روايةجمرية_الصقر بقلم الكاتبه سلوي عوض الفصل الاول حتى الفصل الخامس والعشرين حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
روايةجمرية_الصقر بقلم الكاتبه سلوي عوض الفصل الاول حتى الفصل الخامس والعشرين حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
المقدمة 💥💥
في قلب صعيد مصر، وتحديدًا في كفر الصياد بمحافظة سوهاج، تبدأ قصة "جمرية الصقر"، حيث تتشابك الأحداث بين الماضي والحاضر، وبين الحب والخذلان. البطلة، جمرية، فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، تحمل في اسمها دلالة الرقة والبراءة، إذ يعني اسمها "اليمامة الصغيرة". نشأت جمرية في ظل حياة مليئة بالتحديات، حيث يعاني والدها، الحاج حمدان، من مرض مزمن جعل من حياته وحياة ابنته أكثر صعوبة. في المقابل، لم يكن حال والدتها أفضل؛ فقد انفصلت عن والدها وتزوجت من رجل طماع يدعى أمين، الذي يفتقر إلى الشخصية ويعيش في ظل تحكم والدتها.
بالرغم من الظروف القاسية، تظل جمرية قادرة على مواجهة الحياة بقوة وصلابة، ولكنها تجد نفسها محاصرة في عالم مليء بالمتناقضات، ما بين عاطفة الأمومة المفقودة وعلاقة مع أخيها يوسف الذي اختار الهروب بعيدًا بعد أن اكتشف خطأه في حق والده. وفي وسط هذه الفوضى، يظهر صقر، صديق يوسف المقرب، الذي تعهد بحمايتها، وأصبح الحامي الذي يحاول أن يظل بجانبها في كل وقت وحين.
لكن السؤال الكبير يبقى: هل سيكون صقر قادرًا على الوفاء بوعده وحماية جمرية من كل المخاطر التي تحيط بها؟ أم أن الحياة ستفاجئه بما هو أصعب من أي تحدٍّ كان يتوقعه؟ عبر مسار الرواية، سنكتشف إذا كان صقر سيظل الدرع الذي يحمي جمرية من أعداء الحياة، أم أن قدرهما سيكون له رأي آخر.
بارت 2
كانت هناك عيون حادة تراقب جمريه من بعيد، عيون صقر التي لا تخطئ، تتابع كل ما يحدث.
صقر، الرجل الصعيدي في الثلاثين من عمره، يحمل هيبة أكبر من سنه، ووقارًا يجعل الكل يثق فيه. كان هو كبير كفر الصايغ، بعدما ورث القيادة عن والده الذي اعتزل الدنيا واكتفى بالعبادة. صقر رغم صغر سنه كان رجلًا بمعنى الكلمة، وملاذًا لكل من حوله، وكان أيضًا الصديق الوحيد والمخلص ليوسف، شقيق جمريه الوحيد .
صقر كان يتذكر جيدًا آخر لقاء بينه وبين يوسف، عندما جاءه يومًا ليحدثه عن أمر مهم.
( فلاااش بااك)
صقر: خير يا صاحبي! جلجتني من كتر كلامك إنك عايزني ضروري. في حاجة حصلت؟
يوسف: اسمعني ياصجر زين انا ياصاحبي كنت ظالم ابوي لكن عرفت متاخر
صقر: متأخر إزاي؟ فهمني يا يوسف، أنا مش فاهم حاجة.
يوسف تنهد وكأن الكلمات ثقيلة على لسانه، ثم قال:
يوسف: هاجولك اهو فاكر لما كنت بجولك امي كانت بتجولي ان ابوي مراضيش يبعتلي مصاريف ولا حاجه وكانت امي وجوزها بيعاملوني معامله زينه وكان جوز امي بيعاملني زي عمار ولده بظبط
صقر: فاكر طبعًا، وانا وقتها جولتلك انا ممطمنش لامك وجوزها ؛ الحج حمدان نجعكم كله بيشكر فيه هياجي على ولده ويعامله وحش
يوسف: ما انا للاسف ياصاحبي فهمت متاخر
صقر: فهمني طيب ايه الي حصل
يوسف بدأ يحكي ما حدث:
يوسف: امي وجوزها كانو بيكرهوني في ابويا وانا كنت بمشي ورا كلامهم لحد ما كرهت ابويا لكن عاشيه كنت نايم وصحيت كانو عيتحددتو ومش واخدين بالهم اني صحيت
زبيدة : لولا المصاريف والحاجات اللي بيبعتها حمدان، كنا شحتنا. معرفاش ليه يا أمين أنت مش مراضيش تشتغل.
أمين : بجولك ايه متعمليش فيها الطيبه انتي مجعده يوسف معاكي بس عشان الي بيبعته ابوه وعشاه عارفه ان كده كده حمدان مريض بالكلى وهيموت في اي وجت وكده كده يوسف واد وحيد انما بتك صغيره وانتي بتقربي ليوسف ومقرابه منك جوي عشان لما يموت حمدان تحطي يدك على كل حاجه ...
زبيده :هو انا بعمل كده لنفسي بس مهو ليك انت كمان
امين: يبقى متجوليش اشتغل ومتشتغلش يعني هو كان حمدان عيبعت قليل
زبيده: طب جفل على الحديت ده للواد يصحى ويسمعنا
يوسف وقف مذهولًا ، يشعر كأن قلبه قد انكسر من صدمة الحقيقة. أكمل حديثه مع صقر:
يوسف: وقتها حسيت قد إيه كنت ظالم أبويا. كل كلمة كنت بسمعها كانت زي السك ** اكين في جلبي. أنا اللي كرهت أبويا وصدقت كلامهم.
صقر: يا ساتر يا رب! إيه الشياطين دول هما خططو لكل حاچه ونسيوا ان الاعمار بيد ربنا سبحانه وتعالى طب إنت ناوي تعمل إيه دلوقتي
يوسف: انا كده كده ناوي اسافر اشتغل في اطاليا
صقر: متجعد ياصاحبي جار ابوك واختك وخد بالك منهم
يوسف: والله ياصاحبي ماجادر ابص في وش ابوي
صقر: اجعد بس راعي حالكم مع ابوك وابوك طيب وعمره ما يزعل منك
يوسف: انا كرهت البلد دي وعايز امشي بس عايز امنك امانه ياصاحبي
صقر: عيني ليك يايوسف
يوسف: عايزك تخلي بالك من ابويا واختي وتابعهم من بعيد لبعيد احنا ملناش حد بعد ربنا غيرك واي حاجه عفشه تحصل اتدخل على طول واتصل بيا اچي
صقر: عيني ياصاحبي بس هدخل بصفتي ايه انت عارف ان محدش عارف عن صحوبيتنا حاجه انت من نجع وانا من نجع
يوسف اعطى الحجاب اللي كان متعلق بيه على طول ويسلمه لصقر.
صقر: إيه ده يا يوسف؟
يوسف: جدتي فاطمه كانت عامله 3 احجبه واحد لابويا وواحد لجدي وواحد ليها ابويا خد الحجاب بتاع جدي واداني الحجاب بتاعه وادى حجاب جدتي فاطمه لجمريه
صقر: طب وبتدهولي ليه ياصاحبي
يوسف: عشان لو حصل اي حاچه تروحلهم بالحجاب هيعرفو انك انت من طرفي لان ابوي موصيني مجلعش الحجاب ده خالص .. اوعدني ياصجر انك تحافظ عليهم
صقر: اوعدك ياصاحبي اني احافظ عليهم لغاية مترجعلنا بالسلامه ..
بقولك يايوسف لاخر مره خليك هنا وسط اهلك وناسك وانا هنا جارك
يوسف: انت متعرفش انا كنت بتعارك مع ابويا وجمريه ازاي لما كانو بيقولولي مروحش لامي ..
صدقني ياصجر والله ماجادر ابص قي وشوشهم ياصاحبي... اتاري جمريه كان معاها حق لما كانت بتدافع عن ابويا .. معلش ياصاحبي سبني اعمل الي في راسي وزي ما وعدتني خلي بالك منهم
صقر: خلاص يايوسف مش هضغط عليك تاني اتوكل ع الله وانا هخلي بالي منهم
يوسف يحتضن صقر بقوة.
يوسف: ربنا يخليك ليا يا صاحبي. أول ما أوصل اطاليا هجيب خط جديد وأكلمك على طول.
وفعلًا، يوسف سافر واتصل بجمريه أول ما وصل
يوسف: سامحيني يا جمريه، أنا غلطت كتير في حقك وفي حق أبويا. طمنيني على أبويا وقولي له أنا بحبه وهعوضه عن كل حاجة.
جمريه ردت بصوت مختنق من العياط:
جمريه: ربنا يرجعك بالسلامة يا حبيبي.
بعد ذلك، تواصل يوسف مع صقر عبر الهاتف ليخبره بوصوله إلى إيطاليا، و اعطى له عنوانه للتواصل. ولكن، بعد فترة من ، انقطعت أخبار يوسف تمامًا، ولم يعد أحد يعرف عنه شيئًا.
-----------------------------------------------------
(الحاضر)
صقر: يا ترى إيه اللي حصل لك يا صاحبي؟ وفين أراضيك؟ مفيش حد من اللي يعرفوك شافك ولا سمع عنك حاجة. لازم أسافر وأشوفك، لكن طب وأخته جمريه؟ يارب دلني على الصح.
يفكر شوية ويقول:
صقر: انا احسن حاجه اني اسافر واخلي زيدان هو راجلي وبثق فيه ياخد باله منها
صقر بالفعل جهّز نفسه للسفر إلى إيطاليا، بعد أن أتمّ كافة الترتيبات اللازمة في كفر الصايغ. عهد بإدارة شؤون الكفر إلى عمه عباس، وطلب من زيدان أن يتولى مراقبة جمريه وحمايتها في حال حدوث أي شئ لها.
------------------------------------------
بعد ثلاثة أيام في منزل الصياد
عندما أفاقت جمريه من صدمة وفاة والدها، بدأت تبحث عنه في كل أرجاء المنزل دون أن تجده، وانهارت بالبكاء على رحيله.
زبيده (تتظاهر بالحزن): خلاص يا بتي، ارحمي نفسك، وادعي له بالرحمة.
أمين (ممثلًا الحزن): جلبي معاكِ يا بنتي.
جمريه (بطيبة): ربنا يبارك فيك يا عمي، ما جصّرتوش.
زبيده (بتمثيل): خلاص يا أمين، يلا بينا نرجع بيتنا. الواجب خلص وجطعنا للنرحوم، نجعد نعمل إيه هنا؟ مش معقول نفضل جاعدين في بيتهم.
أمين (بلؤم): بس يا أم يوسف، مش هنسيب جمريه لوحدها.
زبيده: معاك حق، بس لو قعدنا الناس هتتكلم وتقول إننا ما صدقنا نجعد في البيت بعد ما المرحوم مات.
أمين: طيب، الحل إننا ناخد جمريه معانا. ما يصحش نسيبها لوحدها.
زبيده: كلامك عين العقل يا أمين.
جمريه: أنا ما أقدرش أسيب بيت أبويا، كتر خيركم.
زبيده (بتمثيل القلق): زي ما يريحك يا بنتي، لكن أنا جلبي مش مطمن عليكِ وانتي لوحدك.
جمريه (بطيبة): خليكم جاعدين معايا، البيت بيتكم. محدش ليه حاجة عندنا.
زبيده وأمين تبادلا النظرات بارتياح داخلي، وقال أمين:
أمين: اللي يريحك يا بتي إحنا هنعمله، يهمنا راحتك.
في هذه الأثناء، يدخل عمار حاملًا طعامًا كثيرًا:
عمار: يا أما زبيده، أنا جبت أكل كتير. يلا ناكل سوا، يلا يا جمريه، لازم تاكلي معانا.
جمريه: معلش، مليش نفس للأكل. كلو بالهنا والشفا.
عمار: إحنا ما نقدرش ناكل لوحدنا، لازم تاكلي معانا.
جمريه: المرة دي سامحوني، المرات الجاية كتير. عن إذنكم أروح اطلع أرتاح شويّة.
------------------------------------------
بعد أن صعدت جمريه إلى غرفتها، بدأ أمين وزبيده الحديث:
أمين: اسمع يا عمار، لازم تخلي البت تحبك وتتجوزك. كده العز ده كله هيبقى بتاعنا.
زبيده: كلامك صح، لازم العز ده كله يبقى ملكنا . يوسف سافر، وما حدش عارف إذا كان هيرجع.
عمار (بثقة): ولا يهمكم، أنا هخليها تصحى وتنام تجول عمار.
أمين: بس بطّل اللف ورا الغوازي في الموالد.
عمار: ما خلاص بقى يا بوي ياتسبني براحتي يا مليش صالح بالحديت ديتي ولا البت جمريه فكر وجولي رئيك
أمين: ماشي، بس خلّص دورك بسرعة.
عمار: طب هاتوا فلوس، رايح أسهر مع أصحابي.
أمين: أجيب لك منين؟
عمار: خلي مرتك تديني.
زبيده: ما تخافش، أنا هديلك اللي تحتاجه.
أمين: ومنين جبتي فلوس؟
زبيده: خدتهم من جمريه وهي مش واخدة بالها. قلت لها إننا محتاجين فلوس للواجب، وادّتني مفتاح الدولاب دولابها في شئ وشويات
عمار (بخبث): حبيبتي أنتِ يا مرات أبويا.
أمين: وأنا كمان عايز فلوس أمشي حالي.
زبيده أخرجت عشرة آلاف جنيه، وناولتها لعمار:
زبيده: خد دول، ولما يخلصوا هديك تاني، بس توقع البنت وتتجوزها.
أمين: وأنا كمان زيّه.
زبيده: حاضر، عينا ليكم وانا ليا بركه غيركم
--------------------------------------------
في المقهى
ذهب عمار ليسهر مع أصدقائه، وبمجرد وصوله أعلن:
عمار: طلبات القهوة كلها عليّ، يا معلم.
صاحب المقهى: على راسي يا عمار بيه.
همام (أحد أصدقائه): شكل العمليه لعبت معاك ماتاجي بينا نروحو نتفرجو على البت محاسن الغازيه
عمار (بتحذير): اتحشم يافرخ انت وهو انتو عارفين اني بحبها وبغير عليها محدش فيكو يجيب سيرتها على لسانه تاني
همام: مش انت هتتجوز البت بنت مرت ابوك
عمار: لا ده بس عشان الي وراها اما محاسن هي الي في القلب يومين اخد فلوس من مرت ابوي واجبلها هديه زينه
همام ومسعد (ممازحين): ماشي يا عمدة.
عمار: استنوا بس، جريب هبجى كبير نجع الصياد بحاله.
------------------------------------------------
في منزل الصياد
كانت جمريه تجلس وحدها في غرفتها، تحيط بها ذكرياتها مع والدها. دموعها لم تتوقف منذ رحيله، ولكن فجأة توقفت عن البكاء ومسحت دموعها بيدها، قائلة لنفسها:
"أنا كده ما بفيدش أبويا بحاچة. بدل ما أجعد أبكي، أصلي وأقرأ قرآن وأدعي له. أبويا دلوقتي في الجنة بإذن الله، أكيد شايفني. لو شافني ببكي هيزعل عليا، لكن لو شافني بصلي وبقرأ قرآن هيكون فرحان بيا جوي. الله يرحمك يا بوي، كنت دايمًا تقول لي إن الدعاء والقرآن هم اللي هينفعونا في الآخر."
وقفت جمريه، وتوجهت إلى سجادة الصلاة. بدأت تصلي بخشوع، وكل ركعة كانت مليئة بالدعاء لوالدها. بعد الصلاة، فتحت المصحف وجلست تقرأ منه بصوت هادئ مليء بالسكينة، وكأنها تستمد قوتها من الكلمات التي تقرؤها.
كانت تشعر أن روح والدها تملأ المكان، وأنه بجانبها يبتسم لها بفخر.
-------------------------------------------
في إيطاليا، تحديدًا في ميلانو
وصل صقر إلى ميلانو، وهو يعرف المدينة جيدًا بحكم عمله كرجل أعمال، حيث اعتاد السفر إلى هناك بين الحين والآخر. فور وصوله، توجه إلى الحي الذي يعج بالمصريين، وذهب إلى مكان إقامة يوسف حيث كان محمد، صاحب يوسف وزميله في السكن، والذي كان صقر دائمًا يسمع عنه من يوسف.
عندما وصل صقر إلى السكن، استقبله محمد بابتسامة حارة.
صقر: "إزايك يا ميمو؟ أخبارك إيه يا صاحبي؟"
محمد: "الحمد لله يا صاحبي، أخبارك إنت إيه؟ قلتلي إنك جاي، بس ما كنتش متوقع تجي بالسرعة دي."
صقر: "أخبار يوسف إيه يا ميمو؟"
محمد تلعثم للحظة، ثم رد بصوت حزين:
محمد: "بقالنا شهرين ما نعرفش عنه حاجة يا صاحبي."
صقر: "كيف يعني؟"
محمد: "مش عارف، هو كان كل يومين يختفي ويرجع تاني، لكن الفترة دي اختفى تمامًا، وتليفوناته كلها مقفولة."
صقر: "سألت عليه عند كل معارفنا وحبايبنا؟"
محمد: "أه، حاولت مع كل حد بس ما حدش عنده أي خبر." صح .. انت كنت جي ليه
صقر بحزن:عشان اقوله ان ابوه اتوفى
محمد: لا حوله ولا قوه الا بالله يوسف كان دايما بيقول نفسي انزل مصر بس انزل وانا حاجه كبيره عشان ابويا يسامحني
صقر شعر بالحزن، ثم قال:
صقر: "طب جهز نفسك الصبح، نسأل عليه في المستشفيات والأقسام وربنا يسترها."
محمد: "من غير ما نروح، أنا أعرف ناس هناك مسؤولين. هتصل وأمليهم الاسم. أنت ناسي إنني أشهر واحد بتاع بيتزا في إيطاليا كلها."
صقر: "ربنا يوفقك يا صاحبي."
---------------------------------------------
في الصباح
بعد أن اتصل محمد بمعارفه وأصدقائه المسؤولين، لم يتوصلوا إلى أي معلومات عن يوسف. كان واضحًا أن يوسف اختفى بشكل غامض، وهو ما أثار القلق بشكل أكبر.
محمد: "للأسف، يا صقر، مفيش أي أخبار. كل الناس اللي أعرفهم ما عندهمش فكرة عن مكانه."
صقر شعر بشيء من الإحباط، لكنه حاول أن يكون متماسكًا، وقال:
صقر: " مقدمناش غير السفاره ربنا يستر ونقدر نطمن عليه
كانت الأجواء مشحونة بالقلق، وصقر كان مصممًا على متابعة كل الخيوط للوصول إلى يوسف، مهما كلفه الأمر.
ياترى فين يوسف ايه الي حصله مستنيه رئيكم❤
#جمرية_الصقر 💥💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 3
(في القاهرة)
كان الحج محمود قد وصل إلى بيت ابنته هيام في القاهرة، وفي طريقه استرجع حديثًا دار بينه وبين طارق، زوج ابنته، قبل عدة أيام.
(فلاش باك)
طارق: ازايك يا عمي؟ عامل إيه؟ وصقر وزياد أخبارهم إيه؟
الحج محمود: الحمد لله، بخير. بس زياد، زي ما انت عارف، شغال في السياحة ، بياجي كل فين وفين.
طارق: طب وخالتي أخبارها إيه؟
الحج محمود: خالتك زينة، وبخير والله يا ولدي. انت عامل إيه؟ وأخبار هيام والعيال؟
طارق: والله كله تمام، بس أنا بتصل عشان أطمن عليكم في الأول، وكمان عشان أطلب منك حاجة.
الحج محمود (بقلق): خير يا ولدي؟ فيكم حاجة ولا إيه؟
طارق (بحزن): لا يا عمي، إحنا كويسين والحمد لله، بس أنا عايزك تنزل القاهرة ضروري.
الحج محمود: طب قولي، هيام فيها حاجة؟
طارق: لا يا عمي، هيام بخير .
الحج محمود: أمال في إيه؟
طارق: مفيش حاجة، والله العظيم إحنا بخير. بس أنا محتاجك في موضوع تاني.
الحج محمود: موضوع خير يعني؟
طارق: كل خير إن شاء الله.
الحج محمود: حاضر، يا ولدي.
(الوقت الحاضر)
يصل الحج محمود ويكون في استقباله طارق عند مدخل البيت.
الحج محمود: خير يا ولدي، أول ما كلمتني چبت العربية والسواج وقولت لخالتك إني اتوحشتكم وجاي أشوفكم. حتى هي جالتلي أجي معاك وأعملهم زيارة زينة، بس قولتلها لا، أنا يومين ومعاود، خير يا طارق، في إيه؟
طارق: ارتاح يا عمي، نشرب الشاي لغاية ما الغدا يجهز وأحكيلك كل حاجة.
الحج محمود: يا ولدي، أنا مش جاي عشان أكل . اجعد احكيلي، في إيه؟ طمن جلبي عليكم.
طارق (بتنهيدة): حاضر يا عمي، هحكيلك...
يجلس طارق مع الحج محمود ويبدأ في شرح المشكلة:
طارق: بص يا عمي، انت عارف إني بحبكم وبقدركم قد إيه، وبحب هيام قد إيه. أنا بشكر ربنا إنها جابتلي ولادي، أجمل حاجة في حياتي، لكن هيام بقت مهملة جدًا فينا.
الحج محمود (مستغرب): مهملة؟ في إيه يا ولدي؟
طارق: إحنا مبنشوفهاش خالص يا عمي. لو قولتلك إنها بتيجي وإحنا نايمين وتمشي وإحنا نايمين، هتصدقني؟ الولاد نفسيتهم تعبانة، ومستواهم الدراسي قل جدًا. أنا كمان بقيت مهمل في شغلي عشان أقدر أقعد معاهم. هي سيباهم للدادة على طول، وده مينفعش. حضرتك عارف إن مفيش حد يقدر يعوض دور الأم.
الحج محمود: عندك حق يا ولدي، محدش يعوض دور الأم.
طارق: هيام يا عمي طول الوقت مشغولة بالمستشفى والعيادة، وأهمالها لينا زاد. أنا حاولت كتير أكلمها، لكن مفيش فايدة. محبتش أكلم صقر، انت عارف إنه عصبي، وممكن يتخانق معاها، وأنا مش هسمحله يزعقلها. عشان كده لجأتلك، انت حكيم وتعرف تكلمها.
الحج محمود: الله يرضى عليك يا ولدي، أنا هتصرف.
طارق: بس انا ليا طلب عندك بعد اذنك تفهم هيام ان حضرتك جي تتكلم من نفسك وان انا مكلمتكش عشان متزعلش مني.
الحج محمود: حاضر يا ولدي. ياريتها تعرف طيمتك وجيمة عيالها. ربنا يهديها.
بعد قليل، يعود الأولاد من المدرسة ويستقبلون جدهم
يزن و ياسين تؤام 7 سنين و حور 5 سنين.
الأولاد (بصوت واحد): جدو! جدو! وحشتنا! حمد الله على سلامتك!
يزن: هتقعد معانا، صح؟ إحنا فاضلنا يومين وناخد الإجازة.
ياسين: آه، لازم تقعد معانا في الإجازة كمان. إحنا بنحبك أوي يا جدو.
الجد: حاضر، من عيني يا ولادي.
حور (ببراءة): جدو، تيتا عاملة إيه؟ هي وخالو ثقر، وزيزو عامل إيه كمان؟
الجد: كويسين يا حبيبتي، وبيسلموا عليكم.
حور: جدو، عاوزة أقولك حاجة.
الجد: قولي يا حور.
حور: : لما تيجي ماما من الثغل زعقلها وقولها اقعدي مع ولادك عشان احنا مش بنثوفها خالص وبابا طيب مش بيرضى يزعلها وبنتك علطول سيبانا وقاعده في ثغلها اقولك على حاجه ياجدو بابا ممكن يتجوز ويجبلها ضره تقرفها وساعتها الست دي هتعذبنا وتخليني اعمل كل حاجه واخواتي يتشردو وتمشي الشغالين والداده
ويزن وياسين اخواتي هيبيعو مناديل في الشارع شوفت بقى بنتك هتعمل فينا ايه
الحج محمود يبتسم للحظة، لكن يفاجأ بردها الجريء:
طارق (غاضبًا): عيب كده يا حور! بتجيبي الكلام ده منين!
حور: من التلفزيون، يا بابا. وأوعى تتجوز واحدة شريرة. لو اتجوزت، خليها طيبة وتقعد معانا، حتى لو بتضربنا مش مشكلة بس تقعد معانا
ياسين: لا يا حور، إحنا طيبين مش هنزعلها
الجد (مبتسمًا): مين اللي مش هتزعلوها؟
حور: مرات بابا يا جدو، إنت مش مركز معايا من الصبح؟
الجد : هو انت اتجوزت يا طارق على بنتي
حور: لا يا جدو، أنا بقولك لو... بابا لو زهق هيعمل كده. بنتك مش واخدة بالها مننا، وأنا خايفة علينا.
طارق يحاول السيطرة على الموقف:
طارق: حور، اطلعي انتي وأخواتك مع الدادة، غيروا هدومكم، وانزلوا عشان الغدا.
يزن (بحزن): إحنا كل يوم بناكل من غير ماما. هي أكيد مش بتحبنا.
يحزن الجد على حال أحفاده وبنته، فيقرر الاتصال بها. يتصل بالمستشفى أكثر من مرة دون رد. وأخيرًا ترد الممرضة:
الممرضة: أيوة، يا حج، الدكتورة في العمليات ومشغولة.
الحج محمود: شكراً يا بنتي. لما تخلص، خليها تكلمني ضروري.
بعد الغداء، استراح الحج محمود في غرفته، بينما جلس طارق مع أولاده يذاكر لهم.
حور (بفضول): أكيد ماما هتيجي النهارده عشان العشا، صح يا بابا؟
طارق: يا رب، يا حور.
حور (بابتسامة): هي ماما وحشاك للدرجة دي إنك تتمنى تتعشى معاها؟
طارق (مازحًا): بطلي لِمَاضَة بقى وكَمِّلي مذاكرة!
------------------------------------------
(في المستشفى )
الممرضة: دكتورة، مبروك على نجاح العملية.
هيام (تهز رأسها بابتسامة بسيطة)
الممرضة: والد حضرتك اتصل، وبيقول إنه موجود في بيت حضرتك اللي في القاهرة، وكان عاوزك تكلميه ضروري.
هيام (بهدوء): مش وقته دلوقتي، أنا بجهز للعملية التانية.
الممرضة: طب لو رن تاني؟
هيام (بحدة): مترديش.
الممرضة: يمكن عايز حضرتك في حاجة مهمة؟
هيام (ترفع صوتها غاضبة): إنتِ مالك؟ إيه اللي دخلك في حياتي؟ اعملي اللي بقولك عليه وانتي ساكتة. هاتي التليفون!
تأخذ هيام الهاتف وتغلقه بغضب، ثم تترك الغرفة بسرعة استعدادًا للعملية التالية.
الممرضة (تتمتم بضيق): وأنا مالي؟ صح، ما يتفلقوا كلهم.
--------------------------------------------
في منزل طارق وهيام
يمر الوقت، ويحين موعد العشاء، لكن هيام لا تصل. هاتفها مغلق، والقلق يسيطر على المنزل. يستمر الوضع حتى منتصف الليل دون أن تأتي.
أخيرًا، تصل هيام إلى المنزل في ساعة متأخرة، لتجد والدها وزوجها جالسين في الصالة بوجوه تبدو عليها علامات الاستياء.
هيام (بابتسامة منهكة): حمد الله على السلامة يا بابا. معلش، اتأخرت عليك، كان عندي عمليات كتير. خير يا بابا، إيه اللي جابك من البلد؟ في حاجة ولا إيه؟
الحج محمود (بنبرة هادئة): وحشتوني يا بنتي، جلت أجي أشوفكم.
هيام: طيب يا بابا، نورت الدنيا. إيه يا طارق، عامل إيه؟ والولاد أخبارهم إيه؟
طارق (مختصرًا): كويسين الحمد لله.
هيام: طيب يا بابا، عن إذنك، أروح أرتاح. كان عندي عمليات كتير وتعبت جدًا.
الحج محمود (بصوت جاد): عايز أتحدد معاكي لحالنا.
طارق (مستأذنًا): طب أنا هقوم أسيبكم.
هيام: لا يا بابا، أجّل الكلام لبكرة. أنا تعبانة وعاوزة أنام.
الحج محمود: طيب، ارتاحي. بكرة الصبح نتكلم. وعلى العموم، أنا قاعد معاكم يومين.
هيام: تمام، اتعشيت يا بابا؟
الحج محمود: آه، اتعشيت أنا وجوزك وولادك لحالنا.
هيام (تتظاهر باللامبالاة): طيب. تصبح على خير.
تتركهم هيام وتتجه لغرفتها، بينما ينظر الحج محمود إلى طارق بتعبير يعكس حزنه وقلقه على ابنته وأحفاده.
---------------------------------------------
في الصعيد - منزل الصياد
(تجلس جمريه بمفردها وتتحدث إلى نفسها بصوت خافت):
وحشني يوسف أوي... أنا حتى يا رب ما أعرفش أي حد من صحابه عشان أطمن عليه. ربنا يطمننا عليك يا خوي.
(تستيقظ زبيده وتنزل لتجد جمريه جالسة في الصالة):
جمريه: صباح النور يا أمي، امال عمي امين وعمار فين مهيفطروش معانا
زبيده: خرجو يابتي من غير فطار في مشكله في مزرعة السمك راحو يشوفوها وقالو هيحاولو يحلوها ان شاء الله.
جمريه (بقلق): مشكلة إيه؟ لقدر الله خير؟
زبيده: جيه تليفون لامين وواحد من الي شغالين قاله ان البتاعه الي هتغذي السمك دي باظت وعتكهرب الناس.
جمريه : يا ساتر يا رب! طب وإيه الحل؟
زبيده: الحمد لله إن أمين وعمار موجودين. لو ما كانوش هنا، كان زمانك غرجتي .
جمريه: البركة فيكوا يا أمي.
زبيده (بجفاف): ده كانو عايزين فلوسات عشان الحاجات الي هيعدلوها ديتي .
جمريه (باستغراب): حاضر يا أمي، بس مش أنا اديتك مفتاح الدولاب وكان فيه فلوس كتير؟ خلصوا كيف دول؟
زبيده (تبدو غاضبة): هو أنتي دريانة بحاجة؟ أول عشيه جه واحد وقال إن ليه فلوس علف كتير على أبوكي.
جمريه (تتحدث بحذر): بس أبويا ما كانش بيخبي عليا حاچة، وأنا عارفة إن معلوش مليم لحد.
زبيده (ترفع صوتها): بتكدبيني يا بت بطني؟! أنا اللي مهملة حالي وبيتي وجاعدة خدامة هنا أنا وچوزي وولده؟!
جمريه (بهدوء): مجصدش يا أمي، أنا بس بسأل.
زبيده (بحدة): تسألي! ده إنتي بتسرقيني خلاص؟! يابتي، إحنا نهملولك حالك ومالك ونرجع بيتنا.
جمريه (بحزن): حقك عليا يا أمي، بس ما تهملونيش وحدي.
زبيده: احمدي ربنا إن عمك أمين مش هنا، كان زمانه رما لك مفاتيح كل حاجة في وشك وقالك الله الغني عنك. إحنا واخدين منك إيه؟ إحنا طالع عينينا يا بنتي عشان نعدل ونحل المشاكل اللي كان سايبها المرحوم أبوكي.
جمريه: بس الراجل ده كذاب! محدش كان ليه فلوس عند المرحوم أبويا. أبويا كان له فلوس بره وكان بيسيبها للناس زكاة عن صحتنا.
زبيده (بخبث): واد المركوب ضحك علينا، أول ما قال إن الدين بيعذب الميت في قبره. عشان كده، إديناه كل الفلوس اللي كانت معانا.
جمريه (بحزن): الله يسامحه.
زبيده (بجفاف): طب فين الفلوس اللي قلت لك عليها؟ ولا نهمل الدنيا تخرب؟
جمريه (بقلق): هطلع أجيب لك فلوس المرحوم أبويا اللي أنا شايلها معايا.
(تصعد جمريه وتحضر النقود، وتأخذها زبيده منها بلهفة.)
(جمريه تحدث نفسها بحزن):
هي أمي مالها؟ خايفة على المزرعة والأرض وكل حاجة ليه؟ ده خايفه على حالي أكتر مني . والغريبة إنها لا سألت على يوسف ولا حتى قلقانة عليه.
----------------------------------------
في القاهرة
(الحاج محمود يجلس في الصالة بعد استيقاظه، يبدو منتظرًا هيام. تدخل الدادة إلى المنزل.)
الدادة: صباح الخير يا حج.
الحج محمود: صباح الخير يا بنتي. أمال فين هيام؟ لسه نايمة؟
الدادة: لا يا حج، الدكتورة خرجت من بدري، وأنا كمان ركبت الأولاد الباص للمدرسة.
(يبدو الاستغراب على وجه الحاج محمود.)
الحج محمود: خرجت إزاي؟ أنا كنت عايز أتحدد معاها.
الدادة: معلش يا حج، عن إذنك.
(تمضي الدادة، ويمسك الحاج محمود بهاتفه ليجري اتصالاً بهيام. بعد رنات قليلة، تجيب هيام بصوتٍ سريع.)
محمود: إنتِ خرجتي إزاي من غير ما نتحدد ؟
هيام (ببرود): معلش يا بابا، أنا مشغولة جدًا النهارده. هسيبك دلوقتي عشان عندي شغل كتير.
(قبل أن يكمل حديثه، تغلق هيام الهاتف ثم تغلق الجهاز بأكمله. يضع الحاج محمود الهاتف جانبًا ويحدث نفسه بحزن.)
محمود: ربنا يهدي حالك يا بنتي.
(يدخل طارق إلى الصالة، يبدو مرتبًا بعد استيقاظه.)
طارق: صباح الخير يا عمي.
محمود: صباح الخير يا ولدي. ليه ما روحتش شغلك؟
طارق: أروح شغلي إزاي وأنا واخد يومين إجازة مخصوص عشان أقعد مع حضرتك؟
(تظهر بسمة خفيفة على وجه الحاج محمود.)
محمود: كتر خيرك يا طارق، مجتش من بنتي.
-----------------------------------------
(في إيطاليا)
في إيطاليا، ذهب صقر وصديقه ميمو إلى السفارة المصرية بحثاً عن يوسف، لكنهما لم يتوصلوا إلى أي معلومات تفيدهم عنه. في السفارة، قابلوا مسؤولًا الذي أخبرهم أنه سيتحقق من الأمر في قسم الجوازات. بعد قليل، وصل الرد بأن يوسف لم يسجل خروجه من البلاد، مما جعلهما يشعران بالإحباط.
صقر: "إيه الحل يا ميمو؟ إحنا كده مسبناش باب مدورناش فيه."
ميمو: "ممكن يكون عامل مشكلة وحب يهرب عن طريق البحر. تعالى يا صاحبي نسأل عليه هناك."
صقر: "يا رب ده آخر أمل لينا، اقف معانا يا رب."
اتجهوا إلى منطقة الموانئ حيث كانوا يظنون أن يوسف قد يكون هرب عن طريق البحر. لكنهم أيضاً لم يحصلوا على أي معلومات جديدة، وكان الإحباط قد بدأ يتسلل إليهم. في تلك اللحظة، خرج ميمو صورة ليوسف من جيبه، وأعطاها لأحد رجال الأكل الذين كانوا يقفون في المكان. الرجل نظر في الصورة وقال بسرعة:
الراجل: "أيوه ده، أنا شفته قبل كده، كان معاه واحدة."
صقر: "أنت متأكد؟ ان هو ده؟"
الراجل: "أيوه، متأكد. اكل من عندي قبل كده."
أضاء وجه صقر بابتسامة مفاجئة، وعاد الأمل في قلبه. شعر بأنهم أخيرًا اقتربوا من العثور على يوسف.
#جمرية_الصقر 💥💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 4
في مدينة توسكانا بإيطاليا، كان ليو يجلس على إحدى الشواطئ، بينما لارا اقتربت وجلست بجانبه. بدأ الحديث بينهما:
لارا: "ليو، أخبارك إيه؟ لسه مفتكرتش حاجة؟ ارجوك ساعد نفسك وساعدنا."
شعر ليو بصداع شديد، فامسك برأسه ثم سقط على الأرض مغشيًا عليه.
لارا: "ليو، ليو، ارجوك رد عليا. أنا السبب في اللي حصل ليك. عمري ما هسامح نفسي."
تندفع لارا للمناداة على الحراس ليأخذوه إلى غرفته.
(فلاش باك)
قبل شهرين، في ساعة متأخرة من الليل في مدينة ميلانو، كانت لارا تتشاجر مع والدها عبر الهاتف.
لارا: "يابابا، لو سمحت، عايزة أنزل مصر، أرجوك عايزة أنزل مصر."
الاب: "تنزلي مصر لمين؟ 100 مرة قولتلك إحنا ملناش حد في مصر."
لارا: "لأ، أمي هناك."
الاب "أمك اللي خانتني ورمتك."
لارا: "ماما مخانتكش، إنت اللي متوهم كده."
الاب: "وانتي تعرفي منين؟ كنتي صغيرة وماكنتيش فاهمة، ولسه صغيرة."
لارا: "أنا مش صغيرة. متعاملنيش كأني طفلة. وممشي ورايا حرس كمان. إنت ظلمتني وظلمت أمي."
الاب: "ما تجيبيش سيرتها على لسانك. دي ست منحلة وخاينة، أنا شفت ده بعيني."
لارا بعصبية، وبكت: "لأ، أمي مظلومة."
أغلقت الهاتف وجرت بسرعة بسيارتها. وفي نفس اللحظة، كان هناك شاب يجري بسرعة، لتصدمه لارا.
تصرخ لارا وتتوقف بالسيارة، بينما الحراس يقفون خلفها في سياراتهم، والشاب مغشي عليه على الأرض، غارقًا في دمائه.
اتصل أحد الحراس بوالد لارا قائلاً له: "الحقنا يا ياسر بيه، الأنسة لارا خبطت واحد بالعربية."
ياسر: "إزاي؟ هي حالتها إيه دلوقتي؟"
الحارس: "هي منهارة يا فندم."
ياسر: "سيبوا الولد ده وهاتوها وتعالوا."
الحارس: "حاضر يا فندم."
الحارس: "يلا يا أنسة لارا، والد حضرتك قال مينفعش تفضلي هنا."
لارا: "طب والشاب ده؟"
الحارس: "ياسر بيه أمرنا نسيبه."
لارا: "أنا مش هسيبه، لازم أوديه المستشفى."
الحارس: "متخليناش نستخدم القوة مع حضرتك. لازم نمشي من هنا."
تخرج لارا مسدس من حقيبتها موجهه بيه الي رأسها قائله: الي هيقرب مني هضرب نفسي بالن ** ار
اتصل أحد الحراس بوالدها ليخبره بما يحدث.
ياسر: "هاتوه وهاتوا على المزرعة، ومتخلوهاش تسوق."
الحارس: "خلاص، هناخده على المزرعة يا فندم."
لارا: "لا، لازم يروح المستشفى."
الحارس: "الأنسة لارا عاوزة توديه المستشفى.
" ياسر: "ادهاني... اهدي يا لارا، اهدي يا حبيبتي. إحنا نجيبه على المزرعة وأنا هكلم الدكاترة كلهم وهجهز له مكان.
" لارا: "تبكي، وعد يا بابا."
الاب: "وعد يا بنتي، أنا هكلم حد يبعت لك إسعاف حالًا يجيبه على المزرعة."
أغلقوا الهاتف، وجاءت الإسعاف خلال دقائق، ثم انطلقوا إلى المزرعة.
-------------------------------------------
بعد ساعتين، وصلوا إلى المزرعة وكانت حالة الشاب متأخرة للغاية. فورًا، أخذوا الشاب وبدأوا الكشف عليه.
كبير الأطباء: "ياسر بيه، لازم يتنقل مستشفى في أسرع وقت، لأنه اتساب فترة طويلة بينزف، والواقعة أثرت على المخ. أحمد ربنا إنه عايش لحد دلوقتي، دي معجزة."
ياسر: "طب إنت شايف إيه يا دكتور؟"
الدكتور: "أنا هنقله في المستشفى بتاعتي، هدخله على مسؤوليتي، عشان معاهوش أي بيانات."
ياسر: "أنا عايز الموضوع يتم في سرية تامة. هكتبلك شيك، حط في الرقم اللي يعجبك، المهم يتم في سرية. أنا عايز الولد ده يعيش، لو حصل له أي حاجة، بنتي ممكن تعمل في نفسها حاجة."
الدكتور: "تمام، تمام."
أخذ الأطباء يوسف بالإسعاف وتوجهوا به إلى المستشفى. وبعد 10 أيام، فاق الشاب ، لكنه كان غير واعٍ بأي شيء.
الدكتور: "الحالة فاقت، بس في شوية كدمات بسيطة، وللأسف مش واعي باللي حواليه."
ياسر: "طب ينفع يخرج؟"
الدكتور: "أه، بس يفضل تحت الرعاية الطبية."
ياسر: "طيب، أنا هبعت عربية تاخده."
أغلق ياسر الهاتف.
لارا: "إيه أخباره يا بابا؟ طمني."
الوالد: "فاق وبقى كويس، بس لازم نجيبه هنا عشان الشوشرة. أنا هكلم الرجالة، حد يجيبه."
بعد ساعة، وصل الشاب إلى المزرعة، وهو غير واعٍ بأي شيء ولا يعرف أحدًا. جرت لارا عليه.
لارا: "حمد الله على السلامة."
الشاب: لم يرد.
ياسر: "حمد الله على سلامتك يا ليو، خضتنا عليك."
لارا: "ليو!!"
ليو: "هو حضرتك تعرفني؟"
ياسر: "أيوه، طبعًا. إنت كنت ماسكلي حسابات المزرعة."
ليو: "بس أنا مش فاكر حاجة خالص."
لارا: "أصل..."
ياسر: "أصل أنا كنت محتاج ورق مهم جدًا وكلمتك عشان تجيبه بنفسك، وقلتلك تيجي بسرعة، وللأسف عملت حادثة ودلوقتي إنت فاقد الذاكرة، ولازم ترتاح. إحنا هنسيبك دلوقتي عشان ترتاح. تعالي معايا يا لارا."
خرجوا من الغرفة وتركوا ليو غير واعٍ بأي شيء ولا يفهم أي شيء.
لارا: "إنت ليه قلتله كده يا بابا؟"
ياسر: "عشان لو كنت قولتله الحقيقة، مضمَنش ممكن يبلغ، ولازم أحميكي. وهتطلع إشاعات عليكي مش صح، ويقولوا كانت بتسوق وهي شاربه."
لارا: "إنت غلط يا بابا. كان لازم تحكيله وتسيبه هو يقرر."
الوالد: "أنا معنديش غيرك، ومعنديش استعداد أخسرك. وبعدين إحنا منعرفش ده مين، معاهوش أي أوراق تثبت هويته. ممكن يكون كان بيجري وهارب من حاجة ويتسبب في مشاكل إحنا في غنى عنها. وبالنسبة لموضوع والدتك..."
لارا: "مش وقته دلوقتي."
تمر الأيام، تقترب لارا من ليو وتهتم به. بدأ ليو يتعافى جسديًا، لكن ذاكرته لم ترجع. كل ما يراه هو كوابيس.
------------------------------------------
(الوقت الحاضر )
استيقظ ليو فجأة وهو يصرخ قائلاً: "احميكي من مين؟ إنتِ مين؟"
لارا: "اهدا يا ليو، هو نفس الكابوس تاني."
ليو: "أه، المرادي شوفت البنت دي بتجري وبتقولي ارجع واحميني. أنا مش فاهم حاجة."
لارا: "طب خد الدوا وحاول ترتاح، بس خلي بالك يا ليو. الدكتور قال كل ما تضغط على نفسك كل ما هتتعب أوي."
أخذ ليو الدواء، ثم شعر بدوار خفيف و ذهب في نوم عميق.
------------------------------------------
في ميلانو
صقر: "الحمد لله، أطمنت شوية، بس أنا لازم أرجع مصر لأني سايب ورايا حاجات كتير."
ميمو: "اتكل على الله يا صاحبي، أنا لو عرفت أي أخبار هكلمك على طول."
صقر: "طب خلاص، أنا بكرة إن شاء الله هسافر."
-------------------------------
(في القاهرة)
، وصل صقر إلى القاهره واتصل بوالده الحج محمود.
صقر: "إيه يا حج، أخبارك إيه؟ إنت في مصر ولا سافرت؟"
الوالد: "لا، لسه في مصر يا ولدي."
صقر: "وأنا كمان لسه واصل."
الوالد: "لازم تاجي ضروري على بيت أختك."
صقر: "في حاجة؟ أنا كده كده كنت جاي أسلم عليهم."
الوالد: "لما تاجي، هقولك."
بعد لحظات، وصل صقر إلى منزل أخته، وبعد السلام والترحيب.
صقر: "خير يا حج، جلجتني. وهيام فين؟ مش شايفها."
الاب : "هيام ده أنا من ساعة ما جيت، مشوفتهاش غير خمس دجايج ."
في هذه اللحظة، جاء طارق ليرحب بصقر.
طارق: "أبو الصقور، ابن خالتي. إلي واحشني."
صقر: "وأنت أكتر والله يا حبيبي."
طارق: "والله كويس إنك جيت. الولاد نفسيهم يشوفوك قوي، زمانهم جاين من المدرسة."
عندما وصل الأولاد من المدرسة، فرحوا بوجود خالهم وجدهم.
طارق: "يلا، اطلعوا غيروا عشان نتغدى."
---------------------------------------------
على الغداء
حور: "هي ماما معرفتش إن خالو صقر هنا؟"
صقر: "لا، لسه مكلمتهاش."
حور: "خالو، ماما مش بتخاف من بابا ولا جدو، بس بتخاف منك إنت. ماما واحشتنا يا خالو، نفسنا نشوفها."
طارق: "مش قولنا قبل كده مفيش كلام على الأكل؟"
صقر: "سيبها تتكلم يا طارج. جولي يا حور."
حور: "ينفع يا خالو، المدرسة تعمل حفلة وكل الأولاد والبنات مامتهُم معاهم، وإحنا ماما مش معانا؟ كل حفلة، ماما مش بتكون موجودة. الولاد بيقولوا لنا 'إنتوا بتكذبوا، أنتوا معندكوش ماما، إنتوا ولاد الدادة.' محدش بيهتم بينا، ويذاكر لنا غير بابا ودادة، مش بنشوف ماما خالص. وأنا خليت دادة تكلمها في التليفون، قالت لي: 'عايزة إيه يا حور؟ أنا مش فاضية'، وقفلت السكة في وشي."
صقر: "أنا وبابا وجدو جاعدين معاكم، وهنلعب كمان لحد ما تاجي من الشغل."
الأولاد: "بجد يا خالو؟"
صقر: "بجد يا حبايبي."
