رواية معدن فضه البارت السابع والثامن والتاسع بقلم لولي سامي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية معدن فضه البارت السابع والثامن والتاسع بقلم لولي سامي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية معدن فضه البارت السابع والثامن والتاسع بقلم لولي سامي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


من شدة تمسكهم بأخطائهم اختلجت روحي حتي ظننت أنني المخطأ .

وصلت ميار بيتها وجدت حماتها تنتظرها بفارغ الصبر ويبدو على وجهها الضيق ألقت عليها ميار السلام بتوتر واضطراب / السلام عليكم ازيك يا خالتي؟

حمدية (ام حسن) بوجه مقتضب ألقت حديثها كله بسرعة في وجه ميار ولم تعطيها منحة الرد قائلة بلهجة تهكمية / اهلا يا اختي ،كل ده كنتي فين ؟ بتطلعي من المدرسة الساعة ٢ تكوني هنا ٢ ونص لكن دلوقتي ٣ ونص كنتي فين كل ده؟ ولا انتي مش عارفه انك متجوزة وليكي بيت ومسؤوليات؟ ولا انتي محتاجة حد يشكمك يا بت؟

أغمضت عينيها ميار محاولة ابتلاع الإهانة فيكفيها ما قابلته اليوم ثم أخذت نفس عميق وحاولت أن ترد على حماتها ببعض الهدوء / حقك عليا يا خالتي كنت بتمشي بس مع واحدة زميلتي بقالي مدة متمشتش معاها، ولسه يعني الساعة مجتش ٣ ونص...

اقتطعت حمدية باقي حديثها قائلة بعصبية/ انتي بتكدبيني ولا ايه ؟ وكمان ايه بتتمشى ده؟

اه يا اختي وماله انتي تتمشي وتتمرقعي وسايبة بيتك وجوزك من غير اكل، يالا انجري اعملي الاكل ولما جوزك هيجي هقوله.

استدارت ميار لتذهب الي شقتها محاولة الفرار من براثن حماتها ولكن استوقفتها حماتها سائلة باستنكار / رايحه علي فين أن شاء الله انتي هتعملي الاكل هنا.

نطقت ميار بدون أن تلتف لها/ حاضر يا خالتي هطلع بس اغير هدومي وانزل على طول.

وانطلقت تهرول على الدرج حتي وصلت الي شقتها ودخلت ثم أغلقت الباب واستندت عليه من الداخل ثم اطلقت لدموعها العنان وانتحبت حتي شعرت بالاختناق ولم تستطع التنفس ذهبت الي دورة المياة غسلت وجهها ثم توجهت لغرفتها لتغيير ملابسها وعند وقوفها أمام المرآة وضعت يدها على السلسلة وحركت رأسها يمينا ويسارا موبخة ذاتها، ثم إزالتها من على جيدها وقررت عدم ارتدائها مرة أخري وعدم وضع العطر الذي جلبه لها چواد ذات يوم لأنها اعتبرت ذلك خيانة وليس هي من تخون مهما كانت الظروف ووضعتهم بصندوق صغير جدا ثم وضعتهم باخر درج بالكوميد الخاص بها وذهبت لتعد الطعام لزوجها وحماتها واخت زوجها اللاتي لم يفعلن شيئا غير النوم والتزين والتلفاز والقيل والقال على خلق الله فهبطت للاسفل متجهه الي المطبخ مباشرة داعية ربها أن يشغل عنها حماتها ويكفيها شر لسانها.

كانت تقف على البوتجاز تطهو الطعام واقدامها وظهرها تؤلماها من كثرة المجهود وأثناء طهو الطعام  بدأت بترتيب المنزل وحماتها واخت زوجها يشاهدون التلفاز ويتغامزن عليها حتى حضر حسن من العمل وكانت الساعة قاربت على الخامسة فدخل كعادته جائع قائلا / السلام عليكم ازيك يا اما ازيك يا غادة الاكل بسرعة يا ميار واقع من الجوع. 

ميار بطاعة وهي ذاهبه للمطبخ/ حاضر يا حسن عشر دقايق بس وكله يبقي جاهز ،اطلع غير واتشطف عقبال ما اخلص

وجدت حمدية فرصتها فابنها جائع وزوجته لم تعبئ بمجهوده فقالت مستهزأة/ اهلا يا ابني ازيك يا حبيبي تعالي ارتاح عقبال ما المحروسة تخلص اكل اصل الهانم اتاخرت عقبال ما رجعت من الشغل النهارده.

اقتضب حاجبي حسن ووجه نظره الي والدته وجلس بجوارها يسألها/ اتاخرت ازاي يعني مش جت في ميعادها؟

حمدية وهي تتدعي الطيبة/ لا يا ابني أصلها قالت تتمشي مع صاحبتها شويه فبدل ما تيجي الساعة ٢ ونص جت على أربعة، وماله حقها تدلع برضه.

كنت أنا واختك خلصتلها تجهيز الاكل علشان لما تيجي تعمله يبقي سهل عليها فهتلاقيه لسه مستواش يعني.

انتفض حسن من مجلسه ونادي علي ميار بصوت افزعها فخرجت ميار مسرعة من المطبخ ترتعد / أيوة يا حسن بتزعق ليه؟ لو بتسأل عن الأكل خلاص والله قربت اخلص.

انقض حسن عليها قاطعا المسافة القصيرة بينهم بخطوة واحدة وامسكها من شعرها أمام والدته وكانت غادة بإحدى الغرف فخرجت أخته من غرفتها على صوته العالي وهي تنظر لها بكل شماته  وفرحة هي ووالدتها فقام حسن بضربها عدة صفعات على وجهها ثم قام باستجوابها قائلا بعصبية حادة/ كنتي فين يا بنت الك.لب؟ ومين اللي بتتمشي معاها ده؟ ورحتوا فين؟

ميار ببكاء وصراخ محاولة تخليص ذاتها من يداه قائلة باستجداء / ااااه يا حسن سيب شعري حرام عليك ،

ده ماسة صاحبتي انت عارفها والله ما روحت في حته داحنا روحنا مشي بس، اااه يا حسن حرام عليك انا معملتش حاجه غلط سيبني بقي.

حسن وهو يضربها على كتفها ووجهها ممزقا شعرها بيده قائلا /معملتيش حاجه غلط؟

اكمل تعنيفه بها وهزها للامام والخلف حتى خارت قواها وشعرت كأنها قطعة قماش بالية واردف مكملا/ انك تتمشي وتتأخري عن البيت من غير ما تقوليلي تبقي معملتيش غلط؟ ثم بدأ بوضع شروطه عليها قائلا/ تخرجي من الشغل ٢، نص ساعة بالظبط تكوني هنا سامعة ولا تقعدي منه خالص؟

ميار بانتحاب وصوت متقطع من البكاء حاولت مسايرته بالحديث حتى لا يزيد من ايذائها فقالت بتلعثم من كثرة البكاء /سامعه......... سامعه يا حسن.

اكمل حسن أوامره بطريقة فظة منتهز خوفها وارتعادها منه قائلا/ وارجع الاقي الاكل جاهز ،والبيت يشف ويرف وامي متعملش حاجه سامعه ولا اكمل عليكي؟

ميار وهي تحاول استخراج شعرها من بين يده/ سامعه يا حسن سامعه خلاص والنبي.

نفضها حسن بعيدا عنه وكادت أن تقع لولا أنها اصطدمت بالحائط من خلفها ليكمل حديثة الأرعن قائلا/ يالا غوري عقبال ما اغير لو الاكل مجهزش هكمل عليكي،  ويا ويلك مني. 

ثم ذهب صاعدا لبيته ليغير ملابسه بينما هي دخلت الي المطبخ لتسرع من الانتهاء بعمل الطعام وجلست بالخارج ام حسن وغادة أخته بكامل الانتشاء والفرحة فهم يروا هدوءها وضعفها مادة دسمة للاستمتاع بازلالها.

انتهت ميار من اعداد الطعام ووضعته على المائدة وحضر حسن ليجلس وتجلس والدته واخته وعند جلوس ميار عنفها ونهرها/ انتي رايحه فين انتي ملكيش اكل معانا النهارده اطلعي استنيني فوق يالا.

وقفت ميار مصدومة مما قاله وقد تمنت لو انشقت الأرض وبلعتها ثم هرولت الي شقتها وهي تشعر بكسرة الخاطر لتتحمل أكثر من طاقتها أطلقت لقدمها العنان ودخلت شقتها ثم غرفتها فاليوم كان غير عادي وأحداثه مرهقه لها جسديا ونفسيا ظلت على حالها تبكي وتنتحب وتستغفر ربها لعل ما يحدث لها جزاء اخطاء لها حتى ذهبت بسبات عميق لتستيقظ فازعة على .......

...........................................

