رواية معدن فضه البارت العاشر حتي البارت السادس عشر بقلم لولي سامي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية معدن فضه البارت العاشر حتي البارت السادس عشر بقلم لولي سامي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية معدن فضه البارت العاشر حتي البارت السادس عشر بقلم لولي سامي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


اهي طيبة ام سلبية!؟

البعض يراها سلبية وانا ارى طيبتها قمة الإيجابية بل هي أقرب للملائكية

ولكن الفرق يكمن في شخصية من يصنف هذه الخاصية.

شعر حسن بتربيت على كتفة فتوقع أنها ميار ليقول وهو ما زال غافيا مغمض العينين/سيبيني شوية يا ميار عايزة انام.

تلوي رشا ثغرها قائلة يتهكم/قوم يا اخويا قوم،

اللي بتحلم بيها طفشت وسابتك.

فتح حسن عيونه مستدرك الصوت والحديث ليجدها أخته ثم بدأ يتذكر موقف ميار فتمطأ محاولا تغيير الموضوع حتى يتخلص من تهكم أخته اللاذع فسألها قائلا/ خلصتوا الاكل ولا لسه لحسن انا جعان؟

لوحت رشا بيدها مكملة تهكمها/ يا خويا ولك نفس تاكل ومراتك طفشانه ،بدل ما تقوم تجبها من شعرها.

زفر حسن أنفاسه ومسح وجهه بغضب ثم قال متوعدا لها بصوت مسموع/ ماشي يا ميار تشمتي فيا اللي يسوى واللي ميسواش، خليكي عند اهلك بقي لما اشوف هينفعوكي بايه ،وحياة امي لاربيكي.

استمعت رشا لحديث أخيها فعبست بملامحها ،كانت تظن أن تهكمها عليه سيثيره ويجعله يهم باإتيانها حتي لا تعمل بالمنزل مرة أخري ولكن ما تم عكس ما كانت تريد فزمت شفتاها وجلست على اقرب اريكه تفكر بطريقة أخري لتنفيذ ما تريده.

استقام حسن متوجهها إلي المرحاض بينما الام بالمطبخ بمفردها تعد مائدة الغداء وكعادتة الام مع ابنتها دائما لا يستجيبون لحديث بعضهم البعض فقالت الام لرشا وهي تنادي عليها والأخيرة كانت تتمدد على الاريكه غير عابئة بوالدتها التي تعد الطعام بمفردها فقالت لها / يا بت شايفاني رايحه جايه بجيب الاكل مش تقومي تساعديني ياللي تنش...كي.

رشا بتذمر / يووووه قولتيلي اقوم اصحي المحروس وقومت عايزة ايه تاني انا زهقت، خلي حسن يجيب مراته بقي انا مقدرش على كدة. 

الام / زهقتي من يوم واحد ،اه ما اصل المعدولة عودتك على الراحة تصحي براحتك وتقومي من النوم تقعدي على الز..فت اللي في ايدك ده لحد ما ترجع من شغلها وانتى ولا شغلة ولا مشغلة .

لوحت رشا بيدها قائلة بتذمر/ كل يوم نفس الاسطوانة لازم تقوليها هي اللي بتعمل هي اللي بتسوي ايه مبتزهقيش ،وكمان ايه يعني ارتاح شوية مش من حقي ارتاح شوية قبل ما اتجوز.

خرج حسن من المرحاض يمسح بالمأزر وجهه ثم تسائل عن سبب شجارهم/ بتتخانقوا على ايه تاني؟

قالت والدته بضيق/ اختك مش عايزة تساعدني في حاجة قاعدة كدة ملهاش فايده.

نظر حسن تجاه أخته وقبل أن يفتح فمه وجدها قد همت قائلة بصوت عال ونبرة حادة ملوحه بيدها في وجهه/ اييييه هتقولي اساعد ولا مساعدتش لا يا حبيبي عايز تحكم احكم على مراتك الاول مش تمشي وتسيبك طرطور بينا وعايز تعمل دكر عليا.

اشتعلت أعين حسن غضبا وكادت أن تخرج دخانا فنظر لها وصمت ثم نظر تجاه والدته قائلا/شايفة يا اما بنتك قليلة الرباية، انا مش هرد عليها علشان خاطرك بس

لكن بالنسبة للمعدولة انا كنت هسيبها عند اهلها علشان تتربي بس هرجعها مخصوص عشان تساعدك بس ولا الحوجه لحد .

ربتت الام علي كتفه قائلة/ تسلم وتعيش يا ابني،وماله روح ورجعها واستحمل اي حد عايز يقولك حاجه ، واهو نكسب فيها ثواب بدل ما نسيبها معلقة كدة يالا خلينا احنا الاحسن .

ثم نظرت تجاه ابنتها قائلة/ يالا يا هانم تعالي كلي واخوكي هيروح يرجعها علشانا.

انضمت رشا لمائدتهم مستمتعة بالطعام الشهي وعلى ثغرها ابتسامة نصر لعودة زوجة أخيها مرة أخري حتي تسترح على حسب وجودها.

بدأوا في تناول الطعام ثم بدأ هاتف حسن يصدح ليخرجه من جزلانه ويجيب على الاتصال .........

...........................................

بغرفة الكشف بالمشفي اتسعت حدقتي الطبيب فور قراءته لتقرير عينة الدم الخاصة بميار ثم قضب جبينه مما اشعل القلق في قلوب امها واخيها فور رؤيتهم لملامح الطبيب ليتساءل اخيها بصوت مضطرب/ خي... خيير يا دكتور التقرير في حاجة.

رفع الطبيب نظره من الورق الذي بيده لينظر لهم متسائلا / انتوا قولتوا امبارح تعبت وداخت ووقعت واللي فيها ده من أثر الدوخة مظبوط؟

نظر كلا من محمد ووالدته لبعضهم بينما ميار ما زالت بأحضان اختها ماجده ثم اكد محمد قائلا/ أيوة يا دكتور خير في ايه؟

مش ممكن اللي شايفه ده يكون عندها من امبارح بس! 

انتوا ازاي مكتشوفتوش ده قبل كدة!؟

محمد وقد ازداد لديه القلق فابتلع غصة القلق في حلقه وقال/ يا دكتور في ايه عندها بالظبط ما تطمنا؟

نظر الطبيب لهم جميعا ثم قال بصوت مضطرب / ظاهرلي بالتحليل أن بنتكم عندها اضطراب في عدد كريات الدم عن المعدل الطبيعي يعني ده معناه أن ممكن يكون عندها امراض دم و......

قبل أن يكمل حديثة صدرت عدة شهقات من والدتها واختها واتسعت حدقتي محمد وميار التي استمعت إلى حديث الطبيب مع ضم اختها لها بشده وازدياد بكاءها ليكمل الطبيب حديثة بعملية تامة غير عابئ بردود أفعالهم قائلا/ حضراتكم المفروض تكونوا عارفين حاجة زي كدة من زمان الحاجات ده مبتستجدش يعني!

تقدمت منها والدتها ارتمت عليها تبكي بشده بينما محمد يحاول احتضان والدته ومحاولة تهدأتها وازاحتها عن ميار.

وبدورها ميار تحاول ابعاد اختها ووالدتها وكلا منهم يزرف دما على ملاكهم الصامت بينما هي تحاول طمأنتهم .

زم الطبيب شفتيه ثم اردف قائلا طب يا جماعة شكلكوا متفاجئين علشان كده بنصحكم تعرضوها على دكتور امراض دم ومناعة على العموم فكروا ويستحسن لو اسرعتوا في اتخاذ القرار علشان مادام بتقولوا داخت فجاة ووقعت لوحدها يبقي ممكن يكون الموضوع بدأ يأثر فيها.

هنا حاول محمد استدراك الموقف فقال له/ اكيد يا دكتور هنعرضها على دكتور امراض دم بس عايزين نطمن على اختي هو اللي عندها ده حاجة وحشة يعني؟ او ممكن يسبب لها مشكلة جامدة.

هز الطبيب كتفيه لاعلي قائلا / والله مقدرش أفيدك امراض الدم عالم واسع جدا وانا مينفعش افتي فيه، علشان كدة لازم تعرضوها على دكتور امراض دم وخاصة بعد اللي حصلها ده قبل ما الوضع يسوء، وتقدروا تاخدوها وتخرجوا لو هتعرضوها على دكتور امراض دم برة ،عن اءذنكوا انا في مكتبي لو احتاجتوا حاجه.

استدار الطبيب خارجا من الغرفة متوجهها إلي مكتبه وفور خروجه حاول توفيق وجواد سؤاله ولكنه انطلق الي وجهته مما أثار القلق في نفس كلا منهم 

فهرول والدها بالدلوف لداخل الغرفة ليجد تجمعهم حول ابنته فسقط قلبه بين قدماه وتسمر مكانه لم يقوى على التحرك خطوة واحدة من أثر الخوف والقلق الذى انتابه فجأة فسأل بصوت مرتعش / في ايه يا محمد اختك مالها؟ واقفين حواليها كدة ليه؟

وبدوره لم يستطع چواد الانتظار بالخارج فور خروج الطبيب بهذا الشكل وهرولة توفيق لداخل الغرفة فوقف چواد على عتبة الغرفة يري ويسمع لما يتم وقد جحظت عينيه وهوى قلبه من أثر ما يراه.

التفت محمد ووالدته التي بدورها أجابت زوجها بعيون منهكة من البكاء وصوت متقطع/ ميار يا توفيق الدكتور قال عندها مرض في الدم ولازم نكشف عليها بسرعة.

واجهشت بالبكاء ثانية بينما احتضنها ابنها محمد مربتا على ظهرها محاولا تهدأتها وطميناتها برغم ذعر قلبه فقد نسج له عقله عدة سيناريوهات لأمراض عدة جميعها اصعب من بعضهم، ولكنه حاول تمالك أعصابه حتى يشد من أذر والدته.

انفرجت شفاه چواد وود لو اقترب منها يلتقط كل ما بها من مرض فهو يشعر أنه فداها وبالنسبة له حياتها ابقي من حياته ولكنه لا يدري ماذا يفعل فليس له حتي سلطة القرب .

وقف توفيق لا يدرك ما سمعه ينظر تجاه ابنته بعيون تتلألأ بها الدموع وميار مازالت تحاول إزاحة ماجدة من أحضانها حتى وقعت عيونها الدامعة بعيون والدها المتلالاة بالدموع لتربت على كتف اختها وتقول / متخافوش طول مانتوا بتحبوني متخافوش انا كويسه والله كويسة وزي الفل كمان.

هنا تذكرت ماجدة شيئا فاستقامت ومسحت دموعها قائلة/ ثواني بس الدكتور قال ده علشان احنا قولناله أنها وقعت وده مش حقيقي فممكن يكون تشخيصه غلط.

أجابها محمد وكأنه يفكر بصوت عال/ بس الدكتور قال كدة بناء على تحاليل مش علشان قولنا أنها وقعت.

نطقت عزة والدتها بصوت باكي/ انا عايزة اطمن علي بنتي وحياتي يا توفيق لازم نطمن على بنتي.

اومأ توفيق لها وعيونه الدامعه مرتكزة على ميار.

لم ترى ميار بحياتها كلها نظرة الخوف هذه التي بعيون والدها ولم تراه بهذا الانكسار من قبل لتحاول جاهدة مطمئنة حاله فحاولت الابتسام قليلا ثم قالت باستجداء/ اوعي تعيط يا بابا اوعي انت حاجه كبيرة اوي عندي ،ومتخافش انا زي الفل ،علشان خاطري متخافوش.

سمع چواد حديثهم وعيونه مازالت عالقة بميار التي كانت تحاول الهروب من نظراته فتارة تنظر لوالدها وتاره تذهب عيونها مرغمه الي عيونه.

اقترب توفيق منها وارتمي باحضانها محاولا طمانتها ولكن بالحقيقة كان يطمئن حاله وقلبه على ابنته.

فأغلق چواد عيونه متمنيا لو يأخذها باحضانه ويطمئن حالها وقلبه ويفعل من أجلها المستحيل.

ظلت ميار تبكي بأحضان والدها ،بينما حاولت ماجدة التفكير بصوت عال تطمئنهم وتطمئن حالها فقالت/ انا متأكدة يا جماعة أن ميرو بخير صدقوني، انتوا بس قولولي حسن عمل فيها ايه وانا والله ما هسكتله

قبض چواد على قبضتيه حتى ابيضت عروق يده من شدة الضغط فهو يود لو كان حسن موجود لكن أهلكه ضربا.

ثم نظر تجاه ميار ونظر بداخل عيونها وبصوت دافئ يصل لمسامعها قال لها/ الف سلامه عليكي يا ميار ،انشالله انا وانتي لا.

لا يأبى لمن حوله ولكنه نطق بما يخفق به قلبه غير عابئ لوالدها أو أخيها.

ظلت ميار تنظر له ثم قالت بصوت متقطع من أثر البكاء / بعد الشر عليك.

أدرك محمد الموقف فحاول أن ينهيه فقال لهم / طب يا جماعة احنا لازم نتصرف وبسرعة علشان نطمن ،انا بقول نخرج من هنا دلوقتي ونشوف دكتور كويس ونشوف هنعمل ايه.

أكملت ماجدة ما تنتوي فعله قائلة/ وانا هعرف حسن عمل ايه لأختي مادام انتوا مش عايزين تقولولي.

ثم سحبت هاتفها من جزلانها وضغطت على رقم زوج اختها الذي فور اتصالها رد عليها مسرعا فقالت ماجدة بعصبية مفرطة وبكلمات متلاحقة قائلة/ عملت ايه في اختي يا حسن، والنعمة لاوديك في داه...ية، ولعلمك بقى ميار في المستشفى دلوقتي وانا هعمل فيك بلاغ لو مجتش بيتنا حالا.

ثم أغلقت هاتفها ناظرة بتحدي تجاه إبيها واخيها الذي نطق الاخير بكل هدوء قائلا/ ارتاحتي دلوقتي يا ماجي ، اتفضلي بقي قدامي ونشوف هنعمل ايه في اللي قولتيه.

وبالفعل اغلقت الخط وانطلقوا جميعا الي منزلهم ومعهم ميار التي تحاملت على يد أخيها وانطلقوا جميعا بسيارة چواد الذي لم يستطع حتى رفع نظره بها فبعد أن نطق بما نطقه بالمشفى وكانه لفت أنظارهم إليه برغم محاولة محمد من اللحاق بالأمر واذابته.

وصلوا للمنزل وترجل كلا منهم من السيارة بينما ظل چواد بسيارته وفور هبوطهم ودلوفهم للمنزل اغمض چواد عيونه وسحب نفسا عميقا ملأ به رئتيه الفارغة ثم أدار محرك السيارة منطلقا بأقصى سرعة متوجهها لمكان ما علي النيل ليجلس لحاله محاولا تهدأة حاله مما سمعه وعرفه وراه.

تتضارب في عقله الافكار وتتصارع الشياطين في نفسه ففكر في أن يذهب لحسن وينتظره ليلا ويبرحه ضربا من أجل ميار ولكن ما أوقفه هو سمعتها ،فهي لا تستحق أن تلوث سمعتها من كل.ب كهذا.

ظل علي حاله حتي فاق من شروده على مهاتفة والدته له ليطمئنها على حاله ويعود عائدا لمنزله. 

...........................................

يعني ده مش محل لولي بوب؟

هكذا استمعا كلا من نضال ويزن لصوت فتاة غاضبة فنظر نضال أمامه ليري فتاة فاتنة ببراءة ملامحها تقف أمام الكاشير ليطلق صفيرا عاليا تزامنا من التفات يزن ليري صاحبة الصوت الذي تعرفت أذنه عليه قبل أن يستدر ليراها فتأكد حدسه عند رؤياها فجحظت عينيه وظل صامتا للحظات أنها هي نفس الفتاة التي سألته وقد اضلها ثم رمش عدة مرات عند تكرار سؤالها ،وعندما بدأ نضال بالرد عليها استوقفه يزن دون النظر له ومازال ينظر لها قائلا/ استني انت يا نضال .

ثم وجه سؤاله التالي لها قائلا/ انا شايف أن حضرتك دخلتي المحل ولفيتي فيه وموجود في كل مكان اسم المحل، واشتريتي اللي عجبك واتحط في علبة عليها اسم المحل وواقفة وهتحاسبي وجاية تسألي دلوقتي على اسم المحل!؟ 

اسمحيلي اسألك انا هو حضرتك شهادتك ايه؟

احتقن وجه الفتاة لشعورها بالخجل من ذاتها وأنها لم تنتبه للاسم بعد كل هذا فظلت تنظر له لبرهه قبل أن تستدير لنضال وقد اتخذت التجاهل أسلوبها لتوجه حديثها له قائلة/ عايزة احاسب على ده لو سمحت يا استاذ نضال.

عند سماع نضال لاسمه منها التمعت عيونه ونظر ليزن ممتنا له لتعريفها اسمه بدون مجهود فرأى نظرات موحشه في عيون يزن الذي أدرك خطأه الغير مقصود بنطق اسم نضال واستغلال هذه الماكرة لهذا الخطأ فهي تعمدت الإغفال عن حديثه كله الا من اسم نضال ليحاول إدراك خطأه فأراد أن يبث بقلبها الرعب فضحك صاخبا وهو ينظر لنضال قائلا/ نضال باشا بقي بيتقاله استاذ متعرفش انك ظابط.

نظر نضال ليزن بامتنان أكثر وابتسم قائلا / الف شكر يا صاحبي .

عقد يزن جبينه متحيرا من سبب شكر نضال حتى استمعا كلاهما لصوت الفتاه الذي تحولت نبرته للفرحة العارمة وكأنها وجدت ضالتها وهي تقول/ واااااو انت ظابط واسمك نضال ،الله كان نفسي من زمان اقابل ظابط .

نظر يزن تجاهها وقد أدرك أنه ضاعف خطأه لينظر تجاه صديقه فيراه مبتسم بفخر. 

ليبتسم نضال وأكمل حديثها قائلا بغمزة من عينيه/ واسمه نضال كمان ايه رأيك؟

هنا وقد وصل صبر يزن لمنتهاه ليوكز نضال بكتفه قائلا وهو يضغط على اسنانه/ قوم يا خفيف خليني اكمل شغلي وروح انت .

هنا فهم نضال شعور يزن فاستقام ونظر له قائلا وهو يغمز له/ اتفضل يا صاحبي اشتغل انت تؤمر .

جلس يزن على مقعد الكاشير منتفخ الصدر فقد حانت فرصته ليجد الفتاة تنادي على نضال بصوت رقيق قائلة/ لو سمحت يا نضال باشا.

التفت نضال إليها قائلاً بابتسامة طفيفة/ اؤمري الشرطة في خدمة الشعب.

ابتسمت الفتاة قائلة وهي تمد يدها بالعلبة / عايزة ارجع العلبة مش عايزة اشتريها .

اشتغل يزن غضبا لينتفض من مقعده سائلا/ هو ايه اللي عايزة ارجع ده هي لعبه يا انسه .

وكأنه هواءا يعبر من أمامهم فلم يرد عليه أحد.

مد نضال يده أخذا العلبة من الفتاة قائلا بابتسامة ودودة/ تحت امرك طبعا ،بس اتاكدي أن الحلويات هنا لها طعم تاني وخاصة أنها من أصلها مش بيقلدوا يعني لو دوقتيها هتعجبك اوي.

وهنا جز يزن على ضروسه وقد وصل لمنتهاه ليتمتم بالسورية بصوت مسموع قائلا/ درب اللي يسد مايرد بالله طاش حچري.

لتلتفت الفتاه ولاول مره إليه عاقدة جبينها مندهشه مما نطق به فهي لم تعي ما قاله لتحرك رأسها باستفسار قائلة/ نعم؟

بينما نضال حاول أن ينهي الأمر حتى لا يتطور يزن في عصبيته بعد أن فهم ما يقوله صاحبه وما سيحدث بعد قليل فقال لها موضحا/ قصده يقولك تشرفينا في أي وقت ،أصله سوري مش بقولك اصل الحلويات بقى.

ابتسمت الفتاة ليزن قائلة شكرا يا استاذ ومتبقاش تدل حد غلط عن اذنكوا.

وذهبت الفتاة من أمامهم وكلا منهم بداخلهم شعور مختلف فنظر كلا منهم للآخر ليطلق نضال ضحكة عالية بينما يزن يشتعل غضبا فزمجر قائلا/ والله انت ما عندك دم .

والتفت ليذهب من أمامه ثم رجع إليه مرة أخري سائلا اياه باستنكار/ ثم تعالي هنا هو انا مليش اسم كل شوية يا صاحبي يا صاحبي ياخي يخرب بيت ده صحوبية ويخرب بيت اللي يعرفك اساسا.

استمر نضال بالضحك بينما زم يزن شفتاه وذهب ليجلس بالمكتب يراجع بعض اعمال چواد ولكنه لم يستطع فأغلق كل ما أمامه ناطقا بكلمة واحدة معبرة عن كل ما كان يفكر به وما يجول بخاطره ولم يستطع العمل بسببه / مستفزة.

...................................................

بمنزل حسن بعد أن استمع لاتصال ماجدة به زاغت أبصاره بين والدته واخته ،تزامنا مع دلوف أبيه فالقي التحية وذهب يجلس بجوارهم على المنضدة ليردوا جميعا ثم التفتت ام حسن إليه تساله بعد أن رأت أنظاره الغير مستقره قائلة/ مالك يا واد في ايه؟ ومين كان بيتصل بيك دلوقتي ؟

رمش حسن عدة مرات قبل أن ينطق قائلا/ ماجدة اخت ميار قالتلي ميار في المستشفى وهيعملوا فيا محضر.

وقف الطعام بحلق والده فسعل عدة مرات وقدمت له زوجته كوب الماء فارتشف منه ثم قال بعصبية/ يخرب بيت شيطانك هو انت كل يوم بمصيبة؟ هببت في البت ايه؟ انا قولت لما تتجوز هتتهد شوية مفيش فايده برضه جايبلي مصيبة كل يوم والتاني ؟

لتوقفه ام حسن قائلة / ما تستني يا ابو حسن وكمان يعني هو الواد عمل ايه مش كان بيربي مراته ولا يسببها تتسرمح هنا وهناك.

ثم ربت على كتف ابنها قائلة/ متخافش يا حبيبي روح عند خالك لحد ما اروح انا واشوف فيه ايه؟ بالرغم أن البت ماجدة ده مبرتحلهاش بس البت قادرة وتعملها ،لكن متخافش امك مش شوية.

قال حسن بحيرة وتوتر/بس ماجدة قالتلي اجي دلوقتي يا اما هيعملولي محضر؟

لوحت والدته بيدها قائلة/ يا خويا اسكت سيبك منها، محضر ايه دول هيخافوا على سمعة بنتهم ،يعني ايه بعد جوازها بشهر تعمل محضر لجوزها ،متخافش انا هروحلهم واشوف الموضوع بس انت برضو متظهرش الايام ده وانا هقولهم راح لخاله علشان تعبان اوي ومتقلقش هنلم الموضوع.

استقام والده ممتعض الوجه قائلا باشمئزاز/ خليكي يا اختي دلعي فيه لما هيودينا في داهية انا مليش دعوة بيكوا ،انا داخل اريح.

لوحت والدته بيدها ثم قالت لحسن/ يالا بسرعة لم هدومك وروح لخالك ومتجيش الا لما اقولك.

توجه حسن لشقته يلملم أغراضه ليفعل كما قالت والدته.

بينما بالاسفل تتساءل رشا أخته والدتها قائلة/ وبعدين يا ماما هنعمل ايه؟

قالت انوار / ولا حاجه يا بت ،قومي البسي علشان هتيجي معايا لما نشوف اخرهم ايه؟

توجهت رشا بالفعل لغرفتها لترتدي ملابسها وتستعد للمواجهه المنتظرة.

بينما انوار تضيق عيونها وتحرك سبابتها على شفتاها مخططه لأمر ما.

وبعد انتهاء رشا من ارتداء ملابسها توجهوا سويا لمنزل والد ميار وانوار تؤكد على رشا قائلة/ اللي اقوله تأكدي عليه سامعه ؟

اومأت رشا لوالدتها قبل دلوفهم لمنزل والد ميار.

...........................................

بمنزل ميار فور دلوفها اخذتها اختها للغرفة لتسترح بينما محمد أخذ يجري عدة اتصالات ليسأل أصدقاءه عن طبيب جيد ،ثم خرج يبحث بنفسه .

بينما توفيق وعزة دخلا غرفتهم ليجلس توفيق علي المقعد منكس الرأس وعزة تجلس أمامه ودموعها مازالت تنساب على وجنتيها ثم نظرت له قائلة بعتاب واضح/ هو ده اللي رفضت علشانه چواد ؟

هو ده اللي قولت ابن بلدي هعرف اجيب حق بنتي منه لو ضايقها ؟ اهو مش بس ضايقها ده ضربها وهانها وجابلها المرض.

كففت دموعها واردفت قائلة وكأنها تحدث نفسها/ بقي ميار اللي مبتتكلمش يتعمل فيها كدة!؟

ده لو ماجدة اقولك اه علشان لسانها طويل لكن ميار!

ظلت تحرك راسها نافية ثم قالت/ ده مبتنطقش ،متستاهلش كدة يا عين امها ، ده من يوم الصباحية وانا بصبرها.

رفع توفيق أنظاره لها قابضا حاجبيه سائلا بتعجب/ من يوم الصباحية !؟ ليه ؟ هو ايه اللي حصل يوم الصباحية ومقولتهوليش؟

بدأت عزة بسرد ما قصته عليها ابنتها بالصباحية بينما قلب توفيق يتمزق على ابنته ،يعلم أن نيته سليمة وهي الخوف على ابنته ولكنه يقر بداخله أنه ظلمها بهذا القرار.

..................

#البارت_الحادي_عشر

#معدن_فضة

#لولي_سامي

الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة .

هكذا يتعامل الطيبون بنواياهم الحسنة البعيدة عن أي ضغائن ليجدوا أنفسهم في عقر جهنم.

عاد چواد لمنزله ودلف متجهم الوجه وكأنه يحمل أعباء الحياة بأكملها مما جعل والدته تقلق لأجله فقالت متسائلة بقلق عارم/ مالك بعد الشر يا حبيبي ؟

جلس چواد بجوارها على الأريكة منكس الرأس واضعا إياها بين راحتيه قائلا بصوت مكسور/ ميار يا ماما ،ميار اكتشفوا أن عندها امراض دم ولازم تتابع مع دكتور كويس.

شهقت اخلاص واضعه يدها على فمها قائلة/ يا قلبي يا بنتي طب وبعدين هيعملوا ايه؟

حرك چواد رأسه يمينا ويسارا دليل على قلة حيرته قائلا/ مش عارف يا ماما لسه ،مش عارف ، بس لو كنت بتمنى اني اتجوزها قيراط قبل كدة دلوقتي بتمني أن كنت اتجوزتها ٢٤ قيراط ،مش متخيل تبقي في أزمة وانا مش جنبها.

ربتت اخلاص على ظهر ولدها قائلة/ لعله خير يا ابني ويكون ربنا شايلك الاحسن.

التفت لها چواد قائلا بتأكيد/ احسن منها مظنش يا ماما.

ثم هم واقفا وتوجه لغرفته يحتجز حاله فعقله كاد أن يتوقف وروحه كادت أن تتمزق وقلبه كاد أن ينخلع من بين ضلوعه.

تمدد چواد على فراشه ناظرا للسقف واضعا يده أسفل رأسه محاولا ايجاد حل او طريقة للاطمئنان عليها فهو لم يتحمل فكرة عدم معرفته شئ عنها .

............................................

دلفت ماجدة وميار لغرفتهم وأخذت ماجدة تعمل على تهدأة ميار ومحاولة التعرف منها على كل ما تم فأخذت ميار تسرد لها ما حدث من قبلها ومن قبل حسن وأهله فاستشاطت ماجدة غيظا فقالت بتوعد/ وحياة امي لاوريه ابن انوار ده ،قال انوار قال ده سواد مهبب على دماغهم.

قالت ميار بتسوف/ خلاص يا ماجي ملوش لزوم كدة كدة بابا قال هروح له بس لما يجي بدل ما ينكد عليا انا هناك.

ماجدة بعصبية مفرطة قالت/ بت انتي متفرسنيش ينكد عليكي ليه ملكيش لسان تنكدي عليه وعلى امه؟ وحتى لو عملها ومعرفتيش تردي ابقي ابعتيلي بس وانا اخدلك حقك تالت ومالت.

أزالت ميار دموعها المتساقطة ثم قالت/ انا ولا عايزاه ينكد عليا ولا انكد عليه انا عايزة اعيش في هدوء يا ماجي ،هو ده مش من حقي؟

ربتت ماجي على قدمها قائلة/ حقك يا حبيبتي حقك طبعا بس نقول ايه في ناس مبتجيش غير بالسك على دماغها.

استمعا كلاهما الي رنين جرس الباب لتهب ماجدة متحفزة قائلة/ جه ابن انوار ، والنبي لأسود عيشته.

أمسكت ميار بيدها قائلة/ اهدي يا ماجي علشان بابا ومحمد ميزعلوش انك اتدخلتي.

سحبت ماجدة يدها من ايدي اختها وقرصت وجنتيها قائلة/ متخافيش عليا انا ليا غيرك يا قمر اتخانق علشانه.

ثم تركتها لتفتح الباب فرات انوار والدة حسن وخلفها ابنتها فعقدت ماجدة حاجبيها سائلة/ امال حسن فين ؟ انا اتصلت وبلغته أنه يجي!؟.

عقدت انوار حاجبيها قائلة/ طب وانتي هتخلينا على الباب كدة نتكلم ؟ مش هتدخلينا ولا ايه؟

زفرت ماجدة أنفاسها وتراجعت خطوة للخلف موسعة لها المجال للعبور للداخل ثم ذهبت ماجدة لغرفة والدتها تخبرها بحضور والدة حسن واخته .

دلفت انوار ورشا للداخل وتوجهوا مباشرة الي الصالون وجلسوا على اقرب أريكة .

علقت رشا علي ما حدث/ شوفتي قلة الذوق سابتنا ودخلت جوة ،البنت ده مش بطيقها غير اختها خالص.

وضعت انوار أصابعها على فمها قائلة بصوت هامس/ هششششش اسكتي مش وقته.

جاءت عزة مرحبة بهم ولكن بوجه مقتضب قائلة/ اهلا اهلا باللي مصانوش الامانة ،شرفتونا.

وجلست بالمقعد المواجه لهم بينما انوار ادعت التعجب سائلة/ اهلا بيكي يا حبيبتي، امانة ايه اللي بتتكلمي عنها، احنا جايين نطمن على بنتنا اللي اول ما حسن بلغنا انها تعبانة مكدبناش خبر وجينا على طول.

نطقت ماجدة التي جاءت بعد والدتها قائلة/ وحسن مقالكوش اني قولتله هو اللي يجي ولا يعمل العملة ويهرب؟

نظرت لها انوار شزرا ثم قالت/ انا مش هرد عليكي علشان انتي زي بنتي صغيرة وبتهلفطي بالكلام انا بتكلم مع امك الكبيرة .

كادت أن تنطق ماجدة فلحقت بها عزة هادرة بها فهي عرفت نوايا انوار بأن تستفز ماجدة حتى توقعها بالخطأ فقالت عزة/ خلاص يا ماجدة ادخلي انتي اطمني على اختك وانا هتكلم مع ام ام حسن.

اعترضت ماجدة قائلة/ يا ماما ده بتقولك......

قطعت عزة حديثها قائلة/ قولت خلاص ادخلي جوة دلوقتي.

أطلقت ماجدة زفرة قوية ثم انطلقت تدبدب باقدامها متجهه الي غرفة اختها واوصدت خلفها باب الغرفة بقوة.

نظرت عزة تجاه انوار قائلة/ نتكلم بقي براحتنا يا ام حسن بقي يا اختي الأمانة اللي ابو ميار استأمن حسن عليها يضربها ويهنها ويزلها كمان.

شهقت انوار مدعية المفاجاة لتقول بانكار / مين ده اللي ضرب وهان وزل كمان ،انا مش فهماكي يا ام محمد اتكلمي يا اختي بصراحة ومن غير الغاز علشان افهم عايزة تقولي ايه بالظبط؟

قضبت عزة حاجبيها ثم قالت/ انا مبتكلمش بالغاز يا ام حسن ولو انتي متعرفيش المحروس ابنك عمل ايه في بنتي اجبهالك تشوفي بنفسك.

ثم نادت على ميار بصوت غاضب لتخرج ميار مستنده على اختها ماجدة وفور ظهورها أمام انوار شهقت انوار وضربت بكفها على صدرها قائلة/ يا خبر مش فايت مين عمل فيكي كدة يا ميار، تعالي يا حبيبتي جنبي طمنيني عليكي.

رددت رشا خلف والدتها قائلة/ يا نهار اسود مين بهدلك كدة يا حبيبتي الف سلامه.

تعجبت ميار من حديث انوار ورشا ونظرت لأختها وكأنها تطلب منها المساعدة فكانت ماجدة تستشيط غيظا من أفعالهم وانكارهم فتحدثت ماجدة بغضب عارم قائلة/ والله بقي بتعملي كل ده علشان تقوللنا انك متعرفيش واصلا ابنك ضربها قدامك انتي وبنتك ولا حد منكوا حاش عنها، 

وكمان زلتوها وطلعتوها شقتها من غير اكل ،انتوا ايه جبابرة!؟

لم ترد انوار على ماجدة بل نظرت لعزة قائلة بلهجة ثابته لا تحمل الشك/ الكلام ده محصلش يا ام محمد ،بقي انا ياختي هشوف حسن بيضرب في ميار وهقف اتفرج ليه مش زيها زي رشا يا حبيبتي!؟

انتاب كلا من ميار وماجدة ووالدتهم الذهول لتباغتها ماجدة بسؤالها قائلة/ ولما اتصلت على حسن وقولتله مراتك في المستشفى كان برضه ميعرفش، ولا بعتكوا لما عرف إننا هنعمله محضر باللي عمله في اختي وهيروح في داهية فجيتوا تجروا على طول ؟

هنا نظرت انوار إليها لتجيب بمنتهي الهدوء قائلة/ لا انا سكتالك من الصبح واقول الكبار بس اللي يتكلموا لكن انك تتهمي ابني أنه مش مهتم بمراته يبقى لا مسمحلكيش ده حسن شايلها على كفوف الراحة.

أما بقي بالنسبة لحسن قالنا لما اتصلتي، اه يا حبيبتي قالنا انك اتصلتي بس من جدعنته مقالناش على كلامك اللي زي السم ده وطلب مننا نيجي نطمن على مراته مادام هو مش قادر

ثم التفتت الي عزة قائلة بتوضيح/ اصل يا اختي بعيد عنك خاله تعب فجأة ومحدش معاه،

راح ربنا يباركله لخاله يطمن ويطمنا عليه.

ثم التفتت مرة أخري لماجدة مكملة حوارها بلهجة عدائية وهي تغير بنبراتها وكأنعا تعزف لحنا وتعرف متي يعلو صوته ومتي ينخفض لتقول لها بعدائية ظاهرة وصوت عال/ لكن بالنسبة للمحضر يا حبيبتي اللي بتهددينا بيه هقولك روحي اعمليه وانتي مطمنة علشان هنقول فيه محصلش وانها بتتبلي علينا ووريني بقي هتثبتي ازاي اللي بتقوليه ده؟!

كانت رشا تجلس بجوار والدتها يعلو على وجهها الاشراق والفرحة حتى كادت أن تضحك بعلو صوتها لولا أنها تماسكت جيدا تود لو استطاعت التصفيق لوالدتها من براعة تمثيلها ولولا أنها حضرت ما يسردون عنه لكانت صدقتها بالفعل،

ظلت رشا جالسه صامته ولكن بداخلها فرحة عارمة على مستوي ذكاء والدتها في إبطال الحق وإثبات الباطل.

بالمقابل تلجم لسان كلا من ماجدة وميار ووالدتهم أمام جبروت تلك الانوار التي بداخلها عكس اسمها تماما فداخلها يعم الظلام الدامس الذي لا يفرق بين الحق والباطل.

بعد برهة من الزمن استعادت ماجدة وعيها من التيهه التى دخلوا بها فنظرت لأختها الصامتة دوما لتحثها على التحدث ومحاولة اختطاف حقها مهما كان فقالت ماجدة لميار/ ما تنطقي يا ميار الكلام اللي حماتك قالته ده حقيقي فعلا وحسن ممدش أيده عليكي؟

اومأت ميار برأسها نافية وقالت وحدقتيها تسبح في بحور دموعها ولولا تشجيع اختها ما نطقت لتقول بصوت متحشرج/ لا حسن ضربني ،وقدامها هي وبنتها ومحدش فيهم حاش عني.

ثم انسابت دموعها التي حاولت جاهدة منعها من العبور عن أهدابها وأغلقت عيونها لشعورها بالقهر واستشعار نهاية هذا الحوار .

بينما ضربت انوار على صدرها مدعية النفور من الكلام قائلة وهي تنظر لميار باستنكار / يا مصيبتي هي وصلت بيكي لكدة يا ميار ،دانا على طول بقول عليكي صادقه تكدبي كدة وتتبلي علينا .

ثم نظرت تجاه ابنتها رشا التي رسمت على ملامحها الانزعاج من الكلام وعدم التصديق فسألتها والدتها انوار/ بقي احنا يا رشا شفنا حسن وهو بيضرب ميار ومحوشناش  عنها كمان!؟

ردت رشا بتلقائية تامة/ محصلش.

استدارت انوار مرة أخري لعزة واكملت ببراءة / شفتي يا ام محمد لو انا كدابة بنتي لا يمكن تكدب ابدا ،وكمان ميار ده بعاملها زي بنتي بالظبط لو شفت ابني بيضربها اكيد كنت وقفته ولا ايه يا ام عزة؟

هنا وخرج الحج توفيق بعد استماع لكل ما دار بينهم كان يترك الحوار للنساء مادام لم يحضره رجل واحد ولكنه عند شعوره بجبروت هذه المرأة وانكسار ابنته أراد أن ينهي الحوار فخرج قائلا بنبرة حادة/ وانا بنتي مبتكدبش ابدا يا ام حسن ولو حسن مش موجود وعند خاله زي ما بتقولي يبقى كان واجب أبوه يجي مش هنقعد نفك خلافاتنا مع ستات.

تشدقت انوار قائلة بغرض قلب الحوار/ ومالهم الستات بقي يا ابو محمد مش قد المقام ولا ايه!؟

فهم توفيق غرضها فرد بدبلوماسية قائلا/ الستات فوق راسنا وينوروا بيتهم لكن الخلافات ده بقي شغلة الرجالة فياريت ابو حسن أو حسن يشرفنا علشان نتكلم مع بعض شوية.

شعرت أنوار أن كل ما فعلته سيذهب هباءا وستعود بدون إعادة ميار فابتلعت ريقها واعادت ادراجها ثم قالت/ طب احنا مش جايين نتكلم عن خلافات ،ربنا ميجبش خلافات ،احنا جايين نطمن على ميار ونرجعها لبيتها معانا ولا ايه قولك يا ابو محمد.

نظر لها توفيق وباصرار قائلا/ معلش يا ام حسن لما حسن يجي أو أبوه علشان لو هترجع ترجع على نور ،وكمان علشان ترتاح شوية ونكون كشفنا عليها واطمنا.

قضبت انوار حاجبيها مستفسرة/ تطمنوا على ايه بعد الشر ماهي حلوة وزي الفل اهي.

حاولت عزة لفت انتباه زوجها لاطراءه عن تكملة الحوار فهي تعلم كيف تتعامل شخصية مثل انوار  مع هذا الخبر ولكن لم يجدي محاولاتها فأكمل توفيق بكل سلامة نية قائلا/ ظهرلها في تحليل الدم مشاكل في الدم ولازم نعرضها على دكتور امراض دم.

شهقت انوار واتسعت حدقتيها ونظرت تجاه ميار سائلة/ وانتي تعرفي ده من بدري ولا لسه عارفين ؟

ردت عزة إنقاذا للموقف قائلة/ لا يا اختي لسه عارفين ،اكيد يعني لو كنا عارفين من الاول مكناش خبينا عليكوا ،بس الدكتور طمنا وقالنا تبعد بس عن التوتر وحرقة الدم ونعيد التحليل تاني يمكن في غلط بسبب الزعل.

عقد توفيق حاجبيه مندهشا مما تفوهت به زوجته ولكن لم يرغب في تكذيبها سيتركها ويسالها بعد ذلك عن السبب.

ولكن انوار تداركت الأمر وعلمت بمحاولات عزة باخفاء شئ ما فاستقامت وخلفها ابنتها قائلة/ طب يا حبيبتي نسيبها ترتاح شوية وماله ،احنا يهمنا ايه غير راحتها ثم استدارت موجهه باقي حديثها لتوفيق واردفت/ هبلغ حسن يا ابو محمد حاضر والف سلامه عليها ابقوا طمنونا عليها بالاذن احنا بقي.

وذهبت تجاه الباب مسرعة كالتي لدغتها عقربه متوجهه مباشرة لمنزلها.

.........................................

فور خروج ام حسن من بيت ميار استدار توفيق لعزة ونطق كلا منهم في نفس الوقت بنفس الجملة/ قولت كدة ليه ؟

ثم صمت توفيق ليستمع لزوجته فقالت مكررة/ قولت ليه يا توفيق دلوقتي الست السو ده هتطلع على بنتي كلام زي الزفت وتقولك مريضة ومش عارفه ايه.

نطق توفيق قائلا وقد فهم مغزى حديثها/ علشان كده قولتي اللي قولتيه؟

اومأت عزة ناظرة لميار التي بدا عليها ملامح الانكسار برغم سعادتها برد والدها على انوار .

لم تتوقع من والدها أن يعززها ويرفع من شأنها ويؤكد على كلامها هكذا فكانت تتوقع أن ينهي الحوار لصالح انوار ويحكم بذهابها معها ولكنها تفاجأت بموقفه تعلم أنه أسعدها كثيرا ولكن بعد فوات الاوان.

عندما تاتي السعادة في غير وقتها لم تشعر بمذاقها لأن وقتها ستدرك أن التوقيت اهم من الموقف ذاته.

قالت عزة لميار كمحاوله لترطيب خاطرها/ متزعليش نفسك يا ميار ابوكي عرفها مقامها ولسه لما المحروس ابنها يجي هيقعد معاه ابوكي واخوكي ومتقلقيش ابدا يا بنتي احنا في ظهرك.

اومأت ميار برأسها محاولة بالكاد استدعاء ابتسامة طفيفة على ثغرها ثم نظرت لوالدها لتجده ينظر لها بكل أسف ثم احنى رأسه واطبق فاهه وبصمت تام استقام ذاهبا لغرفته.

.............................

بمنزل چواد استيقظ في منتصف الليل علي صدوح رنين هاتفه ليفتح عيونه فقد غفى لا يعلم متي أو كيف .

امسك الهاتف واجاب عليه ليجده نضال الذي فور فتح الخط هدر به قائلا/ اخيرا يا اخي رديت لفينا عليك كلنا مش عارفين نوصلك وفي نفس الوقت خايفين نتصل بالحاجة اخلاص لنقلقها ،انت فين دلوقتي وساكت ليه.

رد عليه چواظ بصوت ناعم قائلا/ساكت علشان مستنيك تخلص كلامك مش قادر اتخانق انا ، وانا فين ؟علي سريري يا غلس نااايم .

نضال بعد أن اطمئن عليه قال معاتبا/ تصدق يالا انت معندكش دم بقي احنا دايخين عليك ومش عارفين ننام الا لما نطمن وانت تقول بكل بساطة نايم وغلس كمان!

ابتسم چواد ثم قال بتهكم/ شاكرين افضالكم يا سيدي خلاص ولا عايزين حاجه تانية؟

نضال باستفسار/ مالك يا چواد شكلك مضايق.

چواد بلامبالاه أطلق تنهيدة حارة ثم قال/ متشغلش بالك انت يا نضال، المهم هتيجي المحل بكرة أن شاء الله؟

نضال وقد استشعر ضيق صاحبه ليرد عليه بتأكيد/ اجيلك يا صاحبي مخصوص كمان ،يالا اسيبك تنام واطمن انا يزيد ويزن علشان كانوا قلقانين عليك ،سلام يا باشا.

چواد بصوت خافت/ سلام يا نضال.

اغلق الهاتف ووضعه بجواره ليستقيم ويخرج للردهه ويتجة للشرفة محاولا الاطمئنان عليها ليجد نور غرفتها مضاء فعلم أنها مازالت مستيقظة ،حاول التغافل عن ما يدور برأسه وذهب الي غرفته محاولا النوم مجددا يتقلب على فراشه كتقلب الجممر في النار حتى اتخذ قراره ليهب جالسا و..

..............................................

بعد انتهاء الحديث الدائر بين ميار ووالدتها ودلوف والدها للغرفته وصل محمد الذي علم بدوره من أخته وأمه عما حدث ليستشط غيظا من هذ الحسن الذي تتناقض خصاله مع اسمه ليتوعد له فور الاطمئنان على أخته.

دلف غرفته تزامنا مع صدوح هاتفه ليعقد حاجبيها فور رؤيته لهوية المتصل وبداخله تردد من الاجابه على الهاتف ام لا لتأخر الوقت ،ولكنه حسم أمره بالرد عند إعادة الاتصال مرة أخري ليقول/..........

............................

تذهب كلا من ميار وماجدة لغرفتهم يجلسون يتحاورون فيما تم وما حدث وبدأت ميار تسرد لأختها كل ما سبق والأخيرة تكاد تخرج دخان من أنفها هادرة بميار قائلة/ وانتي ازاي تسكتي على كل ده ؟ يا ميار يا حبيبتي طول مانتي ساكته هيحطوا عليكي بزيادة لازم يحسوا انك قوية والا هيتأمروا عليكي.

ميار بسلبية تامة/ مش عارفه اعمل ايه يا ماجدة أو معنديش الشجاعة حتى أن انطق ،للاسف انا مش زيك يا ماجي ،ياريتني كنت زيك ياريت.

واجهات بالبكاء لتشعر ماجدة أنها قست عليها بالحوار فهذه شخصية اختها ولن تتغير فكان يجب أن تطمئنها بدلا من اشعارها بالدونية والسلبية .

زفرت ماجدة أنفاسها واقتربت من ميار واخذتها باحضانهة قائلة بصوت حاني/ انتي مش وحشه يا ميرو هما اللي بيتعاملوا غلط ،انتي طيبة يا حبيبتي وده مش وحش ابدا ،الوحشين بس اللي بيستغلوا الطيبة ده غلط ،انا اللي كنت اتمنى اكون نقية زيك وقلبي أبيض زيك كدة ،اوعي تشكي في جمال شخصيتك اوعي.

هدأت ميار قليلا وتذكرت حديث چواد لها ذات مرة فهو الوحيد الذي يريد سلبياتها نقطة قوة والان اختها.

Flashback

چواد وهو ينظر بداخل عيونها ممسكا بيدها بين راحتيه / عارفه احلي حاجة فيكي ايه يا ميرو ؟

ظلت ميار على صمتها يغلفها الخجل والحياء برغم فضولها الذى انتابها لتعرف إجابة سؤاله إلا أنها لم تنطق ولكنه شعر بفضولها واراد أن يريح قلبها ويرحم خجلها فاردف مكملا/ طيبتك ونقاء قلبك، انا في حياتي مشقتش حد طيب وجميل جوة وبرة كدة.

رمشت ميار باهدابها لتزيدها جمالا فوق جمال ثم قالت بصوت هامس/ قصدك سلبيتي كله بيقول عليا سلبية ومليش رايي بالرغم أني ببقي مش عايزة ازعل حد مني .

رفع چواد يدها مقربا اياها الي فمه وطبع قبلة حارة عليها ثم نظر لها ليجدها على وشك الاشتعال من كثرة الاحمرار ليقول لها/ هما غلط اللي بيقولك سلبية ده غلط او هما مش عارفين يتعاملوا معاكي يا قلبي ،ده اسمها طيبة زايدة ومحتاجة اللي يصونها ويقدرها علشان ده زي الأمانة .

Comeback

استعادت ميار وعيها علي تربيت اختها على كتفها أتلفت نظرها الي رنين هاتفها في هذا الوقت لتنظر إلي شاشته كلا من ميار وماجدة ثم ينظرون لبعضهم بأعين متسعة وبداخل كلا منهم قد انتاباتهم مشاعر متضاربة ما بين القلق والتوتر والتردد لتتساءل ميار اختها قائلة/ ماجي اعمل ايه ؟

بصي انت قوية هتعرفي تردي لكن أنا سلبية هسكت ومش هعرف اقول حاجه.

نظرت لها ماجدة وسحبت هاتفها قائلة/ هاتي يا اختي ارد مردش ليه هو هياكلني، لما نشوف اخرتها معاكي.

فتحت ماجي الخط لترد قائلة/.......

................................

خرجت غزل من المحل تسرع الخطى فهي أحست أن هذا الشاب كاد أن يفتك بها من كثرة استفزازاها وتجاهلها له بينما كانت تقصد ذلك عن عمد .

ظلت تهرول بالشارع عائدة الي منزلها وبرغم من شعورها بضرورة هروبها إلا أنها شعرت أنها سعيدة للغاية لما لا تعرف هل لأنها استفزت شاب بوسامته هذه؟

ام أنها شعرت أنها قد ردت صفعته لها بتضليله لها ؟

ولكنها تقر بغبائها فهي استمعت إليه وذهبت كما وصف لها وكأنها مغيبة مغناطيسيا .

ولما لا وهي تقر تمام الإقرار أنه يسلب العقول بوسامته وخفة ظله التي تظهر من لمعة عينيه من قبل أن يتحدث حتى.

ظلت بتفكيرها هذا حتى وجدت ذاتها أمام منزلها وهنا تذكرت انها لم تحضر الحلويات التي هبطت من أجلها ،لتصعد الدرج غاضبة بل وأيضا متوعده له وكأنه كان السبب في إرجاع ما اختارته بعناية وتلذذ لتعنف نفسها قائلة/ خلاص حبكت اعمل فيها صاحبة كرامة واعند معاه وارجع الحاجة دانا غبية ده الحلويات شكلها كان تحفة الصراحة.

ضغطت على جرس الباب لتفتح اختها لها سائلة إياه عندما رأتها سافرة اليدين/ الله امال فين الحلويات؟ 

دانا مش عايزة اكل من ساعة ما خرجتي وقولت كفايه علي اكل الحلويات 

..................

منتظرة رأيكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم عن البارت 

*تفتكروا مين اتصل بمحمد🤔🤔

*ومين اتصل على فون ميار وماجي هتقوله ايه؟؟

*طب تفتكروا حسن هيعمل ايه لما يعرف مرض ميار؟؟

*ايه رايكم في ام حسن😡😡

*طب ايه رايكم في غزل وتفتكروا هتعمل ايه مع صاحبنا😉😉

#البارت_الثاني_عشر

#معدن_فضة

#لولي_سامي

اااه لحسرة قلبي

كان يتعشم بفرصة أخرى ولكن القدر لم يمهله بل وتقريبا قطع عليه كل السبل.

ظل محمد امام الهاتف مترددا في الرد على المكالمة فالوقت قد تأخر ولكن يعرف جيدا أنها قلقة جدا فهو طوال اليوم لم يحدثها برغم تأكيدها عليه أكثر من مرة على أن يطمئنها ولكن احداث اليوم قد شغلته كثيرا لذلك قرر أن يستقبل المكالمة وخاصة بعد انتهاء الرنين وإعادة الاتصال مجددا .

فتح الخط قائلا/ سلام عليكم يا ماسة

ماسة وقد تناست كل أساليب وطرق الحوار الحسن لتهدر به محاسبة إياه بطريقة حادة متناسية صفته بالنسبة لها تتسارع كلماتها على لسانها دون التفكير بها قائلة/ اخيرا رديت !؟ 

حرام عليك يا اخي ، 

عجبك القلق اللي سيبتني فيه طول اليوم ده، 

دانا حتى انا اللي بتصل علشان متقولش انك انشغلت ونسيت تتصل تطمني ، 

لكن لا وتطمني ليه ؟هو انا افرق معاكم في حاجة انا حيالله زميلة اختك؟

ثم صمتت اخيرا عند استشعارها صمته الغريب لم يتفوه بكلمة واحدة فظنت أنها تخطت حدودها.

عفوا هل هذا ظن!؟

عند تذكرها لما نطقت به تأكدت أنها تخطت كل الحدود لتحمم بصوتها وتسأله بتوتر واضطراب ظهر بصوتها قائلة/ انت.... انت .....زعلت يا محمد؟ مالك ساكت ليه؟

نطق محمد بعد الاستماع لكلامها قائلا لها بنبرة حانية دافئة/ لا مزعلتش بالعكس أنا تخيلتك وانتي بتكلميني وبتعاتبيني بعد الجواز، بجد فرحت اوي انك شيلتي الحساسية والتكلف اللي كان بينا.

شعرت ماسة بالخجل الشديد لاطراءه عليها ولكنها حاولت استعادة الحوار لمجراه فقالت بصوت منخفض معاكس لطريقة حديثها بالبداية سائلة إياه/ المهم طمني عملت ايه مع ميار وهي اخبارها ايه دلوقتي؟

سحب محمد نفسا عميقا وجاهد حاله في تذكره لكل ما تم وبدأ يسرد احداث اليوم.

.................................

بمنزل حسن عادت انوار وابنتها الي منزلهم ولم تصبر للصباح برغم عودتها بوقت متأخر بل أخرجت هاتفها وقامت بالاتصال على ابنها الذى رد عليها فور اتصالها له ليقول متلهفا وبصوت مضطرب/ ايه كل ده يا اما ،كنت قاعد مستنيك وقلقان ،حصل ايه طمنيني.

جلست انوار على المقعد آمرة ابنتها بجلب كوب مياه لها ثم قالت/ قلقان على ايه يا خويا ،دانت تحمد ربك وتبوس ايدك وش وضهر أن انك كسرت عضمها.

اندهش محمد من حديث والدته ليسألها متعجبا/ ليه يا اما ايه اللي حصل؟؟

أطلقت انوار صوتا بشفتيها ثم قالت/ البت طلعت معيوبة وكويس أننا عرفنا من اولها والله اتكلموا ولا فتحوا بقوهم هنقولهم ده معاملتنا ومعندناش غيرها ،طلبوا الطلاق انت الكسبان، ده محتاجة دكاترة وأدوية وفلوس ياما ،متكلموش خلاص يبقى عارفين أن بنتهم محدش هيقبلها على عيبها وبرضه هيسكتوا.

لم يعي محمد الحديث ليعيد التساؤل مرة أخرى قائلا/ معيوبة ايه وأدوية ايه ما توضحي يا اما انا ركبي سايبة ليكون حصلها حاجه من ضربي وعملولي محضر ولا حاجه ومش حمل تخمين.

تحدثت انوار باستهانة شديدة قائلة/ متخافش يالا ومعملوش حاجه ولا يقدروا يعملوا.

أطلق محمد زفيرا عاليا ليقول / اللهم طولك يا روح ،ما توضحي يا اما ورحمة ابوكي.

_ ميار طلع عندها مرض مش عارفه ايه كدة في الدم وهياخد منهم وقت وفلوس كتير اوي ،علشان كدة بقولك معيوبة.

نطقت بها انوار موضحة حديثها لابنها فعقد حسن حاجبية متعجبا لينطق قائلا/ طب وبعدين اعمل ايه!؟ 

كدة اصالحها وارجعها؟ بس هتغرمني جامد وانا اساسا مش لاقي شغل.

تشدقت انوار بشفتيها قائلة

_ قال ترجعها قال ولا تصالخها ولا ترجعها انا قولتلهم انك عند خالك ،انت مش حمل مصاريف ،هما اكتشفوا الموضوع ده وهي في بيت ابوها يبقي ابوها أولي بيها، وكمان هم بعضمة لسانهم قالوا سيبوها أعصابها ترتاح شوية ،فانت كل يومين تلاتة كدة تعمل نفسك بتطمن عليها وانك اول ما هتنزل هتجيلها كدة يعني.

اومأ محمد برأسه وكأنها تراه من شدة اقتناعه بحديث والدته ليؤكد على حديثها قائلا/ تمام يا اما يالا ادينا نرتاح منها شوية ونشوف الموضوع هيوصل لايه ،انا بس كان قصدي ارجعها علشانك بس معلش استحملوا بقي.

نظرت انوار لابنتها قائلة/ ما هي اختك معايا هتساعدني اهي ،ربنا يهديها.

لوحت رشا بيدها قائلة وهي تستقيم قائلة/ ولا يهديني ولا يعفرتني انا فيا اللي مكفيني ملكوش دعوة بيا. 

ثم توجهت إلى غرفتها بعد أن سمعت كل شيء وتوقعت انتهاء الحديث الي هنا فقررت الانسحاب لتدلف الي حجرتها وهي تتمتم قائلة / مش حاسين بيا ابدا بيتكلموا في مشكلة حسن ومرات حسن وانا اللي بنتهم واكبر من مرات حسن متجوزتش لحد دلوقتي ،جاتهم الهم ما يسيبوني في حالي بقي .

.....................................................

بغرفة ماجدة أمسكت الهاتف لتجيب على المتصل بعصبيتها المعهودة بكلمة واحدة وصوت مقتضب/ خيييير؟

رفع چواد الهاتف من على أذنه ونظر له ثم اعاده مرة أخري على أذنه بعد أن تحمحم سائلا بتعجب/ ماجدة!؟

زمت ماجدة شفتيها واطلقت تنهيدة وهي تنظر لأختها سائلة باستنكار/ امال كنت عايز مين؟

شعر چواد بالاحراج فحاول لملمة حالة قائلا/ ابدا........ انا كنت عايز اطمن علي مي.... مدام ميار ،هي احسن دلوقتي؟

أطلقت ماجدة تنهيدة أسى وأغلقت عيونها تأثرا من حال چواد ومن دموع ميار التي تنساب دون إرادتها ثم قالت بنبرة يملؤها التأثر / ميار احسن يا چواد الحمد لله ،وشكرا لسؤالك ،بس برضه احب أكد عليك وقت ما تحب تطمن ابقي اتصل على فوني انا علشان طبعا انت عارف انها مينفعش ترد عليك حاليا.

اومأ چواد برأسه ،يعلم أن ما قالته صحيح ويعلم أن ما فعلة خطأ جاسم ولكنه لم يستطع تحمل عدم التفكير بها والاطمئنان عليها لذلك قال لماجدة/ صح انتي صح يا ماجدة ،انا اسف ،عن اذنك.

لم يستطع التحكم بذاته أكثر من ذلك فرأسه كادت أن تنفجر من كثرة الضغط عليها وشعر كأنها حلبة مصارعة بين ما هو صحيح وما يريده لذلك فضل إنهاء الحوار سريعا ومحاولة التفكير في كيفية إنهاء الموضوع من جهته برمته كما انتهي من جهتها حتى ولو كرها كحالتها.

بالجانب الاخر أغلقت ماجدة الهاتف ناظرة لأختها فوجدتها على شفى الانهيار فتركت الهاتف جانبا وجلست بجوارها أخذه إياها في أحضانها لتطلق ميار كل ما بجعبتها في احضان اختها تبكي بمرارة من المعاناه التى تشعر بها والالم الذي يفتك بمشاعرها قبل جسدها واشتياق لكل ما هو ماض تطلق كلمة واحدة بين أنفاسها اللاهثة من شدة البكاء وتكرارها مرارا وتكرارا وكان كل كلمة تقصد بها جملة كاملة / لييه؟؟.......ليية؟.........ليية؟.........

تستمع ماجدة جيدا لكلمتها كما تعي مقصدها في كل مرة ولكن ما باليد حيلة فليس في مقدورها شئ ولا حتى في قاموس كلماتها كلمة تخفف عنها ما تشعر به أو كلمة وعد يغير ما هو آت ، لم تقدر على نطق كلمة واحدة بل أطبقت شفتيها واطلقت لدموعها العنان على حال اختها.

فليس بيدها غير التربيت على كتفها وظهرها ومحاولة بث الطمأنينة بها برغم فقدانها لها.

بالخارج تسمرت الام علي باب غرفة ابنتها وهي تستمع للحوار الباكي الذي لا يحمل سوى كلمة واحدة تعرف اجابتها جيدا ونياط قلبها يتمزق من الالم عليها وربما حملت نفسها وزر ما يحدث لها فلو كانت اعترضت على قرار زوجها أو اتخذت جانب ابنتها وشددت من موقفها لما كان حدث ذلك ولكن سلبيتها وخضوعها هما السبب ،تعلم أن زوجها كان يريد الخير لابنته وان نيته هو مصلحتها ولكنها حملته القرار برمته وهذا خطأ تحمل وزره.

فلما جعل الله القرار شورى بين الزوجين؟ حتى يتخذ أحدهم طريق العقل ويرى الاخر طريق القلب فيصلون معا للقرار الصائب ،لذلك لم تسطع أن تحمله كل اللوم فهي أيضا مُلامة ،وكلا منهم يجلد ذاته لما آلت أمر ابنتهم له ،لتعود إدراجها الي غرفتها لتري توفيق زوجها يجلس على الفراش ناظرا للاشئ فعرفت حاله الذي ليس بالغريب عن حالها.

................................................

أسدل الليل ستاره ليواري احداث بعضها نتمني أن تنتهي بانتهاء الليل بل ونتمنى أن تبدأ بداية جديدة كبداية الشمس مع اشراقتها بالصباح ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. ففي الصباح ذهب نضال لعمله المعتاد بحرس الجامعه ظل يتابع اخبار چواد والمحل مع زيدان ويزن ولا يخلو الأمر من بعض التسلية ببنات الجامعة الذي يسمحون له بالتطاول بعض الشئ بغرض التسلية لكلا منهم حتى صدح هاتفه باتصال من چواد فأراد التملص بلباقة من فتاة اليوم فقال لها/ ياااه يا خسارة حبكت يجي تليفون دلوقتي وانا مع الجمال كله ؟؟انسان ثقيل صحيح.

ابتسمت الفتاة بميوعة واضحه قائلة بتلاعب / لو مش مهم سيبك منه.

زم نضال شفتاه ورفع حاجبيها ببراءة قايلا / للاسف يا قمر ده تليفون شغل وضروري ارد عليه ،بصي اقولك روحي محاضراتك أو الكافتيريا عقبال ما اخلص التليفون ولو حد كلمك.

اقترب منها ناظرا بعيونها وهو يغمز باحدي عيونه مردفا بصوت هامس قائلا / قوليلة انا تبع نضال باشا وملكيش دعوة.

أطلقت الفتاة ضحكة صاخبة لينظر نضال حوله دافعا إياه بعيدا عنه قليلا قائلا / يخرب بيتك هتفضحينا ،امشي من هنا ،امشي.

ابتعد هو الآخر ليمسك الهاتف ويعيد الاتصال بچواد الذي اتصل عدة مرات ليجد چواد يرد عليه وصوته يدل على حاله فسأله نضال/ مالك يا چواد فيك ايه ؟

أطلق چواد تنهيدة ثم قال / مش عارف يا نضال بجد مش عارف اللي حصل امبارح خلاني قولت لازم افوق شوية أن مكانش لنفسي يبقي ليها، هي متستحقش يتقال عليها ربع كلمة وحشه.

تعجب نضال من حديثه ولكنه لم يعي ماذا يقصد صديقه ليسأله / انت بتتكلم منين؟

چواد برد مختصر/ من المكتب .

اومأ نضال قائلا/ تمام هخلص ورديتي واجيلك على طول علشان عايز افهم الحوار من أوله.

وافق چواد قائلا/ تمام وانا مستنيك.

................................................ 

بمنزل اخر ينم اثاثه على الرقي في الذوق والنظام والنظافة. تلح الفتاتان غزل وغرام علي والدتهم على حضور عيد ميلاد صديقتهم في المساء فهي ليست ببعيدة وبرغم رفض والدتهم لطلبهم من أجل خوفها عليهم فهم فتيات في مقتبل العمر وتخاف عليهم كثيرا من الاندماج مع المجتمع وخاصة بعد وفاة والدهم فهي أصبحت بمثابة الام والاب لهم ولكن غزل لم تيأس فهي لديها سلاح جبار يخضع أمامه الكثير ألا وهو الزن والإلحاح دون كَل أو مَل مما جعل والدتهم وافقت بعد عناء وتحت شروط جما من ضمنها الاتصال بها مع كل خطوة وعدم التأخر ليلا حتى لو لم تبدأ الحفل فيكفي ذهابهم وتقديم التهنئة ليوافق الفتاتين ويقبلا والدتهم ويتوجهوا للاستعداد للذهاب للحفل.

اختارت كلا منهم فستانا يتشابه في تفاصيله ولكن يختلف في ألوانه من قماش الشيفون وله تلبيسة من الاسفل ولكن ترتفع قليلا عن طول الفستان ضيق من الخصر فيظهر جمال خصرهم وصغره بينما ينزل باتساع للاسفل يمتد طوله لاسفل الركبه قليلا ولكن لم يصل للكعبين مطرز بالزهور من أعلي الخصر للاسفل قليلا وكأنه يعبر عن حالهم وكأنهم زهور في ربيع عمرهم بكامل ازدهارها وألوانها الخلابه.

ارتدوا ملابسهم واخذت غزل تدور حول نفسها أمام المرآة لتري جمال فستانها قائلة لغرام اختها / جميل عليا يا غرام صح ؟

ابتسمت غرام بهدوء يناسب شخصيتها قائلة/ جميل جدا يا حبيبتي بس يالا علشان نلحق نقعد مع صاحبتك علشان منتاخرش زي ما ماما قالت .

رفعت غزل كتفها بلا مبالاه قائلة / ولا نتاخر عليها مش مهم نقعد معاها اوي يعني المهم نقولها كل سنة وانتي طيبة ونقدملها حاجه ونمشي على طول.

عقدت غرام حاجبيها مرددة ما قالته اختها بتعجب قائلة/ مش مهم نقعد معاها !؟ لا واضح انك بتعزيها اوي!!

ولما هو مش مهم نقعد معاها كان ايه لزومة الزن اللي كلتي بيه وداني من امبارح ولازم اروحلها يا غرام ،وهتزعل يا غرام، والكلام ده؟؟ وخلتيني انا اللي اطلب من ماما اكنها صاحبتي انا؟؟

توترت غزل وزاغت ابصارها يمينا ويسارا وأدركت حينها الخطأ الذي أوقعت نفسها به لتحاول اللحاق بنفسها قائلة بتلجلج / ها .... لا انتي مفهمتنيش..... انا قصدي أني كنت متخانقة معاها يعني والأصول بتقول حتى لو ممتخانقين مسيبهاش في مناسباتها ف..ف....فأنا هروح يعني اعمل الواجب واهنيها بعيد ميلادها وامشي علشان يعني مكنش محروجه وعلشان هي متفتكرش اني برمي نفسي عليها .

ضيقت غرام عيونها تتفحص وجه اختها وحالتها لتشعر بعدم راحة قائلة لها / مش مرتحالك يا بت وحساكي مخبية حاجه عليا!!

تلجلجت غزل وحاولت إزاحة التهمة عنها فاقتربت من اختها وجلست بجوارها محاولة تشتيت فكر اختها فتأبطت ذراعها ونظرت لها ابتسامتها الشقية قائلة/ انا اقدر اخبي عنك حاجة يا غرامي انتي ،يالا بقي نمشي علشان منتاخرش .

ازدادت غرام من حيرتها لتنعتها بالجنون لتسحبها غزل لخارج الغرفة قائلة/ يالا بقي انتي اللي مأخرانا اهو .

خطوا كلاهما خارج الغرفة لتستأذن غرام وتعود مهرولة للغرفة في لحظة لتنثر على نفسها بعض من العطر المميز عندها للاوقات المهمة والمناسبات وتنظر للمرآة للمرة المليون ثم توجهت لأختها ساحبه إياها تحت نظرات غرام المندهشة من أفعال اختها.

...............................................

بمنزل ميار ظلت في سباتها فترة طويلة حتي بعد أن استيقظ كلا من بالمنزل وكلا ذهب لطريقه فمحمد ذهب لشركة الأدوية الذي يعمل بها محاسب مقرر محاولة الوصول لأفضل طبيب لحالة اختيه ،كما ذهبت ماجدة لكليتها التي تمقتها ولا يعجبها بها أحد لا طلبة ولا دكاترة وتنتظر بفارغ الصبر الانتهاء منها مقررة المكوث بالمنزل بلا عمل ،بينما ظلت ميار بفراشها تدعي النوم وكأنها تهرب من حاضرها .

ظل توفيق وعزة بالخارج لا احد يتحدث في شئ وكأنهم أصابهم الخرص من هول ما يشعرون به بداخلهم فهم يشعرون انه يفوق حروف وكلمات اللغة ، لا يعرفون ماذا يستطيعون أن يفعلوه من أجل فلذة كبدهم فتوجهت عزة لتعد الافطار بينما حاول توفيق التفكير مليا في حل لمعضلة ابنته فإذا سعى لتطليقها بعد زواجها الذى لم يدوم أكثر من ثلاثة أشهر فتسوء سمعتها وخاصة من أهل زوجها الذي خُدع فيهم فكانوا يدعون الطيبة ومعرفة الأصول قبل الزواج حتى والد زوجها الذي ظن أنه مسؤول ويستطيع توجيه ابنه وإرشاده إذا أخطأ ولكن كل هذا تغير وظهروا على حقيقتهم ليقر بنفسه أنه اخطأ حين فضل حسن علي چواد ،حين نظر للجنسية ولم ينظر للتربية فكلاهما عربي وكلاهما مسلم ولكن من منهم رجل بمعنى الكلمة ويطبق شريعة دينة في الحفاظ على زوجته.

علم وقتها أن تفكيره مخطئ عندما كان يبحث عن عائلة بها من سيقوَّم الرجل الذى يتزوج ابنته وعلم أن لا أحد يستطيع أن يحكم رجلا مهما كانت عائلته إلا أخلاقه ودينه ليرشده تفكيره لفكرة أخرى وهي إذا تم تطليق ابنته وطلبها چواد مرة أخرى فلم يهتم لسمعتها فچواد يعرفهم جيدا ولكن ......

لم يستطيع أن يفاتح چواد في هذا الموضوع فهل سيقبل من مكانة ابنته ويعرضها عليه؟ إضافة إلي نقطة هامة وهي هل چواد سيقبل بابنته بعد أن أصبحت مطلقة ام لا ؟ كما هل ستقبل والدة چواد بابنته وهي في هذه الحاله؟؟؟

ولكنه رأى بعيونه خوفه وقلقه على ابنته عندما كانوا بالمشفى .

حرك توفيق رأسه منفضا عن عقله كل هذه الأفكار فيجب عليه الآن أن يهتم بمرض ابنته اولا ثم يفكر في كل هذا فيما بعد ،ولكن إحساسه بالذنب هو من وجه تفكيره لكل هذه الأفكار.

توجهت عزة لغرفة ابنتها لايقاظها فقد ظلت وقت طويل في نومها وهذا ليس من عادة ميار.....

اشعر وكانني مفككة ككقطع البازل 

وكأنني فُتات انثى 

كنت اتمنى من يعيد تكويني لأصبح به اكثر صلابه 

ولكن جاء من بعثرني لأصبح من بعده أكثر تشتتًا.

.........................

#معدن_فضة

#لولي_سامي

قبل البارت رجاء الدعاء لابني بالشفاء العاجل 😔😔

#البارت_الثالث_عشر

وصفولي الصبر لاقيته خيال وكلام في الحب

كلام في الحب يا دوب يا دوب ينقال

اهرب من قلبي اروح على فين؟

ليالينا الحلوة في كل مكان!

ملناها حب احنا الاثنين وملينا الدنيا امل امل....

امل وحنان.

عيني عيني على العاشقين حياره مظلومين ،علي الصبر مش قادرين ااااه على الصبر مش قادرين.

صدح يزن باخر جملة من الأغنية وهو يقتحم المكتب على چواد حتي انتبه چواد بنبرة صوته الشواذ واغلق الأغنية ليكمل يزن باقي الجمله فنهره چواد قائلا/ بااااس بوظت اللحظة يا شيخ.

لوح يزن باحدي كفيه قائلا بلا اكتراث/ لحظة ايه يا عم قاعد تندب علي الصبح مع الست وتقولي لحظة ،امال لو بتسمع انت عمري هتقول ايه!؟

اشمئز چواد من كلماته قائلا بسخرية/اندب مع الست!؟؟

وكمان في حد يدخل مكتب حد كدة ؟ 

تصدق يالا انت لا لائق عليك مصري محترم ولا سوري اصلا ،انا مبقتش اعرفلك جنسية يالا.

يزن بلا اكتراث لوح بيده قال/ يااا عم سوري ولا مصري كله متمرمط ورا اكل عيشه.

اندهش چواد من جملته ليعتدل بجلسته عاقدا حاجبيه متحدثا بجدية / ايه ده من امتي شيلت الهم كدة؟

ابتسم يزن ساخرا وقال/ هم ايه يا عم اللي اشيله ربنا ما يحكم عليا ابدا ولا هم ولا حب ،انا كدة سلطان زماني.

اومأ چواد برأسه بعد أن شرد لبرهه في جملة يزن ليعيده يزن قائلا بأسلوبه المرح المعتاد / لا بقولك ايه انا ما صدقت خرجتك من لحظة الندب مش هندخل في فقرة بكاء على الاطلال انا مش فاضى الله يباركلك.

ابتسم چواد ثم سأله/ صحيح كنت جاي ليه ؟

مانت مبتجيش غير لمصلحة.

_ الله ينور عليك حافظني طول عمرك والله.

نطق بها يزن ليكمل جواد ساخرا / لا وما شاء الله مبتحبش تكدب ،صريح على طول .

اومأ يزن وضحك ببلاهه ثم قال/ طب يالا بقي قوم اقعد علي الكاشير عقبال ما اروح مشوار واجي.

ضيق چواد عيونه وقضب حاجبيه سائلا بشك/ مشوار ايه ورايح فين؟

زاغت نظرات يزن وتوتر حاله من نظرات چواد له فهو يعلم أن چواد لا يعجبه ما يفعله من معاكسات للبنات واللعب بهن ليقول بتلعثم/ ما...... ما تبصليش كدة ،دانا....دانا رايح اجيب خامات للمحل.

تعجب چواد من حجته محاولا افشالها قائلا / خامات ايه احنا بنطلبها بالتليفون ،ايه الجديد !؟

توتر يزن أكثر محاولا البحث عن حجة جديده قائلا/ لا ازاي في جديد طبعا ، اولا في خامات نازلة جديد لازم اشوفها بنفسي....

قطع چواد استرساله بالحديث وكأنه يستجوبه قائلا/ وثانيا؟

انطلق يزن بكل صراحة قائلا/وثانيا هقابل فايز ارتحت كدة؟

ابتسم چواد نصف ابتسامة لوصوله لمبتغاه قائلا/ ابقي تعالي معايا دغري بعد كدة.

اومأ يزن برأسه وهو ينظر للاسفل كالتلميذ المخطئ ليفاجأ بسؤال چواد التي قد تدخله بتفاصيل أكثر لا يريد أخباره بها وهو يقول له / ايه اللي فكرك بفايز دلوقتي مش قولنا هنتعدل؟

نظر يزن يمينا ويسارا ثم نظر بساعته وقال مسرعا وكأن حية لدغته / يااااااا ..... كل الوقت ده والكاشير لوحده زمان الدنيا اتزحمت ويزيد هيولع الدنيا .

ثم انطلق خارجا وهو ينصح چواد قائلا/ الحق نفسك واقعد علي الكاشير والا انا مش مسؤول عن اللي اخويا هيعمله، انا اصلا معرفوش.

وهرول خارجا من المكتب فشعر چواد أنه خدعه بطريقة هروبه ليستقيم متوعدا ليزن قائلا/ ماشي يا يزن بس لما تجيلي وأخرج هاتفى يرسل برسالة ما ثم وضع الهاتف بجزلاته وتوجه حيث مكان الكاشير ليستلم مكان يزن حتي عودته 

..............................

طرقت عزة الباب عدة مرات على غرقة ميار ولكن دون إجابة فقلق قلبها ودخلت الغرفة مسرعة لتجد ابنتها متقوقعة حول نفسها لا تسمع منها سوى صوت نحيبها فأسرعت تقترب منها وجلست بجوارها والتقطتها باحضانها لتتشبث بها ميار كالطفل الذي وجد والدته بعد عناء واطلقت لنحيبها العنان بصوت عالي .

تركتها عزة تُخرج كل ما بها لم تنهرها ولم تطلب منها الصبر والتحمل أو حتى الثبات بل تركتها تعبر عن حزنها حتى وصل صوت نحيبها لوالدها الذي يجلس بغرفته اغلق عينيه وود أن لو يستطع أن يصم أذنه عن بكاء طفلته .

نعم يعلم أنها نقية كالطفلة وما يكثر حزنه أنه كان سببا في شقائها ،لذلك قرر أن يحاول هو تهدأتها وذهب لغرفتها وجلس بجوارهم ثم التقطها من احضان والدتها ليزرعها بين ضلوعه محاولا بث الطمأنينة في قلبها ببعض كلمات لا يعرف كيف ومتى سينفذها ولكن يكفيه أن يعدها بها وينويها حقا فقال لها / حقك عليا يا بنتي ،حقك عليا يا قلب ابوكي .

اوعدك هحاول اصلح كل اللي غلطت فيه .

بدأ صوته يختنق من أثر كلماته وعيونه تترقرق بالدموع عند اعترافه بخطاه ومحاولا الدفاع عن حبه لها فاردف مكملا/ بس لازم تتأكدي اني مكنش قصدي غير مصلحتك والله ما كان قصدي غير مصلحتك .

بدأ يتلاشى صوته ويحاول كتم أنفاسه حتى لا يعلو صوت بكاءه وبدأت دموعه بالهطول على وجنتيه لتشعر به ميار ابنته لترفع رأسها وبدلا من أن يهدأها بدأت هي بتهدأته فهو له مكانة عالية بقلبها ولا تقبل أن يبكي ابدا حتى ولو كان من أجلها.

مسحت ميار دموعها بيدها ثم مسحت دموع والدها المنسدله بنفس الكف وكأنها تحاول إزاحة همهم معا ثم حاولت تماسك حالها وادعاء القوة لتبتسم محاولة استدعاء روح الدعابة قائلة/ هو حضرتك عايز تقول انك بتحبني !؟ 

طب مانا عارفه انك بتحبني واوي كمان ،ومتزعلش يا بابا هو نصيب وانا راضية بنصيبي بس اهو بدلع عليكم شوية بلاش اتدلع عليكم ؟

ياليتك عاتبتني في طريقة حبي لك

يا ليتك اقمتي عليا الحد واذقتيني من مر كلماتك.

يا ليتك شهرتي سيف نظراتك المعاتبة دون النطق بكلمة واحدة خير لي من اتباعك منهج جلد الذات الذي اقبعتيني به.

نظر توفيق لابنته وربت على وجنتها وتحتضن وجهها بكفيه ثم مال على رأسها مقبل جبهتها بحنو بالغ قائلا بنبرة مؤثرة/ ربنا يراضيكي ويرضى عنك، ويجبر بخاطرك يا حبيبتي.

ثم استقام وأمسك بيدها ساحرا إياها وهو يقول/ يالا قومي ونفضي الهم وتعالي نفطر ،ده امك عاملة فطار ملوكي مخصوص علشانك ،لو ماجدة عرفت هتحقد عليكي .

ابتسم كلا منهم وذهبا معا الي طاولة الافطار وهو يحتضنها تحت إبطه وتبعتهم عزة الذي ازفت الدموع منها على حال ابنتها وزوجها واخيرا على حالها لعدم قدرتها على فعل شيء ولكن برق الامل في عقلها بكلمات زوجها لعله يقصد خيرا بها.

...............................................

أثناء خروج محمد من عمله عصرا بعد أن استعلم من زملائه بالعمل عن عدة أطباء محاولا الاتصال بعيادة أفضلهم ليجد أنه لن يستطيع حجز اقرب ميعاد للكشف الا بعد اسبوعين فوقف مكانه وكأنه ضل طريقه لا يعلم الي اين يذهب ليجد هاتفه يصدح وشاشته تحمل رقم چواد فتنحي جانبا وهو يفكر في سبب لاتصاله كما فكر في معاتبته عن نظرته لأخته أثناء إرسالها للمشفي كما أنه توصل الي كيفية معرفته بدلوفهم وذهابهم للمشفى الا وهو استرقاق النظر من شرفته كل هذا عرفه فحسم أمره ليرد عليه خاصة بعد أن أعاد الاتصال ليجيبه بصوت مقتضب / السلام عليكم خير يا جواد كنت عايز حاجه؟؟ 

نظر چواد الهاتف واستشعر صلابة الحديث ليتوقع سبب هذه النبرة ولكنه قرر أن يكمل مكالمته لتحقيق هدفه لا يهمه شى بعد ذلك فقال له مسرعا وكأنه يريد أن يقذف كل المعلومات بجملة واحدة/ وعليكم السلام يا محمد كنت عايز ابلغك اني وصلت لدكتور امراض دم كويس جدا وأعرفه معرفة شخصية وعلشان كده قدرت احجزلكم ميعاد علي الساعة ٨ يعني بعد اربع ساعات من دلوقتي باسم مدام ميار.

وقف محمد مندهشا مما فعله چواد كما أنه في موقف محير هل يقبل بهذا العرض السخى الذي وفر عليه وقت كثير ام يرفضه باعتبار أنه ليس له حق الاهتمام باخته ؟؟

ولكنه قرر أن يعرف اسمه اولا كحجة ربما كان طبيب بلا خبرة فيستطيع الاعتذار بصورة أكثر ذوقًا ليسأله عن اسم الطبيب ليجده نفس الطبيب الذي لم يستطيع الحجز لديه الا بعد اسبوعين فصدم محمد وفكر كثيرا في الوضع هل يقبل به ام أنه سيضع أخته في وضع حساس للغاية ولكنه وضع صحة أخته في المقدمة ليوافق قائلا/ تمام يا چواد أنا موافق بس اوعى تكون حجزت بفلوس والله ما رايحين.

چواد بنبرة منكسرة/ انا اعرف الأصول كويس يا محمد اه كنت أتمني أن أكون انا المسؤول عن مصاريفها بس خلاص كله قسمة ونصيب جوزها وأخوها وأبوها موجودين ربنا يخليكم ليها ،انا بس حبيت اوفر المجهود انك تدور على دكتور كويس واوفر الوقت مش اكتر.

ليشعر محمد بالحرج من ذاته قائلا/ كتر خيرك يا چواد تمام قولي التفاصيل.....

.........................................

وصل نضال الي المحل ليجد چواد جالسا على الكاشير فقال له بمزاح / يا عيني على الحلو لما تبهدله الايام .

ابتسم چواد وقال/ وانتش صادق لما يبهدله يزن 

ثم نادى على أحد العمال ليجلس مكانه وأخذ نضال الي مكتبه ليتحدثا سويا .

سرد چواد كل ما تم لنضال فهو برغم اختلاف شخصيتهم الا انه يثق برأيه ويرتاح للحديث معه ولما لا وهو أول أصدقاءه بمصر واول من ساعده في مشروعه بل إنه تعرف على يزيد ويزن من خلاله.

ظل چواد يسرد ما تم وهو يلوم حاله على بعض تصرفاته المتهورة وظل نضال يستمع إليه باهتمام حتى ذكر جواد موقف اتصاله بمسار ليلا للاطمئنان عليها وتوبيخ ماجدة له فانتبه نضال قائلا/ ثواني مش ماجدة اختها ده اللي قولتلي قبل كدة زعقت لجوز اختها وبهدلته؟؟

اومأ چواد قائلا/ اه هي مبيفرقش معاها حد بصراحة حسستني اني صغير جدا ،انا اصلا وانا بتصل كنت عارف ان اللي بعمله غلط بس مقدرتش امسك نفسي كنت عايز اطمن عليها باي شكل.

ثم رفع رأسه للاعلي واغمض عيونه زافرا أنفاسه قائلا بإحباط تام/ تعبت بجد تعبت يا نضال مش عارف اعمل ايه ؟

عارف انها مش نصيبي وفي نفس الوقت مش قادر ابطل تفكير فيها وخاصة لما عرفت بتعبها قولي بجد اعمل ايه؟

سأله چواد منتظر منه الخلاص ولكن كان نضال فكره مشغول في شئ اخر.

كيف لفتاة صغيرة لم تتخرج بعد بهذه القوة والشجاعة ،وكيف تشعر انها المسؤولة عن اختها الأكبر منها بل وتتدافع عنها أمام القريب والغريب ،والاغرب أنها نقيض اختها ،انها حقا شخصية تستحق الاهتمام.

لينتبه نضال علي صوت چواد قائلا/ في ايه يا ابني انا مستنيك تقولي اعمل ايه ؟ بجد تعبت يا نضال ومش عايز اسببلها اي مشاكل ،انا بفكر اسافر ليه رايك؟

اعتدل نضال بجلسته قائلا بسخرية/ تسافر ! طب فكر وتعملها وانا اخليهم يجبوك من المطار مقبوض عليك واسمك محطوط في قائمة الممنوعين من السفر، قال تسافر قال؟

ابتسم چواد قائلا/ طب قولي يا ابو العريف اعمل ايه علشان أبعدها عن تفكيري؟

رفع نضال رأسه بفخر واعدا لياقة قميصه قائلا/ طبعا ابو العريف عندك شك ولا ايه!؟ 

ثم ضيق عيونه قائلا/ بص يا جواد حلك الوحيد هو الشر اللي لابد منه ، هو ده اللي مش هيشغل بالك وبس ده هيخليك تلف حوالين نفسك مش لاحق تفكر حتى.

قضب چواد حاجبيه متعجبا الحوار فقال مستفسرا / مش فاهم تقصد ايه ؟ هو ايه الشر اللي لابد منه؟

اطلق نضال ضحكة ساخره ثم قال/ علشان تعرف يا ابني مهما عملت فيها مصري مش هتلم بكل خبيانا.

رفع چواد حاجبيه معلقا/ طب قول يا خفيف ترجمة الجملة غلب حماري ،مش بتقولي كدة لما بقلب سوري متفهمهوش!؟

حرك نضال رأسه بياس قائلا باستهزاء/ الموضوع مش محتاج ترجمة يا باشا محتاج تشغيل دماغ بسيطة يعني تتجوز.

جحظت أعين چواد وهب واقفا كالذي لدغته عقربه قائلا/ انت بتقول ايه يا نضال ؟ ازاي بس !؟ ازاي عايزني اتجوز بعد ميار ؟ ازاي اعامل إنسانة تانية واعيش معاها بدون مشاعر ،ده مستحيل طبعا ،ده الحل ده مجاش في بالي اصلا.

*علشان ح*مار.

نطق بها نضال ليكمل موضحا فكرته ومحاولا إقناع صديقه بها.

.........................................

في مكان يعج بالموسيقى الصاخبة تتراقص عليها أجساد فتيات لم يواريها شيئا إلا القليل جدا من الملابس وادخنة تتصاعد من كل مكان لا احد يعلم اهي دخان سجائر فقط ام معها اشياء اخرى.

يقف يزن بجواره فتاه تحاول استمالته ولكنه لم يعيرها اهتمامه علي غير عادته فتعجب زميله فايز من حاله فقال له غامزا بعيونه/ ايه يا وحش شكلها مش عجباك نشوفلك غيرها ؟

يزن بتسوف/ لا ابدا بس انا اللي مش في المود.

مد له فايز يده بشئ ما قائلا/ يبقى نخليك في المود وتعلي علي المود كمان.

دفع يزن يده قائلا/ قولتلك يا فايز مليش في الحاجات ده ،ايه مفيش فايده فيك .

ثم استقام واقفا قائلا/ انا غلطان اني جتلك اصلا.

امسك فايز بيده قائلا/ استني بس متبقاش حمقي كدة حقك عليا،انا قولت اعمل معاك واجب يمكن حابب تغير الأسلوب ومكسوف ولا حاجه فقولت اجرأك شويه.

جلس يزن مرة أخري ووفر أنفاسه قائلا/ لا مبغيرش اسلوبي انا أخري ضحكة وكلمة وقعدة حلوة اكتر من كدة مبغوطتش وانت عارف كدة كويس.

وضع فايز ما بيده بجزلانه ثم قال باهتمام / امال مالك يا صاحبي مش في المود ليه؟

رفع يزن شفاه السفلى لاعبي قائلا/ مش عارف في حاجة في بالي ومش عارف اوصلها.

قال فايز باهتمام / طب قولي ايه شاغل بالك كدة يمكن اقدر اساعدك ؟

التفت يزن بنظره إليه قائلا ما يجول بفكره وكأنه يفكر بصوت عال/ عايز اوصل لحد معرفش عنه غير شكله ،يعني معرفش اسمه ولا عنوانه ولا رقم تليفونه أوصله ازاي؟

حك فايز رأسه بأصابعه محاولا التفكير ثم قال / طب تعرف رقم عربيته؟

نظر يزن له بضيق ثم قال/ انت غبي يالا بقولك اعرف شكله بس مانا لو اعرف رقم عربيته كانت انحلت .

ضيق فايز عينه معلقا / ده بنت صح ؟

نظر له يزن نظرة غضب قائلا/ تصدق انا برضه بقول أن انا غلطان أني جتلك .

وهب واقفا قائلا وهو يلملم اشياءه/ ومن غير سلام.

ليبتسم فايز نصف ابتسامة معلقا بعد أن انطلق يزن قائلا/ طب والنعمة بنت وهفضل وراك لحد لما اعرف .

.........................................

وصل محمد للمنزل وأخبر أخته بميعاد الطبيب بدون اخبار أحد أنه من طرف چواد الا ماسه فقد اختنق صدره ولم يجد غيرها من يشكو حاله لها لتؤكد علي قراره أن لا يخبر أحد.

وفي المساء ذهب كلا من محمد وميار ووالدتها ووالدها للطبيب ليدلفوا في موعدهم المحدد لهم ويقابلهم الطبيب بكل ترحاب قائلا/ اهلا اهلا بيكم شرفتوا العيادة.

نطق محمد ووالد ميار / اهلا بيك يا دكتور.

ليكمل محمد بتلقائية قائلا/ احنا متشكرين جدا أن برغم مشغولياتك قبلت الكشف بتاعنا.

ابتسم الطبيب ليقول موضحا / اي حد من طرف استاذ چواد احنا نشيله فوق راسنا مش بس نقابله ولا نقبل كشفه اؤمروني مين المريضة؟

نظر كلهم لمحمد فور ذكر الطبيب لاسم چواد لينظر لهم محمد وكأنه بموضع اتهام لمدة من الزمن حتى تعجب الطبيب من حالهم واستشعر أن ما نطقه به شئ خاطئ لا يعلم ما هو!؟ ولكنه أراد أن ينهي عمله فكرر سؤاله مرة أخري ليحاول محمد الخروج من المأزق الحالي فأشار علي أخته قائلا بصوت متحشرج كلمتان فقط/اختي ميار.

بعد مدة قصيرة قام بها الطبيب بالاطلاع على التحاليل الذي يحملها أهل ميار والكشف عليها دون لهم عدة تحاليل أخري للوصول إلي سبب ما يراه بالتحليل الحالي كما طلب عدة تحاليل لكل أفراد الأسرة مما ازاد القلق في نفوسهم فقالت عزة بقلق عارم/ خير يا دكتور انت كدة قلقتنا بزيادة هو الموضوع لا قدر الله وحش للدرجة دي ولا حاجه؟

ابتسم الطبيب بعملية تامة قائلا / ابدا احنا كل ده بنحاول نوصل للي عندها ، انا لسه مقدرش اقولك هي عندها ايه بالظبط لأن التحليل العادي اللي حضراتكم عملتوه بيقول أن في خلل في عدد الكرات البيضاء والحمراء واحدة فيهم زيادة عن معدلها الطبيعي وده له أسباب كتير جدا وبرضه احيانا بيرجع لعامل وراثي فعلشان كدة طلبت منكم انتوا كمان تحاليل اهو نوصل للي عندها وانتوا تطمنوا على نفسكم مفيش حاجه هتضر .

نظر كلهم لبعضهم محاولين طمأنة حالهم ولكن هيهات بل زاد القلق لديهم فمن الممكن أن يكون أحدا اخر منهم لديه نفس المشكلة ولم يعلم بعد.

ليستقيم توفيق ومحمد وخلفهم ميار ووالدتها عزة شاكرين الطبيب على سعة صدرة ووعده بعمل التحاليل الحضور بأقرب فرصة فور صدور نتيجة التحاليل.

خرجوا جميعا من العيادة يغلفهم الصمت التام حتى وصلوا للشارع فاوقف توفيق محمد قائلا/ استنى هنا بقي يا محمد علشان انا عايز افهم ايه اللي بيحصل من ورايا.

حاولت الام تهدأة توفيق قائلة/ مش في الشارع يا توفيق لما نوصل البيت 

ليصر توفيق علي موقفه قائلا/ مش هتحرك قبل ما افهم كل حاجه مانا مش طرطور والبيه المحترم بيعمل اللي بيعمله ده من ورايا. 

استنشق محمد نفسا عميقا ملئ به رئتيه استعدادا لجدال طويل ثم التفت إلى والده ولكن قبل أن ينطق بكلمة واحدة رأي شئ جعل عينيه تجحظ ولسانة يتوقف عن التعبير وعقله كاد أن يشل من التفكير........

..................................

#البارت_الرابع_عشر

#معدن_فضة

#لولي_سامي

قبل اي حاجه احب اشكر كل اللي دعالي ودعى لابني والحمد لله بفضل ربنا ودعائكم ليا ابني أصبح افضل الحمد لله بجد الف شكر لكم

نبدأ البارت

.....................

خرجت كلا من غزل وغرام للذهاب للعيد ميلاد وهم علي الدرج اقترحت غزل على اختها الذهاب لمحل قريب وجلب حلوى قائلة/ ايه رايك يا غرام ناخد حلويات معانا بدل ما ندخل فاضيين؟

تساءلت غرام بتعجب / ندخل فاضيين ليه انتي مش جايبة هدية؟

انا افتكرتك جايبة برفيام ولا حاجه بسيطة شايلاها في الشنطة ؟

توترت غزل وزاغت ابصارها لتحاول جاهدة التحدث دون النظر لأختها فقالت/ لا ......مانا قولتلك متخاصمين وبصراحة مكنتش عاملة حسابي هروح بس لما حسبتها لاقتها عيب يعني بقالنا كتير أصحاب فمينفعش اخاصمها في عيد ميلادها وكمان الدراسة داخله كمان شهر فشكلي هيبقي وحش وسط اصحابنا.

ضيقت غرام عيونها متمتة بصوت سامع/ والله الموضوع ده في إن ،وهعرفها يا غزل، اتفضلي قدامي محل لولي بوب مش بعيد بعدنا بشارعين بس بسرعة علشان منتاخرش انتي عارفه ماما.

ابتسمت غزل لنجاح مخططها لتقول بأعين لامعه/ لا مانا عرفت محل تاني تحفة فظيع بجد وبيعمل حلويات سورية ايه بقي مقولكيش جميلة جدا.

تساءلت غرام بفضول/ فين المحل ده ليكون بعيد؟ وكمان انتي متأكدة أنه كويس ؟ دوقتي يعني منه قبل كدة احنا هنقدم حاجه للناس لازم تكون كويسة.

تحدثت غزل وهي تسحب يدي اختها مسرعة تجاه شارع المحل قائلة/ لا مدوقتش ده صاحبتي قالتلي عليه تعالي بس انا عارفه مكانه صاحبتي شاورتلي عليه مرة ده قريب من هنا.

توجهها كلا من غزل وغرام حتى وصلا لوجهتهم لتسرع غزل وهي تدلف للمحل فسحبت غرام اختها وقالت لها هامسه وهي تزجرها بعيونها / ايه رايحه فين بسرعة كدة ؟ اصبري لازم ندوق منه حاجه الاول قبل ما نطلب طلبنا ،قولتلك الحاجة رايحه للناس وانا اصلا مبثقش في كلامك.

سحبتها غزل لداخل المحل قائلة/ طيب يا ستي جربي اللي انتي عايزاه بس تعالي بقي.

دلفا داخل المحل لتنظر غرام على أنواع الحلوى ونظافة المحل والعمال فلا تنكر إعجابها مبدأيا بالمحل ولكنها وجدت اختها التي من المفترض أن تنظر للحلوى لتختار طلبها وجدتها تتلفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن أحدا ما لتربت غرام على كتفها فالتفتت غزل لها باندهاش منها قائلة/ في ايه يا غرام؟

غرام بتعجب من حال اختها/ في ايه انتي ؟ 

بتدوري على ايه ولا على مين ؟

غزل ببعض الضيق / مبدورش على حد ،مش قولتي هتجربي حاجه اتفضلي اختاري هتجربي ايه؟

لينتبهوا كلاهما على صوت ياتي من خلف غرام قائلا/ اهلا وسهلا يا فندم شرفتونا ،تحبوا تختاروا حاجه معينة؟

نطق بها يزيد وهو ينظر لغزل مبتسما ابتسامة ترحيبية لتشير غزل لأختها بيدها قائلة/اتفضلي اطلبي اللي انتي عايزاه.

شعرت غرام بالاحراج والتوتر فزغرت لأختها بيعيونها ثم استدارت تتحدث ليزيد الذي فور رؤيته لها شعر وكأن أحدهم قد لكمه على رأسه فافقده الوعي والإدراك من جمال وبراءة ملامحها لينتبه على صوتها قائلة/ ااااه......... لو سمحت كنت عايزه اجرب الكنافة النابلسي، فلو سمحت ممكن قطعتين.

لتتفاجا بغزل اختها قائلة بضيق بين/ متطلبيليش انا مش عايزة وبسرعة علشان نلحق نمشي.

نظرت غرام لأختها بحيرة وتعجب من حالها الذي تغير بالكامل ثم شعرت بالاحراج من الموقف لتلتفت مرة أخري الي الواقف خلفها لتعدل طلبها قائلة/ انا اسفة ممكن قطعة واحدة لو سمحت.

اومأ يزيد وابتسم قائلا/ هتعجبك اوي وعلي ضمانتي بعد اذنك ثانية واحدة .

والتفت ليخبر العامل بتجهيز طلبها كما أضاف من عنده البورمة المميزين بها وأثناء ذلك كانت غرام تنهر غزل بصوت هامس قائلة/ تصدقي انتي عيلة وانا غلطانة اني بسمع كلامك ، كدة تحرجيني قدام الراجل ده غير أن المحل حلويات شرقية مفيش جاتوه ولا تورت يعني هنجيب ايه دلوقتي ؟

لوحت غزل بيدها بتسوف قائلة/ عادي بقي يا غرام انا قولت نغير مش كله تورت وجاتوه .

إدارتها غرام بيدها لتصبح أمامها سائلة إياها بتعجب من حالها/ في ايه يا بت مالك حالك انقلب كدة فجأة ليه؟؟

أنقذها القدر وجاء يزيد يقدم بنفسه علب صغيرة جميلة الشكل مغلقة بإحكام قائلا/ اتفضلوا يارب تعجبكم .

التفتت غرام مرة أخري لتحاصره بنظراتها البريئة وصوتها العذب فوجدته يقدم علبتين برغم طلبها طلب واحد فقالت متسائلة/ انا طبعا متشكرة جدا بس احنا طلبنا طلب واحد وحضرتك جايب اتنين ؟

ابتسم يزن قائلا/ ده الطلب اللي طلبتيه والعلبة الثانية تحية من المحل نتمنى تقبليها ولو الانسه بتاكل حلويات اجبلها بس خوفت لتكون مبتحبش الحلويات اساسا .

شعرت غرام بالتوتر من طريقة حديثه الذي استشعرت فيه بشئ ما ،كما أن نظراته مثبته بها بشكل غريب او هي استشعرت ذلك ليخفق قلبها توترا واحراجا فأخذت العلب لتنهي الموقف وحاولت اشغال نفسها بفتح أحدهم ولاحظت وجود بورمة بها فلم تعلق حتي لا تطيل الحوار وبدأت بتذوق الكنافة التي كما يقولون هي الاختبار القوي لتقييم اي صانع حلوى.

فور أن وضعتها بفمها أغلقت عيونها من جمال مذاقها ليشعر هو وكأنها حكمت عليه بالسجن خلف اهدابها.

اما هي شعرت بقطعة الكنافة وهي تذوب ذوبا في فمها وكأنها قطعة زبدة، اخذت تستمتع بمذاقها اللذيذ وتتصدر همهمات دليل على جمال طعمها لدرجة أنها نسيت من يقف أمامها يتفرس في ملامحها ويستمتع باستمتاعها للمذاق فلم يشعر بحاله وهو يوجه أنظاره لعنقود فمها مطلقا لامانيه العنان لينتبها كلاهما على صوت غزل وهي تقول بتذمر / هاااا..... يا غرام عجبك طعمهم ولا ايه؟

غرااام أخذ يردد اسمها في عقله وهو ينظر لها فشعر وكان اسمها علامه على حاله فهو لم يؤمن في يوم بمقولة النظرة الاولى ولكنه لم يعي ماذا يحدث معه.

لتنتبه غرام لحالها ففتحت عيونها وإذ بها تجده أمامها وينظر لها نظرات غريبة بالنسبة لها.

 ارتبك حالها لتخفض عيونها فجأة قائلة بصوت خافت/ اااه...حلوة جدا يسلم ايديهم،شوفي هتختاري ايه علشان منتاخرش.

اومأت غزل برأسها وانطلقت تختار ما اختارته المرة السابقة لتمتم بداخلها قائلة/ يعني ولا اشوفه ولا ادوق الحلويات ده ؟!

ظلت غرام واقفة مكانها وكان أحدهم ثبتها بشئ ما لتجد يزيد يقول/ ريتك ماتبلى .

رمشت غرام باهدابها متعجبة من الجملة فنظرت بتساؤل قائلة/ نعم

رد يزيد بابتسامة هادئة/ بقولك تسلمي وتعيشي وربنا ما يحرمنا من طلتك علينا ، 

ثم تحمحم محاولا لحاق نفسه / احم قصدي نورتوا المحل يعني بالمصري....

اومأت غرام واعادت عيونها للاسفل حتى وجدت غزل تقول لها/ انا خلصت هتحاسبي ولا احاسب انا.

حمدت غرام ربها أن اختها تأتي بالوقت المناسب لتخرجها من حالتها التي لم تعي ماذا يحدث معها لتومأ مستأذنة من يزيد / عن اذنك.

وعند التفافها وجدته يقول/ خلاص يا آنسة غرام الحساب علينا المرة دي ،مش انسه برضه؟

لا يعرف لماذا سال هذا السؤال ولا كيف ليجدها ترد بخفوت قائلة/ أيوة آنسة ،بس مينفعش والله ده مش لينا اساسا المرة الجاية أن شاء الله عليكم وبجد الف شكر.

ثم هرولت الكاشير لتدفع الحساب تحت نظرات غزل المستعجلة من حالها لتقول لها مستفسرة / اييييه ؟؟هو الكلام علي ايه؟؟

حاولت غرام التهرب قائلة/ هو ايه اللي ايه ؟ مفيش حاجه طبعا.

حركت كتفيها لاعلى مردفة حديثها محاولة ابعاد تفكير اختها عما يجول به قائلة/ كنت بقوله الحلويات جميلة جدا تسلم ايديكم فقالي كلمة كدة مفهمتهاش وبعدين قالي تسلمي وتعيشي بس كدة.

تذكرت غزل كلمة يزن فقالت لها/ ااااه. هتلاقيه كلمك بالسوري اصلهم سورين.

_علشان كده حلوياتهم حلوة اوي .

قالتها غرام لتؤكد غزل بهدف اخر قائلة/ ااااه ........ حلوين اوي.

وانطلقا لوجهتم كلا يفكر في ليلاه.

............................................

التفت محمد ليواجه أبيه موضحا له كيفية حدوث الأمر بطريقة غير مقصودة ولا تحمل بداخلها كل هذه الشكوك التي ربما تدور باذهان والده كما أن نيته السليمة تجاه أخته ووضع صحتها اولا فوق كل اعتبار كما أنه يرى أن ما فعله چواد مجرد مساعدة صديق عائلة وجار رأى جيرانه في أزمة فأراد أن يساعدهم بقدر استطاعته ولكنه عند التفاته فقد كل مبرراته عند رؤيته لسيارة چواد المصطفة بجانب الرصيف وبداخلها چواد الذي من المؤكد ينتظر ذهابهم وسيصعد للطبيب بعدهم وهنا تلجم لسانه وبدأت الشكوك تثور برأسه هو الآخر خاصة عند رؤيته لمحاولة چواد اخفاء وجهه حتى بدأت تلمع بذهنه شك تجاه چواد واخته وأن كل هذا اتفاق بينهم وخاصة رؤية چواد أمام مدرستها وأنه أساس كل هذه المشاكل ،حتي انتبه على صوت والده الذي كرر سؤاله بضرورة معرفة كل شئ فالتفت محمد ناظرا بوجه لاخته الذي استطلع فيه البراءة لا يصدق ما أشار إليه عقله فقرر تأجيل هذه الشكوك لحين التأكد منها والاهتمام حاليا بحالة أخته إذا كانت بالفعل تعاني من شئ ما .

فرد بكل هدوء على والده الذي ربما وصلت الشكوك لذهنه مثله وحاول التبرير لوالده وكأنه يوهم عقله بكل هذه المبررات فقال/ محصلش حاجه يا بابا الموضوع كله جه  بالصدفة مش اكتر .

نطق والده مستفسرا وهو يوجه نظراته تجاه ميار قائلا/ بالصدفة ازاي احب افهم؟

قرأ محمد شكوك والده من نظراته لاخته التي بدورها تنظر للاسفل ولا تعلم ماذا تفعل وكل ما تتمناه وجود اختها ماجدة للاختباء باحضانها من نظراتهم .

حاولت عزة إلمام الأمر فقالت / طب نتكلم في البيت يا جماعة ميصحش وقوفنا في الشارع كدة!

حاول محمد تهداة والده فقال ردا على والدته وهو ينظر لها/ لا يا ماما نتكلم هنا عادي بابا من حقه يعرف كل حاجه علشان ميشكش في حد فينا.

ثم وجه نظره تجاه والده قائلا/ الموضوع أن انا كنت بسال في الشركة عن دكتور كويس فنصحوني بالدكتور ده وحاولت احجز عنده لاقيت مفيش ميعاد الا بعد اسبوعين ،فافتكرت أن چواد كان قالي مرة واحنا أصحاب أنه له صديق دكتور فاتصلت اسأله لو يعرف حد يوصلني بالدكتور ده فلاقيته هو الدكتور اللي يعرفه شخصيا وطلبت منه يتوسطلنا وفعلا حجزلنا عنده .

نطق باخر جملته وهو ينظر لنقطة ما وكأنه يوجه رساله له فالتقطها الاخر عندما التقت العيون ولكن كلا يحمل بنظراته رسالة مختلفة عن الآخر فمحمد يحمل نظرات لوم وخزي وچواد يحمل نظرات اعتذار وخجل مما وصل إليه حاله.

لينتهي محمد علي تساؤل والده قائلا بمعاتبه/ وملقتش غير چواد وتسأله وخلاص مفيش دكتور غير اللي يعرفه سى چواد بتاعكم!

نطق توفيق باخر كلمة وهو يوجه نظراته تجاه ميار التقطها محمد ونظر لأخته الذي شعر بانكماشها وكأنها تختبأ بداخل روحها ولو تستطع مداراة رأسها داخل جسدها كالسلحفاه لفعلت.

حاول محمد إنهاء الأمر سريعا فقال منهيا الحوار / اللي حصل بقي يا حج وحقك عليا انا فعلا غلطان بس كنت حاطط قدامي صحة اختي وحبيت اطمن عليها بسرعة ومفكرتش في الموضوع حقك عليا انا فعلا غلطان.

زم توفيق شفتاه ولم يرى داعي لتطويل الحوار فقرر منهيا وقفتهم قائلا/ يالا شوفلنا اقرب معمل علشان نعمل التحاليل ونخلص وفي الاستشارة هتجيب التحاليل انت وانا للدكتور ولو قال في حاجة في التحاليل بعد الشر تشوفلنا دكتور تاني نتابع معاه يالا بينا.

وتوجهها كلهم تجاه شارع الذي به المعمل وقبل دخولهم بالشارع استمع محمد لصرير اطارات سيارة تحتك بقوة في الطريق فاستدار محمد ينظر تجاه الصوت فرأى سيارة چواد يقودها بسرعة وقوة ويرحل من المكان بأكمله فارتاح قلبه قليلا ولكنه لم يرتاح عقله بعد .

وبداخل السيارة بعد أن علم چواد رؤية محمد له والتقت نظراتهم واستشعر من نظراته باتهامه له وربما شك في ميار ظل يطرق على إطار السيارة واضعا رأسه عليه بقلة حيله وأخذ يأنب نفسه ويجلد ذاته لما يفعله بنفسه وبميار فهو أصبح بكل أفعاله يضع نفسه ويضعها موضع اتهام دون أن يقصد وعند وصوله لهذه النقطة رفع رأسه جاحظا عينيه وأخذ يفكر بشئ آخر وهو كيف حالها لو تم اتهامها بشئ كهذا وهي بين أيديهم هو لم يستطع حمايتها بل هو من اقحمها بهذه الاتهامات ،اخذ يلكم إطار السيارة بقوة أكبر من السابق وكأنه يريد أن تنزل هذه اللكمات على وجنتيه حتي يفيق نفسه مما به ثم أدار محرك السيارة وقادها بعصبيه مطلقة بقوة وسرعة مما صدر عنها صوت صرير الاطارات نتيجة احتكاك إطارات السيارة باسفلت الشارع متوجهها مباشرة الي المكان الذى ترتاح فيه نفسه حيث نهر النيل.

بينما وصلت عائلة ميار الي المعمل وقاموا بعمل التحاليل اللازمة ثم توجهوا إلى منزلهم مباشرة وهم يخيم عليهم الصمت التام فكل واحد بهم يفكر بشكل اخر.

................................................

بعد مدة من الزمن عاد چواد الي منزله فوجد والدته بانتظاره كالعادة تجلس على الأريكة ولكنها اليوم تنتظره بدون تجهم بالوجه وبدون أن تسأله عن سبب تأخره بل وجدها تقول له/ حمدالله على السلامه يا حبيبي مستنياك من بدري .

تعجب چواد من طريقتها فلطالما دائما كانت قلقة عليه ولكن اليوم أسلوبها متغير وكأنها أرادت أن تغير حالته بطريقه اخرى فاستجاب لطريقتها ليرد عليها وهو مبتسما قائلا/ معلش يا خوخه كنت مضايق شوية فروحت قعدت على النيل شوية .

تحدثت اخلاص بوجه بشوش قائلة/ طب تروح تقعد على النيل وتنساني مش عارف اني بحب اقعد عليه من ايام ابوك الله يرحمه ولا مستخسر فيا خروجه معاك .

اقترب جواد مقبلا جبهتها قائلا / يا خبر ابيض انا اطول اقعد مع خوخه علي النيل، نيجي احنا فين جنب الحاج عاصم الله يرحمه .

أمسكت بيده اخلاص قائلة/ كلك ابوك يا چواد الله يرحمه رجوله واخلاق ربنا يديمك في حياتي يا ابني وافرح بيك عن قريب يارب ، يالا ادخل اتشطف وغير عقبال ما احطلك الاكل علشان عايزاك في موضوع مهم.

توجه چواد الي المرحاض وعقله يفكر في ماذا تريده اخلاص والدته حتى انتهوا كلاهما من الطعام واعدت اخلاص القهوة لكليهما ثم بدأت قائلة/ انا بصراحة مش عجبني قعدتك ده وعايزة افرح بيك وباولادك قبل ما اقابل رب كريم .

امسك چواد كفها ولثمه قائلا بصوت حاني/ ربنا يخليكي يا ست الكل ويطول في عمرك يا رب.

ربتت اخلاص على قدمه قائلة/ ويخليك ليا يا غالي ،المهم انا شفتلك عروسة إنما ايه حلوة اوي وبيقولوا أهلها كويسين والبنت متربية اوي ومعاها بكالوريوس اداب بس مبتشتغلش، وانا بصراحة عايزاك تشوفها يمكن تعجبك ايه رايك ؟

نظر چواد لوالدته دون التعقيب على كل ما قالته ،

شعر بتضارب شديد بداخله ولا يعلم ماذا يقول حتى انتبه على سؤال والدته / قولت ايه يا حبيبي؟ نروح نزور الناس وتشوفها !؟

سأل والدته اول سؤال جاء بخاطره قائلا/ وهيقبلوا لبنتهم بواحد سوري ؟

قضبت اخلاص حاجبيها متعجبه من السؤال حتى فهمت ما يقصده فقالت محاولا التخفيف عنه وهي تربت على كتفيه بحنو/ الناس مش زي بعضها يا حبيبي.

اومأ چواد برأسه واستقام واقفا ثم قال/ سيبيني افكر يا ماما وبكرة أن شاء الله هرد عليكي.

وذهب لغرفته مغلقا بابها عليه يريد أن يختلي بحاله بينما ظلت اخلاص مكانه داعيه له بصلاح الحال وهدوء البال.

..............................................

عاد يزن الي منزله ودخل ولكنه وجد المنزل هادئا لا ينم عن وجود أحد به فعرف أن أخيه لم يأتي بعد فجلس قليلا يفكر مع نفسه في طريقة للوصول إلى ما يشغل باله قائلا لنفسه/ انا تعلم عليا بت مفعوصة زيك ، انا بس اعرف اوصلك وهلففك حوالين نفسك ،اصبري عليا يا ......

 ااااه كمان مش عارف اسمها ! هوصلها ازاي ده ؟؟

ثم أمسك بجهاز التحكم بالتليفاز وأضاء التليفاز وظل يقلب بقنواته وعقله شاردا حتى وجد مشهد وكأنه أضاء له مصباح بعقله فلمعت عيونه وانفرجت شفتاه بالنصر

 قائلا/ يااااااس كانت تايهه عن بالي ازاي !؟ 

ثم صفق بيده وقال مفتخرا بذاته / دانا يزن الجن ،والنبي لعفرتك واردلك اعرفك يعني ايه تجاهل ،انا انا يزن تتجاهلي كلامي انا!!!

ثم وجد أخيه يفتح الباب بمفتاحه الخاص فقال له/ حمدالله على السلامه يا باشا تعالي انا جايب اكل ومستنيك .

دخل يزيد لم يستمع لكلمة واحدة مما قالها يزن متوجهها إلي غرفته شارد الذهن فيما سلبت عقله بعيونها وعفويتها.

تعجب يزن من حالة أخيه فقال معلقا/ مبيردش ليه ده ؟ معقول يكون زعلان علشان مشيت من المحل بدري ؟؟ بس ده مهزقنيش حتى!!

 يالا ملوش في البيتزا نصيب أما اكل انا .

فتح علبة البيتزا وأخذ يلتهم ما بها بشهية مفتوحه ويتخيل ما سيفعله بالبنت وعند كل فكرة يضحك بصوت عالي لدرجة من يرى حاله يعتقد أنه قد جن .

حتى توقف علي انتباهه أن البيتزا قد انتهت فقال لذاته/ والنبي طلع التفكير فيكي بيفتح النفس يالا كنت ناوي اسيب قطعة ليزيد بس شكله ملوش نصيب.

ترك كل شيء كما هو وذهب لغرفته ملقيا نفسه على الفراش ولم يشعر بحاله بعد لحظات فقد ذهب في سبات عميق من كثرة الطعام.

..................................................

بمنزل ميار دخل الاب والام لغرفتهم فقالت عزة مستفسرة عن حالة زوجها/ مالك يا توفيق الصبح بحال وعند العيادة اتغير حالك ودلوقتي بحال تاني مالك بس؟

جلس توفيق علي اقرب مقعد مطلقا تنهيدة حاره من صدره قائلا/ مش عارف يا عزة حاجات كتير اوي متلخبطة جوايا ،

ايه اللي يخلي جواد يحجز لبنتك الموجودة عند الدكتور؟

عزة بتلقائية/ ما محمد قالك أنه هو اللي سأله.

توفيق بشك / بس كلام محمد في حاجة ناقصة أو مش مطمن له ،انا خايف ليكون حسن ضرب بنتك لما عرف انها علي علاقة بچواد وأخوها محمد عارف وبيداري عليها .

ساعتها مش هقدر افتح عيني في حسن وتقريبا علشان كده مجاش وبعت أمه.

تعجبت عزة من تفكير توفيق وقالت معارضه له / ايه اللي بتقوله ده يا توفيق بنتنا مش كدة ابدا ومحمد كمان مش كدة ، بطل الأفكار السودة ده وادعي أن بنتنا تكون بخير ،

وكمان حسن ايه اللي بتفكر فيه ؟ ده حتى مهانش عليه يتصل ويطمن علي بنتك !

ضيق توفيق عيونه قائلا/ ماهو ده اللي مخليني اشك في الموضوع مش يمكن بنتنا اللي غلطانة وأخوها بيداري عليها!؟

قضبت عزة حاجبيها قائلة/ قصدك ايه يا توفيق بالكلام ده ؟ هتعمل ايه؟

لوح توفيق بذراعه واستقام ليغير ملابسه قائلا بقلة حيره/ انا عارف بقى ؟

اهو كل اللي كنت بفكر فيه الصبح اتلخبط تاني دلوقتي ، 

بكرة الصبح لازم افهم ايه اللي حصل بالظبط يوم ما حسن ضربها علشان اعرف هتصرف ازاي بعد كدة ،ولما ربنا يطمنا عليها يحلها الف حلال.

................................................

بغرفة ميار جلست بفراشها منكمشة على حالها جالبه قدماها الي صدرها واضعه رأسها بينهم حتى رأتها ماجدة بهذه الصورة اخذت تسألها على ماذا حدث لهم بالخارج لتسرد ميار لأختها كل ما تم ونظرات ابيها واخيها إليها وكيف يشكون بها وهي لم يكن لديها علم بحجز چواد للطبيب وظلت تحلف لأختها بعدم معرفتها لشئ واجهشت بالبكاء لتأخذها ماجدة باحضانها وتربت على صدرها قائلة/ انا مش عارفه كل شوية الموضوع يتعقد كدة ليه ؟؟ معلش حبيبتي كله هيعدي أن شاء الله.

فقالت ميار بين دموعها بصوت متقطع من كثرة البكاء / انا ....خا...يفة.....اوي.....يا ....ماجي.

أمسكت ماجدة بوجهها ناظرة داخل عيونها محاولة بث الطمأنينة بها قائلة بأسلوبها المرح/ وحياة ماجي ده ما هخلي حد يعملك حاجه، متخافيش حبيبتي ،

بصي انتي لسه اجازتك مخلصتش و انا غايبة بكرة من الجامعة ياااااالا انا اصلا بتلكك وقاعدة معاكي ابقي خلي حد بقى يقولك كلمة واحدة ،

بس نامي انتي واهدي وكله هيعدي أن شاء الله.

ثم اخذتها باحضانها وظلت تربت عليها وتهدهدها حتي ذهبت بسبات عميق بينما ظلت ماجدة تفكر في حال اختها ومحاولة إيجاد حلا لها حتى هداها عقلها لفكرة ما واقدمت على تنفيذها في الحال ف.........................

#البارت_الخامس_عشر

#معدن_فضة

#لولي_سامي

الطيبون لا تتغير صفاتهم مهما تبدلت احوالهم.

دخل جواد غرفته بعد حواره مع والدته والاتفاق معها بالذهاب لرؤية الفتاة فقط والتعرف عليها ليس أكثر من ذلك ،ثم سيقرر بعد هذه المقابلة على ما سيتم .

جلس على الفراش شارد الذهن في حديث والدته له.

ظل يفكر كيف وافق علي التفكير في الامر؟ كيف له أن يظلم فتاه أخري معه ويعيش معها بدون مشاعر ،كيف سيتعايش معها بدون قلب ليفكر لما لم يجرب؟ ويسمع كلام والدته ونضال ويرى فتاه أخري ربما اعجب بها أو حتى ارتاح قلبه ولو قليلا لها وهنا تذكر حديثه مع نضال .....

Flashback...

_ علشان حما*ر 

نطق بها نضال ليعلق چواد قائلا :

_ ليه يا ابو العريف افتينا يا استاذ ،

ازاي هتعامل واعيش مع بنت الناس من غير مشاعر ولا احاسيس ؟

استهزأ نضال من حديثه قائلا :

_ والله شكلك فاهم الدنيا غلط ،مشاعر ايه وأحاسيس ايه اللي بتتكلم عليها ،روح كدة أخطب اي بنت هتلاقيها تاني يوم منزله صورتكم في الخطوبة وكاتبة عليها حبيب قلبي،

حبتك امتى ولا فين ؟

مش مهم، يا بابا

فوق مش كل الناس عايشه بالحب !

نظر للاعلى ملوحا بيده وكأنه يصف اللا معقول  :

_ الحب ده يا ابني شئ كدة وهمي اخترعناه بنفسنا علشان الدنيا تمشي وتكمل.

علق چواد متعجبا من حديث نضال قائلا :

_  افكارك غريبة يا نضال وبرغم كدة بسمعلك معرفش ليه!؟

نضال يتفاخر من ذاته :

_علشان بنقلك للواقع يا ابني ،اصل يا چواد الحب ده مش اكل وشرب يعني نقدر نستغني عنه ونتعايش من غيره ،فمتجيش تقولي مش قادر اعيش.

جواد بموافقة : 

_ معاك أنه مش شئ أساسي ممكن نستغنى عنه بس برضو بيسهل حاجات كتير وبنستحمل اللي منستحملوش علشان اللي بنحبهم والحياه الزوجية تحمل صعاب لو محبتش اللي معايا هستحمل عيوبها ليه؟

وهي لو مش بتحبني هتستحمل ظروفي وعيوبي ليه؟؟

_ يوووووه لحاجات كتييير جدا.

نطق بها نضال معلقا على سؤال چواد واردف مكملا :

_  في بيستحمل مراته علشان بنت اصول استحملته رغم عيوبه وظروفه وفي بتستحمل جوزها علشان صاينها وصاين العشرة وبيعاملها بالمعروف ومعتقدتش انت ممكن تبهدل معاك بنات الناس مهما كنت لسه مبتحبهاش ،في حاجه اسمها عشرة احيانا بتكون اقوى من الحب ، انا مبنكرش أن في حب بدليل حب الام لأولادها وحبي ليك يا جدع وحبي للي ما يتسموا يزن ويزيد ،

رفع شفتيه دليل على الإنكار وأكمل قائلا :

_ لكن مفهوم الحب بين الراجل والست ده مش هاضمه ،أو تقدر تقول مش أساسي عندي ، حاول تختار بعقلك يا چواد علشان ترتاح وتريح اللي حواليك ،

بالوقت كل ده هيتنسي ،اسمع مني يا صاحبي.


                               ❈-❈-❈


Comeback....

عاد چواد من شرودة على صدوح هاتفه بجزلانه فأخرجه ليتعجب من رؤية المتصل وفي هذا التوقيت المتأخر ،

ولكنه لم يتردد لحظة واحدة في الاستجابة علي طالبه ففتح الخط سريعا ليجد قبل أن يرد صوت ماجدة تصرخ به قائلة :

_ بص يا چواد لآخر مرة بقولك اهو ابعد عن اختي احسنلك وكفاية اوي اللي هي فيه بسببك.

 بجد هي تعبت وكلنا تعبنا ده لا يمكن يكون حب ،

لو بتحبها يا اخي خليها ترتاح في عيشتها مش جايبلها الكلام من القريب قبل الغريب.

شعر چواد بالخجل من نفسه لينطق معتذرا :

_ بجد انا مش عارف اعتذر ازاي ،انا اسف فعلا.

لتكمل ماجدة باقي حديثها بنفس أسلوبها المندفع والتجهم قائلة :

_ لا مش كل يوم والتاني تعمل حاجه وترجع تعتذر والبنت هنا هي اللي تشيل الطين انت متعرفش حالتها بقت ايه ،

ارحموها بقي .

انتظرت ماجدة ردا من چواد ولكنه آثر الصمت فحتى الاعتذار لم يعد له فائدة ،شعرت ماجدة بأنها تخطت حدودها فزمت شفتاها قائلة بصوت أقل حدة عن السابق  :

_ چواد انا عارفه اني زودتها بس برضو انت ميرضاكش الحالة اللي ميار فيها ،ده بابا ومحمد بدأوا يشوكوا فيها انها على اتفاق معاك تخيل !!

نطق چواد اخيرا ليؤكد لها براءة ميار فقال :

_  والله ابدا ملهاش ذنب في حاجة المواضيع كلها جت صدفة حتى لما محمد شافني عند العيادة كنت عامل حسابي اروح بعد الميعاد بنص ساعة علشان محدش يشوفني بس الحظ بقي خلاه شافني ومن ساعتها وانا فعلا قلقان عليها .

                             ❈-❈-❈


تعجبت ماجدة من الحوار لتتساءل :

_ عيادة ايه ومحمد شافك ازاي ؟؟ محدش يعرف الموضوع ده.

بدأ جواد يسرد لها سبب ذهابه للعيادة وهو الاطمئنان على ميار من الطبيب دون إزعاج أحد أو حتى الاتصال بها ولكن رؤية محمد له غيرت مجرى الأمور لتتساءل ماجدة  :

_ طب وبابا شافك ؟؟؟

رد جواد :

_  مظنش لانه كان مديني ظهره هو وميار ووالدتك ،محمد بس اللي شافني 

لتعقب ماجدة وكأنها تحلل الأمر وتفكر به بصوت عالي قائلة: 

_ علشان كده محمد كان بيبص لميار كل شوية وفكر أن ممكن يكون في حاجة بينكم .

أطلق چواد زفرة عالية ثم قال :

_ متقلقيش يا ماجدة انا هريحكم خالص وهبعد عن ميار كل الشكوك بس طالب طلب صغير وارجوكي مترفضيش!

لم تفهم ماجدة ماذا يعني باراحتهم ولكنها قالت :

_  اتفضل قول لو في إمكانية ومفيهوش غلط عليا أو علي اختي معنديش مشكلة.

بلع چواد ريقه وقال :

_ هبقي اتصل بيكي من وقت للتاني تطمنيني على ميار وخاصة بكرة وصدقيني هتسمعي اخبار هتريحكم كلكم.

انتهت المكالمة ليقرر چواد أمر ما حتى يبعد كل الشكوك عن ميار فإذا لم يسعدها فلن يكون سبب بشقائها .

                                   ❈-❈-❈

بعد أن أنهت ماجدة من اتصالها بچواد وضعت هاتفها بجزلانها ودلفت من الشرفة لداخل الغرفة واطمئنت أن اختها مازالت في سباتها فجلست بجوارها واراحت ظهرها للخلف وأخذت تفكر في كلام چواد وكيف سيريحهم جميعا حتى غفت وهي علي وضعها.

                                   ❈-❈-❈


بالصباح استيقظ محمد مبكرا وأجرى مكالمة هاتفية بماسة التي إجابته فور رؤيتها لاتصاله ليقول لها بعد التحية :

_ لو سمحت يا ماسة عايز اقابلك ضروري النهارده بعد الشغل هعدي عليكي .

استشعرت ماسة صلابة حديثه ليختلج قلبها قائلة باستفسار :

_ في حاجة حصلت يا محمد ميار كويسة؟؟

أراد أن يطمئنها فقال لها :

_  اه الحمد لله افضل كتير بس انا عايز اقابلك قبل ما إجازتها تخلص وترجع الشغل علشان عايز اتأكد منك في موضوع مهم.

اومأت ماسه برأسها لتؤكد على طلبة قائلة :

_  تمام هستناك قدام المدرسة أن شاء الله بعد الشغل .

اغلق محمد الهاتف بعد أن شكرها ولكنه نهر نفسه على أسلوبه الفج معها قائلا لذاته : 

_استغفر الله العظيم يا رب هي ذنبها ايه بس؟؟

ولكنه أراد أن يتأكد منها ما إذا كانت تعلم بشئ بين چواد واخته ام لا ؟ وهل حديثها عن معاملة حسن مع اختها صحيح ام به بعض المبالغة؟؟

اجل سيقابلها ويسألها بكل وضوح وسيشتشف صدق كلامها من تعابير وجهها فهو يعلمها جيدا لا تستطيع الكذب .


                                 ❈-❈-❈


بعد ساعة استيقظ كلا من بالمنزل لتفاجأ الام بعدم ذهاب ماجدة لكليتها واستقرارها بأحضان اختها ،تركتهم وذهبت لإكمال الافطار بينما توفيق يجلس بغرفته علي مقعده المفضل داعكا بكفيه جبينه تتقاذفيه الافكار وتفعل بها الافاعيل وتتلاعب به الشياطين يفكر ما إذا كانت ابنته أخطأت بشئ ما وربما تفتعل كل هذه المشاكل من أجل الخلاص من هذا الزواج حتى تتزوج من چواد ،ولكنه يعلم ابنته فشخصيتها بعيدة كل البعد عن هذا الدهاء، ولكن لحظة ربما يكون لچواد يدا في هذا وهو من يخطط لها كل ذلك ،هو يعلم ابنته جيدا بريئة وتثق بالناس سريعا ،لذلك يجب أن يتأكد بنفسه ولم يعتمد على كلام ابنه فقرر أن يحاول استجوابها اليوم عن كل ما تم وبالتفصيل الممل فهي لا تكذب ابدا.

تجمعوا جميعهم على مائدة الإفطار يخيم عليهم جميعا الصمت تعصف بهم الأفكار منهم من يتحفز لاي رد من الاخر ومنهم من يختلج صدره وتتسارع ضربات قلبه من شدة الخوف.

ينظر توفيق تجاه ماجدة رغم تعجبه من عدم ذهابها للجامعة اليوم ولكنه توقع السبب فالمؤكد أنها تجلس من أجل الدفاع عن اختها ،حسنا فليدعها فهو يحتاج من يقلل من حدته أثناء النقاش وماجدة الوحيدة من تستطيع فعل ذلك.

انتهوا من الطعام بدون أن يتذوقه أحد لتستقيم عزة فيقول لها توفيق  :

_ اقعدي يا عزة انا عايزكم كلكم دلوقتي.

ثم نظر تجاه ميار التي ظلت تنظر للاسفل واشتدت حمرة وجهها من شدة القلق قائلا لها :

_  انا عايز اسمع منك يا ميار كل حاجه حصلت من ساعة اليوم اللي اتاخرتي فيه بره ،انا ساعتها سمعت من اخوكي بس غلطتي اني مسمعتش منك.

لتنطق ماجدة محاولة اللحاق باختها قائلة :

_ ماهي قالت إنه ضربها علشان....

قطع توفيق حديث ماجدة زاجرا لها قائلا بنبرة لا تقبل الإعادة/ انا قولت اسمع من ميار وبعد كده هيبقي اسيبك تدافعي عنها براحتك .

ثم وجه نظره لميار التي توجهت لها باقي الأنظار .

حاولت ميار رفع بصرها ولكنها لم تستطع أمسكت بيدي اختها من أسفل المنضدة لتضغط ماجدة على كف اختها لتشجيعها على التحدث وبث الطمأنينة بقلبها أنها بجوارها لتبدأ ميار بالتحدث وهي ناظرة للاسفل بنبره مرتعشه وبدأت تسرد كل ما تم منذ مقابلة أخيها لها أمام المدرسة وبصحبته چواد ثم قرارها هي وماسه أن يكملوا طريقهم سيرا على الاقدام لتصل بيتها في وقت متأخر عن ميعادها وكيف عاملتها حماتها فور وصولها وما تم من حسن بناء على حديث والدته ،كادت أن تكمل ميار باقي سردها ولكن توفيق قد توصل لما يريده ،او لما توقعه عقله ليطرق على المنضدة بشدة فارتجفت القلوب كاهتزاز الاواني التي بالمنضدة،وجفت الحلقان ليجهر توفيق قائلا/ يعني كنتي بتقابلي چواد وراجعة تشتكي من جوزك يا بجحة!؟ انا كنت حاسس ان في حاجة مش مظبوطة ،واخوكي ال*** بيداري عليكي.

حاولت عزة تهدأة توفيق فربتت على كتفه وهي تقول :

_  يا توفيق بنتنا متعملش كدة ،بنتنا متربية.

_كنت فاكرها متربية.

هدر بها توفيق وهو ينظر تجاه ميار الذي وجدها تزرف دموعا وهي تحرك راسها غير مصدقة لما تسمعه.

ليكرر سؤاله ربما لاحتياجة لسماع الإجابة واضحة بدون توقعات فسألها بوضوح  :

_ قابلتي چواد يومها ولا لا ؟

أجابت ميار على سؤاله بتكرارها لكلمة واحدة والدموع تنهمر من حدقتيها  :

_ صدفة ،والله العظيم صدفة.

اهتز قلب توفيق بنبرة صوتها ولكنه لم يهدأ بعد ليكرر علي سمعها تفاصيل المشهد التي ربما لم تراه هي كما يراه هو :

_  بس قابلتيه وفي الشارع يعني ممكن يكون حد شافك من أهل حسن او حد وصلهم حاجه علشان كده عملوا معاكي كدة وساعتها مقدرش افتح بوقي معاهم.

وهنا فاض بماجدة الكيل لتنتفض قائلة :

_ ازاي يا بابا متقدرش تتكلم معاه ؟ اولا قالتلك صدفة ، ثانيا كانت مع ماسة ومحمد اخوها موجود ،يعني محدش يقدر يقول على اختي كلمة واحدة.

ليهدا توفيق قليلا لتذكره امر وجود ماسة ومحمد بهذه المقابلة وكأن هذه النقطة غابت عن باله أثناء تفكيره،

ليجلس على مقعده وبرغم تسارع أنفاسه إلا أنه قال بكل هدوء :

_  بس اللي في الشارع شايف واحدة متجوزة مع واحد غريب واي حد عايز يألف حاجه هيألفها وببساطة ممكن يقولوا أنها كانت لوحدها الناس مبترحمش.

لتنطق ماجدة مرة أخري وكأنها تتحدث مع أفكار والدها وتناقشها قائلة بنبرة هادئة :

_  بس ده بنتنا وعارفين تربيتها كويس ومنسمحش لحد يجيب سيرتها بكلمة واحدة، ده غير أن محمد كان موجود يقدر يخزأ عين اي حد يتكلم.

زاغت عينه يمينا ويسارا تعبيرا عن تفكيره في أمر ما بعد برهه قال وكأنه يسرد ما توصل إليه عقله :

_ ممكن يكون وصل كلام لجوزها أو لحماتها وكتر خيرهم مرضيوش يتكلموا وده اللي يبرر عدم سؤالهم لحد دلوقتي .

سخرت ماجدة بداخلها وامتعض فمها هامسة بداخلها :

_  كتر خيرهم ،والنبي انت طيب يا بابا، ينقطع خيرهم البعدة.

بينما ميار اخذت تأنب نفسها متبعة اسلوب جلد الذات هامسه لذاتها :

_ ده جزاتي علشان كنت لابسه السلسلة بتاعته ،انا مش قصدي يا رب والله ما قصدي.

ليقطع تفكيرهم توفيق قائلا بقراره النهائي : 

_انا هتصل على حسن واقوله نطمن على ميار ويجي نتكلم علشان تروح معاه بس بعد ما نتفق.

اتسعت حدقتي ماجدة قائلة  :

_ يعني ايه يا بابا انتي اللي تتصل بيه وكمان تقوله أنها هتروح معاه.

نظر لها توفيق قائلا بجدية :

_ يعني لازم اجس نبضه إذا كان سمع حاجه عن بنتي ولا لا ؟

علشان اعرف اشوف هتصرف ازاي ،ولو طلع مسمعش يبقي نحمد ربنا أنها عدت علي خير ونلم الليلة بعد ما نحط النقط على الحروف ،

بس برضه لازم نحط في بالنا أننا غلطانين فمنوسعش المشكلة اوي.

_بس يا بابا.......

نطقت بها ماجدة معارضة لوالدها ولكنه لم يمهلها لينتفض واقفا قائلا :

_ خلص الكلام.

وتوجه مباشرة الي غرفته وكأنه يهرب من شبح نظراتهم لتتبعه زوجته عزه بعد أن نظرت لبناتها وهي تزم شفتيها بقلة حيله وحركت رأسها يمينا ويسارا بكل أسف .


                                ❈-❈-❈


استيقظ چواد واستعد للذهاب لعمله فأخذت اخلاص تدعو ربها أن يريح قلب وبال ابنها .

وصل چواد للمحل مشغول البال شارد الذهن لا يتحدث كعادته ولا يتحاور برغم تحاورهم معه بعد أن فجر قنبلته في حديث الصباح ثم انقطع كلامه بعد ذلك وظل يعمل فقط ،

قلق عليه أصدقاءه كثيرا ليتواصلوا مع نضال فهم يعرفون أنه هو الوحيد من يستطيع أن يخرجه من هذه الحالة .

بعد مرور وقت ليس بكثير وصل نضال الذي دلف مباشرة الي چواد ليجده جالسا بكل هدوء يدعي الانشغال بكثير من السجلات امامه ليمد يده نضال ويغلق كل السجلات التي أمام چواد ليقول له چواد :

_ حمدالله على السلامه.

جلس نضال علي المقعد المواجهه للمكتب وهو يسأله باستنكار :

_ الله يسلمك ،ايه كنت مشغول ولا حاجه!؟

ابتسم چواد نصف ابتسامة ثم قال :

_ ولا كنت شايف حاجه من الأرقام اللي قدامي.

ابتسم نضال بدوره قائلا :

_ كنت متاكد علشان كده قولت اقفلهم ملهمش لازمه.

اومأ چواد برأسه وارجع ظهره بالمقعد للخلف ثم أردف نضال سائلا إياه :

_ مالك بقي ؟ يزيد ويزن قلقوني عليك.

حرك چواد كتفيه لاعلي قائلا :

_ معرفش هما كبروا الموضوع اوي ،كل اللي قولته اني رايح اشوف عروسة النهارده.

رفع نضال حاجبيه متعجبا فقال :

_ بسرعة كدة لحقت تقتنع بكلامي امبارح ولاقيت كمان عروسة.

ابتسم چواد قائلا :

_ لا وحياتك ده زي ما يكون كنت متفق عليا انت وام جواد روحت لاقيتها مستنياني علشان تقولي على عروسة.

استحسن نضال الفكرة فقال :

_ كويس جدا وبعدين؟

_وبعدين يا سيدي رايح يشوفها بذمتك ده منظر عريس رايح يشوف عروسة!؟

علق بها يزن وهو يدلف من باب المكتب ليسأله نضال قائلا :

_ اه يعني انت معترض على شكله بس!؟

جلس يزن بالمقعد المقابل لنضال وهو يقول  :

_  ولبسه يا عم ده بيقولك مش هيغير هيروح كدة ،ده شكله عايز يطفشها من اولها.

_ ويروح يشوف بنات الناس ليه وهو لسه قلبه وباله مشغولين؟ مستعجل على ايه ؟؟ ما يصبر شوية.

نطق بها يزيد وهو دالفا للمكتب ساحبا مقعدا بيده ليجلس بجوارهم فيعلق چواد قائلا وهو ينظر تجاه نضال :

_  اهم بالحال ده من الصبح ومش عارف اسكتهم حتى.

نظر نضال ليزيد قائلا :

_ ايه المشكلة بس يا يزيد لما يشوف بنت مش يمكن تعجبه؟

عقد يزيد حاجبيه قائلا :

_ طب مش لما يهيأ نفسه لكدة ولا هو بيضحك على نفسه وبيريح والدته والسلام ،ليه يدخل بيوت الناس وهو عارف يا اما هيرفضهم يا اما هيرفضوه بالحالة اللي دخلهم بيها.

نطق يزن معلقا على أخيه قائلا بمرح :

_  اهو اللي ملوش في الستات قالها عايزين ايه تاني؟

نكزه يزيد بمرفقه قائلا بنبره خشنه محذرة :

_ ايه ملوش ده هتجبلي شبهه يخرب عقلك، ما تحسن ملافظك يالا.

اتسعت أعين يزن معتذرا قائلا وهو يضحك :

_ لا مش قصدي طبعا يا باشا دانت ليك وبالجامد اوي كمان ،اقصد يعني ملكش في تلاكيك الحريم .

ضحك كلا من چواد ونضال ليعلق نضال قائلا :

_عملتها ازاي ده يا چواد خلتهم يتفقوا على رأي واحد ؟

ثم اعتدل ليتحدث بجديه قائلا :

_ بس بصراحة عندهم حق لو انت لسه مش مقتنع بالخطوة على الأقل تلبس وتفرد وشك شوية انت مش رايح عزاء.

ثم استقام نضال واقفا مشيرا لكلا منهم قائلا :

_ يالا بينا فورا هتروح وتروق نفسك وهنخليك الباشا چواد على حق ،عندنا كام چواد احنا.

بعد اعتراض من چواد لم يسمحوا له أصدقاءه بتنفيذ ما يريده وخرجا جميعهم متوجهين لمنزل چواد لتهيأته كما ينبغي.

                                ❈-❈-❈

دلفت عزة خلف زوجها الي غرفتهم وأغلقت خلفها الباب تحاول معاتبته عن سوء ظنه بابنته فقالت له :

_  ايه اللي عملته ده يا توفيق ؟ هي البنت ناقصة ؟ حرام عليك ده مفطورة من العياط برة، ومريضة وعايزين نطمن عليها مش نشك فيها ونحرق دمها بزيادة.

زفر توفيق أنفاسه قائلا :

_ غصب عني يا عزة لما حسيت أن في حاجة غلط خوفت علي بنتي ليكون چواد ده ضاحك عليها ومشيها وراه ،وانا مش هستحمل على بنتي نص كلمة ،فكان لازم افهم الموقف كويس علشان اعرف اتصرف.

عزة بمعارضة :

_ واديك فهمت الموقف تقوم تتصل انت باللي ما يتسمى وترخص بنتك!؟

حاول توفيق تبرير موقفه قائلا :

_  انا مش برخصها يا عزة انا عايز اعرف وصله حاجه ولا لا؟؟ ماهو ساكت وانا مش فاهم سبب سكاته ده ايه؟؟

واصلت عزة اعتراضها قائلة :

_  سبب سكاته قلة اصل اول ما عرف هو وأمه أنها مريضة ،وبرضه انا عند رايي متقلوش تعالي خد بنتنا!

توفيق بتفكير مضيفا عينيه وقال :

_  مانا عايز انكشه ومش عارف اجيبها ازاي؟

ثم صمت قليلا واردف مكملا :

_ سيبيها على الله.  

بينما محمد بعد أن انهي عمله توجه مباشرة الي مدرسة ماسه ليقابلها ويتعرف منها على كافة التفاصيل التي أخذت ماسه تسردها إليه وتؤكد على براءة ميار من اي اتهام بل وتؤكد على سوء معاملة حسن وعائلته لميار وعدم رغبتها في اخبارهم حتي لا يسوء الوضع .

كان محمد يستمع إليها بكل تركيزه واهتمامه وبرغم تأكده من اخلاق أخته ولكنه أراد أن يطمئن قلبه أن كل ما تم كان بمحض الصدفة وأن يكون لديه كل العلم بصغائر الأمور حتى يستطع ان يقطع السنة من يتفوه ببنت كلمة تخص أخته في يوم من الايام.

انتهت المقابلة التي لطالما تمناها كلا من محمد وماسه ولكنها تمت مغايرة تماما عن امنياتهم بل وبعيده كل البعد عن مخططاتهم الرومانسية.

فقد بدأت المقابلة وانتهت علي التحدث عن أخته وأحوالها كما أن محمد كان في مزاج سئ للغاية وماسة كانت في وضع الاستجواب فشعرت بالتوتر من كثرة اسئلته ،ولكن من ايجابيات هذه المقابلة إذا ذكرنا لها إيجابيات أنها حملت لكلا منهم طابع ارتياح ومصداقية وثقة لابعد الحدود فنتائجها تخطت التوقعات.

بعد مقابلة محمد وماسة قرر محمد السير قليلا بمفرده حتى يرتب أفكاره ويهدا من نفسه قليلا فاوقف سيارة لماسة واركبها وبقى بمفرده يفكر في كل ما استمع إليه منها.


                                 ❈-❈-❈


في المساء توجه كلا من چواد ووالدته الي منزل العروس وبعد إلحاح من أصدقاءه ارغموه أن يغير ملابسه وحاولوا معه أن يرتدي بدله ولكن مع رفضه الشديد فتوصلوا الي ان يرتدي قميص من الجينز الخفيف ذو اللون اللبني الخفيف وبنطال جينز اسود ليدلفوا كلاهما الي منزل العروس ويجلس كلا من چواد ووالدته مع والد ووالدة العروس.

بعد الترحيب بدات اخلاص بالحديث العام بتعريف چواد عليهم والمدح به وباخلاقه وسبب بقائهم بمصر.

ظلت اخلاص تتبادل أطراف الحديث مع والد ووالدة العروس وبرغم استماعه للحوار ولكنه كان في عالم آخر تتصارع داخله الكثير من الأفكار والأحاسيس حتى لم يشعر بدلوف العروس الا عندما قدمت يدها إليه بالعصير قائلة :

_  اتفضل العصير.

نظر لها چواد عاقدا حاجبيه وبرغم اقترابهم من بعض الا انه لم يرى ملامحها جيدا أخذ كأس العصير وكأنه اتخذ قراره منها بدلا من كأس من العصير فوجه نظره تجاه والدته معتذرا عن الحوار الذي يعرف مساره جيدا  قائلا  :

_  بعد اذنك يا ماما.

ثم التفت بنظره لوالد العروس وهو يضع كأس العصير أمامه على المنضدة دون الارتشاف منه قطرة واحده قائلا :

_  بعتذر يا عمي عن إطالة والدتي في الحوار بس احنا جايين النهارده علشان نتعرف عليكم و..............

البارت كبير جدا فوق ٣ آلاف كلمة اشوف تفاعل بقي كبير بحجم البارت شجعوني يستركم🙈🙈🙈 ابطال البارت #يزيد_غرام

#البارت_السادس_عشر

#معدن_فضة

#لولي_سامي

فور خروج نضال ويزن ويزيد من منزل چواد قرروا التوجه لمكان لاستكمال سهرتهم وبرغم اقتراح يزن عدة أماكن إلا أن يزيد أخيه كان دائما معارضا لهذه الأماكن لما بها من تجاوزات لم تعجب يزيد حتى وصل الحال الي الجلوس على مقهي بالحسين فتوجهوا ثلاثتهم إليه مع تذمر يزن قائلا:

_ كل لما نتزفت مع بعض نيجي هنا ،

يا عم غير ولو لمرة واحدة .

جلس يزيد بكل أريحية قائلا :

_ انا برتاح هنا مليش في العك بتاعك.

نطق نضال محاولا اسكاتهم  :

_  ما تبس انت وهو انا قاعد وسط عيال ولا ايه ؟ 

والله أخدكم تكملوا سهرتكم في البورش.

زم يزن شفتيه معارضا فقال :

_ خده هو يجرب البورش هيرتاح فيه ،

انا عن نفسي بجرب حاجات تانية......

ثم قطع حديثه وهو يلتفت بنظره علي شئ مطلقا صفيرا عاليا ثم عاد بوجه إليهم ثانيا قائلا :

_ لا خلاص حبيت المكان ،ده اتغير خالص .

هز يزيد رأسه رافضا أفعال أخيه بينما ابتسم نضال معلقا :

_ مفيش فايده فيك مش هتتغير ابدا يا عم اتقل شوية مش كدة.

لوح يزن بكفه قائلا :

_ اه مانت قاعد في الجامعة شايف اشكال والوان لكن احنا منفوخين في المحل كل فين وفين نشوف وجه حسن .

تذكر يزيد من حديث اخيه صاحبة الوجه الحسن فشرد قليلا بينما يزن أشار لنضال ليقترب منه هامسا له :

_  صحيح بمناسبة الجامعة كنت عايزك في مصلحة كدة.

نظر له نضال مستفسرا فاجاب يزن قائلا باختصار وبصوت هامس : 

_ مش قدام يزيد.

ثم غمز بعينه ليفهمه نضال وبدأوا في طلب المشروبات ليلاحظ يزن شرود أخيه فنكز نضال قائلا :

_ واخد بالك انت ؟ 

اهو كدة من امبارح.

نظر نضال تجاه يزيد لينكزه قائلا : 

_ لو في واحدة مدوخاك قولي بس وملكش دعوة.

ليعلق يزن ساخرا :

_  لا يا عم يزيد محترم وملوش في الحاجات ده.

ضحك كلا من نضال ويزن ليستقيم يزيد قائلا بضيق :

_ انتوا هتبدأوا الحفلة عليا ؟

انا مش فايقلكوا.

امسك يزن يده قائلا :

_  امال فايق لمين بس قولي ؟ 

قول قول متتكسفش دانا اخوك وهفيدك من تجاربي.

أزاح يزيد يد يزن ونظر له بامتعاض وانطلق ذاهبا للمرحاض.

ضحكا يزن ونضال بملئ فمهم ليسأله نضال مستفسرا :

_ مال يزيد يالا ؟

تعرف ايه انا معرفوش.

حرك يزن كتفيه لاعلي قائلا :

_ علمي علمك والله اهو كدة من امبارح ،

المهم سيبك من يزيد خليك معايا انا .

سأله نضال بنفاد صبر :

_  خييييير عايز ايه ؟ 

مبطمنش ليك ولاحتياجاتك.

رد يزن ببراءة مشيرا على نفسه قائلا :

_ انا !! 

دانا طيب والله بس انتوا بتفهموني غلط ،

المهم قبل ما يزيد يرجع كنت عايز منك خدمة بما انك بالجامعة وكدة تجبلي بيانات بنت كدة من عندكم.

اعترض نضال هادرا بوجهه قائلا :

_ انت اتجننت يالا ولا ايه ؟

لا طبعا اللي بتقوله ده مينفعش.

يزن محاولا استعطافه :

_ليه بس يا نضال دانا عايز اعرف اسمها بس وفي كلية ايه وانت عارفها وهتعرف تجبلي المعلومات ده بس مش معلومات تانية يعني.

تعجب نضال من طلبه من هذه الذي يعلمها فقال :

_ لا فهمني الموضوع من الاول ومين ده اللي اعرفها واسمها ايه ؟ 

_انت غبي ولا ايه؟

نطق بها يزن ليجلبه نضال من مقدمة قميصه قائلا/ _

_ اااييييه؟؟

ليوضح يزن سريعا ما يقصده وهو يحاول فك قميصه من ايدي نضال :  

_ مش قصدي يا اخي أهدى بس انا لسه بقولك عايز اعرف اسمها وانت بتسالني اسمها ايه بس مش اكتر!

عقد نضال جبينه مندهشا قائلا :

_  انا افتكرتك عايز تعرف اسمها بالكامل !! 

لوح يزن بيده قائلا :

_ وهعمل باسمها بالكامل ايه هتجوزها يعني!!

حرك نضال رأسه مستفسرا :

_  امال انت عايز ايه بالظبط انا مش فاهمك يالا.

أخذ يزن يذكر نضال بالفتاة التي تجاهلته عن عمد بالمحال ويطلب منه معرفة اسمها وكليتها حتى يرد لها الصاع صاعين ليرفض نضال قائلا :

_ انت عبيط يالا حد قالك عني مركب .... ؟؟

وكمان مش فاهمك الصراحة بنت محبتش ترد عليك، استتقلت دمك يا عم ومشيت ايه المشكلة يعني؟؟ 

حرك يزن رأسه وظفر أنفاسه قائلا :

_ يا عم انا كنت فاهمك اسهل من كدة و ق... 

وايه بس اللي مركبها هو انا لا سمح الله هعمل فيها حاجه ،

ابدا والله فهمتني غلط انا بس لو عندها عربية اخرملها الكاوتش ،

اجرحلها العربية وامضيلها عليها بس كدة يعني مش اللي بالك فيه، 

وكمان عيب عليك تشك فيا كدة علشان انا مش كدة وانت عارف.

ضيق نضال عينيه قائلا :

_  ما المشكلة اني عارف بس طلبك غريب ويشككني فيك الصراحة.

حرك يزن كتفيه باعتراض قائلا :

_ ولا غريب ولا حاجه مبحبش بس حد يعلم عليا وخاصة لو بنت مش اكتر.

تذكر نضال شئ اخر فشرد للحظات فنكزه يزن قائلا :

_ هاااا قولت ايه يا عم هتساعدني.

اومأ نضال برأسه قائلا :

_  هساعدك بس بشرط ؛ 

المقلب يكون قدامي والليلة كلها تبدأ وتخلص وانا واقف سامع يا يزن علشان بعد كدة البنت ده هتبقي في حمايتي وانت عارف .

فرح يزن لشعوره أنه قارب على الوصول لهدفه فاقترب فجأة وقبل نضال من وجنته قائلا :

_ عارف يا احسن باشا.

امتعضت ملامح نضال ومسح قبلة يزن هادرا به قائلا :

_ يخرب بيت شيطانك هتجبلي شبهه اقعد يالا واتعدل كدة بدل ما اعدلك انا.

اقدم عليهم يزيد هازئا مما رآه فقال :

_ ايه اللي شفته من شوية ده ؟؟

نظر يزن لنضال مبتسما بينما نظر نضال ليزن ممتعضا ليعلق يزيد عليهم ساخرا :

_  لا باين من نظراتكم واخدين بعض على حب.

لينطلق الثلاثة ضاحكين وتبدأ سهرتهم التي تختلف عن كل سهره ماضية فكل فرد منهم حاضر بجسده وذهنه غائبا يحاولون اظهار ما يخفيه باطنهم.

.................................................

التفتت العيون الي چواد فور وضعه لكأس العصير واعتذاره لوالدته وهوت القلوب من نبرة حديثه الجادة حتي شعرت العروس أنها لم تلقى استحسانه فور رؤيته لها فابتلعت ريقها بينما چواد اكمل حديثه دون أن يلتفت لأحد ليكمل لوالدها قائلا :

_  احنا جايين النهارده علشان نتعرف عليكم ونطلب منكم ايد الآنسة........

لم يتذكر اسمها فهو لم يكن بكامل تركيزه في بادئ الحديث ولكنه أراد أن ينهي الأمر فعزم علي استمرار كلامه قائلا :

_ ليا ده لو مفيش مانع عندكم.

اندهش الجميع من طلبه وأخذوا ينظرون لبعضهم حتى والدته فالمتفق أنها جلسة تعارف ليس إلا ،

كما أنه لم يعلم اسمها بعد فماذا حدث ؟ 

هل معقول اعجب بها من مجرد نظره ،

ولكنه لم يستغرق لحظات في رؤيتها ،نفضت الام عن رأسها كل هذه الأفكار حين استمعت لحديث والد العروس وهو يقول :

_  اوام كدة يا ابني ،

دانا حتى ملاحظ انك متعرفش اسم العروسة لسه؟

حاولت اخلاص إنقاذ ابنها فقالت :

_ هو جاي علي السمعة الطيبة يا حج هاني ،

وهايدي بسم الله ما شاء الله جمال وأدب واخلاق وبنت ناس طيبين .

ابتلع چواد ريقه ثم أكمل قائلا :

_ لو مفيش عندكم مانع والأنسة هايدي موافقة اتمني كل حاجه تتم باسرع وقت انا الحمد لله مقتدر واقدر افتح بيت من بكرة واللي تؤمروا بيه انا جاهز.

أغلقت اخلاص عيونها واستشعرت هروب ابنها من مأزقه بهذه الطريقة ،

نعم كانت تتمني أن تفرح به ولكن الآن شعرت أنه يلقي بنفسه في مهب الريح دون أن يحسب خطواته القادمة.

فتحت عيونها تستشف ردود فعل أهل العروس لتجد أنهم في أوج فرحتهم فالعروس كادت أن تقفز مقبلة چواد من نظراتها المسلطة عليه ،

ووالد العروس ووالدتها الفرحة تكاد أن تخرج من عيونهم لينطق والد العروس بالموافقة فتطلق والدة العروس زغاريد عدة معبرة عن فرحتها وأخذت تحتضن ابنتها مقبلة إياها ومباركة لها .

ثم توجه والد العروس محتضا چواد قائلا وهو يربت على كتفيه :

_  مبروك يا ابني الف مبروك.

انتبهت فوزية للوضع فهي لم تبارك لجواد بعد ولا لوالدته فنكزت ابنتها هامسة بأذنها :

_ تعالي نسلم علي الست شكلنا وحش.

انتهت المقابلة بعد أن اتفقا على كل شيء دون الاعتراض من چواد على اي مطلب من طلباتهم وكأنها عروس العمر التي تمناها طيلة حياته ،

ليصلوا الي منزلهم والصمت يخيم عليهم، لا احد يعلم هل ما حدث صحيح ام لا ولكن كانت إجابة چواد لنفسه الأهم وهي يكفي أن يريح ميار ويبعد عنها كل الشكوك.

..............................................

عاد محمد الي منزله ليجد والده بانتظاره فقال له :

_ كويس انا كنت عايزك يا بابا علشان........

قطع توفيق حديثه قائلاً :

_  انا اللي كنت عايزك علشان ابلغك ان حسن اتصل بيا وبيقول أنه عند خاله علشان تعبان وبيحاول يتصل بميار كتير بس فونها مغلق ،

وانا قولتله أننا هنطمن على اختك الاول وبعدين يبقي يجي ياخدها تكون ارتاحت شوية .

صعق محمد من قرارات أبيه فقال معارضا :

_ ليه كدة يا بابا ليييه ؟؟ 

يعني ايه يجي ياخدها ؟؟؟ 

حسن ميستاهلش ميار وقولنا كدة قبل الجواز وطلعتنا مش فاهمين دلوقتي بعد ما بهدلها لسه مصر ترجعهاله ليه؟؟

_ علشان ده نصيبها وشوية شوية هياخدوا على بعض مش من ثلاث شهور مرتاحتش نطلقها خراب البيوت مش بالساهل وسمعة بنتنا هي اللي هتتاثر لما تطلق بعد ثلاث اشهر ،

وقولت اني هتكلم معاه مش هعدي الموضوع كدة.

نطق بها توفيق سريعا وكأنه يريد أن يفرغ كل ما بجعبته حتى يقنع ابنه أو بالاحري ان يقنع نفسه اولا ولكن محمد لم يوافق بل اعتراض أكثر وثار قائلا :

_  انا اسف يا بابا المرة اللي فاتت خلتنا منتكلمش ونمشي وراك وميار اتبهدلت،

المرة دي انا مش هسكت ولو وصلت اضربه زي ما ضرب اختي هعملها وبعدها تبقوا تقرروا ترجعله ولا لا بس الموضوع مش هيعدي بالكلام عن اذنك.

وانطلق محمد متوجها لغرفته مغلقا بابها خلفه وكأنه يريد أن يحبس نفسه حتى لا ينساق خلف افكاره وهو يشعر أن شياطين العالم تتلاعب بعقله وود أن يذهب إلى من يدعى بالحسن وهو بعيد كل البعد عن خصال اسمه ويلقنه درسا ليعلمه كيف تكون الرجولة .

بغرفة ميار وماجدة ظلوا صامتين لا تعرف ماذا تقول ماجدة لأختها حتى استمعوا إلى حديث محمد وأبيه لتقول ماجدة وهي تصفق بيدها : 

_ جدع يا محمد يارب يا حسن يا ابن انوار تدوق قلمين من محمد يعدلوك أن شاء الله.

ابتسمت ميار ابتسامة لم تصل لعيونها قائلة :

_ ليه بس كدة واخوكي يروح في داهية ليه ؟

نكزتها ماجدة قائلة :

_ اقعدي ساكته انتي طيبة ،

اللي زي حسن ده جبان ميعملش الهوا ،

لو اخد قلمين هيتكن مكانه.

ثم ربتت على كتفها قائلة :

_ متقلقيش خلاص بقينا انا ومحمد وتقريبا ماما معاكي ،

قال حسن قال ده أسوأ منه ما لاقيت!

ابتسمت كلا من ميار وماجدة لينتبهوا على صدوح رنين هاتف ماجدة فرأوا من ينير الشاشة باسمه فخفق قلب ميار ونظرت بتعجب متسائلة ماجدة فرفعت ماجدة حاجبيها وهي تمد يدها أخذه إياه قائلة بابتسامة :

_ لما نشوف عايز ايه شكل قلبه حاسس ان الفرج قريب .

وتوجهت إلى الشرفة لتبتعد عن اختها وفتحت الخط لتبدأ المكالمة التي غيرت ملامح وجهها للنقيض وشعرت وكان الزمن قد تكاتف علي اختها وأنها عديمة الحظ حتي الظروف لم تمهلها أن تسعد ولو قليلا.

دلفت ماجدة للغرفة مجددا ورأت الفضول في أعين اختها لمعرفة محتوي المكالمة فزمت ماجدة شفتيها واخفضت نظراتها للاسفل وحمحمت بصوتها ثم قالت بنبرة حزينة :

_ چواد بيسلم عليكي.

لم ترد ميار بل انتظرت باقي الحديث ونظرت لأختها بفضول أكثر لتنظر لها ماجدة عندما وجدت منها الصمت ثم اخفضت عيونها مجددا لتكمل باقي حديثها قائلة بنبرة مهتزة :

_ خطب النهارده............

وبيقولك ربنا يسعدك.

استمعت ميار لحديث اختها وشعرت وكان نياط قلبها يتمزق ،

لا تعرف لماذا ؟

برغم علمها منذ زواجها أنهم لم يجتمعا ثانية ولكن ربما كان لديها امل في تغيير شئ ما .

ربما الغيره التي تشعر بها أن غيرها سينعم بكل هذا الدفئ والحنان.

ربما شعرت أنها عارية وليس هناك من يحميها مجددا فكانت تشعر هي بالحماية لمجرد وجوده حولها.

ربما لشعورها دائما بالنحس لتكالب الزمن عليها وليس معها.

لم تشعر بعيونها وهي تزرف دموعا،

لم تشعر باختها وهي تحتضنها وتربت على ظهرها ،

وكل ما شعرت به أنها تتوق للنوم فسحبت نفسها من احضان اختها دون التفوه بكلمة واحدة ساحبه الغطاء عليها وكورت جسدها علي الفراش متخذه وضع الجنين وكأنها تحتمي بداخل نفسها من شئ ما.

.........................................

بالجانب الاخر بعد أن أغلق چواد هاتفه شعر باختناق شديد وكأن روحه تفارق جسده ،

كان يظن أنه سيرتاح لمجرد شعوره براحتها ولكن ،

هل بالفعل ارتاحت؟

هل شعرت الان بالأمان ؟ 

هل اطمئن قلبها لابتعاده؟

وان حياتها ستخلو من المشاكل وظن الناس بها!؟

تمنى أن يكون ما فعله صحيح كما تمنى لها السعادة من كل قلبه.

ولكن غصة بقلبة تخبره أن هناك أمرا غير صحيح ،

ارجعه لحالتها الصحية فربما يشعر بانقباض روحه واختناق صدره لانها ليست بخير ،فتنهد مقررا  الاطمئنان بنفسه على حالتها ليكمل ما كان ينوي عليه لولا ما حدث.

....................................

مضى يومين لم يختلف فيهم الحال كثيرا فكلا علي حاله وحان اليوم وقت استلام نتائج التحاليل ليتوجه محمد وأبيه لاستلام التحاليل وقلوبهم ترتعد من توقعاتهم لما سيسمعوه ونفس الحال كان بباقي من بالمنزل الا ميار لم تهتم لما ستعلمه عن نفسها فهي رأت أنها حياة لا تجد فرقا إذا كانت بدون صحة أو بصحة مادامت تشعر دوما بالتعاسه .

ذهبوا كلا من محمد وتوفيق للطبيب وانتظروا دورهم ثم دلفا إليه وبعد سؤال الطبيب عن ميار قال له توفيق :

_  معلش اضطرت تسافر مع جوزها فقولنا نعرض عليك التحاليل لحد ما ترجع بالسلامة.

اومأ الطبيب برأسه وأخذ يتطلع إلى كل التحاليل الذي طلبها ومن ضمنهم تحاليل العائلة لينحي كافة التحاليل جانبا ماعدا تحاليلين فقط قائلا :

_  ده تحليل الاستاذ توفيق ثم نظر له.

فاذرأ لعاب توفيق توترا واومأ برأسه ليسأله الطبيب إذا ما اشتكى من قبل باي عرض واستفسر منه في عدة اسأله ،

ليجيب توفيق علي كل حديثه، 

ثم مسك الطبيب بالتحليل الاخر قائلا :

_ وده تحليل مدام ميار .

ثم وضع الطبيب التحليلين بجوار بعضهم على المكتب لينظر لهم بوجه باسم قائلا  :

_ الواضح قدامي أن مدام ميار بتحب والدها جدا لدرجة أنها ورثت منه عدد كرات الدم البيضاء والحمراء كمان.

اندهش كلا من توفيق ومحمد لينظروا لبعضهم ثم للطبيب بنظره قلقة مستفسرة فلم يصمت توفيق وسأله بوضوح قائلا :

_ حضرتك تقصد المرض اللي عند بنتي عندي انا كمان ؟؟

ابتسم الطبيب قائلا بعملية تامة : 

_ نص اجابتك صحيحة، 

فعلا اللي عند بنتك عندك او بالأصح اللي عندك هو نفسه عند بنتك لكن موصلش لمرحلة المرض.

لم يدركا كلاهما مقصد الطبيب ليستفسر محمد قائلا :

_ معلش يا دكتور ممكن توضح احنا بصراحة مش فاهمين حاجه.

اومأ الطبيب وخلع نظارته الطبيبة ثم قال :

_ افهمك عموما في الطب بيكون في معدل لاي إنسان طبيعي في كل حاجه في الطول والوزن والنمو حتى عدد الكرات البيضاء والحمراء بتكون بتتراوح بين عدد معين لو حصل زيادة أو نقصان ده بيكون بمثابة جرس انذار لينا كأطباء وللمريض بنعرف من خلاله إذا كان في مشكلة بالجسم واحيانا الأمراض ده بتكون وراثة الأبناء بتورثها عن اهاليهم وطبعا بيكون في تاريخ مرضي في العيلة أو على الأقل بتكون في شكوى حصلت حتى لو صاحب الشكوى مهتمش .

اومأ محمد وتوفيق برأسهم ليردف الطبيب مكملا :

_ في حالة ميار كانت في نهاية المعدل الطبيعي اللي بينبهنا أن في مشكلة ،

وعلشان كدة طلبت الاول اشوف الموضوع وراثي ولا لا ،

ولو وراثي حصل اي شكوى منه ولا الوضع تمام ،

وفعلا لما شوفت تحاليلكم كلكم لاقتها سليمة مفيهاش حاجه وتحاليل الوالد قريبة جدا من تحاليل مدام ميار وبما أنه مشتكاش من حاجة وبما أنه مازال في المعدل الطبيعي بس في نهايته وانتوا لما جيتوا كشفتوا كان بناء على شك طبيب لمجرد اضطراب في عدد الكرات بناء على اكتشاف المعمل ليس إلا مش بناء على شكوى لا قدر الله ،

فنقدر نقول الوضع تمام مفيش اي مشكلة لا عند الوالد ولا بنته.

اتسعت أعين كلا من محمد وتوفيق وبدأت الابتسامة تشق ثغرهم وهم غير مصدقين لما سمعوا ليرفع توفيق كفه لفمه ويقبل وجه كفه وظهره حامدا ربه بينما محمد استقام ودار خلف المكتب يعانق الطبيب ويشكره على الاخبار السعيدة تلك ،

لينتهي الكشف وينتهي معه كافة الشكوك المقلقة،

ويتصل توفيق بزوجته عزة يزف لها هذه الأخبار السارة لتنهمر دموعها من شدة الفرحة حتى كادت ماجدة تشك بالأمر وتعتقد أن هناك خبر سيئا حتى انتهت عزة من المكالمة ونظرت تجاه ميار ابنتها ثم استقامت محتضنه إياها ومقبلة كل انش برأسها وكادت أن تنخفض لمستوي يدها لولا امساك ميار بها مرددة جملة واحدة :

_ الف حمد وشكر لك يا رب.

تعجبت كلا من ماجدة وميار مما يروه فكيف لوالدتهم أن تحزن حتى البكاء ثم تقبل ابنتها حامدة ربها حتى انتبهت ميار على والدتها وهي ترفع يدي ابنتها وتقبلها حتى كادت أن تنخفض لتقبل قدماها فأمسكت ميار بوالدتها من كتفها قائلة/في ايه يا ماما بس فهمينا حبيبتي ؟

والدكتور قال لبابا ايه ؟

وليه كل اللي بتعمليه ده ؟

تهدجت انفاس عزة من فرط سعادتها وكأنها تهرول بمارثون وقد وصلت لمنتهاه فقالت وسط دموعها المتساقطة وبصوت متقطع من أثر البكاء :

_ الدكتور طمن بابا وقاله مفيش حاجه خالص وانك زي الفل وكل ده وراثة من ابوكي  مش مرض كفالله الشر.

أطلقت ماجدة صرخة فرحة وعانقت اختها التي ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيونها فالأمر لديها سيان ،

فهي لم تحزن لخبر مرضها الا على حزن عائلتها ولم تفرح لخبر شفائها الا لفرحة عائلتها .

ثم استدارت ماجدة معاتبة والدتها قائلة : 

_ حرام عليكي يا ماما وقعتي قلبنا داحنا افتكرنا في حاجة وحشة بعد الشر لما عيطتي.

كففت عزة دموعها قائلة :

_ حقكوا عليا من الفرحة مقدرتش اتكلم خالص .

ثم التفتت لماجدة قائلة :

_  احنا لازم نحتفل بسلامة اختك قدامي علي المطبخ نعمل احلي اكل واحلي حلويات.

_ ربنا يخليكي يا ماما ،

متتعبيش نفسك يا ست الكل ،

انا وماجدة هنعمل كل اللي عايزاه.

نطقت بها ميار فرفضت عزة رفض قاطع قائلة :

_ ابدا والله دانتي عروستنا النهارده والفترة اللي فاتت كانت اعصابك تعبانة ولازم ترتاحي .

ثم تابطت ذراع ماجدة التي كانت تتابع الحديث بينهم وقالت :

_ ماجدة هتيجي تساعدني ،يالا يا ماجدة.

سحبت ماجدة ذراعها من يدي والدتها قائلة :

_ ثواني بس يا ماما بعد اذنك.

ثم تراجعت خطوة للخلف حتي تراهم كليهما ثم قالت وهي تنظر لكلاهما :

_  ما شاء الله عليكم قاعدين تعزموا وتتعازموا علي مين هيعمل الاكل والحلويات والطريف في الموضوع أن ماجدة عنصر مشترك في حديثكم، 

وماجدة نفسها منطقتش اصلا.

نطقت باخر جملة بلهجة عالية معارضه لتهتف بها والدتها بطريقة حازمة قائلة :

_  يالا يا بت قدامي على المطبخ.

تحمحمت ماجدة ثم قالت :

_  هو انا اعترضت اتفضلي يا ماما وانا هحصلك.

ذهبت عزة للمطبخ فاقتربت ماجدة من ميار هامسه لها :

_ يعني انتي تتعبي أشيل انا ،تخفي أشيل انا ،والنعمة لاكل من منابك النهارده.

لتبتسم كلا منهم للآخر ثم تعانقا لتكرر ماجدة جملتها قبل الذهاب للمطبخ :

برضه هاكل من منابك النهارده.

................................................

بمحل يزيد ويزن حاول يزن كعادته التملص من مهامه ليذهب قليلا ليتنزهه كعادته وبعد فترة وجيزة يأس يزيد من أخيه أن يقنعه بالمكوث معه بالمحل تركه يذهب كما يشاء وجلس يزيد شريدا يفكر في حال أخيه وكيف ومتى سينصلح حاله ،

يعرف أنه السبب في أسلوبه الاتكالي فدائما هو من كان يشعره أنه غير قادر على إتمام المهام بدونه ولكنه ظن أنها فترة وستنقضي ولكنها للاسف أصبحت سمه عدم تحمل المسؤولية ثابته بأخيه حتى انتبه يزن على صوت رقيق يعرفه جيدا يقول له :

_ لو سمحت عايزة كيلو كنافة نابلسية.

ابتسم يزيد قبل أن يرفع رأسه ثم رفع رأسه لصاحبة الصوت قائلا كلمته لها بوجه مشرق لرؤيتها :

_ ريتك ما تبلي.

ضيقت غرام عيونها وابتسمت ابتسامة طفيفة ثم قالت :

_  قولتلي كدة المرة اللي فاتت .

استقام يزيد ليقف بطوله الفارع أمامها قائلا :

_ بجد فرحان انك لسه فاكرة وده معناه حاجه واحدة بس.

قضبت غرام جبينها وسالت مستفسرة  :

_ ايه هي بقي؟؟

ابتسم يزيد واخفض رأسه قليلا مقتربا منها وقال بصوت دافي وعيون لامعه وهو ينظر بداخل عيونها :

_ أننا على البال.

رمشت غرام باهدابها وزمت شفتيها واحتقن وجهها بحمرة الخجل حتي أصبحت بعيون يزيد حلوى شهية تستحق الالتهام.

ثم استدارت محاولة مداراة خجلها وتصنعت النظر تجاه أصناف الحلوى مكررة طلبها :

_ عايزة كيلو كنافه بالقشطة.

ابتسم يزيد ثم قال :

_ نابلسية ولا بالقشطة.

أدركت غرام خطأها فصححت طلبها قائلة :

_  لا قصدي نابلسية معلش اتلخبطت .

استدار لها يزيد ووقف أمامها باغتها بسؤاله :

_ غرام مش كدة!؟

ضيقت غرام عيونها بتعجب سائلة :

_ وعرفت منين ؟؟

ابتسم لها بجانب فمه واقترب برأسه مرة أخري وكأنه يريد ملاعبتها وصبغها بحمرة الخجل فنظر داخل عيونها قائلا بصوت حاني :

_  ما قولنا علي البال .

نظرت غرام للاسفل وازدادت حمرة خجلها وكأنه ظفر بجائزته عند رؤيتها هكذا ليكمل معرف حاله :

_  انا يزيد .

اومأت غرام برأسها دون النظر له فأردف مكملا :

_ انتي بتدرسي؟

اومأت برأسها رافضه وهي تلزم علي شفتيها وكأنهم سيتحدثون بلغة الإشارة ليكمل هو :

_ طب بتشتغلي؟

اومأت بالرفض أيضا ليكمل باقي اسألته :

_  انتوا ساكنين قريب من هنا؟

اومأت حينها بالايجاب ليرحمها من خجلها قائلا :

_  كفاية عليكي كدة النهارده علشان ممكن تنسي الكلام من كتر الإشارات ووشك شوية كمان وهيغرقنا فراولة كلنا .

رفعت غرام نظرها له مستفسرة ليسقط نظره على كريزتها فقال بدون وعي :

_ يا نهار كريز.

_ نعم !؟

نطقت بها غرام محاولة استيعاب ما يقصده ليتحمحم يزيد وشعر أنه تجاوز حدوده ليحاول تمالك روحه قائلا :

_  لا مفيش بقولك عايزة الكنافة بالكريز ؟

اومأت بالرفض ثم قالت :

_ لا انت اللي نسيت المرة دي عايزاها نابلسية.

أشار لها يزيد أن تتقدم قائلا :

_  تئبرني عيونك.

بعد أن جهز لها طلبها وقدمه لها بيده ولكن قبل أن تمسكه بيدها ارجع يده للخلف قليلا قائلا :

_ من هلأ ورايح  هحجزلك  الكنافة بتاعتك كل يوم وهستني تيجي تاخديها.

فهمت غرام بالميعاد المبطن لتبتسم وتومأ برأسها ومدت يدها ساحبة طلبها ثم توجهت للكاشير ثم غادرت وهي لا تسمع سوى نبضات قلبها الذي يعزف لحن جديدا عليها.

..............................................

يتبع 


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺




إرسال تعليق

أحدث أقدم