صقر محدثًا نفسه: "وبعدين معاكي يا هيام، حد يبطى مديله 3 هدايا زي دول ويهمل فيهم؟ ماشي، صبرك عليا."
----------------------------------------------------
في الصعيد، في منزل الصياد، كان عمار خلال الايام الماضيه يحاول الاقتراب من جمريه التي كانت حزينة على موت والدها، ويوسف الذي انقطعت أخباره، وكانت تدعو أن يكون بخير، لكنها تقول لنفسها إنه يكفيها ما حدث لوالدها.
دخلت زبيدة: "إيه يا جمريه، يا بتّي، حالك مش عاچبني ولا عاچب حد. لازم تفوجي لحالك عشان نشوف حالنا."
جمريه: "حال ايه يا أمي؟"
زبيدة: "يا بتّي، الدنيا عتخرب. الأرض والمزرعة اللي مهملينها."
جمريه: "اعملوا يا امي اللي تعملوه، أنا مليش نفس لِأي حاچة في الدنيا."
زبيدة: "طيب..."
ثم تركتها وذهبت، ودخلت مكتب حمدان لتجد أمين يقلب في ورقة.
زبيدة: "بتعمل إيه يا حزين؟"
أمين: "بشوف حاچة تنفعنا."
زبيدة: "سيب كل اللي في يدك ده. عايزاك تاخد بالك انت وولدك من كل أملاك حمدان."
أمين: "طب وبتك مش هتتحدّت؟"
زبيدة: "لسه حزينه على أبوها."
أمين: "خليها حزينه، كل ده لصالحنا."
------------------------------------------------
في أحد الموالد، كانت الأضواء الساطعة والموسيقى العالية تعم المكان. كان الناس يتراقصون ويغنون، فيما كان عمار يدخل، يبتسم قائلاً: "أنا جيت يا حبة الجلب."
محاسن، التي كانت تشعر بالسعادة لرؤيته : "عمار حبيبي وسيد الرجالة."
عمار : "بجد يا بت حبيبك أنا وشيفاني سيد الرجالة."
محاسن بدلال : "بجد يا جاب الجلب."
ثم أخرج عمار أسورة من جيبه : "إيه رأيك في دي؟"
نظرَت محاسن للأسورة : "زينة جوي يا عمار، وشكلها غالية."
عمار بتفاخر: "وانتي لسه شوفتي حاجة، أنا هصيغك من فوجك لتحتك، هجيب لك كل حاجة تحلمي بيها."
محاسن : "يخليك ليا، وتجبلي كل اللي نفسي فيه، بس قولي جبت فلوسها منين؟ شكلك وقعت على كنز."
عمار : "حاجة زي كده."
التفتت محاسن وقالت بجدية: "أوعى تكون عملت حاجة عفشه تضيع حالك. أنا مليش غيرك، إنت عارف إني بحبك جوي."
لكن قبل أن يجيب، دخلت نجمة فجأة، قاطعة الحديث نجمه: "يلا يا خايتي، نمرتك چات . الحب مش هياكلنا عيش."
عمار : "بس يا بت المركوب، قريب ٠وي مش هخليكي ترجصي لمخلوج غيري."
ذهب محاسن وصعدت على المسرح، حيث كان الجمهور يصفق لها، ولكن في الصفوف الأولى كان هناك شاب يجلس بعينيه الحادتين، هو سعد، ابن أحد كبار الكفر، والذي كان يراقب محاسن طوال الوقت، وكان معروفًا بسلوكه الفاسد.
صعد سعد إلى المسرح، وأخرج من جيبه رزمة من المال، وألقاها على محاسن، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح. ثم اقترب منها همسًا في أذنها قائلاً: "قد دول 10 مرات لو جيتي معايا البيت."
فزع قلب محاسن ودفعت يد سعد وقالت بصوت منخفض: "مبقاش إلا إنت يا بتاع الكوبية، أنا رقاصة آه، بس بشرفي."
وفي هذه الأثناء، كان عمار يجلس في زاوية، لم يسمع ما يحدث على المسرح. لكنه كان يراقب محاسن من بعيد ويشعر بالغيرة الشديدة.
لكن فجأة، رفع سعد يده وضرب محاسن على وجهها بقوة. كان الصوت قاسيًا ومفاجئًا. في تلك اللحظة، انفجر عمار من مكانه، مسرعًا نحو سعد، وركض إليه ليصفعه على وجهه بقوة.
تبدل المنظر فجأة إلى عركة كبيرة بين عمار وسعد على المسرح، حيث بدأ الناس يصرخون ويتدافعون. جاء بعض الحراس على الفور ليحاولوا الفصل بينهما، لكن الفوضى كانت قد عمّت المكان.
كانت نجمة تحاول أن تجر محاسن بعيدًا عن الفوضى،
حيث قالت محاسن : "أنا مش ههمِل عمار"
لكن نجمه تمسكت بها وقالت: "
نجمه: انزلي يافجريه هنروح في داهيه كله منك قولتلك متخليش عمار ياجي هنا وانتي بترقجي
ثم، في اللحظة الأكثر توترًا، اخرج أحد أصحاب سعد من بين الحضور، وكان يحمل سلا ** حًا ، مما جعل الجميع يتراجعون فجأة. رفع الرجل الس *لاح ووجهه نحوهم، ثم أطلق الن *ار في الهواء، مما أحدث صوتًا عاليًا ومخيفًا.
محاسن صرخت في رعب، والكل في المكان تجمد من الخوف، بينما بدأت فوضى جديدة تعم المكان بعد إطلاق النار.
حبايبي بعتذرلكم عن التاخير والله غصب عني كان لاسباب صحيه ان شاء الله مش هتأخر عنكم تاني
#جمرية_الصقر 💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 5
أطلق النار في الهواء، فعمّ المكان ضجيج مرعب وفوضى عارمة، وسقط عمار على المسرح وسط ذهول الجميع، لتسرع إليه محاسن .
محاسن (وهي تصرخ بحرقة): جوم يا عمار... اسم الله عليك يا غالي... جوم يا حبيبي!
لاحظت إصابة عمار في كتفه، فحاولت مساعدته بيدين مرتجفتين ودموع غزيرة، بينما تعمّقت الفوضى من حولها وسط أصوات متداخلة.
محاسن (تهدد بعصبية): والله لبلغ الحكومة... وأوديكم في داهية!
عمار : لاه ... يا محاسن... حكومة إيه؟ أنا زين، ما تخافيش .
ظهر سعد المرسي حينها، موجهًا نظراته الحادة للجميع.
سعد: لسه مخلصتش! مش سعد المرسي اللي حد ياخد منه حاچة وهو عاوزها!
غادر سعد ورجاله المكان بسرعة، تاركين خلفهم حالة من الرعب والصدمة. حاول عمار الحديث، لكنه بالكاد استطاع.
عمار (بإعياء): هاتيلي حد يطلع الرصاصه ... بسرعة.
محاسن: لازم تروح المستشفى
عمار: علاج؟ لاه مستشفي لاه . مستشفي يعني سين وجيم
نجمة : انا هكلم دكتوره معرفه
محاسن : بسرعة يا نچمه
أخذت نجمة هاتفها واتصلت بالطبيب.
نجمة: تعالَ بسرعة، في واحد عندنا واخد رصاصه
الدكتور : بس كده هتدفعو الضعف غير الاداوت الى هجيبها
نجمه :الى انت عاوزه بس بسرعه الله يخليك
الدكتور :انا جايلك
عادت نجمة لتنضم إلى محاسن التي كانت تحاول السيطرة على الموقف.
محاسن : شيلوه معايا، ندخله جوه.
اندفع اثنان من رجال المولد لمساعدة محاسن، وحملوا عمار بحذر إلى الغرفة الخاصة بها.
محاسن : براحة عليه... بالله عليكم.
______________________________
في القاهرة، في بيت طارق وهيام، بعد الغداء
يجلس صقر مع والده، يتبادلان الحديث .
والاب : عملت إيه؟ وصلت ليوسف ولا لسه؟
صقر: والله يا بوي لفّينا الدنيا كلها عليه، حتى السفارة روحناها، لكن مفيش أخبار عنه.
الاب: إن شاء الله يبجى زين وربنا يطمنا عليه. طب وخيته أخبارها إيه؟
صقر: ما أنا جولتلك، موصي زيدان يخلي باله منها، وامها وجوزها جاعدين معاها.
الاب (بقلق): بس انت جولتلى قبل سابق ان امها عفشه وطماعه ووانا خايف علي البنيه يا والدي ليضحكو عليها هيا وجوزها وخصوصي ولد جوز امها عمار انا سامع ان سمعته عفشه جوي جوي وبتاع غوازي
صقر: متجلجش يا بوي زيدان عينه عليها ويمكن امها ربنا هداها وبردك في الاول والاخر بتها وخصوصي ان يوسف محدش عارف عنه حاجه
الاب: ياريت يا ولدي. البنيّة يتيمة ووحيدة، ومكنش ليها غير أبوها. الحمل كله بجى تجيل عليك
صقر (بتساؤل): عرفت منين يا بوي إن عمار سمعته عفشه ؟
الاب: ما أنا سألت زيدان، ولما حكالي إنه رايح نجع الصياد، جالي عن عمار وسمعته.
صقر: ربنا يجيب العواجب سليمة يا بوي.
الاب : يارب يا ولدي. ويهديكِ يا هيام يا بنتي!
صقر (بتنهيدة): أمي السبب، يا بوي، في اللي بتعمله هيام. طلعت جباره زيها.
الاب (بحزم): جصدك إني مليش كلمة مع أمك؟ أنا ساكت يا ولدي عشان المركب تمشي، لكن أنا مش ضعيف. لما فوتّلك كل حاجة تتصرف فيها، مكنش ضعف مني، أنا كنت جولت أكبرك، والحمد لله طلعت جدها وجدود.
صقر:تعرف يا بوي طارج صعبان عليا شغله في الحكومه وفي مكتبه واهو طلع دلوجتي يذاكر للعيال بنتك لازملها وجفه جبل بيتها ما يتخرب
__________________________
في المولد
وصل الطبيب إلى الغرفة حيث كان عمار مستلقيًا يعاني من إصابته. بدأ في إخراج الرصاصة من كتفه .
محاسن (بلهفة): هو هيبجى زين يا دكتور؟
الدكتور: هدي له مسكن قوي، وسيبوه يرتاح يومين من غير حركة. لازم ياكل كويس عشان يعوض الدم اللي نزفه.
محاسن: حاضر يا دكتور.
أخرجت محاسن كل ما معها من نقود وأعطتها للطبيب، لكنه نظر إليها بعدم رضا.
الدكتور: الفلوس دي قليلة.
ترددت قليلًا، ثم خلعت الحلق من أذنها ومدّته له.
محاسن (بحزن): خد يا دكتور، عمري كله فدا عمار.
نظر لها الطبيب بوقاحة وغمز بخبث.
الدكتور: أنا في الخدمة لو حصل أي حاجة، كلميني على طول.
محاسن (بعصبية): اتكل على الله، يا دكتور، الله يسهّل طريجك... كويس إن عمار مش فايج!
غادر الطبيب، فالتفتت محاسن إلى نجمة بغضب.
محاسن: جبتي منين جليل الحيا ده؟
نجمة: أمال كنتي عايزاني أجيبلك مين؟ ده الوحيد اللي يجدر يصون سرنا.
محاسن: خدي الإسوره دي، روحي للصايغ وبيعيها.
نجمة (بتردد): يا بنت، عمار لو عرف هيزعل.
محاسن: انتي سمعتي بودنك، لازم ياكل كويس. وكمان نجيب له جلابية بدل اللي اتجطعت. يلا، روحي هاتي لحم وفراخ وخضار وفاكهة كتير
نجمة (مازحة): ياريت يا عمار تتطخ كل شوية عشان ناكل لحمة وطير.
محاسن (بعصبية): جطع لسانك! اسم الله عليه من أي شر.
نجمة (بضحك): ده أنا بهزر يا بت ، عاوزاكي تفكي شوية.
محاسن (بحزن): قلبي بيتخلع عليه، ياريت أنا مكانه وهو لا.
نجمة: ما تجوليش كده، إحنا ملناش غيرك. لما تتصابي مين هيجف جنبنا؟ وهو كان لازم يعني يعمل فيها سبع الرجالة؟ مش عارف إنك رقّاصة والناس لازم تنجط؟ ربنا يسامحه، الليلة اضربت وضاع علينا النجوط.
محاسن (بغضب): غوري، هاتي اللي قلت لك عليه، وبطلي كلامك الماسخ ده.
__________________________________
في منزل جمرية، أمين يتحدث مع زبيدة:
أمين: فينه عمار؟
زبيدة: معرفشي، من وجت ما طلع مفيش خبر عنه.
أمين: تلجاه لسه داير ورا الغوازي، وعشان كده بتديه فلوس كتير يعمل اللي على كيفه بيها.
زبيدة (بعصبية): بطل الرط ده واسمعني زين. أنا عتحدد مع جمرية على جوازها من عمار.
أمين (بدهشة): انتي اتجنيتي يا مرا؟ هتجوليلها الكلام ده دلوجتي؟
زبيدة: جن لما يخربطك، أيوة هجولها. مالك انت؟
أمين: طب مش لما يجي المعدول الأول؟
زبيدة: هيعاود يعني؟ هو هيروح فين؟
__________________________________
في غرفة جمرية، كانت تجلس وحدها تحدث نفسها بهدوء:
جمرية (تفكر): أنا لازم أتابع أملاك أبوي وأملاكنا بنفسي. عم أمين وعمار بيتبعوها، بس علي الاجل الاجي حاجه اشغل نفسي بيها.
طرق الباب فجأة، ودخلت أمها زبيدة بنبرة ساخرة.
زبيدة: انتي لسه جاعدة تغربلي الهم وتنخليه؟
جمرية (بحزن): أبويا ويوسف وحشوني جوي.
زبيدة: أبوكي مات ويوسف محدش عارفله طريج. فكري في نفسك .
جمرية (باستغراب): هو مش يوسف ده ولدك؟
زبيدة: ولدي، بس همل الدنيا، نعمله إيه يعني؟ إحنا نعرف عنه حاجة؟ ولا نعرف طريجه . المهم يا جمريه كنت عوزاكي في موضوع تاني خالص
جمرية: خير يا أمي، أنا كمان كنت عايزاكم في موضوع.
زبيدة: موضوع إيه؟
جمرية: كنت بفكر أتابع أملاكنا بنفسي.
زبيدة (بتعجب): كيف يعني؟
جمرية: أجصد أتابع الدنيا مع عمي أمين وعمار.
زبيدة (بغضب): والله عال، يا بت بطني! أمين وعمار هيسرجوكي يعني؟! مش كتر خيرهم إنهم مراعيين حالك ومالك؟ دول شغالين عندك من غير أجره!
جمرية : مش جصدي كده، يا أمي.
زبيدة: طب اسمعي الحديت ده الناس في الكفر ابتدت تتحدت
جمرية (باستغراب): على إيه، يا أمي؟
زبيدة: انتي ناسية إنك شابة وعمار شاب؟ الناس بتجول كيف شابة وشاب جاعدين في بيت واحد؟
جمرية: والناس مالها يا أمي؟ دا عمار زي أخويا.
زبيدة (بغضب): لا! ده مش أخوكي. والناس كده مسكت سيرتنا على الفاضي.
جمرية: بس يا أمي، إحنا مبنعملش حاجة غلط.
زبيدة: مش مهم. إحنا كده ما قدامناش غير حل واحد تتجوزي عمار.
جمرية (بصدمة): كيف يعني، ياما؟
زبيدة: ده الحل الوحيد. حتى لو سيبنا البيت أنا وأمين وعمار وسابوكي لوحدك، الناس هتجول خد غرضه منك وسابك. لازم تتجوزيه عشان نجطع لسان الناس.
جمرية (بصوت مرتفع): الحديت ده معجبنيش ياما
زبيدة (بحدة): عايزة تفضحينا يا بت حمدان؟ هتتجوزي غصب عنك. السبوع الجاي كتب كتابك، والكلام خلص. ناجص البنات تجول رأيها كمان!
خرجت زبيدة غاضبة، وصفعت الباب خلفها.
جمرية (ببكاء شديد): إيه اللي بدل حالك، يا أمي؟ كنتِ زينة... ولا انتي كنتي عفشة من الأول؟! مبجتش فاهمة حاجة.
__________________________________
في المساء في غرفة محاسن، أفاق عمار ليجدها جالسة بجواره، تبكي.
عمار: أنا لازم أمشي، أبوي هيجلب الدنيا عليّ.
محاسن: تمشي كيف؟ الدكتور جال لازم ترتاح يومين.
عمار: اسمعي الكلام يا محاسن، لازم أمشي.
محاسن (بقلق): أخاف عليك تتعب وأنت لسه مجروح.
عمار: لازم أبات في البيت. أبويا عيخرب الدنيا لو مارجعتش.
محاسن (ببكاء): مش هجدر اتحددت عشان متتعبش
(تدخل نجمة فجأة، تقطع حديثهما.)
نجمة: إنت فوجت يا أخوي؟
محاسن: فاج، وعاوز يمشي وهو لسه تعبان.
نجمة: يمشي يروح فين؟
عمار (بحدة): وانتي مالك بالكلام ده؟
نجمة: أنا غلطانة إني جبتلك الدكتور! على فكرة يا ست محاسن، الدكتور خد آخر جرش معاكي وخد حلجك، وبعتي الأسورة وجبتي لحم وخضار وعلاج، ومش فاضل من حجها غير 3000 جنيه. وأول ما فاج عاوز يهملك ويرجع لناسِه.
عمار (بدهشة): بتجولي إيه يا بت إنتِ؟
محاسن : إيه اللي سحبك من لسانك يا نجمة؟
نجمة: خلاص، اتحرجوا! أنا هسيبلكم الدنيا وماشية.
(تخرج نجمة غاضبة من الغرفة.)
عمار : صح، عملتي كده يا محاسن؟
محاسن : ده أنا أبيع عمري عليك يا عمار، كل ده من خيرك.
عمار: معلش، يا محاسن، هاتي 1000 جنيه عشان أركب عربية خصوصي وأروح، وهعوضك عن كل حاجة.
(يأخذ عمار المال، يغادر المولد، وبعد ساعة يصل منزله، يتحدث لنفسه بهمس وهو يتسلل داخل البيت:
عمار: كلهم نايمين. العربية خدت آخر جرش معايا ومعاييش مليم. وزبيدة بتنجطني بالفلوس . أنا هطلع أوضة جمريه وأفتح الخزنة. كده كده زبيدة قالتلي الرقم بتاعها.
(يتسلل عمار بهدوء إلى غرفة جمرية، وهي نائمة. يفتح الخزنة ويأخذ منها مبلغًا كبيرًا، لكنه ينسى يغلقها بهدوء. صوت الخزنة يُوقظ جمرية التي تصحو بخضة، وتنظر لعمار.)
جمرية (بصدمة): بتعمل إيه هنا يا عمار؟
#جمرية_الصقر 💥💥💥💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 6
جمريه : انت بتعمل إيه في أوضتي يا عمار؟ وايه الفلوس اللي في يدك دي ؟
حاول عمار النظر إليها وكأنه يريد التحدث، لكنه لم يستطع. فجأة، فقد توازنه و سقط على الأرض فاقدًا للوعي.
جمريه (بذعر): يا مري يا عمار!
هرعت نحوه بخوف، وتحسست جبينه لتجده ساخنًا جدًا، وذراعه ينزف بغزارة. حاولت استيعاب الموقف بسرعة، مستغلة معرفتها الطبية كونها خريجة دبلوم تمريض.
نهضت وأحضرت صندوق الإسعافات الطبية الذي تحتفظ به منذ وفاة والدها. بدأت بتنظيف الجرح وتعقيمه بحرص، ثم قامت بتضميده بإحكام. جهزت حقنة المضاد الحيوي وحقنته بها بيد ثابتة، ثم أعطته خافضًا للحرارة.
بعدما انتهت، جلست بجواره تنظر إلى وجهه الشاحب، وبدأ القلق يتسلل إلى عقلها.
جمريه (لنفسها، بتوتر): أعمل إيه دلوقتي؟ أنقله أوضته إزاي؟ لو أمي دخلت وشافت عمار هنا هتبقى فضيحة قد الدنيا.
_________________________________
في القاهرة – منزل طارق وهيام
كانت الساعة تقترب من الفجر، وصقر يجلس في غرفة المعيشة منتظرًا هيام بقلق واضح. الباب يُفتح أخيرًا، وتدخل هيام منهكة من يوم عمل طويل.
هيام (بتعب): ازيك يا صقر؟ عامل إيه؟ حمد لله على سلامتك.
صقر (بنبرة جادة): الله يسلمك. وانتي إن شاء الله كل يوم بترجعي في الوجت ده؟
هيام (بتبرير): شغلي يا صقر... ومستقبلي. أعمل إيه؟
صقر (بنظرة حادة): شغلك ينسيكي ولادك وبيتك؟
هيام : ماله بيتي؟ ومال ولادي؟ ما هما زي الفل أهو.
صقر : ولادك مش حاسين بوجودك، وناقصهم حاجات كتير.
هيام (بسخرية): ناقصهم إيه؟ ولادي في أحسن مدارس، وعندهم كل حاجة، وعندهم الدادة بتاعتهم.
صقر (مقاطعًا): والحياة مدارس ودادة؟ انتي فين من كل ده؟ وجوزك اللي مبتسأليش فيه؟
هيام (بحدة): انت قولت كل ده ومقولتش مستقبلي! وبعدين، هو لحق يشتكي لك؟ مش كفاية اشتكاني لبابا؟
صقر (بحزم): جوزك مشتكاش ، أنا اللي شفت بعيني. وعاوز أتحدد معاكي.
هيام : بعدين يا صقر... بعدين. أنا راجعة تعبانة.
صقر : بعدين إمتى؟
هيام : هاخد أجازة بكرا من المستشفى وأقعد معاكم براحتي.
صقر : إذا كان كده... ماشي.
هيام: عن إذنك بقى... أدخل أنام.
تتجه هيام إلى غرفتها، وصقر يتنهد بعمق ثم يعود هو الآخر إلى غرفته، وما زالت الأفكار تدور في رأسه.
_________________________________
في الصعيد – منزل جمريه
كانت جمريه تجلس في غرفتها شاردة، تحاول إيجاد حل للمأزق الذي وقعت فيه. نظرت حولها بخوف وقالت لنفسها:
جمريه: هعمل إيه؟ هنزله من هنا إزاي؟ أحسن حل إني أقفل على نفسي بالمفتاح وأقولهم إني تعبانة شوية.
في الطابق السفلي، استيقظت زبيده، ونظرت حولها باستغراب قبل أن تتحدث لنفسها.
زبيده: أمال البت جمريه دي منزلتش لحد دلوقت ليه؟
قطع حديثها صوت أمين وهو يدخل الغرفة.
أمين: عمار فين؟
زبيده: معرفش، لسه مجاش.
أمين: خلي يلف ورا الغوازي.
زبيده: أنا مش فايجالك دلوقتي.
تنادي زبيده على إحدى الخادمات التي تظهر بسرعة.
زبيده: روحي اندهي جمريه.
الخادمة: حاضر يا ست زبيده.
صعدت الخادمة إلى غرفة جمريه وطرقت الباب بهدوء.
الخادمة: يا ست جمريه، اصحي. الست زبيده عاوزاكي تحت.
جمريه: قولي لها إن حساسيه ضربت في جسمي وخايفة تكون من النوع المعدي، عشان كده جاعدة لحالي.
الخادمة: حاضر، ألف سلامة عليكي يا ست الناس.
نزلت الخادمة لتبلغ زبيده بما قالته جمريه.
زبيده: حساسية إيه دي؟ اسمعي يا بت، حطيلها الوكل في أطباج بلاستيك عشان بعد كده نرمي الأطباج.
الخادمة: حاضر يا ست زبيده.
تقول الخادمة لنفسها: أنا عمري ما شوفت أم جافية كده، كل اللي همها الأطباج مش بنتها.
قطعت زبيده حديثها فجأة.
زبيده: بس حضريلنا إحنا الأول نفطر.
حضرت الخادمة الفطور لهم ثم أخذت الفطور الخاص بجمريه وصعدت به إلى غرفتها. وقبل أن تصعد، نادتها زبيده.
زبيده: وريني واخده فطار إيه؟ وه وه كل ده أكل كتير عليها. خشي نجصي نصه.
الخادمة: حاضر يا ست زبيده.
تنقص الخادمة من الفطور ثم تصعد إلى غرفة جمريه وتطرق الباب.
الخادمة: الفطور يا ست جمريه، الست زبيده بتقولك بعد ما تاكلي، بالهنا حطي الأطباج في كيس عشان نرميهم.
جمريه: حاضر.
فتحت جمريه الباب، ثم نظرت إلى الطعام بحزن وقالت لنفسها: ياااه يا أمي، كل اللي همك الأطباج. فينك بس يا يوسف، تيجي تشوف حال أختك. ياااه، الوكل ده جليل جوي، أنا هسيبه لعمار أحسن عشان جرحه.
أيقظت عمار من نومه ببطء، ليستيقظ منهكًا.
عمار: أنا إيه اللي جابني هنا يا جمريه؟
جمريه: مش وقت الحديث ده، لازم تاكل عشان أنضفلك الجرح وتاخد علاجك.
عمار: حاضر، ناكلوا مع بعضينا.
جمريه: لا، أنا سبجتك وكلت. كل انت.
_________________________________
في القاهرة
صقر كان جالسًا في غرفة المعيشة ينتظر استيقاظ هيام، لكن بدلًا منها، وجد طارق يدخل.
طارق : انت اتأخرت قوي في النوم يا صقر.
صقر: والله ما نمت، مش جايلي نوم. جولت أستنى أما تصحوا عشان أكلم هيام. أنا اتكلمت معاها لما رجعت وجالتلي إنها هتاخد النهارده أجازة.
طارق : هيام؟ هيام مين اللي هتاخد أجازة؟ هي في شغلها من بدري.
صقر : إزاي ده؟ دي قالتلي إنها هتاخد أجازة وتقعد معانا.
طارق : بقالها سنين يا صقر بتقول كده.
صقر : يعني جصدك إنها بتضحك عليا؟
طارق: أنا مقولتش كده، بس هي بقالها سنين بتقول "هاخد أجازة" ومش بتاخد.
صقر: أنا هتصل بيها.
طارق: متحاولش، لأنها دايمًا مشغولة.
صقر: لا، أنا هكلمها.
يمسك صقر هاتفه ويتصل بهيام،
رأت هيام رقم صقر يظهر على هاتفها، فتنفست بملل.
هيام : يووه، عاوز إيه صقر؟ مش فاضية له، وهيفضل يقولي بيتك وعيالك. الأحسن أرد عشان مش هيبطل زن.
ترد هيام على الهاتف بنبرة باردة.
هيام: أيوة يا صقر.
صقر: مش قولتي هتاخدي أجازة النهارده وتقعدي معانا؟
هيام : جالي شغل مهم، أعمل إيه؟
صقر: وشغلك أهم من عيالك وجوزك؟
هيام: صقر، متدخلش في حياتي بعد إذنك. أنا عارفة أمشي حياتي إزاي.
يغلق صقر الهاتف في وجهها بغضب
طارق : مش أنا قلتلك؟ المهم يا صقر، إحنا لازم نسافر الصعيد ضروري.
صقر: ليه؟ فهمني.
طارق: لما نوصل البلد هقولك. أنا هجهز الأولاد، وانت جهز نفسك، وخلي عمي يجهز. أنا هبعت رسالة لهيام أعرفها إننا مسافرين.
يبعث طارق رسالة إلى هيام، وبعدما تقرأها، تتصل به سريعًا.
هيام: أنتو مسافرين الصعيد ليه؟ في حاجة؟
يمسك صقر الهاتف من يد طارق ويتحدث بنبرة حازمة.
صقر: ولادك أخدوا الأجازة، وهناخدهم يغيروا جو في البلد، وبالمرة أمك تشوف الأولاد. وانتي هتحصلينا.
هيام: أحصلكم فين؟ أنا مش هعرف آخد أجازات خالص. روحوا انتو، وابقوا سلمولي على ماما.
يغلق صقر الهاتف مرة أخرى في وجهها.
صقر : أنا لازم أروح لها المستشفى، هيام لازم تتعدل يا طارق.
طارق: مش وقته يا صقر، لازم نمشي.
صقر: مش فاهم، في إيه؟ بس هنجهز حالًا.
جهز الجميع حقائبهم للسفر، وكان الأولاد في غاية السعادة لأنهم سيذهبون إلى الصعيد. أثناء التحضير، دار حديث بين صقر والأولاد.
ياسين: خالو، ماما فين؟ مش هتسافر معانا؟
حور: ماما فاكرانا أصلًا؟ دي شكلها نسيت إن عندها أولاد.
طارق: وبعدين يا حور؟
الجد: ماما جاية ورانا يا ولاد.
يزن (بحزن): عادي يا جدو، إحنا اتعودنا على فراقها.
يحاول صقر التخفيف عنهم بابتسامة وهو يقود السيارة بنفسه.
صقر: أول ما نوصل البلد إن شاء الله، هفسحكم وأركبكم خيل، وهوريكم حاجات حلوة كتير.
الأولاد (بفرحة): بجد يا خالو؟
الجد: وكمان تجعدوا مع جدتكم، أكيد وحشتكم.
حور : تيتة نجاة شبه ماما، يبقى كده إحنا قاعدين مع تيتة وماما في نفس الوقت.
طارق (بضحك): بطلي لماضة يا حور.
_________________________________
في إيطاليا
كان ليو يجلس على مقعد خشبي في حديقة القصر، التي تمتد حتى تصل إلى البحر. الأمواج الهادئة تتكسر على الشاطئ في مشهد ساحر، لكن عينَي ليو كانتا شاردتين، وكأنه غارق في عالم آخر. تقترب منه لارا بخطوات هادئة وتحاول أن تجذب انتباهه.
لارا : النهارده قررت آخدك لمكان جديد. إيه رأيك؟... تنتظر قليلاً دون أن يرد، فتقول بصوت أعلى... ليو، بكلمك!
ليو : معلش، كنتِ بتقولي إيه؟
لارا : مالك؟ مش مركز معايا خالص اليومين دول.
ليو : مفيش... بس الكوابيس زادت و ..
لارا : افتكرت حاجة؟
ليو: مش عارف... بس الكوابيس شكلها ليها علاقة بحياتي. اللي بشوفها في الكوابيس بتصرخ وتقولي "أنقذني... أنقذني". تبقى مين؟
لارا (بفضول): طيب، شكلها إيه؟
ليو: مش فاكر شكلها كويس... بس كل مرة بشوفها، بلاقي حواليها تعابين، وأنا واقف متكتف مش قادر أتحرك، وهي بتندهلي تقولي "أنقذني".
تلتفت لارا بنظرة قلق نحو البحر للحظات، ثم تحاول أن تبدو غير مطمئنة وهي تتحدث.
لارا: خير يا ليو... متقلقش، يمكن دي مجرد أحلام ملهاش معنى.
في زاوية أخرى من الحديقة، قريبًا من بوابة القصر
(الحوار طبعا ايطالي احنا هنحكي بالمصري )
يجتمع مجموعة من الحراس تحت شجرة ضخمة، يتحدثون بصوت منخفض وهم يراقبون ليو عن بعد.
الحارس الأول : انتو مش ملاحظين إن الولد المصري ده، من ساعة ما جه، بقى كل الاهتمام حواليه؟ ياسر بيه والآنسة لارا مشغولين بيه طول الوقت. أنا متأكد إنه عامل علينا فيلم ومش فاقد الذاكرة ولا حاجة.
الحارس الثاني : أيوة، وكل يوم بيزيد اهتمامهم بيه. لو فضل كده مش بعيد ياخد كل حاجة .
الحارس الثالث (بتفكير): طيب اسمعوا، أنا عندي فكرة. نروح للمكان اللي خبطته فيه لارا بالعربية. أكيد هنلاقي هناك دليل يساعدنا نعرف هو مين.
الحارس الرابع (بحذر): بس لازم نتصرف بهدوء. لو بيترو عرف إننا بنحاول نكتشف حاجة عنه، مش هيتردد لحظة في تصفيته...
يهز البقية رؤوسهم بالموافقة، ثم ينصرفون في هدوء
_________________________________
في منتصف الليل، في الصعيد
كان أمين جالسًا على الكرسي في حجرة المعيشة، يدخن الأرجيله
أمين: حطيلي فحميتين على النار يا زبيدة.
زبيدة: ما فلحش غير في المدعوجة دي.
أمين: ما انتي طول عمرك بتخططي لكل حاجة، وأنا بس ماشي وراكي
تذهب زبيدة لتحضر الفحم بينما يظل أمين جالسًا
أمين: مرة عجربة... حرج أبو الي جابك! منك لله يا حمدان، لو مكنتش عملت تمثلية انك افتجرت مكنتش اطلجت وانا اتجوزتها ثم يضحك شكلك اتجنيت يا أمين، الله يجطعك يا زبيدة! وكمان مش عارف المدعوج عمار ده فينه
تعود زبيدة حاملة الفحم وتضعه على الأرجيلة.
زبيدة: ياكِ اتخليت يا أمين! عتحدد حالك؟
أمين: كنت عمال أسأل نفسي: الواد عمار فين دلوقتي؟
زبيدة: خد الولعة، اهيه.
تخرج زبيدة من الغرفة، لكن أمين ينادي عليها.
أمين: رايحة فين؟ تعالي هنا، بتك منزلتش النهارده من أوضتها، واصل ليه
زبيدة: جالت للخادمة إن عندها حساسية في جسمها.
أمين: وانتي طلعتِ لها واطمنتِ عليها؟
زبيدة: لأ، وإنت عايزني أتعدي؟
أمين: يا مرا يا هاملة، اطلعي اطمني على بتك!
زبيدة: ومن ميته بتهمك بتي؟
أمين: لا يا ناصحة، أنا عاوزها بس تحس إنك حنينة عليها، عشان نقدر ناخد كل اللي عاوزينه منها.
زبيدة: اجعد انت كركر في الجوزة، وأنا رايحة أنام.
تخرج زبيدة، وأمين ينظر إليها بغضب.
أمين: اتخمدي خمدة تخمدك في الندى بدري.
زبيدة وهي تتحدث مع نفسها: "أمين كلامه صح
تذهب زبيدة إلى غرفتها، وبينما هي في طريقها للصعود على السلم، تلتقي بجمريه وهي خارجة من الحمام متجهة لغرفتها.
زبيدة: فين الحساسية اللي بتقولي عليها؟ وشها زين اهو ، البت دي في سر وراها، ولازم أعرف في إيه.
زبيدة تصعد السلم بسرعة، ثم تفتح باب غرفة جمريه لتجد عمار مستلقيًا على السرير وجمريه واقفة بجواره.
زبيدة: يامرك يازبيده بتك حطت راسك في الطين.
#جمرية_الصقر 💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 7
زبيدة: يا مرك يا زبيدة، بتك حطت راسك في الطين.
جمريه : مفيش حاجه يا أمي، والله مفيش حاجه.
عمار : انزلي تحت دلوقتي يا جمريه!
زبيدة : مش هتنزل من هنا غير لما أفهم في إيه!
عمار : وأنا جولت انزلي يا جمريه.
تسحب جمرية نفسها وهي باكية، دموعها تنساب على خدها. تتحدث في نفسها بصوت مكتوم:
"يامري؛ أمي هتفضحني... وأنا معملتش حاجه."
بعدما ينفرد عمار بزبيدة، يبتسم بخبث ويقول:
عمار: كويس إنك طلعتي يا مرات أبوي.
زبيدة : بتلعب لوحدك يا ود أمين؟ مش متفجين نلعبها سوا؟
عمار : مخك تعبان جوي يا مرت أبوي وعلى قده. يعني تفتكري إني أروح أجيب رجاله، أدفع لهم فلوس، وأخليهم يضربوني ويعوروني عشان أعمل نفسي غلبان وأخش قلب بنتك؟
يضحك بخفة، ثم يتابع
اسمعي يامرت ابوي اللي حصل اتفقت مع شوية رجاله يدوني علجة تمام، واحد منهم جرحني جرح بسيط في يدي . بعدها، رحت لجمرية وجلت لها: "الحقيني يا جمرية! مش بتك ممرضة وكلت حلاوة بالشطة عشان تجيب لي سخانة. واللي حسبته لجيته صعبت على بتك و جعدت تعالجني في أوضتها. ثم يتابع و كنت هرن عليكِ عشان تطلعي تمسكينا ؛ بس انتي مخك تخين، وجيتي في وقت مش مناسب.
زبيدة : وهي صدجتك؟
عمار: ما انتي عارفه إن بتك هبلة. صدجتني ووجعت في الشبك. بس عندنا مشكلة.
زبيدة : مشكلة إيه بجى؟
عمار: الرجاله اللي ضربوني لسه باجي ليهم 50 ألف جنيه.
زبيدة (بفزع): يا نهار إسود! كنت ضربتك أنا وعورتك ببلاش.
عمار : مش بجولك مخك تخين. على العموم، انتي حرة. لو الفلوس ما اتدفعتش النهارده بالليل، الرجالة هييجوا يخربوا الدنيا فوج دماغنا.
زبيدة تتنهد بضيق ثم تقول بتذمر:
زبيدة: هجبهم، بس نخلص الموضوع ده.
عمار: استني قبل ما تنزلي. هتهددي جمرية وتجوليلها كتب الكتاب السبوع الجاي. هي كده مش هتعرف تتكلم. قولي لها: "لما انتو عاشجيم بعض ورايدين بعض مجولتوش ليه؟"
زبيدة تبتسم بنظرة شريرة وتقول:
زبيدة: يا بوي على مخك. أحسن إنك مطلعتش زي أبوك، معيفهمش واصل.
عمار: تربيتك يا زبيدة.
تنزل زبيدة إلى جمرية، تجدها جالسة تبكي بحرقة. تقترب منها بخبث، ثم تقول ببرود:
زبيدة: مش كنتِ تجولي إنكم عاشجين بعض؟ إحنا هنلمّكم ونجوّزكم بدل الفضايح دي. احمدي ربك إن محدش من الخدم شافك.
ترفع جمرية رأسها وتنظر لها بحسرة ودموعها تغطي وجهها، لكنها لم ترد.
#بقلم_سلوى_عوض
_________________________________
في منزل الصايغ
تصل السيارة أمام بيت العائلة في الصعيد. يخرج منها صقر، والده محمود، طارق، والأولاد. فور نزولهم، يركض الأولاد نحو جدتهم نجاة بحماس.
الأولاد: تيتا تيتا وحشتينا أوي
نجاة: يا مرحب، نورتوا يا حبايب جلبي
تلتفت نجاة نحو صقر، تلاحظ ملامحه المتعبة
نجاة: خيتك فين يا صقر؟ ليه مجتش معاكم؟
صقر: بَتّك عندها شغل، جاية بعد يومين
نجاة: شكلك مضايج؛ بتي فيها إيه؟
صقر: جولتلك مفهاش حاجة يا أمي
تنقل نجاة نظرتها نحو طارق، وكأنها تحاول قراءة ما يخفيه
نجاة: بتي فين يا طارج؟ وعملت فيها إيه؟
طارق: مفهاش حاجة يا خالتي
نجاة: أومال؟ سيبتوها لوحدها وجيتو ليه؟
طارق: إحنا مهملنهاش، هي اللي مهملانا على طول
تتجهم نجاة وترد بانفعال واضح
نجاة: يعني إيه مهملاكم؟ بتي دي دكتورة قد الدنيا. أنا الحج عليّ اللي جوزتهالك! ده انت حتى مطمرش فيك التربية
تستدير نحو محمود، وكأنها تنتظر منه دعماً، لكن تتابع حديثها دون انتظار رد
نجاة: أنا عاديت أخوي والعيلة كلها عشانك، خدتك ربيتك بعد ما ناسك ماتوا في العربية. كانوا هيودوك الملجأ، وأنا مرضتش. غلطانة أنا؟ غلطانة إني ربيتك مع ولادي، وعلمتك وكبرتك؟ وفي الآخر، تجول علي بتي مهملاك؟
طارق: وأنا عملت إيه لكل ده يا خالتي؟ أنا حافظ جميلك على راسي
تنقل نجاة نظرتها الحادة إلى محمود، كأنها تريد منه الدفاع عن هيام
نجاة: ما تتكلم يا محمود، مش بَتّك دي؟
محمود: اسكتي يا نجاة. بتك راكبها الغلط من ساسها لراسها
تنظر نجاة نحو صقر، الذي كان يقف بصمت، وكأنها تنتظر منه أن ينصف أخته
نجاة: وأنت كمان يا صجر؟ معندكش كلمة في حج أختك؟
يتنهد صقر، ويمسح وجهه بتعب واضح
صقر: اعملي معروف، يا أمي، همليني لحالي دلوك. أنا مانمتش بقالي كام يوم، وسايج من مصر لهنا. اطلع أرتاح وبعدين نتحددت
لكن نجاة لا تهدأ، ترفع صوتها بغضب أكبر
نجاة: مفيش حد هيرتاح ولا يمشي من قدامي غير لما أطمن على بنتي
يتوقف صقر، كأنه يحاول كبح غضبه، ثم يرد بنبرة مرهقة
صقر: بنتك، يا أمي، حياتها كلها شغل. متعرفش حاجة عن عيالها. ليلها ونهارها في الشغل. وبترجع مش قادرة تقف على رجلها. مهملة في بيتها وعيالها وجوزها
نجاة: وهو كان يحلم ببنتي ولا إنه يتجوزها؟ ده أنا أول ما وصلت مع خيريه أخت زيدان الوحدة الصحية، الدكتورة سألتني: أنتي أمها؟ قلتلها: أنا أم الدكتورة هيام محمود الصايغ. الدكتورة مصدقتش، عشان منقوله جديد، وقالتلي: الدكتورة هيام دكتورتنا كلنا، وعلى سنها الصغير دي مشهورة أوي. واسمها مسمع. حتى زيدان وهو رايح معانا وراني جايبين هيام بنتي على النت. الدكتورة الكبيرة اللي ولدت واحدة مكنش حد عارف يولدها، العيل كان هيموت في بطنها. عمل إيه طارج بجى في حياته؟ وجايين تتكلموا على بنتي؟ هي مش أختك يا صجر؟
صقر: يارب تكون مفيش غيرها في العالم دكتورة. بيتها وجوزها وعيالها فين من ده كله؟ همليني أرتاح ب٠ى، وبعد كده ابجي اتكلمي
#بقلم_سلوى_عوض
___________________________
(في إيطاليا )
لارا تدخل غرفة مكتب والدها، ياسر، حيث يجلس يراجع بعض الأوراق.
لارا: فاضي أتكلم معاك يا بابا؟
ياسر: آه، تعالي يا لارا
تجلس لارا أمامه بتردد وكأنها تبحث عن الكلمات المناسبة.
لارا: إيه رأيك في شغل ليو؟
ياسر: ممتاز. الدكتور قال إن المهارات اللي عنده ملهاش علاقة بفقدان الذاكرة، بتفضل موجودة ومبتروحش.
لارا: بس لو الكوابيس اللي بتجيله دي تقف، طب ممكن أخده ونخرج؟
ياسر: تمام، اخرجوا، بس أي مكان حوالينا. ميلانو لا.
لارا: ليه؟ مش يمكن يفتكر حاجة؟
ياسر: لا. الدكتور قال حاليًا مش لازم يتواجد في أي مكان له علاقة بالماضي.
لارا: حاضر يا بابا.
ياسر: خدي بيترو معاكي.
لارا: بس بيترو بيضايق ليو.
ياسر: لا، انتي فاكرة كده، بس هو بياخد باله منه دي تعليمات مني. يلا روحي وابعتيلي نصر.
لارا: حاضر.
تخرج لارا لتبحث عن نصر. تجده يقف مع أحد الموظفين، وتنادي عليه.
لارا: نصر، بابا عايزك.
نصر: حاضر.
يدخل نصر غرفة المكتب، ويغلق الباب خلفه.
نصر: أوامر حضرتك يا باشا.
ياسر: البضاعة وصلت ولا لسه؟
نصر: وصلت يا فندم.
ياسر: المرة دي مش إحنا اللي هنقوم بالعملية.
نصر: أومال مين هيقوم بيها؟
ياسر: ليو اللي هيقوم بالعملية كلها، بس بعد ما تجيبلي باقي المعلومات عنه.
نصر: أنا يا فندم كل المعلومات اللي قدرت أجيبها عنه إنه اسمه يوسف حمدان، وجيه إيطاليا من مدة، وعايش مع جماعة مصريين، وبيشتغل في محل بيتزا.
ياسر: ما انت قولتلي قبل كده. إيه الجديد؟
نصر: الجديد يا فندم من خلال مراقبتي لميمو صاحبه. كان بيسأل عنه في كل مكان. آخر حاجة وصلت لها إن كان في واحد مصري كان مع ميمو، راحوا سألوا عليه في المينا. الكارثة بقى إني لما سألت هناك، واحد قالهم إنه كان هنا من شهرين.
ياسر: مش لازم يخرج برا توسكانا تاني. وإيه حكاية بيترو مع ليو؟
نصر: أصل... أصل حضرتك...
ياسر: انطق.
نصر: أصل بيترو اضايق إن حضرتك مفضله عن الحرس ومكبره عليهم.
ياسر: طيب. بعدين أشوف حكاية بيترو. روح انت، وهاتلي كل المعلومات الناقصة عنه.
نصر: تحت أمر حضرتك.
ينصرف نصر، ويظل ياسر جالسًا يتأمل التفاصيل التي سمعها، بينما أفكاره تتصارع في رأسه.
#بقلم_سلوى_عوض
____________________________________
في منزل جمريه بالصعيد
زبيدة وهي تنظر إلى ابنتها جمريه بحدة
زبيدة: أنا هستر عليكي. مش هجول لحد، في النهاية انتي بتي.
جمريه: والله يا أمي محصلش حاجة.
زبيدة: (بحدة) مجولنا خلاص، جومي حضّري العشا.
تخرج جمريه من الغرفة وهي تحاول كتم دموعها. أثناء ذلك، ينزل عمار من الطابق العلوي، ينادي عليها.
عمار: تعالي يا جمريه، عايزك.
جمريه: (بتنهيدة) خير يا عمار، تاني؟
عمار: أنا هقولهم إننا هنخرج بكرا، وانتي جولي موافجة.
جمريه: طب... وجرحك؟
عمار: أنا بجيت زين، الفضل لربنا وليكي. لازم أتحددت معاكي بعيد عن البيت.
جمريه: حاضر.
في غرفة أمين
تدخل زبيده الغرفه لتوقظ امين
زبيدة: جوم يا همّي، يا اللي جاعد في خلجتي. ما تعملش حاجة في حياتك غير تاكل وتكركر في الجوزة.
أمين:طب، على سيرة الوكل، جعان.
زبيدة: جمريه بتحضر الوكل، ياك تشبع.
أمين: كده برضو يا زبدتي؟ مش أنا أمين حبيبك؟
زبيدة: حبك حنش.
