رواية حب رحيم الجزء الثاني الفصل الثاني بقلم سمر عمر حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية حب رحيم الجزء الثاني الفصل الثاني بقلم سمر عمر حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية حب رحيم الجزء الثاني الفصل الثاني بقلم سمر عمر حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


" مشهد 2.. "

" من أجلك.. "

في الصباح الباكر وصلت ندى إلى الفيلا ومعها حقيبتها.. وقفت تقرع الباب وانتظرت للحظات حتى فتحت سيدة وفيه ورحبت بها.. ثم أخذتها إلى حيث الغرفة التي ستمكث داخلها.. أعجبت ندى بالغرفة ونظامها الرقيق كان في خيالها أن تلك الغرفة ستكون غير منتظمة ولن تعجب بها ولكن هي على عكس ما فكرت به تمامًا .. 

تركتها السيدة وفيه وخرجت إلى حيث غرفة مائدة الطعام و وقفت إلى جوار رحيم وهو يتناول طعامه وقالت : 

-رحيم بيه المربية وصلت 

قال دون أن ينظر إليها : 

-خليها تنتظرني في المكتب 

اومأت موافقة ثم ذهبت إلى ندى وأخذتها إلى غرفةِ المكتب ثم تركتها وعادت إلى عملها.. جلست على المقعد المجاور للمكتب ورأسها تلتفت في كل مكان فقد أعجبت كثيرًا بالمكتبةِ التي تقع في جميع أنحاء الغرفة بدلًا من طلاء الحائط وتصل إلى السقف.. داخلها الكثير من الكتب فتنهدت بعمق وقالت بابتسامة واسعة : 

-شكله بيحب القراءة زيي

دخل رحيم الغرفة وقام بفتح النافذة التي تقع على يمين المكتب ليدخل ضوء الصباح.. ثم جلس أمام المكتب فتحدثت ندى بمرح : 

-صدفه غريبة اوي بصراحه.. وأنا أسفه على اللي حصل مني امبـ.. 

مد يده بورقه يناظرها بملامح جامدة مقاطعًا لها وهو يقول بنبرة رجولية مميزة : 

-اكتبي بياناتك هنا 

اختفت ابتسامتها فجأة في تعجب من تصرفه وعدم اكتراثه لحديثها.. وأخذت الورقة من يده فتناول قلم و وضعه أمامها لتأخذه وبدأت تكتب بيناتها.. فيما تناول سيجارة واشعلها ليسحب الدخان إلى صدره ويزفره بهدوء ..انتهت من كتابة البيانات و وضعت الورقة والقلم فوقها أمامه ..رفع الورقة يفحص بياناتها فقط بعينيه ثم نظر إليها بثقل قائلًا : 

-أنتِ بنت رؤوف الشاذلي 

اومأت بالإيجاب ثم تساءلت بمرح : 

-تعرف بابا ؟! 

عاد بمقلتيه إلى الورقة وهو يجيب بثقه : 

-غني عن التعريف 

ثم وضع الورقة داخل ملف وتحدث بجدية وهو يدخن السيجارة : 

-أنتِ سادس مربية للأولاد.. إذا مقدرتيش تتعاملي معاهم من النهاردة فياريت تمشي 

كان يتحدث وهي شاردة في نبرة صوته المميزة التي حركت قلبها من الداخل وعيناها على ساعة يده المميزة والتي خطفت انظارها وطريقة مسكه للسيجارة ..فكل شيء يخصه نجح في أن يخطف قلبها وروحها أيضًا انتظر أن ترد عليه ولاحظ شرود تلك البلهاء في ساعته فنظر إلى الساعة ثم ضرب على المكتب بيده الأخرى لتفيق من شرودها وتنظر إليه ببلاهةٍ وكرر حديثه ثانيةً ولكن هذه المرة بحده.. فأجابت سرًا : 

-هستحملهم علشانك.. 

ثم أجابت فورًا : 

-طبعًا.. أكيد 

اشمئز من إجابتها البسيطة وطلب منها أن تخرج الأن.. نفذت رغبته فورًا ونهضت مغادرة الغرفة ثم اتجهت نحو المطبخ مناديه على السيدة وفيه ..تقابلا الاثنتان عند باب المطبخ فقالت ندى : 

-أنا عايزة اوصلهم للباص 

فكرت للحظات ثم ابتسمت لها موافقة فاتسعت ابتسامتها وخرجت إلى البهو الواسع ..فيما وقف رحيم أمام باب غرفة المكتب من الداخل ينظر إلى ندى التي لم تراه بفضل عدم إضاءة الغرفة ..فيما هبط الإثنان الدرج و وقفا ينظران حولهما بحثًا عن سيدة وفيه والتي لم تأتي كي تأخذهم إلى الحافلة ..اقتربت ندى منهم بعدة خطوات وقالت بابتسامة لطيفة : 

