رواية الظلال المحترقه الفصل الاول حتى الفصل الحادي عشر بقلم الكاتب اسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية الظلال المحترقه الفصل الاول حتى الفصل الحادي عشر بقلم الكاتب اسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
كنت بلعب فى الشارع قدام البيت تحت شجرة الصفصاف إلى الريح بيرقص أوراقها وفروعها وحاطه ايدى فى قناية مياه ارتوازى ساقعه لم وصل شاب وسيم لابس لبس غريب راكب عربه بتجرها خيول وستاير مغطيه إلى جواها ووقف قدام بيتنا ومعطفه الطويل الأزرق بيرفرف فى الهوا
اختى لينا كانت شغاله جوة البيت بتنضف وتكنس التراب إلى مش بيبطل يدخل من الشباك والباب
الشاب بص ناحيتى وسألنى فين والدك؟
شاورت على الحقل وقلتله شغال فى ارضنا
مرر ايده البارده على شعر راسى وهمس، بنت شاطرة
روحى نادى والدك
وكان بيبص على اختى نظرات غريبه، لقينى مبلمه حط ايده فى جيبه وطالع قالب شيكولاته وهزه فى ايدى وهمس دا عشانك، اخدت الشيكولاته وحطتها فى بقى كانت لذيذه اووى أجمل شيكولاته اكلتها فى حياتى تحس انها بتدوب فى بقك وبتتكلم معاك، بعدها طلع كيس احمر من جيبه وخرج منه عملة معدنية ووطى ناحيتى لأنه كان طويل اووى وهمس احتفظى بالعمله دى عشانى ومتسمحيش انها تضيع منك آبدآ ولا تبادليها بأى حاجه ماشى؟
قلت ماشى
همس وعد؟
قلت وعد
قال طيب يلا نادى والدك بسرعه وبص على الشمس إلى كانت مايله ناحيت الغروب وهمس قبل ما الشمس ما تغيب
جريت على والدى بكل سرعتى عبرت قناية الميه ومريت داخل الحقول لحد ما وصلت والدى
قلتله فيه شاب غريب مستنيك قدام البيت
والدى همس وهو بيمسح العرق من على وشه غريب مين؟
قلتله معرفش لكن واضح انه مش من البلد خالص وشكله حلو اووى
والدى قال شيلى الفاس يا تلا وتعالى ورايا
شلت الفاس على كتفى ومشيت ورا والدى لحد ما وصلنا البيت
اول ما والدى شاف الشاب همس غريبه؟
دا شكله مش النواحى بتاعتنا خالص، كان الشاب ربط الخيول فى شجرة الصفصاف وواقف جنب العربه بيبص على الحقول الشاسعه بشرود
والدى رحب بالشاب ودعاه يدخل البيت، الشاب ابتسم وقال بلهجه غريبه اشكرك أيها الرجل الطيب، انا جايلك فى مهمه محدده
والدى همس خير ان شاء الله؟
همس الشاب انا عايز دى وشاور على لينا
والدى فتح بقه بغضب، عايزها ازاى يعنى؟
اكمل الشاب كأنه كلام عادى، عايزها وهدفع فيها المقابل العادل وطلع من جيبه كيس مليان عملات ذهبيه شكله غريب جدا وحطه قدام والدى
#الظلال_المحترقة
٢_/
فتح والدى فمه على اتساعه، اول مره يشوف دهب بالكميات دى وفضل ساكت مش قادر يستوعب إلى بيحصل، ابتسم الشاب، انت شايف المقابل مش مناسب؟
وأخرج من جيبه كيس دهب تانى حطه قدام عيون والدى المفنجلة، بص والدى داخل البيت ناحيت لينا واخواتى البنات الخمسة ورفع راسه بحزن يفكر، مراة ابويا إلى كانت سامعه الكلام كله خرجت بسرعه وهمست فى اذن والدى مستنى آية؟ دى فرصه مش هتتكرر
همس الشاب توصلنا إلى اتفاق؟
فضل والدى ساكت واكياس الدهب فى آيده يكافح دموعة
اخرج الشاب كيس دهب تالت خدته مراة ابويا وهى بتقول اتفقنا، يا بت يا لينا تعالى هنا
طلعت لينا منكسه راسها همس والدى انا اسف يا بنتى بينما دفعت زوجة والدى لينا تجاه العربة برفق
انفتحت ستارة القماش كنت قريبة من العربة وشفت بنت جميلة قاعدة داخل العربه جنبها شاب أكثر وسامه بعيون غريبه وجميلة، الشاب الى غمزلى بعينه ولوحلى بآيده إلى كانت كلها خواتم من العقيق مختلف الألوان.
صهلت الخيول لما ركبت لينا ورفعت قوائمها فى الهوا ثم ركضت فى طريق القريه المترب الموحل
فضلت لينا مطلعه دماغها خارج العربه بتبص على وعلى البيت وشوفت الدموع فى عينيها لحد ما اختفت وبلعها الضباب.
ركضت بينا الخيول كنت قاعده جنب بنت جميله وجسمى بيرتعش اول مره اخرج من بيتنا والطريقه إلى تم بيها الموضوع غريبه، والدى باعنى عبده لناس معرفهموش
الحقيقه مكنتش فارقه كتير، ايوه هشتاق لاخواتى البنات لكن اترحمت من مراة ابويا وكلامها إلى زى السم ايدها إلى مش بترحم، كنا ماشين وسط الأشجار والعربيه مختفيه بين الضباب، الشمس غابت والليل محاوطنا، قالت البنت الجمله
لينا؟ انتى اسمك لينا؟
قلت ايوه
قالت متخفيش انتى جسمك مرتعش كده ليه هو احنا هناكلك؟
ضحك الشاب الوسيم إلى كان قاعد معانا وهمس محدش يقدر يعرف إلى منتظره ابدا
ضربت البنت الشاب فى كتفه وهمست اسكت يا تيمور، لينا مرعوبه اصلا ومش ناقصه مزاحك السخيف
همس الشاب سمعا وطاعه يا اميرتى صوفيا ومد ايده بطريقه مسرحيه
عصفت الريح خارج العربه وسمعت صوتها يعوى بين اشجار الغابة وهطل المطر الذى سال على جنباتها
استل الشاب سيفه وتركه على قدميه، كان سيف فى غمد احمر قاتم وكان مقبضة مزين بالكهرمان الأزرق
صوفيا خرجت خنجر ومسكتة فى ايدها، وشاد صمت حذر مسمعتش خير صوت حوافر الخيل على الأرض الموحله
فتح تيمور ستارة العربة وبص للخارج، ضباب كثيف يا صوفيا
وصلنا فين سألت صوفيا؟
حدود الغابة يا صوفيا
فكرت فى سرى ازاى وصلنا حدود الغابه والعربه ماشيه بينا وسط أشجار الغابة من مدة طويله؟
افتحى بقك هسمت صوفيا وهى بتخرج قنينة بها شراب داكن
تجرعت الشراب المسكر وحسيت ان دماغى بتلف بيا، رميت دماغى على صدر صوفيا وغبت فى النوم، معرفش قد ايه
لكن لما فتحت عنيه كانت العربه لسه ماشيه بين الاشجار والمطر لسه نازل لكن الضباب اختفى
وكنا وصلنا منطقه فيها أشجار محروقه ومقطوعه وظهرت قدامنا اطلال قلعه فوق الجبل
تيمور همس من الأفضل اننا نلتف حول التله، الطريق دا مش آمن، ممكن نقابل مستذئبين فى اى لحظه؟
ردت صوفيا احنا مش حمل مواجهه مباشرة، اعدادهم هتكون كبيرة وممكن نتعرض للأثر
نعق غراب بصوت مرعب ومعه انحرفت العربه عن الطريق ومشيت فى درب من الصخور
ضرب تيمور الخشب بأيده، قلعت الظلال كانت أول قلعه سقطت قدام الهجوم الغاشم مش قادر افهم ازاى سمح اسيادنا بسقوطها، كانت القلعه محاطه بألاشجار الكثيفة والضباب الداكن الذى اعتاد مصاصى الدماء الاختباء فيه
لكنها تعرضت لهجوم مباغت اطبق المستذئبين على جدرانها مثل العاصفه وقضو على حراسها بسرعه فائقه
همست صوفيا القلعه دى كانت ضحية الغرور
غرور اسياد مصاصى الدماء الى قللو من قوة الذئاب
كنت بسمع غريبه، ذئاب ومصاصى دماء وكأن على ان أفهم كل شيء بمفردة
#الظلال_المحترقة
٣
مشيت بينا العربه التى تجرها الاحصنه
فى درب مغطى بالحصى، والصخور بتحيط به كل ناحيه
بدأت العربه تهتز أثناء صعودها وكنت بحاول ابص لبرة اشوف العالم ده الغريب عنى، كان بقالنا مده كبيره بنتحرك وجسمى اتكسر وشاعره بالغثيان، سألت صوفيا هو احنا قربنا نوصل؟
لكن تيمور رفع ايده بعلامة الصمت، قال انه لمح رأس غريبه بتتحرك فوق التلة
همست صوفيا تعتقد واحد منهم؟
قال تيمور صعب نعرف، الذئاب جبناء ومش بيتحركو غير فى جماعات
لو كان واحد منهم يبقى ذئب شارد او مطرود مفيش خطر منه
استوت الطريق قدام العربه وظهر قدامنا وادى أخضر ونهر
وسمعت صوت عواء مرعب وفجأه حاجه وقفت قدام العربه
تيمور قفز من العربة شايل سيفه وصوفيا كمان
العربه توقفت ووشفت دماغ الحوذى إلى بيقود العربه مقطوعه
متمالكتش نفسى صرخت وافرغت معدتى
كان فيه صوت عراك خارج العربه وتيمور وصوفيا بيصرخو
بخوف فتحت الستاره شوفت ذئب ضخم بيحارب تيمور وصوفيا
كان ذئب قووى جدا وبيطوح جسدهم على الأرض
فجأه اترمى جسم تيمور على العربه وبص ناحيتى
وشه كله كان دم، نزع تميمه من فوق رقبته وحطها فى ايدى وهمس اهربى
دا مش مستذئب عادى، دا وحش عملاق
نزلت من العربه من الناحيه التانيه مش عارفه اعمل ايه
جريت زى ما بجرى فى الحقول فى قريتنا، جريت بكل سرعتى ومن خلفى سامعه عواء الذئب الضخم
اول ما بصيت للخلف كان المستذئب قالب العربه على الأرض وقاتل الخيول وبيشرب دمها
مسك جسد تيمور فى ايدة زى الريشه وطوح بيه بعيد عنه
وقعد يشم داخل العربه بعدها رفع دماغه وبص ناحيتى وشافنى
أجرى يا لينا ، شجعت نفسى، النهر قريب منك، مش لازم تموتى فى اول يوم ليكى فى الأرض الغريبه دى
وكنت سريعه جدا لكن المستذئب بقفزتين بقى ورايا
كنت عارفه ان الذئاب بتكره المياه اول ما وصلت قفزت فى النهر
وقف المستذئب على صفة النهر وأطلق عواء غاضب وركل بقدميه التراب مثل الغيمه وجرى قصادى على صفة النهر
كان حجمه ضخم جدا، اضخم مما اعتقدت
قعدت اسبح ناحيت الضفه التانيه وجسمى كله بيرتعش
قربت اوصل الضفه التانيه وظهرت قدامى اطلال قلعه اسوارها محاذيه لمياه النهر
وصلت الضفه واترميت على الأرض استرد أنفاسى كنت بلهث من التعب وعنيه بتدور على الذئب الضخم
إلى اختفى من الناحيه التانيه، شفت باب القلعه وقلت لازم اركض وادخل القلعه بسرعه اطلب المساعده او اختفى جواها
دخلت من باب القلعه مكنش فيه اى حراسه
والحديقه داخلها كانت محترقه، ظلال أشجار ضخمه
ركضت بين العشب المحترق ودخلت جوة القلعه
كان فيه باحه وغرف كتير بسرعه طلعت السلم، السلم إلى غطاة نبات اللبلاب
فى الطابق التانى بصيت من الشرفه وشفت الذئب الضخم بيركض نحو داخل القلعه
#الظلال_المحترقة
٤
وصلت لأخر غرفة وكان بها سلم معدنى يوصل لسطح القلعه،،،
داخل الغرفة كان هناك، مقاعد خشبية مصنوعه من الشجر مكسره ومقلوبه، واريكه طويلة رفيعة موضوعه تحت الشرفه
وكان فيها خزانة ملابس، ودولاب يوجد به باب مفقود حتى اننى رأيت بعض الملابس القديمه المغبره إلى سرحت فيها العتة، على الجدار المقشر طلائه علقت مجموعه من السيوف القديمه وكانت توجد بقايا شمعه وكتاب ممزق تحكى عن حياه ربما كانت هنا من زمن طويل قبل حضورى او قبل سنين طويلة، زحفت تحت السرير العريض ورأيت بقع دم ناشفه قديمه تحكى عن عنف او مجزره
دعيت من كل قلبى ان الذئب ميوصلش ليا او ان يصاب بالعمى او ان تكسر رجلة وهو صاعد السلم، المهم ان تحدث له مصيبه تمنعنى رؤية وجهه البشع
انبطحت من سكات من غير كلام او حتى نفس، الذئب قتل تيمور وصوفيا والحوزى وآكل الاحصنه مش متخيله ممكن يعمل ايه لما أقع فى ايده
سمعت عواء الذئب داخل القلعه، وخطواته التقيله فى رواق الطابق التانى
سمعته بيحطم أبواب الغرف واحده ورا التانيه وفكرت انه دون شك هيلاقينى، طلعت من تحت السرير وصعدت السلم إلى وصلنى ناحيت السطح وكان فيه باب خشبى بيغلق الممر ده قفلت ورايا وبقيت فوق سطح القلعه
من باب الاحتياط سحبت حجر كبير وحطيته فوق باب الممر ده قلت حتى لو فكر يطلع ورايا هيلاقى الباب مقفول
لكن نسيت حاجه مهمه الذئاب ليها حاسة شم قويه واكيد هيعرف مكانى مكنش فيه فرصه اعمل حاجه تانيه لانه الذئب وصل الغرفه
حطيت ايدى على قلبى بخوف وانا بسمعه بيحطم الدولاب والسرير والكراسي وبيرتطم بالجدار حسيت بهزته
لكن قلبى كان هيقف لما تسلق السلم وارتطم بباب الممر
الباب ارتفع ونزل تانى جريت بسرعه وقعدت فوقيه جنب الحجر علشان امنعه يطلع
وطرت فى الهوا لما المستذئب طرب الباب بدماغه لكن من حسن حظى ان الحجر الضخم نزل فوق دماغه ووقعه على الأرض
صرخ الذئب بغضب وبص لفوق والتقت عينى بعينه قفلت الباب بسرعه وجريت فوق سطح القلعه كان فيه سيوف كتيره مرميه وحراب سحبت حربه مسكتها فى ايدى
انا هدافع عن نفسى مش هموت كده قربت من الفتحه والحريه فى ايدى واول ما دماغه طلعت منها ضربته بالحربه فى دماغه
وقع الذئب على الأرض وركض وشفته خارج من باب القلعه ناحيت الغابه وهناك وقف وبص ناحيتى كان شايفنى بوضوح
وكنت شايفاه، وقف فى مكانه بعدها قعد على الأرض كأنه بينتظرنى اخرج
الليل نزل وانا قاعده فى مكانى ومن حسن حظى كان فيه قمر بدر وكنت قادره اشوف الذئب وهو بيلف ويدور قدام باب القلعه، فضلت صاحيه الليل كله اول ما الصبح طلع الذئب اختفى..
اترميت على سطح القلعه تعبانه مرعوبه ضايعه وسبت نفسى تحت الشمس الساطعه الدافئه
كنت عارفه انى مش هقدر اخرج من القلعه والذئب مترصدنى خارج الباب المهشم، وكان لازم الاقى طعام اكله واشرب وانام، نزلت من السلم المعدنى وسبت الباب مفتوح
وماسكه الحربه فى ايدى نزلت الطابق الأرضى لما الجوع نهش معدتى مريت بين الغرف والاصطبلات والمخازن لقيت غلال قمح وذره واجولة دقيق، بطاطس متعفنه وبطاطا
بصل وتوم واعشاب فى مرطمنات محفوظه، لحم مملح كان فاسد وقطع خبز يابسه جدا مرميه فى كل مكان
اخدت الخبز اليابس وحطيت عليه ميه لحد ما لقيته بقى لين واكلته بالملح
كان فيه موقد ضخم، وفرن قدامها خشب واوانى ضخمه واطباق مرميه فى كل مكان، خطوة خطوه يا لينا
الأهم تفضلى عايشه لازم تاكلى، تانى حاجه لازم تدافعى عن نفسك تلاقى سلاح مناسب، طلعت فوق السطح وغصب عنى نمت فوق باب الممر قلت لو حصلت حركه هشعر بيها
لكن الحمد لله مفيش حاجه حصلت ولما صحيت كان الليل انتصف والذئب نفسه واقف قدام باب القلعه
همست هو انت مفيش ليك هم غيرى؟
انت ذئب ضخم دورلك على غزال او جاموس برى وسبنى اعيش من فضلك
وهو سلاحى لى ايدى نمت لغاية الصبح ولما فتحت عينى كان فيه شاب طويل بيختفى داخل الغابه فكرت اصرخ عليه لكنه اختفى بسرعه ومظهرش تانى
لاحظت ان الذئب بيختفى فى النهار وبيظهر باليل ودا ادانى وقت اقدر افكر اعمل ايه.
عجنت دقيق وصنعت فطائر ولعت النار فى الفرن وسويت الفطاير والتهمت واحده ساخنه منها
طلعت الفطاير فوق سطح القلعه وتنهدت اول مهمه خلصت
كان لازم الاقى حاجه انور بيها وفى مخازن القلعه لقيت قناديل زيت سليمه ومصابيح كهربائيه حديثه تعمل بالبطاريات اخدت كل حاجه وطلعتها فوق سطح القلعه
كانت الشمس لسه مغربتش وكان عندى وقت انزل افتش فى مخازن القلعه اكتر تعمقت داخل القلعه وتفاجأت بوجود مخزن كبير محطم داخله اسلحه، بنادق ومسدسات وصناديق زخيرة، أطلقت ابتسامه وسحبت بندقيه بمنظار دلوقتى اقدر ادافع عن نفسى كويس جدا
لكن كل دا مكنش كافى اخدت معايا بندقيه آليه وصندوق ذخيره وبطلوع الروح طلعتهم فوق سطح القلعه حشيت خزنة البندقيه الاليه وركنتها جنبى ولعت قنديل زيت وافتكرت انى لمحت شاى وسكر وقهوه وابريق فى المخازن
نزلت بسرعه واخدت كل حاجه معايا فوق سطح القلعه
صنعت شاى على الحطب مليت بيه الابريق وشربت اول كوباية شاى بعد يومين من العذاب
تقريبا الساعه عشره باليل وانا بتفقد سطح القلعه شوفت أضواء ناحيت الغرب كانت بعيده عنى لكن واضح جدا
يعنى فيه ناس عايشه غيرى فى المكان ده لازم اتواصل معاهم
مسكت مصباح وقعدت افتح النور واطفيه كأشاره لكن محصلش حاجه وسبت كل ده لما سمعت صوت حركه جوة باحة القلعه مسكت البندقيه واترميت على الأرض ومن غير تفكير أطلقت رصاصه على الذئب
قفز الذئب من الرعب وبص ناحيت سطح القلعه بعدها قفز بسرعه وهرب من القلعه
فكرت كتير وتأكدت انه مش الذئب إلى كان بيطاردنى لانه كان أقل حجم منه
#الظلال_المحترقة
٥
طوال تلك الليلة لم يظهر اى ذئب ورغم استمتاعى بالشاى والقهوة الا انى فكرت لحد امتى انا ممكن افضل كده؟
وهل معقول انى اقدر اقاوم تلك المخلوقات المتوحشه كل ليله؟ اكيد هيجى يوم واضعف او انام ولما افوق هلاقى نفسى فى معدة ذئب لعين،وجود السلاح فى ايدى منحنى طمأنيه وحرية الحركه حتى خلال الليل، قد يكون الذئب سريع لكن الرصاصه اسرع، جلست فوق سطح القلعه ممتنه للسلم الحديدى اراقب الغابه إلى كانت صامته وكئيبه وقاتمه
بعد نص الليل وانا شارده فى حالى وكيف حضرت هنا والناس إلى جيت معاهم ماتو ومش عارفه كانو وخدنى لفين افتكرت التميمه التى كنت نسيتها
بحثت عنها ومن حسن حظى كانت لسه فى جيب بنطالى تحت العبايه، كنت ممتنه انى لابسه بنطلون تحت العبايه
حطيت التميمه فى ايدى وانا بسأل نفسى لسه واحد بيصارع الموت يقرب منى ويدينى التيممه ويطلب منى احافظ عليه بحياتي؟
حركت التميمه بين صوابعى مجرد قطعة معدن تافهه لا تستحق الموت من أجلها، قطعة معدن منقوش عليها شعار
ربما شعار عائله ملكيه او حاجه من القبيل ده، كنت عارفه ان ملهاش قيمه لكن تقديرا لروح تيمور الميته لبستها فى رقبتى
جسمى ارتعش وحسيت بجريان سريع للدم داخل عروقى، سعلت وحسيت ان عيونى برقت وكانت اكتر لحظه تمنيت فيها ان يكون فيه مرايه قريبه منى اشوف شكلى فيها
وسط الشرود واللخبطة دى شفت حيوان صغير بيعرج بيدخل من بوابة القلعه المهدمه حيوان صغير ركزت فيه كان بطه، قعدت اضحك لكن بعد لحظه شعرت بالشفقه عليها
علقت البندقيه فى كتفى ونزلت، مشيت بحذر لحد ما وصلت البطه إلى بتعرج إلى حاولت تهرب منى لكنى مسكتها
ببص ناحيت الغابه لقيت بط تانى بيجرى هنا وهناك
اوز وكلب مرعوب وقطه كله بيجرى قدام بوابة القلعه
مشيت ناحيتهم ودخلتهم جوه باحة القلعه بعدها فضلت وراهم إلى او اوصلتهم واحده من الغرف
الكلب كان اليف جدا وكان اول حاجه عملها انه قرب منى تشممنى ولعق ملابسى ورغم الوحشه حسيت بونس غريب
الكلب دا ممكن يكون مفيد جدا ليه، ورغم انها حيوانات غبيه الا ان الرعب كان واضح عليها كأنها طلعت من جحيم مستعر
و ما صدقت لقيت مكان تحس فيه بالأمان
جبت غلال ورميته ليهم ياكلوها والكلب اطعمته قطعة لحم مملحه وسبتهم وطلعت سطح القلعه تانى
الكلب طلع ورايا والهر والاوز والبط فضل فى مكانه وكان سماعى نقنقة البط والاوز عاملى ونس عجيب
والكلب إلى كان كل ما يحس بحركه ينبح والقط إلى نام فى حضنى.
طلع النهار وكان لازم اتصرف، عاينت الاسطبل إلى كان بابه مهشم وبيوت الدجاج والاوز والبط
بحثت عن فاس وكانت اول مره اخرج ناحيت الغابه
قطعت شجره ضخمه وجريت جذعها داخل القلعه وحسيت بقوة كبيره فقطعت شجره تانيه وتالته ودخلتهم جوة باحة القلعه، لقيت منشار قطعت بيه الخشب وقبل النهار ما يخلص صنعت باب الاسطبل واطمنت على البط والاوز
ولحظتها جاتنى فكره غريبه
ليه ما اصنعش باب للقلعه؟ على الاقل ممكن يحمينى ويدينى ويوفرلى وقت فى حالة تعرضى لهجوم
وكانت اول حاجه عملتها فى اليوم التانى، قطعت الشجر إلى كان قريب من سور القلعه كان هدفى اصنع بوابه كبيره لكن اكتشفت فايده تانيه انه كشفلى جزء من الغابه وفرلى مساحة رؤيه أكبر.
ولأن سلاحى معايا والكلب كان جنبى بيراقب وبيخرج جرى للغابه وبيرجع اشتغلت خلال النهار والليل وكانت كل حاجه متوفره داخل القلعه ومخازنها إلى كان واضح ان إلى اقتحمها مكنش مهتم بسرقتها، صنعت بوابه ضخمه اشتغلت عليها يومين كاملين وتمكنت من تثبيتها مكان ألبوابه المحطه
ولأول مره احس بالأمان وان القلعه على الاقل ليها باب
كانت تفكيرى غبى جدا جدا لكن قلت ليه لا اوفر مكان آمن لى لحد ما اشوف مخرج من القلعه والمكان دا كله
وكان فيه شيء عجيب داخلى رغم الشغل دا كله محسيتش بتعب ولا بارهاق بل كنت عايزه اشتغل اكتر ورغم انه كان فيه بير داخل القلعه لكن فى الجزء الخلفى من القلعه داخل السور كان فيه حقول محروقه، أحواض صغيره كانت مزروع فيها خضروات وحبوب وقعدت افكر الأحواض دى كانت بتتروى من فين؟
وبعد بحث وتفتيش اكتشفت قنايه مسدودة كانت بتمر تحت سور القلعه، زحفت داخل القنايه دى لحد ما اكتشفت الحاجه إلى سدادها وبعد ما نضفتها الميه عادت تجرى داخل القنايه
فرحت جدا ورميت نفسى داخل الميه وقعدت العب واضرب الميه والكلب كمان نزل فى الميه
قلت بكره هعزق الحقول دى وازرعها وسخرت من تفكيرى قال يعنى ايه انا هعيش داخل القلعه لحد ما الحقول دى تنبت واكل منها؟
لكن الايام كان ليها رأى اخر فى قصتى الطويله
#الظلال_المحترقة
٥
فى أحدا جلساتى فوق سطح القلعه بعد أن عزقت الحقول وبذرت الغلال فكرت كيف يمكننى ان احمى نفسى؟
هناك مصاصى دماء كما سمعت من تيمور صوفيا
وهناك مستذئب ين، ذئب ضخم يمكنه ان يقتلع رأسى مثل بصله، ورغم انى قليلة الخبره لكن كان فيه أفكار داخل دماغى، معلومات جمعتها من القراءه والمشاهده، مصاصى الدماء يكرهون الثوم والخشب الميت قد تكون اسطوره لكنها فكرة جديره بالاحترام
المستذئبين لا يخترقون حواجز الملح يقال انها تحرقهم وكان قدامى شيء اخر سور القلعه وبعض النقاط المهدمه فيه والنوافذ المكسره شغل كتير جدا ثم الغابه التى تتربص بى
نبح الكلب فاستعدت تركيزى حطيت ايدى على دماغ الكلب
انت اكتر مخلوق ممكن يساعدنى فى المكان ده
لكن انا قدامى شغل كتير، خليك انت هنا لو شوفت حاجه انبح وانا هاخد بالى
نزلت الباحه اخدت ثوم من المخزن علقته فى اماكن مختلفه من القلعه وقرب الصور ورشيت ملح قدام باب القلعه وتحت السور الطويل، كنت بسخر من نفسى لكن فعلا لما تعيش مع نفسك ممكن تتجنن لو ملقتش حاجه تشغل بالك بيها
كانت فيه ١٢ نقطه من السور محتاجه الترميم، يعنى محتاجه احجار وطين ودعائم خشبيه، وهل هقدر اعمل كل ده وحدى؟
الصراحه من لحظة ما لبست التميمه والقوه بتجرى فى دمى قوه ضخمه يتكبر كل يوم
النهرده الصبح قطعت شجره ضخمه بضربة فأس واحده وقدرت أجرها داخل باحة القلعه الأمر دا منحنى الآمل اقدر اعمل اكتر من كده
شققت الأشجار إلى قطعتها بالمنشار وسويت الأخشاب وقعتها قطع متماثله كان لازم اصنع نوافذ خشبيه جديده تحمينى من الريح لأنى مش هقضى كل حياتى فوق سطح القلعه
كان فيه اكتر من تلاتين شباك مكسور قعدت اشتغل فيهم وفى كل مره كنت بشتغل اسرع من الى قبلها صنعت عشرة شبابيك قبل ما اقرر النوم
طلعت فوق سطح القلعه وسحبت بطانيه ومخده ونمت والكلب جنبى البندقيه فى حضنى وطلاقات الفضه محشيه فى بندقسه تانيه جنبى
اخر الليل الكلب نبح مشعرتش بيه، لكن الكلب هزنى من كمى لحد ما فوقت سحبت البندقيه بسرعه وتمددت على بطنى
كان فيه تلت ذئاب قدام باب القلعه بيبصو عليها
للأسف كنت غبيه ونسيت قنديل زيت مضيء فى الطابق الأرضى
الذئاب ذى ما يكون كانو بيفكرو وفجأه قفزو من فوق السور وبقيو داخل القلعه
فى اخر لحظه شلت ايدى من على زناد البندقيه، الذئاب دول كان أول مره اشوفهم مختلفين عن الذئب الضخم والذئب إلى أطلقت عليه الرصاص قبل عدت ايام
سبتهم يدخلو القلعه وانا بدعى ان الأوزات والبطات ميعملوش صوت، دخلو القبعه ووصلو الغرفه إلى فيها قنديل الزيت وكسروة
فتشو كل حاجه داخل القلعه وانا والكلب قاعدين من غير صوت
زى ما توقعت الذئاب دول طليعة عشيره كبيره او جزء من جيش او قلعه وزى ما فكرت الذئاب استولى على القلعه دى قبل كده وقتلوا كل مصاصى الدم إلى فيها ولما شافو الضوء دخلو يتأكدو ان مفيش مصاصى دماء داخل القلعه
قلت كويس انى دهنت جسمى بعشبة لاكاس إلى بتضيع ريحة الجسم، تاكد الذئاب ان مفيش حد عايش داخل القلعه لكن للأسف سمعو صوت الطيور
اطلق واحد منهم عواء ضخم وتحول لانسان كان شعره طويل مشى ناحيت الاسطبل وشاف العدد المحدود من الطيور ومن حسن حظى انه مشغلش باله بحاجه تافه زى دى اخيرا غادرو القلعه
استطيع ان اقول ان حياتى داخل القلعه تغيرت بعد الموقف ده
الصبح احضرت حجاره ضخمه كتير جريتها فوق عربه خشبيه وعلى مدار يوم وليله رممت الجدار وعليته
من ناحيت المقدمه وصلته ارتفاع لا يمكن لأى ذئب قفزه
وبعد ما ركبت الشبابيك والأبواب أصبحت القلعه صالحه للعيش نظفتها والقيت بالاثاث المكسر خارج سور القلعه واعديت غرفه محصنه لى لها باب حديد مملوءه بالطعام والسلاح والذخيره تكفى فى حالة الحصار لاكتر من شهر كامل
كتن الجزء الصعب سور القلعه والى فضلت اشتغل عليه ايام طويله حجر ورا حجر، جزء ورا جزء والسور كان مرتفع اصلا وكل ماكان يحتاجه الترميم وبعد اسبوع من العمل المتواصل أصبح سور القلعه محصن ضد الهجمات الا فى حالة كان هناك هجوم ساحق ساعتها ان اصلا هكون ميته
وقفت قدام باب القلعه صحيح انا صنعت باب خشبى لكن حسيت انه مش كافى
قطعت أفرع شجار ضخمه وطويله وقمت بسنها وصنع نصال لها تشبه الحراب ثم غرستها امام البوابه إلى جوار بعضها ولم اترك فيها الا مساحه صغيره تكفى لعبور جسمى النحيل
،
وكنت استحق مكافأه عندما انتصف النهار تركت القلعه وانطلقت تجاه النهر القريب مشيت فى البدايه ثم ركضت
واندهشت وارتعبت من سرعتى كنت اركض بسرعه خارقه
واقفز اقفز قفزات مهوله تصل لاعناق الأشجار
#الظلال_المحترقة
٦
علقت سلاحى فى الشجره وقفزت داخل مياه النهر غطست وسبحت تحت الميه بسرعه مهوله مكنتنى اغوص مسافه كبيره ولما سبحت كنت بسبح بسرعه وقوه فضلت العب في مياه النهر لحد ما اكتفيت بعدها خرجت لبست هدومى وحطيت سلاحى على كتفى وقبل ما اختفى داخل الغابه سمعت صرخه، وقفت وبصيت ابحث عن الصوت
على الضفه التانيه كان فيه مجموعه من الرجال بيجرو تلت اطفال متكتفين بسلاسل وبيجلدوهم بالسوط ورغم بعد المسافه كانت شايفه كل حاجه كويس، نظرى كان قوى جدا مكنى اشوف حتى السلاح فى ايديهم شعرت بالغضب وكان قدامى خيار صعب ارجع القلعه او ادافع عنهم ومن غير تفكير لقيتنى باندفع وبركض على شاطيء النهر لحد ما وصلت المخاضه عبرت النهر وركضت ناحيت الأطفال البشرين
وصلت عندهم وقطعت عليهم الطريق والسلاح فى ايدى، صرخت سيبو الأطفال
واحد فيهم ضحك وقال وادى العبيد هيزيدو واحد والدهب هيبقى اكتر، صوبت سلاحى عليهم وصرخت انا مش بهزر، افرجو عنهم
صرخ صوت رفيع انتى فاكره سلاحك ده ممكن يحميكي منا
انت مش عارفه احنا مين؟
وتحولو إلى ذئاب ضخمه بتعوى بتوحش، صوبت وأطلقت الرصاص لكن الرصاص مكنش بيأثر فيهم، همست انتى غبيه يا لينا، الذئاب مش بتموت غير برصاص مصنوع من الفضه
رميت سلاحى على الأرض مكنش ممكن اهرب خلاص مفيش مفر، ثبت قدامى فى الأرض ولما قفز اول ذئب ضربته بايدى ضربه قويه الذئب تدحرج على الأرض ومقدرش يقف تانى
كنت مندهشة من قوة لكمتى إلى ادتنى ثقه خليتنى اركض واضرب الذئب التانى واطوحه فى النهر
الذئب الاخير هرب واختفى داخل الاشجار، مسكت السلاسل وقطعتها بايدى السلاسل إلى عملت شرز من قوة ايديا
الأطفال كانو بيبكو بنتين وولد صغيرين، قلتلهم متبكوش انتم احرار يلا اهربو
فضلو واقفين فى مكانهم وبعد شويه واحدة من الأطفال قالت نهرب نروح فين؟
احنا منعرفش حاجه هنا
شلت سلاحى وحطيتة على كتفى وقلتلهم تعالو ورايا كنا خلاص قربنا نوصل القلعه لما ظهر قدامنا ذئب واقف بثبات
حطيت الأطفال ورايا واستعديت للقتال لكن الذئب بص للأطفال وابتسم ثم قفز واختفى داخل الغابة
دخلنا جوه القلعه وقفلت الباب الليل كان نزل، حضرت اكل للأطفال وخليتهم استحمو ومقدرتش امنع دموعى لما شوفت أثر الجلد والحروق فى اجسادهم
ولعت فنديل زيت وفرشت ليهم على الأرض وقفلت عليهم الغرفه وقلتلهم نامو متخافوش من حاجه، كنت محتاجه فنجان قهوة جهزته وقعدت على سطح القلعه اشربه واراقب الغابه بفكر فى القوة إلى نزلت عليه فجأه والأطفال إلى خلاص بقيو ملزمين منى...
لما انتصف الليل الكلب نبح، انتبهت وحملت سلاحى بكل حذر
حشيت الخزنه برصاص الفضه وصوبت على الغابه
ظهر ذئب واحد عاين القلعه بعدها اختفى داخل الغابه وقبل ما اسيب سلاحى ظهرت مجموعة المستذئبين مجموعه كبيره
قطيع او جزء من قطيع وكان بينهم الذئب إلى هرب على شاطيء النهر
قرب واحد منهم وصرخ، احنا عايزين الأطفال لأنهم من حقنا، عبيدنا، موسمين بعلامتنا وانتى اعتديتى على القطيع ولازم تتعاقبى، اخترت اخر واحد فيهم وصوبت عليه طلقه اردته قتيلا فزع الذئاب واطلقو عواء هادر وتفرقو حول سور القلعه
الأطفال استيقظو وقعدو يصرخو من الخوف
#الظلال_المحترقة
٧
ادركت ان تفرق المستذئبين على حول سور القلعه مصيبه، سيكون صعب على اصطياد اى واحد منهم
لكنى آملت ان يكون الملح الذى وزعته تحت السور والتدعيمات ان تصمد، كنت بسمع صوت خطواتهم وعينى بتدور وسط راسى حتى الآن لم يقفز ولا ذئب منهم السور
راح الكلب ينبح بلا توقف، كان على ان أفعل شيئ، انا مالكة القلعه، انا صاحبة البيت والمدافعة عنه، تركت مكانى متسلحه ببندقيتين ونزلت باحة القلعه، صرخت اى ذئب سيقترب من سور القلعه سوف انحره بيدى، ليس هذا فقط بل اننى سأتتبع قطيعه واقضى عليه حتى آخر واحد منهم
كان صوتى واضح وكنت اعرف انهم ربما يأخذون كلامى على محمل السخريه، صرخت فى الأطفال اصمتو لن يحدث اى شيء لكم، ثم بحركه مجنونه قفزت واعتليت سور القطعه وسط صدمت الذئاب خارج السور وركضت وانا اصوب بندقيتى وأطلق الرصاص قتلت خمسة ذئاب وحتى انا نفسى وانا افعل ذلك لم افهمنى، كنت سريعه ودقيقه ومرعبه حتى انى تخليت عن سلاحى وقفزت على الأرض فى مواجهة البقيه قتلت منهم اربعه وركض الاخير هاربا، استعدت أنفاسى وقبل ان اقفز داخل القلعه تدحرجت رأس الذئب الاخير تحت قدمى وظهر ذئب أنيق ضخم بشعر طويل وعيون زرقاء يقضم بقية جثة الذئب
رمقنى بتركيز ثم اولانى ظهره، صرخت توقف لماذا تساعدنى؟
قال لان حديثك الحماسى عجبنى منذ اخر حرب خضتها لم اسمع مخلوق يهدد باجتياح قلعه بمفرده وقتل كل الذئاب فيها
لكن عليك أن تعرفى انهم سيعودون بإعداد أكبر وقوه أكبر كونى حذرة واختفى كما ظهر
قلت ماذا أفعل؟
صرخ اتركى القلعه ابحثى عن منزل جديد
قلت مستحيل
صرخ لما؟
قلت زرعت حقول واقسمت ان آكل منها
صرخ هذا فقط؟
قلت اجل
صرخ مره اخرى تعجبنى كلماتك، اذا احتجتى مساعدتى اصرخى بآسمى
قلت ما اسمك
صرخ أمير هزيل الرعد
كان صوته هادر جدا، لقد ايقظ الغابه كلها وارعب الطيور وافزع الأسماك داخل النهر، لم أكن اتصور ان هناك مخلوق يمتلك هذا الصوت الضخم
قفزت داخل القلعه وكان الأطفال المرتعبين ملتصقين ببعضهم مرتعشين
قلت انتهى كل شيء لا تخافو، اذهبو للنوم
يبدو انكم ستفتحون عيونكم باكر جدا
فتحت عينى قبل الجميع، اطعمت الاوزات والبطات وجهزت طعام للأطفال
ثم قلت اسمعو، أعرف انكم صغيرين جدا مجرد اطفال
لكن سيكون عليكم تعلم بعض طرق القتال
سنتعرض لهجوم جديد ولن اتمكن من مواجهته وحدى
لم يفهم الأطفال ولا كلمه من كلامى،رغم ذلك دربتهم ذلك اليوم على ضغط زناد البندقيه الفارغه حتى نجحو فى ذلك ثم بالتدريج جعلتهم يطلقون الرصاص ووعدتهم بمكافأه
ولم يمضى سوى ثلاثة أيام حتى تمكنو من إطلاق الرصاص
منحت كل واحد منهم بندقيه، قلت تلك البندقيه اهم شيء فى حياتكم لا تتركوها ابدا مهما حدث
وكان هناك امر اخر فى بالى قال الذئب ابحثى عن منزل اخر، لست غبيه ولابد ان اضع كل شيء فى الحسبان، كنت اعرف ان لكل قلعه قبو، سرداب للهرب وكان على ان اعثر عليه
فحصت القلعه حجر حجر ولم اعثر على السرداب لابد انه كان مخفى بطريقة ما وكانت الحقول بدأت تنمو وبدأت أشعر بالآلفه واجعل الأطفال ينامون جوارى فوق سطح القلعه ابحث عن ونس كان هذا فى الأيام التى راحت فيها الغابه تحمل إحداث غريبه ومرعبه، كان يصلنا صراخ بعيد، ويرتفع دخان لم يتوقف
بعد اسبوع كامل وكان الليل قد أنتصف ظهر الذئب مره اخرى خارج أسوار القلعه كنت جالسه مع الأطفال عندما صرخ
سقطت اخر قلعه لمصاصى الدماء، لقد بداء عصر جديد عصر التوحش.
#الظلال_المحترقة
٨
فى الأيام الاحقه حمل النهر جثث كثيره طفت فوق سطحه وظلت ايام نراها من فوق سطح القلعه، جثث مصاصى دماء ومستذئبين لكن تبع هذا حفله كبيره، تجمع ضخم للمستذئبين احتفالا بسقوط اخر معاقل مصاصى الذئاب بعد أن أحكم المستذئبون سيطرتهم على القلاع التسع، لم يعد في الغابة أي أثر لهيبة مصاصي الدماء وعظمتهم السابقة. كانت القلاع، التي كانت يوماً ما رمزاً للشموخ والقوة، تحولت إلى أماكن مظلمة باردة، تجوبها أصوات الأنين وتئن تحت وطأة العبودية المفروضة. جُرّد مصاصو الدماء من قدراتهم وسُحِبت منهم الأسلحة التي كانت يوماً في متناول أيديهم، وأُجبروا على الخدمة في قلاعهم القديمة، ولكن هذه المرة كخدم مُستضعفين تحت رحمة سادتهم الجدد.
لم يتوانَ المستذئبون عن إذلالهم بشتى الطرق، فقد كانوا يتلذذون برؤية سادتهم السابقين ينحنون أمامهم، يعملون في أشغال شاقة لا تتناسب مع طبيعتهم النبيلة. في الظلام، كانوا يُساقون لتقديم خدمات متواضعة من تنظيف الممرات والمساحات الواسعة التي كانت ساحات معاركهم يوماً، إلى طهي الطعام للمستذئبين الذين أصبحوا الآن أسياد القلاع.
غابت الروح التي كانت تميزهم، وظهر الشحوب أكثر على وجوههم، ليس فقط من الحاجة إلى الدم، بل من الانكسار الذي أصبح جزءاً من وجودهم اليومي. حُرموا من شرف القتال، حتى أن أصواتهم أصبحت ضعيفة وجافتهم الكرامة. وبينما كانوا يعيشون لقرون كائنات فوق الطبيعة، تم تقييدهم بتعاويذ سحرية تضمن خضوعهم وتمنعهم من القيام بأي حركة عدوانية ضد أسيادهم الجدد. بل وأجبروا على شرب جرعات مميتة تُضعف طاقتهم بشكل دائم وتُبقيهم في حالة من الإذعان والخوف.
الليل الذي كان دائماً مصدر قوتهم وسرعتهم تحول إلى رمز لقمعهم، حيث كان المستذئبون يجوبون القلاع ليلاً، يتفقدون الأسرى ويتحققون من أن الطاعة تظل هي اللغة الوحيدة التي ينطق بها الجميع. تحول كل مصاص دماء إلى ظلٍ هائم في المكان، مجرد شبح فاقد للهوية، ينفذ أوامر سيده دون اعتراض.
وسط هذا الظلام، كانت الأسطورة عن الخلاص ضئيلة، مجرد همسات خافتة ترددها أفواههم عندما لا يراهم أحد. لم يكن لديهم أمل سوى بزوغ بصيص من النور؛ شيء يقلب الطاولة على المستذئبين ويعيد لهم كرامتهم المسلوبة
وكان المستذئبين يتفاخرون انه لا يوجد مصاص دم واحد حر فى أرض الغابه وانطلقت موجه من التحالفات واعادة توزيع الممتلكات وأصبح كل سيد زعيم لقلعه ضخمه تحت منه جيش ضخم من المستذئبين حتى القلاع المهدمه والمحطمه تم توزيعها على كبار قادة المستذئبين الاقل شأنآ والذين يملكون حاشية قليلة وضعيفه، ووقعت قلعة لينا من نصيب
الامير فارتير مستذئب شاب لكن من فرع ضعيف فى سلسلة الحكم وكان فارتير شاب ساخر يتبع شهواته ويركض خلف النساء فأرسل كبير خدمه مع بعض الجنود لترميم القلعه
وتجهيز القلعه لسكنى الأمير ونسائه
انطلقت الحاميه الصغيره تجاه القلعه المنعزلة التى تقع فى اخر نقطه من أرض الغابه والى جوارها من الشمال الجبال الشاهقه المرتفعه سارت القافله وسط الغابه بلا خوف فقد كانت كل الأرض تخضع لهم وصلت هناك بعد غروب الشمس
لكنهم لم يجدو قلعه مهدمه بل قلعه مرممه لها بوابه ضخمه
وحارس واحد يقف فوق سطحها حاملا سلاحه فى يده
اطفأت لينا قنديل الزيت وانبطحت فوق سطح القلعه لم تكن تعرف ما ينتظرها ولا ما تواجهه لكنها كانت تعرف انها ستدافع عن القلعه مثلما فعلت من قبل
احصت عشرين مستذئب وحمولات من الاطعمه والقماش والاغذيه تحملها العربات التى تجرها الخيول والكثير من الخدم البشر الذين يركضون خلف العربات
أمرهم قائد الحاميه ان يحطمو الخوازيق الخشبيه التى زرعتها لينا وان يفتحو البوابه لدخول الحاميه
مع أول خطوة أطلقت لينا طلقه أصابت قلب مستذئب سقط على الأرض فى الحال
ساد فزع بين أفراد الحاميه التى كانو يظنو انها خاليه
اطلق الذئاب عواء ضخم وتحولو لذئاب ضخمه تنتظر أوامر القائد
امر القائد المستطلعين ان يدورو حول القلعه ويجمعو الأخبار كم شخص داخل القلعه ومن يدافع عنها؟
ثم اختفى مع القافله داخل أشجار الغابه ينتظر الاخبار التى سيحملها المستطلعين
عاد الجواسيس بأخبار مثيره، طالعنا شخص واحد يدافع عن القلعه
شخص واحد؟ ابتسم القائد لابد أنه شخص مجنون او مصاص دماء هارب من العبوديه
اقضو عليه وافتحو البوابه ثم رقد على الارض وطلب من الخدم ان يعدو لها وجبة العشاء
عاينت لينا المهاجمين كانو تسعه واخرين ينتظرون داخل الغابه توزعو حول السور فى نقاط مختلفه
كانت لينا تعرف صعوبة ان يقفز أحدهم فوق سور القلعه فلم تشغل نفسها سوى بالبوابة الاماميه صوبت سلاحها وعندما اقترب ذئب متلصص اسقطته برصاصه واحده
بدا الأمر محير ومرعب حيث تخلى المستذئبين عن طبيعتهم الحيوانيه وحملو اسلحه هم الأخرين تأكدو من استحالة القفز فوق سور القلعه او احتياج بوابتها
اتخذت لينا ساتر، كانت تعرف ان الحرب ستطول وان فرصتها فى النصر هى اختيار تكتيك هجومى مباغت
طلبت من الأطفال ان يحتمو بالساتر وان يصوبو على اى مهاجم ثم التفت من خلف القلعه عبرت من خلال قناية المياه ودخلت الأرض المفتوحه، وتسللت بين أشجار الغابه دون أن يشعر بها احد بينما ارتفع صوت الرصاص حول بوابة القلعه
انبطحت لينا على الأرض خلف شجرة بعد أن احصت ثمانية مهاجمين زرعت الرصاصات الفضيه داخل البندقيه باستخدام المنظار اختارت أهدافها بدقة ثم صوبت متنقله بين الأهداف بسرعه راح المستذئبين يتساقطون واحد تلو الآخر باغتهم الهجوم القادم من الخلف ولم ينجحو فى الهرب
#الظلال_المحترقة
٩
كان بقية المستذئبين جالسين داخل الغابه حول خيمة الزعيم
عندما هاجمت لينا زملائهم وعندما سمعو صوت طلقات الرصاص وصرخات زملائهم ركضو بسرعه لكن لينا كانت اسرع وتلقفتهم واحد خلف الآخر حتى قضت عليهم جميعأ
ونحرت زعيمهم داخل خيمته، وجدت لينا عشرة من الخادمات والخدم البشرين يقفون مرتعبين أمامها، وكانت لينا لا تعرف ان مظرها يبدو كمصاصة دم ولا تعرف سبب خوفهم منها، منحتهم لينا الحريه، من يريد أن يذهب يذهب ومن يريد أن يدخل القلعه يدخل القلعه
ثم بعدت عنهم تمنحهم حرية التشاور وافق أربعة شابات على دخول القلعه وشاب واحد كان يعمل بالحداده بينما قرر الباقين الرحيل
حسنا همست لينا يمكنكم ان ترحلو لكن بعد أن تنقلو الجثث إلى النهر لا اريد قبر امام قلعتى
القيت الجثث داخل النهر ونقلت حمولة الغلال والملابس والاطعمه والاسلحه داخل القلعه
اضيئت بعض غرف القلعه من أجل الوافدين الجدد ولأنهم خدم لم يستغرق و وقت لإعادة المطبخ لسابق عهده وسرعان ما ارتفعت رائحة الاطعمه داخل القلعه
اما لينا فقد كان لديها عمل اخر
كانت لينا عرفت ان القافله كانت تخص أمير يدعى فالتير
وانه لن يستغرق وقت قبل أن يحضر مع جنوده للبقاء داخل القلعه وكان عليها ان تبتكر طرق دفاعية تساعدها على الصمود، خرجت فى الصباح الباكر عاينت محيط القلعه واختارت اماكن لنصب الفخاخ حفرت العديد من الحفر وغطتها بأفرع الأشجار وزرعت داخلها خوازيق برؤس فضه
والواح خشبيه مدببه، وحول محيط القلعه بمساعدة الخادمات جمعت قش يابس ظلت طوال ايام تنشره حول القلعه قبل أن تصب داخله الزيت والمازوت
نصبت الكثير من المرايا فى أبراج القلعه مرايا كبيره تكشف الغابه وعلقت فيها أجراس موصوله بحبال ربطتها فى اماكن مختلفه تكمن اى شخص ان يطلق إنذار الخطر اذا لمح مهاجمين
ثم قامت بفكرة صنع انفاق وهميه تؤدى لمسارات مضلله
رغم كل ذلك كان تعتقد أن الهجوم ربما يكون أكبر من قدرتها كان عليها ان تخترع شيء خارق
شيء غير معتاد وظلت ايام تفكر وتفكر حتى ذكر لها الحداد ان بمقدوره صناعة منجنيقات معدله قادره على إطلاق
كرات مشتعله مشبعه بالزيوت قال انه يلزمه وقت لكن الأمر ليس مستحيل
وبدا النشاط يدب داخل القلعه وتنتشر فيها الحركه وتفوح منها الروائح الطيبه وكانت المحاصيل بدأت تنمو وتؤتى ثمارها وراحت القلعه الميته تنمو مره اخرى واضوائها التى كانت مظلمه تشع مثل النجوم
وداخل الغابه المظلمه الشاسعه كانت الهمسات تسير عن وجود مقاتله تعيش فى اخر معقل لمصاصى الدماء مقاتله ارسلها القدر لتنقذهم من ظلم العبوديه وتحررهم من قبضة الذئاب، تلك الهمسات التى وصلت إلى الهاربين داخل الجبال والمطاردين الذين راحو يزحفو نحو القلعه من كل مكان
وبعد ايام وجدت لينا امام القلعه رجال ونساء يطلبون الحمايه لم يكونو انسان عادين بل كانو مصاصى دماء
#الظلال_المحترقة
10
وقفت لينا على بوابة القلعه، سمحت للبشر العادين بالدخول
الذين طلبو الحمايه سيحصلون عليها
ثم تقدم مصاصى الدماء، رجال منهكين مطاردين، تعرف لينا ان الحرب قد بدأت ولا سبيل للتراجع
تقدم مصاص دماء عجوز خلفه مجموعه كامله من الرجال
صرخ انت زعيمة القلعه؟
قالت لينا نعم
لقد اتينا بحثا عن الآمان فهل تقبلينا فى خدمتك؟
اقسمو يمين الولاء وسأضمن لكم الحمايه
انحنى الرجال واقسمو بالولاء للينا فى السراء والضراء
قالت لينا هناك شيء اخر
اقسمو على عدم الفرار كما تركتكم قلاعكم للمستذئبين
قال الرجل بصراخ نحن لم نهرب
كنا نسكن الجبال ولم يكن ولائنا لأى زعيم لكن ولمح الرجل التميمه فى عمق لينا
فأنحنى حتى كاد يلامس الأرض ومن خلفه رجاله
سنتبع اميرتنا حتى إلى الجحيم
قالت لينا انا لست أميرة
قال الرجل العجوز، عمرى تعدى مئات السنين ويمكننى ان اعرف السلاله الملكيه
وانت من نسل ملكى، انت اخر اميره ملكيه حيه فى سلالة مصاصى الدماء وتحملين فوق عنقك شعار الاسره الملكيه
فكرت لينا، لا بأس أن يعتقدو ما يشاؤو، ساترك لهم حلم يقتاتون عليه.
داخل مطبخ القلعه تناول الرجال طعامهم واجتمعت لهم لينا
وزعت عليهم المهام، لأول مره تجد لديها وفره من الرجال المدربين على القتال، توزع الرجال على أبراج القلعه فى مجموعات تتغير كل 12 ساعه
والبقيه ستعمل على تقوية جدار القلعه وبناء جدرا داخلى ملاصق للجدار الاصلى يكون داعم له فى حالة الهجوم بالدبابات الخشبيه المعدنيه
وكان الحداد الذى وجد بين الرجال من يساعده قام بصنع اول منجانيق حديدى نصب فوق سطح القلعه وحشى بالكرات الملطخه بالزيت
فى الخارج قطعت الأشجار التى تحجب الرؤيه وجرت داخل باحة القلعه لصناعة الخوازيق الخشبيه والأبواب والنوافذ
بينما كان هناك من يحفر خنادق ومن يختفى بين أشجار الغابه لجمع الاخبار.
كان الأمير الفرين بعد أن انقطعت الاخبار قرر ان ينتقل مع حاميته للقلعه من خلفه جيش صغير من مئات الجند
هناك سيكون حاكم القلعه ويقضى وقته مع الجوارى والوصيفات وصلت القافله أرض الغابه وبلغ الخبر لينا
التى أمرت بعدم مهاجمة القافله وتركها تصل بسلام أسوار القلعه، لم ترغب ان يتوزع القتال فى أكثر من منطقه وتتسرب الاخبار إلى القلاع الأكبر
وصلت قافلة الأمير إلى أسوار القلعه وأمر رجل بشرى ان يأمر الرجال بفتح أبواب القلعه امام اميرها
تأكدت لينا ان الجيش كله داخل مرمى نيرانها، كان أمامها فرصه واحده، ان تضرب بقسوه، ان تمحى الجيش من على وجه الأرض
رفعت لينا يدها ودقت أجراس القلعه التى تعلن الخطر
انتشر الجند على أسوار القلعه وسادت فوضى داخل جيش الأمير الذى لم يتوقع مقاومه
كان الظلام قد حل، وضعت لينا التى كانت واقفه فوق سطح القلعه سهم مشتعل وضعته فى القوس وصوبته نحو السماء
انطلق السهم المشتعل يشق ظلام الليل ثم سقط داخل أرض الغابه ليشتعل القش الذى جمعته لينا من قبل ويشكل دائرة مشتعله من النيران حاوطت جيش الأمير
تحول جيش الأمير كله لمستذئبين وارتفع العواء والصراخ
اطلق حراس القلعه الرصاصات الفضيه بينما حاول المستذئبين تسلق سور القلعه بلا فائده
صرخت لينا الأن!!
انطلقت اولى قاذفات اللهب من المنجنيق نحو الجيش المحاصر واشتعلت النيران فى الأجساد التى تركض وتعوى تصرخ
لا تتوقفو عن الأطلاق أمرتهم لينا بينما قفزت هى ومجموعتها نحو الغابه ملتفه حول النيران وكان معها الاسلحه الناريه والرصاصات الفضيه التى تقتل المستذئبين انبطح عشرة من مصاصى الدماء على الأرض وراحو يطلقون الرصاص بلا توقف، كانت مذبحه ضخمه، ولم تمضى الليله حتى سقط معظم الجيش بين قتيل ومصاب ومن تمكن من الفرار يمكن عدهم على أصابع اليد الواحده.
عندما أشرقت الشمس كانت الأرض خارج القلعه ممتلئه بالجثث والغربان تحوم فوق الشجر، سنقوم بنقلهم إلى النهر أمرت لينا
ولأنها تعلمت من المره السابقه كانت هناك عربات تجرها خيول حمل فوقها الجثث ونقلت إلى النهر
أكثر من عربه فى وقت واحد، انتصف النهار وطفت الجثث فوق سطح النهر نحو المجهول
وقف لينا فوق سطح القلعه ورفعت يدها وسط تهليل حراسها
صرخت علينا علينا أن نستعد للقادم، ما فعلناه هنا سيجر علينا المشاكل، فى خلال شهر لن يكون الاف من المقاتلين خارج أسوار القلعه، الاف مستعدين للانتقام وتحطيم القلعه فوق كل من فيها
#الظلال_المحترقة
11
كانت لينا تعرف ان عليها العمل بسرعه للحفاظ على حياتها وحياة الأشخاص الذين لجأو إلى القلعه فبعد الحرب الاخيره
ازدادت اعداد الوافدين إلى القلعه وأصبح عددهم يقارب مائة شخص لم يكن جيش بالطبع لكن اتاح للينا تنفيذ خططها فى الدفاع عن القلعه ضد الهجوم الكاسح المرتقب
بدأت لينا في توجيه فرق مصاصي الدماء لتقوية الجدران بألواح خشبية سميكة مغلفة بطبقات معدنية لتتحمل الضربات العنيفة
ثم أرسلت فرقًا صغيرة من مصاصي الدماء لنصب أبراج مراقبة مخفية في الغابات المحيطة، مزودة بإشارات نارية للتنبيه قبل وصول الجيش الجرار
وطلبت المزيد من الرماح والسيوف المخصصة للمستذئبين، برؤوس فضية والاسهم المصنوعة من خشب الرماد المدهون بالزيوت، بعد أن وجد الحداد مجموعه من الأشخاص يمكنهم مساعدته عمل على صناعة مزيد من المنجانيقات وقاذفات اللهب
وضعت خطة لزرع الغابة المحيطة بالقلعة بفخاخ متطورة
فخاخ فى كل مكان داخل الغابه يحيط بالقلعه
مصائد عملاقه تغلق على اى جسد ضخم يقترب منها
ثم نشرت فرق صغيره على حدود النهر وامرتهم ان لا يتركو أماكنهم مهما حدث حتى يلمحو اشارتها قالت بوضوح حتى لو اقتحمو القلعه لا تتركو اماكنكم ابدا
واعادة صناعة جدار القش حول القلعه وغمرته بالزيت والمازوت
كانت تعرف ان الهجوم ربما يتأخر لأكثر من اسبوع كى يصل الخبر لسادة المستذئبين ويصدرو قرارهم بسحق القلعه وكان عليها البحث عن حلفاء محتملين
تركت لينا القلعه وتسللت ليلآ نحو التلال البعيده لكن التلال كانت خاليه فقد تركها كل من يسكنها خوفا من بطش الذئاب
ولم تقابل فى طريقها اى شخص يمكنه مساعدتها وكل ما وجدته طريق مختصر يمكنها من الهرب فى حال سأت الأحوال وهذا هو المتوقع
جلست لينا فوق التله بعد أن يأست تنظر تجاه الغابه وهى تتفهم ان هزيمتها وشيكه فكيف يصمد مائة مصاص دماء امام جيش بالألاف
فقد سقطت قلاع مصاصى الدماء رغم ان اعدادها كانت كثيفه ولأول مره تفكر فى صدفة وجودها فى منتصف تلك الحرب وهى ليست طرف فيها فكل ما ارادته ان تهرب وتعيش بسلام لا ان تموت فى هذه الأرض البعيده
تبحثين عنى؟
التفتت لينا لتجد الذئب الضخم الذى كان حاضر خارج القلعه وطلب منها ان تنادى بأسمه اذا احتاجت مساعدته
قالت لينا وهى تبتسم نعم ابحث عنك
قال الذئب الضخم لكن على حد علمى لم تنادى بأسمى بعد؟
همست لينا ايمير هزيل الرعد
بدايه جيده همس الذئب وهو يقف جوارها
نظرت لينا تجاه الذئب الضخم الذى لا يخلو من وسامه وقوه
لماذا تعادى أبناء جلدتك؟
قال ايمير انا لا اعاديهم بل اكره الوحوش التى تحولو لها
البطش والظلم وكل ذلك الهراء
قالت لينا وهل تعتقد أن ذئب بمفرده قد يحدث الفارق؟
ابتسم ايمير
وكيف تعتقدى ان نصف مصاصة دماء من الممكن أن تدافع عن قلعه بمفردها
صرخت لينا، لست نصف مصاصة دماء انا انسيه بشريه
انت لا تعرفين اصلك اليس كذلك؟
همس ايمير وهو يدور حول لينا بجسده الضخم حتى انها شعرت بالهواء يتحرك جوارها وعندما نهضت كان جسده اضخم منها، انه اضخم ذئب تراه لينا، اضخم من كل الذئاب الذين حاربتهم حتى الآن
كانت بالكاد تصل حدود عنقه وشعره الناعم يرفرف فى ظلام الليل
قبض ايمير على التيمه بفمه وجذبها حتى كادت لينا ان تسقط، هذا اصلك يا أميرة مصاصى الدماء
انت من نسل ملكى وقوة مصاصى الدماء تجرى فى دمك
همست لينا كذب
سابقينى همس ايمير وهو ينحدر من فوق الجرف تجاه الوادى
ركضت لينا بكل سرعته خلف ايمير ثم إلى جواره بكل سرعتها مثل الريح، كانا مثل السهم الذى انطلق فى الخلاء
كافحت لينا لتسبق ايمير الذى ابتسم فجأه وقفز، حلق ايمير فى الهواء وقبل ان يلمس الأرض كانت لينا إلى جواره
نرفع مستوى التحدى؟ سألها ايمير وجسده يكاد يتعرق
وكانت سرعتهم متماثله وقفزتهم متقاربة عندما وصلا النهر ابتسمت لينا طبعا لا يمكنك السباحه؟
الذئاب لا تسبح
وفجأه بقفزه مرتفعه تحول ايمير لشاب مفتول العضلات وسيم وشعر رأس ناعم منسدل على وجهه داخل النهر وراح يسبح بكل سرعه وقوه ولينا إلى جواره تضرب الماء بعنف وغضب وتحدى
عبرا النهر عدت مرات حتى تعبت عضلات ايديهم
عندما عادا إلى الضفه تحول ايمير لذئب
تعرفين اين تجدينى يا أميرة مصاصى الدماء
فقط نادى بأسمى ثم اختفى داخل الغابه
انتظروووووني
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