وصلت ماسه منزلها لتسلم على والدتها وتخبرها أن مقابلة اليوم لم تتم.

نعم فهي تخبر والدتها بكل شئ وتتخذ والدتها صديقه لها كما أخبرت والدتها بسبب عدم إتمام المقابلة وحزنت جدا على حال ميار ودعت لها بصلاح الحال.

ثم دخلت ماسه حجرتها لتحاول الاتصال بميار للاطمئنان عليها ولكن لم تجد إجابة فقلقت واضطرت الاتصال بمحمد لربما تطمئن منه عليها وحينها كان محمد جالسا على الأريكة يشعر بقلة حيلته تجاه أخته ويشعر بالاختناق تجاه حالها وأنه ليس بيده شئ حتى أنه امتنع عن الطعام حزنا على حالها وحاله صديقه ودعا لهم براحة البال وتمني أن ينسيها حسن ما بقلبها رغم شكه بذلك كما دعا لصاحبه بأن يجد من تملأ فراغ قلبه حتى انتبه على رنين الهاتف الذي بجواره على الكوميد ليجد ماسة من تتصل وهذا لم يحدث ابدا فمنذ أن احتفظ برقمها وهو من يتصل بها لدقائق معدودة متحججا باي شي لسماع صوتها او يرسل لها رسالة ويكون الرد كلمة أو كلمتين منها فتعجب من اتصالها ورد سريعا وقد انتابه بعض القلق  / الو ...أيوة يا ماسه خير حصل حاجه بعد الشر ؟

ماسه من الجهه الأخري وهي بغاية الخجل من اتصالها به/ انا اسفه يا حسن انا عارفه اني قلقتك بتليفوني بس..

قطع حديثها حسن / اسفة ايه بس انتي تتصلي باي وقت انا اللي اسف للي حصل النهارده مكنتش عامل حسابي على كدة والله،  المهم طمنيني روحتوا كويسين؟

ماسه بنبرة حزينة / ميار كانت حالتها وحشه اوي يا حسن وفضلت معاها لحد ما وصلتها البيت  بس بصراحة قلقانة عليها جدا من حسن وامه ليعملولها حاجه على تأخيرها ده وبحاول اتصل عليها من بدري ومبتردتش.

تعجب محمد مما استمع إليه فلم تشتكي ميار ولو مرة واحدة من حسن وحماتها ومعني كلام ماسه أن معاملتهم ليست بجيده فاستفسر من ماسه قائلا/ معلش يا ماسه انا مش فاهم بتتكلمي عن ايه! ازاي حسن وامه ممكن يعملولها حاجه ممكن توضحي اكتر.

ماسة بتوضيح/ بص يا محمد انا عارفه أن ماسه مش بتقولكم حاجه ولا تشتكي بس علشان انا قلقانة عليها فهقولك.

حسن وامه بيعاملوها وحش جدا وهي مبترضاش تتكلم علشان الموضوع ميكبرش .

ثم سردت له بعض من أفعال حسن ووالدته إلا بعض الأجزاء الشخصية التي كانت ميار تلمح بها احيانا حتى انتهت قائلة/ وبس انا اضطريت اقولك دلوقتي علشان بصراحة قلقانة عليها  اوي وخاصة مش بترد من ساعة ما سبتها.

غلي دم محمد بعروقه وتمني لو كان حسن يقف امامه الان ليخرج به كم الغضب الذي يشعر به ثم نطق ببعض العصبية لماسه/ وجايه تقوليلي دلوقتي يا ماسه متصلتيش بيا من بدري لييييه؟

ماسه ملتمسه له العذر / انا بصراحه يا محمد كنت محرجه بس لما قلقت اوي اضطريت اكلمك .

تنهد محمد وشعر أنه غضب على من لا تستحق فاعتذر قائلا/ معلش انا اسف اتنرفزت عليكي بس انا مش عارف اعمل ايه دلوقتي؟٠ لو روحت دلوقتي ممكن يكونوا ناموا ولسه هقعد بكرة لحد ما ترجع من شغلها وانا بصراحة على أخري منه ده انسان بارد.

ماسه ببعض من الحكمة/ اهدي يا محمد كويس أن لسه لحد بكرة بدل ما كنت تروحله بحالتك ده، اهدي كدة وفكر ازاي تكلمه بالعقل علشان برضه ميفتكرش أنها اشتكت وهي اصلا مشتكتش.

محمد بتفكير / ماشي يا ماسه وشكرا لك بجد واتمني تتصلي بيا في أي وقت مش المصايب وبس.

خجلت ماسه وكأنها أمامه وتحججت بنداء امها لها/ طب انا هقفل بقي يا محمد علشان ماما بتنده عليها.

ابتسم محمد لطريقة هروبها / ماشي يا ماسه مع السلامه يا قلبي 

أغلقت ماسه الهاتف وظلت محتضناه فرحة باخر كلمة وتود الاستماع منه مرارا وتكرارا.

أما عند محمد ابتسم لحواره مع ماسه ثم تذكر حال أخته فجز على أسنانه وحاول الاتصال بها أكثر من مره ولكن دون إجابة فتوعد له إذا ما ضر أخته ولو بكلمة وذهب لينام.   

......................................

استيقظت ميار فزعة على يد حسن وهو يحاول خلع ملابسها عنها لتنتفض قائلة /حسن بتعمل ايه يا حسن؟

حسن بطريقة غير طبيعية فيبدو عليه أنه متعاطي شيء ما قائلا باستهزاء/ ايه عايزك !

هستأذنك كمان ! يالا بسرعة يا بت.

ميار بعيون مليئة بالدموع /مش كدة يا حسن مش كدة، وانا تعبانة من ضربك فيا تعبانة اوي.

حسن مكملا ما يفعله وكأنها دميه بيده/ انجزي يا بت قبل ما تضيعي الحجرين اللي عادل بيهم دماغي، انتي هتعلميني اخد حقي منك ازاي وامتي ولا ايه؟ انتي تعملي اللي اطلبه منك وبس.

وبدأ ينقض عليها أخذا ما يريده بشكل أقرب للحيوانية دون الشعور باحاسسها أو بدموعها التي جرت على وجنتيها دون توقف حتى انتهي منها فنام بجوارها وكأنه لم يفعل شئ مثل كل مرة وتركها تشكوا لربها حالها.   

........................................

وصل چواد الي منزله بعد أن هدأت روحه قليلا ولكن لم يهدأ باله أو قلبه.

بعد أن طمأن اخلاص عليه برغم شعورها بحالته إلا أنها حاولت تصديق حديثة وتكذيب قلبها فليس أمامها غير الدعاء له براحة البال.

دخل غرفته وتمدد على الفراش واضعا ذراعيه أسفل رأسه ممعنا النظر للسقف الناصع البياض الخالي من اي شئ وكأنه لوحة فنية تستحق الامعان به حتى انتقض جسده فور صدوح رنين هاتفه بجيبه فمسح وجهه مستغفرا قائلا/ يخ.رب بيت الفصلان مين الغت.يت ده ؟

أخرج الهاتف من جيبه ليري اسم نضال يعيد الاتصال ثانية ففتح المكالمة ليهب به قائلا/ خضتني يا اخي ،عايز ايه تاني؟

نظر نضال للهاتف ليتأكد أنه چواد ثم أعاد الهاتف مرة أخري على أذنه ليقول له بتعجب/ سبحان مغير الاحوال ، مش كنت مضايق ومخنوق  ،مالك متعصب كمان ليه؟

چواد باضطراب روح قال/ والله يا نضال انا لسه مضايق ومخنوق ومش طابق نفسي كمان ، وفي نفس الوقت فرحان ومضايق من نفسي اني فرحان مش عارف هتفهمني ولا لا؟

حرك نضال حدقتيه في كل اتجاه يحاول فهم ما استمع إليه للتو ثم قال معلقا/ والله يا ابني كان بودي ابشرك واقولك فاهم لكن اللي بتقوله شكله اعلي من قدراتي.

زفر چواد أنفاسه ثم قال / بص هو انا طبعا قبل ما احكيلك وتبدأ توبخني انا وبخت نفسي قبل ما تقول كلمة فمش عايز اسمع كلمة واحدة ،انت تسمع وبس.

ثم سيطرت عليهم لحظة صمت سأل بعدها سؤال چواد قائلا بحيرة/ انت ساكت ليه يا ابني.

نضال بطريقة هازئة/ مش انت قولتلي اسكت خالص ومعلقش اديني ساكت.

جز چواد على أسنانه هادرا بصديقه قائلا/انا غلطان اني بتكلم مع واحد زيك ،اقفل يا نضال انا مش ناقص خنقة.

اسرع نضال قائلا/ خلاص يا عم كنت بهزر المهم فهمني اللغز اللي قولته من شوية.