-أيه رأيكم اوصلكم للباص النهاردة 

لن يكترث الأثنان لها ونادى ريان بعصبية على سيدة وفيه جعل جسدها ينتفض متسع العينين فيما خرجت وفيه فركض الأثنان إليها لتنظر إلى ندى الحزينة بحزن ثم أخذت الأطفال إلى الحافلة.. أغمض رحيم عيناه قابضًا قبضته وهو يشعر بالشفقة عليها فهي كانت تتحدث إليهما بلطف على عكس من جاءوا قبلها ..طرد تلك الأفكار فورًا من رأسه وأخذ يطرح على نفسه عدة أسئلة.. أهمها لما هو مهتم بها فهي مثلها مثل الآخرين.. 

مازالت ندى واقفة شاردة في الفراغ الذي كان يحتله ريان منذ لحظات ..ولم تفيق سوى على صوت رحيم الذي تقدم نحوها ببطءٍ شديد و وقف خلفها عاقدًا حاجبيه كعادته وتحدث بحده : 

-لو سمحتي تحاولي معاهم مرة تانية 

التفتت إليه تحملق به في تعجب فهو يطلب منها أن تحاول معهم ولكن بحده ..فكان يجب عليه أن يتحدث إليها بلطف بل ويترجاها أيضًا ..لن تستطيع كتم ما فكرت به ورفعت سبابتها إليه بحنق قائلة : 

-أنت بتطلب مني احاول فكان المفروض تطلب الطلب ده بلطف و ود 

تحركت مقلتيه إلى سبابتها التي ترفعها أمام عينيه بكل جرأة ..فلم يتجرأ أحد من قبل ويرفع أصبعه في وجهه هكذا.. عادت مقلتيه بالنظر إليها بثقل رافعًا يده واضعًا سبابتها داخل قبضته يضغط عليه بشدة.. فاتسعت عيناها تنظر إلى يده متأوه فكاد أن يكسر أصبعها وأخذت تضرب أقدامها في الأرض من كثرة الألم وهي تقول بتذمر : 

-هينكسر في ايدك.. أنت ..أنت! 

كان ينظر إليها بملامح جامدة وبثبات وبكل هدوء ترك سبابتها فنظرت إلى سبابتها وأخذت تحركه لتطمئن عليه.. فيما تحدث رحيم بصوت عنيف : 

- أنا مفيش حد يعلمني اتكلم ازاي ..فاهمة ؟! 

رفعت عيناها إليه بألم ولكن سرعان ما تحولت نظراتها إلى التحدي واعتدلت في وقفتها وقد رفعت أحد حاجبيها وهي تقول : 

-وأنا محدش يديني أوامر ..لو قعدت هنا هقعد بمزاجي 

جز أسنانه قابضًا قبضته بقوة حتى أبيضت أنامله وينظر في عينيها بنظرات متوعده ..فانتفضت معادتها رعبًا من نظراته تلك بل وقلبها أيضا نبض برهبه ولكن تماسكت بالثبات أمامه مواجه إياه بكل شجاعة وتحدي.. تتمنى الأن أن يغادر من أمامها لتخرج رعبها المكتوم داخلها..

نادى على السائق الخاص به بعصبية وعنف فلم تستطيع أن تسيطر على خوفها أكثر فاهتز جسدها رعبًا متسعة العينين وأخذ صدرها يعلوا ويهبط ..فيما جاء السائق وأخبره أن السيارة جاهزه فلم يجيب عليه ورماها بنظرة غاضبة واضحة ثم التفت مغادرًا تاركًا إياها تجلس على الدرج تلهث واضعه يدها أعلى صدرها وتنظر حولها وهي تقول بصوت مهلك وكأنها كانت في سباق للركض : 

-يا حظك يا ندى ..يخرب عقله طير عقلي.. 

ثم ابتسمت بهيام وتابعت : 

-لكن يتحب 

رات سيدة وفيه تدخل المنزل وأغلقت الباب ..فنهضت متجه نحوها بخطوات سريعة و وقفت أمامها قائلة : 

-سيدة وفيه.. ارجوكِ كلميني عن ريان وأشرقت 

-بصي يا ندي متدخليش في تفاصيل شخصية نصيحه مني ..وأنتِ هنا علشان تخدي بالك منهم ومن مذاكرتهم وبس كده

ما أن أنهت حديثها تركتها عائدة إلى المطبخ ..فتنهدت ندى بعمق ثم دخلت إلى الغرفة مغلقة الباب بظهرها.. ظلت حبيسة تلك الغرفة لساعات طويلة حتى شعرت بالملل..

بعد دقائق استمعت إلى صوت الحافلة فخرجت من الغرفة فورًا راكضةً إلى باب المنزل لتقم بفتحه وانتظرت الأطفال ..حتى جاء بهم الأمن وتركهم يدخلون الفيلا راكضين نحو الدرج فأغلقت ندى الباب ثم ذهبت خلفهم وصعدت الدرج لتجد كل منهم دخل غرفته ..بللت شفتيها بلسانها و وقفت أمام غرفة أشرقت تقرع الباب ثم فتحته وأدخلت رأسها فقط رأتها جالسة على حافة الفراش في صمت.. 

دخلت ندى بهدوء مغلقة الباب خلفها واقتربت منها ثم جلست على ركبتيها أمامها لتكون في مستواها وأشرقت تنظر إلى اتجاه النافذة.. فقالت ندى بلطف : 

-تحبي أساعدك في تغير هدومك !.. 

لم تجيب عليها أو تنظر إليها حتى و طال الصمت بينهم فنظرت ندى إلى ما تنظر إليه لم تجد شيئًا يلفت الانتباه لهذا الحد ..ثم نظرت إليها ثانية بابتسامة قائلة : 

-شنطتك جميلة اوي.. كان عندي واحده وأنا صغيرة ..بس أنا اللي كنت عاملاها بنفسي.. 

استطاعت هذه المرة أن تلفت انتباها فقد نظرت أشرقت إليها أخيرًا.. سعدت ندى لمجرد أنها نظرت إليها وأخبرت نفسها أنها بداية رائعة وتابعت بحماس : 

-أه كنت بعمل لنفسي شنط كتير.. وكمان أحذية وفساتين ..ماما هي اللي علمتني التصميم وازاي أشتغل كروشيه 

-ماما سبتني ومشيت 

نطقت أخيرًا لتستمع ندى إلى صوتها الطفولي الرقيق ولكن ملئ بالحزن والألم ..فشعرت بها كثيرًا فقد فقدت والدتها هي الأخرى.. عقدت بين حاجبيها بحزن ومسكت بيديها الصغيرتين وقالت لتهدئها : 

-أنا كمان فقدت أمي ..هما في مكان أحسن دلوقتِ حبيبتي ..

ثم رفعت حاجبيها بمرح وتابعت بابتسامة واسعة : 

-أي رأيك أعلمك الكروشيه ..وكمان اعملك شنطة حلوه ..وهعلمك الرسم والتلوين الصح 

أطرقت عيناها ولم تجيب عليها فتنهدت ندى وفضلت أن تتركها الأن ..فقبلتها على وجنتها بحنان ثم نهضت متجه نحو الباب فنظرت أشرقت إليها واضعه يدها على وجنتها التي قبلتها حتى خرجت ندى من الغرفة مغلقه الباب خلفها.. ونظرت إلى غرفة ريان فأخذت نفسا عميقًا ثم زفرته بهدوء و وقفت تدق الباب ثم دخلت مغلقة إياه خلفها.. وأخذت تنظر حولها بحثًا عنه ولم تجده ..خرج من الحمام الملحق بالغرفة تفاجأ بها فوضع ثياب المدرسة على مقدمة الفراش ثم دثر نفسه في الفراش ..فنظرت إليه وتقدمت نحوه و جلست على حافة الفراش وقالت مداعبه : 

-حد برده ينام من غير وجبة الغدا.. 

نظر إليها عاقدًا حاجبية بتأفف مما شعرت أنها ترى رحيم أمامها فاختفت ابتسامتها وقالت في تعجب : 

-أنت تشبه أخوك رحيم جدًا 

رفع حاجبيه في دهشة وتحدث أخيرًا : 

-معنديش أخوات غير أشرقت ..رحيم بابا 

جحظت عيناها وابتلعت لعابها عنوه وهمت واقفة تطلع إليه في دهشةٍ متسائلةً : 

-أبوك ؟؟ ..أبوك يعني متجوز أمك؟!! ..

حرك رأسه بتأكيد فحدقت به للحظات من الذهول وأخذت تتمتم وهي تفرك في يديها : 

-يا خبتك يا ندى.. الراجل الوحيد اللي اعجبتي بيه جيتي تربي عياله ..يا خبتك يا ندى 

مسحت على جبينها وشعرت بالحزن الشديد وأخذ قلبها يدق داخل صدرها برهبه ..ثم تركته وغادرت وهي تنظر إلى الأمام شاردة وهبطت الدرج وكان رحيم يدخل المنزل و وقف ينظر إليها بجمود واضعًا يديه في جيبي سرواله ..مضت من أمام سيدة وفيه والتي أخبرتها أن تأتي وتتناول معها وجبة الغداء ولكن تابعت السير دون أن تلتفت إليها أو تتفوه بكلمة .. فتعجبت من تصرفها فيما ضيق رحيم عيناه قليلًا وهي تقترب منه دون أن تنتبه وعندما اقتربت منه أكثر اتسعت عيناها وهي ثواني وانصدمت في صدره فتأوهت بحفة وفاقت من شرودها لتبتعد عنه ونظرت إليه بلهفة محدقةً به.. 

فقال بحده : 

-مش تفتحي ..أنتِ مش شايفه قدامك ازاي هتخلي بالك من أولادي.. 

جزت أسنانها عندما استمعت إلى كلمة " أولادي " وشعرت بالألم يذبح صدرها.. فيما نظر إلى وفيه وتحدث بعنف : 

-سيدة وفيه شوفي واحده غيرها وأنا هديها حساب امبارح و النهاردة 

ثم اتجه صوب غرفة المكتب بخطوات واسعة ويبدو عليه الحده البالغة ..فيما ظلت ندى واقفة مكانها تفرك أصابع يديها في توتر و وجدت سيدة وفيه تقف أمامها وكادت أن تتحدث ألا أن تحدثت ندى بحزن : 

-اسفه والله مكنش قصدي ..أنا بس ..بس كنتـ..

قاطعتها قائلة : 

-ادخلي سمعيه الكلام ده ..يلا بسرعة 

مسحت على وجهها ثم التفتت متجه صوب غرفة المكتب ودخلت بعد أن قرعت الباب ..رأته يقف أمام النافذة يدخن سيجارة فاعتذرت له ليلتفت برأسه إليها بثقل فأطرقت رأسها وقالت بحزن : 

-فرصة تانية أثبت لك اني قد المسؤولية 

أبتسم بخفة وقال بقصد مضايقاتها : 

-أنتِ اللي بتترجيني دلوقت..

رفعت رأسها بلهفة لتنظر إليه في تعجب.. فاستدار نصف استدارة ليواجها بكبرياء وقال : 

-هفكر وارد عليكِ.. بس في الوقت اللي بفكر فيه ياريت تكوني جهزتي حاجتك علشان ممكن موافقش 

جزت أسنانها بغيظ حتى استمعت إلى صريرها ورفعت رأسها قليلًا تقول بثقة : 

-متأكدة انك هتوافق ومش هتحتاج أنك تفكر 

سحب أخر نفس من السيجارة وزفرة بهدوء ثم اطفأها في مطفأة السجائر التي على شكل تاج ملكي ..ثم تقدم نحوها فنظرت إلى أقدامه التي تقترب منها حتى وقف أمامها مباشرةً فابتلعت لعابها بصوت مسموع ورفعت رأسها إليه كي تقابل عينيها عيناه اللامعة لتخطف أنفاسها وشردت بهما لتنسى ما هتفت به للتو ..رفع يده قابضًا على فكيها بخفة لتفيق من شرودها وخرجت شهقة خفيفة من بين شفتيها وهو يقول بحده : 

-لسانك اتحكمي فيه قدامي.. رحيم النادي محدش يتجرأ ويتكلم معا بالطريقة دي 

ثم ترك فكيها فابتسمت لترفع حاجبيها في دهشة ..ثم تراجعت للخلف وهي تحرك رأسها موافقة على حديثه ثم وقفت عندما خرجت من الباب وقالت بقصد مضايقته : 

-النادي الزمالك ولا النادي الاهلي 

ثم أخرجت لسانها وركضت إلى غرفتها ..فيما رفع حاجبيه في دهشة للحظات حتى استوعب كلماتها ثم وجد نفسه يبتسم وقد فاتتها ابتسامته الفاتنة تلك ..والتي أعطت له شكلًا جميلا يخطف القلب بجماله ثم عاد إلى مكتبه ومازالت ابتسامته تزين ثغرة وشعر بالسعادة التي قد نساها .. فقد مضت أيام وليالي ولم يجد نفسه سعيدًا حقًا و أشتاق إلى ابتسامتهِ 

***يتبع 

رايكم يهمني 🎀..


الفصل الثالث من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستعموا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم