة فهو سيأتي الآن و بالفعل لحظات و كان يدلف للغرفه..
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يراها بذلك الثوب الذي يجعلها ساحرة.. مسكه تضعه أمام الأمر الواقع تغريه بجمالها الزائد.. اقترب منه بحب قائلة و هي تضع يديها حول عنقه..
مسك : حمد الله على السلامه يا حبيبي..
لهنا و فقد السيطرة على جسده ليضع يده على رأسها يجذبها إليه بجنون.. ليخطف شفتيها بقلبه جامحه.. كأنه يصرخ بها بكلمه واحده أريدك.. اترجف جسدها باستجابه له و لرجولته.. بادلته قبلته بجهل و اشتياق فهي الأخرى تريده.. جعلها تنفصل عن العالم و تبقى فقط بذلك العالم الوردي الذي دلفت فيه بفضله..
لم تشعر بنفسها إلا و هي تقول من بين قبلاتهم بهمس : بدر عايزك..
ابتعد عنها ببرود تام و كأنه لم يكن ذلك العاشق منذ قليل :بس انا مش عايزك..
انطلقت الكلمه بداخلها كأنها طلقه نارية بصدرها.. لا يريدها برودة شديده أصابت جسدها و عادت إليها تلك النغزه من جديد و لكن بقوه أشد.. لتقول بصوت متقطع..
مسك : ايه..
بدر : مش عارف اية الصعب في كلامي مش عايزك يا مسك.. أو بمعنى أدق انتي صغيره جدا و مش فاهمه واحد زيي هيكون عايز منك ايه..
الفصل الخادي و العشرون
رفضها.. كلمه قاتله لأي أنثى و قالها.. لا أريدك تشعر بسكين بارد يطحن أنوثتها و قلبها.. برودة غربية تحتاج جسدها فهي مهما كانت صغيرة بالعمر فهي امرأة و فكره رفض زوجها لها قتلها..
مسك : انت شايفني فعلا مجرد طفله منفعش زوجه ليك..
لعن نفسه بكل لغات العالم و هو يرى دموعها تنهار على وجنتها الرقيقة.. هي اهنت رجولته كارجل و انهارت من كلمه و بالنسبه لأفعالها طوال الفترة الماضية..
زاد غضبه عليها أكثر من تقمصها دور الضحية.. ليرد عليها قائلا..
بدر : احساس وحش أن الإنسان يحس انه مرفوض من أغلى حاجه في حياته مش كده..
ليكمل بغضب و هو يشير لقلبه : تعرفي احساسي كان ايه و أنا بسمعك بتقولي لاخوكي أنك مناعه قربي منك.. طيب عارفه يعني راجل يقعد اسبوع كل يوم يحكي قصة شكل لمراته بس عشان يشوفها مبسوطه.. معناها انه بيعشقها مفيش راجل مهما كان حبه يتحمل ده لكن انا كنت راضي و مستعد أفضل العمر كله كده.. عشانك و في الاخر تطلعي رافضة قربي انتي هتني رجولتي و كمان قدام اخوكي..
كل كلمه تخرج منه تزيد من انهيار دموعها.. سمعها و هي تتحدث مع هيثم عن تلك الخطة اللعينة.. هانت رجولته كما قال.. هي لم تتحمل كلمة واحدة منه و هو تحملها و تحمل حديثها مع أخيها .. أين كان عقلها و هي تضعه بذلك الموقف.. نعم كانت خائفه من التجربة و أخذت خطه هيثم فرصة ليزول الخوف منها..
حاولت أخرج الحديث من فمها و لكنه قطعها و هو يتحدث بكل جدية...
بدر : انا اعتبرتك طفله و غلطت عشان كدة عقبتك باللي حصل الأسبوع اللي فات كله.. لكن لو اعتبرتك كبيرة و فاهمه كان هتكون النتيجة حاجه تانيه خالص..
مسك بتساؤل من بين دموعها : انت ممكن تطلقني؟!.
اقترب منها بدر بغضب و هو يضمها اليه حمقاء لا تعلم أنه بدونها و لا اي شيء.. يعشقها يتنفسها مسك حياته كيف لها أن تسأل هذا السؤال.. ضمها إليه أكثر لتلف هي يديها حول عنقه تخنقه كأنه سيفر من بين يديها.. طال العناق و طال معه الصمت..
ليقطعه هو بحديثه الحان.. : ازاي قدرتي تقولها مسك انتي مش مراتي بس انتي بنتي و هتفضلي بنتي لآخر نفس فيا..
رد بهمس : بنتك..