اغلق چواد عيونه ثم بدأ قائلا/ وحشتني فقولت اروح اشوفها،

فهم نضال عن من يتحدث صديقه فاتسعت عينه وسبه قائلا/ ده متجوزة يا متخ.لف.

اكمل چواد بدون الالتفات إلى سباب نضال وكأنه يسرد عن حلم من أحلامه البعيدة فاردف قائلا/ كان نفسي اشوفها بس، بس يا نضال حتي من بعيد لبعيد.

نضال وقد شعر بتمزق قلب صديقة زفر أنفاسه ثم قال/طب وبعدين ؟

( اخوها قفشني) أطلقها چواد بكل بساطة ليعيد نضال سبابه على سمعه مرة أخري ولكن هذه المرة أدركها چواد ليعلق عليه قائلا/ بصراحة أنا استاهل يا نضال واكتر كمان متعرفش انا حسيت قد ايه اني صغير اوي وخائن العشرة ،انا عمري ما فكرت اخون يا نضال عمري.

استشعر نضال أن صديقة بين قاب قوسين أو أدنى فهو يتمنى رؤيتها وبنفس الوقت يجاهد ذاته حتى لا يتخلى عن مبادئه.

فزفر نضال أنفاسه قائلا/ هون عليك يا صاحبي، ومعلش اعتبرها غلطة وعدت .

اومأ چواد برأسه وزفر أنفاسه ثم قال/ مانا اللي مضايقني من نفسي اني عارف انها غلطة بس مبسوط بيها مش عارف ازاي؟

وبرضه اللي مزعلني أن لازم اصلح غلطتي ومكررهاش تاني زي ما وعدت اخوها وبرضه مش عارف ازاي؟

انت فاهم حاجه يا نضال؟

اغمض نضال عينيه قائلا وأطلق تنهيده ثم قال / والله اللي فاهمه دلوقتي انك تنام قبل ما تلسع اكتر من كدة وسيبها على الله تنام نار تصبح رماد.

انتهت المكالمة وانفرد كلا منهم بحاله ،اخذ چواد يفكر في كيفية تنفيذ وعده لأخيها ولكنه عزم على ضرورة تنفيذه حتى غفى مكانه .

بينما نضال فظل يفكر هل الحب وهم ينسجه خيالنا ؟ ام أنه حقيقة مشاعر لا نستطيع تجاهلها؟

دوما يرى أن الحياة معادلة عندما تتوازن أطرافها يكن النجاح نتيجتها ،ولكن هل الحب من ضمن هذه المعادلة ام أنه طرف زائد ممكن الاستغناء عنه والاستمرار في الحياة بدونه ؟

وهنا طرأ بباله فكرة ،ربما تكن حلًا لمعضلة صديقه ،وكالذي وجد ضالته ليفرقع بإصبعه قائلا/ لما نجرب ليه لا؟

ثم سمح لجسده بالارتخاء والراحة فهو لديه عمل منذ الصباح. 

..........................

#البارت_الثامن

#معدن_فضة

#لولي_سامي

سطعت شمس الصباح فكانت إشراقة جديده على البعض وبداية لظلم على البعض الآخر .

تململت ميار في نومها فلم تستطع النوم جيدا براحة بسبب الم جسدها التي كلما تقلبت الي جهة زاد عليها، حتى نثر الصباح خيوطه فلم تقدر على القيام من مكانها فقررت عدم الذهاب الى عملها خاصة لوجود بعض الكدمات بوجهها التي يصعب عليها مدارتها بمساحيق التجميل فاتخذت قرارها واعدلت عن ذهابها للعمل واستسلمت مرة أخري للنوم الذي ربما يكون راحة لها من الالام جسدها.

استيقظ حسن من النوم متأخرا بسبب عدم ايقاظ ميار له فنظر بهاتفه ليجد الساعة قد قاربت على التاسعة صباحاً فاعتدل مسرعا ونظر بجواره ليري ميار نائمة فنكزها بشدة مما جعلها تنتفض من نومها منزعجة سائلة/ في ايه يا حسن جسمي وجعني.

انتصب حسن واقفا ملتقطا مئزرا متجها إلى المرحاض قائلا بصوت أجش/ قومي بسرعة اعملي فطار سريع عقبال ما اتشطف.

قضبت ميار جبينها وهي تحاول الاعتدال من رقدتها بصعوبه نظرا لآلام جسدها المبرحة وتمتمت قائلة/ يعني يا ربي مروحش الشغل علشان ارتاح من اللي عملته فيا يا حسن وفي الاخر انت اللي تتعبني ،الله يسامحك.

ثم استقامت جاهدة تحاول أن تستند على الحائط حتي وصلت للمطبخ واعدت الافطار بدموع عينيها ووضعته على المنضدة وجلست تنتظره بعد أن خرج من المرحاض يرتدي ملابسه ويستعد للخروج حتى إذا انتهي خرج من الغرفه فنظر للمنضدة ونظر لها قائلا/ ايه ده امال فين الشاي ؟

نطقت ميار بصوت يملؤة الإعياء/ عقبال لما تفطر هقوم اعملك الشاي .

فنظر لها شزرا والتقط هاتفه وسجائره قائلا باشمئزاز وصوت عالي/ يعني أنا أقولك متأخر بسببك وتقوليلي لسه معملتيش الشاي ،ايه الارف ده ،ده حياة تقصر العمر ،جتك الهم .

وانطلق والجا من الشقه صافقا الباب خلفه بطريقة انتفض لها جسدها ،فاغلقت عيونها وانهمرت دموعها على وجنتيها تدعو ربها وترجوه أن يخفف كربها فهي لم تتحمل هذه المعاملة دائما ،ثم استقامت بصعوبه في وسط تآوهاتها والالامها ذاهبه الي فراشها تبكي وتنتحب وربما تهرب من واقعها والالامها بالنوم وتركت الطعام على المنضدة كما هو ،ثم حاولت الاتصال بماسة لتطلب منها عمل إجازة لها ولكن وجدت هاتفها مغلق بسبب انتهاء الشحن فاوصلته بالشاحن ثم فتحته واستسلمت للنوم.

لا تعرف كم من الوقت مر وهي نائمة حتى استفاقت على صدوح صوت هاتفها الموضوع بجوارها على الكوميد فمدت يدها وامسكت بالهاتف وردت دون النظر للمتصل فوجدت صوت اخيها محمد يسأل بقلق ظاهر بنبرته قائلا/ ميار انتي فين؟

رمشت ميار باهدابها عند استماع صوت اخيها ثم قالت بعد محاولة التحدث بصوت لم يكسوه الحزن / محمد ....ازيك يا حبيبي ،عامل ايه؟

محمد وقد شعر بحزنها في صوتها فسألها مجددا/ مالك يا ميار ،صوتك مش كويس ،وانتي فين دلوقتي؟

اضطرب صوت ميار فقد شعر بها محمد ولا يجب أن يعرف شيئا حتى لا يحدث مشكلة بينه وبين زوجها فحاولت اخفاء الأمر فقالت/ مفيش يا حبيبي انا زي الفل ،بس حسيت اني مكسلة شوية ففكرت اغيب يوم اريح جسمي مش اكتر ،وصوتي كدة علشان كنت نايمة.

شعر محمد أن اختيه تحاول اخفاء شئ ما فسألها بشكل مباشر/ قوليلي يا ميار لو حسن مزعلك أو عملك حاجه ؟

قوليلي متخبيش عليا!

ميار بتلعثم واضح بلهجتها/ حسن..... لا .....لا ابدا مفيش حاجه ،هو زي ما قولتلك بس كسلت شوية مش اكتر صدقني.

عرف محمد أن اختيه لن تذكر شيئا فقرر أن يباغتها بزيارته فقال لها/ ماشي يا ميار انا قولت بس اطمن عليكي،هسيبك تكملي نومك.

ثم اغلق الخط لتتنفس ميار حامدة ربها فقد اعتقدت أن اخيها اقتنع بحوارها واثناء سحبها للغطاء للعودة للنوم مجددا وجدت الهاتف يصدح مرة أخرى فتمتمت قائلة/ هو في ايه؟ هو يوم الاتصال العالمي!؟

ثم أمسكت بالهاتف مجددا لتجد ماسة من تتصل بها ففتحت المكالمة فوجدت ماسة تتحدث بذعر/ ميار حمدالله على السلامه اخيرا رديتي دانا اتصلت بيكي كتير جدا امبارح ومكنتيش بتردي والنهاردة انشغلت في الحصص ،واول ما فضيت قولت اكلمك طمنيني عليكي عملتي ايه؟

تأوهت ميار وهي تعتدل في رقدتها قائلة بصعوبة/ اسكتي يا ماسة دانا اتبهدلت اخر بهدلة والله.