تدفع زبيدة الباب وتخرج غاضبة. أمين يضحك
أمين: شوفوا المرة يا ولاد، قال حبني حنش. أومال هي إيه؟ لا صح، هي عجربة . ميته بس ناخد الجرشينات والأرضيات، وأخلّص منك يا عجربة.
يخرج أمين من الغرفة بعد دقائق، ليجد السفرة مجهزة.
أمين: يا جمريه، يا جمريه، فين الوكل؟
جمريه: ما الوكل جدامك أهو يا عمي.
أمين: إيه ده؟ فول وعدس ومسجعية؟ إيه الفجر ده؟ أومال فين اللحم والطيور؟ أنا شجيان طول النهار، وتحطولي الوكل ديتي؟
تتدخل إحدى الخادمات، وهي تتحدث بخجل.
الخادمة: الست جمريه وصتنا من عشيه. كان نفسها في الوكل ديتي.
أمين: ما طفحش. توكلونا على مزاجكم؟
زبيدة: جمريه، فين الوكل؟ إيه اللي جايباه ده؟ ماجصينش حرجه جلب.
أمين: وانت كنت فين يا حيلة أبوك؟
عمار: كنت مع صحابي.
زبيدة: الوكل جي، اطفح وانت ساكت.
تنظر إلى جمريه بنظرة خبيثة، قبل أن تلتفت نحو عمار.
زبيدة: ده أنا كنت باعته عمار يجيبلي حاجة.
عمار: (يبتسم بهدوء) صح يا جماعة. أنا هآخد جمريه ونفطر برّا بكرا.
زبيدة: وماله؟ اطلعوا اتهووا.
أمين: أنا مفهمش حاجة.
زبيدة: مش لازم تفهم. وانت من إمتى بتفهم؟
#بقلم_سلوى_عوض
____________________________
في منزل الصايغ
صقر: طارج تعالى نطلع نشربوا جهوه
طارق : حاضر ياصقر
نجاة: اتصل بأختك يا صقر، ماعيتحركش من جدامي غير لما أطمن على بتي.
صقر: حاضر يا أما.
يخرج صقر هاتفه المحمول ويتصل بهيام أكثر من مرة، لكن لا أحد يجيب. يغلق الهاتف وينظر إلى والدته.
صقر: بتك مابتردش، مش جولتلك مش فاضية لينا؟
نجاة: (بغضب وهي تنظر إلى طارق) عملت إيه في بتي يا طارق؟ وانت يا صجر بتداري عليه؟
طارق ينظر إلى الأرض بصمت. صقر يلتفت إليه بنظرة حادة، ثم يقوم من مكانه.
صقر: يلا يا طارج، نطلع .
طارق يهز رأسه بالموافقة ويتبع صقر بهدوء. يخرجان من المنزل ويتجهان إلى المقهى القريب.
صقر: خير يا طارج، في إيه؟ ليه خلّيتنا ناجي البلد بسرعه؟
طارق ينظر حوله بتوتر، ثم يرفع عينيه نحو صقر، يتحدث بصوت منخفض وكأنه يخشى أن يسمعه أحد.
طارق: أنا في مصيبة كبيرة يا صقر... وللأسف مهدد بالحبس.
صقر ينظر إليه باندهاش وحزم في نفس الوقت،
حبايبي اتاخرت عليكو معلش ❤❤
#جمريه_الصقر 💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 8
طارق: أنا واقع في مصيبة يا صقر، ومهدد بالحبس.
صقر: مصيبة وحبس؟ إزاي ده حصل يا طارج؟
طارق: هحكيلك... من حوالي شهرين كنت في الشغل، وزي ما أنت عارف، قدمت استقالتي أكتر من مرة، وكانوا دايمًا بيرفضوا. كانوا يقولوا لي: "إحنا معتمدين عليك ومش هنقدر نستغنى عنك". حاولت أخد أجازة عشان أركز في شغل المكتب بتاعي، لكن ردهم كان دايمًا واحد.
في يوم شؤم، كنت في الشغل الصبح برتب الملفات. كنا بنحضر للمناقصات، وكان العطا بتاعنا مكتوب في الملفات مع أسرار شغل كتيرة. فجأة، التليفون بتاعي رن كتير، وكنت كل شوية أقفل على اللي بيرن. في الآخر زهقت ورديت، طلعت الدادة بتاعة الأولاد. قالت لي: "يا أستاذ طارق، الولاد واخدين أجازة من المدرسة". فقلت لها: "كل الزن ده عشان كده؟" ردت بخوف وقالت: "لا، بس ياسين وقع على دماغه واتعور جامد، وإحنا عند الدكتور، وبيقول سبع غرز".
طبعًا، اتخضيت. قلت لها: "طب كلمي مامته لحد ما أجي". قالت لي: "كلمتها، بس هي عندها عملية ومش فاضية. إحنا في العيادة". قلت لها: "ابعتي لي اللوكيشن"، ونزلت جري من غير ما أقفل الخزنة أو أرتب الملفات.
وصلت العيادة لقيت ياسين تعبان جدًا، وأخواته يزن وحور بيعيطوا عليه. بعد ما خلص الدكتور خياطة الجرح، رجعنا البيت. غيرت له هدومه، وهديت حور ويزن، وأكلت الولاد. لما نيمتهم كلهم، وقعت جنبهم من التعب ونمت.
الصبح، لما صحيت، اطمنت على ياسين وإخواته، وفجأة افتكرت اللي حصل في الشغل. جريت على الشركة بسرعة، رجعت الملفات مكانها من غير ما أتأكد من أي حاجة.
بعدها بفترة، جه معاد المناقصة وفتحوا المظاريف. اكتشفنا إن فيه تلات شيكات اتسرقوا، والمناقصة مرسيتش علينا. اتهموني بالإهمال، وقالوا إني سرقت الشيكات وسربت معلومات لشركات منافسة. الموضوع كبر، وحولوني للتحقيق. ولأن معنديش أي دليل يثبت براءتي، قررت أهرب وأدور على دليل قبل ما يتحقق معايا.
صقر: ياه يا طارج، مستحمل كل ده لوحدك ومبلغتنيش من بدري ليه؟
طارق: سألت عمي عليك، قال لي إنك مسافر إيطاليا بتدور على صاحبك. مكنتش عايز أشيلك هم فوق اللي عندك.
صقر: المهم دلوك، لازم تختفي لحد ما تظهر براءتك. لو على الفلوس، رجابتي سدادة، لكن دي قصة شرف.
طارق: مفيش حد في الشركة متعاطف معايا خالص.
صقر: وهيام عارفة؟
طارق: محبتش أشغلها.
صقر: انا لازم ابلغها حالا عشان تقف جمبك
طارق: صدقني مش هيفرق معاها
صقر: إزاي؟ دي مرتك، وأم ولادك، وحبها الأول والأخير. فوج كده، دي بنت خالتك ومتربية معاك. أنا لازم أكلمها.
(يتصل صقر بهيام...)
هيام: أيوة يا صقر، وصلتوا بالسلامة؟
صقر: أنتي لسه فاكرة تسألي؟ وصلنا من بدري. اسمعيني زين يا هيام، جوزك واقع في مشكلة كبيرة. (يحكي لها اللي حصل).
هيام ببرود: وانت عايزني اعمل ايه ده انسان مهمل ... يانهار ابيض
صقر: ايه حنيتي لجوزك يابت ابوي
هيام: لا سمعتي انت ناسي ان هو جوزي انا تعبت وشقيت على ما عملت اسمي من فضلك ياصقر خليه يطلقني بالزوق بدل ما اخلعه انا الدكتوره هيام الصايغ مينفعش اسمي يرتبط بإنسان مهمل ومين عارف ممكن يكون مرتشي فعلا
يغلق صقر الهاتف في وجهها بعصبيه
طارق: قالت لك إيه؟
صقر: مش وجته دلوك .
(هيام تتصل بطارق...)
هيام: طارق، من غير شوشره، طلقني بالزوق. وبالنسبة للولاد، خدهم. أنا كده كده مش فاضيه
طارق: هتستغني عن ولادك بسهولة كده؟
هيام: مش عايزة حاجة تربطني بيك.
"ثم تغلق هيام الهاتف في وجه طارق"
صقر: مش وقت أي حاجة دلوقتي يا طارج. لازم تختفي لحد ما نثبت براءتك. أنا هبعتك لناس تبعي في إسكندرية تجعد عندهم، وأنا هرتب أمور الكفر وأجيلك انت اتحقق مهاك.
طارق:ايوا و اتحدد جلسه الشهر الجاي.
صقر: من هنا لوقتها، ربنا يحلها. أنا معاك ومش هسيبك.
طارق: مش عارف أشكرك إزاي.
صقر: متقولش حاجة. إحنا إخوات.
___________________________
(في الصباح في منزل جمريه )
عمار: هاتي الـ50 ألف يا مرت أبوي بتوع الرجالة وهاتي 10 عشان أخرج البت.
زبيدة: طب وجرحك؟
عمار: أنا بجيت زين.
زبيدة: اعمل حسابك إن كده الفلوس اللي معايا قربت تخلص.
عمار: وأنا هتجوزلك البت وهتبقى ست الكفر كله.
تنزل جمريه وهي ترتدي الأسود.
زبيدة: هتخرجي بالأسود ده؟
عمار: عچباني. يلا يا جمريه.
ياخذ جمريه ويذهبوا إلى مطعم.
_______________________________
بعد ساعة وصلو عمار وجمريه إلى المطعم.
عمار: "تفطري إيه يا جمريه؟"
جمريه: "مليش نفس والله يا عمار."
عمار: "بجولك إيه كُلي دلُوك وازعلي بعدين."
ينده عمار للنادل ويطلب أكل كثير.
جمريه: "إيه كل الأكل اللي انت طالبه ده يا عمار؟"
عمار: "والله لو ماكلتي لجول إنك خطفاني. أنا مجنون وأعملها."
جمريه: "هاكل، بس تقولي إيه اللي دخلك أوضتي؟ وإيه اللي في دراعك ده؟ ولما انت محتاج فلوس مجولتليش ليه؟ والله كنت هديلك اللي انت عاوزه."
عمار (بأسف): "اسمعي يا جمريه، أنا هحكيلك كل حاجه، وجميلك هيفضل مطوجني العمر كله."
جمريه: "أنا معملتش جميل فيك ولا حاجه، انت كنت تعبان وكان لازم آخد بالي منك."
عمار: "طب أنا هحكيلك وتوعديني كل اللي هحكيه ميطلعش برا واصل، مهما حصل يفضل سر بينا. وأنا بوعدك قدام ربنا إني هحافظ عليكي وعلى مالك."
جمريه: "احكي يا عمار، أنا كنت حاسه إن في حاجه بس مش عارفه أفهمها."
يحكي لها عمار كل ما حدث من يوم وفاة أبيها ويحكي لها خطة أبيه وزوجته للاستيلاء على أملاكها.
عمار: "وأنا كنت معاهم في كل ده، والفلوس عامتني، بس جميلك اللي عملتيه فيا مطوجني."
جمريه: "أنا مش مستغربه يا عمار، أنا كنت حاسه بس كنت بكدب نفسي."
عمار: "إيه اللي خلاكي تجبلي إننا نعيش معاكي؟"
جمريه: "بنت وحيده، أخوها مسافر وملهاش حد. جولت أكيد أمي اتغيرت، وعاطفة الأمومة اتغيرت عندها."
ثم تبكي وتكمل: "ليه كده يا أمي؟ بتتآمري على بنتك عشان الفلوس؟ والله ما كنت هعز عنك حاجه. أنا بعد موت أبويا وبعد ما يوسف أخباره اتقطعت عني، أنا مش عايزه أعيش في الدنيا أصلاً."
يحاول عمار أن يلطّف الجو:
عمار: "بِت، أنا هحولك على سر إني عاشج وغرجان لشوشتي."
ثم يضحك: "متخافيش مش فيكي، دي هي زي القمر، مش عفشه زيك."
ثم يمسح دموع جمريه.
جمريه: "كتر خيرك أنا عفشه."
عمار: "اضحكي يا جمريه، واعتبريني مكان يوسف لحد ما ياجي بالسلامه. والله لاقف معاكي قصاد أبوي ومرته العجربة."
ثم يضحك: "لامؤاخذه نسيت إنها أمك... بس جوليلي يا جمريه، كيف زبيده دي أمك؟ دي أم 44 أحن منيها."
جمريه: "نصيبي يا عمار."
عمار: "بجى ملكيش نفس؟ وكلتي الوكل كله. تعالي أوكلك چيلاتي."
جمريه: "اسمه آيس كريم يا جاهل."
عمار: "ماشي يا ست المتعلمة. مكانش دبلون تمريض ديتي اللي هتتنطي بيه علينا."
جمريه (وهي تضحك): "على الأقل أحسن من اللي متعلمش واصل."
ذهب عمار وجمريه على الكورنيش ليأكلوا آيس كريم. بينما عمار يعطيه لها، في اللحظة دي رأتهم محاسن وصديقتها نجمه.
نجمه: "إيه ده؟ مش ده عمار؟"
محاسن: "هو فين؟"
نجمه: "هناك أهو، ومعاه سنيورة بياكل جيلاتي."
تنظر محاسن وتقول:
محاسن: "آه يا محروج يا ود المحروج يا عمار. بجى أنا جلبي واكلني عليك وانت عتتسرمح مع البنات."
نجمه: "يلا بينا نهجم عليه ونعرفه إن احنا شوفناه."
محاسن: "لأ، يلا بينا نمشوا."
نجمه: "وانتي اللي كنتي رايحه تتسلفي فلوس عشان تدهاله. بس فالح يتحكم فيكي: مترجصيش، متضحكيش مع حد، حتى النجوط محرمك تاخديه. كل ما حد من الزباين يتحدد معاكي يجلبها عركة."
محاسن: "يلا بينا يا نجمه، بلاش رط كتير."
نجمه: "خلاص، اديني سكت."
تذهب نجمه ومحاسن للمولد.
نتابع مع عمار وجمريه:
عمار: "ها، حفظتي الخطة زين يا جمريه؟"
جمريه: "تمام، متجلجش."
عمار: "أنا هوصلك وهروح مشوار عند حبيبتي."
جمريه: "روح، بس نفسي تعرفني عليها."
________________________________
في المولد ، كانت نجمه تجلس بجوار محاسن في غرفتها. محاسن كانت شاردة، وملامح الحزن واضحة عليها.
نجمه: "شوفتي الخاين ود المركوب؟ كان بيلف راسك ويضحك عليكي. مش كنا فضحناه؟"
محاسن: "مناجصينش فضايح."
نجمه (بغضب): "بجي انتي اللي زينة الشباب، والرجالة كلهم عيتلموا تحت رجليكي. كلهم عيشرحوا الجلب وانتي مسكالي عمار عمار عَحبه عَحبه! أهو ربنا كشفه وجاعد يطفح مع واحدة وانتي ولا على باله يا محاسن."
محاسن : "بكفاياكي، عاوزه أنام."
نجمه: "عتنامي من دلُوك؟ ومعترجصيش؟ النهارده عيبقى فجر من كله. شاله يحل عليك بالمرض يا عمار يا ود أمين!"
محاسن (بانفعال): "متدعيش عليه. غوري من وشي، واللي يسألك عليا، جوليله ماتت."
نجمه : "بعد الشر عليكي، شاله هو وناسه."
خرجت نجمه من الغرفة تاركة محاسن غارقة في بكائها.
وصل عمار بعد قليل إلى المولد ومعه هدية لمحاسن. قابلته نجمه خارج الغرفة، وكانت ملامحها غاضبة.
عمار: "فينها محاسن أمال يا نجمه؟"
نجمه: "عيانه."
عمار (بلهفة): "عيانه؟ مالها؟"
نجمه (بشخط): "تصدج ياض انت معندكش هبابه دم؟ فارجنا يلا وغور من هنا!"
عمار: "مالك يابت، في إيه؟"
نجمه: "مش عارف في إيه؟ ياعينك ياجبايرك، صح! ما انت عنيك غليضه يا أخي!"
عمار (بانفعال): "متنطجي يابت المركوب، في إيه؟ منجصكيش!"
نجمه: "يعني معارفش انت عملت إيه؟"
عمار: "والله ما عملت حاجه. متخلصي يابت الفجريه وجوليلي في إيه."
تحكي له نجمه ما حدث:
نجمه: "محاسن من وجتها وهي عيانه ومش طايجه نفسها، ومش راضيه تتحددت مع حد."
عمار : "يا حبيبتي يا سونه، عتغيري عليّ؟"
نجمه: "انت ساجع كده ليه؟"
عمار: "بس يابهيمه انتي. خشي صحيها."
نجمه: "جالت معوزاش تشوف حد ولا تتحددت مع حد."
عمار: "وهو يعطيها 200ج: كده تصحى ولالا؟"
نجمه (بابتسامة خبيثة): "ده أنا أصحيلك أبوها من الترب!"
عمار: "طب غوري صحيها يلا."
تذهب نجمه لتوقظ محاسن.
نجمه: "محاسن، عمار برا."
محاسن (وهي تبكي): "أنا مش جولت متصحنيش!"
نجمه: "يابت اصحي، ده بيقول إنه مظلوم وإنها جريبته."
محاسن (بسخرية): "جريبته مين ده مجطوع!"
نجمه: "يا ستي اسمعيه، ولو معجبكيش الحديت ابجي أكرشيه."
محاسن: "طب دخليه."
تذهب نجمه وتسمح لعمار بالدخول. دخل وهو يشعر بالتوتر، وقلبه يدق .
عمار: "مالك يا حبيبتي؟ اسمالله عليكي."
محاسن (بحدة): "أنا لا حبيبتك ولا أعرفك. ونويت أتجوز أي واحد من اللي بيتقدمولي."
عمار : "ده أنا اجتله زاجتلك واجتل حالي وراكي. اسمعي الحديت زين."
بدأ عمار يحكي لها كل ما حدث وخطته مع جمريه.
عمار: "أنا كنت ناوي أضحك عليها، لكن بعد اللي حصل منها لازم أقف معاها. ولازم تجفي جاري يا محاسن."
محاسن : "الحمد لله إن ربنا هداك وبعدت عن مرت أبوك الشطانه. طب وانت هتعمل إيه؟"
عمار: "لازم أكتب عليها السبوع الجاي."
#جمرية_الصقر 💥💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت9
عمار: أنا لازم أكتب عليها السبوع الجاي.
محاسن: هملني لحالي يا عمار روح، روح اتجوز بنت الحسب والنسب! وأنا ماليش غير رب كريم يتولاني برحمته. وههمل البلد والصعيد كله عشان ترتاح. يا ريتني ما حبيتك ولا عرفتك. حالك حال كل الرجالة، تحبوا الغوازى وتمشوا معاهم، ولما ياجي الجواز، تتجوزوا بنات الناس الزينة، كن الغازيه ديه معندهاش جلب وبتحب كيف كل البنته الله يسامحك يا عمار ... والله لو بيدي أجلع جلبي من مكانه
عمار : إيه كل الكلام اللي يوجع ديتي ؟! أنتي حبيبتي وحلمي اللي بحلم بيه من يوم ما عرفتك يا حبة جلبي، يا سونة. وهتجوزك... وعترقصيلي لوحدي!
محاسن تضحك بسخريه : آه، تتجوزني... بكتير جواز عرفي؟
عمار (يضرب بيده على الطاولة): أنتي حمارة يا بت! بجولك هجوزك جواز انتي ايه جطر .. ليه مش عاوزة تسمعي الحديت للآخر؟ اسمعي وبعدين ابجي ولولي براحتك
محاسن (بغصة): جول يا عمار، جول. هعمل نفسي مصدقاك.
عمار: ععمل حالي هتجوزها وانتي عتهربيها يوم كتب الكتاب يا حبه جلبي والله اسمي معيكتب ف جسيمه غير واسمك جاره
محاسن: ولزمته ايه كتب الكتاب اللي معيتمش ديتي
عمار : مش بجولك حمارة؟ أنا مضطر أعمل كده عشان زبيدة شافتني في الأوضة عنديها. ولازم أعمل كده عشان البنت المسكينة ما تتفضحش.
محاسن : يا عيني عليكي يا جمريه أمك... وبتعمل فيكي كل ده؟
عمار :الله يرضي عليها فوجتني
محاسن : والله نفسي احب علي يدها اللي رجعتك لعجلك
عمار :عتتعرفي عليها وتبجو أصحاب وتعملي حسابك مافيش رجص تاني انا عاخدلك بيت وتجعدي فيه انتي ونجمه ولما اخلص الموال ديتي نتجوزو ياست البنته كلهم
محاسن: ياريت يا عمار نفسي اهمل الغلب ديتي كله كفايه أن اللي يسوي واللي ميسواش بيتطلع عليا... الله يسترك زي معتسترني
عمار :انتي جلبي يابت بس لازم ابوي وزبيده يصدجونا عشان كديه بكره الصبح تبجي جاهزه عشان عنجرج وجمريه عتكون معانا وععرفك عليها
محاسن: جد يا عمار !؟
عمار: جد ياروح عمار
#بقلم_سلوى_عوض
________________________________
في مكان آخر بعيد عن الصعيد، كان ليو جالسًا في حديقه القصر امام البحر، سارحًا في أفكاره. تلك الأحلام الغريبة التي تطارده، البنت التي تصرخ في وجهه قائلة "الحقني"، والتعابين التي تظهر من العدم، كل ذلك أصبح كابوسًا لا يفارقه.
بينما كان غارقًا في تأملاته، اقتحم بيترو الغرفة، ونظر إليه بنظرة مليئة بالتحدي.
بيترو (بصوت ساخر): هتفضل تمثل كده كتير؟
ليو (برفع حاجبه): أمثل إيه؟
بيترو (بنبرة تهديد): آه، تمثل لحد ما حطيت الراجل الكبير وبنته في جيبك. بس أنا مش هسمحلك تكوش على كل حاجة. افهمني كويس... أنا هكون كابوسك الحقيقي يا ليو!
لم يكد ينهي كلماته حتى أمسك ليو رأسه متألمًا، وبدأ يترنح قبل أن يقع مغشيًا عليه.
نصر (مفزوعًا): إيه اللي حصل؟
بيترو (ببرود): معرفش... اتصرف واتصل بالدكتور حالًا.
بينما نصر يهرول نحو الهاتف، تابع بيترو بنبرة ساخرة:
بيترو: أنت مصدق إنه تعبان؟ ده ممثل قدير!
نصر صرخ بصوت عالٍ وهو يرى لارا تقترب:
نصر: آنسة لارا، الحقينا بدكتور! ليو مغمى عليه!
لارا (بخضة): حاضر، حاضر!
أخرجت هاتفها بسرعة واتصلت بالطبيب الذي وصل على الفور، وبدأ بفحص ليو بينما لارا تقف بجانبه بلهفة.
لارا (بقلق): طمّني عليه يا دكتور.
الدكتور (بنبرة مطمئنة): اهدي شوية، يا آنسة. واضح إنه تعرض لضغط عصبي شديد. في حالته دي، أي ضغط عصبي ممكن يكون خطر عليه.
بعدما انتهى الطبيب، التفتت لارا إلى نصر بقلق:
لارا: إيه اللي حصل؟
نصر: مش عارف. ليو وبيترو كانوا بيتكلموا، وفجأة وقع كده.
نظرت لارا نحو بيترو بعينين مشتعلتين، واقتربت منه بخطوات ثابتة.
لارا (بحزم): عملت إيه فيه؟
بيترو (ببرود): مش عارف إزاي واحد زي ده قدر يخدعكم كلكم ويسيطر عليكم. والغريب إنكم مصدقينه.
لارا (بغضب): بيترو! مش عايزة أسمع منك كلمة واحدة عن ليو، فاهمني؟ والمرة دي مش هقول لبابا، لكن اعتبر ده تحذير. لو قربت منه، هتشوف مني اللي عمرك ما شفته.
بيترو (بخوف): حاضر... حاضر.
بعد أن أنهت حديثها مع بيترو، التفتت إلى نصر.
لارا: نصر، ليو مسؤول منك. خد بالك عليه، وبيترو ما يقربش منه أبدًا. دخلوه أوضته فورًا. ومش هكرر كلامي تاني.
نصر : مفهوم... مفهوم.
ألقت لارا نظرة غضب أخيرة نحو بيترو قبل أن تذهب نحو غرفة ليو لتطمئن عليه.
#بقلم_سلوى_عوض
________________________________
وقف بيترو يتأمل المشهد بعينين مليئتين بالغضب والغيرة. داخله بركان مشتعل، لا يستطيع أن يستوعب فكرة أن ليو قد يقترب من لارا، تلك الفتاة التي أحبها منذ طفولته، منذ أن كانت تكبر أمامه كزهرة صغيرة.
بيترو (بصوت داخلي مليء بالغضب): أنا لازم أكشفك يا ليو، وأعرف عنك كل حاجة. لازم أبعدك عن لارا. مش معقول تاخدها مني... وأنا بحبها من زمان. يجي حتة عيل زيك ياخدها مني؟ مافيش غير نصر اللي عارف كل حاجة. لازم أصلح علاقتي معاه، وأخليه يحس إنك ممكن تاخد مكانه عند الراجل الكبير. ساعتها هيكون المفتاح لكل الأسرار اللي عندك، وأنا اللي هكشفك.
توجه بيترو نحو نصر الذي كان منشغلًا بأحد الحراس، وناداه.
بيترو : تفتكر الواد ده... ليو... فاقد الذاكرة بجد ولا بيمثل؟
نصر (بثقة): لا، طبعًا مش بيمثل. ده فاقد الذاكرة بجد. وابعد عنه يا بيترو، أحسن لك.
بيترو (بتظاهر بالندم): يبقى أنا كده ظلمته... ياريته يسامحني.
نصر (بارتباك): ياريت يا بيترو. هو... أنت تعرف عنه حاجة؟
بيترو (ببرود): بسأل بس... بطمن.
نصر: اطمن.
بيترو (بخبث): يعني... مش ممكن يأذينا؟
نصر (يشكك): بتقول إيه؟
بيترو (بجدية): أنت ناسي إنه عارف عننا كل حاجة؟ والراجل الكبير مسلّمه العملية الجديدة.
نصر (بقلق): عندك حق...
بيترو (بهدوء خبيث): طب قول لي... اللي عرفته عنه؟ عشان لو حاول يأذينا، نلاقي حاجة نهدده بيها.
نصر (متردد لكنه يجيب): اسمع يا سيدي... اسمه يوسف حمدان، من الصعيد في مصر. أبوه كان راجل غني، بس توفى، وهو مايعرفش. عنده أخت وحيدة.
بيترو (بتفكير عميق): وبالنسبة لوجوده في إيطاليا؟
نصر: مشارك مع مجموعة شباب مصريين في مطعم بيتزا اسمه ميلانو في ميلانو. والشباب دول بيدوروا عليه، حتى إنه واحد صاحبه جه من مصر وفضل يدور عليه في كل مكان، لكن معرفش يوصله.
بيترو (بخبث): تمام جدًا. كده لو حاول يعمل أي حاجة نقدر نوقفه عند حده.
نصر (بحذر): مش عارف ليه الباشا مأمن له أوي كده.
بيترو: عشان لارا معجبة بيه، وانت عارف الراجل الكبير متعلق بيها إزاي.
نصر (بقلق شديد): بس إحنا كده كلنا ممكن نروح في داهية.
بيترو (بثقة): اطمن... مش هيلحق يعمل حاجة.
ظل نصر ينظر إلى بيترو بريبة، بينما كان الأخير يرسم في عقله خطة لإيقاع ليو في فخه، غير مدرك أن القادم يحمل أسرارًا أكبر مما يتوقع.
#بقلم_سلوى_عوض
_______________________________
في نجع الصائغ، جلس صقر بجانب صديقه طارق، يحاول إقناعه بخطة تهدف لحمايته من الخطر الذي يلاحقه. الجو كان مشحونًا بالقلق، لكن نظرات صقر الحازمة كانت مليئة بالعزيمة.
صقر (بحزم): طارق، انت هتروح تجعد في إسكندرية عند نادر صاحبي. متجلجش، نادر صاحب صاحبه ورجولة، وهو اللي هيخفيك عن العيون لحد ما نتصرف وتظهر برائتك.
طارق (بحزن): خلي بالك من الولاد يا صقر. ولو جرالي حاجة، عرفهم إن أبوهم بريء، وإنّي عشت طول عمري إنسان شريف.
صقر (بثقة): أنا عارف كل ده. وإن شاء الله مش هيحصل لك حاجة أبدًا.
وهنا رن هاتف صقر، فتغيرت ملامح وجهه عندما رأى اسم المتصل.
صقر (يرد بسرعة): خير يا زيدان؟
زيدان: يا كبير، الأنسة أخت الأستاذ يوسف خرجت النهارده مع الواد ابن جوز أمها ولسه راجعين، مالهمش كتير.
صقر (بنبرة صارمة): عاوزك تكون زي ظلها بالظبط. وأي حاجة تحس إنها مش تمام، تبلغني فورًا.
زيدان: تحت أمرك يا كبير.
صقر: الأمر لله. البت أمانة في رقبتي يا زيدان.
زيدان (مطمئنًا): متخافش، في عيني ووالله.
أنهى صقر المكالمة وأعاد هاتفه إلى جيبه. التفت إليه طارق وقد لاحظ تغير ملامحه.
طارق (بتساؤل): في حاجة؟
صقر (مترددًا): ده موضوع... بعدين أحكيلك عليه يا طارق.
طارق (بحزن): الله يكون في عونك، شايل هموم الدنيا كلها على دماغك يا صقر.
صقر (بتنهيدة): ربك المعين يا صاحبي. جهز حالك، العربية هتوصلك إسكندرية وتبقى تحت أمرك.
طارق (يعترض): ما اسافر بالقطر.
صقر (بحزم): متضمنش القطر يكون فيه إيه.
ثم استدار صقر ليشرف على تجهيز السيارة، والهموم الثقيلة تلاحقه. كان في عقله يدور حديث واحد: حماية الجميع مهما كان الثمن.
#بقلم_سلوى_عوض
______________________________
في عيادتها كانت هيام تتحدث عبر الهاتف مع المحامي الخاص بالعائلة، وعلامات الحزم ظاهرة على وجهها.
هيام (بصوت حاسم): عاوزاك يا متر ترفعلي قضية خلع على طارق جوزي.
المحامي (مندهش): ليه كده بس، يا دكتورة؟ ده انتو بينكم ولاد.
هيام (بحزم): من فضلك يا متر، اعمل اللي بقولك عليه.
المحامي: طيب... هو تليفونه شغال؟
هيام: معرفش، ومش عايزة أعرف.
المحامي: تحت أمرك يا دكتورة.
وبما أن المحامي يعرف صقر جيدًا، قرر أن يخبره بما حدث. اتصل صقر به فور تلقيه الخبر.
صقر (بقلق): خير يا متر؟
المحامي: يا كبير، دكتوره هيام طلبت مني أرفع قضية خلع على طارق. قلت لازم أبلغك الأول.
صقر (بحزم): متعملش أي إجراءات يا متر، أنا هتصرف. وأشكرك إنك بلغتني.
المحامي (بأمانة): إحنا عشرة عمر يا كبير، مش مجرد محامي وموكلين.
صقر: ربنا يديم المعروف.
بعد المكالمة، التفت صقر إلى طارق الذي كان جالسًا شارداً بعد تجهيز أغراضه للسفر.
صقر (بهدوء): طارق، لازم تطلق هيام. هي كلمت المتر وعاوزة ترفع قضية خلع.
طارق (بصدمة): كده يا هيام؟ ده جزاء حبي ليكي وصبري على إهمالك ليا وللولاد؟ يا خسارة، يا هيام...
حاضر يا صقر . أول ما اوصل إسكندرية، هطلقها.
صقر: بس هتبعت ورقة الطلاق على البلد هنا، عشان محدش يعرف مكانك. أختي متستاهلكش، ولا تستاهل ولادها. شكلها هتفوج بعد فوات الأوان.
طارق (بغصة): حاضر، يا صقر.
كانت الكلمات الأخيرة ثقيلة على قلب طارق، لكنه قرر تنفيذ ما قاله صقر، لأنه يعرف أنه صديقه المخلص الذي لن يخذله.
#بقلم_سلوى_عوض
______________________________
(في منزل جمريه )
دخلت زبيدة على جمريه بغضب، ملامح وجهها تنذر بقرار صارم.
زبيدة (بحدة): اعملي حسابك، كتب الكتاب بكرة في العشية. خلونا نلم فضايحك انتي وعمار.
جمريه (مذعورة): بس أنا مش عاوزة أتجوز.
زبيدة (بتهكم): أمال عاوزة تدوري على كيفك مع عمار؟ أنا جُلت كلمتي وخلاص. وكتب الكتاب والدخلة في نفس اليوم.
ثم تركتها زبيدة، وصفعت الباب وراءها بقوة.
جمريه: أنا لازم أتصل بـعمار وأفهمه.
وبالفعل، أمسكت الهاتف واتصلت بـعمار، تحكي له ما حدث.
عمار (بصوت مطمئن): هاوديها يا جمريه، وأنا هتصرف. وخدي، كلمي محاسن، هي عتفهمك كل حاجة.
محاسن (بهدوء): ازيك يا جمريه؟ متخافيش، إحنا واقفين جارك. وكفاية جميلك اللي عملتيه مع عمار.
جمريه: عمار كيف يوسف عندي
محاسن: عمار عياجي دلوك عندكم. وبكرة، تطلعوا كأنكم رايحين تجيبوا حاجات ليكي، وتعملي حالك فرحانة، فاهماني يا جمريه؟
جمريه: حاضر، فاهمة.
محاسن: ولما تيجي، هاجولك على الخطة كلها.
وضعت جمريه الهاتف، وهي تشعر بخليط من القلق والأمل، متمنية أن تسير الأمور كما خططوا لها
#جمرية_الصقر ❤❤
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 10
زبيدة : أمين، عاوزاك بكرة تكلم الجاضي عشان نكتب كتاب عمار على جمريه. وكلم بتوع الكهربا يعلجوا الزينة. وادعي الناس، وطلعنا عجل زيك من الزريبة عشان ندبحه. سيب المخروبة اللي في يدك، واعمل اللي جُلتلك عليه. اخلص، جاتك الهم. وانت مالكش عازة كده.
أمين رفع نظره لها دون اكتراث، ثم نفث سحابة كثيفة من دخان الشيشة.
أمين : عافية عليكي عجربه يا زبيدتي. كده كل حاجة بجية ملكنا.
زبيدة : بزيداك كركرة عميتني
امين :تعالي خديلك نفسين يا أم مخ ألماظ.
أمسكت خرطوم الشيشة منه وأخذت نفسًا بشراهة أكثر منه، وهي تنظر إليه بنظرة مليئة بالانتصار.
زبيدة : عحبك يا محروج. وانت عتسمع كلامي.
عاد كل منهما إلى ما كان عليه، ولكن في ذهن زبيدة كانت هناك خطط لا تخلو من المكر، تسعى لتنفيذها بأي ثمن.
______________________________
مع طلوع الصباح على نجع الصائغ، كان طارق يتهيأ للسفر. وقف أمام باب البيت يودع أولاده، بينما كان صقر بجواره.
طارق (بحزن وهو ينظر لأولاده): خلي بالك من الأولاد زي ما اتفقنا، يا صقر.
صقر (بثقة): اتكل انت على الله، ربنا معاك. والولاد في عنيا.
وفي هذه اللحظة، ظهرت نجاه من داخل البيت، تسير بخطوات سريعة وغاضبة.
نجاه (بحدة): على فين العزم يا طارج؟ ومهمل عيالك حدانا؟
صقر (محاولًا تهدئتها): بعدين يا أمي، بعدين.
نجاه (بإصرار): طارج، بجولك رايح فين؟ أنا كلمت هيام العشية، وجالتلي على المصيبة اللي انت عاملها. حرامي يا طارج! سرجت الشغل اللي بتاكل عيش منيه؟
الأولاد كانوا يسمعون الحوار من بعيد، وياسين لم يستطع تمالك نفسه.
ياسين (بصوت مرتفع): لا، بابا مش حرامي!
نجاه (بغضب): اخرس انت! أبوك حرامي، والحكومة بتدور عليه. وانت يا صجر، بليتنا بيه. اسمع يا طارج، طلّج بتي. بتي مش هتبجى على ذمة حرامي وسراج زيك. طلّجها أحسن ما تخلعك، واتنازل عن ولادنا، ولا عايزهم يطلعوا زيك؟
صقر (بتحذير): أمي، كلمة تانية وههملك البلد بحالها وأمشي.
نجاه (ترد بحدة): عتزعجلي يا صجر؟ عشان الحرامي ديتي؟
وهنا، اقتربت حور الصغيرة، تمسك بطرف ثوب جدتها، وقالت بنبرة بريئة:
حور: حلام عليكي يا تيته، بابا طيب واحنا بنحبه.
يزن (بغضب طفولي): احنا مش بنحبك عشان بتزعلي بابا!
طارق انحنى قليلًا ليمسح على رأس ولديه، محاولًا تهدئتهما.
طارق (بهدوء): عيب يا حبايبي. تيته بتضحك معايا، مش كده يا خالتي؟
نظرت له نجاه بغضب مكتوم، فيما حاول صقر تغيير الأجواء.
صقر (مبتسمًا): احنا بنهزر، صح يا ياسين؟
ياسين: طيب، بابا رايح فين؟
صقر: بابا رايح يشوف الشغل وجاي بسرعة.
ثم أمسك صقر بذراع طارق، وقال بصوت منخفض:
صقر: ياله يا طارج، كده هتتأخر.
غادر طارق النجع، قلبه مثقل بالهموم، لكن عيناه تلمعان بالثقة. فهو يعلم أن صقر راجل يُعتمد عليه، وأن أولاده في أيدٍ أمينة.
________________________________
في نجع الصياد
عمار: "مرت أبوي، هاتي الفلوسات عشان أخد بتك وأجيبلها شويه حاجات."
زبيدة: "ماشي، بس عاودو بدري عشان الجاضي جاي وهنكتب الكتاب بعد صلاة العشا."
عمار: "احنا في الصيف واليوم طويل. فين أبوي؟"
زبيدة: "راح يجيب الناس عشان يعلجوا الكهارب والطباخين جايين بعد الضهر عشان الطبيخ. النجع كله لازم ياكل و بعد الفرح، عربيهم كلهم وأطِفحهم اللي كلوه!"
عمار : جباره انتي يازبده!
زبيدة: "أمال فاكر إيه؟"
عمار: "طب شيعي حد لبتك، خليها تنزل."
جمريه: "أنا نزلت، أهه! يلا بينا."
زبيدة: "طب، جولي صباح الخير ."
جمريه: "لا مؤاخذه يا أمي، الفرحه."
زبيدة: "روحو ومتعوجوش!"
خرج عمار مع جمريه، واتصل بـ محاسن.
محاسن: "ايوه يا جلبي."
عمار: "هاتي البت نجمه وجابليني عند مطعم الفطير جنب المحطة."
محاسن: "عيني."
عمار: "بسرعة، مافيش وجت."
محاسن: "حاضر."
عمار: "جمريه، عملتي زي ما قلتلك؟"
جمريه: "اه، كل الدهب والفلوس صريتهم وحدفتهم ورا البيت."
عمار: "تمام. عناخدهم ونحطهم في العربية."
_______________________________
بعد نصف ساعه وصلو إلى المطعم ليجدوا محاسن و نجمه في انتظارهما.
محاسن (تأخذ جمريه بالحضن): "أزيك يا جمريه؟ ده انتي جميلة جوي!"
جمريه: "الله يسلمك، انتي الأجمل يا محاسن."
عمار: "مش وجته يابنته؟ جولي الخطه يا محاسن."
محاسن: "اسمعي زين يا جمريه. البت نجمه هتاجيكي، هاتعملك مكياج، ومعاها واحدة تبعي. وأنا هرجص في الفرح."
عمار: "جولنا رجص تاني لاه ؟"
محاسن: "آخر مره عرجص فيها، عشان نهربو جمريه والبنات. وهم عاملين حالهم يجهزوكي، هتلبسي لبس من بتاعنا، عبتعهولك مع نجمه وتغطي وشك، وبكده محدش هيعرفك."
جمريه: "طب والبنات؟"
محاسن: "متجلجيش! انتي هتهربي وأنا هشغلهم بالرجص، والبنات هيكونوا واقفين برا. ياخدوكي ويودوكي عندنا في المولد لغاية عمار ما ياخدنا بيت بعيد."
جمريه: "كده هيشكو في عمار."
محاسن: "لاه. عمار هيدور عليكي معاهم، وبكده محدش هيشك فيك."
عمار: "وأنا هعمل حالي زعلان عليكي، وأقول: عروستي هربت مني ليلة كتب كتابنا. يا فضيحتك يا عمار!"
محاسن: "جدع يا عمار!"
نجمه: "أجعدوا انتو، حبوا في بعض، وأنا ملجياش حتى غراب يحبني!"
جمريه: "ده انتي جمر، وتستاهلي زينه الشباب."
نجمه: "تسلمي والله، خشمك عينجط عسل يا مسكره انتي!"
_____________________________
في نجع الصياد
ابتدت التعاليق تتعلق والدبايح تتدبح، وزبيدة وأمين فرحانين أوي. زبيدة كانت مشغولة بتنظيم الحفل وهي تزغرط وتقول للخدم:
زبيده: "بلو الشربات النهاردة كتب الكتاب، والسهره صباحي،
أمين :والغوازي جايين يرجصوا. همي همي! ولعوا الفحم وجهزوا الجوزه، جبل الخبط والرجع، خليني أعمر راسي."
زبيدة: "صح، لسه في أول اليوم، وراسي وجعتني من الزغاريد، بس أجولك كله فدا العز ده كله. عرفت ولدك هيعمل إيه؟"
أمين: "في إيه يا زبيدة؟"
زبيدة: "يخلي البت تتنازل عن كل حاجة، يا أبو مخ تخين!"
أمين: "آه، آه، جولتله وأنا أجدر. انسي كلامك يا زبدتي."
زبيدة: "شوفيلنا الأول حتتين لحم، جبل الجوزه، جوزك جلبه غطس من الجوع."
أمين: "ولا شبعان لحم، ولا شبعان فلوس. انت إيه؟"
زبيدة: "أمين، جوزك وحبيبك يا زبده."
وتخرج زبيدة، ليقول أمين: "جاكي ظرف، ياجيكي في راسك، يخلصني منك يا عجربه."
"النهاردة الغوازي جايين، وهمتع نظري." ليه حج عمار "يدور وراهم، عينوروا في الضلمة." يا أبوي كيف لهطة الجشطه مش ام جويج دي ؟"
______________________________
(جمريه تدخل المنزل مع عمار حاملة العديد من الحقائب، وفي استقبالها تقف أم سامية التي قامت بتربيتها وتحبها كابنتها.)
أم سامية : عاوزة أتحددت معاكي يا جمريه.
جمريه: تعالي نطلع أوضتي.
(يصعدان معًا إلى غرفة جمريه، وما إن يغلق الباب حتى تبدأ أم سامية الحديث.)
أم سامية (بانفعال): إزاي ترضي تتجوزي عمار الفاشل ده؟!
جمريه (بهدوء): ما تخافيش يا أم سامية، مش هتجوزه. خدي الورجة دي.
(تمد جمريه يدها بورقة صغيرة نحو أم سامية.)
أم سامية : إيه الورجة دي؟
جمريه : دي نمرة تليفوني الجديدة. انتي هتساعديني عشان أهرب من هنا، بس خلي بالك، أوعي حد ياخد باله أو يعرف.
أم سامية : الحمد لله طمنتيني إنك مش هتتجوزي الواد ده. بس هتروحي فين؟
جمريه: بعدين يا أم سامية. النهار قرب يروح، والبنات بتوع المكياج جايين.
أم سامية (بحب): ربنا يطمن قلبي عليكي.
________________________________
(في مكان آخر، يتصل زيدان بصقر ليخبره بالأمر.)
زيدان : الحجني يا كبير!
صقر : خير يا زيدان، فيه إيه؟
زيدان : الجماعة هنا بيعلّجوا التعاليج. ولما سألت من بعيد حد من البلد، جالي إن النهارده كتب كتاب جمريه على عمار بعد صلاة العشا!
صقر : أجفل دلوقتي، أنا جاي.
(يغلق صقر الهاتف، ويتحدث لنفسه بقلق وهو يهم بالنزول.)
صقر: حجك عليا يا يوسف. كان لازم آخد بالي من خيتك أكتر من كده. لكن أعمل إيه؟ كله اتكركب فوج نافوخي.
(يتذكر صقر الحجاب الذي أعطاه له يوسف، فيعود ليأخذه من غرفته، وهناك يجد حور تبكي بحرقة.)
صقر : مالك يا حور؟ بتبكي ليه؟
حور : تيته قالتلي إن بابا رمانا، وإن ماما مش عايزانّا. وإحنا بقينا من غير بابا ولا ماما... بجد يا خالو؟
صقر : ليه بس كده يا أما؟
(ينادي على أمه، فتدخل نَجاه الغرفة.)
صقر : أما، إيه اللي جلتيه لحور ده؟
نَجاه : جلت إيه يعني؟ قلت الحجيجة محدش عايزهم. لا أبوهم ولا أمهم. كلمت بتي، جالتلي مفضياش ليهم. خليهم عندكم دلوقتي. وأبوهم غطس، محدش عارف طريجه.
صقر : كفاية الكلام ده يا أما.
(يتوجه إلى حور، يربط على كتفها.)
صقر (بحنان): حور، اطلعي اجعدي مع إخواتك، وأنا جاي وراكي.
حور : تعالى معايا يا خالو.
(يصعد معها صقر، ويجلس بجوارها يشغل لها الكرتون، محاولًا تهدئتها. فجأة، يرن هاتفه مرة أخرى، ويرد عليه.)
زيدان : الجاضي جاه. فينك يا كبير؟
صقر (يصفع جبهته): ياربي! نسيت. أنا جاي حالًا. حاول تعطّل الدنيا لحد ما أوصل.
#جمرية_الصقر 💥💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 11
صقر : "أنا جاي حالًا، بس حاول تعطل الدنيا عندك لغاية ما أجي."
زيدان: "حاضر يا كبير، هحاول."
صقر: "مفيش حاجة اسمها تحاول، لو لزم الأمر أتدخل، اعمل أي حاجة، وأنا جاي طيران. وربنا يستر ونقدر نخلص البت المسكينة دي. أوعى يا زيدان كتب الكتاب يتم."
زيدان: "حاضر يا كبير، ولو هضحي بنفسي، جول يا رب."
______________________________
في نجع الصياد- منزل جمريه
بعد لحظات بتوصل محاسن ومعاها نجمه ومعاهم بنت من المولد وطبعا محاسن معاها فرقتها وتطلق الزغاريد ليقابلها أمين.
أمين: "إبَاي إيه الحريم الزينة ديه؟ كيف الغزال يا حظك المجندل يا أمين حرمة زي ديه ترجعلي شبابي!" ليقول لها: "مين إنتي؟"
محاسن: "أنا الرجاصة بعتني سي همام صاحب العريس نجطه للعريس."
أمين: "والله الواد همام عيفهم، وإنتي متجوزه يا صبيه عاد."
محاسن: "لاه.، أنا عازبة لسه النصيب مجاش."
أمين: "شكل نصيبك جرب!"
محاسن: "يسمع منك ربنا يا مسكر."
أمين: "أنا مسكر!"
محاسن: "إنت العريس؟"
أمين يضحك بهبل : "شكلي عريس؟"
محاسن: "عريس وسيد العرسان كمان!"
أمين: "لاه، أنا أبوه!"
محاسن: "كيف ديه، شكلك سنك صغير."
أمين: "يعني كام سنة؟"
محاسن: "يعني شايفاك جمر وكانك تلاتين سنة!"
أمين: "يحلي خشمك ويحلي عينيكي!"
زبيدة: "واجف كده ليه يا أمين، ومين دول؟"
أمين: "دول الغوازي باعتهم همام نجطه لعمّار."
نجمة: "لاه، احنا اللي هنعدّل العروسة ونزوجها، باعتنا سي همام برضه."
أمين: "جمايله كترت! همام تتردله في الأفراح."
زبيدة: "اللي هيعدّلوا العروسة يطلعوها فوج، وبتقول لمحاسن: إنتي تعالي معاي عشان تغيري."
أمين في سره: "عجبال ما أغيرك يا حدايه ، جات خطفت الزغاليل ومشت!"
_______________________________
وبتطلع نجمة عند جمريه لتغمزلها: "ألف ألف مبروك يا عروستنا! بدر منور، منجصاش، مش لازم نحطولها مكياج!"
جمريه: "تسلمي، هو إنتي اسمك إيه؟"
نجمة: "اسمي نجمة يا جمر،
فضولنا الأوضة عشان فال عفش، أن حد يشوف العروسة جبل العريس."
ينصرف كل من بالغرفه وتبداء نجمه تشرح خطة الهروب لجمريه
نجمة: "إنتي هتلبسي خلجاتي دول، وأول ما الفرجة تتبدى، هتنزلي على واحد من طرفنا، هيكون واقفلك بالعربية، وعمار هيخرج بعديكي بشوية عشان محدش ياخد باله."
جمريه: "متحرمش منيكم يا رب! والله أنا لو ليّا أخوات بنات مش هيعملوا معاي كده."
لتحضنها نجمة: "إحنا أخواتك يا حبيبتي."
________________________________
محاسن بدأت ترقص، والجميع كان في حالة من الترقب والإعجاب. أمين، اللي كان مش قادر يصدق نفسه، قال في نفسه: "وه وه، البت عتتلوي، كيف جرموط السمك!" ثم قال بصوت عالي: "هتلعلط لعليط يا أبويا، حريم تفتح النفس!" وكان من الواضح إنه هيتجنن على جمالها.
عمار :"مالك يا أبويا؟ عينك عتلطع على الغازية كده ليه؟"
أمين : "مهلبية، حتت رواني. البت كيف الفرسة! واعي جمالها، واعي لشعريتها. واعي! آه يا أمين لو يسعدك زمانك وتبقى من نصيبك."
عمار : " لو زبيده سمعتك! إنت عارف اللي عيجرالك؟"
أمين :جطعة زبيده واللي يعرفها"
عمار : "الغازية دي معرفه همام، خليه ياخدك عندها بعد ما الليلة تخلص."
أمين : "يا بختك إنت كمان. الليلة ليلتك، يا حظك يا أمين! كل الناس حظها جايم، وأنا حظي نايم."
وطبعًا، كان كل ذلك يحدث، وعمار في داخله كان يغلي من الغيرة على محاسن.
________________________________
بعد لحظات صقر وصل عند زيدان لأنه كان سائق بسرعة كبيرة،
صقر: "ها يا زيدان، إيه الأخبار؟"
زيدان : "لسه، قالوا كتب الكتاب بعد العشا. أنا دخلت مع واحد من أهل النجع، كأني غريب وجعان. قال لي: تعال، الجماعة دابحين الدبايح. قال لي ده فرح الست جمريه، بت كبيرنا الحج حمدان الله يرحمه. دخلت جوا، يا كبير. جايبين غوازي، وفيه شغل كتير جوي."
صقر: "طبعا، مش عاوزين يكوشوا على كل حاجة."
وفي تلك اللحظة، نزلت جمريه مع نجمة، وكانت جمريه ترتدي ملابس نجمة، بينما كانت نجمة قد اصطحبت معها غيارًا آخر. أما البنت الثالثة، أم سامية، فكانت ستخرج من المطبخ. غمزت نجمة لمحاسن، فزاد محاسن من رقصتها، وانشغل الجميع بمشاهدتها. بعد ذلك، قابلتهم زبيدة.
زبيده :"عدلتوا العروسة وخلصتوها؟"
نجمة : "آه زي الجمر العروسة مبروك ألف بركة. عن إذنك، إحنا يا ست الكل."
زبيدة وهي تنادي على أم ساميه:"تعالي خدي البنات علشان يتعشوا."
أم سامية : "حاضر، تعالوا معايا يا بنات."
وفعلاً، راحوا مع أم سامية، وفي الطريق حضنت جمريه أم سامية
ام ساميه : "خلي بالك على حالك يا بتي، وطمنيني عليك."
جمريه: "حاضر. كان نفسي أكمل حياتي في بيتك يا أبوي. منهم لله اللي كانوا السبب."
أم سامية :"هترجعي إن شاء الله يا بتي.
نجمة : خلصي يا جمريه العشا هتأذن "
جمريه:"اهه حاضر اهه ."
وبدأوا في الخروج وهم يتلفتون حول بعضهم . وفي تلك اللحظة، كان زيدان يراقبهم.
زيدان :"شوف يا كبير، البنات دول عمالين يلفوا حوالين بعض ازاي."
صقر رد: "آه صح، مالهم دول؟ تعال نروح نشوفهم."
وفعلاً، راحوا عشان يشوفوا الوضع، وأول ما اقتربوا منهم، كان عمار بيقول لجمريه: "تعالي يا جمريه."
سمعهم صقر وذهب اليهم بسرعه
صقر: "واخدها ورايح فين
عمار : "إنت مالك؟ ومين إنت؟"
جمريه : "سيبه، مالكش صالح بيه."
صقر : "اسكتي، إنتي مش فاهمة حاجة."
عمار بلهجة غاضبة: "ما تتكلمش معاها ، وشيل يدك دي."
صقر هو ينده على زيدان : "زيدان!"
لكن زيدان كان في عالم آخر، لا يلاحظ ما يحدث من حوله، وكان غارقًا في تفكيره في نجمة، ناسيًا تمامًا صقر.
صقر كرر: يا زيدان!" لكنه لم يرد
جمريه : "هملنا لحالنا يا أخينا."
صقر :"مجدرش اهملك
جمريه: روح لحالك
صقر: انتي حالي
عمار : "إنت عاوز تتربى؟"
وفجأة، بدأوا يتشاجروا مع بعض. وفي اللحظة دي،
نجمة قالت لزيدان: "إنت مالك متنح كده ليه؟ أنا بكلمك حجزهم من بعض !"
زيدان رد مستغرب: "أحجز مين؟
نجمه: ده مش معانا خالص! الجدعان هيموتوا بعض!"
زيدان شاف صقر وعمار وهم بيتشاجروا، فقال:
"يا واد المركوب، ماسك في الكبير!"
وبدأ يروح عشان يفصل بينهم.
صقر : لسه فاكر تاجى
كانت جمريه تبكي على حالها، غير قادرة على فهم ما يحدث لها، وفي تلك اللحظة قال صقر لزيدان
صقر: "امسك الواد ده، علمه الأدب، وأوعى يفلت من يدك."
زيدان : "حاضر يا كبير."
ثم توجه صقر نحو جمريه
صقر:"بتبكي ليه إنتي
جمريه : إنتِ مين وعايز إيه مني؟ اعمل معروف، سيبني في حالي، فيا اللي مكفيني."
صقر :"أنا جاي أخلصك."
وفي تلك الأثناء، كان زيدان قد بدأ يضرب عمار، فركضت نحوه نجمه
نجمه : همله لحاله."
لكن عمار تمكن من الإفلات من يد زيدان.
__________________________
كان أمين، يبحث عن عمار،
امين: "فينه عمار؟"
زبيدة : "واقف مع أصحابه."
أمين :"العشا خلص خلاص، والجاضي بيتعشى علشان نكتب الكتاب. خدي الفرجة، عشوها واتوصي بالغازية."
زبيدة : "وأيش عجب الغازية؟"
أمين : "عشان ترقص بزمة."
ثم تذهب زبيدة وهي تدعو الجميع للعشاء
محاسن : "عايزة أغير وألبس لبس غير ديتي ."
زبيدة : "غيري في دورة المياه."
بدأت محاسن بالفعل تجهز نفسها لتغيير ملابسها، ولكنها قررت أن تخرج من البيت لبعض الوقت. مشيت قليلاً حتى رأتهم واقفين، وكان عمار شكله متبهدل للغاية.
محاسن:"مالك يا نضري؟ مين اللي عمل فيك كده؟"
عمار : "مش عارف، أنا مين ده، وعايز إيه."
نجمة، :"تعالوا نبعد بعيد."
صقر مقاطعا : "محدش هيروح مكان. أنا هاخد جمريه وأمشي."
عمار: "على جثتي تاخد مين؟"
صقر :"بعد عن وشي أحسنلك."
جمريه، : "إنت مين، وتاخدني فين؟"
صقر أجاب: "أنا من طرف يوسف، أخوكي "
جمريه بفرحه : "يوسف أخوي؟
عمار: العب غيرها."
صقر: "مجولتكلك، اخرص خالص انت.
جمريه : وايش ضمني انك من طرف اخوي
صقر: الحجاب ده يوسف هو اللي أداهولي، وكمان في جواب منه ليكي."
#جمريه_الصقر 💥💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 12
صقر: "ده الحجاب اللي عطاهولي يوسف، وكمان معايا جواب منه ليكي. يوسف كتبه ليكي بخط يده، وأكيد انتي عارفة خط أخوكي كويس.
جمريه: "يوسف فين؟ أرجوك قولي طمّني عليه!"
عمار: "وإيه اللي عرفك إنه من طرف يوسف؟"
جمريه: "عشان الحجاب ديتي بتاع أخوي وأنا لابسة زيه اهه.
صقر: "لعمار: ياك عايز تتضرب تاني"
عمار: "أنا ساكت بس عشان الحريم!"
زيدان: "اكتم يا واد، انت!"
جمريه: "انت مين؟ وفين أخويا؟"
صقر: "أنا صجر الصايغ."
جمريه: "انت صجر صاحب أخوي ؟ كان عيكلمني عنك. هو فينه طيب؟"
صقر: "نبعد بس عن هنا . تعالي معانا."
عمار: "واخدها على فين انت؟"
زيدان: "مجولنا تكتم!"
جمريه: "عمار كان زي أخويا، وهو اللي أنقذني من أمي وأبوه."
زيدان: "من ميتى يعني؟ ده فاشل!"
محاسن: "ما تجولش عليه كده!"
صقر: "وانتي مالك محموجة عليه ليه؟"
جمريه: "أرجوكم نمشي من هنا الأول، خايفة يعرفوا ويلحجونا."
صقر: "معاكي حق."
محاسن: "تعالوا عندنا."
صقر: "لاه ممكن يروحوا عندكم مهما عارفين عمار داير ورا الغوازي!"
محاسن: "كتر خيرك، نجمة. إحنا هنروح عند أمي. جاعدة لحالها، ومحدش يعرف طريجها."
جمريه: "يلا بينا."
صقر: "تمام، بس في الطريق تحكيلي كيف حال عمار اتبدل."
جمريه: "سبحان الله، ربك لما يريد."
(يتحرك الجميع، وصقر ينظر إلى زيدان ويأمره):
صقر: "زيدان، خد الجماعة في عربيتك، وأنا هاخد جمريه وامشي وراكم."
تحركت السيارات عبر طرق وعرة، والصمت يملأ الأجواء إلا من همسات الرياح وارتطام عجلات السيارات بالحصى. كانت "جمريه" تفكر في يوسف، بينما "صقر" يراقبها بطرف عينه، وكأنه يحاول أن يقرأ أفكارها.
__________________________________
(كانت زبيدة تبحث في الأرجاء عن عمار.)
زبيدة: "فينه عمار ؟"
أمين: "تلاجيه واجف هنا ولا هنا. اطلعي شوفي بتك ، خلينا نخلصو ونكتبو الكتاب."
زبيدة: " عطلع اشوفها وانت هات اي حد من رجاله البلد عشان يبجى شاهد أنها موافجه وأنها وكلتك
أمين: "طيب تمام...
(تتجه "زبيدة" لغرفة جمرية وتفتح الباب، لكن تفاجأ بعدم وجود "جمريه" في غرفتها.)
زبيدة (بقلق): "غارت فين البت دي؟" (تنادي بصوت عالٍ) "يا أم سامية، فين جمريه؟"
أم سامية: "ست جمريه وسي عمار خرجوا."
زبيدة: "إزاي؟! وكتب الكتاب؟!"
أم سامية: "سي عمار قال لست جمريه: لازم أخدك أجيبلك شبكة تليج بيكي."
زبيدة (بدهشة): "وجالتله إيه؟"
أم سامية: "جالتله: والجاضي جالهل يستني شوية. لكن هي ردت عليه وجالتله: أنت هتبجى جوزي وأنا عندي دهب كتير."
زبيدة (بعصبية): "وجالها إيه؟"
أم سامية: "قالها: ابجي ادي أمك نص دهبك."
زبيدة (بطمع): "صح الحديت ده؟"
أم سامية: "أيوة، أنا كنت واجفة معاهم وسمعت كل حاجة."
زبيدة: "يسلم خشمك على الخبر الزين ديتي. انزلي دلوك شوفي وراكي إيه."
(أم سامية تنزل، لكنها تتصل بـ"جمريه"
أم سامية: "جمريه، أنا عطلتها على ما يطلعوا من البلد. فهمي أستاذ عمار بسرعة، لحسن أمك تتصل بيه.
جمريه: "تسلمي يا أم ساميه. أول ما أوصل هبعتلك حد من طرفي يجيبك عندي."
أم ساميه: "ما تخافيش عليّ ولا تحملي همي."
جمريه: "انتي أمي اللي بجد
أم ساميه: "ربنا يسترك يا بنتي ويبعد عنك واد الحرام وبت الحرام يا رب."
جمريه: "اللهم آمين. أنا هغير الرقم واكلمك من التليفون الجديد."
أم ساميه: "اعملِ كده، وربنا يبعد عنك الشر كله."
__________________________________
(في نفس الوقت، نزلت "زبيدة" على "أمين" في محاولة للسيطرة على الوضع.)
زبيدة: "عطل الجاضي شوية، عشان ولدك خد البت وراح يجيب لها شبكة."
أمين (بخبث): "فين الغوازي أمال؟"
زبيدة: "الغازية بتغير خلجاتها وتتعشى، وراجعة تكمل. وانت مالك تسأل عليها ليه؟"
أمين (يضحك): "عشان تفرفش الجعدة بدل ما إحنا قاعدين كأننا في ميتم."
زبيدة: "أه... جولتلي. طيب، أروح أشوف حالي أنا أحسن."
أمين (في سره): "داهية تاخدك! وليه تغيري الدم؟" (ثم يفكر بخبث): "يا أبوي، لو الغازية تبجى مرتي، ده أنا أحب يدي معدولة مجلوبه، مش زبيدة جبر يلم العفش
(بعدها، يذهب "أمين اللي المأذون )
أمين (للمأذون): "العشا يا حضرة الجاضي؟"
المأذون (يمازحه): "العشا اذنت يا حج أمين؟ وصليناه عاوز اكتب عشان نهنّي ونبارك."
أمين (بخفة دم): "يا أبوي، اجعد وأنا هديلك الطاج طاجين."
المأذون (يضحك): "مش على كده كتر خيرك يا أبو عمار."
أمين: "تسلم."
المأذون: "خلاص، نجعد عشان خاطرك."
___________________________________
بينما كانت السيارة تمضي في طريقها وسط سكون الليل، رن هاتف "صقر"، وكان المتصل "طارق"
(يرد صقر على الهاتف)
طارق: "سامحني يا صقر... أنا طلقت هيام."
صقر (بزعل): "أنا مقدرش أزعل منك، هيام هي السبب في ده ومخليتش لنفسها أي رجعة. المهم... انت أخبارك إيه؟"
طارق: "أنا الحمد لله، بس بصراحة كنت عايزك ضروري."
صقر: "خير؟ محتاج فلوس؟"
طارق: "كتر خيرك ياخويا، بس لا. في دليل ظهر وأنا محتاجك جنبي... لو حتى النهارده. أرجوك يا صقر، أنا ماليش غيرك، والولاد كمان وحشوني أوي ونفسي أشوفهم."
صقر: "الولاد بخير الحمد لله."
طارق: "هتجيني يا صقر؟"
صقر: "جايلك."
طارق: "ربنا يخليك ليا... متتأخرش عليا، أنا حاسس إن روحي بتطلع."
صقر: "هجيلك طيران، الحمد لله كل ساعتين في طيران داخلي."
(يغلق صقر الهاتف ويتوقف بالسيارة، ثم يلتفت لجمريه)
صقر: "جمريه، خدي الجواب ده واجريه على مهلك. أنا لازم أسافر إسكندرية، هحل مشكلة وأعاود عشان نشوف هنعمل إيه. حقك عليا يا أخت الغالي، بس صاحبي وأخويا في مشكلة ولازم أقف جنبه."
(يشير صقر لزيدان ليتوقف بجانبه)
صقر: "زيدان، خد جمريه معاك وروحوا مع الجماعة. متسيبهاش إلا لما تطمن عليها وترجع النجع بعد كده، وأنا رايح لطارج عشان كلمني وعايزني ضروري."
زيدان: "حاضر يا كبير."
(ينظر صقر إلى جمريه)
صقر: "جمريه، انتي واثجة في الناس دوله؟"
جمريه: "أه والله، ده هما اللي خلصوني من الخيه اللي كنت هجع فيها."
صقر: "يومين بس وأعاود. وبعدين آخدك تعيشي عندنا في النجع معززة مكرمة يا بنت الناس."
جمريه: "طب طمني على يوسف."
صقر: "إن شاء الله هيكون بخير. ادعيله يا جمريه، ادعي ربنا يطمنا عليه."
جمريه: "يارب طمني على شجيجي... يارب."
________________________________
صقر قاد عربيته متجهًا إلى المطار، منشغلًا بأفكاره التي سيطرت عليها صورة جمريه. في الوقت نفسه، كانت جمريه وزيدان اتجهوا إلى العربة الأخرى، وما إن ركبت جمريه العربة حتى جلست بجوار محاسن ونجمه.
جمريه: هو انتو تجربو لبعض؟
محاسن: تصدجي إن البت المجنونه ديه أختي؟
جمريه: صح أخوات؟
نجمه: آه والله أخوات، بس محاسن كبيره عني.
محاسن: اخرسي يا نجمه، احنا قد بعض ف السن.
نجمه: لا والله، كبيره عني بتلت سنين.
جمريه: ربنا يخليكم لبعض.
محاسن: وانتي أختنا التالته، ولو أننا مش كد المجام.
جمريه: متجوليش كده، يعلم ربنا حبيتكم قد ايه. لمؤاخذه ف السؤال، احنا كده مش هنجلجو أبوكم وأمكم؟
محاسن: لاه، أبوي مات من زمان، وأمي ست غلبانه ومعارفاش ليه طول الوجت حزينه. مرضياش تجعد معانا ف المولد ولا راضيه تهمل سوهاج واصل.
قاطعهما عمار .
عمار: ده من حظي، لولا وجودكم هنا مكنتش شفتك وغرجت لشوشتي ف غرامك يا حبه الجلب.
زيدان: اتحشم يا واد! والله أرميك من العربيه ف الترعه وأخلص من جله أدبك.
نجمه: وانت مالك بيه؟ واحد عيحب، إيه اللي مزعلك انت؟
زيدان: حبته عجربه، نتايه في حريم معانا ف العربيه!
عمار: متزعلش يا عم زيدان، أصلي عحبها جوي جوي.
زيدان: اجطع كلامك واخرس خالص!
محاسن: بعد الشر عليه.
نجمه: مش فالحه غير كل شويه بعد الشر عليه، وهو كيف الجرد، حتى الطلجه محوجتش فيه.
عمار: البركه ف ربنا وفي جمريه. هيّا اللي طيبتني.
زيدان: وبعدين معاك، جمريه ولا محاسن؟
عمار: جمريه كيف أختي، لكن محاسن حبه الجلب والروح.
نجمه: عيل ني ولطخ صحيح.
زيدان: والله انتي عتفهمي.
ظلوا يتحدثون ويتبادلون المزاح حتى وصلوا إلى بيت غزاله، والدة محاسن ونجمه. دخلوا عليها، فرحبت بهم بحفاوة.
غزاله (بفرحه): أخيرًا افتكرتوا أمكم.
نجمه: بعدين يا أما، حدانا ضيوف.
غزاله: أهلا بيهم، نورو الدنيا كلها. فوتي يا نجمه اعملي شاي وهاتي جراحيش على محضر الوكل.
توجه زيدان بالحديث إلى غزاله، متفحصًا ملامحها:
زيدان: هو أنا شفت حضرتك جبل سابج؟
غزاله: يا ولدي أنا مبطلعش من البيت من زمان. وانت من فين يا ولدي؟
زيدان: إني من نجع الصايغ، والدراع اليمين لصجر بيه الصايغ، ولد الحج محمود الصايغ كبير النجع.
نظرت له غزاله بقلق وقالت.
غزاله: نجع الصايغ؟
#جمرية_الصقر💥💥💥💥
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 13
غزالة: نجع الصايغ؟
زيدان: آه.
محاسن: وانتي تعرفي حد ياما هناك؟
غزالة: وكيف الحج محمود والحجة نجاة؟
زيدان: وانتي تعرفيهم منين يا خالة؟
غزالة بقلق: زمان يا ولدي كان ليا واحدة صاحبتي قاعدة في النجع.
زيدان: مين صاحبتك ديه؟
غزالة: ماتت، صاحبتي ماتت. هجوم أنا أحضر الوكل.
زيدان ينظر إليها بريبة، غير مرتاح وحاسس إنه شافها قبل كده ويعرفها.
محاسن: بت يا نجمة، أمك مالها؟ شكلها اتغير كده ليه ووشها اسود؟
نجمة: معرفش. انت صح تعرف أمي ، أصلها مخرجتش بجالها سنين.
زيدان: يمكن بشبه عليها. عاوزة حاجة يا ست جمرية؟
جمرية: كتر خيرك.
زيدان يلتفت إلى عمار.
زيدان: يلا بينا يا عمار.
عمار: هنروح فين؟
زيدان: هترجع النجع، وتجولهم إن عصابة طلعت عليك وخطفت منك جمرية وضربوك. وانت كده كده الضرب اللي ضربتهولك باين عليك.
نجمة: عتفكر زين. انت عقلك كبير عشان محدش يشك فيك.
محاسن: فرضنا بلغوا الحكومة؟
عمار: لاه، مش هيبلغوا، دول ما يصدقوا عشان يتحكموا في كل حاجة على كيفهم. خلي بالك من جمرية يا محاسن، حطيها في حباب عينيكِ.
محاسن: جمرية بقت أختي، عتوصيني على أختي؟
عمار يتنهد وينهض ليذهب
عمار: عاوزينش حاجة مني؟
محاسن: تسلم يا غالي.
عمار: دهباتك وفلوسك موجودين معايا، عديهم لزيدان يخليهم عنده يبقوا في الأمان.
جمرية: كده برضه؟ وهما عندك مش في أمان؟
عمار: كده أحسن يا بت الناس، وكمان عشان زبيدة هتسألني عليهم وتفتش أوضتك، مش هتلاقيهم.
محاسن: أقولك خد الدهبات الجشرة بتوعي دول، وقلها إنك خدتهم من جمرية كأنك كنت هتغيرهم وتجيب لها بدالهم. وقلها إن جمرية صدقتك. لازم زبيدة تخليهم بعيد، عشان لو حد عرف بغياب جمرية ولقوا الدهبات، هيقولوا إنكم انتوا اللي خبتوها.
نجمة: يا بت، انتي كنتي شغالة مع عصابة جبل سابق لتضحك؟
محاسن ترد بضحكة: مخي متكلف، مش زيكِ مخك عامل زي العصيدة.
___________________________________
في منزل الصياد:
أمين: الواد ده راح فين
زبيده: شكل ولدك بيخطط ياخد كل حاجة لنفسه. ولا إنت متفج معاه واتفقتوا تنيمني وتاخدوا كل حاجة ليكم؟
أمين: واحنا من ميتى بنعرف نخطط أو نعمل حاجة من غيرك؟ ده تخطيطك إنتِ
. زبيده: إنت مجنون؟! أنا معرفش عنه حاجة. فضي الفرح وخلينا نتكلم بعدين.
أمين: وهجول للناس إيه؟ وهقول للمأذون إيه وهو جاعد من جبل العشاء؟
زبيده: إديله شوية فلوس حلوة وامشيه، وقول إن العريس تعب أو جاته الزايدة. وقول للناس كده برضه. أمين: والناس مش هيجلجو على العريس؟
زبيده: جاتك الهم، إنت حد يعرفك إنت وولدك، كل قلقهم هيكون على البت.
يذهب امين ويقول في سره: "جاتك المرض مره فجريه، الليلة كانت ماشية زي الفل، جاكي دم يصبغك صبغ. آه، لو كنت أعرف علوان الغازية." ثم يقول لنفسه: "أنت اتجنيت يا أمين، اطمن على ولدك الأول، ما أنا معذور برضه. البت دي كيف؟ لهطة الجشطه"
ثم يذهب لفض الفرح ويتصل بعمار عدة مرات لكنه لم يرد.
_________________________________
أمين بيتصل مرارًا بعمار، لكن عمار مش بيرد عليه، زيدان بيبصله باستغراب.
زيدان: أمين بيتصل بيك أكتر من مرة، ليه مش بترد عليه؟
عمار: عترد عليه انت، وتجوله إنك لجيتني مضروب وواجع واني تعبان جوي.
زيدان: وبعدين يافالح؟
عمار: عتوصّلني البيت، وانا عجولهم إن في جماعه طلعوا علينا انا وجمريه وضربوني وخدوها. وجالوا لي لما يوسف يجيب اللي خده، نبجى نرجعله اخته.
زيدان: وايش عجب يعني يوسف؟
عمار: عشان يوسف أخباره مجطوعه من بدري، ومحدش عارفله طريج. كده زبيده عتجول إن يوسف كان عامل عمله عفشه وهرب بعد ماخد حاجه كبيره من الناس دول. وعتفرح إن جمريه أزاحت من طريجها، وان يوسف خايف ومش عيرجع، وكده هيا عتكوش على كل حاجه.
زيدان: ايه عجل المجرمين ده؟
عمار: ما انا ربايه امين وزبيده عطلع دكتور يعني؟
زيدان يبصله بريبه.
زيدان: مش غريبه انك تساعد جمريه؟
عمار: هيا غريبه صح، بس صدجني، البت ديه غلبانه وطيبه وتستحج المساعده. وبعدين جبل اللي عملته معاي، كان ممكن اضحك عليها، لكن صدجني، والله فوجتني.
زيدان: ربنا يهديك.
عمار: يارب.
_________________________________
يتصل زيدان بأمين من هاتف عمار.
زيدان: انا لقيت ولدك مرمي وجمبه التليفون، لقيت مكتوب عليه "أبوي"، واتصلت بيك.
أمين: ماله ولدي؟
زيدان: لجيته مضروب ومكسر. أطلع بيه على المستشفى ولا أعمل إيه؟
أمين: استنى معايا دجيجة.
يذهب أمين إلى زبيدة ليخبرها بما حدث:
زبيدة: لا مستشفى إيه؟ خليّه يجيبه هنا، واسأله عن جمريه.
أمين: كان في واحدة معاه؟
زيدان: لا، أنا لقيته لوحده.
أمين: معلش يا ولدي، أنا هديك العلوان وتجيبه وتاجي، وأنا هديك حلاوتك لأنك طمنتني عليه.
زيدان: لا يا حاج، كتر خيرك. الحمد لله إني لحقته.
__________________________________
( الإسكندرية – في الفجر)
صقر يصل إلى منزل طارق في الإسكندرية. وصوت أذان الفجر يملأ الأرجاء.
صقر: إيه يا طارق، طمني؟
طارق: أنا كلمت المحامية اللي قلتلي عليها، واتعاطفت معايا جدًا. بصراحة رسمتلي خطة محكمة.
صقر: خير يارب؟
طارق: خير إن شاء الله. الخطة إنك تروح الشركة وتمثل إنك زعلان مني بسبب إني طلقت أختك. تقول إنك مستعد تدفع ملايين عشان تدمرني وتبين إنك عايز توديني في داهية.
صقر يعقد حاجبيه، في انتظار توضيح أكثر.
طارق: أكيد اللي سرق المستندات هيحاول يقرب منك ويساومك على فلوس عشان يديك المستندات. هنا بتيجي مهمتك، تعشمه إنك مستعد تدفع أي مبلغ عشان تنتقم لأختك.
صقر: كده تمام جوي.
طارق: هتروح امتى؟
صقر: هنزل مصر حالًا.
طارق يحاول تهدئته وهو يضع يده على كتفه.
طارق: طب ارتاح الأول يا صاحبي، الدنيا لسه بدري.
صقر: بعدين، بس هات قسيمة الطلاق.
طارق يفتح درج مكتبه، يخرج القسيمة ويعطيها لصقر.
طارق: عرفت هتعمل إيه؟
صقر: سيبها على الله.
يغادر صقر المنزل متجهًا إلى القاهرة بعد أذان الفجر بقليل.
__________________________________
في الصعيد _ منزل الصياد
يصل زيدان ومعه عمار إلى المنزل، وأمين يلتفت إليهم بلهفة، يبدو عليه القلق والفضول.
أمين بلهفة: وديت البينة فين
زبيدة: والله لو كنتوا متفجين عليا لتعرفوا شغلكم
زيدان: طب عايزين مني حاجة أنا
أمين: لا يا ولدي، كتر خيرك.
يذهب زيدان
عمار (يمثل التعب): إنتو اتجنيتوا ياك ! تتكلموا كده جدام الراجل الغريب
ثم يجلس عمار ويبداء يحكي ما اتفق عليه مع زيدان .
عمار: الحمد لله إنها كانت مدياني الدهبات، وأنا كنت مخبيهم. استنى، خدوا أهم... كان كل همهم اصلا إنهم ياخدوا جمريه.
تأخذ زبيدة الذهب بطمع
زبيدة: عشان كده يوسف مختفي، شكلو عامل نصيبه.كده أحسن، كل حاجة بجيت بتاعتنا، رسمي . لا يوسف هيرجع ولا العصابة هترجع جمريه.
أمين : يا مره إنتي معندكيش دم! هي البت دي مش بتك
زبيدة: بجولك إيه، متاكلش مخي بلا بتي بلا ولدي.
ثم تأخذ الذهب وتذهب لغرفتها
أمين (مستاءً): صح، مره ملكيش أمان. إن شاء الله هخلص منك جريب، دي ممكن تسمني يا بوي.
عمار (ببرود): اتحرجوا إنتو الاتنين مع بعض. أنا طالع أرتاح، كفاية اللي حصل النهاردة
________________________________
( في القاهرة)
يصل صقر القاهرة ويتجه نحو الشركة في الصباح الباكر. يدخل الشركة بعنف وهو يزعق بصوت عالي:
صقر: "إنت فين يا طارج الكلب؟ والله لدمرك! أنا طلقت أختي وكمان غيابي، والله مش هسيبك إلا لما أخرب بيتك! هعرفك مين صقر الصايغ!"
في نفس اللحظة، كان في واحد واقف بعيد، يشمت في الموقف وقال:
الشخص: "مش كده يا أستاذ؟ أستاذ طارق محترم برضه."
صقر: "ابعد من وشي أحسنلك أنا هربيه!"
رأفت كان واقف برضه، وسمع الحوار. قال في نفسه وهو يفكر:
رافت (في نفسه): "يمكن ده كله تمثيل، ممكن يكون في حاجة مخبية، يمكن تكون لعبة."
ثم رجع وقال بصوت مرتفع:
رأفت: "بس لو كان حوار، هيفكر يطلق مراته؟"
وكان شيطانه بيهمس له"فرصة جاتلك لحد عندك، لازم تستغلها صح."
رأفت: "بقولك إيه يا أستاذ؟ أنت عاوز تنتقم منه بجد؟"
صقر: "وادفع نص عمري وأدمره!"
رأفت: "في قهوة في الشارع اللي ورانا، استناني هناك."
صقر: "ليه؟ بجى،
رأفت: هخليك تخرب بيته وتدمره، وكمان تاخد ولاده منه!"
صقر : "ياريت! مش عارف أختفي فين، والولاد معاه. وأمهم هتتجنن عليهم."
رأفت : "انزل بس، اسبقني على القهوة، وأنا نازل وراك."
________________________________
يذهب صقر الي المقهى ويقوم بالاتصال بطارق، الذي يجمعه مع المحامية
المحامية: "استاذ صقر هتسجل القعدة دي كلها وأي اتفاق بينكم."
صقر: "تمام يا أستاذة."
يصل رافت بعد لحظات الي المقهى و الطمع يملأ قلبه، فيسأل صقر:
رافت: "تشرب إيه يا عمده؟"
صقر: "اجعد بس، قولي لي كيف أنتجم من طارج؟"
رافت: "مستعد تدفع لغاية كام؟"
صقر: "الفلوس متهمنيش، أهم حاجة أشوفه متدمر."
رافت: "2 مليون، وأديك مستندات وشيكات تخرب بيته. لو حد قدمهم للشركة وقال إن طارق باعهم للشركة المنافسة، وطبعاً هتبعتهم في ظرف ."
صقر: "وأنت ما أدّيتهمش للشركة المنافسة ليه؟"
رافت: "بصراحة، خوفت. وأنت يا عمده هتديني الفلوس واتصرف براحتك . بس نتفق إن اسمي ميجيش في اي حوار."
صقر: "ده كده هتخدمني خدمة العمر."
رافت: "والفلوس؟"
صقر: "شوف هتسلمني إمتى."
رافت: "بكرة الصبح."
صقر: "خليها بعد الظهر عشان أسحب الفلوس من البنك."
رافت: "تمام، يا عمده."
رافت يمشي، وصقر يرسل التسجيل لطارق.
كان طارق جالسًا مع المحامية، وعندما استمعوا إلى التسجيل، شعروا بفرح كبير.
بارت كبير عشان اتاخرت عليكو امبارح❤❤ مستنيه رئيكم
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 14
(في منزل والدة محاسن)
غزاله وهي تتحدث لجمرية بحب: "روحي يا بتي، ربنا يوجف معاكي إن شاء الله وينصرك."
جمرية بابتسامة: "الله يخليكي يا خالة
محاسن: جومي اسبحي وغيري جلجاتك دوله، وهعملك وكله زينه."
جمرية بهدوء: "ما تتعبيش نفسك."
محاسن بابتسامة: "ولا تعب ولا حاجه، جومي بس."
جمرية بتواضع: "تعبتكم معاي."
غزاله بحنان: "والله يا بتي، انتي نورتيني وكبرتي بيا."
نجمة بنبرة دعابة: "أمال إيه عاد؟ الست جمرية بت الحسب والنسب جاعدة معانا."
جمرية وهي تبتسم بصدق: "ورحمة أبوي حسّاكم خواتي."
نجمة وهي تضحك: "يبجى تجومي تتسبحي، ومحاسن تعمل الوكل، وناكلو ونسهرو، ومحاسن ترجصلنا شوية. رقصها جميل جوي المضروبة."
جمرية بابتسامة : "حاضر."
____________________________________
(في إيطاليا )
لارا وهي تتحدث مع والدها: "بابا، عاوزه أعرف ليّو الحقيقة."
ياسر بلهجة جادة: "مش الدكتور قال محدش يضغط عليه؟"
في هذه الأثناء، يدخل بترو وهو يطرق الباب.
ياسر : "تعالى يا بترو، انتي يا لارا اطلعي دلوقتي."
لارا غادرت الغرفة بهدوء.
بترو : "إيه يا بوص، الواد الجديد ده خد مكاني ولا إيه؟"
ياسر : "خد مكانك إزاي؟"
بترو : "انت مش عارف إني بحب لارا؟"
ياسر بحزم: "ياريت تفهم إنه هنا عشان يعمل العملية الجديدة. وكده كده هو فاقد الذاكرة، يعني أنسب حد للموضوع، وشه مش محروق زيكم."
بترو : "مش يمكن يكون ظابط؟"
ياسر : "ودي تفوتني؟ أنا عرفت عنه كل حاجة. هيعمل العملية وبعدها..."
بترو مقاطعًا بحدة: "بعدها نخلص منه. لارا مش هتكون لغيري."
ياسر بتحذير: "أنا مبحبش الدم."
بترو بضحكة سخيفة: "وبالنسبة لتجارة السلاح؟ الناس بتسلك سنانها بيه؟"
ياسر بانفعال: "بترو، اوعى تتكلم تاني عن شغلنا. ممكن لارا تسمع."
بترو بابتسامة ماكرة: "ما هو بعد العملية، لتخلص عليه يا أخلص أنا، عشان بنتك شكلها حبته."
ياسر بقلق: "ما هو ده اللي مخوفني."
بترو بابتزاز: "يا كده يا أهد المعبد على الكل."
ياسر بنبرة حاسمة: "بعد العملية اعمل اللي انت عايزه، هو كده كده مش داري بنفسه."
___________________________________
لارا: "يا ترى يا ليو بعد الذاكرة ما ترجعلك هتسيبنا؟"
ليو: "بس هي ترجع عشان أرتاح."
لارا: "ليو... أنا يعني... عاوزه أقولك إني في إحساس حلو من ناحيتي ليك."
ليو: "صدقيني، أنا عندي نفس الإحساس، بس خايف أكون كنت خاطب أو بحب أو متجوز... وممكن أكون كنت حد مش كويس. ساعدني يا رب."
لارا: "مستحيل، أكيد انت إنسان محترم. أما مسألة إنك متجوز أو كان في واحدة في حياتك، ده اللي هتكشفه الأيام."
ليو: "أمال مين بس اللي دايمًا في منامي وف كوابيسي بتقول لي الحقني؟"
لارا: "مش عارفة. ليو، إن شاء الله ربنا هيدلني على الصح."
بترو: "إيه يا آنسة لارا، هو مافيش غير بس اللي بتقعدي معاه؟"
لارا: "ده على أساس إني كنت بقعد معاك قبل كده؟ الزم حدودك، انت مجرد حارس ليا وبس."
بترو: "تمام، تمام. البوص عايزك."
ليو: "عن إذنك يا لارا."
________________________________
(في مكتب ياسر)
ليو: "حضرتك عايزني؟"
ياسر: "آه، اقعد يا ليو. انت الفترة اللي قعدتها معانا أثبت إنك جدير بثقتي. عشان كده، عايزك تجهز نفسك الأسبوع الجاي. هنسلم شحنة أعلاف ونباتات طبية، بس من النوع الغالي أوي، وعشان كده اخترت إنك تكون على رأس المجموعة اللي هتسلم الشحنة."
ليو: "ديه كبيرة، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك."
ياسر: "أكيد."
ليو: "عن إذنك."
ياسر: "تمام، تقدر تمشي."
_______________________________
(في الصعيد)
غزاله: "تعرفي يا جمرية، بناتي دول فين وفين لما ياجوني، يادوبك يبعتولي جرشينات ويطمنوا عليا بالتلفون."
محاسن: "ما انتي يا أما اللي بقالك زمان ولا راضية تخرجي، ولا حتى راضية البلد. كن عليكي تار؟ ولا في سر مخليكي جاعدة هنا في البلد؟"
غزاله بارتباك: "سر إيه وتار إيه؟ أنا بس بعد المرحوم أبوكم زهدت الدنيا، وإني حابة البلد. عشان كده معوزاش أهملها."
نجمة: "جومي ارقصي يا محاسن، أمك مش هتجول حاجة لو جاعدتي تجرريها سنة بحالها."
محاسن: "ماشي، جايمة عشان خاطر جمرية بس."
جمرية: "حبيبتي يا سونة، والله ميستاهلك عمار ولد أمين."
محاسن: "والله عمار زين، بس كان محتاج حد يعدلله مخه، والبركة فيكي."
نجمة: "ما نخلصوش النهارده من سيرة عمار الزفت، جومي ارقصي."
محاسن: "بس يا بت، عمار ده نور عيني."
غزاله: "شوفي البت ولا عندها حيا ولا خشى."
محاسن: "عحبه يا أما."
غزاله: "يا خوفي من اللي جاي، ربنا يستر."
محاسن: "اجعدي انتي، اتكلمي كلام مفهماهوش."
غزاله: "ربنا يعدلكم بختكم يا رب ويسترها عليكم."
________________________________
(في بيت الصياد)
أمين: "انتي يا مرا، علي جلبك مرواح؟ مش جلجانه علي بتك؟"
زبيدة ما ردتش عليه، وكانت مشغولة بالدهب.
أمين: "عكلم نفسي أنا؟ إياك؟"
زبيدة: " عايز إيه؟"
أمين: "بجولك
زبيدة: سمعتك! مالك انت ومالها؟"
امين : "مالي كيف بس بردك مهما كان وليه وبتك
زبيده: أديك جولت بتّي يعني ليكش صالح انت. وبعدين، طول عمرها عتحب أبوها، عمري محبتني."
أمين: "إيه جلبك ده حجر؟"
زبيدة: "علي أساس جلبك رجيج؟ ما إحنا دافنينه سوا."
أمين: "علي راحتك. شاله حتى ياكلوها."
زبيدة: "اطمن، مش هيعملوا فيها حاجة لما يعرفوا إنها متعرفش طريج أخوها. هيعيّفوها ويتركوها. نكون إحنا غرفنا شوية من الخير ديتي."
أمين: "طيب، طفي النور، خليني أتخمد."
أمين في سره: "ده الواحد يخاف علي نفسه منكِ، يا عجربة. أنا عارف حب إيه اللي كنت عحبهولك؟ حبتك عجربة."
________________________________
في القاهرة
هيام مشغولة كعادتها في شغلها وأولادها ولا على بالها شيء. بتخرج من عملية لعملية، مشغولة دايمًا وما بتاخدش نفسها.
___________________________________
في نجع الصائغ
نجاة: "وبعدين في ولدك يا محمود؟ مهمل الكفر ومهملنا! داير يدور على صاحبه، ويحل مشاكل طارج وناسي نفسه خالص."
محمود: "صجر راجل ميتخافش عليه."
نجاة: "أمال ماراضيش يتجوز ليه؟ يكونش طالعلك في شبابك لما كنت."
محمود: "أنا مهملك المطرح، ورايح أنام مع عيال بنتي."
نجاة: "روح يا أخوي، لولا شلتك لا كان زمانك عندك بنت ولا ولد."
محمود يتركها ويخرج ويتمتم: "بتجلبي في الجديم ليه يا نجاة؟ أنا شايل همي في جلبي وساكت. فينك بس يا ضي عين محمود؟ دورت عليك كتير، لو أعرف بس روحتي فين وخفيتي... يا ترى عايشة ولا الزمن عمل فيكي إيه؟"
يمسح دمعة نزلت على خده ويدخل على أحفاده، يجدهم جالسين.
حور: "بابا وحشني أوي."
محمود يحضنها: "وأنا كمان."
يزن: "بابا قال عنده شغل هيخلص ويجيلنا، وخالو صقر كمان مش موجود، وتيتا مش بتقعد معانا زي ماما."
محمود: "أنا جيت أقعد وكمان هنام معاكم، وأحكيلكم حواديت."
فرح الأطفال: "إحنا بنحبك أوي يا جدو."
ويمر الليل على الجميع بهدوء وسكينة.
_______________________________
(في القاهره)
صقر بيروح البنك يسحب الفلوس، ورضوى كانت بلغت المباحث. بعد ما سمعوا التسجيل، جابوا إذن النيابة. كلمت رضوى صقر هي وطارق، وصقر قالهم إنه هيقابل رأفت بعد ساعة في كافيه اسمه "موكا"، بعد الشركة بكام شارع.
طارق: "عارفه."
رضوى كلمت رئيس المباحث وبلغته بمكان الكافيه.
فعلاً وصلوا، وكانت القوة مستنية بعيد عن الكافيه، لكن في ضابطين قاعدين على ترابيزة تانية جوا الكافيه.
صقر يتصل برأفت: "هات الأوراق، أنا منتظرك في الكافيه."
رأفت: "الفلوس؟"
صقر: "الفلوس معايا."
رأفت: "صورهملي."
صقر: "هدخل الحمام وأصورهملك."
صقر دخل الحمام وصور الفلوس بجهاز تسجيل تحت الترابيزة.
رأفت: "تمام، عشر دقايق وأكون عندك."
صقر: "تمام، مستنيك."
بعد عشر دقائق وصل رأفت.
رأفت: "فين الأمانة؟"
صقر: "خد نفسك، واشرب حاجة."
رأفت: "لا، معلش. عشان محدش من الشركة يلاحظ غيابي."
صقر: "فين الورق؟"
رأفت: "أهو."
صقر يديه الفلوس ويأخذ الورق.
الشرطة تدخل فجأة وتقبض على رأفت.
رأفت: "أنا ماعملتش حاجة!"
الضابط: "آه، ما إحنا عارفين. يلا معانا نشوف عملت ولا ما عملتش."
رأفت: "واحد زيك يوقعني؟!"
وهنا يدخل طارق.
طارق: "عملتلك إيه يا رأفت عشان تدمر مستقبلي؟!"
: "ليه؟ عشان الفلوس؟ ملعون أبو الفلوس!"
رأفت: "لا، عشان أنت الكفاء الأمين اللي كل الشركة بتحلف بحياته. وأنا إيه؟ ما أنا من سنك، وعندي مكتب خاص ومعايا فلوس، غير إنهم كانوا عاوزين يعينوك عضو في مجلس الإدارة. عندك كل حاجة، وأنا معنديش حاجة."
صقر: " طارج سيبك منه، ده إنسان مريض، مش راضي باللي ربنا قسمهوله، والطمع ماليه. أديك خسرت كل حاجة."
الشرطة تدخل وتقبض على رأفت.
الضابط: "وأنت يا بشمهندس تعالى معانا عشان نقفل كل حاجة." وبالنسبة للأستاذ صقر، فإحنا بنشكره."
صقر: "لا شكر على حاجة يا باشا.
صقر، رضوى وطارق بيروحوا مع الشرطة لانهاء الاجراءات
______________________________________
(بعد انهاء الاجراءات )
صقر: "أنا لازم أرجع البلد، وراي هناك هم ما يتلم
طارق: "مش عارف أقولك إيه
صقر: بس أوعاك تقول حاجة. قولي بس هتعمل إيه."
طارق : "هروح الشركة أقدم استقالتي، خلاص. مش عاوز أشتغل معاهم تاني. وأشوف المكتب، بقالى كتير مروحتهوش."
صقر: "متشكرين يا أستاذة على تعبك معانا."
رضوى: "بتشكرني على إيه؟ ده شغلي. ثانيًا، المهندس طارق شخصية محترمة، وأنا كنت حاسة إنه بريء."
صقر: "بتجولي حاسة؟ طيب، أطرج أنا.
طارق: يومين كده، وهاجي عشان أشوف الولاد، إن شاء الله."
صقر : "اطمن، الولاد بخير، وأنا أول ما أوصل، إن شاء الله هطمنك عليهم."
صقر: "عن إذنك، دجيجه يا استاذه رضوى."
صقر: "تعالي يا طارج."
طارق: "خير،
صقر: "البنت شكلها معجبة بيك ياواد خالتي، علي بركة الله، ربنا يجعلك نصيب معاها ويجعلها عوض عن المخبلة خيتي .
طارق: "يعني لو ارتبطت برضوى، مش هتزعل؟"
صقر: "أزعل؟ كيف؟ إنت مخبل! والله أفرح لك من جوه قلبي. امشي، أنا بقى وربنا يوفقك يا صاحبي."
___________________________________
(يذهب صقر ويرجع طارق لرضوى)
رضوى: بس غريبة، إزاي أستاذ صقر يساعدك؟ و أنت يعني طلقت اخته
طارق: "صقر أخويا وصاحبي، وأجدع حد ممكن تقابليه. ابن خالتي ومتربين مع بعض."
رضوي: "يعني مراتك بنت خالتك؟"
طارق: "قصدك طليقتي."
رضوي: "بس هي أم أولادك."
طارق: "أولادي بس اللي بيني وبينها. أي حاجة غير كده لأ. هيام خلاص مالهاش مكان في حياتي تاني. أنا قلبي بدأ يدق لإنسانة تانية وقفت جنبي."
رضوي: "مين يا ترى؟
طارق: بعد ما احل مشاكلي ، هعملهم زيارة في البيت. بس تفتكر ممكن توافق عليا؟"
رضوي (بزعل): "أكيد هتوافق. أنت إنسان محترم، وتشرف أي عيلة."
طارق: "يعني لو أنت مكانها، هتوافقي؟"
رضوى بتسرع : أكيد."
طارق: "طب ممكن تاخدي لي معاد من سيادة المستشار والدك؟"
رضوي: "ليه يا طارق؟"
طارق: "عشان أتقدّم للإنسانة اللي آمنت ببراءتي وصدّقتني من غير ما تشك لحظة فيا."
رضوي (بكسوف): "عارفة ومتأكدة إنك بريء، وحسيت بده من أول ما شفتك.
طارق :وأنا عمري ما هنسي وقفتك جنبي."
رضوي: "بس أنت متعرفش حاجة عني."
طارق: "كفاية إني عرفتك."
رضوي: "لازم تعرف برضه، أنا أرملة. جوزي كان جارنا. اتجوزنا ثلاث سنين، وكان طيب قوي ومحترم. خلفت منه بنتين توأم، هنا وهايا، وكان نعم الزوج والأب. لكنه توفى في حادثة عربية. طبعاً تعبت ودخلت المستشفى واتعالجت، وربنا قدرني عشان بناتي. بابا أصر إننا نعيش معاه. قفلت شقتي عشان كل ركن فيها كان بيفكرني بيه."
طارق: "وأنا بحترم إخلاصك ووفائك للمرحوم جوزك. وإن شاء الله هكون أب لبناتك، وأنت هتكوني أم لأولادي."
رضوي (ضاحكة): "خمس أولاد، ربنا يعيني، وولادك يقبلوني."
طارق: "ولادي محرومين من حنان الأم، بس أنا واثق إنك هتعوضيهم عن حنان أمهم."
رضوي: "سبحان الله، بناتي ربنا بعتلهم أب حني."
طارق: "وأنا ولادي ربنا عوضهم بأم طيبة وحنينة."
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 15
(في ايطاليا) (غرفة لارا)
ياسر (وهو يطرق على الباب): لارا، أنتِ صاحية؟ عاوز أتكلم معاكي شوية.
لارا: اتفضل، حضرتك.
ياسر: ما خرجتيش النهارده من أوضتك ليه؟ وشكلك حزين. طمنيني عليكِ.
لارا: مفيش.
ياسر: هتخبّي على بابا؟
لارا: بابا... أنا حبيت ليو.
ياسر: حبتيه إزاي؟
لارا: بابا، الحب مفيهوش "ليه" و"إزاي".
ياسر: قصدي يعني إحنا لسه عارفينه من وقت قريب.
لارا: ما أنا قلت لحضرتك، الحب بيدخل القلب من غير مقدمات.
ياسر: فعلاً حبتيه... وفهمنا. زعلانة ليه بقى؟ يمكن هو مش بيحبك؟
لارا: مش كده، بس أنا خايفة يكون متجوز أو حتى مرتبط بواحدة تانية.
ياسر: عشان كده انتي حزينة؟
لارا: بحبه... و حياتك عندي بحبه
ياسر (يهدّئها): اهدي... اهدي. على العموم، ياستي هو لا خاطب ولا متجوز ولا حتى مرتبط.
لارا (بفرحة): حضرتك عرفت منين؟
ياسر: كان لازم أعرف كل حاجة عن شخص حضرتك بتقعدي معاه أكتر ما بتقعدي معايا أنا شخصياً. على العموم، ياستي هو ولد كويس، بس عنده مشكلة.
لارا (قلقة): مشكلة إيه؟
ياسر: اهدي بس... كل الحكاية إنه ساب بلده وجه هنا عشان عليه تار وهو مطلوب. ويمكن كده أحسن، عشان في واحد من بلده شافه هنا وبلغ العيلة اللي ليهم تار عنده. كويس إنه فقد الذاكرة. ومش عايزك تخليه يعرف أو يخرج من هنا خالص.
(يتوقف لبرهة)
ياسر: آه، وياريت تتعاملي كويس مع بترو.
لارا (بتعجب): عشان إيه؟
ياسر: عشان بترو بيحبك.
لارا: مين ده اللي بيحبني؟
ياسر: اسمعي كلامي كويس. تجنبي إنك تقعدي مع ليو وبترو موجود. لأن بترو عارف كل المعلومات اللي قلتها لك، وممكن يبلغ العيلة التانية. وهو كمان بيغير من ليو، فحاسبي كويس منه لو بتحبي ليو. وأنا هخلص موضوع التار ده.
لارا (بقلق): أكيد يعني؟
ياسر: أكيد يا حبيبتي.
لارا: حاضر، هنفذ اللي حضرتك طلبته.
ياسر: طيب، خدي شاور واخرجي، عشان هتخرجي مع بترو.
لارا (معترضة): لا طبعاً مش هخرج معاه.
ياسر: إحنا قولنا إيه؟ هتخرجي معاه على أساس إنك بتعملي شوبنج، وتحاولي تعرفيه بطريقة غير مباشرة إنك معجبة بيه، وإنك بتعاملي ليو كويس عشان حاسة بالذنب، مش أكتر.
لارا (بخوف): كده ليو ممكن يزعل.
ياسر: لا، مش هيزعل. هو عارف إنه الحارس الخاص ليكي.
لارا (بإحباط): بآسف... حاضر.
_________________________________
(في الصعيد -نجع الصائغ)
وصل صقر الكفر وكان في انتظاره زيدان
زيدان: حمدالله على السلامة يا كبير. طمني على المهندس طارج.
صقر: تمام، خلاص كل حاجة اتحلت. أنا طالع أسلم على الجماعة وأتسبح، وبعد كده نروح نجيب جمريه من عند محاسن.
زيدان: والحجة الكبيرة؟ هتجولها إيه؟
صقر: هاجولها الحجيجة. انت ناسي إن محاسن ديتي من طرف عمار؟ وأنا ممرتاحش ليه الواد ديتي. وكمان متنساش إنها غازية، يعني ممكن تبيع جمريه لأمها وجوزها.
زيدان: لأ يا كبير، أول مرة أختلف معاك.
صقر: مش فاهم.
زيدان: يعني عمار كويس، وفعلاً خايف على جمريه. ده خلاني ضربته تاني وروحته على البيت، وجابلت أم جمريه وجابلت أبوه وكمان يا كبير، محاسن زينة، ونجمة أختها بت مجنونة شوية، لكن زينة وأمهم ست كويسة وطيبة ومحترمة. وكنتي شوفتها جبل سابق.
صقر: انت عتشعر فيهم ولا إيه؟ عطلع أسلم على الجماعة وأتسبح، وبعدين نشوفو حكايتك مع الغوازي.
زيدان: الله يحظك يا كبير. ما انت كمان شكلك وجعت في جمريه لو إنها جليلة جوي عليك.
صقر: جليلة كيف؟ انت مش عارف ديتي تبجا أخت مين؟
زيدان: له، جصدي جصيرة جوي عليك.
صقر: زيدان، وبعدين معاك؟ انت صاحبي وأخوي ومربايين مع بعض.
زيدان: بضحك والله عتغير يا كبير.
صقر: صبرك بالله لما أنزلك بس.
___________________________________
صقر يدخل المنزل، يُلقي التحية على والده محمود ووالدته نجاة. الأم تجلس على كرسيها المعتاد، تبدو مشغولة بأفكارها، بينما الأب يظهر عليه التعب.
نجاة: وبعدين معاك يا كبير؟ عيلة الصايغ ميته بجى.
صقر: ميته إيه يا أما؟
نجاة: ما انت مهمل حال الكفر وحالنا وحالك انت نفسك. جولي، هتتجوز ميته؟ واللي كدك، عيالهم أطول منيهم. مش طارج اللي عترمح وراه ديتي أصغر منيّك ومعاه تلت عيلة؟
محمود: عمل ايه طارج يا صقر؟
نجاة: تلجاه اتحبس، مش مهمل، يستاهل. وكان عيغير من بتي ونجاحها.
صقر: طارج زين يا أبوي، وخلا ص جبضوا على اللي عمل كده، وطارج خد براءة. كيفهم الولاد؟
محمود : جاعدين في الأوضة.
صقر: ابجي اجعدي معاهم يا أما.
نجاة: منجصاش وجع مخ أنا.
صقر: هروح أطمن عليهم.
محمود: أنا كنت بايت معاهم وجعدنا نحكي للصبح، تلجاهُم نايمين.
صقر: خلاص، عسبح وأغير وأطمن عليهم عشان عندي مشوار. أه يا أبوي، صح، أنا عجيب جمريه أخت يوسف تعيش معانا.
محمود: تنور يا ولدي.
نجاة: مين ديتي اللي تنور؟ محدش عياجي ولا هيروح.
صقر: هتاجي يا أمي، البنية ملهاش حد لغاية منعرف مكان يوسف على الأجل.
نجاة: إحنا عنفتحوها ملجأ داير تلملي في الخلج؟
صقر: خلج مين يا أما؟ بجولك أخت صاحبي. متتكلم يا أبوي.
نجاة: أبوك ملهوش كلمة ولا إيه يا محمود؟ كفاية جرفك وهمك اللي استحملته معاك.
محمود: خلاص يا صقر، ريح أمك.
صقر: نفسي أعرف مالك يا أبوي ضعيف ليه جدامها كده؟
نجاة (بخبث): خلاص، هاتها.
محمود: حجك عليا يا ولدي.
صقر: خلاص يا أبوي، أنا رايح أجيب البنية.
_________________________________
بعد قليل جهز صقر سريعًا، ثم نزل ليصطحب زيدان للذهاب إلى جمريه.
زيدان: "أنا هكلم عمار عشان يسبقنا على هناك. هو اللي ودّانا عنديهم قبل كده."
صقر (بنبرة جادة): "انت مطمن لعمار بجد؟"
زيدان (بثقة): "والله عمار زين، متقلقش."
وفعلًا، زيدان بيكلم عمار:
زيدان: "إحنا في السكة، اسبجنا على هناك."
عمار: "تمام، أنا عسبق وأكون مستنيكم."
_________________________________
يخرج عمار من غرفته متعبًا ليجد أمين في انتظاره.
أمين: "رايح فين يا حِيلَة أبوك؟"
زبيدة (بتدخل سريع): "سيبه يخرج يفكّ عن نفسه شوية، مش لازم يفضل محبوس."
عمار (يبتسم): "لأ، أنا خارج لمصلحة، ولما أرجع هقولك عليها يا مرَة أبوي."
أمين (بقلق): "بس انت تعبان، مالكش حق تخرج وانت كده."
عمار: "لا يا بوي، أنا حاسس حالي بقيت زين."
زبيدة: "عيقولك مصلحة! مصلحة إيه؟ شوفلك حاجة أحسن. مش كفاية انت قاعد جاري تعبان طول الوقت؟"
أمين (يقترب منه): "روح يا ولدي وخلي بالك على نفسك، انت اللي حِيلتي من الدنيا يا عمار."
عمار (يتعجب وهو يبتسم): "دلوك بس عرفت يا أبوي إني ولدك واللي حيلتك؟ أمرك عجيب."
يخرج عمار وهو يتمتم بكلمات ثم يتصل على محاسن.
عمار: "كيفك يا حبة القلب؟"
محاسن: "كيفك انت يا نور عيني؟"
نجمة (من بعيد): "خلصي يا حلوة، أمك لو سمعت هتخرب بيتك."
عمار (ضاحكًا): "جولي لها تسكت. أنا جاي ومعايا صجر وزيدان جايين ورايا."
نجمة (تقترب): "زيدان جاي؟ يا حليله، يا حليله!"
محاسن (بنبرة مازحة): "طيب، هنقوم نجهز غدا."
عمار: "ماشي يا حبة القلب."
بعد إنهاء المكالمة، تلتفت محاسن إلى نجمة.
محاسن: "إيه اللي فرّحك قوي لما عرفتي إن زيدان جاي؟"
نجمة (مترددة): "مش عارفة... بس حاسّة جلبي عيدج لما تاجي سيرته."
تدخل جمرية عليهم .
جمرية: "بتحكوا في إيه يا بنات؟"
نجمة (ضاحكة): "أصل الحبايب كلهم جايين."
محاسن: "انتي تعرفي صجر قبل كده يا جمرية؟"
جمرية: "لأ والله، عمري ما شفته قبل كده."
محاسن: "أصله كان عيبص عليكي قوي."
جمرية (بتحرك رأسها باندهاش): "قصدك إيه يا محاسن؟"
نجمة (بمرح): "قصدها إن صجر شكله معجب بالعيون العسلية الجميلة دي يا جمر."
جمرية : "ده هو اللي عيونه تجنن!"
محاسن: "اعترفي بقى."
جمرية (تضحك بخجل): "لأ والله، بس عيونه جميلة جوي وتحسيه راجل جوي."
نجمة: "كل ده حسّيتيه؟ يا أختي... يااه يا بنات، لو نتجوز احنا التلاتة في يوم واحد!"
محاسن: "مين العرسان بقى؟"
نجمة (بتسرع): "زيدان، وصجر، والزفت عمار!"
لتضربها محاسن ضاحكة.
محاسن: "طيب قومي بقى نجهز غدا زين للرجالة."
جمرية: "خلوني أنا اللي أعمل الأكل."
محاسن: "خلاص انتي اطبخي وأمي تساعدك."
جمرية: "لا خليها مرتاحة."
نجمة: "بس هيبقى تعب عليكي."
جمرية (بهدوء): "لأ يا حبيبتي، أنا كنت بطبخ لما يجيني مزاج، أطبخ للبيت كله لوحدي وأخلي الشغالين جاعدين مرتاحين."
محاسن: "معلش يا جمرية، حالتنا على قدّنا."
جمرية: "متقوليش كده! بيتكم شفت فيه حب وود ما شاء الله، يخليه أحسن من جصور الدنيا عندي."
________________________________
في المستشفى ، هيام كانت جالسة مع مدام قدريّة، وهي مبتسمة وفَرِحة جدًا بعدما عالجت زوجة المسؤول الكبير وأصبحت حامل.
مدام قدريّة (بتبتسم): "أنا متشكرة جدًا يا دكتور. هكلم خطاب جوزي وأفرحه بالخبر ده."
هيام (بابتسامة رقيقة): "العفو يا مدام قدريّة، ربنا يوفقك."
بعد لحظات، تقوم مدام قدريّة بالاتصال بزوجها لتبشره بالخبر السار.
مدام قدريّة (بفرحة): "إزايك يا حبيبي؟ أنا عند الدكتور وهيام قالتلي إني حامل!"
خطاب (بفرحة كبيرة): "يا سلام! ألف مبروك يا حبيبي. طب إدي لي رقم الدكتورة عشان أشكرها."
تأخذ هيام الرقم وتتلقى مكالمة من خطاب.
خطاب (من الهاتف): "السلام عليكم يا دكتورة هيام، شكرًا جزيلًا على جهدك مع زوجتي. أنتِ السبب في الفرح اللي احنا فيه ده."
هيام : "العفو يا فندم، ربنا يتمم بخير."
خطاب: "أنتِ كده عملتِ معانا حاجة كبيرة. إدي لي رقم حسابك، هحول لك مبلغ كده عشان تعبك."
هيام: "ألف مبروك ليكوا، الحمد لله."
تغلق هيام الهاتف مع خطاب اللي بدوره كلم مدير المستشفى لاعطاء هيام مكافأه وترقيتها
هيام: "حضرتك لازم تتابعي كل أسبوع يا مدام قدريّة، لأن الأشعة أظهرت أن عندك كيسين، يعني توأم."
قدريّة: "ليه مقولتلنيش من الأول كنت تفرح خطاب ؟"
هيام: "حضرتك لما تروحي بلغيه ، بس أهم حاجة تاخدي علاج الضغط عشان الحمل يكمل على خير. وإن شاء الله ما نضطرش لعملية قيصرية."
قدريّة : "حاضر."
بينما تخرج مدام قدريّة من المستشفى ، تتحدث هيام مع نفسها، تفكر في خطواتها المستقبلية.
هيام (لنفسها): "كده بعد مدام قدريّة ما تولد، كل الحالات اللي هتجيلي هتكون من عليّة القوم. لازم أرفع مستوى زيارات العيادة."
وبعد ذلك، تذهب هيام إلى عيادتها وتبدأ في تعديل الأسعار.
هيام (مُعلنة للمرضى): "من بكره، الزيارة هتبقى بـ 700 جنيه."
ثم فجأة، تتصل الداده بهيام في العيادة.
الدادة : "حضرتك، في محضر جيه و معاه ورقة طلاقك."
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 16
يصل عمار الي منزل والدة محاسن قبل صقر وزيدان ويتحدث مع محاسن
محاسن: عامل إيه دلوك يا حبة الجلب؟
عمار: الحمد لله بجيت أحسن لما شوفتك.
محاسن: عايزة أتكلم معاك كلمتين قبل محد ياجي.
عمار: خير؟
محاسن: انت لازم تشتغل يا عمار، ما ينفعش تقعد من غير شغل ده يعني لو مش عايزاني أرجع أرقص تاني؟
عمار: وغلاوتك عندي، أنا نفسي من بكره هدور على شغل، عشان اصرف عليكي من شجاي.
محاسن : ربنا يرزجك ويديك الصحة.
عمار : روحي بجى اندهي جمريه عشان رايد أتحَدَّت وياها.
محاسن بتنادي على جمريه، اللي كان عندها أمل بسيط إن أمها ممكن تزعل عليها.
جمريه: أمي عملت إيه لما قولتلها؟
عمار: بأسف، انتي عارفة أمك، كل همها الفلوس وبس؛ عادي يعني، متزعليش، وعدي. المهم، أنا رايد أتحَدَّت معاكي في موضوع.
جمريه: خير يا عمار؟
عمار: شوفي يا بت الناس، أنا توبت عن كل الحرام، وعدور على شغل، وعاوزك تسامحيني.
جمريه: أسامحك على إيه؟ أنت أخوي يا عمار، وبعدين تدور على شغل ليه؟ امسك انت مزرعة السمك والأرض وكل حاجة، وأنا عبجى مطمنة وكل حاجة تحت يدك. ومنه بردك تبجى عارف زبيدة وأمين هيعملوا إيه.
محاسن (بفرحة): الله ينور عليكي.
زيدان بيتصل.
زيدان: إحنا وصلنا.
عمار: عفتح الباب أهو.
عمار يفتح الباب، زيدان يبحث بعيناه عن نجمه ليسمعها تغني. يسلموا على أهل البيت، ومحاسن تروح توقظ أمها.
صقر لجمريه: كيفك يا جمريه؟
جمريه: بخير الحمد لله. ما فيش أخبار عن يوسف؟
صقر: والله لسه، أنا مكلف ناس يدوروا عليه، وأول ما يعرفوا حاجة هيكلموني.
جمريه: كتر خيرك.
صقر: خير إيه؟ يوسف أخوي.
نجمه تخرج وهي تغني "فين حبيبي"، وتصطدم بزيدان وهو جالس أمامها.
نجمه: مش تقولوا إن عندنا ضيوف؟
عمار: بطلي رغي يا بت، واعملينا شاي.
زيدان: اتكلم معاها زين يا عمار.
عمار: وهي لسانها قصير.
نجمه: بته تبتك يا واد أمين يا زفت، أنا عارفة أختي حبت فيك ايه. جبر يلم العفش كله!
زيدان: إيه ده كله؟ بزيادة لسانك عاوز قَصَّه، صح؟
نجمه: وانت بقى اللي هتقصهولي؟ يا حلو، انت ده ولا انت!
أمها تدخل.
غزالة : نجمه، بطلي قلة أدبك دي.
غزالة : السلام عليكم. معلش، هي كده لسانها متبري منيها.
يردوا:
زيدان وصقر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
غزالة : أخبارك إيه يا عمار؟
عمار: الحمد لله يا خاله
غزالة :يا مرحبا يا زيدان يا ولدي.
الأم تنظر إلى صقر نظرة مطولة.
الأم: اسمك إيه يا ولدي؟
صقر: صجر محمود الصايغ، من نجع الصايغ، لو تعرفيه.
غزاله (بتوتر): آه، آه، أعرفه.
نجمه: انتي قلتي كان ليكي صاحبة هناك وماتت، يعني هي ما كانش ليها أهل ولا ناس صاحبتك دي؟
غزاله: اسكتي يا نجمه.
محاسن تجيب الشاي وتقدمه، وتنظر إلى أمها.
محاسن: مالك يا أمي مسهمة ليه؟
غزاله: ما فيش يا بتي.
صقر: صح مالك خاله؟ جيتنا زعلتك في حاجة؟
غزاله: لاه يا غالي، ربنا يعلم فرحة جلبي بيكم قد إيه.
؛ جول لي يا صجر، إيه أخبار الحج محمود والحجة نجاه؟
صقر: زانين بخير والله يا خاله، هو حضرتك تعرفيهم؟
غزاله: آه يا ولدي، الحج محمود طول عمره راجل طيب ومحترم وواقف جار الناس، والحجة برضه ست طيبة.
صقر: الله يخليكي يا خاله، ده من ذوقك.
في هذه الاثناء نجاة تتصل بصقر
نجاة: الحجني يا صجر، أبوك تعبان جوي.
صقر (بقلق): ماله أبويا؟
نجاه: ما عرفش، فجأة كده وجع، كان عيتحددت معاي وفجأة وجع.
صقر: أنا جاي حالاً يا أما.
غزالة (بحزن وهي تسمع): اسم الله عليه، ماله؟
صقر: معرفش يا خاله ؛ زيدان أنا عروح أشوف أبويا، وانت وعمار هاتو جمريه وتعالو.
محاسن: خلي جمريه لغيت ما تطمن على الحج.
صقر: معلش، هبجى أجيبهالكم زيارة تشوفوها.
تدخل غزالة غرفتها وتبكي بصوت مكتوم حتى لا يسمعها أحد.
ينصرف صقر بسرعة، وزيدان ينظر إليه بتعاطف.
زيدان: الله يكون في عونك يا صاحبي،هتلجاها منين ولا منين؟ حضري نفسك يا ست جمريه عشان نمشو.
_________________________________
(في نجع الصايغ)
نجاه (تقترب من زوجها): مالك يا محمود، فيك إيه؟
محمود (بتعب): الدنيا عتلف بي.
تتصل نجاه بابنتها هيام.
هيام : خير يا أمي، في إيه؟
نجاه: أبوكي تعبان جوي.
هيام (ببرود): أبويا كبر يا أمي، عادي.
نجاه: هو ده اللي قدرك عليه ربنا، يابت بطني؟
هيام: مش فاضية يا أمي، هقفل دلوقتي، عندي حالات كتير.
نجاه: طيب، حتى اسألي على عيالك.
هيام تغلق الخط دون أن تستمع لوالدتها. نجاه تنظر إلى الهاتف بمرارة.
______________________________
صقر (يكلم أمه وهو في الطريق): أنا كلمت الدكتور، وهو عيوصل قبلي وأنا في الطريج.
نجاه: وهو انت فاضي لحد غير الرمح هنا وهناك؟
الأطفال يبكون بالقرب من جدهم.
يزن (يبكي): جدو ماله؟
صقر : ابعدوا العيلة عنه شوية، أنا جربت أهوه.
بعد قليل يصل الطبيب ويكشف على الحج محمود.
الدكتور: هنقيس الضغط والسكر ونشوف.
يقيس الطبيب، ويبدو عليه القلق.
الدكتور: الضغط والسكر عاليين جداً. لازم يتنقل المستشفى عشان نظبط الضغط والسكر.
يصل صقر مسرعاً.
صقر: أبويا ماله يا دكتور؟
الدكتور: نروح المستشفى الأول، سكره وضغطه عاليين جداً. أكيد في حاجة زعلته.
صقر (بتوتر): إيه اللي حصل يا أمي؟
نجاه: معرفش، هو كان جاعد مع عيال خيتك، وبعدها لجيته كده.
صقر (يتجه إلى يزن): يزن، جدك ماله يا يزن؟
يزن (بتردد): أصل حور قالتله بابا وماما سابونا، وتيته مش بتقعد معانا. هو انتو هتودونا عند الكاتعه زي بليه ف الفيلم وتحرقونا بالنار؟ أنا شوفت كده ف الفيلم.
صقر ينظر إليه بصبر، ويحاول تهدئته.
يزن: ولما جدو قالها لا يا حبيبتي، بابا وماما هيرجعوا لبعض، ولغيت ما يرجعوا هتعيشوا معانا، حور قالتله تيتة نجاه قالت محدش عايزكم، وكان الفيلم شغال، وتيتة قالت انتو أحسن تروحوا عند الكاتعه عشان تتربوا، أصلكم مدلعين أوي. وحور وهي بتحكي لجدو تعب اوي مننا.
حور (تبكي): هو جدو هيموت يا خالو صقر؟
صقر (يحتضنها): بعد الشر، لا يا حبيبتي، جدو بخير، هيروح المستشفى ياخد علاج ونرجع على طول.
حور: أنا هقعد ساكته بس عايزه بابا.
صقر ينظر إلى الأطفال بحزن ويقترب من نجاه.
صقر: إحنا لازم ننقل أبويا حالاً.
وفعلا بيذهبوا للمستشفى
__________________________________
كانت نجاة تجلس في الصالة بقلق، تنتظر أخبار الحج محمود ؛ في هذه الاثناء دخل زيدان ومعه جمريه.
نجاه: مين ديه؟
زيدان: الست جمريه، أخت الأستاذ يوسف، صاحب الكبير، وهو جالي أجيبها.
نجاه: كيفه الحج دلوك؟
زيدان: والله ما أعرف، الدكتور معاه، وأنا جيت أجيبها.
نجاه تنظر إليه بشك وقلق.
نجاه: والله حاسه بيتنا بجى ملجأ. روح المستشفى شوفهم وطمني على محمود.
زيدان: حاضر، بس خليني أخلص هنا الأول.
تلتفت نجاه إلى جمريه.
نجاه: وانتي، اسمك إيه؟
جمريه (بهدوء): اسمي جمريه.
نجاه: طيب، خشي جوه، لما ياجي الكبير صجر أفندي.
زيدان يخرج مسرعاً للمستشفى ليطمئن على الحج محمود.
تدخل جمريه بكسوف إلى داخل البيت، وهناك تجد الأطفال يبكون بصوت مكتوم. تقترب منهم وتحاول تهدئتهم.
جمريه (بلطف): مالكم يا حبايبي؟ ليه بتبكوا كده؟
يزن: جدو تعبان، وحور خايفة يقولولنا إنه هيجرا له حاجة.
جمريه: بعد الشر على جدو. ما تخافوش، هو هيبجي بخير ويرجعلكم قريب.
حور (تتعلق بثوب جمريه): بس أنا عايزة ماما. هي هتجي ولا لاء؟
جمريه: إن شاء الله هتجي، وغاية ما تيجي، أنا هنا معاكم.
تدخل نجاة وتسمع حديثها معهم.
نجاة (بنبرة حادة): انتي مين؟ وهنا فين؟
جمريه (بتلعثم): أنا... كان جصدي أهديهم بس.
تنظر نجاة لجمريه من فوق لتحت، وكأنها تفحصها بنظراتها المتفحصة.
نجاة: إيه حكايتك بجى؟ يا اسمك إيه؟
جمريه: جمريه يا حجة.
نجاة: طب، وإيه اللي جابك هنا يا ست جمريه؟
جمريه: أبداً، شوية مشاكل عتتحل واروح لحالي.
نجاة (بتهكم): مهوا صجر كده، موراهوش غير المشاكل؛ متعلمه على كده انتي؟
جمريه: أيوه، معايا دبلوم تمريض.
تضحك نجاة بسخرية وهي ترفع حاجبيها.
نجاة: يعني ممرضة! أنا بجى بنتي دكتورة كبيرة. بجولك إيه، اجعدي مع العيلة، احرسيهم، وخلي بالك منهم. وعتنامي معاهم في الأوضة.
ثم تتوجه نجاة نحو الأطفال وتتحدث بنبرة خفيفة لكنها لا تخلو من التهكم.
نجاة: خالكم جابلكم داده جديدة بدل اللي في مصر.
تخرج نجاة من الغرفة وهي تهز رأسها، تاركة جمريه تشعر بالضيق والحزن.
الأطفال (ينظرون إلى جمريه بفضول): هو انتي فعلاً الدادة الجديدة بتاعتنا؟
جمريه (بحنان): أيوه يا حبايبي.
يزن (بابتسامة): بس انتي قمورة أوي، وشكلك صغننه.
جمريه (تبتسم): وانت الأحلى. طيب إيه رأيكم نصلوا مع بعض وندعي لجدو عشان ربنا يقومه بالسلامة؟
الأطفال: حاضر.
تمسك جمريه بيد الأطفال، وتبدأ معهم في الصلاة والدعاء للشفاء العاجل للحج محمود.
_____________________________________
(في منزل غزالة، والدة محاسن).
تخرج غزالة من غرفتها وعيناها حمراوان من أثر البكاء. تتجه نحو محاسن التي تجلس بجوار نجمة.
غزالة (بصوت متعب): محاسن، حنّ عليكي. اتصلي بعمار واطمني على الحج محمود.
نجمة (تتدخل بحدة): وانتي عايزه تطمني عليه ليه؟
غزالة (بتلعثم واضح): أبدًا يا بتي، واحد مريض وبنطمن عليه، ثواب.
محاسن (تنظر إليها بريبة): مع إني مش مرتاحة لحكاية "ثواب" دي، بس حاضر يا أما.
تأخذ محاسن هاتفها وتتصل بعمار.
محاسن: طمّني يا عمار، أبو صجر عامل إيه دلوك؟
عمار: أنا لسه واصل المستشفى، وواجف مع صجر.
محاسن: يعني هو عامل إيه بردك؟
عمار: بيجولوا سكره وضغطه عالين جوي، والدكاترة عيظبطوه.
محاسن تلتفت إلى أمها.
محاسن: بيجولوا سكره وضغطه عالين جوي.
غزالة (بدون قصد، بقلق): يبجى حد زعله... هو محمود كده، ميحملش الزعل.
تحدق محاسن في أمها بصدمة، وتغلق الهاتف ببطء.
محاسن (بحزم): جوليلي بقى، إيه حكايتك؟ وتعرفي أبو صجر منين؟
نجمة (بنبرة مشككة): مش حكاية صحبتك كانت ساكنة هناك؟
تقف غزالة فجأة وكأنها تحاول إنهاء النقاش.
غزالة: لاه... ما جولتلكم! أصل كان ليه جميل عندي، وبعدين هتحججوا معايا ولا إيه؟
تتوجه غزالة بسرعة إلى غرفتها وتغلق الباب وراءها.
نجمة (بنبرة مريبة): والله شكلها في حاجة وكبيرة.
محاسن: يابت، لاه... ما بتجولك ليه جميل عندها؟
نجمة (تبتسم بخبث): عيبك إن حبك لعمار ده خلاكي غبية زيه. في سر، وأنا أهو، وانتي أهو، وكل حاجة مسيرها تبان.
_________________________________
(داخل غرفة غزالة. )
تجلس غزالة على سريرها وتبكي بحرقة. تفتح صندوقًا قديمًا، تخرج منه بعض الأشياء، وبينها صورة قديمة تحتفظ بها. تنظر إلى الصورة طويلًا ثم تحتضنها بشدة وتجهش بالبكاء.
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 17
في إيطاليا، كان ليو: جالسًا وحيدًا، يتحدث إلى نفسه:
ايه الي غير لارا نحيتي؟ مبقتش تقعد معايا زي الأول، ده أنا حتى مش بشوفها. وليه بترو نظرته ليا اتغيرت؟ ده حتى حاسس إن عمري مهفتكر أنا مين.
كانت لارا: تنظر إليه من خلف النافذة، تتحدث إلى نفسها:
وحشتني قوي يا ليو، بس غصب عني... خايفة عليك. بترو ممكن... لاء، لاء، مستحيل. أنا لازم أسمع كلام بابا.
يتصل ياسر: بلارا، فترد قائلة
لارا :نعم يا بابا؟
ياسر: لارا، عايزك تكلمي بترو: وتقوليله إنك عاوزاه يخرجك عشان تغيري جو وتعرفيلي دماغه فيها إيه من ناحية ليو.
لارا: حاضر.
ياسر: أوعي يعرف مشاعرك ناحية يوسف. بترو: مجنون، أرجوكي، الولد كده ممكن يبقى في خطر.
لارا: طبعًا، مش هعرفه.
يغلق ياسر: المكالمة، ويقول لنفسه:
ياسر: كده أقدر أعرف إيه اللي في دماغك يا بترو، واستغل حبك للارا
وفعلًا، تقرر لارا: الخروج وتنادي على بترو. يلاحظ ليو: المشهد ويقترب منها متحدثًا:
ليو : لارا...
لكنها تتجاهله. يصل بترو: قائلًا:
بترو: أنا جاهز.
ترد لارا: بابتسامة مصطنعة: تمام، يلا بينا.
يخرجان وسط ذهول ليو:، بينما يشعر بترو: بسعادة غامرة:
بترو: لارا، أنا فرحان قوي إننا خرجنا مع بعض.
ترد لارا: بشرود:
لارا: إنت بتكلمني؟ أنا آسفة، كنت سرحانة.
يسألها:
بترو: بتفكري في مين؟ في ليو: طبعًا؟
لاار: لا، مش بفكر فيه... أنا بس حاسة بالذنب.
بترو: لارا، أنا بحبك، ومستعد أقتل أي حد يقرب منك.
لارا: تقتل؟
بترو: آه، أقتل، عندك شك في كده؟
لارا: (بتمثيل) إنت إنسان طيب، وأنا معجبة بيك، وبعدين كمان شجاع قوي، وشجاعتك دي بتعجبني.
يبتسم بترو: بسعادة، بينما عقله يذهب بعيدًا في خيالات كثيرة. تنتبه له لارا:
لارا : بترو، رحت فين؟
بترو: تحبي تشربي قهوة؟
لارا: أكيد.
بينما يحضر النادل القهوة، يعود بترو: بذكرياته لطفولته، ويشعر بفرحة كأنه في عيد. يعود ليسألها بحماس:
بترو: لارا، تحبي بعد الجواز نعيش فين؟
تفكر لارا:
لارا: ده مجنون رسمي، بيخطط لحاجة مش هتحصل. ثم تتابع .. أنا مش هقدر أرتبط بيك قبل ما ليو: ترجع له الذاكرة.
بترو: ليه بقى؟ مترجع ولا مترجعش؟
لار: اإنت ناسي إني أنا السبب في ده
بترو بغضب :وأفرضِ ما رجعتش؟
لارا: إن شاء الله هترجع.
بترو: وبعدها نتجوز؟
لارا بتوتر: آه... آه...
___________________________________
(في الصعيد- نجع الصائغ)
كانت جمريه: جالسة مع الأطفال يلعبون.
حور: إنتي هتقعدي معانا على طول؟
جمريه: لسه مش عارفة.
يزن: بصراحة، إنتي اسمك تقيل، مش هنعرف نقوله. إحنا هنقولك "جو جو".
جمريه: وأنا موافقة.
حور: أنا جعانة.
جمريه: بصراحة، وأنا كمان، بس مين هيأكلنا؟
حور: تعالي نعمل أكل.
جمريه: بس أنا اتكسف.
يزن: إحنا هندخل معاكي المطبخ.
وفعلًا، دخلت جمريه مع الأطفال إلى المطبخ وهي مكسوفة جدًا، لكنها ما كانش عندها حل تاني لأن الولاد جعانين. وأثناء ما هيّا في المطبخ، تتعرف على نعمة: أخت زيدان. يصبحان صديقتين ويتغدون سويًا.
أما نجاه: فبالها مشغول بالحاج محمود. على الرغم من جبروتها، إلا أنها تحبه جدًا. تأتي نعمة:
نعمة: مش هتتغدي يا حجة؟ إحنا كلنا اتغدينا.
نجاه: بعدين لما نطمن على الحاج.
___________________________________
(في المستشفى)
يخرج الطبيب.
صقر: أبوي أخباره إيه يا دكتور؟
الدكتور: إحنا ظبطنا الضغط والسكر، بس لازم بعد كده تاخدوا بالكم منه، ومحدش يزعله. والعلاج يتاخد في وقته، وفي حقن مقوية للأعصاب كتبتها له. وياريت كمان لو حد يراعيه، لأن العلاج لو متاخدش في ميعاده بيفقد مفعوله.
عمار: تمام يا دكتور، جمريه أصلاً ممرضة وهيّا جاعدة عندنا وهتاخد بالها منه. والله يا صجر جمريه طيبة جوي وشاطرة.
صقر: نقدر نخرجه إمتى يا دكتور؟
الدكتور: ممكن حالًا إن شاء الله، بس زي ما قولتلك تاخدوا بالكم منه.
صقر: حاضر يا دكتور.
يكتب الطبيب الأدوية ويوقع على خروج الحاج محمود. يدخل صقر: ليطمئن عليه ويجهزه للخروج.
محمود: تعالي يا صجر.
صقر: في إيه يا أبوي ؛ خلعت جلبي عليك.
محمود : جلبك فيه الخير. أنا زين يا ولدي متقلقش. شوية تعب وراحوا لحالهم.
صقر: في واحد صاحبي عاوز يطمن عليا؟
محمود: أهلا بيه.
صقر : أدخلوا يا عمار.
يدخل عمار:
عمار: حمد لله على سلامتك يا عمي.
محمود: الله يسلمك يا ولدي، مين انت؟ أول مرة أشوفك مع صجر.
صقر: هتستغرب لما أقولك إن ده عمار ولد أمين من نجع الصياد.
محمود: كيف ده؟
صقر: عمار يا أبوي هو اللي ساعد جمريه: أخت يوسف إنها تهرب منهم وكمان حافظ عليها. ؛ ربنا هداه يا أبوي.
عمار: الفضل لربنا ولجمريه: ولمحاسن. حتى خالتي غزالة لما جعدت معايا قالتلي لازم جرشك يكون حلال عشان أديك بنتي.
محمود بلهفة: غزالة مين؟
عمار: غزالة: أم محاسن اللي هتبقى حماتي.
محمود: منين غزالة ديه؟
عمار: من هنا، من سوهاج.
صقر: في حاجة يا أبوي؟
محمود: لا يا ولدي، أصل اسمها غريب شوية. ربنا يهديلك حالك ياولدي
صقر : خلاص يلا بينا الدكتور كتبلك علي خروج
________________________________
(في نجع الصياد)
، كانت زبيدة: تقف عند باب الغرفة، قائلة:
زبيدة: أمين، إنت هتفضل كده نايم ليل نهار ومقضيش مصلحة؟
أمين: بقولك إيه، راسي وجعاني، همليني لحالي.
زبيدة: وجعاك من إيه راسك؟
أمين: معرفش، خدت مسكن وبرضه وجعاني، كأني عياني ببرد. وحاسس صدري واجعني. روحي اعمليلي إيسون.
زبيدة: نادم على أي حد من الخدم يعملك؟ منجصاش مرض، أنا
أمين: مش عايزة تعملي حاجة لجوزك وهو عيان؟
زبيدة: خلص، انده على أي حد.
أمين: ربنا يبتليكِ بمرض يجيب أجلك. يا أبوي، مالي أترعشت كده ليه؟ وجسمي ماله ولع نار كده ليه؟ شكلها حمى ولا إيه؟ ما كانتش تيجيكِ إنتِ الحمى يا عجربة ونخلص منك. جاكِ ضربة الدم ورا ودنك. والله كرهتك عما. وكمان بعد ما لجيتك مخيفاش على بنتك! مرة عاملة كيف عجربة الشمش.
___________________________________
(في نجع الصائغ )
، يصل الحاج محمود وصقر وعمار: إلى المنزل.
نجاه: كيفك دلوقتي يا محمود؟
محمود: الحمد لله.
صقر: ادخل يا عمار، تعال.
نجاه: مين ديتي؟
صقر: صاحبي.
نجاه: مجطعينك كتير يا سيد.
صقر: فين جمريه يا أمي؟
نجاه: جاعدة مع عيال أختك، تاخد بالها منهم وتعمل بلجمتها.
صقر: أمي، جمريه مش داده.
نجاه: أمال إيه يا صقر يا كبير النجع؟ دكتورة، وإني معرفش.
عمار: صجر معيزينش مشاكل، أنا عوديها عند محاسن.
محمود: جمريه مش هتمشي من هنيه، دي زي بنتي.
صقر: إنت ناسي يا عمار إن يوسف موصيني عليها؟
نجاه: بتتخانقوا عليها ليه؟ تمشي ولا تجعد، إيه اللي هيفرج يعني؟
صقر: جمريه هتقعد معانا، ويبقى كرم منها لو خدت بالها من أبوي وعلاجه.
نجاه: لاه، إني اللي هاخد باللي منه.
صقر: الدكتور قال لازم ممرضة.
نجاه: خلاص، خليها مرزوعة.
_______________________________
عمار: أمك صعبة جوي يا صقر. يامرك يا جمريه، من هم زبيدة لهم؟ أم صقر .هتندهولي جمريه عشان اسلم عليها
صقر: أمي، ابعتي لجمريه خليها تاجي.
نجاه: طيب.
ترسل نجاه إحدى الخدم لتنادي جمريه، وتأتي جمريه:
محمود: ما شاء الله، إنتي جمريه؟
جمريه: حمد لله على سلامتك يا حج.
محمود: الله يسلمك يا بنتي.
عمار: أخبارك إيه يا خيتي؟
جمريه: الحمد لله، زينة. وإيه أخبار محاسن ونجاه وخالتي؟
عمار: زينين الحمد لله، قلوبهم اتعلجت بيكي. استني، هعنكلمهم فيديو.
ياخذ عمار جمريه بعيدا عنهم ويتصل بـمحاسن على الهاتف:
عمار :هكلمك فيديو عشان تطمني على حبيبتك.
محاسن: ماشي.
يتصل عمار فيديو، لتسلم محاسن على جمريه:
محاسن: والله اتوحشتك جوي.
جمريه: وأنا كمان، والله. أمال فين نجمة وخالتي؟
محاسن: خالتك نامت، معرفش مالها. ونجمة بتنشر الغسيل. كيفه الحج؟
عمار: زين وخرج من المستشفى.
محاسن بعفوية: أمي هتفرح جوي.
عمار: وأمك دخلها إيه يعني؟
محاسن: مش عارفة، هي زعلت عليه ودخلت أوضتها.
جمريه: سلمي عليهم وأنا عبجى أجيكم إن شاء الله.
صقر: خلصتوا المكالمة؟
جمريه: أيوة.
صقر: لو سمحتي يا جمريه، كنت طالب منك خدمة.
جمريه: عيوني.
صقر: كنت عاوزك تاخدي بالك من الحج ومن علاجه، وخصوصًا إنك خريجة تمريض.
جمريه: بس كده؟ حاضر.
الحج محمود: تحضري يا بنتي.
جمريه: حضرتك الأول لازم تتغدى، بس معلش يعني، هتأكل أكل صحي وأنا اللي عاملاه بعد إذن الحجة يعني.
نجاه: ماشي يا أختي، اعملي، بس أهم حاجة علاج محمود. أنا كنت هشوف بنتي الدكتورة تيجي تقعد جار أبوها وتديه علاجه. بس جالو إنك ممرضة، جلت خلاص، اهيكي موجودة.
صقر: وهي بنتك فاضية لعيالها لما تفضي لأبوها؟
نجاه: بنتي دكتورة كبيرة، وده شغل ممرضة يعني شغل مش من جيمتها.
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 18
في القاهرة، جلس طارق يتحدث مع رضوى، محاولًا إقناعها بالموافقة على الزواج بعد ظهور براءته واستقرار أموره.
طارق: "يا رضوى، أعتقد كده يا أرضوي، إحنا لازم نكتب كتابنا ونستقر. براءتي ظهرت والحمد لله، وشغلي في المكتب ابتدأ يمشي كويس. إيه بقى اللي هيخلينا نستنى؟"
رضوى: "بصراحة يا طارق، بخاف يكون شعورك ناحيتي مجرد رد فعل على موضوع القضية."
طارق: "اعتقد أنا كبير كفاية وأقدر أفرق بين شعور رد الجميل وشعور إني حاسس إنك الإنسانة اللي قلبي وعقلي اختاروها عشان نكمل حياتنا مع بعض."
رضوى: "وأولادك يا طارق؟"
طارق: "بعد الجواز إن شاء الله هجيب ولادي من عند جدهم، وهنأخد بيت كبير نعيش فيه كلنا. وصدقيني، هعامل ولادك وولادي زي بعض."
رضوى: "مش ممكن يعني مامتهم تعاند وتطلب تاخدهم لما تعرف إنك اتجوزت؟"
طارق: "هتصدقي لو قولتلك إن إحنا مش في حسابها خالص؟ للأسف، هيام أهم حاجة عندها نفسها وبس."
رضوى: "وحبكم؟"
طارق: "هيام انتهت بالنسبة لي من زمان. وافقي بقى، خلينا نفرح."
رضوى: "موافقة، بس بشرط."
طارق: "آمري."
رضوى: "نكتب الكتاب ونتجوز من غير فرح عشان شعور ولادي."
طارق: "موافق، بس على الأقل تلبسي عروسة وأنا ألبس عريس، ونتصور صورة للذكرى."
رضوى: "موافقة."
طارق: "بكرة إن شاء الله هكلم سيادة المستشار ونحدد كل حاجة، وبالمرة أبلغ صقر."
رضوى: "على خير الله."
بعد انتهاء الحديث، اتصل طارق بصقر ليبلغه الخبر:
طارق: "إزيك يا صقر، حبيت أبلغك إني قررت أنا ورضوى نكتب كتابنا."
صقر: "ألف مبروك يا غالي، فرحتلك أوي والله."
طارق: "مش عايز حد يعرف، على الأقل في الوقت الحالي."
صقر: "حاضر. بس سامحني، مش هجدر أحضر عشان الحج تعبان شوية وفي كام مشكلة في النجع لازم أحلهم."
طارق: "سلامته عمي. تحب أجيلك؟"
صقر: "لا يا غالي، مش مستاهلة. دول شوية تعب بساط."
طارق: "عاوز أتكلم مع الولاد."
صقر: "حاضر، خليك معايا."
صعد صقر إلى مكان الأولاد.
حور: "أنا الأول!"
حور تتحدث مع والدها: "إزيك يا بابا؟ وحشتني أوي. بس تعرف، خالو صقر جابلنا واحدة حلوة أوي بتقعد معانا وبتخلينا نصلي. إحنا بنقولها جوجو، أصل اسمها تقيل."
يزن وياسين: "عايزين نكلم بابا إحنا كمان!"
فتح صقر مكبر الصوت ليحدثهم طارق.
الولاد: "جوجو دي حلوة أوي، وإحنا بنحبها خالص."
طارق: "إيه يا أولاد، هو أنا موحشتكوش ولا إيه؟"
الولاد: "وحشتنا أوي، بس جوجو قالت: ادعوا لبابا ربنا يوفقه في شغله، هو بيتعب عشانكم."
طارق: "بركاتك يا ست جوجو. أدوني خالكم."
بعدما تحدث طارق مع الأولاد، عاد إلى الحديث مع صقر.
طارق: "مين ست جوجو دي اللي ولادي وقعوا في غرامها ونسيوني؟"
صقر (ضاحكًا): "شكل مش ولادك بس."
طارق: "هاه؟"
صقر: "قصدي دي تبجى جمريه، أخت يوسف صاحبي. بعدين أحكيلك. يلا بقى، مبروك. ومتخافش، ولادك في عنيا."
طارق (ضاحكًا): "قصدك في عيون جوجو."
بعد انتهاء المكالمة، نادى زيدان على صقر.
زيدان: "يا كبير، عاوزينك ضروري في المندرة. مشكلة كبيرة بين عيلة أبو جليلة وعيلة الضو."
صقر: "قدم الواجب، واديني جاي أهو."
_____________________________________
(في غرفة صقر)
دخل صقر غرفته ليرتدي عباءته ويمسك عصاه الأبنوس، مستعدًا للتوجه إلى المندرة. عندما نزل وجد جمريه جالسة مع الحج محمود تطعمه بكل ود.
صقر: "بتعملوا إيه؟"
محمود: "جمريه كتر خيرها، عملتلي أكل زين جوي، وجالت لازم توكلني عشان العلاج."
كانت جمريه في تلك اللحظة سارحة في صقر، تقول لنفسها: "والله خايل في العباية، ومسكته للعصا مسكة كبير صح." ولم يكن صقر في حال أفضل منها ، إذ نظر إليها قائلًا في سره: "جميلة جوي وحنينة. وبعدين معاك يا صقر، فين غض البصر؟"
صقر: "بالهنا والشفا يا أبوي. إزيكِ يا جمريه؟"
جمريه: "الحمد لله يا سي صقر، ربنا يبارك لك."
صقر: "عن إذنك يا أبوي، أشوف المشكلة اللي في المندرة."
محمود: "إذنك معاك يا ولدي."
___________________________________
(في المندرة)
وصل صقر إلى المندرة ليجد هرجًا ومرجًا، فقرع الأرض بعصاه ليسكت الجميع. جلس على كرسيه بثبات وقال:
صقر: "خير يا جماعة، فيه إيه؟"
حسان أبو جليلة: "انت عارف يا كبير إن ولدي رزج اتجوز مسعدة بنت صالح الضو. ليهم يومين."
صقر: "عارف، وألف مبروك. فين المشكلة؟"
رزق: "المشكلة إن مسعدة مش بت بنوت."
صالح (غاضبًا): "قطع لسانك انت وناسك!"
صقر (بحدة): "الحديث ده تطير فيه رقاب يا رزق!"
رزق: "وأنا متوكد."
صالح: "وأنا يا كبير جبت مسعدة بنتي معايا. لو طلعت خاطية، أبندجها بنفسي!"
رزق: "أه، بنتك خاطية. هات الداية يا صقر بيه!"
صقر: "ولو طلعت بت بنوت؟"
رزق (متحديًا): "لو طلعت بجا ده تلجاها حبلة كمان. كل دقيقة تجري على الحمام ترجع ودايخة. هات الداية بجا يا صقر بيه وخلصنا."
صقر: "ولو طلعت شريفة، هتهمل البلد انت وناسك؟"
رزق: "أعمل اللي تحكم بيه."
صقر: "تمام، ابعتوا للداية."
____________________________________
حضرت الداية "أم الهنا" إلى المندرة، وأمرها صقر:
صقر: "تعالي يا أم الهنا، تكشفي على مسعدة وتجي تقولي لنا الحقيقة. خديها وادخلي جوا، ونعمة هتدخلكم الأوضة."
دخلت مسعدة تبكي بحرقة: "والله مظلومة، وحج كتاب الله مظلومة."
في الخارج، سألت جمريه نعمة:
جمريه: "مالها يا نعمة؟"
نعمة: "حرام والله، شكلها مظلومة."
دخلت أم الهنا الغرفة مع مسعدة، بينما الجميع بالخارج في قلق وترقب. دقائق مرت وكأنها سنوات، حتى خرجت أم الهنا صامتة، خلفها مسعدة تبكي بانهيار.
صقر: "خير يا أم الهنا؟"
أم الهنا: "الطبج مكسور يا صجر بيه، والبت حبلة."
صالح (صارخًا): "وطيتي رأسي في الطين يا خاطية! موتك على يدي النهارده. مين اللي عمل فيكِ كده؟"
مسعدة (بصرخة): "ظلم والله العظيم ظلم! أنا لسه زي ما أنا. ودوني للحكيمة!"
تغير لون وجه أم الهنا فجأة، فانتبه صقر وقال:
صقر: "بنتك مظلومة يا صالح. وعلي إيه نودوكي؟ مين من حريمكم هنا؟"
صالح: "مرتي برا يا صقر بيه."
صقر: "ومرتك فين يا أبو رزق؟"
حسان: "برا، هي وباقي حريم العيلة."
هنا، أمر صقر بصوت خشن:
صقر: "نعمة!"
نعمة: "نعم يا كبير."
صقر: "اخرجي، هاتي عشر حريم: خمسة من عيلة الضو وخمسة من عيلة أبو جليلة."
نعمة: "حاضر يا كبير."
دخلت السيدات إلى المندرة.
صقر: "هتدخلوا كلكم. في حكيمة جوه هتكشف على مسعدة قدامكم كلكم وتجي تعرفونا الحقيقه .
اقتربت مسعدة من جمريه وانهارت:
مسعدة: "استري عرضي، ربنا يستر عرضك."
نعمة: "الكبير بيقولك تكشفي عليها."
جمريه (مترددة): "حاضر. تعالي يا خيتي. الحريم كلهم هنا؟"
نعمة: "هنجو معاكم، ديه أمانة."
جمريه: "حاضر. تعالوا، ولو إني هبجى مربوكة."
مرت الدقائق بصعوبة، وكأنها حكم بالإعدام. ولكن بعد قليل، خرجت جمريه تحمل كتاب الله، وقالت بصوت واثق:
جمريه: "جسما بالله وحق كتاب الله، إن مسعدة صاغ سليم يا صقر بيه."
رزق (متحديًا): "طبختها معاكي!"
والدته ردت عليه بصفعة قوية: "البنية صاغ سليم، الحكيمة خلتنا نشوف بعيننا!"
صالح، والد مسعدة، لم يتمالك نفسه من الفرحة، وخر ساجدًا يشكر الله.
والدة مسعدة: "يستر عرضك يا جمريه زي ما سترتي عرضنا."
جمريه: "ارفعي راسك يا خالة. بنتك زينة."
صالح: "ليه ما صدقتش الداية يا صقر بيه؟"
صقر: "لأن وشها كان جايب ألوان، وحديتها باين إنه كذب. هاه يا أم الهنا، قبضتي كام عشان تفضحي البنايه؟"
أم الهنا (مرتبكة): "أنا ماليش دخل!"
صقر: "ليه؟"
أم الهنا: "رزج هو اللي قال لي أعمل كده، عشان يذل مسعدة وأبوها."
هنا أصدر صقر حكمه النهائي:
صقر: "رزج هيطلج مسعدة. وأنت يا حسان، هتاخد ناسك وترحل من النجع بعد ما تتنازل عن كل حاجة لصالح الضو."
حسان (متوسلًا): "هنروح فين يا كبير؟"
صقر: "خلاص أنا حكمت، وخلصنا."
خرج حسان ورزق يجران أذيال الخيبة، بينما رفع صالح ابنته فوق رأسه وقال:
صالح: "هلف النجع كله وأنا شايلك فوق راسي، عمة أبوكي، وتوبة نضاف يا شريفة يا عفيفة."
أما أم الهنا، فقد حكم عليها صقر بالالتزام في بيتها دون الخروج منه أبدًا.
_________________________________
بعد انتهاء الجلسة العرفية، خرج صقر من المندرة وهو يشعر بثقل الأحداث، لكنه وجد راحة في العودة إلى المنزل. عندما دخل، وجد جمريه جالسة مع والده الحج محمود، يتحدثان.
الحج محمود: "والله عافيه عليكي يا بنتي، إنك كشفتي على مسعدة وبينتي الحقيقة، عشان البنية الغلبانة ديه متروحش ف الرجلين."
جمريه: "تعرف يا حج، الأول كنت خايفة وعمّا أرجف، لكن ربنا خلاني جويت عشان الحق يظهر."
بينما كانت الكلمات تُقال، دخل صقر ونظر إلى جمريه، وقال بتقدير:
صقر: "مش عارف أشكرك كيف، يا جمريه."
جمريه: "مافيش داعي للشكر يا سي صقر. أنا معملتش حاجه."
قبل أن يسترسل الحديث، نزل الأطفال راكضين إلى جمريه، وتعلقت الصغيرة جوجو بيدها قائلة:
جوجو: "مش هتلعبي معانا ولا جدو خدك مننا؟"
جمريه (تضحك): "انتو حبايبي، بس جدو كان لازم ياخد العلاج عشان يبجى مليح."
الأطفال: "ممكن نلعب في الجنينة؟"
جمريه: "ناخد إذن جدو وخالو الأول."
الحج محمود: "تعالوا نخرج في الجنينة، وأنا هلعب معاكم."
ابتسم صقر وهو يتابع المشهد، قائلاً في نفسه:
"غريبة يا جمريه. رغم كل اللي فيكي، جادرة تخلي الكل فرحان. سبحان الله، حتى الأطفال حبوكي."
ثم جلس قريبًا يراقبهم من بعيد، وهو يشعر بشيء لم يعهده من قبل، خليط من الراحة والتقدير لشخصية جمريه، التي يبدو أن لها أثرًا مختلفا .
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 19
في نجع الصياد، كان أمين جالسًا ينتظر عمار، وكعادته كان يدخن الشيشة. تدخل زبيدة .
زبيدة: جاعد كده ليه يا همي في الدنيا؟
أمين: أمال عاوزاني أجوم أرجصلك؟
زبيدة: مش عنشوفو حالنا ونوعو لمصالحنا ولا إيه؟
أمين: وانتي عندِك مصلحة وأنا ما أعرفش؟
زبيدة: الأرض والمزرعة بتاعت السمك وباجي الحاجة.
أمين: وياكِ الحاجة دي بتاعتك يا مرا. اختشي على دمك، عيالك ما تعرفيهمش فين، وانتي بتدوري الفلوس بردك.
زبيدة: والله وبجالك حس يا أمين ونسيت حالك. فوج لروحك، انت هنيه تنفذ كلامي وبس. قال عيالي قال. أنا حرة أعمل اللي أعمله؟ ومن مِتَّه انت خايف على عيالي؟ مع إن كل ديتي راسمينه مع بعضنا، ولا هتعمل عليَّا إنك خايف عليهم؟
أمين: آه، أنا رسمت معاكي الرسمة إن بنتك تتجوز ولدي وناخد كل حاجة، بس وبنتك موجودة. لكن دلوك إحنا ما نعرفوش طريجها، ولا تكون العصابة جتلوها، ولا عملوا فيها حاجة.
زبيدة: ما يخصكش.
في هذه اللحظة يأتي عمار، فتقول زبيدة:
زبيدة: كنت فين انت كمان وسايب كل حاجة؟ وأبوك اللي فاكر نفسه خايف على عيالي.
عمار: وأنا مالي بيكم.
زبيدة: رحت مزرعة السمك؟
عمار: آه، رحت.
أمين: وأخبار المزرعة والأرض إيه؟
عمار: تمام تمام، ما تقلقش يا أبوي، أنا واخد بالي من كل حاجة.
أمين: عاوزك وحدينا يا عمار.
زبيدة: في إيه بينتكو ما عايزنيش أعرفه؟
أمين: رايد أتحَدِّد مع ولدي لحالنا. تعال يا ولدي نخش جوا.
زبيدة: خش يا أخوي خش.
يذهب أمين وعمار، ويبدأ الفأر يلعب في عب زبيدة، فتقول في نفسها:
من ميته أمين عيتحدَّت مع ولده لحالهم؟ يكون بيخطط لأي حاجة، وبعدين ده بهيمة ما يعرفش يفكر. أحسن حاجة أروح أسمعهم عيجولوا إيه.
وفعلًا، تتسلل زبيدة وتبدأ تستمع للحوار:
أمين: أمال همام صاحبك فين يا عمار؟ ما بجيتش تجعد معاه ليه؟
عمار: وعتسأل على همام ليه وانت كنت بتكرهه؟
أمين: أصل بيني وبينك البت الغازية اللي جابها كلت عقلي، وعما أفكر فيها ليل نهار. حاجة كده تنوِّر العيون بصح.
عمار: غازية مين يا أبوي؟ مش كبرت انت على الكلام ده؟
أمين: أنا لسه صغار وصحتي مليحة، حجاش بس العجربة زبيدة هي اللي عجَّزتني.
عمار: وإيه اللي جلبك عليها؟ مش كنتوا حبايب؟
أمين: كلام في سرك، أصلها مرا ما عندهاش قلب وواعره جوي. جاها ضربة الدم اللي تجيب أجلها.
عمار: قول كلام غير ده يا أبوي.
أمين: صح والله يا ولدي. البت الغازية ولعت جلبي وجننتني، وزبيدة عجَّزت ومرا صعرانة، كل همها الفلوس. أنا بقيت أخاف على نفسي منها. والصراحة يا ولدي، جمريه صعبانة عليا. وغلاوتك عندي، أنا قلت تتجوزها ونعيش في العز. لكن البت تتخطف مهما كان، دي بت بنوت وفضيحتها عفشة جوي. وبعدين يا ولدي، صدقني أنا أه بحب الفلوس جوي جوي، لكن بردك عندي قلب.
عمار: مش عارف، حاسس إنك متفق مع زبيدة على الحديت ده.
أمين: ورحمة أمك يا ولدي، أبدًا. أنا عرفت زبيدة متأخر، مرا ما عندهاش عزيز.
عمار: على العموم، اطمن. جمريه زينة وعند ناس زينين.
أمين: خلاص يا ولدي، طمِّنتني. كلم همام بقى عشان الغازية.
عمار: ومش خايف زبيدة تعرف وتكتلك؟
أمين: صدج ممكن تعملها. بس لاه لاه ، وأنا حيلتي إيه؟ زبيدة كل همها الفلوس.
زبيدة تسمع كل هذا وتقول في نفسها:
بجى انت يا عمار تعمل عليَّا اللعبة دي؟ والله لأوريك انت وأبوك.
لتنزل زبيدة وتتسلل وتقول:
يا أمين يا مهبل، يا عرة الرجالة، بتدور على الغوازي وقلبك رج؟ وبتدعي على خلاص؟ بجى كل واحد يلعب وحديه. وهاخد كل حاجة، وأشغلك عندي انت وولدك كلافين للبهايم. ما بجاش أنا زبيدة إن ما وريتكُم.
زبيدة تفكر وتقول:
لازم أشوف حد يراقب عمار ويعرف عيروح فين عشان أعرف مكان البت. ما فيش غير عزام الغفير. هو كده كده عيكره أمين وولده، وطماع. أديه له قرشين وأخليه يراقبه. وبعدين نشوف حكايتك يا أمين مع الغوازي، يا اللي عاملي حالك صغير.
تذهب زبيدة إلى عزام وتقول له:
عاوزاك تراقب لي عمار من غير ما يحس، وتيجي تقول لي هيروح فين. وأنا هحلِّي لك خشمك حلاوة كبيرة جوي جوي، وليك كمان مفاجأة كبيرة.
عزام (بطمع): أمرك يا ست الكل.
زبيدة: أوعى حد يعرف، ولا حتى أمين.
عزام: حاضر، من عيوني.
________________________________
في نجع الصايغ،
كانت نجاة جالسة مع محمود أمام التلفاز، يشاهدان برنامجًا حواريًا. فجأة، قالت المذيعة:
"بنرحب بالدكتورة هيام الصايغ ؛ أكبر دكتورة أمراض نساء وتوليد، واللي اكتشفت علاج جديد بيساعد السيدات في حالة العقم. نلتقي بعد الفاصل."
أطلقت نجاة زغرودة مدوية وصرخت:
"يا صجر! يا صجر! تعالَ شوف أختك الكبيرة الدكتورة هيام على التلفزيون! نعمة! يا نعمة! روحي نادي العيلة يشوفوا أمهم ف التلفزيون."
دخل صقر إلى الغرفة بسرعة: "خير يا أمي، في إيه؟"
نجاة بحماس: "اجعد يا صقر، أختك هيام ف التلفزيون!"
صقر ببرود:"أنا رايح أشوف شغل في الأرض."
قبل أن يخرج، سمعوا صوت كلكس عربية.
نجاة بابتسامة: "زياد، ديتي زياد!"
دخل زياد بابتسامته المعهودة:
زياد: "وحشتوني يا أم صقر!"
صافح الجميع بحفاوة، ثم فجأة رأى جمرية وهي تحمل الأطفال. أطلق صفيرًا عاليًا وقال بإعجاب:
زياد: "إيه القمر ده؟ إيه البنت الحلوة دي؟ يخربيت جمال عينيها!"
صقر بغضب وغيرة واضحة: "اتحشم يا زياد!"
زياد : "اتحشم اتحشم إيه بس؟ دي عاملة زي ملكات الجمال!"
صقر بصوت حاد:"اخرس شوية، مش بتتعب من الكلام؟"
نجاة :"تعالوا سلموا على خالكم، وامكم كمان جاية ف التلفزيون. بتي الدكتورة الكبيرة، مش حتة ممرضة."
زياد : مين دي؟
حور:دي جوجو صاحبتنا؟"
نجاة: "دي الدادة بتاعتهم."
جمرية : "أنا جمرية الصياد، ومش دادة ولا مؤاخذة يا حجة. بتك الدكتورة الكبيرة سايبة عيالها وأنا اللي برعاهم حبًا فيهم. وبالمناسبة، أنا ممرضة، لكن الحمد لله، كنت بارة بأبوي الله يرحمه، وفضلت تحت رجله لغاية ما ربنا استرد أمانته."
نجاة بغضب وهي تنظر لصقر: "شايف يا صجر اللي جبتهالنا؟ بتجل أدبها علينا!"
صقر :"أمي، جمرية مغلطتش." جمرية بنت كبير نجع الصياد ، وأخت صاحبي، وأمانة عندي لغاية ما يوسف يرجع بالسلامة."
جمرية: "وأنا أعفيك من الحرج يا أستاذ صجر، وهرجع بيتي وأحل مشاكلي بنفسي."
محمود: "والله عال، طب راعو إني جاعد!"
ثم قال لجمرية:
"ده بيتك يا بتي، ومش هتمشي غير لما أخوكي يعاود، ومش عاوز كلام كتير."
زياد: "إيه؟ أنا جيت لخبطت الدنيا ولا إيه؟"
صقر : "خلاص يا جمرية، زي ما قال الحج. اجعدي، ومحدش هيضايقك، مش كده يا أمي؟"
نظرت نجاة بغضب ولكنها لم تقل شيئًا.
عاد البرنامج بعد الفاصل:
المذيعة بابتسامة: "أهلا بحضرتك دكتورة هيام!"
ردت هيام بغرور واضح: "أهلا بيكي."
المذيعة:"حابين نتعرف على الدكتورة هيام أكتر!"
هيام بنبرة متعالية: "من ناحية إيه؟"
المذيعة: "يعني النجاح اللي حققتيه ده أكيد وراه حد ساعدك؟"
هيام: "لا أبدًا، محدش ساعدني. أنا عملت نفسي بنفسي."
المذيعة: هل حضرتك بتلاقي وقت لاولادك ؟ أكيد شغلك مش بيأثر على أسرتك؟"
هيام : "أنا مش زوجة ولا عندي أولاد. أهلي ف الصعيد، وأنا اللي بصرف عليهم."
حاولت المذيعة التوضيح: "لكن الإعداد قالنا إن حضرتك..."
قاطعتها هيام بتعجرف: "تعرفوا حياتي أكتر مني؟"
جلس الجميع في صدمة بعد حديث هيام المتعالي في البرنامج. قطع محمود الصمت بصوت غاضب:
"هي دي بتك، الدكتورة اللي مصدعة راسنا بيها؟ رضعتيها غل وجسوة؟"
صقر: "بتك مش لاقية حد يلمها. إحنا غلابة وبتقول علينا هي اللي بتصرف علينا! بتك المتكبرة اللي بتقول معندهاش عيال؟ والله ليه حج، طارق يطلقها!"
صرخت نجاة بفزع: "إيه؟ طلقها؟ الواطي بعد ما..."
قاطعها صقر بغضب: "أمي، مش عاوز أسمع كلمة عن طارق. بتك ديه أنا اللي هعرفها مقامها زين."
التفت الجميع فجأة إلى الحج محمود ليجدوه يعرق بشدة ووجهه شاحب. قام صقر وزياد بسرعة لمساعدته:
"مالك يا أبوي؟"
جمريه بسرعة وهي تتحرك: "عجيب جهاز الضغط والسكر حالاً!"
أحضرت جمريه الجهاز وبدأت تقيس ضغطه وسكره، لتجد أن الأرقام مرتفعة جدًا.
جمريه: "مش إحنا قولنا يا حج بلاش زعل؟ ولا أنت عاوزني أمشي من هنا؟"
محمود :"لاه يا بنتي، بس صعبان عليا حالي. بنتي قالت اللي قالته والناس كلها سمعت."
نجاة بحدة:"إيه يا ست جمريه، كلتي عجل الكل؟"
زياد بغضب: "يا أمي، كفاية! مش شايفة أن أبويا تعبان؟"
نظر محمود إلى صقر : "يا صجر، هو صح، طارج طلق أختك؟"
بدأ صقر يحكي كل ما حدث لطليق أخته، وكيف كانت حياتهما مليئة بالمشاكل حتى وصل الأمر للطلاق.
محمود :" صجر كلم طارج وعرفه ان بيته وياجي وجت ميحب
نجاه : مش هو هيتجوز يبجى ياخد عياله كلمه ياصجر جوله ياجي ياخدهم
صقر : "أمي، مش وقته الحديت ده دلوقتي."
جمريه : "لو سمحتوا يا جماعة، الحج تعبان. اتكلموا بعيد عن عينيه شوية."
نجاة بغضب: "إنتي جاية بيتنا تعلمينّا الأدب؟ اتفرج يا صجر على مجايبك!"
محمود : "تعالي يا جمريه، نتمشى في النجع شوية."
جمريه : "حاضر يا عمي."
وغادر الاثنان، تاركين صقر وزياد يحاولان تهدئة الوضع، بينما بقيت نجاة تنظر بغضب واضح.
________________________________
(في إيطاليا )
كان ليو مشغول بالتفكير، يحاول يعرف إيه اللي خلى لارا تتغير من ناحيته. كان حاسس إن في حاجة زعلتها، بس مش فاهم هي إيه. كان متأكد إنه ما عملش حاجة غلط. يمكن تكون عرفت حاجة عن ماضيه، واللي لو كانت عرفتها، أكيد زعلتها. كان كمان حاسس بنظرات بترو، اللي كانت مليانة شماته ومش مريحة ليه.
ومن ناحية تانية، كان بيفكر إزاي ياسر بيه قرر يخليه موجود معاهم هنا. إيه الثقة الكبيرة اللي هو حاطها فيه؟ ليه اختره بالذات؟ ليو كان مش قادر يفهم.
بينما هو مشغول في أفكاره، بدأ يسمع صوت نصر وهو بيتكلم مع بترو.
نصر: "بترو، هو إيه اللي مخلي البوص مصمم إن ليو هو اللي يقوم بالعملية الجاية؟"
بترو: "عشان هو فاقد الذاكرة ومحدش يعرف عنه حاجة. يعني بعد العملية، هنخلص منه وهو مش هيفتكر أي حاجة. هو كده كده فاكر إن دي صفقة نباتات طبية وأعلاف، لكن الحقيقة هي أكبر وأهم صفقة سلاح في تاريخ البوص."
نصر: "تمام، بس ليه لارا؟"
بترو: "أنت عارف إن لارا متعرفش حاجة عن شغل أبوها. المهم، خلي ليو تحت عنيك."
نصر: "أنا عرفت كل حاجة عنه. عرفت عن صاحبه اللي اسمه ميمو، صاحب محل بيتزا في ميلانو. ميمو ده قاعد يدور عليه كتير لدرجة إنه بلغ السفارة عن اختفاءه. يعني هو مفقود."
بترو: "أنا مش ضامن البوص، ممكن بعد العملية قلبه يحن ومش يخلص عليه."
نصر: "وهو من إمتى البوص عنده قلب؟"
ولحسن حظه أو لسوء حظه، ليو سمع الحوار كله.
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 20
عاد ليو إلى غرفته بخطوات هادئة وهو يحاول ألا يلفت انتباه أحد. جلس على طرف السرير، ووضع يده على رأسه، وهو يتمتم بصوت منخفض:
ليو : "لازم أفكر كويس... كل حاجة متلخبطة... لارا المسكينة متعرفش إن أبوها رئيس عصابة كبير، وأنا كمان مش فاهم دوري في كل ده. الأول، لازم أخرج من هنا بأي طريقة وأكلم ميمو."
نظر إلى الهاتف الذي أحضرته له لارا:، وفكر للحظة
ليو: "كويس إنها جابتلي تليفون. هطلب رقم محل البيتزا اللي بيشتغل فيه ميمو:، وأكلمه عشان أفهم إيه اللي بيحصل."
أمسك الهاتف واتصل بالمحل وطلب يتحدث مع ميمو صاحب المحل . وبعد لحظات، جاءه صوت
ميمو: "ميمو معاك."
ليو: انت ميمو كان ليك صاحبك بتدور عليه
ميمو: "ده صوت يوسف؟! يا نهار أبيض! إنت فين يا صاحبي؟ إحنا دوخنا عليك!"
يحكي ليو : كل ما حدث معه لميمو:، وأخبره بأنه فقد ذاكرته لفترة طويلة ولا يتذكر الكثير.
ميمو:"خلاص يا يوسف، تعالي المحل. بس الأفضل محدش يحس بحاجة. هتدخل كإنك زبون عادي."
يوسف: "تمام يا ميمو اتفقنا. بس خلي العمالة كلها تتصرف كأنهم مش عارفيني."
ميمو: "حاضر، سيبها عليا."
أغلق يوسف : الهاتف، ثم فكر في طريقة لإقناع لارا: بالخروج معه دون أن تثير شكوك أحد. خرج إليها ووجدها تجلس في الحديقة، اقترب منها وقال:
"لارا:، أنا زهقان جدًا. ممكن نخرج نتغدى برة؟ محتاج أشم هوا شوية."
لارا: "نخرج؟! نروح فين؟"
قبل أن ترد لارا:، ظهر بترو: فجأة بنظرات مليئة بالغيرة والغضب، وصرخ:
بترو: "ما قولتلك بلاش كلام مع لارا: تاني!"
نظر إليه ليو: بتحدٍ: "هو انت وصي عليها؟"
اقترب بترو: منه بخطوات عنيفة: "ده إنت بقيت تعرف تتكلم كمان؟!"
دفع بترو: ليو بقوة ليسقط على الأرض، وارتطم رأسه بشدة. شعر ليو بتشويش في الرؤية، فيما جرت لارا نحوه صارخة:
لارا: "ليو:! ليو:!"
اجتمع الحراس بأمر لارا:، ونقلوا ليو إلى غرفته. التفتت لارا: إلى بترو: وصرخت في وجهه بغضب:
لارا: "انت متخلف؟! إزاي تعمل كده؟ انت مجنون بجد!"
داخل الغرفة، كان ليو ممددًا على السرير، وشريط حياته بدأ يمر أمام عينيه. تذكر مواقف قديمة وصورا غامضة من ماضيه. فتح عينيه بصعوبة، وتمتم:
يوسف: "مافيش وقت... لازم أقف على رجلي وأكلم ميمو:."
أمسك هاتفه واتصل بميمو: مرة أخرى:
يوسف: "إزايك يا أحسن شيف بيتزا في إيطاليا؟"
رد ميمو :"يوسف! إنت افتكرت؟!"
يوسف: "آه يا ميمو:... كل حاجة رجعت دلوقتي. بس محتاجك تعمل حاجة ضروري. كلم صقر وخلّيه يجي. أنا محتاجه معايا."
ميمو: "حاضر يا صاحبي. هكلمه فورًا."
أغلق ميمو: المكالمة، واتصل بصقر: في الحال. جاء صوت صقر: من الطرف الآخر:
صقر: "أيوة يا ميمو:؟"
ميمو: "إزيك يا صعيدي؟ عندي خبر حلو ليك."
صقر: "عرفت حاجة عن يوسف؟"
"أيوة، لقيناه. محتاجينك تيجي إيطاليا فورًا، يوسف محتاجك."
صقر "حاضر. هكون عندكم في أسرع وقت."
___________________________________
يغلق صقر الهاتف مع ميمو وهو يتنفس بعمق
صقر: "جمريه لازم تعرف... يا ترى فينها؟" ثم ينادي بصوت مرتفع: "يا نعمه!"
تأتي نعمه بسرعة: "نعمه: نعم يا سي صقر؟"
صقر: "أمال جمريه فين؟"
نعمه: "جاعدة في الجنينة مع سي زياد."
صقر (بتنهيدة): "جاعدة مع زياد... بيهببوا إيه؟"
نعمه: "بيلعبوا الغميضة مع العيال."
صقر: "آه طيب... روحي انتي."
يتوجه صقر إلى الجنينة ليجد زياد يقول بصوت عالٍ: "مسكتك يا جوجو!"
صقر (بصوت جاف): "إيه اللي بيجري هنا؟ فاكرين حالكم عيال بتلعبوا؟"
زياد (يضحك): "تعال العب معانا يا صقر."
جمريه (مبتسمة): "لا مؤاخذة كنا بنلاعب الولاد عشان كانوا زهقانين."
صقر (بعينين حادتين): "العيال ولا انتوا؟"
جمريه (بحرج): "سي صجر جصدك إيه؟"
صقر: "قصدي إنك مش صغيرة... تعالي، عاوزك."
زياد (مازحًا): "في إيه مالك؟ متبقاش مقفل كده!"
صقر (بحدة): "زياد، الزم حدك!" ثم يلتفت إلى جمريه: "اطلعي غيري خلجاتك، هنطلعوا مشوار."
جمريه: "فين؟"
صقر: "بعدين تعرفي."
جمريه: "حاضر."
تدخل جمريه المنزل، ليقابلها الحاج محمود بنبرة عتاب: "نسيتيني النهارده خالص، أنتي!"
جمريه: "حجك عليا، كنا بنلعبوا."
نجاة : "خير يا محمود، كنت عاوز تلعب انت كمان؟"
محمود : "لا، أنا جصدي إن جمريه مجعدتش النهارده معاي نحكو."
جمريه (مبتسمة): "عطلع مع سي صجر مشوار، ولما عرجع عنجعدوا نحكو كتير."
محمود : "إيه؟ رايحة عند محاسن صاحبتك؟"
جمريه: "معرفش، سي صجر جاللي عنروحوا مشوار."
نجاة : "متبطلي سهوكة يا بت، انتي والله صح تحت الساهي دواهي."
محمود : "روحي مشوارك يا بتي."
تصعد جمريه لتبدل ملابسها وتطلق لشعرها العنان، وتضع طرحة على شعرها بطريقة عشوائية. تنزل إلى محمود الذي ينظر لها مبتسمًا: "جمريه، والله لو أنا لساتي شباب كنت أجوزتك."
نجاة : "مكفاية عليك عشق الغوازي."
جمريه : "الله يرضى عليك يا غالي." ثم تقول في نفسها: "إيه حكاية الغوازي ديه والله المرا اللي كيف الورنة ديه جصدها حاجة؟ أخرج الأول مع صجر وبعدين نشوفوا حكاية الغوازي ديه."
تركب جمريه السيارة بجانب صقر، ثم تسأله: "على فين بجى؟"
صقر: "هنجعد في مكان وبعد كده أجولك."
جمريه: "طب متجول واحنا في العربية، ووديني عند محاسن الله يرضى عليك، اتوحشتهم جوي."
صقر: "ماشي، بس قوليلي الأول، انتِ فيه حاجة بينك وبين زياد أخوي؟"
جمريه : "حاجة إيه؟ زياد كيف يوسف."
صقر: "طب، مافيش حد في قلبك كده ولا كده؟"
جمريه (بتوتر واضح): "لاه، ورحمة أبويا مافيه!"
يضحك صقر: "ومالك مخضوضة كده ليه؟"
جمريه : "ينفع أنا أسألك نفس السؤال؟"
صقر : "لاه، مافيش حاجة بيني وبين زياد."
جمريه : "لاه ، مش جصدي."
صقر: "عارف قصدك... شوفي يا ستي، لغاية كام يوم ما كانش فيه... بس فيه بنية زي الجمر جات سكنت في بيتنا، وبينها كده هتسكن في جلبي."
جمريه : "كت عاوزني في إيه؟"
صقر: "يوسف، خلاص عرفنا طريقه، بس عاوزني أسافر له، باينه معاه مشكلة."
جمريه (بفرحة): "يا حبيبي يا أخوي! أنا... أنا عا أجي معاك!"
صقر: "كيف يعني؟"
جمريه: "هو كده وخلاص."
صقر: "طيب، معاكي بسبورت؟"
جمريه: "أه، معايا! ياك فاكرني جليلة ولا إيه؟"
صقر: "أنا واعي زين إنك ست البنات."
تبتسم جمريه بسعادة: "والله فرحتني إنك لجيت يوسف فرحة كبيرة جوي يا سي صجر."
صقر (بجديّة): "اسمي صجر... صجر وبس يا جمريه، ولا عاوزاني أجولك يا ست جمريه؟"
تضحك جمريه: "حلوة ست جمريه ديه، خلاص عجولك صجر."
يلمع بريق عينيها فيتوه صقر للحظة.
جمريه: "روحت فين؟"
صقر: "هاه؟ ما أنا جاعد معاكي أهو، بس أصل الصراحة... عيونك جميلة جوي."
جمريه : "أنا عيوني جميلة؟ أمال عيونك انت تبجى إيه؟"
صقر : "بتجولي إيه يا جمريه؟"
جمريه: "قصدي يعني..."
صقر : "تعالي نجعد على البحر شوية، وخلي محاسن بعدين."
جمريه : "طيب..."
يجلسان بجانب البحر وصقر يبدو متردداً قبل أن يقول: "جمريه، أنا... أنا شوفي... مبعرفش أزوّج الحديت ولا أعرف أجول غير اللي جلبي بيحس بيه. وف نفس الوقت عامل حساب غيبة يوسف. بس... عاوز أجولك إني يعني..."
جمريه : "إنك إيه يا صقر؟ جول."
صقر: "يعني أنا بحبك يا جمريه."
جمريه : "بتحبني أنا؟ ميته وكيف؟"
صقر: "من أول ما ريتك خطفتي جلبي وعقلي."
جمريه: "وأنا... أنا كمان حاسة ناحيتك بحاجة حلوة يا صجر."
صقر : "حاجة حلوة كيف يعني؟"
جمريه : "حاجة زي..."
صقر : "زي إيه؟"
جمريه: "افهم لحالك عاد."
صقر : "يعني قصدك؟"
جمريه: "أه، قصدي."
جمريه: "طيب، عاوزه جيلاتي."
صقر: "تعرفي إنك عيلة جوي... بس عجباني بردك."
جمريه: "وأنت كمان عاجبني. عنروحوا ميته عند يوسف؟"
صقر: "هو حد جالك إن يوسف جاعد جارنا؟ ده سفر يعني طيارة ومكان بعيد. خليكي انتي أحسن... أخاف عليكي."
جمريه: "ما أنا هبجى معاك يعني في أمان أهه."
صقر: "ديه تلاكيك بجى عشان تبجى معاي."
جمريه: "عندك مانع؟"
صقر: "وأنا أجدر؟"
جمريه: "الحديت خدنا وأنا عاوزه جيلاتي."
صقر: "تأكليه في العربية."
جمريه: "له، عاكله هنا."
صقر: "له، انتي ناسية إني الكبير؟ عاوزه تهزي الهيبة؟"
جمريه: "ما أنا نسيت أجولك يا كبير إنك عتاكل معاي."
صقر: طبعا مش هينفع.
جمريه: لاه عينفع! عتجيبلي وعتاكل معاي.
صقر: أما أشوف آخرتها معاكي.
(صقر يذهب ويحضر الآيس كريم)
جمريه: بروا عليك،
صقر: هناكلوه ف العربيه، غير كده هرميه.
جمريه :ماشي، عنكلوه ف العربيه.
صقر: شاطره، عسمع الكلام.
جمريه: حاضر، يلا بجر جبل قبل ما يسيح.
(هنا يتصل زيدان بصقر)
زيدان: خير يا كبير؟ سألت عليك، جالولي طلعت مشوار كده وجاي.
صقر: خير.
زيدان: هي جمريه معاك؟
صقر: أه.
زيدان: هو انتو روحتو عند محاسن؟
صقر: وبتسأل ليه؟
زيدان: أصلي، أصلي كنت رايد أروح معاكم.
صقر: ليه يعني؟
زيدان: كلك نظر يا كبير.
(يضحك صقر ويغلق الهاتف)
جمريه: عتضحك ليه يا صجر؟
صقر: على زيدان، كان عاوز يروح معانا.
جمريه: عند نجمه؟
صقر: وعرفتي منين؟
جمريه: ما هو باين عليه، هو ونجمه معجبين ببعض.
صقر: شكلك مش سهله يا جمريه.
جمريه: لا والله، أنا بجول اللي حسيته.
صقر: طب حسّي بيا أنا الأول.
جمريه: مجولتلك عحبك، هيا جصة أبو زيد؟
صقر: جولتي بتحبيني؟
جمريه: كده توجعني ف الكلام يا صجر، زعلانه منك أنا.
صقر: وأنا عملت حاجة؟
جمريه: طيب خلاص، روحنا بجى
صقر (بضحك): حاضر. بس بجولك، خفي حديت مع زياد، فاهمة؟ ولا لاه؟
جمريه: ده زياد دمياته خفيفين جوي.
صقر (بغضب): جمريه، اجفلي خشمك خالص.
جمريه: خلاص أهه.
___________________________________
(عند عمار، كان يخرج فقابله عزام)
عزام: على فين يا باشا؟
عمار: على الجهوه.
عزام: طيب عايزك.
عمار: تعال نشربو جهوه وحجرين.
عزام: طيب، روح انت وأنا جاي وراك.
عمار: متركب معاي؟
عزام: عفهمك بعدين.
عمار: ماشي.
(يذهب عمار وخلفه عزام ليصلوا إلى القهوه)
عمار: اجعد يا عزام، خير؟
عزام: بصراحه، الست زبيده عاوزاني أراجبك، وادتني جرشين، وجالتلي عنحليلي خشمي كده يا زبيده.
عمار: ماشي يا عزام، تشكر. انت عتروح تجولها إني جاعد على الجهوه مع همام صاحبي، وكنا بنتكلم على الغازيه، فهمت يا عزام؟
عزام: فهمت طبعًا.
عمار: استنى يا عزام، عاوزك كمان تجولها إن همام اداني نمره الغازيه وكلمتها، وعنروح لها أنا وأبوي عشان أبوي عينه من الغازيه. ركز في كل اللي جولتهولك.
عزام: مخلاص بجى، فهمت يا باشا. بس ميته عتاجي معاي أخطب البت فردوس؟
عمار: مجولنا فردوس خلاص، عتبجا مرتك. بطل رط بجى وروح للعجربة خلص.
_________________________________
(يعود صقر وجمريه للمنزل)
نجاه: حمدالله على السلامة. خير؟ كنتوا فين؟ نسيب مصالحنا وندور نلفو مع الست جمريه؟
جمريه: ما إحنا كنا بردك في مصلحة، كنت عطل على أملاكي وحاجتي.
نجاه: والله تلجاكي شحاته.
جمريه: آه شحاته.
صقر: خلاص بجى يا جمريه.
جمريه: ما أنت واعي الحجة، عتجول إيه يا صجر؟
نجاه: صجر، صجر كده من كبير! الله أكبر، ده انتي كنك بجيتي من صحاب البيت.
(يأتي محمود ليقطع الحديث)
محمود: بكفايه يا نجاه، سيبي جمريه لحالها. تعال يا صجر، عاوزك. وانتي يا جمريه، تعالي معاه.
جمريه: حاضر.
(يدخلون إلى المندرة)
محمود: شايفك مبسوط، وجمريه كمان. جولت تفرحوني معاكم.
جمريه: عرفنا مطرح يوسف يا عمي، وصجر عياخدني معاه ونسافرو ليوسف.
محمود: كيف يا بتي؟ صجر ياخدك معاه؟ جول لي يا كبير، كيف تسافروا وحديكم؟ ميصحش يا صجر. جمريه أمانة عندنا، ومينفعش تسافر معاك لحالها، معيزش حد يمسك سيرتكم يا صجر.
جمريه: بس يا عمي...
صقر: مبسش يا جمريه. أبوي عنده حج، وأنا مش هسمح لمخلوق يجيب سيرتك على لسانه يا جمريتي.
محمود: جولت إيه؟ سمعني يا صجر كده؟
صقر: أصل يا أبوي أنا رايد بعد ما نطمن على يوسف، أنا وجمريه هنتجوز.
محمود: إيه؟ يا جمريه، موافقة على كلام صجر؟
(تبتسم جمريه بكسوف)
محمود: ربنا يهدي سركم يا أولادي. خلاص، سافر يا صجر بالسلامة، وجمريه هتجعد معانا لغاية ما تاجو انت ويوسف.
جمريه: بس يا عمي...
محمود: عارف قصدك. نجاه متجلجيش منها، أنا هجفلها.
صقر: خلاص، أسافر أنا بكره إن شاء الله.
جمريه: خلي بالك من نفسك.
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 21
(القاهره)
بعد كتب كتاب طارق ورضوى
رضوى: إحنا هنعيش في شقتي، أنا كنت قافلاها عشان كنا عايشين مع بابا.
طارق (بحزم): لا طبعًا! مش أنا الراجل اللي يقبل يعيش في بيت مراته.
رضوى (بهدوء): بس إحنا واحد يا طارق.
طارق: واحد في كل حاجة، إلا موضوع التزاماتي. إحنا هننزل نشتري شقة.
رضوى (مندهشة): نشتري؟
طارق: آه، أنا الحمد لله معايا فلوس. إنتِ ناسية إن عندي مكتب هندسي؟ وكمان كان عندي أرض وبعتها. مع إن صقر رفض وقال لي "خد اللي يكفيك"، بس أنا أصريت أبيع الأرض. يعني هنشتري شقة كبيرة وهنفرشها عشان ولادنا يعيشوا معانا.
رضوى (بابتسامة): يا رب يا طارق! نفسي نلم شمل ولادنا.
طارق (بثقة): إن شاء الله. وأول ما نخلص هكلم صقر عشان يجيب لي الولاد، وهعتذر لعمي محمود طبعًا. أنا بصراحة مش عاوز أرجع البلد تاني.
رضوى: اللي تشوفه يا طارق.
طارق: اللي أشوفه إننا بكرة هننزل نشوف الشقة والعفش عشان نستقر.
رضوى: حاضر... بس كده؟
طارق (مازحًا): تؤمري يا حبيبتي.
رضوى: ربنا يخليك لي يا طارق.
طارق: ربنا يخليكي ليا يا رب.
__________________________________
في المستشفى وبعد تعيين هيام كمديرة جديدة، تغيرت تصرفاتها بشكل واضح. أصبح تعاملها مع زملائها الدكاترة والممرضين قاسياً ومتعالياً.
ذات يوم، قررت الدكتورة مروه، إحدى الطبيبات العاملات بالمستشفى، أن تواجه هذه الأجواء بطريقة غير تقليدية. تحدثت إلى إحدى الممرضات قائلة:
مروه: "بقولك إيه، مين اللي بيعمل القهوة للدكتورة هيام؟"
الممرضة: "أنا، يا دكتورة."
مروه: "طيب، أنا عاوزة أعملها القهوة النهارده بنفسي، عشان أطلب منها إجازة. يمكن ترضى وتوافق. وده ليكي." (تمد الممرضة خمسين جنيهًا).
الممرضة بابتسامة: "حاضر يا دكتورة، تحت أمرك."
بعد دقائق، دخلت مروه إلى مكتب هيام تحمل القهوة:
هيام: "خير يا مروه، عاوزة إيه؟"
مروه بابتسامة متوترة: "حضرتك، أنا جايبة القهوة لحضرتك... وبصراحة، كنت عاوزة أطلب إجازة، أصل جوزي تعبان شوية."
هيام بتجهم: "مفيش إجازات! وبعدين، مين اللي عمل القهوة؟"
مروه بتردد: "أنا اللي عملتها، يا دكتورة."
هيام ببرود: "ماحدش قالك إني بقرف منك؟"
مروه مصدومة: "تتقرفي مني ليه؟"
هيام بنبرة استهزاء: "مش شايفة شكلك؟"
مروه وهي تحاول التحكم في أعصابها: "ماله شكلي؟ دي وحمة صغيرة، وجوزي بيقول إنها شكلها حلو."
هيام بتهكم: "جوزك ده في البيت، إنما هنا أنا اللي بقرر. ومافيش إجازات. كمان الأسبوع الجاي كله هتشتغلي الشيفت الليلي."
مروه بانفعال: "بس أنا عندي طفل صغير وجوزي تعبان!"
هيام باستخفاف: "مش مشكلتي، مش عاجبك استقيلي."
مروه، بصوت حزين: "لا، يا دكتورة، شغلي عاجبني."
هيام: "خلاص، اطلعي من هنا، وابعتيلي الممرضة."
خرجت مروه من المكتب وهي تتمتم:
"حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا هيام! أعمل إيه بس؟ أجيب ابني معايا المستشفى؟ وجوزي اللي تعبان؟ والله، لو الظروف سامحة كنت استقلت وغورت من وشها ."
_______________________________
(في منزل صقر بالصعيد )
بينما كانت جمريه منشغلة في أمور خاصة، تذكرت فجأة أطفالها. شعرت بالذنب واتجهت فورًا إلى غرفة الأطفال.
جمريه تدخل غرفة الأطفال:
جمريه: "انتو زعلانين مني ولا إيه؟"
الأطفال: "لا، بس انتي وحشتينا أوي يا جوجو! كنتي فين؟"
جمريه بابتسامة: "كنت عند واحدة صاحبتي كانت عيانه شوية."
الأطفال بحماس: "تعالي بقى نلعب شوية!"
يطرق زياد الباب، فتفتح له جمريه:
زياد: "كنتي فين؟ أنا كنت بدور عليكي من بدري!"
جمريه: "كنت في مشوار. خير؟"
زياد: "بصراحة كنت عاوز أعرفك على حبيبتي."
جمريه بدهشة: "حبيبتك؟ وانت عتحب؟"
زياد بابتسامة: "أيوه، زميلتي في الشركة."
جمريه: "ماشي، هتعرفني عليها كيف بجى؟"
زياد: "هنكلمها في التليفون، تعالي ننزل الجنينه."
جمريه: "خليها بكره لما صجر يسافر."
زياد: "أنا كمان مسافر الصبح. يلا مافيش وقت."
ينزل زياد وجمريه إلى الحديقة ويقابلان نجاه:
نجاه بصوت عالٍ: "على فين العزم؟ الصبح مع صجر، وبليل مع زياد؟! انتي عاوزه إيه من عيالي؟ لازم تهملي بيتي حالًا!"
جمريه بارتباك: "إحنا كنا بنتكلم بس..."
نجاه بغضب: "بنتكلم؟ انتي فاكرة نفسك فين؟ هنيه جلت أدب وبت مربياش!"
صقر ينزل على صوت نجاه الغاضب:
صقر: "فيه إيه يا أمي؟"
نجاه: "الهانم بتهزر مع أخوك وبيجروا ورا بعض! احنا فين؟"
صقر: "ممكن تفهموني في إيه؟"
زياد: "مافيش حاجة يا كبير."
صقر: "اتكلمي يا جمريه!"
جمريه بتهته: "أصل..."
صقر بعصبية: "أصل إيه؟ انطقي!"
جمريه تتردد، فيتدخل زياد:
زياد: "كنا بنهزر بس، مش أكتر."
نجاه بغضب: "بتهزروا؟ وهي بتلعب على ولادي التانين!"
صقر بغضب:
صقر: "جهزي حالك يا جمريه!"
(يصرخ): "زيدان! حضّر العربية وتعال عشان تودي جمريه عند محاسن."
جمريه بحزن: "ليه؟ أنا عملت إيه؟"
صقر بحدة: "خلصينا!"
جمريه بإصرار: "أنا همشي بس لما تترجاني عشان أرجع، أنا مش هارجع معاك!"
نجاه باستهزاء: "غوري في ستين داهية، بت مصعصه!"
تغادر جمريه مع زيدان إلى منزل محاسن. في الطريق، يحاول زيدان التخفيف عنها:
زيدان: "إيه اللي حصل؟ الكبير كان معصب كده ليه؟"
جمريه وهي تبكي: "لو سمحت، يا زيدان، مجدراش أتكلم دلوك."
زيدان: "بطلي بكى بس، واحكيلي!"
تحكي له جمريه ما حدث، فيحاول تهدئتها:
زيدان: "الكبير بيحبك وبيغير عليكي. متزعليش منه."
جمريه : "عيحبني صح المهم دلوقت، محدش يعرف اللي حصل، ولو محاسن سألتني، هقول إني اتوحشتهم."
في الطريق إلى منزل محاسن
زيدان: "حاضر يا جمريه، بس ليّا شرط."
جمريه: "شرط إيه؟"
زيدان بابتسامة: "هتخليني أقعد مع نجمه لوحدنا."
جمريه بدهشة: "ليه؟"
زيدان: "الصراحة، البت المجنونة دي وجعتني في حبها."
جمريه تضحك: "عتتكلم جد؟"
زيدان بجدية: "والله جد."
جمريه بابتسامة: "حاضر يا زيدان. ربنا يكتبلك الخير يا غالي."
زيدان: "من عيوني يا جمريه، حاضر."
_________________________________
(في منزل صقر)
صعد صقر إلى غرفته وهو يشعر بالغضب والندم في الوقت نفسه. جلس على كرسيه، يحدث نفسه بصوت مسموع:
صقر: "أنا مش هجدع في البلد دي. هجهز حالي، وإن شاء الله أبات في المطار."
بينما يجمع أغراضه، تستمر أفكاره في مطاردته:
صقر: "ليه عملت كده مع جمريه؟ ومشيتها من البيت؟ أنت غيران عليها من زياد... عشان عارف إنه هيكون موجود وأنت مسافر. مصدقت تبعدها عن البيت!
أنا منبه عليها ما تهزرش معاه. هو أخويا، صح، بس أنا بغير عليها.
وأمي؟ أمي مش ساكته أبدًا، وأكيد هتضايقها وأنا غايب.
كده جمريه زعلانة مني... بس لما أرجع هبقى أصالحها. أنا عارف إنها بتحبني، وأنا كمان ما أقدرش أعيش من غيرها."
ينهي صقر تجهيز أغراضه ويتجه إلى المطار، لكنه طوال الطريق يشعر بأن تصرفه كان قاسيًا ومبالغًا.
________________________________
وصلت جمريه وزيدان إلى منزل محاسن
جمريه: "اتوحشتكم جوي، جولت أجي أجعد معاكم يومين."
محاسن: "والله واحنا اتوحشناكي جوي جوي."
نجمه كانت جالسة وتأكل:
محاسن: "جومي يابت، سلمي على جمريه."
نجمه وفمها ممتلئ بالطعام: "أهلاً ببت الأكابر! كنا مرتاحين."
جمريه بابتسامة: "يعني أرجع تاني؟"
نجمه: "لاه! أنا قصدي كنا مرتاحين من عمار. أول ما يعرف إنك جيتي، عياجي على طول ويلزج هنيه، أصله بارد جوي."
محاسن: "اخرسي يابت!"
جمريه بابتسامة: "صح يا نجمه، معلش في حاجه في العربية، ممكن تجيبهالي؟"
نجمه: "انتي جايه مع مين؟"
جمريه: "مع زيدان."
نجمه بفرحة: "جد؟"
جمريه: "آه جد. روحي بجى."
محاسن: "لاه، عروح أنا."
نجمه: "لا، جمريه جالتلي أنا أروح."
محاسن: "والله لو عمار ياجي وضايجتيه، عخنجك!"
نجمه: "خلاص بجى زيدان عيزهج."
محاسن: "روحي همي ياله، همي!"
تخرج نجمه لمقابلة زيدان:
نجمه بابتسامة: "يامرحب بالغالي!"
زيدان بابتسامة عريضة: "مرحب بيكي، نجمه الكون كله."
نجمه: "نجمه الكون بحاله؟"
زيدان: "وأكتر والله!"
زيدان فجأة: "بصي يا بت الناس، أنا راجل صعيدي ودوغري، وعاوز أتجوزك."
نجمه بدهشة: "بسرعه كده؟"
زيدان: "آه بسرعه كده. ليه؟ أنا ما بعرفش ف العشق والكلام الماسخ ديتي."
نجمه بصدمة: "العشق كلام ماسخ؟! أنا بجى عاوزه واحد يحبني ويعشقني زي محاسن وعمار!"
زيدان: "شوفي بجى واحد زي عمار، أنا ماشي."
نجمه بابتسامة: "مع السلامة. وانت على طول جافل حواجبك كده؟ راجل نكدي! بس عحبه بردك... أنا بجى عخليك تعشقني العشق كله!"
تعود نجمه إلى الداخل:
جمريه: "أمال فين زيدان؟"
نجمه: "مشي."
محاسن: "ليه، يا بومه؟"
نجمه: "أصلي جولتله عاوزاك تعشقني زي عمار. مبيعشق!"
محاسن: "دلوك عجبك عمار؟!"
يتصل عمار بمحاسن:
محاسن: "عمار، عامله إيه يا حبة الجلب؟"
عمار: "محاسن، في مفاجأة: جمريه جات عندكوا؟"
محاسن: "بجد؟ خد حدتها اهي!"
عمار: "عامله إيه يا خيتي؟"
جمريه: "زينه، الحمد لله." "مش احنا لجينا يوسف؟"
عمار: جد والله
جمريه: "آه والله، وصجر مسافرله الصبح."
عمار: "خلاص، أنا جاي الصبح."
نجمه بضحكة: "مش جولتك بارد ومهيصدج؟"
محاسن: "اخرسي يابت! ينور نور عيوني يا عمار."
تغلق جمريه الهاتف وتسأل غزاله
جمريه: "أمال خالتي فينها؟"
محاسن: "والله يا جمريه، عيانه من وجت ممشيتك. يادوب تاكل اللجمه وتنام."
جمريه: "أنا عخش أطمن عليها."
تدخل جمريه عند غزاله:
غزاله: "مين؟"
جمريه: "أنا، يا خاله."
غزاله بفرحه: "جمريه؟ تعالي يا حبيبتي! عامله إيه يا بتي؟"
جمريه: "الحمد لله، زينه."
غزاله بسرعة: "ومحمود عامل إيه دلوك؟"
جمريه باستغراب: "بجى زين، الحمد لله."
غزاله: "صح بجى زين؟"
جمريه: "آه والله، الحمد لله."
تحتضنها غزاله بحب.
تخرج غزاله لتأكل معهم وسط استغراب بناتها، وتبدأ محاسن في تجهيز العشاء:
البنات: "بركاتك يا جمريه!"
__________________________________
كان يقود العربية في طريقه للنجع، يحدث نفسه:
زيدان: "أحدد صجر، أجوله على الحجيجه."
يتصل بصقر:
صقر : "وصلت جمريه يازيدان
زيدان: "آه، وصلتها
صقر: جالتلك على اللي حصل؟"
زيدان: "زياد يا كبير كان عاوزها تتحددت مع البنيه اللي ناوي يخطبها. بس كان مستني لما يكلم ناسها وبعدها يكلمك. يعني انت ظلمتها يا صجر."
صقر: "عندك حق، بس برده كان لازم جمريه تبعد عن البيت عشان معاملة أمي ليها. خلي بالك عليها، يا زيدان. أنا مسافر عشان عرفنا مكان يوسف، وإنشاءالله هجيبه وأعاود. مش هوصيك."
زيدان: "ف عنيا، يا كبير."
يغلق صقر الهاتف:
صقر: "كده أحسن. خليها بعيده عن أمي."
__________________________________
يتصل عمار بعزام:
عمار: "عزام، أنا عاوزك تجول لزبيده إني رايح بكرة عند الغازيه ف بيتها. فاهم؟ وياريت تجولها تعالي معايا."
عزام : "و بعدين،
عمار :تراجبوني لغاية ما أدخل البيت بس، وبعدها ترجعوا وتفهمها إني عكتب كتاب أبوي على الغازيه. فهمت؟"
عزام: "هو كل شويه تجوللي فهمت؟ والله بفهم!"
_________________________________
صقر في المطار
صقر يحدث نفسه: "يارب يا ميمو تكون صاحي."
يتصل بميمو:
صقر: "كنت جلجان الجاك نعست."
ميمو: "كويس إنك اتصلت، يوسف رجعلة الذاكرة."
صقر بفرحة: "بتتكلم جد؟"
ميمو: "آه والله، جد، بس هو واقع في مشكلة."
صقر: "مشكلة إيه؟"
ميمو يحكي له ما حدث مع يوسف.
صقر: "اسمعني كويس يا ميمو، هتبلغ يوسف ميعملش أي حاجة. أنا فاضل على طيارتي ساعتين. هجيلك عشان نشوف هنعمل إيه."
ميمو: "تمام يا صعيدي."
صقر يتصل بزيدان:
صقر: "اسمعني زين."
زيدان: "حاصر خير."
صقر: "يمكن أكون مشغول ومعرفش أتحدد معاك. عاوز عينك وسط راسك، تخلي بالك على الكل، وخصوصي جمريه."
زيدان: "عيني يا كبير، بس خلي بالك على نفسك."
صقر: "ربك هو الحافظ. سلام."
زيدان: "سلام يا كبير."
___________________________________
(في بيت محاسن)
نجمه: "جوليلي يا جمريه، إيه أخبار سي صجر؟"
جمريه: "أهو جاعد في بيتهم."
نجاه: "تبجي زمانه مني."
جمريه: "لا، مفيش حاجة."
محاسن: "لاه جد؟ مالك؟"
جمريه: "حضّرته بعد ما خرجني وفسحني، جاللي إنه عيحبني. بس بعد ما روحنا شافني بهزر مع زياد أخوه، جعد يزعج. هي أمه نجاه، منها لله. جعدت تجعر لما سمعها، ونزل زعجلنا."
غزاله كانت تسمع من بعيد:
غزاله: "لساتها نجاه جويه وصوتها عالي."
نجمه بسخرية: "مش ناوية تجوليلي إيه بينك وبين الناس ديتي يا أما؟"
غزاله: "نجمه، حنّ عليكي يا بتي، سيبيني ف حالي."
تدخل غرفتها.
جمريه: "مش حجك يا نجمه تزعلي خالتي."
نجمه: "وأنا جلت إيه عاد؟ أمي عيانة من وقت ما عرفت إن أبو صقر ديتي عيان. هجن يا جمريه، عاوزه أعرف فيه إيه؟"
محاسن: "من حجنا نعرفه يا جمريه."
جمريه: "استهدوا بالله. تعالوا ننام وبكره يحلها الحلال."
_____________________________________
في نجع الصياد، عزام وزبيده:
زبيده: "خير يا عزام؟ لما كلمتني ف التلفون وجولتلي عاوزني ضروري، جولت أجعد ف الجنينة استناك!"
عزام يحكي لها ما قاله عمار.
زبيده: "آه يا واد الحرام يا عمار! عاوز تجوز أبوك؟ طيب مش يمكن يكشفك؟"
عزام: "لأ، مكشفنيش. وتعالي معايا بكره وشوفي بنفسك."
زبيده: "صح، أنا عاجية معاك عشان أجندل عيشته هو وأبوه!"
عزام: "اعملي معروف، معيزينش فضايح."
زبيده: "اتأكد بس."
يتركها عزام ليبلغ عمار بكل شيء.
عمار: "عافيه عليك، راجل يعتمد عليه، صح!"
________________________________
(في بيت صقر)
الحج محمود يصحو وينزل للدور الأول: "معقولة جمريه نايمه لدلوك؟"
ينادي على نعمه: "صباح الخير يا حج محمود. خير؟"
محمود: "صباحين عليكي يا بتي. أمال فين جمريه؟"
نعمه: "مشت عشية."
محمود بقلق: "مشت؟ راحت فين؟"
نعمه: "أصل..."
محمود: "جوليلي يا بتي، فيه إيه؟"
نعمه: "هجولك يا حج، بس بلاش الحجه تعرف، لتسود عيشتي."
محمود: "جولي ومتخافيش."
تحكي له نعمه كل ما حدث.
محمود: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والبنيه راحت فين؟"
نعمه: "أخوي زيدان خدها وراح معرفاش فين."
محمود: "فينه زيدان؟"
نعمه: "بيشرب الشاي برا، أندهه لحضرتك؟"
محمود: "خليكي، أنا رايح عنده."
عند زيدان:
محمود: "جولي إيه بجى اللي حصل؟ ولما يصحي صقر باشا، ليا معاه حديت تاني."
زيدان يحكي له كل شيء وان صقر غادر هو الاخر
محمود: "متعرفش حد إني عرفت. وبعد المغرب هنروح نطمن على البنيه ونراضوها."
**
تتوقعو مقابله محمود وغزاله هتبقى ازاي وياترى ايه علاقتهم ببعض ؟؟
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 22
(في نجع الصياد)
كان أمين جالسًا على مائدة الإفطار و في الجهة الأخرى، جلست زبيدة تغلي بداخلها ؛وكان عمار نازل من غرفته.
عمار: صباح الخير عليكم
أمين: "تعالى افطر يا عمار."
عمار: "حاضر يا أبوي."
زبيدة (بحدة): "أمال حكايتك إيه يا عمار؟ بطلت تطلب مني فلوس؟ ولا حتى عتسأل عن حالنا ؟"
عمار : "متجلجيش كل حاجه مليحه
أمين (مقاطعًا): "همليني لحالي اناوولدي بدل ما انتي جاعده معتاكليش وعما تتطلعي علينا كانك اول مره تشوفينا
زبيدة: "اديني جايمه اهه
أمين: "جومي جامت جيامتك يا بعيده اه لو ياجيكي عيار يخلصنا منيكي
كان عمار يبدو شارد الذهن، غارقًا في أفكاره.
أمين (بصوت عالٍ): "سرحان في إيه يا عمار؟"
لم يرد عمار في البداية، بينما زبيدة كانت تراقب الحوار بصمت.
عمار: "ولا حاجة، يا أبوي، بس بفكر شوية."
في تلك اللحظة، لاحظ عمار خيالًا يتحرك في المكان.
أمين : "بسرعه جبل المحروجة دي متاجي
عمار : "عايز ايه "
أمين: "عملت إيه مع همام؟"
عمار : "بكرة أو بعده، الغازية هتبقى مرتك ."
أمين: "جد يا عمار؟"
عمار: "جد الجد."
أمين: " ولدي صح يعمار فر حت جلبي ده انا هاين عليا اجوم ارجص
عمار: "اهدا بجة لتسمعك زبيدة."
أمين: "صح، صح. عبجى اعرفها بعد الجواز وبراحتها بجى تجعد زي المركوب الجديم
عمار (ضاحكًا): "ده انت جلبك بجى شديد اهه!"
أمين: "جسوتها ياولدي هيا اللي خلتني كرهتها المهم سيبك من سيرتها اللي عتغم النفس ديه
عمار (واقفًا): "عايز حاجة مني قبل ما أطلع؟"
أمين: "على فين
عمار :اشوف حالى بجى
امين: من صباح ربنا كده
عمار: ما كله عشانك ."
خرج عمار واتصل بعزام.
عمار: "تمام أنا عجولها دلوقتي."
عزام: "تمام."
أغلق عمار مع عزام، واتصل عزام بزبيدة.
عزام: "إيه يا ست الكل؟ هتيجي معايا عشان نراقبه؟"
زبيدة: "لا خلاص يا عزام، روح انت وحدك. ولا أقولك، روح شوف مزرعة السمك أحسن منيهم هما الاتنين."
عزام: "حاضر يا ست الناس."
أغلق عزام الهاتف، واتصل بعمار وحكى له كل ما حدث.
عمار: "هيّا كل اللي يهمها الفلوس، خلاص ريّحتنا."
عزام: "أقولها إيه؟"
عمار: "قولها إن بكرة جاي تاجر كبير يشتري مننا إنتاج السمك بتاع المزرعة."
عزام: "حاضر."
أخبر عزام زبيدة بما حدث، لتغلق الهاتف وتذهب إلى أمين، الذي كان سرحان.
زبيدة: "مالك يا أمين؟"
أمين مش بيرد.
زبيدة: "الولعة هتحرج الفرش يا حزين!"
أمين: "ماخدتش بالي."
زبيدة: "أنا خارجة رايحة مشوار وجاية، والخدامين هيعملوا الغدا على ما أجي."
أمين: "ماشي، روحي."
قالت زبيدة في نفسها: "والله لأخلص عليك انت وولدك، وآخد كل حاجة لنفسي."
____________________________________
في إيطاليا، يجلس صقر مع ميمو...
صقر: اطلب لي يوسف، عايز أكلمه وأطمن عليه.
(ميمو يخرج هاتفه ويتصل بيوسف)
ميمو: أيوه يا يوسف، أخبارك إيه؟
يوسف: بخير، الحمد لله.
ميمو: طيب خد كلم صقر.
يوسف: صقر؟ هو صقر عندك؟ هاته، ده واحشني جدًا.
(يمسك صقر الهاتف)
صقر: يوسف، حبيبي، أخبارك إيه يا صاحبي؟ جلجتنا عليك يا راجل.
يوسف: ميمو حكالك؟
صقر: آه، متعملش أي حاجة وأنا هتصرف.
يوسف: طيب، أخبار أبويا وأختي إيه؟
صقر: تمام تمام، كله بخير. المهم، انت متخليش أي مخلوق يعرف إنك افتكرت أو إنك تعرف حاجة، أرجوك يا يوسف.
يوسف: تعبك معايا يا صاحبي.
صقر: لا يا صاحبي، مفيش تعب ولا حاجة. اجفل دلوك ، وبعدين هنكلمك، بس خليك في الأوضة كأنك تعبان.
يوسف: حاضر.
(يغلق صقر الهاتف مع يوسف، ويتحدث مع ميمو)
صقر: لازم نروح السفارة ونبلغ المسؤولين بكل حاجة.
ميمو: طيب ارتاح الأول.
صقر: مافيش وقت.
ميمو: هكلم صاحبي هناك عشان يسهل لنا الأمور.
(يتصل ميمو بصديقه، وبالفعل يذهبان إلى السفارة ويشرح ميمو ما سمعه من يوسف للمسؤول)
مسؤول السفارة: عايز أكلم يوسف عشان أفهمه يعمل إيه.
(يتصل ميمو بيوسف)
يوسف: أيوه يا ميمو.
ميمو: كلم يا يوسف، مسؤول السفارة هيقولك تعمل إيه.
مسؤول السفارة: يوسف، كل اللي مطلوب منك إنك تبلغنا بميعاد العملية، وأنا بدوري هنسق هنا مع البوليس عشان يقبضوا على العصابة متلبسين.
يوسف: بس بنته ما تعرفش حاجة.
مسؤول السفارة: إحنا هدفنا ياسر وعصابته، الناس دي بيسيئوا لسمعتنا هنا.
يوسف: حاضر.
(يعطي المسؤول رقمه الخاص ليوسف)
مسؤول السفارة: كلمني في أي وقت.
يوسف: حاضر يا أفندم.
(يغلق المسؤول الهاتف، وينصرف ميمو وصقر من السفارة)
صقر: ميمو، أنا كده ارتحت شوية، بس حاسس إني داخل على دور برد.
ميمو: طيب نروح البيت، ريّح نفسك.
(يصلان إلى المنزل)
صقر: روح شغلك أنت، وأنا هنام شوية، ولما أصحى هاجي لك.
ميمو: تمام، خليك على راحتك.
(يذهب ميمو ويترك صقر ليستريح في المنزل).
________________________________
في نجع الصياد...
تذهب زبيدة إلى الصيدلية لتشتري شيئًا وتعود بسرعة إلى المنزل.
أمين: عاودتي بسرعة يعني.
زبيدة: معدتي وجعتني، قلت خليها ليوم تاني، بس هخلي واحدة من الخدامين تعمل لي شوربة خضار.
(أمين في سره): يا رب تكون آخر طفحة ليكي.
عند عمار...
(يتصل عمار بمحاسن)
عمار: هاجيكم آخر النهار عشان خِلجاتي، اتغرجوا، هروح أغير وأجي.
محاسن: حصلك حاجة؟
عمار: لأ، ده أنا كنت لسه أعبي العربية واتعنجِلت ووقعت في الطين.
محاسن: ماشي يا جلبي، هنستناك.
(يذهب عمار إلى المنزل)
أمين: واد حلال، هيحضروا الغدا، اجعد كل معانا.
عمار: والله جعان.
في هذا الوقت كانت زبيدة في المطبخ. خرجت للخدم وقالت لهم: "روحوا روجوا السفرة وتعالوا خدوا الوكل". وبعد دقيقة خرجت من المطبخ وأحضر الخدم الغداء.
بدأ أمين يأكل بشراهة، أما عمار كان يتحدث مع زيدان عن زيارتهما لمحاسن. فجأة صرخ أمين صرخة شديدة وبدأ يتقيأ دمًا.
عمار: مالك يا أبوي؟ حصلك إيه؟
أمين : بطني... بطني... يا عمار، الحقني يا ولدي... سكاكين... الحجوني!
زبيدة: من عشية وبطنه وجعاه، تلاقيه من الجرجدية اللي شربه.هو أنت كلت مع أبوك ياعمار ؛ اصل اني بطني وجعاني وخليتهم يعملولي شوربه
عمار: لاع كنت عتحدد على التلفون.
زبيدة: اعملوا إيسون يا بت، وأنتِ وهيّا!
(لا زال أمين يتألم بشدة)
عمار: لأ، أنا هاخده المستشفى.
زبيدة (بخوف): مستشفى إيه؟ هو هيشرب إيسون وهيبجى زين.
بدأ أمين يزرقّ، فاستعجل عمار لإحضار السيارة.
زبيدة: ماشي، روح، سلامتك يا أمين، ألف سلامة.
(تقترب زبيدة من أمين وهمست في أذنه): "مش هتلحق توصل المستشفى، روحك هتطلع جبل ممتوصل ".
(كان أمين يتألم ألمًا شديدًا، وجاء عمار ليأخذه إلى المستشفى. وفي الطريق...)
أمين: اسمعني يا عمار، أنا مش هلحج المستشفى.
عمار: بعد الشر عليك، إن شاء الله هتلحج وهتبجى زين.
أمين: اسمعني بس... أنا شاكك إن زبيدة سممتني، عشان قالت لي في ودني: روحي عتطلع جبل ما أوصل. عاوزك تسامحني يا عمار وتخلي جمريه تسامحني... وخلي بالك على نفسك.
(توقف أمين عن الكلام، وفقد الوعي. وعند وصولهم لباب المستشفى، توفي أمين).
عمار (يصرخ): الحجوني! أبوي جطع النفس!
(يأتي الممرضون ويأخذون أمين على النقالة).
(يفكر عمار في كلام أبيه): "إزاي زبيدة تعمل نفسها بطنها وجعاها وما تجيش معانا؟ وإيه الكلام اللي قاله أبوي؟ تلاقيها تخاريف عيا، عشان كمان غمي عليه".
(يخرج الطبيب من غرفة الكشف)
الطبيب: المريض وصل المستشفى متوفي، وفيه شبهة جنائية في الوفاة. لازم نشرح الجثة عشان نعرف السبب.
عمار: بتقول إيه يا دكتور؟ لأ، أبوي عايش، صدجني!
الطبيب: ده أمر ربنا، يا ابني.
(عمار يبكي): "أبوي، هملتني ليه يا أبوي؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يرحمك".
(عمار يحدث نفسه): "يبجى كلامك صح يا أبوي... أنا لازم أنتجم منك يا زبيدة. بس الأول لازم أتفق مع الدكتور"
(يتفق عمار مع الطبيب أن يقول لزبيدة إن أمين أكل طعامًا فاسدًا وإنهم هيعملوا له غسيل معدة وهيخرج بكرة).
(يتصل عمار بزبيدة)
زبيدة (بتمثيل): كنت لسه هتصل عليك، أطمن على أمين.
عمار: خدي الدكتور بيكلمك.
(الدكتور يشرح لزبيدة ما اتفق عليه مع عمار لتطمئن زبيده ويغلق الهاتف )
الدكتور: طيب، أنا لازم أبلّغ.
عمار (يبكي): "اتصرف كيف ما انت رايد، يا دكتور".
يتصل الطبيب بالقسم ويبلغهم بما حدث. بعد تحقيق الإجراء القانوني، يصدر إذن من النيابة بتشريح جثة أمين. وبالفعل يتم التشريح، ويكتشف الطبيب أن أمين قُتل بالسم الذي وُجدت بقاياه في الطعام الموجود في الأمعاء، ويتأكد من أن السم كان سريع المفعول. يتم كتابة التقرير وتوثيقه، وتصدر النيابة أمرًا بدفن الجثة مع استدعاء جميع أفراد المنزل لأخذ أقوالهم.
___________________________________
في مكتب وكيل النيابة...
يطلب عمار التحدث مع وكيل النيابة ويخبره بما قاله له والده قبل وفاته.
وكيل النيابة: احنا محتاجين دليل واضح، وهنحقق مع كل الموجودين في البيت.
_____________________________________
(في منزل الصياد)
تشعر زبيدة بالاطمئنان بعد سماعها من الطبيب أن أمين بخير، وتعتقد أن لم يكتشف موضوع السم.
________________________________
في المستشفى...
يتصل عمار بعزام.
عمار: أبوي توفى، بس أوعى حد يعرف حاجة.
عزام: البقاء والدوام لله، يا باشا.
عمار: سبحان من له الدوام، الله يرحمك يا أبوي.
يذهب عزام إلى عمار، ويتم دفن أمين وسط بكاء عمار على والده.
عزام: متبكيش يا عمار، الرجالة ما تبكيش، لازم ناخد تار الحج أمين عشان روحه ترتاح.
عمار: تار إيه بس؟ احنا هنوصلها لحبل المشنجة ونخلص من شرها.
_________________________________
عند محاسن...
تتصل محاسن بعمار، ويرد عليها وهو يبكي.
محاسن (بلهفة): مالك يا نضري؟ فيك إيه؟
عمار: جمريه فين؟
محاسن: جاعدة برا مع نجمة.
عمار: عايزك ف حاجة، وأوعي تخبريها، أوعي يا محاسن.
محاسن: فيه إيه؟ وبتبكي ليه؟
عمار: أبوي... تعيشي انتي.
محاسن (بذهول): يا مري، كيف؟
عمار: الملعونة زبيدة خلصت عليه.
محاسن: أجيك فين طيب؟
عمار: خليكي مطرحك، بس زي ما قلتلك، أوعاكي تخبري حد لغاية ما يقبضوا عليها. ولو جمريه سألتك عليّ، قولي لها إننا اتخانقنا، وأنا لو كلمتني مش هرد عليها. اقفلي دلوقتي، خليني أشوف وراي إيه.
___________________________________
(وفي النيابة)
تصدر النيابة قرارًا باستدعاء كل من كان في المنزل وقت الحادث للتحقيق معهم. تُرسل قوة من القسم للقبض على الجميع، بما فيهم زبيدة.
زبيدة (بتوتر مصطنع): فيه إيه؟ عاوزين إيه؟
العسكري: حضرة الباشا عايزكم كلكم.
يتم تقيدهم جميعًا إلى القسم، حيث يبدأ التحقيق مع الخدم.
________________________________
وفي نجع الصياد...
الحاج محمود: زيدان، معرفش ليه ريجي ناشف ونمت كتير.
زيدان: ده العشا يدنت يا حاج محمود.
الحاج محمود: يعني قصدك الوقت اتأخر؟
زيدان: لاه، احنا في الصيف واليوم طويل.
الحاج محمود: خلاص، يلا بينا نروح نطيب خاطر البنية.
زيدان: حاضر يا حاج.
______________________________
(في النيابه)
بدأ التحقيق مع الخدم
الخدم جميعًا: الست زبيدة خرجتنا من المطبخ عشان نروق السفرة، وفضلت هي لوحدها في المطبخ.
بعد انتهاء التحقيق مع الخدم، ينادي العسكري على اسم زبيدة لتدخل التحقيق.
زبيدة (بتصنع الجبروت): خير، عاوزين مني إيه؟
وكيل النيابة: عاوزك تحكيلي اللي حصل بالظبط.
زبيدة (ببرود مصطنع): وأنا أعرف منين؟ وانتو جايبنا هنا ليه؟
وكيل النيابة (بحزم): انتي متعرفيش إن جوزك مات مسموم؟
زبيدة (بتظاهر بالصدمة): أمين! أمين اتقتل؟ كيف؟ مين اللي قتله؟ آه يا مرك يا زبيدة!
(تبدأ في النواح والتمثيل): "جالي حزينه، جولت من يومي وزعو النوايب، طلع الكبير كومي."
ثم تتظاهر بفقدان الوعي وتنهار على الأرض.
_______________________________
وعند بيت محاسن...
يصل زيدان والحاج محمود إلى المنزل. يطرق زيدان الباب، لتفتح لهم نجمة.
نجمة (باستهزاء): إيه اللي جابك تاني؟
زيدان (بحزم): اتحشمي يا بنت! الحج الكبير معايا، رايد يطمن على جمريه.
نجمة (بخبث): الحج الكبير! يامرحب يامرحب، خلي يدخل.
يدخل الحاج محمود إلى البيت.
محمود: السلام عليكم.
نجمة: عليكم السلام، ادخل يا حج، بيتك ومطرحك. دقيقة بس أنده لجمرية.
تذهب نجمة لنداء جمرية، التي تأتي لتسلم على الحاج محمود وتجلس معه.
نجمة: عن إذنكم، تشربوا إيه؟
الحاج محمود: كتر خيرك يا بنتي.
نجمة: لا والله، هعملكم ليمون.
تخرج نجمة وتتوجه إلى أمها غزالة، التي كانت جالسة مع محاسن.
نجمة: أمي، تعالي كلمي. جمريه قاعدة مع زيدان.
غزالة: ماشي، جاية وراكي. تعالي يا محاسن، نشوفهم.
تخرج غزالة ومحاسن، ويتجهون إلى الغرفة. تفاجأ غزالة برؤية الحاج محمود.
غزالة (بذهول): محمود! محمود!
الحاج محمود (بدهشة): غزاله ؟ كنتي فين كل ديتي يا ضي عيني؟ وينها بتي؟ فوتوني ليه؟ اتكلمي يا غزالة، وينها صبا بنتي؟
يلتفت محمود إلى محاسن.
الحاج محمود: بتي هي دي بتي، صح؟
غزالة (ببكاء): آه، هي، هي صبا بتك. ونجمة كمان بنتك. لما هددتني نجاة كنت حبلى فيها.
ينظر الجميع إلى غزالة بذهول.
محاسن: هو ده أبوي؟ مش جولتي إنه مات؟
نجمة: أبوي! كيف؟ فهمينا. اتحدتي يا أما!
غزالة (بحزن): هقولكم على كل حاجة...
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 23
(في النيابة)
وكيل النيابة: قومي يا ولية، بلاش تمثيل. إحنا فتشنا أوضتك ولقينا إزازة السم.
يأمر وكيل النيابة بحبس زبيدة أربعة أيام على ذمة التحقيق.
زبيدة (بصوت متقطع): أنا ما كتلتهوش!
وكيل النيابة: خدها يا عسكري.
زبيدة (تنهار وتعترف): آه، كتلته... بعد ما نضفته وصرفت عليه، عاوز يجوز واحدة الغازيه عليّ. وكان نفسي كمان أخلص من ولده، بس مكلش من الوكل كان لازم اخلص من الاتنين.
وكيل النيابة: واديكي اعترفتي عسل اوي
زبيدة (بمرارة): بس أنا خسرت كل حاجة.
وكيل النيابة: والاعدام في انتظارك.
______________________________________
( في منزل محاسن)
في لحظة الصدمة والذهول...
نجمة (بعصبية): احكي يا أمي! جولي، حرام عليكي، سكتي ليه؟
غزالة (بتنهيدة وبكاء): أنا كنت عرجص في الموالد، ومحمود كان متجوز نجاة ومخلف منها صجر وهيام. لكن كان الجواز غصب عنه، وأول ما شافني حبني وطلب يتجوزني ؛ وانا كت عرفض لكن محمود صمم وانا كت حبيته.
غزالة تكمل قصتها:
"واتجوزنا ف السر عشان كان خايف من ابوه عشان كان شديد جوي وهما عيله كبيره وانا غازيه واتجوزنا ف السر ومحمود خدلي شجه ف سوهاج وعشت معاه احلي سنتين ف عمري كان حنين وكريم وكان ياجيني يومين ف السبوع وحملت بعد شهر ومحمود كان خايف عليا جابلي واحده تخدمنيى اللي الخاله فهيمه اللي ربتكم معاي وبجى محمود يجعد معاي كتير وكانت نجاه عتتخانج معاه فجلها أنه اشتري جديده وعيراعيها وصدجته وأبوه جالها الحديت صح عشان محمود وراله عجود ارض كان عاملها مع صاحبه .
"ولما ولدتك ياصبا عييت وابوكي خاف عليا ؛ جال لازم يعرف أبوه وعرف أبوه وبعد ما أبوه اتعرك معاه ف الآخر جله خلاص هي بجيت مرتك وبتها تبجى لحمنا هاتها تعيش معانا وطبعا روحت اعيش معاهم نجاه زجتني مر الدنيا كله ومكنتش بجول لمحمود وف يوم محمود جاللي أنه مسافر مع أبوه مصر عنديهم واجب وعيجعدو تلت ايام جولتله رجعني بيتي ولما تاجي تعالى خدني بس أبوه جال لع ولو مشتيي تهملي بتنا وجعدت ومحمود طمني أن نجاه خلاص رضيت بالمكتوب .
" وبعد مسافرو جولت اجعد ف اوضتي لحالي انا وبتي وعدي النهار ولجيت نفسي جسمي تجيل مجدراش اجوم ولجيت نجاه داخله علي الاوضه ومسكت بتي وف يدها سكينه وجالتلي جدامك للصبح لو مغورتيش من هنيه عموتلك بتك انا اتشجعت وجولتلها ولاتجدري تعملي حاجه ولجيتها جربت السكينه وجرحتك ف يدك يا صبا والجرح كان كبير ولساتها الخياطه سايبه مكان جالتلي اكمل علي رجبتها ولا تغوري اترجيتها جالتلي عجول انك كتلتي بتك أو اخلص عليكم انتو الاتنين وأصرخ واجول حرامي خوفت علي بتي ولجيت نجاه عتديني فلوس وجالتلي تهملي الصعيد كله والا متعرفيش ايه اللي عيجرالك ولو عاودتي وحكيتي لمحمود عجوله اني لجيت معاكي واحد ف الأوضه والخدامين كلهم عيشهدو عليكي وندهت علي الخدامين عتجولو ايه لو عاودت تاني جالو عنجول كان معاها راجل ف الاوضه وكانو علي السرير حبيت علي يدها ضربتني بالجلم وجالتلي خلصي يا غازيه وغوري .
غزالة بدموع: وخدت بتي وخلجاتي وركبت الجطر وروحت علي بت خالتي كانت جاعده ف دمياط واول موصلت جولتها جالتلي والعمل جولتلها شيعي حد للخاله فهيمه يجيبها وجات الخاله فهيمه وبت خالتي اجرتلي الشجه اللي جصادها وف يوم تعبت جوي وعرفت اني حبله وجيتي انتي يا نجمه وبعد ماولدتك اشتغلت غازيه ف الموالد وربيتكم والخاله فهيمه بعديها بعشر سنين اتوفت وبت خالتي حصلتها ورجعت بيكم تاني سوهاج وجولت ابجى جار محمود واطمن عليه من بعيد وكل ما افكر اروح افتكر نجاه وكلامها
واشتغلتو انتو وبجيتو تصرفو عليا.
كل هذا محمود يبكي هو والكل
ليقول ياالله ياغزاله كل ديتي جرالك ودول بناتك؟!
غزاله : انا جولت اغير اسم صبا واسميها محاسن وسميت نجمه زي ماكنا متفجين لو حبلت تاني وجات بت نسموها نجمه
محمود: "انا لما رجعت وسألت عليكي نجاه جالتلي انك روحتي تزوري الخاله فهيمه وجولتي هتجعدي عنديها يومين حتي الخدم جالو نفس الكلام ودورت عليكم كتير سنين وسنين بدور علي مرتي وبتي علي جلبي اللي اتفطر ببعدكم واسأل حالي هملتيني ليه وف الاخر نجاه جالتلي آن واحد من الغفر شافك مع واحد في المنيا وأنكم دخلتو بيت مع بعضكم روحت ودورت بس مصدجكتش انا خابرك زين ياضي عين محمود وبعدها جاني السكر والضغط وركبني العيا والمرض وتعبت من كتر اللف عليكم وكل يوم ادعي ربنا يجمعني بيكم عشان تاجي جمريه وتكون السبب ف لم الشمل .
" بناتي اللي اتحرمت منيهم تعالو ف حضن ابوكم اتربيتم ف الفجر والغلب وابوكم عايش على وش الدنيا والله لاعوضكم عن كل اللي شفتوه تعالو ف حضن ابوكم يا جلب ابوكم
ليحتضن بناته ومعهم غزاله
محمود : يلا جومو كلنا هنرجعو البيت
محاسن :بيت مين
محمود :بيتكم يابتي
وجمريه تقطع الحديث وتقول:
جمريه: معلش يا عمي، اسمحلي أجول حاجة.
محمود: جولي يا وش السعد، يا اللي جمعتي الحبايب.
جمريه: ياريت يعني يا عمي نستنى لما صجر ويوسف يعادوا بالسلامة، عشان صجر يعرف إنه بردك أخوهم، ويهمه مصلحتهم، وهو اللي حيقدر على والدته يعني.
غزاله: جمريه بتتكلم صح. أنا شفت صجر مرة واحدة، بس حسيته محمود في شبابه؛ معلش يامحمود.
محمود: نفسي ما اضيعش دقيقة بعيد عنكم. سامحوني.
محاسن: إنت ملكش ذنب يا أبوى.
محمود: جوليلي يا بناتي.
محاسن: ملكش ذنب يا أبوي، ولا إيه يا نجمه؟
نجمه: والله لروح وأفرس لكم نجاة ديتي وأربيها يا أبوي.
محمود: اعملي اللي عايزاه يا قلب أبوكي.
محاسن: وأنا معاك.
محمود: وأنتي يا نور عيني.
جمريه (ببكاء): الله يرحمك يا أبويا.
محمود: أنا مكانه، يا بنتي. أنتي بنتي كيفهم بالظبط.
نجمه: يعني صجر الجمر ديتي يبقى أخويا؟
جمريه: وفيه زياد جمر برده.
محمود: محدش طالع لنجاة غير هيام، خربت بيتها بيدها.
جمريه: صح. أخبار حبايبي الصغيرين إيه؟
محمود: والله يا بنتي بيبكوا من وقت مامشيتي.
جمريه: وحشوني جوي، وخصوصي حور. تعرفي يا محاسن إن حور فيها شبه كبير جوي منيكي؟
محاسن: صح.
جمريه: آه والله.
محمود: صبا، اسمها صبا.
وكل هذا وزيدان جالس، وفي رأسه ألف سؤال. "يا ترى كده هجدر أتجوز نجمه؟ وكيف هتجوزها وهي أخت صجر وبنت الحج؟ ويا ترى هي هترضى بيا بعد ما عرفت؟"
محمود: فينك يا زيدان؟ مش معانا ليه؟
نجمه: كنه جاعد مع ناس تانية.
زيدان: لاه والله يا ست نجمه.
نجمه: إيه ست دي كمان؟
زيدان: العين ما تعلاش على الحاجب.
نجمه (تضحك): تعلى لو ورمت، يا خفيف. اسمعوا بجى، أنا ما أحبش النكد. اضحكوا وفرفشوا كده، خلاص لجينا أبويا وطلع جمر، وعيونه ملونة.
محمود: الله يكرمك يا بنتي.
نجمه: عجولك إيه يا أبويا؟ خد أمي، وادخلوا الأوضة تلجاكم. عاوزين تتحدتوا لحالكم.
محمود: عيني عليكي يا نجمه،
نجمة: أصل يا أبويا عجولك إني معجبة بواحد. بعيد عنك كيف القطر، معيهزرش، وأقوله: عجولك، يقول لي: ماليش أنا في الكلام الماسخ ديتي.
ليغمز لها محمود وينظر لزيدان.
محمود: أصل طول عمره مرباي مع الحمير، صح يا زيدان؟
زيدان: جصدك إيه؟
محمود: جصدي إني عارف إنك عينك على نجمه بتي، وأنا موافق، بس ياجي صجر بالسلامة، أحسن والله محد هيربيك غيرها.
نجمه: ده هخليه يجول يا خلق هو.
ويضج الجميع بالضحك.
غزاله: بعدين يا نجمه، نتحدت في كل حاجة، أهم حاجة دلوك محدش يعرف أي حاجة، ولا حتى صجر. لما يعادوا بالسلامة، ابجوا عرفوه. ولا حتى تعرفي عمار، يا محاسن.
محمود (مستغرب): وإيه دخل عمار؟ ومحاسن تعرفه ليه؟
نجمه: أقولك أنا. أصل عمار يعتبر يعني خطيب محاسن.
جمريه: عمي، عمار اتغير وبجى زين، ووقف جنبي، والفضل لربنا ولمحاسن.
محمود (بتنهيدة): يحلها ربنا على حبة عيني. أمشي وأسيبكم.
غزاله: لازم تروح يا محمود. واديك عرفت مطرحنا. ابقى تعالى كل ما توحشنا.
محمود: أنتو واحشيني، وأنا قاعد جاركم.
وفجأة رن تليفون محمود:
نجاه (بصوت غاضب): فينك؟ أمال عيال بتك بيبكوا وعايزينك؟ وأنا مخي وجعني.
محمود : أنا وزيدان في مشوار، ادينا جايين أهو.
يغلق محمود الهاتف، ويودعهم ويذهب.
_____________________________________
في المستشفى، كانت هيام تتحدث في التليفون، فجاءتها الممرضة:
الممرضة: حضرتك عندك عملية دلوقتي.
هيام (بضيق): مش عارفة، عندي صداع. اعمليلي قهوة وهاتيها.
الممرضة: حاضر.
خرجت الممرضة لتقابلها الدكتورة مروه.
مروه (بتعجب): إيه؟ مش بتهد أبداً؟
الممرضة: عملتي إيه مع ابنك وجوزك عشان موضوع الشيفت الليلي؟
مروه: والله، جوزي لسه تعبان، وابني خليته عند جارتي. بس طبعاً بيزن طول الليل، وبتوديه لأبوه. ما أنتي عارفة إن أهلي وأهل جوزي في طنطا.
الممرضة: ربنا يعينك. هروح أعملها قهوة، بتقول عندها صداع.
مروه (بحقد): نفسي أشفي غليلي منها.
الممرضة: ومين سمعك؟
مروه (بفكرة شريرة): تعالي نحطلها حبوب هلوسة في القهوة.
الممرضة (مرعوبة): أنتي عايزة تودينا في داهية؟
مروه: متخافيش. نص حباية بس، وهنطحنها مع السكر عشان لون القهوة ما يتغيرش.
وبالفعل نفذوا خطتهم. وعندما قدمت الممرضة القهوة لهيام:
هيام: هاتي. هشرب القهوة وجاية وراكي.
شربت هيام القهوة وذهبت لإجراء العملية. وفجأة بدأت تضحك وتتخيل أشياء غريبة. كانت ستُولد السيدة، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة. ارتفع ضغط السيدة فجأة، ولم تتمكن هيام من التصرف. اختنق الطفل، ووقعت الأم في حالة خطرة. خرجت هيام مترنحة، وأهل الأم يسألون بفزع:
أهل الأم: ها؟ ولدت بالسلامة؟ أخبار الولد إيه؟
إحدى الممرضات (بحزن): البقاء لله. الولد توفي، وضغط الأم ارتفع، وحالتها صعبة.
الزوج (بانفعال): إزاي حصل كده؟ وأنتِ لزمتك إيه؟
كان الزوج قد صور كل ما حدث، وظهر في الفيديو أن هيام تترنح وتضحك بطريقة هستيرية.
الزوج (غاضباً): الدكتورة سكرانة؟ بتعمل عملية وهي سكرانة؟ أنا هتصل بالشرطة!
دخل أمن المستشفى لمحاولة تهدئة الأوضاع، ولكن الأمور تفاقمت.
وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاهده عدد كبير من الناس. قررت وزارة الصحة إحالة هيام للتحقيق، وشُطبت من النقابة ومنعت من ممارسة المهنة.
أخذتها إحدى الممرضات إلى منزلها، ونامت هيام تحت تأثير الحبوب. وفي الصباح استيقظت لتجد الدادة تقول بفزع:
الدادة: الحقيني يا دكتورة! ناس كتير تحت بيرموا طوب على البيت، وجايبين عن حضرتك أخبار وحشة أوي في التلفزيون.
فتحت هيام التلفزيون في غرفتها، لتجد الفيديو يُعرض على معظم القنوات. وسمعت والد الطفل يهدد برفع قضية ضدها.
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 24
بعد أن وجدت هيام نفسها محاصرة في بيتها، حاولت التفكير في طريقة للخروج من هذا المأزق الكبير. كانت على اتصال دائم بمحاميها لتفهم تفاصيل القضية التي ينوي زوج المريضة رفعها ضدها.
هيام (بتوتر): طيب، قولي لي العقوبة هتكون إيه؟
المحامي عقوبتها كبيره خاصتا انك كنتي ف حاله سكر
هيام: بس انا مبشربش حاجه
المحامي : " بس المحكمه لها الادله
هيام : "والعمل
المحامي: هحاول اجيب رقم الراجل ده واتفاهم معاه
بعد محاولات عديدة، تمكن المحامي من الحصول على رقم الزوج، وبدأ التفاوض معه.
المحامي (في اتصال مع هيام): الزوج كان طالب تعويض 20 مليون جنيه، لكني وصلت معاه لعشرة ملايين.
هيام : اولا لازم الناس اللي هنا يمشو ده انا كمان
اتصلت بالعياده وعرفت أن في برضه ناس كتير هناك
المحامي : "مش هقدر اعمل حاجه ف كل ده ولازم تعرفي أن كل الرأي العام ضدك ولازم تختفي من البلد. هيام:" اخرج ازاي بس واروح فين ."
المحامي: مش عارف وهتعملي ايه مع الراجل ده
هيام : "يخبط دماغه ف الحيط
المحامي :مع الاسف انتي اللي هتخبطي دماغك ف الحيط وانا مضطر اتصل بصقر بيه وأبلغه
هيام : " لاء صقر لاء هيشمت فيا خلاص خلاص انت معاك توكيل عام مني بس انا للاسف سحبت كل رصيدي ف البنك واشتريت اجهزه للعياده
المحامي : "عاوزاني اعمل ايه
هيام: " اتصرف يامتر بيع العياده والبيت بس انا لازم اخرج من هنا
المحامي :"هجيب قوه من القسم واخرجك هيام الناس كتير اوي
المحامي : البسي لبس الداده واخرجي علي انك هيا واركبي عربيتك وامشي
هيام :حاضر
ارتدت هيام ملابس الدادة، وخرجت وهي تحمل نفسها بصعوبة بسبب التوتر، بينما الدادة تسير خلفها. ما إن خرجوا حتى تجمعت الناس حولهم.
أحد الأشخاص: استنوا! فين الدكتورة؟ مش هنسيبها تخرج!
الدادة (بهدوء): إحنا مجرد شغالين هنا، والدكتورة فوق نايمة. لما عرفنا اللي حصل سيبنا لها البيت.
شخص آخر: طيب، امشوا، بس خليكم عارفين إننا واقفين هنا ومش هنسيبها تهرب.
ركبت هيام عربيتها بسرعة، وقالت للدادة:
هيام: اركبي أي تاكسي وامشي، أنا هتصرف.
الدادة: خلي بالك يا دكتورة.
انطلقت هيام بسيارتها بأقصى سرعة، تحاول الهروب من الأعين التي تلاحقها. ولكن فجأة، ظهرت سيارة نقل كبيرة في الاتجاه المعاكس. لم تستطع هيام السيطرة على الموقف، واصطدمت السيارة النقل بسيارتها بعنف.
تحطمت سيارة هيام تمامًا، وتحولت إلى قطعة من الحديد الملتوي. لقت هيام مصرعها على الفور في مشهد مأساوي.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات. البعض شمت في موتها، وقال إنها تستحق ما حدث بسبب إهمالها، بينما تعاطف آخرون معها، مشيرين إلى أنها كانت ضحية ضغوط هائلة.
لكن في النهاية، الحقيقة الوحيدة التي بقيت واضحة هي أن حياة هيام انتهت بشكل مأساوي لم يتوقعه أحد.
____________________________________
(في شرم الشيخ)
كان زياد جالسًا على مكتبه يتابع مهام عمله، وفجأة شاهد فيديو مذاع على التلفزيون. الخبر يتحدث عن حادث سيارة أدى إلى مصرع الدكتورة هيام، وذكر التقرير أنها كانت تقود سيارتها وهي مخمورة. أصيب زياد بحالة من الذهول، ثم قال لنفسه:
زياد (بصدمة): "عملتي في نفسك كده ليه يا هيام؟"
حاول زياد الاتصال بصقر عدة مرات، لكنه وجد هاتفه مغلقًا، فاتصل بزيدان وأبلغه الخبر:
زياد: "زيدان، صقر لازم يعرف، بس تليفونه مقفول".
زيدان (بحزن): "الكبير سافر بلاد برا، هبلغه يا زياد. الله يرحم الدكتورة".
أغلق زيدان الهاتف مع زياد واتصل بصقر مباشرة.
صقر (بقلق): "خير يا زيدان؟ أبويا زين؟"
زيدان: "الحاج محمود بخير، وجمريه كمان، بس للأسف... الدكتورة هيام تعيش انت".
صقر (بصدمة): "كيف يعني هيام؟ خيتي؟"
زيدان: "آه يا كبير، حصل حادثة بالعربية، و... افتح النت وانت تعرف".
بعد صدمة قصيرة، قال صقر:
صقر (بانفعال): "أنا هطلع على المطار حالًا. إن شاء الله أجي بطيارة خاصة، بس ما تخبرش حد. وقُل لزياد ينزل مصر عشان يشوف أخته، ومتدفنوهاش قبل ما أجي. خليك جارها يا زيدان".
زيدان: "ربنا يرحمها".
صقر (ببكاء): "اللهم آمين".
أغلق صقر الهاتف واستعد للسفر إلى القاهرة. كان يبكي بحرقة:
صقر (بحزن): "الله يرحمك يا هيام. إيه اللي حصلك بس؟ وإيه اللي عملتيه في حالك؟ يا رب، استر على أبوي وأمي لما يعرفوا". اروح فين واجي منين بس ياربي منين مروح الغلب وراي وراي .
_______________________________________
(في نجع الصائغ)
نزل يزن يبكي وهو يصرخ:
يزن (بكاء): "جدو، جدو، جايبين ماما في التلفزيون وهي متعورة!"
محمود (بلهفة): "فين يا حبيبي؟"
في هذه اللحظة، اتصل طارق، وكان صوته مليئًا بالحزن.
طارق: "البقاء لله يا عمي في هيام. شد حيلك، أنا هنا في المستشفى".
محمود (بدهشة): "في حياة مين يا ولدي؟ وهيام بنتي مالها؟ ولدك بيقول جايبينها في التلفزيون متعورة!"
طارق: "للأسف يا عمي، هيام عملت حادثة بالعربية واتوفَّت".
صرخ محمود صرخة مدوية، فجاءت نجاة مسرعة.
نجاة (بقلق): "إيه اللي حصل؟ شوفت؟ أديك مطايجش عيال، بتك أهه!"
محمود (ببكاء): "بِتِك ماتت يا نجاة. هيام ماتت". اه بتي يا حرجه جلبي عليكي.
نجاة : "وهي يعني عشان فاتت المدعوج طارج تبجى ماتت.
محمود:" لاه بتك ماتت ف حادثه لساته طارج مخبرني نجاه : "كيف بتي دكتوره متموتش ، كانك اتجنيت انا هكلمهاواجولها علي اللي جاله طارج جطع لسانه.
فتح محمود التلفزيون ليجد الخبر يُذاع ومنظر هيام وهي ميتة يدمي القلوب .
نجاه: بتي مين كتلها
ليتصل بهم زياد وهو في طريق الي المطار ليتحسس الاخبار منهم
محمود :"هيام ماتت ياولدي خيتك.
زياد :عرفت منين يا ابوي .!
محمود :هو انت عارف.
ليقص له زياد كل ماحدث وكان فاتح الاسبيكر ونجاه تسمع كل ذلك ليقول زياد انا نازل علي القاهره وزيدان ف الطريق وصقر هيركب الطياره وجاي
محمود :انا هنزل مصر اشوف بتي أودعها
زياد لاه يا ابوي خليك احنا كده كده بعد منخلص الاجراءت هندفنها ف البلد وهنعمل العزاء ف البلد
نجاه: تدفنو مين وعزا مين
محمود ببكاء : ندفنو هيام
نجاه :هو الكلام ديتي فيه ضحك بعد الشر علي بتي
محمود: جولي الله يرحمها كله بسببك انتي السبب ملتيها كبر وغرور علي الناس خربت بيتها وبجيت تسكر ولدك بيجول كانت سايجه العربيه وهي سكرانه والدنيا كلها عرفت لله الامر من جبل ومن بعد
وأخذت نجاه تبكي وتولول : " يا جليله الحبايب يابتي يا ميته ف عز شبابك يانضري اه يا اللي جهرك جوزك لما فاتك ياصغيره يازينه الدكاتره يا هيام ، وأخذت تهزي بكلام غير مفهوم وتنادي علي الاطفال امكم ماتت طارج كتل بتي بجيتو يتامي غورو من بيتي معوزاكمش .
في هذه اللحظة، جاءت نعمة بعد أن عرفت بما حدث من زيدان، فأخذت الأطفال وهي تبكي، بينما كان محمود جالسًا لا حول له ولا قوة.
__________________________________
(في منزل محاسن )
غزالة: "يا نجمة، جلبي واكلني جوي على أبوكم. اتصلي على زيدان وطمنيني".
نجمة (تضحك): "يا عيني على العشق، يا بختك يا أبوي
جمريه: "وأنا جلبي مجبوض، مش عارفة ليه".
نجمة: "خلاص، عتصل أهه".
اتصلت نجمة بزيدان الذي أبلغها بما حدث:
زيدان: "لسه زياد محدّتني وقال إن الحج عرف. والله ما عارف أعمل إيه".
نجمة: "يا ساتر يا رب".
غزالة: فيه ايه يابتي
نجمة: "هيام خيتي من أبوي اتوفت في حادثة في مصر".
غزالة: "لا حول ولا قوة إلا بالله. كيف حصل ديتي؟"
محاسن: "المهم أبوكي، ربنا يستر عليه".
نجمة: ابجي طمني يازيدان
زيدان : مش عارف اعمل ايه ارجع للحج ولا اكمل علي مصر
نجمه: طب مين جار الجثه ف المستشفي
زيدان : استاذ طارج وصجر وزياد باين ف الطريج نجمه : يبجى ترجع توجف جار ابوي وانا عخلي محاسن تكلم عمار ياجيكم
لتغلق الهاتف نجمه وتقول ل محاسن
نجمة: كلمي عمار وشيعيه يطمن علي ابوكي
جمريه :خليه ياجي ياخدني اروح معاه
محاسن: اصل الصراحه مش عينفع أكلمه عشان متعاركين
غزاله مش وجته يابتي كلميه
جمريه: خلاص عكلمه انا
محاسن: بحيرة الصراحه اصل ابو عمار اتكتل واللي كتلته امك ياجمريه من الاخر كده سممته
جمريه :بتجولي ايه
محاسن :والله عمار جالي وجالي معرفكيش
لتنهار جمريه: كتلتيه ليه امي مش ده امين اللي سيبتينا عشانه
لتقص لها محاسن كل ما قاله لها عمار
جمريه : طول عمرها الفلوس اهم حاجه عنديها طب هي فين دلوك
محاسن: محبوسه
جمريه: لازم اروح اشوفها
محاسن: لا مش عينفع علي الأجل دلوك وعمار لو عرف اني خبرتك عيزعل مني
غزاله: متزعليش مني يا جمريه بس كل واحد بيتجازي بعمله
جمريه بس ديه امي
غزالة: مرواحك ليها وعيجدم ولا عيأخر".
جمريه (بأسى):
" بردك لازما اطمن عليها نفسي اعرف ليه عملت كل ديتي عشان الفلوس ما انا هملتلها كل حاجه كان نفسي ياخاله احس أن امي بتحبني عمرها ما حضنتني عمرها ماسألت علي ولا عرفت بتها عيانه ولا رايجه ولا عمرها كانت زي اي ام ، حتي لما كبرت ودخلني العيش وبجيت انسه كان نفسي امي تبجى جاري تاخد بالها مني كنت عجول لام ساميه لما ياجيني الوجع اللي عما يا جي للبنات كانت تجعد جاري تطبطب علي بس مهما كانت حنينه ف النهايه كل بت محتاجه امها كت عتكسف اجول لابوي الله يرحمه كنت حاسه حالي يتيمه الام وامي موجوده ف الدنيا ، حتي لما كت اروح عنديها زياره كانت تجعد تجولي جايه للفجر وسايبه العز وأبوي كان عيبعت معاي زياره كبيره كانت تدسها وتوكلني جبن وعيش ناشف وكت اجول لحالي معلش يا جمريه امك ظروفها صعبه تلجاها دست الوكل عشان يا كلوه بعدين انت ف بيت ابوكي عتاكلي الحلو كله انا مكنتش عاوزه وكل ولا شرب كل اللي كت عايزاه '."
جمريه (بتنهيدة):
"حتي بعد موت ابوي لما جات عاشت معاي كانت لومخدتش فلوس تهددني وتجوللي هنسيبك ونمشي وبعدين كانت عاوزه تفضحني لما لجيت عمار ف اوضتي كنت بمرضه عشان عيان.
محاسن: "لا ياجمريه عمار حكالي كل حاجه كان طالع يسرجك .
غزاله : "يسرج عتحبي حرامي وسراج يامحاسن
جمريه :لا ياخالتي عمار بجى زين ومين فينا مش عيغلط الحمدلله ربنا هداه لكن امي وأمين يا الله ربنا يرحمه متجوزش عليه غير الرحمه".
غزاله : استني لما ياجي اخوكي بالسلامه وابجو روحو يابتي".
__________________________________
(في المستشفى)
كان طارق ينهي إجراءات الدفن، وطلع التقرير بعد تشريح الجثة أن المتوفاة كانت تسوق سيارتها تحت تأثير حبوب الهلوسة، يعني مافيش أي شبه جنائية. وصل زياد للمستشفى، فسأله:
زياد: هندفن فين؟
طارق: في البلد طبعًا. أنا خليت زيدان والرجالة يجهزوا الترب.
زياد: هنقول في البلد إن هيام ماتت في حادثة قضاء وقدر.
طارق: مهما نقول، محدش هيصدق. اتفضحنا خلاص، واللي كان كان. أنا كلمت صقر يرجع على البلد عشان يبقى مع الحج. ربنا يسترها عليه.
(في هذه اللحظه دخلت رضوي المستشفى .)
رضوي: طمني يا طارق.
طارق: خلاص، خلصنا كل الإجراءات، وهنسافر على البلد.
زياد: مين الأستاذة دي؟
طارق: دي رضوي مراتي.
زياد: معلش يا مدام، كان نفسي نتقابل في ظروف أحسن من كده.
رضوي: البقاء والدوام لله. أمر ربنا.
طارق: زياد ابن خالتي وأخو هيام. الله يرحمها.
رضوي: ده أمر ربنا يا أستاذ زياد.
زياد: كل اللي يجيبه ربنا كويس.
رضوي: البركة فيكم وفي ولادها. أنا جاية معاكم يا طارق.
طارق: مش هينفع عشان خالتي
رضوي : مش هنعرفها بجوازنا. بس لازم عشان الأولاد.
زياد: المدام عندها حق.
___________________________________
(في الصعيد)
وصل صقر إلى منزله ليتقابل مع والده الذي كان حزينًا جدًا ويبكي بحرقة. عيون صقر كانت مليئة بالحزن، واللون الأحمر طاغٍ عليها من كثرة البكاء. احتضن والده:
صقر: أمر ربنا يا أبوي.
محمود: هيام ماتت يا صجر، خيتك ماتت بعيد عنينا، كلنا فوتناها وحديها. أهي سيبتنا ومشت.
نجاه (تولول): انتو اللي موتوا بنتي، انتو اللي قتلتوها. طارج صاحبك جهرها، وماتت بحسرتها.
صقر (بغضب): بزياداكي يا أمي!
نجاه: " وايه هيكفيني حزن ومرار علي بتي انت السبب يا محمود ، انا عاوزه بتي هاتولي هيام ياهيام كتلوكي ياصغيره ابكي عليكي واجول ياصغيره يازينه الدكاتره وبجيتي عديمه البنيه يا نجاه فوتيني ليه جدر عليكي الموت ياهيام جدر عليكي كيف وانتي دكتوره بتداوي الناس ".
صقر: استغفر الله العظيم، حرام يا أمي، حرام عليكِ!
نجاه: "كنك فرحان ف موت خيتك ما هي كانت الدكتوره الفالحه اللي فيكم، صح ياصجر عشان انت دخلت الجامعه وسبتها عشان تبجى الكبير كت بتغير منيها ياصجر عمرك مشفجت علي خيتك ولا انت ولا ابوك وروحت جبت بت جليله الربايه وجعدتها معانا ، ولا اخوك التاني الفاشل اللي جاعدلي يجري ورا البنته الأجانب ويجول شغل ".
محمود: اسكتي بقى! اطلبِ الرحمة!
نجاه: اجفل خشمك، إنتِ بتاع الغوازي! اللي اتجوزت عليا غازية، وخلفت منها، وهملتك ومشت ، وجاي دلوك تتكلم !
محمود: (يسقط مغشيًا عليه).
صقر (وهو يصرخ): أبوي! أبوي! أمانه عليك فوج !
نعمة: (تخرج مسرعة).
نعمة: هجول لزيدان يجيب الدكتور حالًا!
لتخرج نعمه تنده علي زيدان ليترك الرجال ويجري عليها
نعمه: كلم الدكتور بسرعه الحج تعبان
زيدان: حاضر ليتصل زيدان بالدكتور ليأتي ويقول في نفسه لازم ابلغ نجمه ليتصل بنجمه
نجمة: خير يا زيدان؟
زيدان: الحج تعبان جوب ، وكلمت الدكتور.
نجمة: ماله أبوي؟
غزاله: ماله محمود؟
نجمة : أبوي عيان جدًا.
غزاله: مسكين يا محمود، اللي حصل مش هين.
نجمة: اجفل يا زيدان.
لتغلق الهاتف مع زيدان
نجمه: امي احنا لازم نروحو نطمنو علي ابوي
غزاله: كيف بس يابتي
محاسن" عنروحو يا امي يعني عنروحو
جمريه:" وانا جايه معاكم
محاسن: يلا يا اما
غزاله :طب ونجاه وصجر وزياد مش عينفع
جمريه : لازم تجفي جار عمي الحج ياخاله
غزاله: بحيره يلا بينا اسم الله عليك يا نضري اسم عليك يا حبيبي
وفعلا يذهبو ف طريقهم الي نجع الصائغ
________________________________
(في نجع الصائغ)
وكان الدكتور قد وصل وكشف على الحج محمود.
الدكتور: مش قولنا يا جماعة نحافظ على الضغط والسكر؟
صقر: أصل يا دكتور، عندنا حالة وفاة، أختي توفيت في حادثة.
الدكتور: البقاء والدوام لله، ربنا يرحمها، بس خلي بالكم من الحج.
_____________________________________
(في المستشفى)
زياد: احنا هنسافر طيران، أنا خلصت كل حاجة عشان نلحق ندفن قبل الليل.
طارق: تمام.
زياد: هنقول إن مدام رضوي محامية معايا في الشغل، وكتر خيرها هي اللي خلصت كل الإجراءات.
طارق: بس صقر عارف.
زياد: المشكلة في أمي مش في أي حد تاني.
__________________________________
بعد ساعة، وصلت غزالة مع البنات لمنزلّ الحج محمود عشان يقابلهم. زيدان
زيدان : "جيتوا ليه؟
نجمه: مش جولت أبوي عيان؟"
محاسن : "احنا مش جايين عاوزين حاجة، ولا جايين نعمل مشكلة. جايين نطمن على أبوي."
زيدان : "آه، تعالوا ربنا يعدّيها على خير.
جمريّة: أنا هطلع أطمن على الولاد، يا روحي عليهم. ربنا يصبرهم وهما لسه صغار. وانت يا زيدان خليك معاهم."
غزالة لبناتها: "يلا بينا، أحسن. أنا جَلبي مجبوض.
نجمة: مش عن عنمشوا جبل منطمّن على أبويا؟"
زيدان: "وطوِّوا صوتكم. اعملوا معروف،
لينزل صقر من فوق
صقر :جهزت كل حاجة يا زيدان."
زيدان: "آه يا كبير."
ليري صقر غزاله وبناتها
صقر : خاله غزاله ومحاسن ونجمة جايين تعزو كتر خيركم ، نعمه يا نعمه تعالي ودي الجماعه عند الحريم.
نجمة: "إحنا جايين نطمن على أبوينا."
صقر: "أبوكم؟ مين أبوكم؟"
محاسن: "أبونا." "يبقى هو نفسه أبوكِ يا صجر."
نجمة: "زي ما جالتخيتك يا صجر. إحنا أخواتك. أمي غزالة، وأبونا محمود."
صقر: "أنتو وواعيين للحديت اللي بتجولوه؟"
"تأتي نجاة وترى غزالة تجري نحوها وهي تصرخ في وجهها .
نجاة: "إنتِ إيه اللي جابكِ هنا؟ جايه شمتانة في موت بنتي؟ صح؟ بس لعلمك برده مش ههمّلك محمود."
غزالة : "محمود جوزي زي ما هو جوزكِ، وأبو بناتي."
نجاة: تضحك فهي اصبحت على مشارف الجنون."
نجاة: بناتكِ "كيف؟ إنتِ ما كانش معاكِ غير بت واحدة. لما غوريتي من هنا، يعني محمود كان بيروح وييجي عليكِ، وكان بيضحك علي ويقول بيدور عليكي."
غزالة بحزن: "أنا كنت حبلة في نجمة لما مشتيني من هنا بعد ما هددتيني."
كل هذا وصقر واقف مذهول.
نجمة: "أبوي فين؟ عاوزين نطمن عليه."
زيدان: "الحج راجد فوج
نجمة: يلا ياما نطلع نطمن عليه."
نجاه :اللي هيخطي خطوه هجطع رجله."
غزالة: "إحنا جايين نعزي محمود ونطمن عليه، وبعد كده نمشي."
نجمة: "لا، إحنا هنقعد مع أبويا لغاية ما يبقى مليح، وبعد كده نمشي."
صقر غير مصدق لما يحدث: "تعالوا، أطلعوا وأنا طالع معاكم."
نجاة: "صقر، خليهم يغوروا. مش ناقصين الغوازي."
صقر: "أمي، الناس ضيوف عندنا. تعالوا، أطلعوا."
صعدوا إلى غرفة محمود ليدخلوا، وكان محمود شبه نائم.
نجمة تجري عليه وتوقظه: "أبوي، أبوي!"
محمود: ينظر "غزالة؟!"
غزالة بلهفة: "محمود،
محمود : انتي جيتي يا ضي عيني." "تعالي اجعدي جنبي، تعالي يا محاسن، جار أبوكي."
______________________________________
وفي هذه الأثناء، وصل زياد وطارق، وجثة هيام، ليتصل زياد بصقر:
زيدان: "صقر، إحنا جينا، تعال على المدافن."
صقر: "جاي يا زياد."
صقر: "أبوي، أنا رايح المدافن علشان ندفن هيام. محمود، أنا جاي معاك."
صقر: "خليك يا أبوي، ندفن خيتي، وبعدين أجي أفهم إيه اللي بيجري هنا. أنا خلاص عجلي عيطج ."
ثم خرجت جمريه من غرفة الأطفال لتجد صقر في وجهها.
جمريه: "البقاء والدوام لله يا صجر."
صقر: "جمريه، إنتِ جيتي
جمريه : مع أخواتك ياصجر."وغزالة مرت أبوك،
وكانت نجاة تطلع السلم لترى جمريه وصقر يتحدثون. سمعت جمريه وهي تقول: "أخواتك."
صعدت نجاة بسرعة، جرت، وأمسكت جمريه من شعرها: "كل منكِ، يا وش البوم، يا فجر! إنتِ اللي جبتيهم، جايبهم يجهروني!"
صقر: "ميصحش كده يا أمي، سيبيها."
جمريه: " بعدي يدك عني انا ساكته بس احتراما لموت بتك وعشان وجفه صجر كفايكي بجى موت بتك مهدكش ."
صقر : "جمريه معيزش اسمع صوتك واصل.
حبايبي كل سنه وانتو طيبين ❤❤
#جمرية_الصقر
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 25
جمريه: والله لولا الظروف دي كنت همشي وما أرجعش ليكم،
نجاه :متغوري فداهية، محدش فينا عاوزها.
(تنزل جمريه للأسفل لتخرج من المنزل، فينزل صقر خلفها)
صقر: جمريه، خليكي قاعدة، متمشيش.
جمريه: لأ يا صجر، أنا هامشي. أنا جيت أطمن على عمي والولاد وأعزيكم، وأهو عملت الواجب.
صقر (بحزن): عشان خاطري، خليكي جاري . أنتِ شايفة الظروف، وأمي حزينة على موت هيام.
جمريه (بقوة): أمك دي ما فيش حاجة تهدها، واصل! كيف أمي؟
صقر: جمريه، وبعدين معاكي؟ طيب لو ليا غلاوة في جلبك، متمشيش.
جمريه: هاجعد عشان خاطرك يا صجر، وهتحمل أمك، مع إنّي عاهدت نفسي ما أسكتش على حقي تاني أبداً.
صقر: كتر خيرك. طيب اجعدي مع الحريم في الواجب إنتِ والجماعة. عن إذنك عشان الدفنة.
جمريه: روح، ربنا يصبّرك.
(يذهب صقر إلى الدفنة)
نجاه (في غرفة محمود تتحدث مع غزالة ): جاعده جاره ليه .قومي، فيزي، وخدي بناتك الغوازي، امشي من هنا.
نجمة (موجهة لنجاه): عارفة يا ولية، لولا احترام أبوي وموت أختي، كنت عرفتِ مقامك.
غزالة: نجمة، اخرسي خالص.
محمود: انزلي يا غزالة إنتِ والبنت، اقعدوا مع الحريم، خدوا عزا هيام، عشان أمها ما عندهاش دم.
نجاه: طيب، يبقوا ينزلوا.
محاسن: يلا يا أمي، ناخد عزا أختي.
غزالة: حاضر يا بنتي.
(ينزلوا ويجلسوا وسط الحريم، وتجلس جمريه بجانبهم. تنزل خلفهم نجاه وهي تقول):
نجاه: والله عال، محمود جايب غوازي في عزا بنته.
(تهم نجمة بالحديث، لتنظر لها غزالة نظرة تسكتها)
إحدى الحريم (بصوت عالٍ): بيقولوا الدكتورة ماتت وكانت، أعوذ بالله، سكرانة.
سيدة أخرى: سكرانة كيف؟
امرأة أخرى: يعني شاربة خمر، أمال إيه؟ ما طلّجت وقعدت لوحدها.
نجمة: اسمعي يا مرا منك ليها والكلام للكل اي واحده تتحددت ولا تجيب سيره المرحومه خيتي ماليهاش عندي غير المركوب الجديم سامعين ولا لاه.
(تتحدث السيدات همساً مع بعضهم. تأتي رضوى وتسلم على نجاه)
رضوى: البقاء لله يا حاجة.
نجاه: اجعدي. مين إنتِ؟
رضوى: أنا محامية، زميلة زياد في الشغل. خلصنا إجراءات المستشفى وجيت أعزي حضرتك.
(على الجانب الآخر، تنظر نجمة لنجاه وتتحدث مع أمها)
نجمة: إيه الولية ديه؟ جبروت يا أمي، موت بنتها مش باين عليها.
غزالة: بعيد عنكم يا بنتي، دي ما عندهاش جلب. ربنا يهديها.
(بعد ساعة، انتهى الرجال من الدفنة. يتحدث صقر مع زيدان)
صقر: خلي نعمة تنده الأستاذة رضوى مرات طارق عشان ترتاح.
زيدان: يا كبير، الناس كلها بتتكلم عن موتة المرحومة وكيف ماتت.
صقر: مين قالك؟
زيدان: نعمة كلمتني في التليفون، بس نجمة أختك ما سكتتش ليهم.
صقر: وانت كمان تعرف؟
زيدان: أيوة. روحت للحج عندهم عشان نطيب خاطر جمريه. هناك الست غزالة حكت لي كل حاجة. والله يا صقر، الست دي اتظلمت قوي، والحمد لله ربنا جمع شملها مع الكبير. والله الفرحة ما كانتش سايعاها. آسف يا كبير إني بقول كده في الظروف دي، بس أنا لي رأي بعد إذنك.
صقر: اتكلم، إنت صاحبي وأخوي يا زيدان.
زيدان: عشان كده بقولك بلاش نعمل عزا. إنت عارف الناس بيرطوا كتير.
صقر: اللي يجيب سيرة أختي ابندجه.
زيدان: مش هنجدر نمسك لسان الناس، وكمان في مرار تاني يا صقر.
صقر: مرار إيه تاني؟
زيدان: أم جمريه قتلت أبو عمار، سممته يعني، ودخلت السجن.
صقر: بتجول إيه؟
زيدان: نجمة اللي قالت لي.
صقر: لا حول ولا قوة إلا بالله. يا رب، جويني يا رب. ما بقيتش عارف خلاص أعمل إيه. كل حاجة بجيت سودة قدامي.
زيدان: هنقول في البلد إن الحج عيان، ولغينا الواجب.
صقر: والكبارات اللي جايين يعزوا؟
زيدان: خلاص، نخلي العزا يوم واحد بس. وربنا يسترها يا رب.
صقر: يا رب. كلم نعمة وقلها، وخليها تعمل الواجب مع الضيفة.
(يتصل زيدان بنعمة ليبلغها، وكانت نعمة جالسة بجانب نجاه، لتحدث رضوى)
نعمة: أستاذة، صجر بيه قال لي أقولك تفضلي ارتاحي، وأستاذ طارق جوزك جاي بعد شوية.
لتسمعها نجاه لتقول لها : هو انتي مرت طارج عشان كدهع بتي اتجهرت وماتت
وكان صوتها عالي
لتتحدث السيدات مع بعضهم : جوزها اتجوز عليها وماتت سكرانه استرها علي ولايانا يارب
نجاه: جطع لسان اللي يجيب سيره بتي بحاجه عفشه احدى السيدات : يبجى هتجطعي لسان البلد كلها والبلاد اللي جارنا
لتصرخ فيهم نجاه وتترك الصوان اللي موجود فيه السيدات لتقول
نجاة: والله لحرجكم كلكم لتذهب الي مخزن الغاز وتفتح الغاز وتخرج ثم تشعل ورقه كبيره وتخرج من المنزل خليهم يتحرجو كلهم حتى محمود يتحرج معاهم و النار تنتشر بأقصي سرعه
(تخرج جميع السيدات من الصوان، وبما أن الصوان كان في حديقة المنزل، لاحظت محاسن اشتعال النار وصرخت):
محاسن: يا أمي، أبوي جوه النار!
(تجري محاسن وجمريه بسرعة نحو الحج محمود، وتجدانه والنار قد أحاطت به، لكنهما تنجحان في إنقاذه وإخراجه خارج المنزل)
غزالة: إنتو بخير؟
محمود (بصوت ضعيف): الحمد لله... فين العيال؟
نعمة: معرفش ليه كان قلبي مقبوض، وديتهم بيت خيتي من ساعة.
محمود: زين اللي عملتيه يا بنتي.
غزالة: تعالوا نرجع بيتنا.
جمريه: لا يا خاله، كلنا هنروح بيتنا .
محمود: كتر خيرك يا بتي، إحنا هنروح بيت غزالة ومحاسن
نجمة: تنورنا يا بوي بس ليه مجولتش نجمه طول عمري واجعه منن جعر القفه
محمود : مش قصدي . البيت اللي انتو جاعدين فيه . البيت ديتي بنيته مخصوص. جلبي كان حاسس إن غزالة هترجع. وكتبته باسمها هي وصبا، بنيته وفرشته فرش زين عشان لما تعاود، متجعدش مع نجاه في بيت واحد.
غزالة: طيب، ونجاه فين؟
نعمة: عاوزة أقولك حاجة يا كبير، الصراحة الست نجاه هي اللي ولعت في البيت والجنينة وهربت.
محمود: كنها اتجنت! بس راحت فين؟
نجمة: أنا هتصل على زيدان وأسأله.
(تتصل نجمة بزيدان)
نجمة: فينكم يا زيدان؟
زيدان: خلصنا الدفنة ومعاودين على البيت.
نجمة: لا، مترجعوش. أصل نجاه حرّجت البيت وهربت.
زيدان (بدهشة): كيف يعني حرّجت البيت؟
(يأخذ صقر الهاتف من زيدان)
صقر: مين اللي حرّجت؟ وحرّجت إيه؟
زيدان: الست نجاه حرّجت البيت.
صقر: هات التلفون.
(يتحدث صقر مع نجمة)
صقر: أيوه يا نجمة، إيه اللي حصل؟
نجمة: أمك حرّجت البيت وهربت.
صقر (بقلق): وأبوي؟
نجمة: لا، أبوك وكلنا بخير. محاسن وجمريه لحقوا أبوك.
صقر: أنا جايّيكم دلوك، فينكم؟
جمريه: واقفين بعيد. خد أبوك، يجولك هنروح فين.
(يأخذ محمود الهاتف)
محمود: أمك حرّجت البيت يا صجر. أمك اتجنت!
صقر: وفينها أمي دلوقتي؟
محمود: معرفش، دور عليها يا صجر.
صقر: حاضر، وفين رضوي؟
محمود: لما أمك عرفت إنها مرات طارق، البنية خافت، ومش عارف راحت فين. لسه نعمة بتجولي.
صقر: هدور على أمي. وحتى طارق مش عارف راح فين. هشوفه كمان، عشان نطمن عليهم. والعيال فين يا أبوي؟
محمود: نعمة من قبل الحريق ودتهم عند أختها. هنعدي ناخدهم ونروح على البيت الشرجي. شوف أمك فين وهاتها وتعالى.
صقر: حاضر يا أبوي.
(يغلق محمود الهاتف مع صقر، ثم يلتفت لغزالة ويسألها):
محمود: هتتضايقي لو نجاه جات معانا؟
غزالة: كده بردك يا محمود، مهما كان، هي مراتك وأم عيالك.
___________________________________
(عند صقر، يتصل بطارق)
صقر: فينك يا طارق؟
طارق: رضوي كلمتني وقالتلي إن خالتي عرفت بجوازنا واتخانقت معاها، فخدت زياد وروحنا كلنا عند أخت زيدان، والولاد كمان هنا.
صقر: الحمد لله إنكم مشيتوا قبل الحريج.
طارق (بصدمة): حريق إيه؟
(يقص صقر لطارق ما سمعه من والده)
طارق: وخالتي فين؟
صقر: معرفش، مبقتش عارف أي حاجة.
طارق: اهدى بس كده، أنا وزياد هندور من ناحية، وانت والرجالة دوروا من ناحية تانية.
صقر: تمام. أبويا هيفوت عليكم ياخد العيال ورضوي.
طارق: تمام.
(يغلق طارق المكالمة مع صقر)
طارق: يلا بينا يا زياد.
زياد: على فين؟
طارق: هحكيلك في الطريق، أخلص مافيش وقت.
________________________________
(وفي الوقت ده، وصل محمود ومعاه غزالة والبنات لبيتهم الجديد. أول ما دخلوا، اتفاجئوا إن البيت كان كبير ونظيف، ومفروش فرش جميل، وفيه صور كتير لغزالة ومحمود وصبا وهي صغيرة.)
نجمة (باندهاش): الله يا أبوي، ده بيت جميل جوي! ده بيتنا؟
محمود: بيتكم يا بتي، اللي كان نفسي تعيشوا معايا فيه.
نجمة: ياسلام، ليه كل ديتي صور لمحاسن معاك وأنا لأ؟
محمود: مكنتش عارف إنك جاية. الحمد لله ربنا عوضني بيكم عن موت هيام. كريم جوي يا رب.
غزالة: ونعم بالله.
نجمة (تتهكم): ماليش صالح، هتصور معاك صور كتير من غير البت دي.
محاسن (تضحك): لأ، وأنا كمان معاكم.
غزالة: معلش، أصلهم كيف النجر والنجير.
محمود (يضحك): ربنا يبارك فيهم يا رب.
جمريه: عمي، أنا هارجع بيتنا بقى.
محمود: كده يا جمريه؟ هتملينا؟
نجمة: مش هتمشي، انتي ناسية إن عمار جاعد هناك؟ وإحنا صعايدة، معنديناش بت تقعد لحالها مع شاب.
غزالة: اكتمي يا نجمة.
نجمة (تضحك): كتمنا أهوه.
جمريه (تبتسم): حديتك صح يا نجمة، وخصوصًا عمار معندهوش بيت يقعد فيه، عشان بيتهم كان إيجار وهملوه.
محاسن: عاوزين نطمن على عمار.
جمريه: أنا هكلمه وأبعتله العنوان يجي.
محاسن: بس أوعاكي تقولي له إنك عرفتي حاجة.
جمريه: متخافيش، مش هقوله حاجة.
(تتصل جمريه بعمار ويرد عليها وكان صوته باكيًا على ما حدث لوالده.)
جمريه: عمار، إزايك؟ كده برده متسألش على أختك؟
عمار: معلش، كنت عيان شوية.
جمريه: ولا عشان متعرك مع محاسن؟
عمار: لا أبدًا.
جمريه: هبعتلك عنوان، تعالي عليه.
عمار: عنوان إيه؟ انتي مش قاعدة عند صقر؟
جمريه: حصلت حاجات كتير. المهم أنت بس تعال وأنا هحكيلك كل حاجة.
عمار: حاضر، ابعتي وأنا جاي.
(تغلق جمريه المكالمة مع عمار وتبعت له الموقع. يرد عمار برسالة: "تمام، وصل".)
___________________________________
وعند صقر:
كان يبحث عن أمه ولم يجدها. طارق قص لزياد كل ما حدث.
زياد: ليه بس كده يا أمي؟
(بدأوا يدوروا عليها ولكن دون جدوى.)
___________________________________
(بعد ساعة ونصف وصل عمار العنوان، تقابله جمريه.)
جمريه: البقاء والدوام لله في عمي أمين.
عمار: قولتي لها برده يا محاسن؟
نجمة (بمزاح): اسكت، مش طلع اسمها صبا مش محاسن، وإحنا طلعنا بنات الحج محمود وأخوات صقر.
عمار (بتأفف): مش خفة دم. وانتي أصلا دمياتك تجال.
غزالة: لا، كل كلامها صح يا ولدي. ربنا يرحم أبوك، البقية في حياتك.
عمار (بصوت منخفض): حياتك البقية يا خالة.
نجمة (تتدخل): عرفت يا بارد.
محمود: نجمة، عيب كده. الراجل ضيفنا.
عمار: سيبها يا حج، أنا واخد على كلامها.
(يسكت عمار.)
عمار: لا مؤاخذة يا حج، فهموني بقى فيه إيه؟
محاسن: تعالِ اقعد واحنا نحكي لك كل حاجة.
(يجلس عمار ليستمع لما حدث.)
_______________________________
(وعند صقر، كان الليل قد دخل والدنيا بقت مظلمة.)
زيدان: تعالِ ندور في الترب، تلاقيها قاعدة جار المرحومة.
صقر: ماشي.
(ذهبوا إلى المقابر ووجدوا نجاه بشعر مشعث وملابس مملوءة بالتراب، جالسة بجانب قبر هيام تتحدث معها.)
نجاه: أبوكي رجع الغازية وبِتّها جال، وجايب بَتّ تانية معاها. وأخوكي جايب بَتّ جليلة الربابة. وعارفة يا هيام؟ طارق اتجوز واحدة تانية غيرك. هو انتي صح موتي وانتي سكرانة؟ شربتي خمره يا هيام؟ أبوكي بيقول أنا اللي قتلتك.
صقر (يجري نحوها): أمي! أمي! إيه اللي مقعدك هنا؟ تعالي معايا.
نجاه (تحدجه): معاك فين؟ أنا حرقتهم كلهم.
(تضحك بجنون.)
نجاه: حرقت محمود والغازية وبناتها. انت متعرفش. محمود كان حبيبي وجوزي، بس هو ما كانش بيحبني، وكان دايمًا يناديني "يا غزالة". بس خلاص، حرقتهم كلهم.
(تبدأ بالبكاء فجأة.)
نجاه: بس محمود مات، وهيام ماتت.
صقر: لا يا أمي، أبويا بخير.
نجاه: لا، انت كداب.
صقر: والله العظيم أبويا بخير.
نجاه: بس هيام ماتت... وبعدين مين انت؟
صقر: أنا ولدك صقر يا أما.
نجاه (بابتسامة مجنونة): ولدي صجر محترم، لكن انت مش ولدي. انت جايب البِتّ اللي جابت الغوازي. امشي من هنا.
صقر: تعالي معايا يا أمي.
نجاه (تصرخ): لو ممشيتش دلوك، هحرقك زيهم. غور بقى!
(يتصل صقر بزياد.)
صقر: لقيت أمي، يا زياد.
زياد: فين؟
صقر: أمك في الجبّانة، قاعدة جار هيام، ومش راضية تيجي معايا.
زياد: أنا جاي أنا وطارق.
صقر: لا يا طارق، أمك لو شافته مش هيحصل خير.
زياد: خلاص، أنا هاجي لوحدي.
صقر: روح افتح البيت التاني، وأنا هجيب أمي وأجي.
(يغلق صقر الهاتف مع زياد.)
صقر (لأمه): يلا بينا يا أمي.
نجاه: قلت لك غور من هنا.
صقر: مش همشي غير بيكي يا أمي.
(تخرج نجاه الكبريت بيدها.)
نجاه: هحرج الميتين والعايشين!
صقر: خلاص، أنا هجعد معاكِ هنا يا أمي.
نجاه: هملني لحالي.
(تبدأ نجاه في محاولة إشعال النار.)
صقر: خلاص يا أمي، خلاص! همشي.
زيدان: احنا هنمشي صح يا كبير.
صقر: هنجعد في العربية وهنخلي عيوننا عليها. ولما تنام ناخدها ونمشي.
(فعلاً، بدأ صقر في التصرف وكأنه سيغادر، ثم ركب عربيتهم وبدأ في السير قليلاً، لكنه شعر بالتعب. نام صقر وزيدان، وبعد ساعتين استفاقا على صوت كلاب.)
صقر (مخضوضًا): أمي! أمي!
زيدان (مفزعًا): احنا نمنا زمان، الست نجاه نامت!
(نزلا من العربية للبحث عن نجاه، ولكن لم يجدوها.)
صقر: روحتي فين تاني يا أمي؟
زيدان: غصب عننا، إحنا تعبنا جوه، وانت تعبت أكتر.
صقر: الراحة مش مكتوبالي. يلا، نروح ندور على أمي.
(استمر صقر في البحث عن أمه ولكن دون جدوى. ثم سمعوا أذان الفجر.)
زيدان: تعال يا كبير، نصلّي الفجر وبعد كده ندور تاني.
(دخلوا المسجد لأداء الصلاة وبعد أن صلوا، جلس صقر في المسجد يدعو ربه أن يجد أمه ويساعده في ما يمر به.)
زيدان: يلا يا كبير، الصبح شجشج.
صقر: يلا بينا.
(في تلك اللحظة، يتلقى صقر مكالمة من عبدالله أحد الغفر.)
صقر: خير يا عبدالله؟
عبدالله: الحجنا يا صقر بيه، الست والدتك ماشية في البلد ومعاها كبريت وبتولع في أي حاجة تقابلها. والناس بيرموا عليها مية. وللأسف، خلجاتها كلها بقت زي الروب، طرحتها واجعة وحافية. محدش قادر يمسكها.
صقر: أنا جاي حالًا، فين أمي بالضبط؟
عبدالله: عند شونة الجمح.
(قاد صقر بسرعة ليصل إلى مكان والدته، ليجد الأطفال يقذفونها بالطوب ويقولون: "المجنونة اهيه.")
(كانت نجاه في حالة جنون خطيرة جدًا، حاول صقر احتضانها ولكنها ضربته بحجر على رأسه، شعر بالدوار والدماء تنزل من رأسه، لكن ليس بغزارة.)
نجاة: كده هتموت يا صجر عشان تبقى جار هيام. ولا أقولك؟ أنت مش بتحبها.
(تضحك مجددًا.)
نجاه: خلاص، هحرجك زيهم وأحرج الكل.
(تبدأ بالبكاء ولكنها تستمر في ضحكها.)
نجاه: بس محمود مات وهيام ماتت.
صقر: يلا بينا يا أمي.
نجاه (غاضبة): قلتلك، روح بقى!
صقر: سيبيني يا أمي، هاجي معاك.
(تبدأ نجاه في تقطيع ثيابها بشكل هستيري، ليظهر جسدها.)
نجاه: أنا هبقى غازية عشان أعجب محمود.
(بدأت ترقص بشكل جنوني وصقر يحاول أن يغطي جسدها بالعباءة، لكنها تدفعه بعيدًا وتستمر في الرقص.)
(أهل البلد من حولها يضحكون عليها.)
رجل من أهل البلد: ده مجنون. مش معقول! مش قادر يستر لحمه.
سيدة من البلد: هي دي أمك؟ دي عملت فينا كتير.
(نجاه تقذفهم بالطوب وتغني:)
نجاه: تعالي يا محمود، هرقصلك رقصه زينة!
(تبدأ بالبكاء مجددًا.)
نجاه: بت يا هيام... جصدي يا دكتورة! تعالي ارجصي، ارجصي يا صقر!
(في تلك اللحظة، تصل سيارة المستشفى.)
أحد الموجودين: أنا بلغت الجسم عشان يبعتوا عربية من المستشفى. المرة دي مجنونة وبتولع في البلد وبتحدفنا بالطوب.
(صقر يقف بلا حول ولا قوة.)
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