بدر : طبعا بنتي الزوج ممكن سيب مراته حتى لو بيعشقها لكن الأب مستحيل يسيب بنته.. انتي بالنسبه ليا حاجات كتير اوي يا مسك انتي عمر و مسك البدر انتي سنين عمري اللي راحت و سنين عمري اللي جايه..
هذا الرجل يجذبها إليه مثل المغناطيس.. ابتعدت عنه قليلا و هي تنظر داخل عينة.. سنوات و كانت تلك اللحظة مجرد حلم مستحيل سنوات و هي تشاهد أدق تفاصيله من بعيد حتى لا تخرب له حياتة.. كانت تنام كل ليله بدموعها على وسادتها ما بداخلها صعب الوصف فهي فتاه عشقت المستحيل..
سنوات و هي ترى نفسها حقيره ضميرها من الداخل يطعنها بالكلمات.. كيف لها أن تنظر له و هو في مقام ابيها.. كيف تريده حبيبها و أخذه من تلك السيدة التي اعطتها حنان الأم و امنتها على بيتها.. كيف تكون خائنة الأمانة.. قلبها اللعين يدق من أجله و عقلها يتهمها بالخيانة..
حتى تلك اللحظة التي انقلب فيها كل شيء بفضل ليلى لتعيش دون شعورها بالخيانة.. و يأتي بدلا منه الشعور بالنقص و الألم العشق المستحيل.. و ها هو الآن بين يديها زوجته.. عادت داخل أحضانه و هي تغمضت عينيها براحه و اطمئنان تتنفس رائحه عنقه لتثبت لنفسها انه اصبح ملكها ...
مسك : اسفة على كل اللى حصل ده.. بس انا كنت خايفه زي اي بنت مش بس خايفة كنت متوتره من الموقف و من كل حاجه.. انت طول عمرك بالنسبه ليا حلم مستحيل عشان كده عمري ما حطيت اللحظة دي داخل حساباتي و لا عمري تخيلتها..
ابعدها عنه بحنان : خلاص كل حاجه وحشه راحت و انا من قبل ما تعتذري قابل اعتذارك اللي عملته عشان تعرفي غلطتك بس.. لكن انتي عشقي بحبك يا مسك البدر..
ثم عاد بنظره لفستانها يتأمل بوقاحه قائلا : و بعدين في واحد يكون متجوز صاروخ زيك و يكون مش عايزها اكيد حمار..
ابتسمت بدلال يرضى أنوثتها و هي تحرك طرف اصبعها على وجهه : لا متقولش كده على جوزي ده قمر و يجنن اي ست..
ابتلع ريقه و هو يعض على إحدى شفتيه كمحاولة لسيطرة على رغبته بها : شكلك هتموت قريب يا وحش..
شهقت بخجل من حديثه المخجل هذا : بس ايه قلة الأدب دي..
صفعها أسفل ظهرها بخفة حتى لا يألمها : اللي فات مات من النهارده مفيش حاجة اسمها احترام في قلة أدب و بس..
تود لو تنقسم الأرض نصفين و تختفي من أمامه.. ماذا يفعل هو و كيف تحول هكذا.. ارتفعت دقات قلبها و هي تجده يقترب من وجهها يقبلها قبلات خفيفه و متفرقه.. و مع كل قبله كلمه وقحه يوصف بها جسدها..
لتغمض عينيها بخجل و استماع فهو يقتلها ببطء انقطعت أنفاسها و هو يأخذ شفتيها في جولة ممتعه جعلتها تحلق فوق السحاب.. فهو سيفقدها عقلها بخبرته القوه بالنساء و هي تزيد شغفه و سخونة جسده بجهلها و استسلامها المغري له..
ابتعد عنها بعد مده لا يعرف أحدهم إذا كانت طويلة أو قصيره ليقول بتلهث : خمس دقائق و تختفي من قدامي عشان بعد كده مش هسيطر على نفسي..
اتسعت عينها بذهول اهو مازال يعاقبها : انت لسه زعلان مني..
نفى برأسه سريعا : لا طبعا بس أكيد مفيش داخله قبل الفرح و الا ايه..
للمرة الثانية يسيطر عليها الذهول زفاف اهو سيفعل لها زفاف.. بداخلها سعادة غيره عادية ستصبح عروس بثوب الأبيض و لمن له هو لتضم نفسها إليه بحب شديد..
مسك : مش عارفه اقولك مدى سعادتي بحبك..
ابعدها عنه قائلا : انا كمان بحبك بس لازم تخرجي عشان بالطريقة دي مفيش فرح في عيل في السكة..
_____شيماء سعيد_____
انتهى من عمله بالورشه و جلس على أحد المقاعد يرتاح قليلا ليجدها تدلف و على وجهها علامات الخزي من أفعالها.. لم يعطي لها أي اهتمام كفى ما فعلته إلى الآن فهي خربت بيته و حياته.. لتقف أمامه بشكل مباشر قائله بأسف..
هنا : عارفه ان اي كلام ممكن اقوله مش هيغفر ليا خراب بيتك بعد ما ساعدتني و وقفت جانبي.. بس ممكن تسمع حكايتي الأول..
ظل على صمته لتكمل هي تلك الحكاية التي تكرها.. فهي تكره حياتها : ماما ماتت من عشر سنين كنت وقتها عندي تمن سنين .. كانت كل حياتي و فجأة كل حاجة اتغيرت بابا اتجوز و انا بقيت على هامش حياته.. مراته عمرها ما حبيتني صحيح كانت بتتعامل معايا كويس بس مش زي بنتها أو حتى بنت جوزها زي ضيفه في البيت و هتمشي في يوم..
عشت بعيد عن ناس كلها لحد ما حبيت زميل ليا في المدرسة هو أكبر مني بسنة.. بس حبني حسيت معاه اني عايشه و ليا اهميه في الحياه بس برضو ده مادامش كتير..
مرات بابا جبتلي عريس و بابا فرح بيه جدا روحت لحبيبي لقيته حب واحده تانيه.. قالي انه بيحس معاها انها أقرب من روحه عايز يكون جنبها و بس و في نفس الوقت مش قادر يبعد عني.. قررت انا اللي أبعد بس حياتي كانت كلها ضلمه مفيش فيها نقطة امل..
لحد ما لقيتك انت يا خالد حبيت حبك لمراتك حبيت فكرت أنك شايل مسؤوليتها كان نفسي في حد يحبني زي حبك ليها.. و مامتك عملت الباقي انا اسفه على كل حاجه وحشه حصلت بسببي..
رفعت رأسها إليه بشكر : و شكرا انك اتجوزتني بعد ما المأذون رفض جوازنا عشان قاصر فضلت تلات شهور مستني لحد ما كملت السن القانوني و اتجوزتني.. واحد تاني كان رفض و قال في ستين داهيه .. شكرا انك خوفت عليا و على سمعتي شكرا على كل حاجة يا خالد...
رفع عينه لها و ابتسم بحنان اخوي : العفو و انتي من النهارده اختي.. عايزة ترجعي بيت اهلك و الا أاجر ليكي شقه..
انهارت دموعها و هي تقول : اهلي محدش منهم دور عليا او حتى عايز يعرف أنا فين لو رجعت هتجوز الغبي اللي عايزيني اتجوزه..
حاول تخفيف عنها قائلا : يعني هتفضلي كبسه على نفسي..
ليعود إليها مرحها من جديد : ايوه هفضل زي الكبسة.. بس مش عايزه منك شقه انا عايشه مع إيمان..
تغيرت ملامحه للذهول و عدم التصديق مع إيمان.. تلك الكلمة جعلته يتأكد انه يعشق ملاك خارج نطاق البشر.. ادخلتها بيتها و اجلستها معها بعد كل ما فعلته بحقها.. تلك الفتاه العشق قليل عليها..
سألها ليتأكد : ايمان مين مراتي..
حركت رأسها دليلا على صدق حديثها : أيوه اتكلمت معها و حكيت لها قصتي كلها و هي طلبت مني اعيش معها و انا فعلا عايشة معها...
____شيماء سعيد____
في قصر علم الدين كان يجلس بغرفته يتذكرها مثل كل ليله.. حبيبته التي تخلي عنها في أكثر الأوقات احتياجا له.. تركها تواجه الحياة بمفردها و ذهب هو خلف مسك و ما يشعر به معها.. سبعة أشهر يبحث عنها مثل المجنون و لا أثر لها.. يعلم أنه لا يستحق حبها أو أي شيء منها و لكنه يموت بدونها..
خرج من شروده على صوت الباب الغرفه الذي ينفتح دون إذن.. ليجد بدر أمامه و على وجهه علامات الغضب.. ابتلع ريقه بتوتر هو تخطي كل الحدود و بدر تحمله كثيرا.. حاول تخفيف الأمر ليقول بابتسامه..
هيثم : ازيك يا ابو نسب..
أغلق بدر الباب خلفه بقوة و أزال القميص عن سعيه.. اقترب من هيثم ليصرخ الآخر بالألم من تلك اللكمه التي تلقاها من بدر..
بدر : و هو هيبقى فى نسب طول ما انت في حياتي يا حيوان..
بعد أكثر من ربع ساعة ابتعد عنه بعدما شعر بالراحة من ضرب ذلك الهثيم اللعين.. هو يستحق أكثر من ذلك و لكنه يخشى من زعل مسكه.. جلس على الفراش و ترك الآخر يقوم بالألم..
هيثم : ايد دي و الا مرزبه حاسس كأن حيطة وقعت عليا.. مش ايد بني آدم ابدأ..
بدر بسخرية : مش عارف اوصفلك مدى الراحه اللي حاسس بيها بعد العلقه دي يا واد يا هيثم.. حاجة كده تدي للإنسان دافعة لقدام.. بس قولي بقي هي مين..
هيثم بدهشه : هي مين دي اللي مين..
بدر : اللي مخليه عينك بالشكل ده من قله النوم...
هيثم : قصدك ايه..
بدر بجدية : انا عاشق و اعرف العاشق من نظرة عيونه.. قولي يمكن أقدر اساعدك ..
قام هيثم بصعوبة و جلس بجواره على الفراش.. و قص عليه مشكلته و قصة عشقه التي أصبحت مستحيلة.. ليقول بدر بعدما انتهى هيثم من حديثة..
بدر : انت غبي يا يلا في واحد يعمل كده في حبيبته.. مع انك حيوان بس هساعدك بس عارف لو شوفتك صدفه في حياتي انا و مسك هعمل فيك ايه.
رد على مسرعا : لا اختي و لا أعرفها انا معاك يا باشا..
_____شيماء سعيد_____
في أحد العيادات الخاصة بالنسا و التوليد كانت تجلس بجانب زوجها و هي تشعر بسعاده لا يوصفها اي حديث.. حلم السنوات تحقق و أصبحت تحمل في أحشائها ذلك الطفل المستحيل.. رفعت عينيها تتأمل ملامح وجهه الأكثر من جذابة تريد أن تحفره بداخل صدرها بدلا من قلبها..
ابتسمت بتعجب من تلك الحياة و من الأيام.. أوقات كثيره نعتبر انها النهايه و نغلق باب حياتنا علينا لتكون تلك مجرد بداية لراحله جديدة أشد آثاره و أكثر روعه.. تشكر الظروف التي وضعتها بطريقه لتكون تلك هي بدايه الراحلة التي يغلفها العشق..
نظر إليها وجدها تسرح فيه بهيام كأنها تائهة بالملكوت.. ليبتسم هو الآخر بتعجب بعدما كانت حياته جامده.. أتت هي لتعطي لها معنى و لون بشكل آخر..
دلف كلن منهم لغرفة الطبيبة لتقف هي بتقدير و احترام لعمده بلدهم.. جلست على فراش الكشف و هي متحمسة جدا لرأيت طفلها على الشاشه خاب أملها عندما وجدت مجرد نقطه سواء..
أسيل : هو فين البيبي؟!..
الطبيبة بابتسامه : لسه بدري انتي لسة حامل في أجل من شهر..
ابتسم حمزه و هو يضم يديها إليه : لسة بدري يا حبيبتي مش دلوقتي..
أسيل بحزن طفولي : نفسي اشوف ابننا يا حمزة..
قبل أن يرد عليها قالت الطبيبة بذهول : ايه ده هي مرتك يا حضرت العمده..
اغمض عينيه بغضب من تلك الورطه التي وقع بها.. كيف نسي أمر أهل البلد و حديثهم عن زواجه.. رسم الجمود على وجهه و هو يقول..
حمزة : اكيد مراتي امال جاي اشوف ابن الجيران..
بعد خروجهم أخذ يلعن غبائه كيف نسي ذلك الأمر..ثواني و ابتسم بخبث فهو حل المشكلة دون فعل أي شيء.. بعد ساعه واحده من وصلهم القصر كانت الطلاقات الناريه بكل مكان لتنتفض هي برعب..
أسيل : في ايه يا حمزة..
حاول بث الاطمئنان بداخلها قائلا : اهدي يا روحي مفيش حاجة.. بس لازم الكل يعرف انك مراتي..
ابتسمت بسعاده و هي تضم نفسها له أما هو ضمها بحنان و هو يبتسم على جنونها.. و لكن انقلب كل شيء بلحظة عندما تحدث فرد من أهل البلد بغضب..
الشخص : ايه ده اتجوزت متطلجه يا حضرتك العمدة اتجوزت خرج بيت.. ازاي عمدة بلدنا يعمل أكده..
الفصل الثاني و العشرون
وقعت الكلمة عليها مثل الحائط وضعت يديها على عنقها تحاول تفادي شعورها بالاختناق.. هي ابنة الدالي طوال حياتها محط أنظار الجميع من ينظر لها بحسد و الآخر بإعجاب.. أخذت قرار الطلاق دون النظر لردود أفعال المجتمع فهي أسيل الدالي.. و لكن الآن بعد حديث ذلك الرجل شعرت بنقص كبير و معانات المرأه في المجتمعات الفقيره.. فهي تنتهي حياتها بمجرد الطلاق..
شعرت أيضا بنظرة الناس لزوجها حمزة ذلك الرجل أعطى لها الحب و الحياه.. و هي بالمقابل وضعته أمام الناس بذلك الموقف.. حاولت الابتعاد عنه و الرحيل إلا أنها شهقت برعب عندما وجدت ذلك الرجل الذي تحدث عنها ملقى على الأرض بعد تلك الطلقة التي صوبها حمزه على قدمه..
اتسعت عينيها بذهول أكثر و هي تسمعه يقول بكل غصب لأحد رجاله ..
حمزة : حسن الكلب ده يروح المحزن القديم.. لسة ليا حساب معاه..
ابتعد عنها قليلا و احتضن يديها قائلا للجميع : مرت حمزة الطحاوي خط أحمر للكل.. اللي هيجيب سيرتها بكلمه واحده عمره مش كفاية عندي.. كفايه جهل و تخلف كفايه الأمراض اللي ملت عجولكم و جلوبكم.. يعني ايه ست متطلجه يعني حياتها انتهى طيب هي اتطلجت ليه عشان فيها عيب اكيد.. لكن هو كامل مستحيل يكون فيه عيوب صوح.. كل ده بغبائكم ده دمرتوا حياه بنات كتير.. من النهارده اللي هيجول كلمه واحده عن أي ست عقابه هيكون عندي انا هيتمني الموت و مش هيطوله..
بعد بكره فرحي جدام الكل اللي عايز يحضر بيت العمدة موجود و الا مش عايز بيتي مجفول له لو هيموت.. و مرتي خط أحمر و لو فيه حد معيوب يبقى انتوا مش هي..
أنهى حديثه و أخذها و دلف للداخل و هي تدفن وجهها بداخل صدره تخفيه من الجميع جلس بها على أحد المقاعد و هو يقول بجديه..
حمزة : ارفعي راسك انتي مش عامله مصيبة..
قوتها على التحمل انتهت و انفجرت باكيه بقهر..
ذلك الموقف الذي وضعته فيه منذ قليلا لم يكن في أبشع أحلامها.. لماذا الجميع كان ينظر لها على أنها غير كاملة لماذا عيونهم كانت بداخلها الحقد و الكره لها.. هو أخذ حقها و لكن قلبها يبكي ألما يريد العودة لعالمها الأكثر بساطة لأول مره تريد العوده داخل أحضان معتز الدالي...
اسيل : انا عايزه امشي يا حمزه.. مش قادر ابص لأي حد من اللي هنا كلهم شايفين اني معيوبه و مش ليقه على كبيرهم.. عايزه حضن بابا يا حمزه...
بعد كل ذلك تريد الرحيل و الفرار.. قام وقف أمامها و وجهه لا يبشر بالخير...
حمزة : عايزه تمشي بعد كل ده عايزه تسبيني و تمشي.. ماشي يا أسيل امشي خليكي الباقي من عمرك كده.. أبسط حاجه عندك الهروب و البعد..
كان يتحدث و هو يشير لباب القصر يحثها على الرحيل.. لتركض تتعلق به كالطفله التي تتعلق بابيها كنوع من الاعتذار..
أسيل : اسفه يا حمزة انا مقدرش اعيش من غيرك.. بس غصب عني خايفه..
ضمها إليه هو الآخر بارتياح : طول ما انا جنبك اوعي تقولي الكلمه دي تاني..
ثم أكمل بوقاحه : كفايه نكد لحد كده ابني بينادي عليا..
ابتعدت عنه قائلا باستفزاز : كان على عين يا روحي بس ابني نايم و مش بينادي على حد..
أنهت حديثها و هي تفر من أمامه هاربه ليذهب خلفها بخطوات سريعه و هو يتوعد لها بليله جامحه.. تلك الفتاه التي افقدته عقله و هيبته أمام الجميع كيف لحمزه الطحاوي ان يركض أمام الخدم.. يهون كل شيء مقابل تلك الابتسامة التي يراها على وجهها الآن..
______شيماء سعيد_____
دلف لبيتها لأول مرة بعد ما حدث.. أخذ يبحث عنها بكل مكان اشتاق لها و لحنان قلبها يعلم أنها بمفردها الآن.. فهو رأى هنا و هي تخرج من المنزل.. ابتسم بخبث و هو يجدها تقف في الشرفة تنظر للورشه الخاصة به.. كأنها تريد الطيران إليها حبيبته اشتاقت له كما اشتاق هو لها..
اقترب منها بحذر شديد حتى لا تأخذ بالها من وجوده.. ليسمعها تقول بقلق.
إيمان : هو راح فين كل ده..
ليقول و هو يضم ظهرها إليه بشغف : وحشتك..
شهقت بفزع و هي تنظر خلفها بعدم استيعاب.. هل هو أمامها بعد تلك المده تشعر كأنها داخل أحد أحلامها فهي الآن تعيش على الأحلام.. خالد بجوارها و هي وجهه ابتسامته الساحرة..
انفجرت باكيه و هي تضع يديها على وجهه تتأكد من وجوده معها.. منذ أكثر من سبعة أشهر و هي تفتقده و تتألم بسببه.. ضمها إليه بحنان يريدها إخراج ما بداخلها لترتاح قليلا.. انقسم قلبه نصفين و هو يسمع حديثها..
إيمان : خالد انت هنا بجد..
خالد : بجد يا روح خالد..
عاد عده خطوات للخلف من دفعتها القوية إليه.. لم يفعل أي شيء فخطأه كبير مهما حدث.. لتقول هي بغضب تخرج كل ما بداخل قلبها المقهور..
إيمان : لسه فاكر تيجي تسأل عليا او اني موجودة في حياتك اساسا.. قلبك ده ايه حجر مره تبعد ست شهور و تيجي تقولي اتجوزت هنا.. انت عارف الكلمه دي عملت فيا ايه قتلتني حسيت اد ايه أنا و لا اي حاجه بالنسبة لك.. ليه مجتش وقتها تقولي الحقيقة يمكن مكنش حصل كل ده و قلبي انكسر بالشكل ده.. و في الاخر تبعد تاني مش كدة و جاي على مزاجك..
قطعها و هو يضمها إليه و يحرك يده على شعرها.. كمحاولة منه لتخفيف عنها.. كل ما قالته صحيح بسبب غبائه هذا حالهم الأن.. في البدايه رفض منها اي كلمه تخص علاقتها بوالدته و بعد ذلك زواجه من هنا دون إبداء اي مبرر.. و بعد ذلك بعده عنها طوال تلك الفتره الماضية..
خالد : عندك حق في كل كلمة قولتيها انا غبي دمرت كل حاجه حلوة بنا.. سنين و انا شايف كره أمي ليكي و اقول بكره تحبها.. و في الاخر اتجوز عليكي مهما كانت الظروف اللي عاملته غباء و بعدي طول الفترة دي.. بس صدقيني لكل حاجه سبب..
ابتعدت عنه قليلا.. لتقول و هي تمسح دموعها بطرف ملابسها كأنها طفله بالخامسه من عمرها.. ذلك أعطى لها شكل ساحرة جعله ينسى كل شيء.. و أي حديث أتى من أجله و تذكر فقط اشتياقي لحبه الكريز خاصتها..
ليهبط عليها مثل الأسد الجائع يأكلها بشهية عالية.. ينتقل بينهم كأنه غريق وصل اخيرا لشطئ النجاه.. ارتجف جسدها بخفة تحت يده فهي الأخرى اشتاقت إليه و لحنانه عليها و غرامه بها.. خالدها و رجولها الأول و الأخير.. أخذت تتجاوب معه بكل المشاعر المنحسره بداخلها.. لتبدأ حرب مشاعر مشتاقه بداخل كلن منهم..
ابتعد عنها بعد فتره طويله لانقطاع انفاسهم.. قائلا بارتياح و شغف..
خالد : وحشتيني يا اغلى ما في دنيتي كلها..
حاولت استجماع قوتها.. و هي تقول : قول أسبابك عشان نقفل الصفحه دي للأبد من غير ذرة شك جوا اي حد فينا..
تحدث و هو يأخذها من يديها يجلس بها على أحد المقاعد و يضمها داخل صدره ساندا ذقته على رأسها..
خالد : لما رفضت اقولك سبب الجواز كنت خايف تبعدي عني للأبد.. خالد البرنس كان خايف من البعد يا إيمان.. كنت خايف على صورتي قدامك ازاي ممكن تبصي في وشي بعد كده و انا عملت كده في واحده بنت.. و كمان خانتك كنت خايف لتكرهيني اكتر من أنا كاره نفسي اذا كان أنا كاره ابص لنفسي في المرايا هشوف لنفسي في عينك ازاي..
أما البعد اللي حصل ده عشان برضو مش قادر اشوف غبائي و ضعفي في عينك.. آسف يا حبيبتي..
رفعت رأسها إليه بابتسامه : مهما كان شكلك انت في عيني احسن راجل في الدنيا.. انا مرايتك و انت مرايتي.. بلاش البعد تاني يا خالد..
خالد : مفيش بعد تاني يا قلب خالد..
ابتسم بمكر و هي يتذكر شيء : كان في بنا حساب على موضوع البرنس و الاسطوره..
انتفضت تحاول الابتعاد عنه إلا أنه أحكم يده عليها.. قائلا : عايزك تكوني ليا بالأبيض يا قلب البرنس ايه رأيك..
توقفت عن المقاومة و نظرت إليه بسعاده لا مثيل لها.. أخيرا ستكون له بذلك الثوب الذي تمنت أن ترتديه له و تكون ملكه أمام الجميع.. ان تكبر قطعة منه بداخلها تعطي لحياتها معنى و لون خاص..
إيمان : اكيد طبعا موفقه...
_____شيماء سعيد_____
كانت تمشي بطرقات دون هدف.. فهي دائما على هامش الحياة مجرد محطه بحياه الجميع.. من اول أبيه الذي اعتبرها توفت مع والدتها لذلك العاشق المزيف.. هيثم و اه منه و من قلبها اللعين الذي مازال يعشقه.. يعشق شخص تخلي عنها باصعب أوقات حياتها ذلك الوقت التي تمنته يضمها فيه و يخفف عنها جروح الأيام..
دلفت لذلك المطعم الذي بدأ فيه اول لقاء غرامي بينهم و آخر لقاء أيضا.. هنا اعترف بالعشق و هنا قرر الرحيل.. جلست على أحد المقاعد و هي بداخلها ألف سؤال و سؤال هل هو سعيد الآن.. هل الأخرى تعشقه كما عشقته هي.. يتذكرها ام حتى الذكرى اختفت من قلبه..
لم يقل حاله عن حالها دلف هو الآخر نفس المطعم.. و لكن هدف مختلف عنها هي تريد الذكريات و هو يتمنى اللقاء.. و أول مره نسمي عن أمنيه تتحقق فالأمنيات دائما تظل مجرد رغبه في تحقيق شيء مستحيل.. رآها أمامه بوجهه باهت كأنه لامرأة بالخمسين من عمرها..
اقترب من مقاعدها بلهفة و هو يقول...
هيثم : هنا انتي موجودة فعلا..
رفعت رأسها إليه من اصعب اللقاء بعد الفراق بحالتهم تلك.. رسمت ابتسامة ساخرة على وجهها : ايوه موجودة كنت فاكر اني هموت في بعدك و الا ايه..
هيثم : بعد الشر عليكى يا حبيبتي.. انا اللي في بعدك ميت...
للمره الثانيه تشعر بالسخرية من حديثه.. : امال فين اللي بتحس معاها بحاجات عمرك ما حسيت بيها قبل كده.. اللي حياتك من غيرها مستحيلة راحت فين..
هيثم : انتي اللي حياتي من غيرك مستحيلة و بعدك أموت...
هنا : بس شايفك عايش من يوم ما سبتني عادي..
يعلم أن قلبها يحمل الكثير و الكثير منه.. و أنه السبب في حالتهم و تلك النهايه القريب لعشقهم بسبب غبائه.. قعد بالمقعد المقابل لها.. يقول بنبرة يطوف عليها الرجاء..
هيثم : اديني فرصة واحده هصلح بيها كل حاجه..
هنا : ياااا فرصة واحدة ترجع بيها كل حاجه.. هتقدر تخليني احبك تاني هتعرف تخليني أثق فيك و احس بالحب و الأمان و انا معاك زي الاول.. تفتكر ده ممكن يحصل..
هيثم بلهفة : هقدر بس انتي قولي موفقه..
قامت من مكانها و قالت و هي في طريقها للرحيل : حتى دي مش هقدر أثق فيك عشان اديهلك..
_____شيماء سعيد_____
لأول مره منذ زواجهم تتعامل على أنها امرأة متزوجه و ليست طفلته المدلله.. تقف بكل انوثه و دلال في غرفه الملابس تختار له ملابسه.. شعرها الطويل مغطى ظهرها بالكامل و ترتدي فستان بيتي قصير يظهر جمال ساقيها.. اقترب منها وجدها بعالم آخر كل ما تفكر به هو الملابس فقط..
جذبها إليها و ضم ظهرها بحنان.. دفن رأسه بعنقها يتنفس عطرها رفع حاجبه بدهشه.. هذه الرائحة لا تخص مسكه اهي غيرت عطرها كما غيرت طريقة ملابسها..
بدر : البرفن ده مش بتاعك انتي غيرتيه..
أمات برأسها بإيجاب و هي تبتسم بحماس : اه غيرته و غيرت طريقة لبسي و بكره هروح البيوتي سنتر اغير شعري.. عايزة أكون قمر عشانك يا حبيبي..
ضمها أكثر و هو يقول : بصي يا ستي أولا أنا بحب البرفن القديم بعشقه بحسه بيحكي عن كل لحظه بنا.. ثانياً بقى شعرك روعة اوعي تقربي منه عشان ممكن اعلقك على باب القصر.. ماشي يا قلبي..
دارت بجسدها إليه و وضعت يديها خلف عنقه : يعني انت بتحبني زي ما أنا..
بدر : طبعا يا روحي انتي جوهرة غاليه و الجوهر قيمتها بتفضل زي ما هي مهما مر عليها.. عشان كده جوهرتي الغاليه لازم تفضل بقيتها من غير تغيير..
ثم أضاف بعبث : بس البس كده تحفه عايزك كده على طول و الا أقولك اقلعي خالص..
شهقت بخجل من حديثه فهو أصبح شخص آخر غيره.. تصرفاته طريقة حديثه تخجلها نظرته تجعلها تذوب مثل الثلج..
مسك : بدر ارجوك بلاش طريقه كلامك دي.. بحس اني عايزه اختفى..
بدر : اتعودي عايزك تتعودي على أننا واحد... مفيش بنا كسوف أو قيود كل حاجه بنا مباحه فاهمه يا مسكي..
دفنت نفسها بصدره تتمسح به مثل القطه.. ليكمل هو حديثه : طيب يلا نحضر الشنط عشان نمشي بالليل..
مسك : نمشي فين..
بدر : هنسافر الصعيد عشان الفرح بتاعنا..
ابتعدت عنه و هي تتحدث باعتراض : طيب ليه منعملش الفرح هنا ليه .. احسن هناك مش هنكون على راحتنا و يكون معانا أصحابنا هناك مش هيكون معانا حد.. و انت هتكون في مكان و أنا في مكان مش هعرف افرح كويس يا بدر..
ماذا يقول لها انه يريد الاختفاء بها من عيون الناس.. انه يخشى مواجهة الجميع بحبه لها و يخشى من نظرتهم لهم و كلماتهم السامة التي تكاد تقتل مسكه ..
بدر : لو قولتك السبب هتفهمي موقفي...
مسك : اكيد يا حبيبي...
بدر : نظره الناس ليا و ليكي هتكون وحشة جدا.. خايف اشوف في عينيكي نظره خجل مني او من انك اتجوزتي راجل أكبر منك بكتير.. خايف تسمعي كلمة وحشه من حد تجرحك و تكسر فرحتك..لكن هناك مش كده عادي الراجل يتجوز اللي هو عايزها مهما كان فرق السن بنهم من غير اي كلمه ليها أو له
.. فاهمني يا روحي..
تفهمه و لكن الناس لا قيمه لها في حياتها.. هي تحبه و تريده رغم عن أنف الجميع.. لن تجعل حديث الناس و نظرتهم حاجز في حياتها لن تستلم لهم بتلك الطريقة.. أخذت نفسا عميق و هي تقول بجدية هادئه كأنها تحدث طفل صغير ..
مسك : بدر حبيبي احنا مالناش علاقة بالناس انت بتحبني و انا بحبك و مفيش له عندنا حاجه.. الفرح ده لينا لوحدنا عشان نعلن للكل انك ملكي و انا ملكك.. يعني مثلا لو حد فيا جره له حاجه في حد منهم هيكون معانا أو حتى يفكر فيا اكيد لا.. الناس مش بييجي منها غير المشاكل..
تلك الفتاه تقتله بجمالها و حديثها.. ليثبت وجهها بيده و يلتهم تلك الشفاه التي تنطقت بتلك الكلمات.. قبلته لها تشعر بلذة تشعل جسده بالكامل تجعله يريد أكلها مثل حبيبات الفراوله الطازجة.. لأول مرة تبادله دون خجل أو قيود تفعل كما يفعل.. لتجعله يحرك يده بحريه على جسدها الناعم يكتشفه أكثر و أكثر..
و هي ذائبه تائهة كأنها في رحلة خياله من السعاده..ابتعد عنها بعد فتره و حملها للفراش ليأخذها داخل أحضانه ينتظر بعد غد فارع الصبر..
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