ثم بدأت بسرد كل ما حدث معها بالأمس حتي الصباح لتشهق ماسه وقالت/ وانتي ازاي تطلعي شقتك ،كنتي خدتي بعضك وروحتي على بيت باباكي يشوفوكي وهو مبهدلك كدة.

سألتها ميار بمبالاه تامة قائلة/ وهيعملوا ايه لما يشوفوني كدة؟

ولا حاجة للاسف ،مفيش غير أن ممكن محمد بس اللي يتخانق مع حسن وانا مش عايزة مشاكل لكن بابا وماما مش هيعملوا حاجه.

ماسة بعدم تصديق/ لا ازاي اكيد مكنوش هيسكتوا وكانوا هيتصرفوا معاه علشان ميكررش العملة ده تاني لكن بعملتك ده وسلبيتك هيكررها مرة واتنين وثلاثة.

ميار باعياء تام قالت/ خلاص بقي يا ماسة اللي حصل حصل ،سيبيني اريح شوية قبل ما حسن يجي ويطلب غدا ولا حاجه وانا جسمي مكسر اصلا ،ومعلش ابقي اعمليلي يومين إجازة علشان الكدمات اللي في وشي مش هقدر اجي بكرة كمان.

ماسة بغضب جم من حسن قائلة/ يطلب منك غدا اللي يتشك في أيده ،انا لو منك اعمله سم هاري مش غدا.

ميار بارهاق/ خلاص يا ماسه سيبيني انام ،بجد مش قادرة اتكلم لما اريح شوية واعمل الغدا ابقي اكلمك لما حسن ينزل عند أمه.

ماسة باذعان/ ماشي حبيبتي نامي وارتاحي شوية ربنا معاكي.

انتهت المكالمة وعادت ميار لنومها مجددا بينما ماسه اخذت تدعو على المذكور حسن بان يوقف حاله ويسلط عليه من لا يخافه.

وكانها كانت لحظة استجابة فقد أخطأ حسن في حق زبون مهم بالمطعم الذي يعمل به فضلا عن استهتاره المستمر بالعمل بالإضافة إلى حضوره المتاخر بشكل يكاد يكون يومي فكان لكل هذه الأسباب دافعا لصاحب المطعم باستبعاده والاستغناء عن خدماته فأخذ يسحب أذيال الخيبة ويعود لمنزله.

........................................

بالمطعم السوري الخاص بجواد واقرانه ،ظل جالسا في مكتبه يبدو للرائي أنه يقوم بعمله ولكنه في الحقيقة في عالم آخر فقد كان بين ذكرياته بمقابلة الامس التي لم تدوم طويلا وبالرغم من هذا فقد عرف أشياء كثيرة منها أنها غير سعيدة فقد بدا على ملامحها الحزن والاجهاد ،كما سعد كثيرا لارتدائها لعقده متذكرا أن لولا صدفة الهواء ما كان رأها، ومع كل هذا كان احيانا يوبخ حاله واحيانا أخري يسبح في خيالاته المحببهاليه، وفي وسط كل هذه الذكريات لم يشعر بدلوف صديقة يزن اليالمكتب حتى انتبه على صوته العالي حينما نادي باسمه قائلا/ چواااااااد انت فين يا ابني ؟

أطلق چواد تنهيدة حارة تكاد تلهب من أمامه ثم قال/ انا اهو يا يزن عايز ايه؟

يزن باقتضاب/ كل ده تنهيدة دانت هتحرقني وانا واقف، قولي بقي كنت سرحان في ايه كل ده؟

چواد محاولا الهاءه عن ما بذهنه/ ابدا ماما يا سيدي مش مبطلة زن عماله كل يوم تجبلي عروسة وانا تعبت من كتر الرفض.

جلس يزن على المقعد المقابل له قائلا بسخرية/ وده حاجه تزعل أو تزهق يا خويا حد طايل كل يوم والتاني يقابل واحدة حلوة والنبي ابقي باصي عليا شوية.

لوح چواد بيده قائلا/ والنبي انت فايق يا يزن ،المهم قولي اخبار الشغل ايه شايفه نايم يعني؟

غمز له يزن بعينيه قائلا/ هنعمل ايه بقى؟

الچان بتاعنا مش معانا ،عارف لو وقفت بس خمس دقايق معانا بره مش هنلاحق على الطلبات.

نظر له چواد بطرف عينيه مازحا/ وسحرك فين يا باشا ،ولا انت بتشيل العين من عليك.

ضحك يزن بملئ فمه ثم قال وهو يعدل لياقة قميصه بعنجهه محاولا الهاء صديقه عن أفكاره / لا طبعا متقدرش تنكر أن ليا سحري الخاص بس تقدر تقول هو تواضع منا شوية علشان نسيب غيرنا ياكل عيش.

ابتسم چواد ثم استقام من خلف مكتبه قائلا/ طب تعالي يا خويا نشوف السحر الخاص شكلك هتجيب ضلافها.

يزن بمزحة صفق بيده قائلا/ اوووووه ضلافها ! بقيت ولا اجدعها مصري يا چواد باشا.

عبست ملامح چواد وتمتم قائلا/ في اللي مش مقتنع اني مصري لدرجة مستحقش المعاشرة.

برغم انخفاض نبرة صوته إلا أن يزن التقطها بسبب قربه منه فزم شفتيه وربت على كتفيه وهما خارجين من المكتب قائلا/ هون على نفسك يا چواد ،هون على نفسك يا صاحبي.

خرجا كليهما يقفا قليلا أمام المحل وكأن وجهه وجه رزق فقد امتلئ المحل بالفعل بالزبائن ليعلق يزن قائلا/ لا انا بقول ننقل مكتبك على باب المحل لو حبينا المحل ده ينجح.

التوي ثغر چواد قائلا بمزحه/ انا بس مبحبش اتكلم عن نفسي.

وقف چواد مع يزن حتى أتاه اتصال من والدته تطلب إحضار دواء ما فاستأذن منهم يحضر الدواء لوالدته ثم توجه إلى منزلها وإذا به يري.

....................................................

اغلق محمد الهاتف مع أخته واعتذر من عمله ليذهب إليها فهو في حاجة إلي أن يتأكد إما من ظنه أو مما تدعيه اخته، وبالفعل وصل لبيتها في وقت قصير. جدا وصعد الدرج طارقا على بابها عدة طرقات ولأنها كانت تتحدث مع ماسه منذ وقت قصير ولم يستغرق وقت كثير على انتهاء المكالمة مما جعلها ما زالت مستيقظة بعض الشئ فسمعت الطرقات التي على الباب فظنت أنها حماتها أو اخت زوجها فاستقامت لتفتح لهم ولكنها فور خروجها من الغرفة وجدت أنها نسيت المنضدة وعليها الطعام حتما ستستمع الي كلام لاذع منهم فزمت شفتيها ثم تهيأت لاستماع كل ما يروي روحهم وذهبت لتفتح الباب دون أن تسأل من الطارق لتصدم فور رؤيتها لأخيها الذي صدم بدوره فور رؤيته لوجه أخته الملئ بالكدمات فتراجعت من اثر صدمتها خطوتين للخلف تقدم على أثرهم محمد لداخل الشقه صافقا الباب خلفه ثم امسك بوجهها بين راحتيه وهنا لم تستطع ميار التمسك أكثر من ذلك فارتمت باحضانه دافنه وجهها في صدره وكأنها وجدت خلاصها ثم اجهشت بالبكاء ،اخذ محمد يربت على ظهرها ويحاول تهداة روحه برغم ثورانها وتصارع وتيرة أنفاسه محاولا إسكات عقله عما يدور بذهنه الآن فاخذ ينظر للشقة متخيلا أن يطلق طاقته الحبيسة عليها ويهشم كل ما تطوله يده.

ظلا هكذا حتى هدأت أخته قليلا فاخدها يجلسها على الأريكة وأمسك وجهها يقلب به من جميع الجهات وهو يجز على اسنانه من كثرة الغضب ثم نطق قائلا من بين اسنانه/ مجتيش ليه اول ما عمل فيكي كدة؟

نظرت ميار للاسف قائلة بنبرة منكسرة/ مش عايزة مشاكل يا محمد.

هنا وكأنها أطلقت الوحش الحبيس بداخله ليهدر بها بصوت عال مما ارجف جسدها قائلا/ مشاكل ايه اكتر من كدة هتستني لما يموتك في أيده.

ثم استقام واقفا وسحب يدها أمرا إياها/ حالا تدخلي تغيري هدومك وتيجي معايا ولما يعرف مقامك وانك بنت ناس يبقى يجي ياخدك.

حاولت فتح فمها للتفوه ولكنه نظر لها نظرة ارعبتها قائلا بلهجة حادة وأسلوب لا رجعة فيه/ لو بجد مش عايزة مشاكل تدخلي تلبسي حالا وتيجي معايا ،والا قسما بالله استناه هنا وساعتها محدش هيحوشني علشان ساعتها هعملك وشه خريطة ،ها قولتي ايه؟

اومأت ميار برأسها وذهبت لتغيير ملابسها فقد خافت من مجرد لقاء بين اخيها وزوجها لذا دخلت ترتدي ملابسها وبالفعل ذهبت مع أخيها قبل وصول محمد بعشر دقائق.

وصل حسن الي منزله 

............................................

وصلت ميار المنطقة وعند اقترابها مع اخيها رأت چواد يخرج من الصيدلية متوجه إلى منزله المواجه لمنزلهم حاولت التخفي وراء اخيها ولكنه لاحظها ويا للمصيبة فقد رأي ولاحظ كل ما حدث من مستجدات محزنة علي وجهها وملامحها فاتسعت عيونه ووقف مزهولا مكانه لا يدرك ماذا حل بها ولما كل هذا؟ 

أيعقل أن يكون زوجها سبب في كل هذا ؟ لا لم يصدق ما يري!؟

بينما ميار قد وصلت لمنزل والدها وحين فتحت الام باب الشقه ورأت ابنتها بهذا الشكل لطمت على صدرها قائلة / اسم الله عليكي يا بنتي ،مين عمل فيكي كدة؟

ارتمت ميار بأحضان والدتها واجهشت بالبكاء مرة أخري ثم سحبتها والدتها لداخل المنزل وأغلق محمد الباب ثم جلسا على الأريكة لتبدأ ميار في سرد كل ما حدث لها.

دخل والدها أثناء حديثها مع والدتها واستماعه لأغلب الحوار وتوقع الجزء الذي لم يستمع إليه ومحمد يجلس احيانا مطأطا الرأس واحيانا أخري ينظر لأبيه نظرة خذلان ولكن والده لم يعلق بكلمة بداخله يعلم مدي ما عانته ابنته من افتراء ويعلم مدي تضررها ولكن هل عليه أن يقيم القيامة مع اول مشكلة بينها وبين زوجها في مدة لا تتجاوز الثلاث اشهر بعد زواجهم، لا بل يجب أن يلتزم بالصبر والحكمة ومن الحكمة ان ينصحها بأن تتحمل طباع زوجها ولا تحاول اغضابه حتي لا يصل لهذه المرحلة أجل هذا هو الرأي الصائب انتظر حتي انتهت ميار من سردها فنظر والدها الي اخيها سائلا/ انت اللي جبت اختك من بيت جوزها؟

اندهش محمد من سؤال أبيه وشعر أن خلف هذا السؤال نيه لا تبشر بخير فحاول أن يلفت انتباه أبيه لمنظر ابنته فتحدث بعيدا عن إجابة السؤال/ انت شايف عمل فيها ايه؟

حاول والده عدم الانسياق وراء ما يرمي إليه ابنه فسأله مجددا بطريقة أخري/ جوزها عارف انك هتجبها هنا؟

وقف محمد مندهشا من الطريق الذي يسير فيه حوار والده فنظر له متحيرا سائلا إياه/ انا مش فاهم انت عايز تقول ايه بالظبط.

ابو محمد بمحاولة للصمود على رأيه فقال بغضب يخفي به توتره/ لا انت فاهم كويس انا عايز اقول ايه ، واللي عملته ده غلط تماما ،انا ممكن اقولك رجع اختك زي ما جبتها بس علشان مصغركش انا هطلب من جوزها يجي واتكلم معاه بس اول واخر مرة تدخل في حياة اختك بالشكل المتهور ده سامع؟

كل هذا كان أمام ميار التي انصعقت واتسعت حدقتيها وانسابت دموعها أنهارا على وجنتيها مما تستمع له من والدها السند الاول لها.

قضب محمد جبينه وسأل والده بغضب مع الحفاظ على نبرته فهو يتحدث مع والده فقال من بين اسنانه محاولا الالتزام بضبط النفس/ هو انت عايزني اشوف اختي اتعمل فيها كل ده واسيبه يكمل عليها؟

حاول ابو محمد شرح وجهة نظرة مع علمه بأنها غير مقنعة ولكن دوره كأب في الحفاظ على حياة ابنته من وجهة نظرة يحتم عليه التعامل بهذا الشكل فقال له بهدوء يعاكس داخله/ اقعد يا محمد واهدي يا ابني وانا هفهمك .

جلس محمد منصاع لحديث والده ولكنه غير مقتنع بالحديث ولكن يجب أن يتحاور معه لربما اقنعه بوجهة نظره.

استطرد ابو محمد حديثه فور جلوس ابنه قائلا....

.................................

توجه نضال الي المحل فور ذهاب چواد عاقدا حاجبيه عند عدم تواجده له ثم سأل كلا من يزن ويزيد عنه ليجيب يزن قائلا/ والدته طلبته ضروري فمشي بسرعة .

اومأ نضال ثم قال/ طب كويس انا اصلا كنت جاي وبفكر هكلمكم ازاي وهو موجود ،كويس أنه مشى.

استرعى الحديث انتباه يزيد فقال متعجبا/ ليه عايزنا في ايه بعيد عن چواد ،مصيبة لتكون عايز تخلع من المحل .

اعتدل نضال بجلسته وقال مازحا/ اخلع ما شاء الله علمناكوا الشحاته ،دانتوا هتنافسوني في المصري بعد كدة.

انتفخ صدر يزيد ليكمل نضال حديثة قائلا/ وكمان لو حد هينخلع من المحلات هيكون اكيد انتوا مش انا ،انا قاعد على قلبكم.

ثم أطلق تنهيدة وأكمل بطريق جدية قائلا/ المهم انا كنت عايزكم علشان نشوف حل لچواد اكيد مش هنسيبه كدة الراجل عايش على الاطلال .

نطق يزن سريعا / صحيح كان لسه بيقولي أن والدته بتدورله على عروسة ما تشوفله يا نضال عروسة من عندك تنسية اللي فات .

رفع نضال أحدي حاجبية مندهشا وقال/ مش فاهمك بصراح! اشوفله فين بالظبط ؟ 

اللي تحت ايدي بنات آداب ودول مش هينسوه اللي فات بس دول هينسوه اسمه ،انت عايز كدة ولا ايه.

ضحك كلا من يزيد ويزن ليلوح يزن بإصبعه قائلا/ لالالالا دول خليهمولي انا ،انا اقصد معارفك اصل انت ما شاء الله معارفك من البنات كتير .

نظر نضال ليزن باستخفاف قائلا/ معارفي زي معارفك يا خفيف مينفعوش چواد ولا ينفعوا حد .

قطع مزاحهم يزيد قائلا بجديته المعهودة/ ما تبس انت وهو والله انا خايف على چواد منكم ،انا بقول نسيبه للايام وهي هتداوي جرحه وشيلوه من دماغكم وهو هيكون كويس والله.

نظر له نضال محذرا اياه قائلا/ بس يا يزيد طول ما احنا بنتكلم عن البنات تركن انت خالص بلا ايام بلا ساعات ،ميشلش ذكرى البنت الا البنت زيها اسألني انا .

أطلق يزن صفارة من فمه ثم قال/ يا واد يا نضال يا جن .

ضحك نضال وهز رأسه يمينا ويسارا واعتدل واقفا ثم قال/ والله انا شاكك في جنسيتك يا واد اخرك من شبرا والسبتية كمان .

انا همشي دلوقتي علشان عندي شغل بس كل واحد يفكر بطريقته ونبقي نتكلم تاني يالا سلام.

وانطلق وترك خلفه يزن ويزيد الذي نظر كلا منهم للآخر فسأل يزن أخيه بتلقائية قائلا/ ايه رأيك في ضحى ؟

ضرب يزيد كفوفه ببعضهم واستقام تاركا إياه دون النطق بكلمة واحدة.

.....................

طبعا منتظرة تعليقاتكم وارءكم زي ما عودتوني بجد بفرح بيها جدا.

وبعتذر لو بتاخر بالرد على اي تعليق أو ماسدج بجد غصب عني بس وقت ما بقدر بدخل وارد علي واحد واحد علشان فعلا بحبكم❤🌹

نسال عن حد تاني غير الابطال الاساسين .

ايه رايكم في يزن ويزيد ونضال ؟؟

طب ايه رايكم في ضحى🤭🤭

#البارت_التاسع

#معدن_فضة

#لولي_سامي


رُفضت بحُجة حمايتك .

وامتثلت لحكمهم خوفا عليكي .

لارى اليوم  بعيني نتيجة امتثالي وخوفي عليكي وقد أصبح هباءا منثورا.

التهم چواد الدرج صاعدا منزله وطرق بابه بسرعة ففتحت له والدته لتراه مكفهر الوجه عابس الملامح.

دلف سريعا الي داخل المنزل دون التفوه بكلمة واحدة متوجها مباشرة الي شرفته المطلة على شرفة منزل والد ميار .

يعلم أن هذا خطأ فادح بالنسبة لقوانين الجيرة وبالنسبة لادابه ومبادئه، ولكنه أراد أن يطمئن قلبه عليها ،هل ما رأه صحيح ؟ هل شكوكه حقيقة؟

هرولت خلفه والدته وهي تسأله متحيره من امره/ في ايه يا چواد؟ مالك يا ابني؟ في حاجة في الشارع بعد الشر؟

وقفت بجواره في الشرفة تري الي اين ينظر لتجده يسلط أنظاره على شرفة منزل والد ميار تعجبت من ابنها فذلك ليس من أخلاقه فوبخته قائله/ عيب كدة يا جواد من امتي بنبص على الجيران !؟

وامسكت بذراعه ساحبه إياه الي الداخل .

وكأن والدته ايقظته من غفلته فاغمض عينيه مطلقا زفيرا عاليا ودخل معها وهو يشعر أنه سيجن، كيف يحدث ذلك مع عصفورته ،كيف تحملت كل هذا ، ايعقل أن يحدث كل هذا لهذا الملاك ،كان يتوقع أن زوجها سيحبها مثله أو أكثر فهي تسبب القلوب والعقول ولكن هل لهذا قلب أو عقل حتى يفعل ما فعله بهذه العصفورة؟

اخذ يجوب الصالة ذهابا وإيابا ،يتمني لو يذهب لها ويحتضنها ويداوي كدماتها وندبات روحها بنفسه، كما تمني لو رأي هذا الزوج عديم المروءة أمامه الان لفتك به وأراه كيف له أن يستقوي على امرأة ضعيفة وليست أي امرأة.

ظل على حاله يزرع الصالة بخطواته أمام والدته التي ترجوه أن يهدأ قليلا ويقص لها ما حدث حتي صرخت به / چواد بس بقي دوختني ،تعالي هنا اقعد وقولي في ايه لكل ده؟

ربنا بيدها علي الأريكة جوارها فجلس چواد بجوارها واضعا رأسه الذي يشعر أن الأفكار تعصف بها بين راحتيه .

ربتت الام على ظهره وسألته بحنان/ حصل ايه يا حبيبي لكل ده طمني متسبنيش قلقانة كدة؟

رفع چواد رأسه ونظر لها وعيونه يكسوها الاحمرار من كثرة الضغط الذي يشعر به برأسه وقال لها بنبرة تجسد حاله ويغلفها الانكسار قائلا/ وانا طالع من الصيدلية شوفت ميار ماشية مع اخوها ،كان باين علي اخوها أنه مضايق جدا بس مردتش اساله علشان أخته معاه ولما شوفتها لاقيت ميار معيطة ووشها كله كدمات حمرا وزرقاء حوالين بوقها وعنيها، تخيلي يا ماما ميار ده ممكن يكون الحيوان عمل فيها كدة ؟ تخيلي ممكن يكون اذاها بالشكل ده؟ 

طب لما وشها كدة يا تري جسمها ازاي؟

نكست اخلاص رأسها للاسفل بحزن وتمتمت قائلة/ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

ثم رفعت راسها محاولة التخفيف عنه فقالت/ ما يمكن يا ابني نرفزته ولا ردت عليه رد كدة ولا كدة ؟

انتفض چواد من جوارها يصرخ قائلا/ هي ده بتنطق اصلا مانتي عارفاها يا ماما!؟

هرولت اخلاص الي الشرفة تغلق بابها حتي لا يصل صوت ابنها للجيران وخاصة شقة والد ميار ثم التفتت له قائلة/ طب اهدي يا چواد متعملش في نفسك كدة، مفيش في أيدينا حاجه نعملهالها يا ابني اكيد أهلها مش هيسكتوا .

ثم ربتت علي كتفه تحاول تهداة حاله قائلة/ هدي اعصابك انت .

نظر لها چواد محاولا التحكم في انفعاله قائلا/ ها الزلمة ماهو رچال يا امي ،ما هو رچال حتى يستقوى على أضعف خلق الله، بالله أضعف خلق الله.

وارتمي باحضانها يبكي بكاء قد أجله طويلا منذ يوم علمه بأنها لم تكن نصيبه وهو يحاول الا يبكي ويتحمل ولكن رؤيتها اليوم بهذا المنظر فاق كل قدرات تحمله .

لم تتحمل اخلاص رؤية ولدها هكذا حتى انسابت دموعها قهرا على ولدها داعية له ومرددة/ ربنا يريح قلبك يا ابني ،ربنا يريح قلبك ويجازي اللي كان السبب.

أجهش چواد بالبكاء في احضان والدته وهي تحاول هدهدته كالطفل الصغير حتى هدا قليلا ومسح دموعه وأخرج هاتفه يعتذر لاصدقائه على عدم مجيئه مرة أخري ثم استقام ذاهبا الشرفة ينظر منها بين الحين والآخر لعله يري ما يطمئن قلبه ويهدأ روحه حتي رأى........

......................................

بعد أن جلس محمد علي مقعده انصياعا لطلب أبيه أخذ والده نفسا عميقا قبل أن يبدأ بالكلام محاولا تهدأة حاله وإقناع ذاته قبل ابنه ثم قال/ اختك متجوزة من ٣شهور تقريبا وطبيعي تقابل في حياتها مشاكل مع جوزها وأهل جوزها علشان اختلاف الطباع بينهم شئ طبيعي، وواجبنا احنا بقي كأهلها نوجهها أنها لازم تصبر وتفهم طباع جوزها وتشوف ايه اللي بيضايقه ومتعملوش .

انتفض محمد مرة أخري واقفا قائلا بغضب/ بس هي مغلطتش اساسا ده اتمشت طريقها مع صاحبتها وقابلتني ،قابلت اخوها.

اخرتها عشر دقائق او ربع ساعة تقريبا عن ميعاد رجوعها، يعني الدنيا مقامتش .

ثم اتخذ نفسا عميقا واستطرد قائلا/ ده حتى لو غلطت ملوش حق يضربها بالشكل الهمجي ده، وكمان مش اول مرة، افرض كان حصلها حاجه في أيده ،افرض كانت حامل وسقطت تموت علشان تفهم طباع جوزها ما يكلمها بلسانه .

اخذ يجول ذهابا وإيابا أمامهم جميعا وكأنه يحدث نفسه بصوت عال قائلا/ ثم يه يعني اتاخرت عن الأكل نص ساعة الدنيا طارت ،وكمان بعد ما تخلص عمايل الاكل يطلعها من غير ما تاكل ويزلها بالشكل ده ؟

التفت سريعا لوالده مواجها له سائلا اياه بلهجة استنكاري/ هو ده الطباع اللي عايز بنتك تفهمها وتمشي عليها؟

ظل صدره يعلو ويهبط من أثر ثورته في الحوار وينظر لوالده الذى طأطا رأسه واغمض عيونه يعلم أن حديث ابنه صائب ولكن هدفه الأول والوحيد هو الحفاظ علي بيت ابنته من الخراب فسحب نفسا عميقا ناظرا لابنه وقال/ علشان اللي قولته انا مش هخليك ترجعها لبيته لوحدها وبسهولة لا انا هخليه يجي ونتكلم معاه أن المعاملة ده متنفعش بس برضو لازم ننصح بنتنا أنها متنرفزش جوزها وتوصله لقمة غضبه ونرجع نقول عمل كدة ليه.

محمد بعصبية مفرطة/ يا بابا انت عارف ميار مبتنطقش اصلا.

ثم سأل والده سؤالا يكاد يدمر عقله من كثرة التفكير الا وهو/ معلش يا بابا عايز افهم حاجه انت رفضت چواد علشان......

هدر به توفيق صائحا/ محمد..... حاسب على كلامك علشان اللي هتقوله ده ميصحش واختك خلاص متجوزة ،

ولو عايز تسال هعمل ايه علشان اختك هقولك اللي كنت مقدرش اعمله لو جوزها غريب ملوش أهل.

ظل محمد صامتا ناظرا لوالده ولسان حاله يقول / اتفضل قول هتعمل ايه مكنش ينفع مع چواد؟

فهم توفيق نظرات ولده فاستطرد قائلا/ هبعت اجيب أبوه واعرفهم ازاي يتعاملوا مع بنات الناس واخد تعهد عليه قدام أبوه ميعملش فيها كدة، علشان كده قولتلك مش هروحها كدة، لكن برضو مش هخرب بيتها.

في هذا الوقت وصلت ماجدة اختها وسمعت صوتهم العالي لتدخل منزعجة سائلة عن سبب هذه العصبية فرات اختها ميار تجلس منحنية الرأس منهارة من البكاء ووالدتها مطأطأة الرأس تفرك بيدها ودموعها تنساب على وجنتيها فنظرت لهم واندهشت من هول المنظر ودخلت متسائلة / السلام عليكم ،هو في ايه يا جماعه؟

سمعتها ميار فرفعت نظرها لأختها فور استماعها لصوتها ورأتها ماجدة لتشهق وتضرب على صدرها وانطلقت ميار التي ارتمت في احضان اختها باكية بهستيريه مطلقة.

اخذت ماجدة اختها باحضانها تحاول هدهدتها وهي واقفة ولكنها لم تستجب ظلت ميار دافنة وجهها بأحضان اختها وحين أخرجت رأسها لتنظر لأختها إذا بها تري چواد بالشرفة أمامها فنظرت له بعيونها نظرة واحدة لخصت بها كل ما تريد قولة من اعتذار وخزلان وشكوى 

نظرة واحدة اشتكت له فيها الكثير ولكنها لم تستطع الصمود حتي سقطت مخشي عليها .

وهنا جن چواد وود لو يقفز من شرفته الي شرفتها ظل يضرب سور الشرفة بقبضته حتي جرحت يده فهرولت له والدته تحاول الامساك بيده وسحبته للداخل لعله يهدأ قليلا وأخذت تعقم يده ووضعت مرهم بها ولفتها برباط حتي لا يتلوث الجرح.

ولكنه لم يقف صامتا فكر سريعا وتوصل أن من المؤكد سيذهبون بها للطبيب فالتقط مفاتيحه وسجائره وهرول مسرعا للخارج لم يعبأ بمناداة والدته له.

............................................

بمنزل حسن عاد من العمل مطرودا ودلف الي شقة والدته مقتضب الوجه فسألته والدته/ مالك يا ابني بعد الشر مكشر كدة ليه.

هوى علي المقعد بجوارها واضعا رأسه بين يديه قائلا/ اترفدت يا ماما.

شهقت والدته معلقة بكلمة واحدة/ تااااااني.

اومأ برأسه وظلوا صامتين فترة قصيرة حتي ربتت والدته على كتفه كمحاولة تخفيف همه قائلة/ ولا يهمك هنحاول نشوفلك شغل تاني بس اترفدت ليه المرة دي ؟

لماذا ؟؟

ظل عقله يدور ويبحث عن سبب لرفدة ليعلق عليه فشله فلطالما وجد لنفسه كثير من الأسباب فتذكر وصوله للعمل متأخرا بسبب استيقاظه متأخرا واضعا كل نقمه على ميار فرفع رأسه ناظرا لوالدته ليخبرها عن السبب الذي توصل له عقله وكأنه وجد ضالته فقال بصوت عالي وبلهجة عصبية/ علشان الهانم راحت عليها نومه قال ايه تعبانة من ضربي فيها امبارح فصحيت متأخر وطبعا وصلت الشغل متأخر ،وديني لاطلع روحها في أيدي .

واستقام واقفا لتزيد والدته من غضبه فتسكب بنزين على النار لتشتعل أكثر واكثر فقالت/ ده الهانم بتدلع بقي وقاصدة تاخرك على الشغل علشان متضربهاش تاني، اطلعلها عرفها نتيجة عملها علشان متدلعش تاني .

وبالفعل انطلق مهرولا على الدرج وطرق باب الشقة بطريقة عصبية ولكن دون اجابه فعقد جبينه وأخرج مفتاحه ودلف وهو ينادي باسمها باعلي صوته وخاصة عندما رأي منضدة الطعام كما هي فقال/ يا ميار هاااااانم ، انتي يا هب..ابة البرك، وكمان سايبة الاكل زي ما هو دانتي يومك مش فايت وهك..سر عضمك في أيدي النهاردة.

نطق باخر جملته وهو يفتح باب غرفتهم فلم يجدها عقد حاجبيه وأخذ يبحث عنها بأنحاء المنزل ولم يجدها فهبط ثانيه الدرج وذهب لوالدته يسألها لعلها خرجت لشراء شئ ما ولكن والدته قالت/ ولا شوفتها يا ابني ولا قالت حاجه انا قاعدة لوحدي مستنية اختك تصحي من النوم ،الا حتى ما افتكرت تطل عليا وتجبلي فطار .

استشاط محمد أكثر وأخرج هاتفه من جزلانه وأخذ يجري اتصالا بها ولكن دون استجابة، فوضع الهاتف على المنضدة المقابلة له وأخذ يفكر الي اين ذهبت فقال لوالدته/ تفتكري راحت لأهلها ،ده تبقي مصيبة ده وشها متبهدل خالص.

قالت والدته بعد أن لوحت بيدها غير مبالية/ ولا مصيبة ولا حاجه لو راحت لأهلها هنقولهم يعلموا بنتهم الادب ولا عايزين جوزها ميعرفش راحت فين وجت منين وتمشي على حل شعرها ،وكمان ابقي قولهم انك راضتها كدة وكدة يعني بالليل وكنتم زي السمنة على العسل يبقي مش من حقها تروح لأهلها بعد ما رضتها اه.

اقتنع حسن بحديث والدته فقال معلقا وكالذى كذب الكذبة وصدقها / صح كلامك يا اما،  ايه عايزني خرونج ولا ايه؟ معرفش مراتي اتاخرت فين ولا مشيت فين ،

وكمان لو على المراضية فأنا فعلا مهانتش عليا وراضتها وبوست رأسها كمان وكانت بين ايديا امبارح زي السكينة في الحلاوة وفرحانه وزي الفل يبقي كدة عداني العيب وازح.

لترد عليه والدته قائلة/ خلاص سيبك منها انت اللي فيك مكفيك قوم غير هدومك واتشطف عقبال ما اعملك لقمه، تلاقيك يا حبة عيني ماكلتش من ساعة ما المخفية ده مشتك متأخر علي لحم بطنك ،قوم قوم متحطش في بالك.

وبالفعل لم يهتم حسن وهم يستبدل ثيابه وبعدها تناول طعامه ليدخل غرفته القديمة بمنزل والدته ونام وكان شيئا لم يكن ولم يعطي لشئ اهتمام. 

..........................................

بمنزل والد ميار انتفض الجميع من مجلسهم حين سقطت ميار مغشي عليها وتجمعوا حولها محاولين افاقتها فجلبت ماجده عطرها وأخذت الام تدلك كفيها وأبيها أخذ يربت على وجهها بينما اخيها محمد صرخ بهم قائلا/ وسعوا كدة هنسيبها على الأرض.

وهم بحملها وهبط بها الدرج سريعا ليجد چواد بسيارته منتظره عند باب المنزل .

لم يعطيه چواد فرصة التفكير فقال له مسرعا / تعالي بسرعة يا محمد مفيش وقت.

وقف محمد لحظة متعجبا من وجود چواد وبسيارته وكأنه كان يعلم ما سيحدث ولكن هذا ليس بوقته ففتحت ماجدة باب السيارة الخلفي ووضع محمد أخته بالخلف وجلست ماجدة بجوارها تسندها وهرول محمد ليستقل بجوار چواد الذي فور دخول محمد السيارة انطلق مسرعا لأقرب مشفي ووالدها ووالدتها استقلوا سيارة أجرة أخري خلفهم ولكن سيارة چواد كانت اسرع فكاد يشعر أنه بسباق مع دقات قلبه.

ظل چواد يقود مسرعا وهو يختلس النظرات بين الحين والآخر عليها من المرأة الأمامية فيتمزق قلبه من رؤيتها بهذا المنظر المحزن وقد بهتت ملامحها واصفر وجهها بجانب الكدمات الحمراء والزرقاء.

وصلوا لأقرب مشفي فخرج محمد مسرعا حاملا إياها وظل چواد ضاغطا على إطار القيادة محاولا التحكم بذاته فكان يود لو خرج هو وحملها ووضعها باحضانه يطمئنها أنه بجوارها ويطمئن قلبه بقربها ولكن ما باليد حيلة .

انتظر حتي اخذها محمد اخيها وهرولت خلفهم ماجدة اختها ليصف چواد سيارته ويهرول خلفهم .

وقف چواد وهو يتاكله القلق على باب غرفة الكشف الذي بداخلها محمد وماجدة مع اختهم ميار لم يعلم ماذا يجري بالداخل.

ولكنه وجد الممرضه تخرج مهرولة فسألها/ المريضة فاقت لو سمحت ؟

نفت الممرضه برأسها قائلة/ لا لسه الدكتور بيحاول معاها بس طلب مني اجبلها كلجوز علشان شكلها ضعيف واعملها تحليل دم علشان نعرف سبب الاغماء، عن اذنك.

هرولت الممرضة لوجهتها بينما بالداخل حاول الطبيب افاقتها بعد أن عنفهم على آثار الضرب التي هي واضحه على ملامحها وفور مجئ الممرضة علق لها المحلول وأخذ منها عينة الدم واعطاها للممرضة ثم أخذت عينة الدم لتذهب متجهه الي معمل المشفي.

وقف محمد وماجدة كالتلاميذ المخطأة أمام الطبيب الذي صرخ بهم قائلا/ ايه اللي فيها ده ؟ معقول يوصل بيكوا الاستهتار والهمجية انكوا تعملوا كدة فيها، انا لازم بعد ما تفوق اعمل محضر لاني مش لازم اسكت على كدة.

ظل محمد يضغط على اسنانه ويقبض كفيه يود لو رأي حسن الان أمامه ولكنه لم يستطع التفوه بكلمه واحدة بينما ماجدة تبكي منهارة على اختها وما حل بها .

بدأ الطبيب يقوم بإجراءات افاقتها منتظر نتيجة عينة الدم ليتعرف على سبب الاغماء بخلاف ما يظهر على شكلها.

وصل كلا من والدها ووالدتها بعد أن أخبرتهم ماجدة عبر الهاتف باسم المشفي التي وصلوا إليها ليجدا چواد يقف على باب غرفة الكشف دلفت والدتها للداخل مسرعة لتطمئن على ابنتها بينما والدها سأل چواد / كتر خيرك يا ابني ،ربنا ما يرميك في ضيقه، متعرفش فاقت ولا لسه؟

حرك چواد رأسه نافيا لعدم معرفته لشئ وظل ينظر تجاه والدها بنظرات اتهام وحسرة ،فهم والدها مقصد نظراته فادار وجهه بعيدا عنه لم يستطع النظر لعيونه.

بالداخل فاقت ميار مع دخول والدتها التي هرولت تجاهها فبدأت في وصلة بكاء أخري لتسأل والدتها الطبيب قائلة/ خير يا دكتور مالها بعد الشر؟

نظر لها الطبيب شزرا قائلا/ بتسأليني انا مالها وبعد الشر !؟

امال اللي في وشها وجسمها ده كله يبقي ايه مش شر!؟ 

انا اللي عايز أسألك مالها علشان تعملوا فيها ده كله؟

ثم نظر لثلاثتهم واستطرد قائلا/ ولو هي غلطت مسبتوهاش ليه تموت وتخلصوا منها بدل ما انتوا عاملين فيها بتخافوا عليها وبتجروا بيها كدة؟

هنا وقد طفح الكيل بمحمد  الا سمعة أخته فقد شعر من الطبيب أنه يشير بحديثه الي خطب ما فنطق قائلا/ اولا اختي مغلطتش ومش احنا اللي عملنا فيها كدة ده ......

قطعت حديثه والدته مسرعة لتكمل هي الحوار قائلة/ ده داخت ووقعت يا ابني امبارح من على السلم والنهاردة داخت تاني فجبناها على طول علي هنا علشان نعرف السبب.

ظل الطبيب ينظر لهم بشك فكلامهم منطقي لأن الكدمات واضحة أنها منذ أمس وليست اليوم وخاصة بعد اغمائها اليوم ولكن لا يتماشى مع مظهرها ومكان الكدمات.

بعد مرور قليل من الوقت دخلت الممرضة حاملة تقرير نتيجة عينة الدم وقدمته للطبيب الذي امسك به وقراه ثم نظر لهم واحدا تلو الاخر بنظرات تعجب محاولا استشعار نتيجة وقع كلماته عليهم.

شعر محمد ووالدته أن النتيجة بها شئ ما فسأله محمد بقلق قائلا/ خير يا دكتور هو التحليل فيه ايه؟

كانت ميار محتضنة اختها تبكي في صمت وماجدة تربت على ظهرها وهي حتى الآن لم تعلم لما كل هذا؟

حتي نطق الطبيب بنتيجة التحليل التي جعلتهم جميعا تتسع نظراتهم وتهوى قلوبهم غير مصدقين لما قاله.

...............................

بالمطعم ليلا حضر نضال وأخذ يتحدث ثلاثتهم حول حال صديقهم چواد ولكن يزن كان صامت على غير عادته فنكزه نضال قائلا له / لا اسكت الله لك صوتا مش بتتحفنا يعني بأفكارك وساكت !؟

لوح يزيد بيده قائلا بسخرية/ اسكت سيبه ساكت احسن ،بدل ما يدبس صاحبك في ضحى .

نطق يزن وهو متجهم الوجه قائلا / بتتريق انت وهو ماشي ،انا بس مش فايقلكوا ،نفسي في حاجة مش عارف هى ايه !؟

والمطعم النهارده ناشف اوى مفيش حاجه طرية تهل علينا تفتح نفس الواحد على التفكير وتعمل لعقلي ريفريش كدة. 

نضال باستهزاء/احنا في ايه ولا في ايه يا يزن؟ انت يا ابني متعرفش تدخل في مود الجد شوية.

اقترب يزن برأسه من نضال ونظر بداخل عينيه سائلا بتلاعب/ يعني انت عايز تفهمني أن نضال باشا بجلالة قدره لو حتة طرية دخلت دلوقتي مش هيقوم يقلب رزقه؟

نظر يزيد تجاه نضال منتظر إجابته 

فاعتدل نضال بجلسته راسماً الجدية التامة قائلا بصوت يخلو من الهزل/ بص يا يزن انا وقت الجد متعرفنيش وبالنسبالي قاعدة الرجالة متتعوضتش بمية ست .  

ثم ابتسم نصف ابتسامة ومال بجزعة للامام يقترب من يزين واردف قائلا / بس لو حضرت الست يغور المية راجل.

أيوة بقي هو ده نضال اللي اعرفه.

نطق بها يزن وهو يطرق على المكتب أمامه وكأنه كان يعلم الإجابة وينتظرها بينما يزيد أخذ يضرب كف على الاخر ساخرا منهم قائلا/ والله انا قولت هتقول حاجه عدلة لاقيتك ضايع اكتر منه.

مال نضال من يزيد بجزعه قائلا/ كفاية علينا انت يا حكيم زمانك.

اعتدل يزن واقفا مستأذنا وقال/ طب بما أن القاعدة ناشفة انا دماغي مبتشتغلش في الجو ده، هتمشى شوية كدة واجيب كشرى نفسي فيه وابقى اجبلكوا معايا ،ويمكن الاقي حاجه عدلة بدل قعدتكم اللي ملهاش لازمة .

وانطلق متوجها في الشارع المجاور لهم حيث محل الكشري وقبل أن يصل إليه وجد فتاة مقدمة عليه ويا لها من فتاة  أخذ يتمعن النظر بها فهي متوسطة الطول مشرقة الوجه كل ملامحها صغيرة وذات شعر بني طويل رافعه إياه على شكل ذيلان حصان فبدت بمنظر طفلة جميلة الملامح على هيئة فتاة جذابة المنظر .

ظل ينظر لها غير مصدق حاله أنها تقدم عليه مبتسمة ابتسامة طفيفة وكأنها تقصده هو أخذ يتلفت يمينا ويسارا ربما يوجد احد خلفه مباشرة ولكن لا يوجد احد حتى استوقفته بالفعل قائلة بصوت خافت / لو سمحت! في هنا محل حلويات قريب اسمه لولي بوب؟

ظل ينظر يزن لها بعيون متسعة حتى شعرت بالخجل ولكنه أنقذ الموقف قائلا/ بعتذر  منك ،كنت بحاول افتكر المحل فين ،اه في اخر الشارع اول يمين هتلاقي المحل .

اومأت برأسها وشكرت إياه وانطلقت في نفس الطريق الذى وصفه يزن التفت يزن ناظرا عليها من الخلف ثم اغمض عينيه وهز رأسه حتى يفيق حاله قائلا/ يخرب بيت جمالك والنبي انا مرزق، بس اهبل معرفتش اعلقها ،ازاي عدت مني ده؟

ثم التفت مرة أخرى متجها إلى وجهته بكل نشاط وطاقة وحيوية وكأنه كان ينقصه شحن وقد تم امتلاءه واشترى الكشري وعاد لمحله وعند اقترابه وجده مزدحم فقال ساخرا من ذاته/ شكلي انا اللي فقر ولا ايه؟

ثم أقبل من نضال الذى اتخذ مكانه على الكاشير فعند رؤية نضال له فقال له/ كنت فين كل ده يالا تعالي اقعد علشان الدنيا اتزحمت .

فابتسم يزن ابتسامة هائمة وقال بصوت مسموع/ اسكت يا نضال انا خرجت من هنا ورزقي كان في رجلي والاقيلك حته طرية طرية اوي بتسألني على محل لولي بوب فدلتها على محلنا .

يعني ده مش محل لولي بوب؟؟؟


تكملة الرواية حتى الفصل السادس عشر من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم