رواية أبيض وأسود الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم مني محمود بركات حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية أبيض وأسود الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم مني محمود بركات حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
التشوه اللي بيحصل لاي انسان وهو صغير مفيش اي علاج ليه بيفضل ملازمة طول عمره ويادوب فئه صغيره جدا اللي بتعرف تتأقلم مع التشوه دا وتعيش بيع وتحاول متعملش مع ولادها اللي اتعمل معاها لكن وجعها بيفضل مدفون جواها العمر كله
ومهما الشخص كبر ونضج وفهم .. مهما حقق نجاح مادي أو معنوي اتجوز وخلف كلها حاجات مبتمحيش اثر اللي بيحصل فينا واحنا صغيرين سواء كان حلو او وحش
يمكن بنفهم أن في عادات وتقاليد في التربيه غلط كانت سبب في عذابنا يمكن بنلتمس العذر احيانا لاهالينا لائذاهم لينا بدون قصد لكن نتعافي كليا .... استحاله ..
___________________________________
((( في حي شبرا )))
تبدا احداث روايتنا في شقه في حي شبرا مليانه رجال شرطه كتير ودكاتره طب شرعي وسط كل ده واقف هو وباصص على لوحه متعلقه على الحيطه لحد ما جه عسكري من وراه وكلمه
_ يا باشا البواب طلع زي ما حضرتك امرت اجيبه لحضرتك هنا
من غير ما يتكلم هزي له راسه العسكري راح وراجع بالبواب اللي كان واقف وباين عليه الخوف والصدمه اتكلم هو بكل صرامه وقال
_ عدلي بقى كده تاني عبد التواب ايه اللي حصل بالظبط وخلي بالك لو قلت حرف واحد مختلف هاخدك معانا واحنا ماشيين
عبد التواب بخوف شديد ..
_ والله يا باشا انا قلت كل اللي حصل
_ قول تاني ايه المشكله
_ انا مفروض كل يوم بعدي علي شقق العمارة وبلم لامؤاخذه يعني شنط الزباله من علي الباب بقالي كام يوم مش بلاقي شنطة قدام شقه مدام ناهد خبطت كتير محدش فتح قلت يمكن سافروا مصيف ولا حاجة لحد ما العمارة كلها بدأت تشم ريحه وحشه اوي جايه من الشقة وقبل ما اي حد يتصرف استاذ محمود المحامي قال لازم نبلغ البوليس ومحدش يعمل اي حاجة ولما البوليس جة زي ما حضرتك شايف لاقو الدم والجتت في كل حتة كدة
_ اتعرفت عليهم ؟ دول كلهم اللي كانو ساكنين هنا ؟
عبد التواب بدموع بتلمع من الموقف واللي شافه
_ اتعرفت عليهم الست ناهد أيوة صاحبه الشقه ومعاها ولادها منة و معاذ لكن استاذ شريف ابنها الكبير مش موجود حاولنا نكلمة كتير مقفول يا بيه وابوهم متوفي من يجي عشر سنين تقريبا
_ بيشتغل اي شريف دا ولا عندة اد ايه ؟
هنا رد أمين الشرطة اللي واقف بدل عبد التواب اللي دموعه نازله بصمت
_ الست الكبيرة كانت شغاله في الشئون الاداريه ف الأراة التعليمية ومنة بنتها ٢٢ سنه مش بتشتغل بتعمل فيديوهات علي النت تيك توك ويوتيوب وكدة ومعاذ ثانويه عامه تالته ثانوي وشريف الابن الكبير ٣٠ سنه صيدلي بيشتغل في صيدليتين واحدة بالنهار و واحدة بالليل
_ عرفتو اي معلومات تانيه ؟ وفين الطب الجنائي؟
أمين الشرطة
_ بندور ع شريف في الأماكن اللي عرفنا أنه ممكن يكون فيها يا باشا
_ اندهلي الدكتور بسرعه
_ امرك يا باشا
بعد دقيقه قرب منه دكتور في أواخر الثلاثينات اتكلم وهو بيمد ايديه عشان يسلم
_ بهاء باشا
بهاء رسم ابتسامة خفيفه
_ دكتور مؤمن ليك وحشه
_ انت اكتر يا باشا
شاور بهاء ع مكان الجثث وهو بيحط السيجارة في بؤه وبيولعها
_ ايه اللي حصل ؟
عدل مؤمن نظارتة واتكلم بكل تركيز
_ بص طبعا الكلام دا كله مبدءي لحد ما نشرح الجثث بس غالبا كدة الضحايا اتخدرو وبعدين اتقتلو في نحر في مكان الرقبه غالبا دا سبب الوفاه وبعدها القاتل بدء يطعن في الجثث باله حادة الست كبيره واخدة عشرين طعنه في أماكن متفرقة والبنت واخدة ١٢ طعنه والولد الصغير ٧ طعنات
بهاء
_ تمام دكتور بس اظن انت عارف دي منطقه شعبيه الحادثه صعبه في ابن مختفي ياريت التقرير يكون قدامي في اسرررررع وقت ارجوك
مؤمن
_ من غير ما تقول يا باشا مش هروح بيتي غير بعد ما اعدي بنفسي عليك واسلمك التقرير
بهاء
_ تمام يا مؤمن تسلم اتفضل انت مش هعطلك عن شغلك
استأذن مؤمن ومشي يكمل شغله وفضل بهاء يلف في الشقه ولما حس أنه مش قادر يركز طلب منهم كلهم يطلعو برة لمدة خمس دقائق ويسبوه لوحدة والكل نفذ أوامره
رجع يلف في الشقه من تاني دخل اوضه من الاوض من اول نظره عرف انها تخص شاب لف فيها ووقف قدام مكتب صغير في اخر الأوضه ومن الكتب اللي عليها عرف انها اوضه شريف الابن الكبير المختفي اهتم بالاوضه اكتر وبدء يفتش فيها وللحظة حس بحد واقف واره بص بسرعه واتخايل بطفل عنده حوالي٧ أو ٨ سنين وبيجري برا ابتسم بهاء وطلع بهدوء من الاوضه ودخل الاوضه اللي حس ان الطفل دخل فيها
من اول ما دخل من الصورة الكبيره اللي علي الحيطة عرف انها اوضه الام ناهد ... بص في كل أركانها واتحرك ناحيه الدولاب فتحة وبص بنظرة سريعه عليه ولاحظ أن في صندوق مختفي تحت الهدوم عرف أن الأوضة دي كدة لسه متفشتش شد الصندوق بهدوء وفتحة
كان موجود فيه دهب مش كتير وقيسمة زواج ل ناهد واسم الزوج صالح فتحي وشهادة ووفاه ل صالح وقسيمة زواج تانيه باسم زوج تاني حسين عبد السلام وشهادة وفاه ب اسم الزوج الثاني استغرب بهاء وفتح باقي الورق لاقي شهادات ميلاد للولاد الثلاثه وقرا الاسامي وبدء يفهم
شريف صالح فتحي
منه الله حسين عبد السلام
معاذ حسين عبد السلام
خد بهاء الورق وخرج ومشي من الشقه ودخل رجال المباحث والطب الجنائي يكملو شغلهم
اول ما نزل وركب عربيته اتخايل ب بنفس الطفل اللي لمحة في الشقه واقف وراء شجرة كبيره قدام العمارة وبيبصله بحزن كبير ودموعه نازله بصمت ركز بهاء نظرة للطفل نظراتهم ل بعض كانت كلها كلام وقبل ما ياخد بهاء اي خطوة تانيه تلفونه رن وخرجة من الحاله اللي كان فيها بص للتلفون ولمح اسم المتصل ورفع عينيه تاني ملاقاش الطفل موجود اتنهد ورد علي التلفون وزي ما توقع سمع صوت زعيق جامد
_ انت فين يا بهاء لحد دلوقتي هو أنا مش كلمتك من تلت ساعات وقلتلك اقفل التلفون الاقيك قدامي ايه خلاص فاكر اني كبرت ومبقاش ليا كلمة عليك خلاص شفت نفسك علي ابوك يا حضرة الظابط الكبير ساكت ليه ما تتكلم يا محترم
_ هو حضرتك مديني اي فرصه للرد حضرتك نازل زعيق وبس
_ وانت بقا عندك رد اصلا
_ اه يا بابا عندي رد اني في شغلي وفي قضيه مهمة جدا اطلب مني امسكها ولاني خفت تكون حضرتك أو ماما فيكو حاجة اتصلت ب بسمة تعدي عليكم وتطمني
الاب بانفعال شديد
_ أنا لو عايز بسمة كنت اتصلت بيها لكن أنا اتصلت بيك انت يبقا انت اللي تسيب كل اللي في ايديك وتكون قدامي مش بسمه سامع ولا لا
_ يا بابا شغ
قاطعه الاب بغضب
_ بلا بابا بلا زفت وشغلك دا في ستين داهيه المهم أنا أنا لما اقول الاقيك هنا الاقيك قدامي سامع ولا لا
بهاء خد نفس طويل وحاول يرد ب نبرة هاديه علي قد ما يقدر عكس الغضب الكبير اللي جواه
_ لما اخلص شغلي هبقي اعدي عليكم ولو في حاجة مهمة اوي حضرتك تقدر تكلم بسمه أو حبيب عين امه وابوة أبيه مهاب لكن أنا مش هسيب شغلي واروح اي مكان تحت اي ظرف وأيا كان مين اللي عايزيني مع السلامة يا بابا مش هقدر اتكلم اكتر من كدة ورايا قضيه
وقبل ما يسمع اي رد قفل السكة وبعدها قفل التلفون كله وفضل بكل غضب يضرب بأيديه الاثنين علي الدريكسون اكتر من مرة وبعدها اتحرك بسرعه كبيره جدا بالعربيه
____________________________
أمين الشرطة ( بكر بركات ) كان في منتصف الأربعينات من عمره خلص شغل في الشقه اللي حصلت فيها الجريمة واول ما نزل من الشقه مسك تلفونه واتصل برقم وانتظر الرد
بكر
_ مساء الفل يا حبيبي عامله اي دلوقتي طمنيني عليكي
_ مساء الخير يا بكر ... الحمد لله انا كويسه يا حبيبي
_ يارب ديما .. بتعملي اي كدة .. عطلتلك عن حاجة ولا اي ؟
_ لا ابدا أنا كنت بتسلي وبجهز اوردارات الاكل بتاعت بكرة عشان اسهل الدنيا علي نفسي شويه
بكر كشر
_ بردو الشغل دا يا بدور انتي مفيش فايدة فيكي
بدور بهدوء
_ يا حبيبي انا مش بعمل مجهود كبير ومش بنزل من البيت ولا بتعامل مع ناس كتير بشكل مباشر ودا مريحني يا بكر والله
بكر بحزن
_ ما دي المشكله يا بدور ميت مرة اقولك الهروب دا مش حل تعالي نشوف دكتورة نفسيه كويسه ونروحلها لها انا هروح معاكي مش هتبقي لوحدك يا قلب اخوكي
ضحكت بوجع
_ دكتورة ايه وانا خلصت التلاتين ودخله علي الاربعين هتعملي اي الدكتورة دي دلوقتي ما خلاص يا بكر اللي حصل حصل ربنا لا يسامحه دنيا ولا آخره أنا كل اللي بتمناه اني ممتمش بقهرتي قبل ما اشفي غليلي منه يا بكر
بكر
_ اهدي طيب عشان خاطري أنا آسف مش هفتح كلام في الموضوع دا تاني بس اهدي حبيبتي و
قطع كلامة لما شاف أنه معاه اتصال تاني ومجرد ما شاف اسم المتصل ( بركات ) ملامح كلها اتغيرت والغضب اتمكن منه و
أبيض وأسود
مني محمود بركات
الفصل الثاني
الصورة من بعيد كتير بتكون خداعه
لو حصل في الحقيقه وحد معدي جمب شخص انفعل علي والده أو والدته زي ما بهاء انفعل علي باباه هيقول عليه دا ابن جاحد ازاي يكلم ابوة اللي رباه وكبره كدة ازاي يجرؤ يعلي صوته عليه كدة اكيد دا مش بيطمر فيه اكيد ملوش خير في حد طالما ملوش خير في أهله بالشكل دا
مع أن لو جينا وعملنا زوووم علي الصورة وشوفناها من قريب كويس اوي كلامنا كله هيتغير ونظرتنا ل بهاء بعد ما كانت نفور وغضب هتبقي كلها شفقة وحزن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( صدمة ))
بكر قطع كلامة مع بدور لما شاف اسم بركات علي التلفون ملامحه كلها اتغيرت وفتح المكالمه من غير ما يقول ل بدور اي كلمة
ـ عايز ايه .. أنا مش قلتلك الرقم دا تنساه ومتتصلش بيه تاني
رد عليه بصوته الغليظ واتكلم بكل حدة
ـ لا بقولك اي الشويتين اللي بتعملهم مع المجرمين اللي بتتعامل معاهم ميمشوش معايا متنساش نفسك أنا ابوك يا بكر ولازم تحترمني ل اغضب عليك دنيا واخره
رد عليه بسخريه
ـ لا وانت الشهادة لله ونعم الاب اوي اي يا حج بركات انت مالك مصدق نفسك كدة ليه
ـ بقولك اي أنا مش ناقص وجع دماغ التلاجة عندي فضيت والراجل صاحب البيت عايز الايجار عدي عليا الشهريه وامشي مش عايز من وشك حاجة تانيه انت طول عمرك ابن عاق اصلا مش هتتعدل علي كبر يعني
ـ عندك حق مفيش حد بيتعدل علي كبر زي ما انت كدة مش هتتغير ابدا بردو عموما القبض لسه منزلش لما ينزل هبقي ابعتلك اي عسكري بالفلوس أنا مش هاجي
بركات بصرامة
ـ هتيجي بنفسك يا بكر والا والله العظيم تاني يوم هكون عندك في القسم واعملك شوشره واقول للظباط و لزمايلك انك ابن جاحد مش بيبص علي أبوة سمعني وانت عارفني كويس أنا مش بهدد بنفذ علي طول
ـ استغفر الله العظيم يارب يا سيدي انت عايز مني اي الشهريه وبتوصلك اول كل شهر لحد البيت ليه لازم أنا اجي لا انت طايق تبص في وشي ولا أنا عايز اشوفك بتحكم رايك ليه مش فاهم
ـ لما تيجي هتفهم يلا سلام
السكة اتقفلت وحس بكر أنه جواه طاقه غضب تحرق الدنيا بحالها حاول يسيطر علي نفسه وحس أنه مش هيقدر يكلم بدور تاني دلوقتي بعتلها رساله علي الواتس أنه جاله شغل ضروري وهيشوفها بالليل تستناه علي العشا
فضل واقف بيحاول ينظم نفسه شويه وبعدين رجع كمل شغله تاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤمن كان قدامة حوالي تلت ساعات علي ما الفريق اللي شغال يخلص شغل والجثث تكون في المشرحه عشان يبدء هو شغله ، حب يستغل الوقت دا وطلع علي البيت خصوصا أن شقته جمب المشرحة بينهم حوالي ربع ساعه بس
مؤمن بصوت عالي
ـ علا ... حبيبتي
خرجت علا من المطبخ وهي مكشرة
ـ وطي صوتك يا مؤمن في اي حرام عليك ما صدقت ان نيجار نامت شويه عشان ادخل اعمل الغدا تيجي انت بصوتك دا تصحيها تاني حرام والله
ـ بس بس خلاص براحة خدي نفسك معرفش أنها نايمة ... وبعدين انا قدامي ساعتين كدة ولا حاجة وانزل تاني ومش عارف هرجع أمتي معايا قضيه صعبه شويه ف قلت اجي اقعد معاكم شويه قبل ما انشغل فيها
ـ معاش يا حبيبي بس حقيقي بنتك متعبه اوي طول ما هي صاحية عايزاني افضل قاعدة بيها ومعملش اي حاجة تانيه ... ادخل يلا غير هدومك وخد ذورفكدة يفوقك هكون حضرتلك احلي سفره
ـ ماشي يا حبيبتي ( اتحرك ناحيه اوضته لكنه وقف ولف ليها تاني ) بقولك اي لو هتخافي تباتي لوحدك اخدك انتي ونيجار اوديكي ل ماماتك أنا ممكن اغيب عن البيت يومين ولا حاجة
ارتبكت علا بس حاولت تداري بسرعه ارتبكها قبل ما مؤمن يلاحظ
ـ لا اقصد يعني دول يومين يعني وبعدين حتي لو بخاف بقا معايا طفله دلوقتي لازم اجمد قلبي والتعود علي طبيعه الحياه دي مينفعش افضل اخاف زي الاطفال كدة
ـ بس انتي بتخافي يا علا ليه تضغطي علي نفسك بالشكل دا حتي لو عايزة تقوي نفسك خليها قدام شويه لكن دلوقتي نيجار لسه صغيره جدا وبتتعبك بلاش كمان بالليل تكوني مرهقه وخايفة ومتناميش
حاولت تتهرب من الكلام
ـ بقولك اي هشوف كدة واقولك ادخل بس خد شور بسرعه خلينا نلحق نتغدي في الهدوء دا وعشان تلحق شغلك كمان يلا
هز رأسه وهو حاسس ان في سبب لرفضها بس مرضيش يضغط عليها دخل اوضتهم وبعد شويه خرج كانت هي حضرت الاكل علي السفره وقاعدة مستنياه وسرحانه لدرجة أنها محستش أنه قعد قدامها غير لما لمس ايديها
ـ اي اللي شغلك اوي كدة يا علا
حاولت تبتسم
ـ مفيش يا حبيبي مرهقه شويه بس
هز رأسه من غير كلام وبدؤ ياكلو في صمت قطعته
ـ ا انا يعني كنت بفكر بدل ما اروح ل ماما وانت عارف ان بابا الضغط علي طول تعبه ونيجار بتعيط كتير اروح اقعد اليومين دول عند ماماتك لو يعني مش هضايقاها ولا انت اي رايك ؟
ــ هنا وهنا واحد اكيد المهم تكوني مرتاحة ومعتقدش أن ماما هتضايق انتي عارفه هي بتحبك ازاي وبتزهق ديما من القاعدة لوحدها غير حبيبه ستها بقا اللي لما بتصدق تشوفها
ــ طيب ممكن اطلب منك طلب
ـــ اكيد يا حبيبي
ـــ ممكن بعد الغدا تتصل انت ب ماماتك وتشوف الدنيا اي يمكن تكون كانت ناويه تخرج أو تعبانة أو مودها مش تمام وتتحرج مني لكن منك انت مظنش
ـــ حاضر يا ستي بعد ما ناكل هكلمها ولو الدنيا تمام مش مشكله لو اتاخرت شويه بس خليني اوصلكم بنفسي عشان ابقي مطمن عليكم
ـ ماشي يا حبيبي تسلملي يارب
رجعو تاني يكملو اكلهم في صمت لكن الصمت دا كان خارجي بس جوة كل واحد فيهم دوشه كبيرة اوي وكلام كتير وصراعات وتساؤلات ملهاش اجابه
بعد الاكل كلم مؤمن ماماته اللي رحبت جدا بوجود علا معاها وقالت إنها مستنياهم وهتبء تحضر ل سهره حلوة بينها هي وعلا
مؤمن بدء يلاحظ علي علا وهي بتحضر شنطة صغيره ليها هي وبنتها أنها كانت فرحانه جدا متحمسه وكلها طاقه ايجابيه عماله تغني وتضحك وافتكر المرات القليله اللي كانت رائحة فيها ل ماماتها وافتكر التكشيرة اللي كانت ديما بتحاول تداريها والسرحان الكتير والحزن اللي كان ماليها ولما كان يسألها مالك تقوله اصلك هتوحشني وأنها مش بتحب تبعد عن البيت بعد ما اتعودت عليه
كان عايز يتكلم معاها ويفهم منها اي الفرق وليه بتبقي غير كدة وهي رايحة زيارة لأهلها يوم وراجعه بس ضيق الوقت مأسعفوش واضطر أنه ياجل اي كلام لحد ما يسلم التقرير ل بهاء وبعدها هيركز مع مراته ويفهم مالها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بهاء كان مركز في جمع التحريات وشهادات الجيران رمي كل مشاكله وهمومه ورا ضهره وركز في شغله وبس وبعد مرور حوالي خمس ساعات علي اكتشاف الجريمة كان قدام بهاء ملف في معلومات عن أسرة ناهد
ناهد فوزي عبد العزيز موظفة في إدارة التعليمية الكل بيشهد بأخلاقها وادبها ملهاش مشاكل مع حد سواء في العمل أو مكان إقامتها .... ولادها كمان كانو في حالهم ديما ملهمش اي خلافات مع اي حد شريف الابن الكبير كان تواجده في البيت قليل جدا بسبب شغله المتواصل ... الشقه اللي ساكنين فيها دي تبقي شقه والد شريف مش والد منة ومعاذ وكمان محل تحت البيت صغير ماجرينه مخزن ل تاجر ادوات منزليه بردو باسم والد شريف و في معاش بتصرفه ناهد باسم زوجها التاني والد منه ومعاذ
منه اتخطبت مرة لكن بعد حوالي شهرين والدتها قالت ل بعض الجيران أن محصلش نصيب وأنهم متفقوش مع بعض الخطيب كان زميل منه في الجامعه اكبر منها بسنه واحدة .... معاذ كان غاوي كورة وديما بيعلب مع شله مصاحبهم في الملعب اللي بعد شارعهم بشارعين
كان بهاء بيقرا بتركيز شديد لحد ما شتت تركيزة ظهور الطفل من تاني وهو واقف في ركن من أركان الاوضه و باصصله بغضب شديد ولسه بهاء هيتحرك من مكانه اتفاجا بالطفل ادامة تماما وهمس بكلمة واحدة بس ((( ماما )))
واختفي تاني ... رغم أن الموقف مفروض مرعب لاي حد الا أن بهاء ابتسم وحس أنه مسك طرف الخيط اللي هيحصل القضيه دي وعشان يتأكد من إحساسه ومن اللي فهمه من إشارات الطفل اللي بيظهرله كان لازم يستني لحد ما نتيجة الطب الشرعي توصله الاول
تلفونه رن وللحظة فكر أنه يكنسل بس تراجع وخد نفس طويل وبعدين رد
ــ أيوة يا مهاب
ـــ أنا مش مهاب يا بهاء أنا نيره ازيك عامل اي
جز علي سنانه من الغيظ ورد بضيق واضح
ــــ بخير الحمد لله نعم في اي
ـــ اتكلم كويس يا بهاء لو سمحت مش كل مرة افكرك أنا مرات اخوك الكبير واحترامي من احترامه
ـــ انتي متصله تديني محاضرة في الادب والاحترام ولا اي ! خير يا نيرة قولي في اي أنا ورايا شغل مش فاضي
ـــ ماشي يا بهاء مش هعمل مشكله معاك كفايه المشكله اللي موجودة أصلا لو سمحت عدي علينا انهاردة ضروري بابا من بعد المكالمه اللي ما بينكم وهو تعبان وضغطه علي جدا تعالي راضيه لو سمحت وارجع شغلك تاني هو فعلا كان عايزك في موضوع مهم وانت عارف بابا عصبي شويه بس ف بليز يا بهاء تعالي وبلاش الموضوع يكبر اكتر من كدة
ـــ وهو اي اللي بيكبر المواضيع يا نيره ؟
قاطعته بنبره هاديه زي ما هي
ــ مش موضوعنا دلوقتي بقولك بابا تعب بعد الانفعال اللي حصل لو سمحت تعالي راضيه واسمع كان عايزك ليه وبعدين اعمل اللي يريحك
رد بسخريه
ـــ لا وانتم بتسبوني اعمل اللي يريحني اوي
ـــ اكيد بنسيبك ما انت قاعد في شقه لوحدك منفصل عننا رغم أن كلنا عايشين مع بعض وكل واحد له دور ف القصر هنا الا انت حبيت تستقل وتعيش لوحدك وسبناك بنشوفك كل فين وفين وبنقول اوك شغله وهو ادري بظروفه مفروض نعمل اي تاني يعني مش فاهمه
ـــ متعملوش حاجة اوك يا نيرة أنا جاي مسافه السكة هكون عندكم يلا سلام
قفل معاها من غير ما يستني يسمع رد والحقيقه الحركة دي طبع فيه مع اي حد ومهما حاول يغيره مش بيعرف ولا بيقدر يسيطر علي نفسه وقتها
رجع رأسه لورا بارهاق وتعب وغمض عينيه وهو بيهمس
ــــ يارب أنا تعبت ريح قلبي بقا
فضل علي الوضع دا شويه بيحاول يهدي نفسه قبل ما يتحرك عدي حوالي ربع ساعه وبعدين خد حاجته واتحرك وهو بيدعي من جواه أن الزيارة دي تعدي علي خير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤمن وصل علا بيت والدته وهو في الطريق راجع ل شغله تلفونه رن برقم حماته استغرب بس رد علي طول خاف يكون حماه تعبان أو معاهم مشكله
ـــ السلام عليكم
ـــ وعليكم السلام يا حبيبي ازيك عامل اي ؟
ـــ الحمد لله يا ماما تمام ماشي الحال
ـــ يارب ديما يا حبيبي .. بقولك اي مكلمتش علا انهاردة بتصل بيها بقالي شويه غير متاح علي طول قلقت عليها
ـــ لا متقلقيش يا ست الكل شبكة اتصالات بس عند ماما بعافيه شويه اتصلي ع فودافون هيرن عادي
ـــ هي عند ماماتك ؟
ـــ اه اصل جالي شغل واحتمال ابات برة ف انتي عارفه بقا أنها بتخاف وكدة ف ودتها عند ماما عشان اكون مطمن عليها
ـــ والله ما حد مدلعها غيرك يا مؤمن بتخاف اي وبتاع اي دي بقت ام خلاص ولازم تكبر بقا وتتحمل المسؤوليه هتفضل في الدلع دا لحد أمتي وماماتك تقول اي دلوقتي متجوز عيله خايبه بتخاف تنام لوحدها دا كلام دا يا ولاد
حاول مؤمن يتكلم بهدوء رغم ضيقه
ــــ اهدي بس يا ماما في اي لكل دا هي بتخاف تبات لوحدها مش تقعد لوحدها وبعدين نيجار تعباها جدا وانا اللي وديتها ل ماما وماما متفهمه وفرحت جدا لانها ديما لوحدها ف هما بيونسوها
ــــ اطلع أنا منها يعني ماشي شكرا عموما المهم انكم كويسين سلام يا حبيبي
ـــ استني بس يا ماما انتي زعلتي ليه والله انا بشرحلك اللي حصل ومش فاهم اي زعلك ومع ذلك حقك عليا والله
ـــ لا يا حبيبي مفيش حاجة أنا اطمنت عليكم ودا المهم معلش هقفل معاك عمك محمود بينده عليا بدل ما يتعصب انت عارفه بقا
ـــ ماشي يا حبيبتي سلملي عليه كتير
ـــ يوصل يلا مع السلامه
ـــ مع السلامه
قفل مؤمن وخد نفس بارتياح أن المكالمه خلصت ديما اي حوار مع حماته بيكون متعب بالنسباله بيحس أنه بيتنفس لما يخلص كلام معاها وفكر لحظات لما دا إحساسه وهو كل مدة كبيره جدا لما بيتكلم مع حماته اومال اي بيحصل مع علا !!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكان اول مرة نروحه مقابر بمنطقه البساتين كان قاعد قدام قبر أبوة بعيون زايغه ودموع مبتقفش ضامم رجليه ل صدره وحاضنهم بأيديه وبيتمتم بكلمه واحدة ((( ماما )))
مساء الخير لايك يا حلوين متنسهوش في كتير منكم بيكتب الكومنت وينسي اللايك هستني رايكم في البارت
ابيض واسود
الفصل الثالث
مني محمود بركات
التراكمات قادرة أنها تهد اي شخصيه
او تغير الشخص من النقيض للنقيض
قادرة أنها تورينا نسخة تانيه مننا منعرفش عنها حاجة ولا كنا نتخيل أنها موجودة جوانا
التراكمات بتأثر علينا بطرق مختلفه كل واحد حسب شخصيته بس اصعب نوع من وجهه نظري هو اللي بيشوف من نفسه نسخه بشعه هو مكنش سبب في ظهورها ابدا
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
(( عائلتي ))
وصل بهاء قدام القصر اللي عاش فيه طفولته كلها ابتسم بحنين لأيام بيتمني انها ترجع تاني خد نفس طويل وهو بيدعي من جواه أن الزيارة دي تعدي ع خير ويقدر يمسك نفسه ويسيطر علي غضبه
اول ما وصل قدام الباب فتحت بسمه أخته الصغيره وقبل ما ياخد اي رد فعل رمت نفسها في حضنه
ـــ وحشتني اوي يا أبيه
ـــ وانتي كمان وحشتني يا حبيبتي انا معرفش انك موجودة انهاردة
ـــ طب اي مفاجأة حلوة ولا وحشه
قرص خدها بخفه وهو بيضحك
ـــ حلوة طبعا وزي القمر كمان
ـــ طب تعالي يلا بابي مستنيك من بدري اوي وعشان خاطري يا أبيه حاول تكون هادي
مسك ايديها قبل ما يدخلو مكان ما الكل متجمعين
ـــ استني يا بسمة .. متعرفيش موضوع اي اللي بابا عايزيني فيه !!
هزت رأسها بنفي
ــ لا والله يا أبيه أنا كمان كلموني وقالولي تيجي من المطار علي هنا ضروري ومتقبليش اي رحلات عشان عايزينك في موضوع مهم
كشر بهاء بضيق
ــ مين اللي كلمك
ـــ وهو في غيرها بيعمل كل حاجة ف البيت دا نيرة هانم طبعا
ـــ تمام تعالي ندخل نشوف في اي
دخلو كان موجود معتز الدميري سوزي أخته جمب بعض علي كنبه وقصادهم مهاب ونيرة مراته .... سلم بهاء عليهم وبعدين قعد
ـــ يا تري ايه الموضوع المهم اوي دا اللي متجمعين كلنا عشانة وياريت يكون سريع لأن ورايا شغل مينفعش اتاخر عليه
سوزي بسخريه ...
ــ هتتاخر عن الوزارة يعني دول شويه مجرمين وقتالين قتله ما يستنو الدنيا مش هتطير
تجاهل بهاء كلام عمته وبص ل باباه واتكلم بهدوء
ـــ خير يا بابا ؟!
سوزي كانت لسه هتتكلم قاطعتها نيره وهي بتبسم بهدوء
ــ احم أنطي بليز اهدي ( بصت ل بهاء ) الموضوع يا بهاء أن بسمة اتقدم لها عريس كريم ابن انكل محرم وكنا متجمعين عشان نتفق علي التفاصيل ونشوف طلبات بسمة قبل القاعدة العائليه اللي هتم بس كدة
بسمة بصدمة
ــ كريم متقدملي أنا ! ( كشرت لما استوعبت اكتر ) ثواني هو اي اللي تشوفو طلباتي هي مش الجمله كانت نشوف راي بسمة موافقه ولا لا اتغيرت أمتي ؟
معتز
ــ وانتي مش هتوافقي ليه كريم شاب محترم هو اللي ماسك شركات محرم كلها ابن وحيد مؤدب أخلاقه عاليه شكله مقبول سنه مناسب حسب ونسب .. اي عايزة اي اكتر من كدة عشان توافقي أن شاء الله
سوزي بسخريه
ــ يمكن عايزة حد لا حسب ولا نسب
نيرة بلين
ـــ القاعدة دي يا بوسي مش هنعمل فيها اي حاجة غير انك هتتكلمي مع كريم لوحدكم شويه ونشوف رأيهم في طلباتنا وهنطلب منهم وقت ونرد عليهم يعني هتاخدي وقتك في التفكير متقلقيش
مهاب
ـــ احنا بس بنوفر أن نقعد كزا قاعدة فرضا انتي ارتحتي مع كريم بس موافقش بعد كدة علي طلباتنا ؟ ف قلنا تبقي قاعدة واحدة تعارف وطلبات وبعدين انتي تقولي موافقتك براحتك بقا
بسمة بصوت هامس
ــ اقول موافقتي !!
سوزي بصت ل نيرة
ــ بس يا نيرو أنا حاسه ان المؤخر اللي قولتيه قليل شويه علي بسمة
نيرة
ـــ لا خالص متنسيش يا أنطي اني حددت شبكة سوليتير بمبلغ كبير جدا غير الفيلا اللي هنا وزيها في اي مكان بسمة تختارة
معتز
ـــ أنا كمان شايف أن مقترحات نيرة تمام جدا بلاش يقولو أن معتز الدميري طمعان فيهم أنا بس عايز احفظ حق بنتي ودا حقي طبعا
مهاب
ــ نطمع في مين يا بابا احنا مش قليلين في البلد وهو عارف كويس اوي هو مناسب مين
نيرة بابتسامة
ـــ اكيد يا حبيبي بابا بس مش حابب ياخد فكرة غلط عننا
سوزي بلا مبالاة
ـــ اوك اوك زي ما تشوفو
بسمة كانت بتنقل نظراتها بينهم وهي لسه في حاله صدمة مش عارفه تطلع منها فاقت منها علي ايد بهاء اللي طبطب علي كتفها بهدوء قبل ما يتكلم
ـــ لو بسمة رفضت تقعد معاه من اساسه ؟ مش حابه أنها تتجوز دلوقتي ؟ في حد تاني في حياتها أو ماجله الفكرة كلها حاليا ؟ الوضع هيكون اي ؟
نيرة
ـــ احنا مش هنجبرها علي حاجة يا بهاء كل الم
قاطعها بهاء وهو بيحاول يسيطر علي غضبه
ـــ نفسي مرة واحدة اتكلم وحد غيرك اللي يرد عليا
مهاب بحده
ـــ بهاء اتكلم مع مراتي بأسلوب احسن من كدة
معتز
ــ استني انت يا مهاب ... ردا علي كلامك يا حضرة الظابط هي كدة كدة هتقعد مع كريم لأن خلاص احنا ردينا علي الناس وحددنا معاد احنا مش هنجبرها علي حاجة لكن بردو مش مسموح بدلع البنات في موضوع زي دا ثم إن نيرة مرات اخوك الكبير احترامها من احترامة وكلامها ومقترحاتها كلها في مصلحة الكل عمرها ما فكرت في نفسها حياتها كلها لينا احنا وبس غير ناس تانيه سابت. البيت باللي فيه وبقت عايشه لنفسها وبس ف لما تتكلم معاها تتكلم باحترام اكتر من كدة
بسمة بصت ل بهاء وعرفت أنه وصل لقمة غضبه اتكلمت هي بسرعه قبل ما الأمور تتأزم عن كدة
ــ بابي بعد أزن حضرتك أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي أنا بحب شغلي جدا ولسه صغيره ف لو سمحت حضرتك تعتذرلهم لاني مش هقعد مع حد كريم كويس وكل حاجة أنا اللي مش جاهزة للخطوة دي دلوقتي
معتز بغضب
ـــ وانا قلت هتقعدي معاهم يعني هتقعدي ايه ملكيش كبير وهتكسري كلامي ولا اي
نيرة
ــ براحة يا بابا بلاش انفعال بليز الدكتور منبه أن كدة غلط قول حاجة يا مهاب
بهاء بسخريه
ـــ وهو مهاب ليه قوله بعد قولك بردو
مهاب بحدة
ـــ في اي يا بهاء ما تاخد بالك من كلامك شويه
سوزي
ــ معلش أصله متعود علي الكلام مع المجرمين والحراميه فا نسي ازاي يتكلم مع أهله
بسمة بتوتر
ـــ يا جماعه ارجوكم اهدو لو سمحتو
بهاء
ـــ أنا قلتلك مليون مرة هاتي حاجتك وتعالي اقعدي معايا مش فاهم انتي مصرة تفضلي هنا ليه
معتز بغضب
ـــ انت كمان بتقويها علينا وعيني عينك انت خلاص اتجننت بجد طب هشوف بقا كلمة مين هتمشي أنا ولا انت
بسمة بدموع بتلمع
ـــ بابي اهدي لو سمحت ... أبيه عشان خاطري اهدي انت كمان انت وعدتني
نيرة بضيق
ـــ والله حضرتك في ايديك كل دا يخلص لو وافقتي تقعدي مع كريم محدش اجبرك علي اي حاجة عشان كل اللي بيحصل دا
بهاء
ـــ مش هتقعد مع حد انتم قلتو اللي عندكم وهي ردت الموضوع خلص خلاص
سوزي بحده
ـــ قلتلك يا معتز لا تتصل بيه ولا تقوله اصلا اي حاجة واعتبره مش موجود نهائي طالع ل ماماته بيحن للبيئه اللي شبهه مش وش قصور وحسب ونسب قلتلي لا دا ابني بردو
بهاء بغضب وصوت عالي
ـــ متجبيش سيرة امي علي لسانك تاني ... اقسم بالله أنا ساكت عليكم واحد واحد إكراما لوصيتها ليا لو اختبرتم صبري اكتر من كدة متلومش الا نفسكم عشان ساعتها مش هسمي علي حد فيكم
بسمة ببكاء
ــ يلا أبيه يلا خلينا نمشي من هنا ارجوك كفايه كدة يلا نمشي
معتز
ــ أنا مش هرد عليك لاني فعلا من انهاردة. هعتبرك مش موجود صفحة واتقفلت في حياتي زي ما قفلت صفحة امك من زمان ( بص ل بسمة ) وانتي لو خرجتي معاه دلوقتي انسي أن ليكي أهل تاني البيت دا مش هتدخليه تاني ابدا سواء وانا عايش أو حتي بعد ما اموت
مهاب
ـــ اهدي يا بابا لو سمحت احنا كان مفروض نسمع كلام عمتو ونيرة من الاول لكن أنا وأنت اللي كنا فاكرينه اتغير وبقا انسان مختلف عموما من غير زعيق ولا عصبيه اتفضل يا بهاء مكان ما جيت وانتي يا بسمة خدي قرارك واحنا هنتقبله بصدر رحب يا تفضلي ونكمل موضوع كريم يا تمشي مع البيه وانسينا خالص
بسمة فضلت تعيط وبهاء كان من كتر الغضب اللي جواه بيتنفس بصوت عالي جدا كأنه بيجري بقاله مدة ومعتز وسوزي بيبصوله بتحدي وغضب أما نيره قاعدة وحطة رجل علي رجل وبتتفرج بكل برود
مهاب
ـــ ياريت نخلص يا بسمة اخترتي اي ؟
بسمة بصوت واطي وهي بصه ل بهاء
ــ استناني شويه يا أبيه هطلع الم حاجاتي واجي معاك
كلهم بصولها بصدمة لانهم كانو متاكدين أنها هتختار معتز كل مرة بيكون في مشكله بين معتز وبهاء بسمة بتاخد صف معتز منعا للمشاكل اول حد فاق من صدمته كان بهاء اللي ابتسم ابتسامة مهزوزة وهز رأسه من غير كلام
اتحركت بسمه بسرعه علي اوضتها من غير ولا كلمة تانيه وحرب النظرات فضلت مستمرة بينهم تحت قاطعها صوت مهاب اللي اتكلم بكل هدوء
ـــ اوعي تفتكر أنها هتكمل معاك انت اكتر واحد عارف بسمة مدلعه ازاي هي بس زعلت من الطريقه اللي عرفناها بيها موضوع كريم مش اكتر عشان متفرحش اوي
بهاء بنبرة قويه
ــ خليكم قد كلامكم اللي لسه قايلنه لو خرجت من هنا معايا ملكوش دعوة بيها خالص وانا وهي هنتصرف مع بعض
سوزي
ـــ اشبعو ببعض بس اوعي تفكر أن صوتك العالي وتهديدك لينا هيعدي بالساهل لاااا ابدا دا أنا بمكالمه تلفون مني اطيرك من شغلك اللي انت فرحان بيه دا
بهاء ابتسم
ــ بجد !! طيب ياريت تعملي كدة وقتها هبقي فاضي بقا ومواريش غيركم ... وهبدء ب شرشر حبيب القلب واطلع الدفاتر القديمة بتاعته و
قاطعته سوزي
ـــ انت اتجننت ولا اي
معتز
ـــ مين دا ؟؟ ومالك اتعصبتي كدة ليه ؟؟
نيرة
ــ اظن كل دا ملوش لازمة .. أنطي بليز لا تتصلي ب أحد ولا تعملي حاجة بهاء في حاله واحنا في حالنا اوك ؟
سوزي بغيظ
ــ اوكي يا نيرة اوكي
بهاء بسخريه
ــ اييييوة اسمعي كلام الأبله نيرة عشان منزعلش كلنا من بعض هتأذوني في شغلي هأذيكم واحد واحد هتسبوني في حالي هسيبكم في حالكم
مهاب
ـــ مش مكسوف من نفسك وانت بتقول ل اهلك هأذيكم ؟
بهاء
ــ صدقني يا مهاب أنا كدة مؤدب جدا معاكم ومراعي انكم للاسف اهلي
سوزي بصوت واطي
ـــ بيئه زي أمه
نزلت بسمه وهي شايله شنطيتين جري عليها بهاء وخدهم منها وقفت تبص عليهم مرة آخيرة والدموع في عينيها
ــ بابي أنا
قاطعتها نيرة
ــ كفايه كدة يا بسمة لو سمحتي انتي اخترتي خلاص بلاش نتعب بابا اكتر من كدة بليز
بصلتها بسمة بضيق ومشيت ومعاها بهاء واول ما خرجو من البيت دمعه نزلت من عيون معتز علي روحه اللي فارقته لاول مرة
أما بسمة ركبت جمب بهاء من غير كلام ... بهاء كان مقدر الصراع اللي جواها ومحبش يضغط عليها نهائي وسكت هو كمان
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ
علا كانت قاعدة مع ميادة بيشربو القهوة ومشغلين ام كلثوم وهما بيتكلمو سوا ونيجار نايمة علي سرير صغير معاهم في نفس الاوضة قاطع كلامهم صوت تلفون علا برقم والدها استأذنت من ميادة ودخلت ترد في البلكونة
ــ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـــ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا حبيبه بابا عامله اي ؟ وجيجي عامله اي ؟
ـــ الحمد لله يا حبيبي كويسين انت عامل اي وماما ؟
ـــ الحمد لله بس زعلان منك عشان كدة متصل اعاتبك
ـــ زعلان مني انا !! ليه يا بابا أنا عملت اي ؟
ــ مزعله ماما ليه ؟
ـــ أنا !! والله ما زعلتها حتي احنا أنهاردة متكلمناش خالص زعلتها أمتي بقا ؟
ـــ اتصلت عليكي كتير كان غير متاح اتصلت علي مؤمن وعرفت منه انك روحتي تباتي عند حماتك عشان هو هيبات في الشغل
ـــ طب ودي فيها اي مش فاهمه ؟
ـــ مجتيش هنا ليه بدل ما تتعبي حماتك معاكي يا بنتي عدمتي بيت ابوكي يعني ؟ وبعدين مش كبرنا بقا علي أننا نخاف نقعد لوحدنا ولا اي ؟
ردت بصوت مخنوق
ـــ يا بابا أنا مش بتعبها هي اصلا طول الوقت لوحدها وبتقولي كتير اجي واقعد معاها وبعدين انا اه كبرت بس كمان مش انا بس ال بخاف مؤمن كمان بيخاف علينا لما يكون هيبات برة أنا مش فاهمه أنا عملت اي غلط بس
سمعت صوت نجاة وعرفت أن والدها مشغل الاسبيكر
ــ ما هي المشكله انك مش فاهمه انتي عملتي اي أنا قلتلك من الاول يا صبري هتكلمها هتحرقلنا دمنا علي الفاضي
ـــ ليه بس يا ماما أنا والله ما فاهمة اي مزعل حضرتك اوي كدة
نجاة
ـــ اللي مزعلني أن اللي هيتكلم هيقول تربيتك حتة بت واحدة وتربيتها زفت وبتدلع مرة تعبانه مش بتعمل اكل قال الحمل تعبها مرة مخليه حماتها تخدمها مرة تخلي واحدة تعملها الشقه ودلوقتي قال خايفه تبات لوحدها ف تطب علي حماتها انتي اي مبتحسيش حرام عليكي هتطفشي الراجل منك ومن عمايلك
صبري
ـــ اهدي بس يا نجاة مش كدة هي متقصدش ومؤمن بيحبها وفاهم كدة
نجاة
ـــ بلا تقصد بلا متقصدش أنا هقوم اشوف ورايا اي الكلام معاها ممنوش فايدة طول عمرها مش بتشوف نفسها غلطانة ولازم تقاوح وخلاص هي حرة اللي بيشيل اربه مخرومة يتحمل هو اللي يحصله بقا
صبري
ــ ينفع كدة يا علا
علا ببكاء
ــ أنا عملت اي ؟ كل اللي هي بتقوله دا مؤمن متفهمه ومش بيزعل بالعكس مقدر تعبي وبيخاف عليا فين المشكله أنا مش فاهمه لما ابقي اجي اكلمكم واقولكم أن مؤمن أو طنط مزعلني ابقو سمعوني كل الكلام دا
ــ يعني ملناش دعوة بحياتك يا بنتي ماشي شكرا اوي انتي كبيره كفايه تنظمي حياتك مع السلامة
وقفل التلفون قبل ما علا ترد فضلت علا واقفه في البلكونة شويه ودموعها نازله بصه للتلفون مش عارفه تعمل اي مش فاهمه هي غلطت في اي مفروض تعتذر عنه ميادة حست ان علا اتاخرت وقفت ع باب البلكونة لاقت التلفون في ايديها ف ندهت عليها
ــ لولو واقفه عندك كدة ليه القهوة هتبرد كدة
لفت علا واول ما شافت ميادة دموعها شدتها ل حضنها وهي بتهديها
ــ اي يا حبيبتي كل الدموع دي في اي بس ... طب ماما وبابا كويسين ؟ حد تعبان ولا حاجة ؟
علا بصوت مخنوق
ــ كويسين يا طنط مفيش حاجة ماما بس زعلانة مني شويه عشان مكلمتهاش طول اليوم وأنا بضايق لما تزعل مني كدة
ـــ طب بس بس اهدي وبطلي عياط يا عبيطة انتي ... شويه كدة تكون هديت واتصلي اعتذريلها وهي هتكلمك عادي ع طول احنا كدة بنطلع نطلع وننزل علي مفيش
ـــ ماشي يا طنط أن شاء الله
ـــ تعالي يلا كملي قهوتك وروقي كدة عشان خاطري
ابتسمت ابتسامه خفيفه
ـــ حاضر يا حبيبتي يلا
دخلت علا معاها بس فكرها مشغول ومش عارفه هتفضل في دوامة الضغط النفسي اللي طوها عمرها فيها دي لحد أمتي ... بصت ل نيجار وهي نايمة ودموعها نزلو اكتر بخوف علي بنتها خايفه تطلع صورة من امها وتعمل في بنتها كل اللي اتعمل فيها
ميادة كانت حاسه ان في سبب غير اللي علا قالته لكنها محبتش تضغط عليها ولا تدخل في شيء بينها وبين أهلها واكتفت بأنها تهون عليها وتهديها وبس
-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
بكر رجع علي شقته متأخر بعد ما خلص كل اللي بهاء طلبه منه قبل ما يمشي كان مرهق جدا ومخنوق من بعد مكالمه بركات ليه
بدور كانت قاعدة في الصاله قدام التلفزيون وقدامها علب وشنط كتير كانت بتوضب فيهم
ـــ مساء الخير يا حبيبتي
ـــ مساء الخير يا بكر اي يا حبيبي مالك شكلك تعبان كدة ليه
ــ مفيش قضيه جديدة والشغل فيها كتير بس
ـــ طيب ريح كدة وانا هقوم احضرلك العشا حالا
ـــ استني خمسه بس اخد نفسي وبعدين ناكل اوعي تكوني كلتي هزعل منك بجد
ابتسمت بحب
ـــ لا يا حبيبي ماكلتش مستنياك طبعا
بص بكر للعلب اللي قدامها ورجع بصلها وهو رافع حاجبه
ــ مفيش سمعان كلام خالص صح
ــ يا بكر أنا ببقي قاعدة زهقانة بين أربع حيطان ومش بحب انزل من البيت ولا عندي حد اصلا اروحله خليني علي راحتي اهو بسلي نفسي يا سيدي
ـــ وهو انا تاعب قلبي يا بدور غير اني سيبك علي راحتك ... بقالي تلت سنين سايبك علي راحتك ومش بضغط عليكي تلت سنين وانتي بتدبلي قدامي كل يوم ومش فاهم السبب وساكت عشان راحتك تلت سنين هموت وافهم منك سامح اخد تيا واختفي ليه وايه دخل بركات باللي حصل وانتي رافضه الكلام واقول سيبها علي راحتها ... راحتك واجعه قلبي يا بدور وجعاه اوي
خلص كلامه ودخل اوضته وهي دموعها نزلت بوجع علي جرح مش بيهدي ولا يروح ابدا وهمست بكل قهره ووجع جواها
ــ ربنا ياخدك يا بركات ربنا ياخدك حسبي الله ونعم الوكيل فيك
قامت دخلت اوضتها بسرعه ورمت وشها علي المخدة تكتم صوت عياطها وانهيارها عشان بكر مسمعش دا عهد خدته علي نفسها بكر استحاله يعرف اللي حصل استحاله لو فيها موتها
-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
في المقابر كان شريف قاعد قدام قبر ابوه زي ما هو مبيتحركش حارس المقابر كان كل شويه يعدي يبص عليه من برة ويسمع صوت عياطه يتنهد بحزن عليه ويمشي ويستني شويه ويعدي تاني ويلاقيه لسه بيعيط ف يمشي
لكن لما الليل دخل والوقت اتاخر اضطر أنه يدخل ويتكلم معاه ولما دخل لاقاه ساند دماغه علي الحيطة ونايم
ــ دكتور شريف ... اصحي يا بني .. يا دكتور
شريف كان عرقان جدا وبيتنفض مكانة لمسه عم عثمان التربي لاقي جسمة سخن جدا حاول يفوقة اكتر من مرة مكنش بيستجيب ليه ولكنه حس أنه بيتكلم من حركة شافيفه قرب منه وسمعه بيهمس
ـــ انا قتلتهم ... انا قتلتهم كلهم
أبيض وأسود
مني محمود بركات
الفصل الرابع
في جمله بتقول الكبت يولد الانفجار
خلينا نشبه الانفجار دا بالانهيار اللي بيحصل ل شخص بيفضل كاتم جواه القهر والوجع لمدة كبيره
ولما بيحصل وبينهار الشخص النتيجة بتكون حاجة من اتنين يا اذيه جسديه ونفسيه للشخص نفسه والامثله كتيره زي الضغط أو الجلطات أو السكته القلبية مثلا
يا اما الشخص دا بيأذي اللي كانو سبب في انهياره ووقتها بيكون مغيب تماما عن اي تفكير منطقي خصوصا لو كان وحيد ومفيش حد يعمل كنترول علي غضبه
ودا اللي حصل مع شريف
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ
بهاء وبسمة وصلو شقته من غير كلام بس بسمة اول ما باب الشقه اتقفل دموعها نزلو ومجرد ما بهاء قرب منها وحضنها الدموع دي اتحولت ل بكاء شديد
بهاء بحنيه وحزن
ــ بوسي عشان خاطري اهدي ... انتي عارفه اني مبحبش اشوف دموعك ... انتي الوحيدة اللي فضلالي يا بوسي بلاش توجعي قلبي عليكي عشان خاطري
ـــ هما ليه كدة ! انا مش قادرة افهم يا أبيه بجد بقعد كتير مع نفسي واحاول اشوف مبرر واحد لتصرفاتهم مش بلاقي .. أنا والله ما كنت عايزة اسيب بابا بس انا مش هقدر اشوفهم وهما بيحركوني بمزاجهم بالشكل دا واسكت مش هقدر والله
ـــ ممكن تهدي طيب اوعدك أن كل حاجة هتتصلح وهنقعد ونتكلم وهفهمك كل اللي انتي مش فهماه كمان انتي خلاص كبرتي ومن حقك تفهمي الأمور حواليكي ماشيه ازاي وبعدها تقرري هتعملي اي في حياتك بس دلوقتي تهدي خالص وتبطلي عياط ممكن ؟
ـــ بجد يا أبيه ؟
ـــ بجد يا بسمة طالما بدأتي تفكري في مستقبلك وتتمردي علي تحكامتهم يبقي هو دا الوقت اللي تعرفي فيه كل حاجة بس مش انهاردة أنا لازم ارجع الشغل عشان القضيه اللي معايا مكنش ينفع اسيب القسم اصلا والله
ـــ خلاص يا حبيبي مش هعيط تاني وعد وانت يلا ارجع ل شغلك
ـــ الاوضه اللي في الوش دي هتبقي اوضتك اوك .. محتاجة حاجة مني قبل ما انزل ؟
ـــ لا خالص أنا هظبط هدومي وهنام علي طول اليوم كان طويل جدا ومتعب اوي
ـــ اوك يا بوسي ولما ارجع أن شاء الله هنتكلم سوا يلا حبيبي تصبحي علي خير
ـــ وانت من اهل الخير يا أبيه في حفظ الله
خرج بهاء ورجع بسرعه علي القسم اتصل علي مؤمن كان عايز يتأكد أن الإشارة اللي ترجمها كانت صح ولا لا
ـــ اي يا دكتور مفيش جديد ولا اي
ـــ هو أنا لحقت يا باشا انا بقالي ساعه بس شغال في الجثث
ـــ طب اي احساسك مبدأيا حتي يا مؤمن أنا مش هفضل واقف كدة عايز طرف خيط امشي عليه
ـــ مبدأيا زي ما قلتلك متخدرين وبعدين اطعنو بالسكين من الأماكن بتاعت تواجدهم في الشقة ومن اللي انا شايفه قدامي الام كانت الأولي وبعدين البنت واخر حد كان الولد
ابتسم بانتصار
ـــ كنت متاكد والله شكرا يا دكتور كمل انت شغلك بقا وهستني التقرير في خلال ساعات هه
ـــ حاضر يا باشا طلباتك اوامر سلام
ــ سلام
قفل معاه ورن الجرس للعسكري اللي موجود نبطشيه دخل وادي التحيه
ـــ تحت امرك يا افندم
ـــ بكر فين يا ابني ؟
ـــ روح يا باشا من ساعه كدة بعد ما سلم الجثث بنفسه للمشرحة
ـــ اتصل بيه خليه يجيلي دلوقتي حالا ... يلااا انت واقفلي كدة ليه انا عايزة هنا حالا يلا
ـــ امرك يا باشا حاضر
العسكري كلم بكر فعلا ورد عليه بكر أن جاي مسافه الطريق وفي خلال نص ساعه كان واقف قدام بهاء
ـــ اامر يا بهاء باشا
ـــ أنا عايز شريف قدامي قبل النهار ما يطلع يا بكر الواد دا اللي عملها مش عايزة حر اكتر من كدة
ـــ يا باشا احنا مخلناش مكان مدورناش فيه ومع ذلك مكملين والله
ـــ روحتو مقابر أبوة ؟
ـــ مقابر أبوة !! لا منعرفش هي فين اصلا
ــ روح اسال البواب أو صحاب شريف المقربين اتصرف الواد دا أن شاء الله هيكون هناك بسرعه قبل ما يغير مكانه يا بكر سمعني قبل النهار ما يطلع الاقيه هنا
ـــ تمام يا باشا هتصرف حاضر بعد اذنك
شاورله بهاء بهدوء وبعد ما خرج بكر وقفل الباب وراه يص بهاء لركن في الأوضه وابتسم وافتكر اللي حصل بعد ما خرج العسكري من عنده عشان يكلم بكر
فلاش باك
الطفل ظهر تاني في ركن الاوضة وهو دموعه نازله بهاء بصله بحيرة وهمس
ــ قولي انت فين ؟
الطفل ابتسم من وسط دموعه همس هو كمان
ــ عند بابا
باك
رجع بهاء رأسه لورا علي كرسيه وغمض عينيه وهو مبتسم براحة
ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ
الوقت عدي ببطء شديد علي بهاء وهو منتظر بس كان واثق أن بكر هيرجع ب شريف ودا اللي حصل فعلا واهو شريف قدام بهاء هدومة متربه عينيه زايغه في كل مكان شعره منكوش كان واضح جدا أنه في حاله هذيان وأنه مش في وعيه ولا حالته الطبيعيه ومع ذلك بهاء أصر يستجوبه
ــــ عملت كدة ليه يا شريف ؟ ايه اللي وصلك انك تعمل فيهم كدة ؟
ـــ مفيش رد
ــــ شريف انت سامعني ! اتكلم عرفني اي وصلك ل كدة ليه قتلتهم بالشكل دا ؟
شريف كان باصص قدامة ودموعه نازله بدء يتكلم بصوت واطي لكن واصل ل بهاء
ـــ أنا أنا كنت بحبهم بس هما محبونيش
( بص ل بهاء وهو بيعيط ) ليه طيب ؟ ليه محبونيش ؟ طب هي ليه حبتهم هما وانا لا ؟ أنا عملت كل حاجة والله
( بدء صوته يعلي ورجع بص قدامة ) كل طلباتها كانت مجابه شريف الفلوس مش مكفيه اشتغل ورديه كمان بدل قعدتك في البيت ... حااااضر ... شريف ايجار المحل هيبقي مخصص ل جهاز اختك وبس ... حاااااضر ... شريف انسي حب عمرك اللي هتموت وتتجوزها عندك اخوات اصغر منك لازم تفكر فيهم متبقاش اناني .... حااااضر .... شريف بلاش دلع فيها اي لما نطلع مصيف وانت هنا انت الكبير انت عليك مسؤوليه الإجازة هتطير المرتب خليك هنا ... حاااااضر
( بص تاني ل بهاء ) انا كنت بقول علي كل حاجة حاضر عشان هي تحبني ... كان كل املي في الدنيا حضن منها وابتسامة في وشي ودعوة ليا زي اي ام ما بتعمل مع ولادها ... لكن هي كانت مدياهم هما كل الحب كل الاحضان والابتسامات والدعاوي كانت ليهم هما بس ... ولما اشتكي ابقي ابن عاق وبيدلع
( ضحك بوجع ) لما قلت أنا زي زيهم من حقي اتعب أو احس بحنانك وحبك زيهم اتقالي بس انت مش زيهم هما من حبيبي وانت من اكتر راجل كرهته في حياتي ... قالتلي في وشي أنها بتكرهني لاني شبه الراجل اللي كان سبب في عذابها زمان ولولا أنها محتجاني عشان الفلوس والمحل والشقه كان زمانها رمياني برة حياتهم من زمان
( بص قدامة وصوتة هدي واتكلم بشرود ) خرجت يومها من البيت وانا مش شايف قدامي ... يعني أنا ضعيت عمري كله عشان احس بحبها وكنت فاكر أنها بتقسي عليا عشان أنا الكبير طلعت في الاخر بتكرهني ... فضلت امشي في الشوارع مش عارف اروح فين أنا أنا مليش أصحاب مكنش عندي وقت اصاحب حد كان لازم اشتغل طول الوقت عشان ترضي عني ... رجعت علي البيت بس قبل ما افتح وادخل سمعتهم ... سمعتهم وهما بيتفقوا عليا
فلاش باك
ناهد بغضب
ـــ وبعدين بقا هفضل قاعدة قلقانة كدة كتير من رد فعل الزفت دا ؟ ما تفكرو معايا في حل أنا تعبت خلاص
منة بضيق
ـــ حضرتك اللي غلطانة احنا متفقين من الاول أن نعامله علي أنه مجرد مصدر للفلوس وبس مكنش فيه داعي تقوليله الكلام اللي اتقال دا دلوقتي ممكن يزعل ويمشي ومش بس كدة المصيبه الاكبر لو باع المحل والشقه هتبقي في الشارع بجد ومعاش بابا ميكفيش اي حاجة
ناهد
ـــ وانا يعني كنت قاصدة هو اللي عصبني يا منة معرفتش أنا بقول اي وكل اللي كتماه جوايا طلع بقا ... يارب يغور في ستين داهيه ومايرجع ابدا
معاذ
ـــ طب واللي يقولكم الحل اللي يريحنا منه ويخلينا كسبانين كمان تعملولوه اي
منة
ـــ وانت بقا يا اوزعه اللي عندك الحل السحري ؟
معاذ
ـــ بغض النظر عن التريقه اللي في كلامك بس اه يا منة أنا عندي الحل اللي يريحنا كلنا من زفت الطين دا
ناهد بضيق
ـــ ما تقول وتخلصنا انت كمان هي ناقصه فوازير
معاذ بهدوء
ــــ الحل بسيط جدا نخلص منه ونورث المحل والشقه
ناهد بصدمة
ــ انت اجننت يا معاذ ؟؟ عايزنا نقتل اخوك ؟
منة بهدوء
ــ استني انتي يا ماما ... ازاي يا معاذ ؟ اكيد مش اخرتنا تكون حبل المنشقه يعني ف عندك فكرة معينه ولا كلام افلام وخلاص
ناهد
ــ انتي بتقولي اي انتي كمان
معاذ
ـــ عندي الفكرة طبعا بصي يا حبيبتي اخوكي بشهادة كل الناس طاحن نفسه في الشغل وعليه كمان ايصال أمانة بفلوس جهازك اللي مرمي جوة دا ف لما هوب فجأة يطب ساكت ويجيلو هبوط حاد في الدورة الدموية يبقي حاجة طبيعيه جدا علي حد لا بيرتاح ولا بيهدي من الشغل والتفكير والديون واحنا بقا نتأثر ونخلي اي حد يشوفنا يشفق علينا من الحزن اللي احنا فيه
ناهد لسه هتتكلم قاطعتها منة
ــ ماما بقولك اي انتي اكتر واحدة فينا بتكره شريف وشربتينا الكره دا من واحنا صغيرين فكري بعقلك هنخلص من وجوده خالص والمحل والشقه هيبقو لينا بدل ما احنا خايفين نبص في يوم نلاقي نفسنا في الشارع
معاذ بخبث
ـــ لو مش موافقه علي اننا نخلص منه يبقي مفيش قدامنا غير أننا نتقبله ونديله بقا اهتمام ومراعيه وحب
ناهد كشرت
ـــ لا لا مقدرش أنا مبطقش ابص في وشه دا شبه ابوه بس بردو مش لدرجة اقتله ... ما نمضيه طيب علي تنازل عن البيت والمحل من غير قتل وهو يروح لحال سبيله حتي ميبقاش فيها سين وجيم
معاذ بتفكير
ــ ممكن بردو بس هيمضي ازاي وهو خارج شايط منك كدة مش هيثق فيكي طبعا
منة
ـــ ممممممم طيب بما أن الخطة اتغيرت أية رايكم نلم الدور يومين بس يعني مثلا لما يرجع نقابله أنا وأنت يا معاذ ونفهمه اننا غلطنا ماما جدا وأننا في صفه ومعاه وأننا شدينا مع ماما اوي ودخلت وهي زعلانه مننا وهوب نعرفه أنها تعبت ودخلت المستشفى ولازم تحاليل وإجراءات ويمضي علي التنازل في وسط الورق
ناهد بسخريه
ـــ وفين بقا المستشفى اللي هتعملك كل دا ؟
منة
ـــ ملكيش دعوة المستشفى ب الورق اللي هيتمضي مسؤوليتي أنا هظبط كل حاجة متقلقيش وافقي انتي بس
ناهد
ـــ طالما مفيش خوف عليكم من الحبس موافقه طبعا كدة نخلص منه من غير ما نأذي نفسنا
معاذ
ـــ اتفقنا علي خيره الله
باك
انا أنا مكنتش عارف اتصرف ... خفت ادخل البيت والله خفت نزلت فضلت امشي في الشوارع تاني لحد ما تعبت ونمت علي الرصيف من كتر التعب .. صحيت بعد الفجر شويه وانا لسه تايهه ... قمت وانا حاسس ان دماغي بتغلي حسيت اني هموت من القهر هموت وهحققلهم امنيتهم هنا بس فوقت ل نفسي
(ملامح اتحولت لغضب) قلت ل نفسي مينفعش احققلهم امنيتهم كدة بسهوله وزي ما فكرو يخلصو مني هخلص أنا منهم هموتهم أنا واريحهم وارتاح ... مينفعش اموت من القهر وهما يفرحو .... تخيلت قدامي مشهد اني موت وهما عرفو ... شوفتهم وهما عمالين يضحكووووو وفرحانين اوي ... شفتهم وهما بيمثلو الدموع قدام الناس واول ما يقوم لوحدهم بيهنو بعض بفرحة وسعادة أنهم خلصو مني .... مقدرتش اتحمل وقررت اموتهم أنا كان لازم حد فينا يموت ... يا اموت أنا بقهرتي يا يموتو هما والدنيا ترتاح من ناس جاحدة وقاسيه زيهم ... قررت ميطلعش عليهم نهار تاني روحت علي الصيدليه الاول فتحت وخدت المخدر وطلعت علي البيت كانو لسه نايمين محسوش بيا حطيت المخدر في قارورة المايه ودخلت اوضتي ونمت ... لما صحيت علي الظهر لاقيتهم شربو ونامو هههههههههههه دخلت عليهم هههههههههههه جريت علي المطبخ بقا وجبت اكبر سكينه عندنا وبدأت ب ماما
(عيط وضحك في وقت واحد ) اول ما ضربتها بالسكينه وشوفت الدم خفت ف الأول هههههههههههه بس بس افتكرت لما قلتلها احضنيني وضحكت عليا ف ضربتها تاني وافتكرت لما تعبت وكنت بموت وسابوني وراحو يصيفو ضربتها تالت .. وافتكرت لما اتعب وتقولي بلاش دلع قوم انزل شغلك ضربتها رابع ... افتكرت لما خافت علي ولادها من السجن لو قتلوني لكن وافقت تسرقني وتطردني ضربتها خامس وسادس لحد ما بطلت اعد .. فضلت اضرب فيها لحد ما حسيت اني تعبت خدت نفس ودخلت علي الحيه الصغيره وكررت اللي عملته معاها ومع اخوها وبعدها خرجت من البيت بهدوء زي ما دخلت
( بدء يزعق ) انا مش فاهم أنا هنا ليه .... انا خدت حقي منهم هما كانو هيقتلوني أو يسرقوني واموت بقهرتي .. أنا كنت باخد حقي منهم أنا هنا لييييييييه .... انا خدت حقي وبس خدت حقي معملتش حاجة أنا هنا لييييه
بهاء حاول يهديه لكنة فشل شريف بعد ما طلع كل اللي جواه سمح ل نفسه أنه ينهار سمح لنفسه أنه ينفس عن الغضب اللي كان كاتمه وحاسس أنه بيخنق فيه ... وبعد ما انهار تماما وقع علي الارض فاقد الوعي او فارق الحياة
أبيض وأسود
مني محمود بركات
الفصل الخامس
زي ما في جرائم الجاني بيكون ضحيه
في جرائم الجاني فيها بيكون شيطان في صورة إنسان عايش وسط أهله وهما مش حاسين
وساعات كتير لما الأهل بتبدء تحس ان وسطهم شيطان بيكون الاوان فات
-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ
بعد مرور أسبوع علي يوم اعتراف شريف وانهياره تم الآتي
شريف ... تم تحويله ل مستشفى الأمراض العقلية والنفسية لبيان مدي صحة قواه العقلية ومازال تحت الملاحظة
علا رجعت بيتها تاني واتعاملت عادي مع اهلها ولا كأنها زعلت ولا كانها تعبت
مؤمن انشغل في القضيه وتقارير ونسي يتكلم مع علا في كل شكوكه
بهاء مكنش لاقي فرصه عشان يفهم بسمة فيها تصرفات أهله وبسمة كانت متفهمه أنه مضغوط ولسه قاعدة معاه ورفضت الرجوع للقصر مرة تانيه
بكر وبدور حياتهم روتينيه مفهاش اي جديد لحد اليوم اللي هيغير حياتهم للابد
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ
بكر كان في مكتبه بيظبط تقارير تحريات بهاء طلبها منه اتفاجا بالعسكري ليدخل يبلغه أن والده منتظر برة وعايز يدخله
حاول بكر يهدي اعصابه عشان محدش يلاحظ حاجة ولا تحصله مشكله في شغله وسمح للعسكري أنه يدخل بركات
بركات
ـ ايه لازم اخد الاذن عشان ادخلك اومال لو كنت مأمور القسم كنت عملت اي
ــ انت اي اللي جابك هنا !؟ أنا مش منبه عليك لا تيجي هنا ولا تيجي البيت .. مبتسمعش الكلام ليه
ـــ انا حر اروح مكان ما أنا عاوز وبعدين انا حذرتك وقلتلك متبعتش الفلوس مع حد وتعالي بنفسك حصل ولا محصلش
ــ وانا قلتلك مش هاجي ... انت عايز اي خلص ورايا شغل كتير ومش فاضي
ــ تعدي عليا بكرة في البيت وانت جاي هات معاك كام كيس فاكهه علي ازازتين حاجة ساقعه وتعالي قبل العشا هه قبل العشا يا بكر
مقدرش يمسك نفسه واتكلم بعصبيه وغضب
ـــ مش هاجي البيت دا من يوم مع خرجت منه وانا حالف ما ادخله ابدا طول ما انا عايش مش هاجي يا بركات واعلي ما في خيلك اركبه
رد عليه بخبث
ــ حتي لو قلتلك أن اعلي خيلي دا ممكن يكون زيارة صغيره لحد بيت بدور اختك ؟
بكر اتحرك من ورا مكتبه وفي ثانيه كان ماسك بركات من هدومة
ــ لو قربت من بدور أنا هنسي أي اعتبارات وهقتلك يا بركات أنا اللي مصبرني عليك كل دا انك بعيد عنها لو قربت من بدور لا هتشوف مني شهريه ولا هخلي حد يساعدك لحد ما تموت في شقتك من الجوع سامع ولا لا
ــ مبتهددش يا تيجي بكرة وتجيب اللي قولتلك عليه يا هتلاقيني عند بدور واللي يحصل يحصل
ــ اشمعني المرة دي عايزني اجيلك افهم في اي أية الاصرار دا ايه اللي مخليك مصمم رغم انك عارف انك ممكن تخسر كل حاجة
ــ لما تيجي هتعرف يلا سلام
وخرج بهدوء وساب بكر في حاله غضب وخوف ومش عارف يتصرف ازاي حيران بين أنه يروح للبيت اللي اقسم من يوم ما خرج منه أنه ميدخلوش تاني وبين أن بركات ينفذ تهديدة ويروح ل بدور اللي لو لمحت بركات هتنهار تماما ولسبب هو مش عارفه
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
بهاء وصل البيت حوالي ساعه عشره مساءا ... كان مرهق جدا والتعب باين عليه .. لاقي بسمه قاعدة في الريبسبشن وقدامها اللاب توب ومندمجه وهي بتعمل حاجة عليه
ـــ مساء الخير يا بوسي
ــ مساء الخير يا حبيبي معلش محستش بيك وانت داخل والله
ــ مشغوله في اي كدة واخد كل تركيزك
ــ مفيش بشوف جدول الرحلات بتاعتي الفترة الجايه وهحتاج اي معايا وهغيب اد اي وكدة يعني
ـــ مممم وهتغيبي اد اي المرة دي بقا ؟
ـــ عشر ايام أن شاء الله
ــ تمام يا حبيبتي تروحي وترجعيلي بالسلامة يارب
ـــ حبيبي يا أبيه ... هو يعني ينفع نتكلم مع بعض قبل سفري ولا صعب ؟
ابتسم بهدوء
ــ ينفع يا بوسي ... هدخل اخد شور سريع علي ما تعمليلي فنجان قهوه ونقعد نتكلم سوا اوك
ــ اوك حاضر
دخل بهاء خد شور وخرج وفي خلال نص ساعه كانو قاعدين في البلكونة بيشربو القهوة ويتكلمو
ـــ بصي يا بوسي أنا للاسف في تفاصيل كتير مش هقدر اقولهالك ومش لاي سبب غير اني بتعب جدا لما افتكرها ولما صدقت اتناسها عشان اعرف اعيش وأكمل حياتي ...
( سكت ثواني وكمل وهو باصص قدامة بشرود )
انتي عارفه أن والدتي كانت من اسره بسيطة... وكتير كنتي بتسالي ليه والدك اتجوز علي ماماتك رغم أنها كانت بتحبه جدا وكان عندهم مهاب كمان بس ديما الاجابه مكنتش كفايه بالنسبالك ... والاجابه الحقيقيه هي أن والدك اغتصب والدتي
شهقت بوسي وحطت ايديها علي بوقها من صدمتها بس بهاء مكنش حاسس بيها كان غرقان في دوامة الماضي
ــ لما جدو عرف غضب جدا من بابا وغصب عليه يتجوز والدتي رسمي ويعملها فرح كمان لكن معتز بيه وسوزي هانم عرضو قرار جدو بشدة بس جدو أصر وهددهم أنه هيحرمهم من كل حاجة لو موافقوش ... جدك وقتها يا بسمة كان لسه بصحته وشديد وليه هيبه ووقار وكلمته كان ليها الف حساب بابا وعمتي خافو ينفذ تهديده ف اضطر بابا أنه يوافق خصوصا بعد ما اكتشفو أن ماما حامل ف كان لازم الجواز يتم في اسرع وقت ... والدتك لما عرفت غضبت وطلبت الطلاق لكن جدك وقتها قدر يقنعها أنه تفضل مع بابا قعدو مع بعض وبعدها ماماتك وافقت تكمل مع بابا لكن محدش يعرف جدك أقنعها ازاي .... بعد ما الفرح خلص بابا ساب ماما في الجناح لوحدها وراح الجناح بتاعه هو وماماتك وفضلت امي لوحدها مش بتخرج من الجناح بتاعها نهائي اعتزلت الناس والعالم خصوصا أن مكنش ليها حد بعد وفاه أهلها ...
لحد ما أنا جيت جدو كان فرحان بيا جدا ودا كان مضايق الكل بابا وعمتك ووالدتك كلهم كانو شايفين أن جدو مدي ماما حجم اكبر من حجمها وبالتالي مديين لحته عيل هو كمان حجم اكبر من حجمة ... بس ماما مكنش فارق معاها كل دا ... كل اللي فرق معاها هو وجودي جمبها ... وعدت السنين وكنت أنا وماما لوحدنا محدش بيدخل يبص علينا غير جدو وبس ولما كبرت وبدأت اكون عايز اخرج برة الجناح واشوف الدنيا والعب في الجنينه زي مهاب ماما كانت بتمنعني وجدو كان بيحاول يعوضني بألعاب كتير اوي كل يوم والتاني يجبهالي ... واستمر الحال دا خمس سنين تقريبا هما كانو نسيبو أن في ناس عايشه معاهم حياتهم ماشيه عادي جدا وجيتي انتي للدنيا ... وقتها كان بدء جدو الكبر يبان عليه وعلي صحته وخاف أن يجراله حاجة ومصيري أنا وأمي يكون الشارع
فقرر وقتها أن يكتب نص الميراث كله باسمي وخله ماما وصيه عليا وجاب كزا حد من العيله وعمل قاعدة وقال قراره فيها عشان لو حصل ليا أو لامي حاجة من بعده الشكوك كلها تكون ف بابا أو عمتي ويعرفهم أنه هيسيبلي وصيه خاصه اني ارجع الحق ل صحابه بعد ما اكمل تعليمي كله واوصل ل سن ٢٥ سنه
وللمرة التانيه يثور بابا وعمتي بسبب قرار جدي لكن يصر علي قراره وينفذه فعلا وياخدلنا الشقه دي انا وماما نعيش فيها بعيد عن القصر والكره اللي مالي قلوب كل اللي فيه
وانا عندي حوالي ١٣ سنه جدك يتوفي ويحاول بابا وعمتي أنهم يجبرو ماما تتنازل عن كل حاجة لكن ماما بترفض وبتتمسك بالوصيه بابا طلقها وهددها كتير ... وعمتك وماماتك ضايقوها كتير ... حاولو بطرق كتير لكنها كانت قويه عشاني ورفضت تتنازل عن اي حاجة وفي الاخر استسلموا للأمر الواقع وخلوني اكمل تعليمي وانا حامل اسم الدميري وانا عندي ١٩ سنه كدة اتفاجات والدتك بتزورنا وانتي ومهاب معاها واتكلمت مع ماما كتير واللي فهمته وقتها أن شخصيه مهاب بسبب تسلط عمتك وبابا بقت ضعيفه جدا وأنه بيميل أنه يصاحب بنات تكون شخصيتها قويه ومسيطرة ووقتها ماماتك خافت عليه وتفكيرها جابها ل اخوة اللي شخصيته قويه قالت يمكن لما يقربو من بعض الحال يتغير ومهاب يبقي احسن لكن للاسف الاوان كان فات وشخصيه مهاب اتكونت كدة شخصيه ضعيفه مهزوزة ... حاولت معاه كتير لكني فشلت في كل مرة ... الحسنه الوحيدة في الموضوع هو اني قربت منك انتي يا بوسي ... وانا عندي ٢١ سنه امي توفت مكنتش تعبانة ولا فيها اي حاجة نامت مصحيتش بمنتهي الهدووووء وسابتني لوحدي ... ولما كملت ال ٢٥ سنه نفذت وصيه جدك ورجعت الميراث ل بابا وعمتك ... دي الحكايه باختصار يا بوسي
بسمة بدموع وحيره
ــ يعني اي دي الحكايه ... اللي انا اعرفه غير كدة خالص ... لا لا ا أنا اتقالي أن والدتك اللي طلبت الطلاق وبعدتك عننا السنين دي كلها وعشان كدة في حاجز كبير بينك وبينها .... و ومهاب قالي أن هو اللي حاول يقرب منك كتير لكنك كنت بترفض دا خصوصا لما اتجوز نيرة وانك كنت معترض عشان فرق السن اللي بينهم كبير ... لكن كلامك يا أبيه معناه ان بابا ظالم واناني ومش هو وبس دا هو وعمتو وماما كمان ... لا اكيد في حاجة غلط
خد نفس طويل وحاول يكون هادي لاقصي درجة لانه عارف ان الكلام اللي قاله مش سهل عليها
ـــ طيب يا بسمة لو أنا اللي رفضت تقرب مهاب مني ليه كنت بقرب منك انتي ؟ اه منكرش اني كنت رافض جوازته من نيرة بس مش عشان فرق السن بس عشان نيرة صورة طبق الأصل من عمتك متسلطة ومسيطرة مع شخصيه ضعيفه زي مهاب انتي بنفسك شايفه النتيجة قدامك ولأن بابا طول عمره اللي مقويه شخصيات ستات قويه زي عمتك وماماتك شاف في نيرة صورة منهم ف بقا الكل بيقول امين وحاضر ورا نيرة هانم
بسمة دموعها نزلت
ـــ بس ماما كانت طيبه اوي كانت بتحبنا و وقالتلي أنها بتحبك كمان والله قالتلي أنها بتحبك يا أبيه
بصلها بحزن وشفقه صعبت عليه ومن غير تفكير سحبها لحضنه وضمها جامد وهي انهارت في العياط من كم الصدمات اللي خدتها في عيلتها ... كمل هو بدموع بتلمع في عينيه وصوت مخنوق
ــ في مواقف ومشاعر كتير اوي أنا مش قادر اتكلم فيها ... خدت وقت كبير عشان اتخطاها ... وجع وكسره ووحده كنت عايش فيهم سنين يا بسمة وانا لوحدي ... اوقات كنت بحس اني علي وشك الجنون لولا ستر ربنا ورحمته بيا ... حقك عليا اني وجعتك بس صدقيني أنا حاولت أنقي كلامي علي قد ما اقدر وملقتش حاجات وتفاصيل كتير كانت هتوجعك زي ما هو وجعاني ومعمله جوايا لحد دلوقتي ... انا قلتلك عشان متضعفيش متستسلميش ل تحكمهم فيكي ... الحقي نفسك من الدايرة دي يا بوسي ... الحقي نفسك يا حبيبتي
خلص كلامه وفضل ضممها لحضنه وهو ساكت سبها تستوعب الكلام اللي اتقال وهي استكانت بين أيديه وعقلها عمال يعيد كل كلامه من الاول تاني وكل مرة عقلها يعيد الكلام تفوق من صدمتها وتستوعب حجم المعاناه اللي عاشها بهاء لوحده في صمت تام ف دموعها تنزل تاني بقهر وحزن عليه
-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
في فجر نفس اليوم صحي بهاء علي تلفون من بكر بيبلغه ب قضيه جديدة جريمة قتل في شقه قريبه من سكن بهاء وصل بهاء في وقت قليل وبص ل بكر بصه واحدة قرب منه وبدء يبلغه معلومات اللي يقدر يجمعها
ـــ القتيل محمد محمود عبد التواب ٢٣ سنه بيشتغل في شركة سياحة وفنادق عايش مع أبوة اللي علي المعاش واخته الصغيره في تالته معهد أوله واخته لاقوة غرقان في دمة علي سريرة واخد حوالي عشر طعنات كلها عميقه ونافذة المداخل والمخارج مفهمش اي دليل علي العنف يعني اللي دخل وخرج حد فتحله أو معاه مفتاح دا كل اللي عرفته لحد دلوقتي يا باشا
خلص بكر كلامة وبهاء هز رأسه بهدوء وهو مركز في ركن بعيد في الاوضه... واقف فيه شاب مغطي وشه بشعره والدم بينقط منه من كل حته وبيشاور علي مكتب موجود في الاوضه اتحرك بهاء ناحيه المكتب وبدء يفتش فيه بهدوء مكنش فيه غير اوراق تخص شغله و موبايل حديث مقفول ب باسورد بصله بهاء وابتسم بانتصار ومن هنا بدأت قضيه جديدة
أبيض وأسود
مني محمود بركات
الفصل السادس
الشر والخير موجودين من بدايه الخليقه ... ومش كل جريمة ليها دافع قوي .. وساعات بيكون مفيش دافع اصلا
زي جريمة قتل محمد محمود عبد التواب
بأي ذنب قتل !!
او جريمة بركات في حق بدور
-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
بهاء خد الموبايل وحرزة ورجع بص في الشقه تاني لاحظ أن الأب كان واضح عليه الصدمة والانهيار لكن أخته كانت دموعها نازله بس انفعالاتها مش طبيعيه ابدا قرب منهم وبدء يستجوبهم علي ما مؤمن يوصل
ــ مين اللي اكتشف الجريمة الاول ؟
ردت أخته وسط دموعها
ــ أنا أنا اللي دخلت عليه ولاقيته غرقان في دمه
ـــ مممم كان في حد عندة انهاردة ؟ في خلاف بينه وبين حد ؟ المفتاح بتاع الشقه مع حد تاني غيركم ؟
بسنت ( اخت محمد )
ـــ كان عنده يوسف صحبه كانو سهرانين سوا وانا دخلت انام وهما كانو لسه سهرانين
رد الاب بحيره
ـــ بس انا لما دخلت انام كان محمد قاعد لوحده معهوش حد يا بسنت انتي متأكدة يا بنتي ؟
ـــ أيوة متأكدة طبعا هو أنا هتوه عن يوسف ولا اي هو جة بعد ما حضرتك نمت وانا لما لاقيتهم مطولين في السهر دخلت انام
بهاء وهو بيولع سيجارة
ـــ وايه اللي خلاكي تدخلي تاني علي اخوكي لما انتي دخلتي ونمتي ؟
ـــ أنا قلقت بالليل ودخلت الحمام وقلت اشوف يوسف لسه معاه ومحتاجين حاجة اعملها ليهم ولا لا
ـــ تمام يا انسه ... بكر
ــ باشا امرك
ـــ خد من الانسه بيانات اللي اسمه يوسف دا وقبل ما ارجع القسم الاقيه هناك
ــ حصل يا باشا
ـــ انا هروح مشوار وارجع علي القسم لما مؤمن يوصل خليه يكلمني بعد ما يعاين الجثه
ــ حاضر يا باشا
نزل بهاء وفضل بكر ينفذ تعليماته
ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ـ-ـ-ـ-ـ-
في شقه بكر وبدور كانت قاعدة في المطبخ بتحضر الاكل للطلبيات اللي جتلها تلفونها رن برقم غريب .. بصلته باستغراب وقفلت الصوت وكملت اللي بتعمله
لكن التلفون رن تاني .. وتالت .. ورابع بنفس الرقم قلقت بدور وفتحت الخط لكن متكلمتش
ـــ الو
كانت مجرد كلمة من تلت حروف كفيله أنها تخليها تنتفض من مكانها برعب وخوف ... صوت نفسها بقا عالي جدا والطبق اللي كان في ايديها وقع منها
بركات
ـــ لسه بتخافي مني يا بدور ... طيب انا مش هطول عليكي أنا عايزك بس
قفلت السكة قبل ما يكمل كلامة وكأن قفل السكة مش كافي قفلت التلفون كله وهي لسه بتنتفض ودموعها نازله ومجرد ما سمعت صوته رجعت لنقطة الصفر تاني وكأن السنين اللي فاتت دي مكنتش و رجعت لليوم الاسود اللي دمى حياتها كلها
فلاش باك ...
امجد
ــ بردو مصرة علي حوار الشغل دا يا بدور ؟ هو انا كنت قصرت معاكم في حاجة يا حبيبتي بس ؟
بدور بحب
ـــ مين قال بس انك مقصر في حاجة يا حبيبي انا بزهق من القاعدة طول اليوم واهو حاجة تساعد شويه عشان الأقساط اللي علينا تخلص بقا
ـــ بس كدة كتير عليكي يا بدور تاليا محتاجة مراعيه دي لسه صغيره أنا مش هأمن عليها في حضانه دلوقتي وانتي هتروحي أمتي وترجعي أمتي ؟
ــ أنا محضرة كل حاجة متقلقش لو علي تاليا أنا اكيد مش هكون مرتاحة وهي في حضانه أنا هسبها مع بابا في البيت الصبح واخدها منه بعد الظهر بشويه الشغل دا لقطة يا امجد المكتب قريب اوي من البيت وانا كل اللي هعمله هدخل بيانات خمس ساعات بس قصاد مبلغ كويس
امجد كشر
ــ بس من غير ما تزعلي مني انا مش هكون مطمن عليها بردو عند ابوكي ا
قاطعته بدور
ــ أنا عارفه اللي قالقك بس اطمن بابا وعدني أنه هياخد باله منها ومحدش من صحابه هيجيله بالنهار ابدا
ــ يا بدور أنا مش عايز اضايقك والله بس انا وانتي عارفين ابوكي كل يوم بالليل بيكون في دينا تانيه من السهر مع صحابه والحاجات اللي بيشربها فرضا أنه هينفذ وعده ليكي ومش هيجيلة حد طول ما تاليا معاه ... تضمني منين أنه هيكون فايق ؟ دا بينام بعد الفجر هيصحي ازاي ويراعي طفله تلت سنين بس
ـــ أنا عارفة والله كل دا و أنا مظبوطة معاه كل حاجة هخدلة تاليا الصبح نايمة ومعاها حاجتها كلها وغدا ل بابا كمان هو وعدني اني هيراعيها والله انت عارف هو بيحبها اد اي متقلقش اقولك خلينا نجرب اسبوع بس ونشوف اي هيحصل اتفقنا
رد بقله حيله قدام إصرارها رغم عدم اقتناعه
ــ اتفقنا يا حبيبتي ربنا يستر ... انا هنزل بقا ورايا الحصه الثانيه وعندي تلت دورس انهاردة
ـــ ربنا معاك يا حبيبي ويوفقك ويرجعك لينا بالسلامة يارب
وعدي اربع ايام كانت بدور بتنزل الصبح بدري تعدي تاليا علي بركات وترجع تاخدها وتروح تجهز الغدا وتشوف طلبات البيت علي ما يجي امجد اخر اليوم
اليوم الرابع تاليا كانت تعبانة جدا من اول ما رجعت بدور من الشغل بركات قالها يمكن برد في معدتها بس البنت فضلت ترجع كتير وحرارتها عليت الوقت دا كان بكر مسافر اسبوع مصيف مع أصحابه
بدور في اليوم الخامس مقدرتش تسيب تاليا وتروح الشغل وأمجد كان قلقان بس هي طمنته أن دا طبيعي وبيحصل للاطفال في السن دا بس اللي مش طبيعي واللي مرضيتش تقوله ل امجد هو الآثار اللي في جسم بنتها واللي زود شكوكها اتصال بركات ليها
بركات بتوتر
ايه يا دودو مجبتيش تاليا ليه زي كل يوم راحت عليكي نومة مش كدة ؟
بدور بشك
ـــ لا يا بابا مرحتش علينا نومة تاليا تعبانة جدا التعب زاد عليها من امبارح ومقدرتش اسيبها
ـــ تعبانه لسه ؟ يعني ا انا اجيلك طيب اطمن عليها بنفسي
ــ ملوش لزوم تتعب نفسك هي بقت احسن خلاص وكمان شويه كدة وهنزل أنا وهي نجيب طلبات للبيت
ــ ماشي يا حبيبتي هبقي اتصل اطمن عليها تاني ... انتي هتجيبها بكرة تاني بقا مش كدة ؟
بدور بشرود
ـــ أن شاء الله يا بابا مع السلامة
ـــ مع السلامة
بعد ما قفلت معاه فضلت سرحانه وكل شكوكها أن بركات استقبل صحابه في وجود بنتها ومهتمش بيها لكن كان جواها قلق غريب ونغزة في قلبها جامدة متقدرتش تصبر خصوصا أن تاليا مكنتش بتوقف ترجيع اتصلت ب امجد وطلبت منه يقابلها بسرعه في طواريء المستشفى اللي جنبهم ولحسن الحظ أو سوءه امجد كان بيدي درس في مكان جمب المستشفى ووصل هناك قبلها ودخل معاها كشف الطوارئ ووقتها اكتشفت الكارثه اللي دمرت حياتها كلها
من اول ما الدكتور كشف علي تاليا وهو ملامح وحشه اتغيرت ومهما حاولو يفهمو منه حالتها إلا أنه كان متحفظ جدا في الكلام وطلب تحاليل واشعه وخرج امجد وبدور خارج اوضه الكشف
وبعد انتظار تلت ساعات وهما علي أعصابهم جالهم الخبر اليقين
الدكتور بغضب
ــ أنا اتاكدت من شكوكي وهبلغ الشرطة عشان اخلي مسؤوليتي
امجد بدهشه
ــ شرطة !! هو في اي بنتي عندها اي بالظبط ما تنطق بقا
الدكتور
ــ محاوله اعتداء جنسي وجسدي وتسمم في المعدة نتيجة القرف دا وانا عملت تقرير طبي بحالتها هسلمة للشرطة اول ما توصل عن ازنكم ادخل اشوف الحاله وصلت لايه
بدور صدمتها كانت فوق الاحتمال وقبل ما امجد ياخد اي رد فعل كانت وقعت علي الارض فاقدة الوعي ولما فاقت اتصدمت اكتر أن امجد اتفاهم مع الدكتور أنه ميبلغش واخد تاليا وسابها في المستشفى ومشي ملحقتش تستوعب صدمة اللي حصل ل بنتها من ابوها عشان تتصدم أن امجد مش بس خد تاليا ومشي من المستشفى لا امجد اختفي تماما ومتعرفش راح فين بالبنت مش موجود في البيت تلفونه مغلق أهله بيقولو ميعرفوش عنه حاجة هدوم كتير من بتاعته وبتاعت تاليا ناقصه من الشقه
كانت هتتجن لا لاحقت تتطمن علي بنتها ولا لاحقت تستوعب اللي ابوها عمله ولا عارفه تتصرف ازاي في اختفاء جوزها وبنتها
الصدمة كانت شديدة عليها ولتاني مرة تقع من طولها وتتنقل علي المستشفى
في الوقت دا جه تلفون ل بكر من أبوة أن بدور تعبانة وفي المستشفى ولازم يجي بسرعه ولما وصل بكر
ــ ايه اللي حصل مالها بدور ؟
ــ معرفش الدكتور بيقول صدمة عصبيه وفقدت النطق وجوزها تلفونه مقفول مش عارف أوصله روح ادفع مصاريف المستشفى وتعالي خليك جنبها بقا أنا مروح
ــ مروح !؟ بنتك في الحاله دي وجوزها مختفي وانت بكل سهوله كدة مروح ؟
ــ لا بقولك اي متوجعش دماغي أنا معاها من بدري في المستشفى محتاج ارتاح شويه وفي ناس جيالي بالليل مينفعش اعتذر وبعدين انا قعدتي هتعملها اي يعني مش فاهم ما انت موجود اهو
ـــ اتكل علي الله يلا .. وانت من أمتي كان ليك لازمة في حياتنا اتكل علي الله
ــ مش هحاسبك علي كلامك دا وهقدر قلقك علي اختك .. يلا سلام عليكم
ومشي بركات بس اللي ميعرفوش بكر أنه دخل ل بدور بعد ما خمن أنها عرفت اللي عمله في بنتها وهددها أن لو بكر عرف اكيد هيعتدي عليه بالضرب أو مش بعيد يقتله وفي الحالتين هيتحبس وبدل ما تكون خسرت جوزها وبنتها بس هتكون خسرت اخر حد فضلها وهو اخوها
باك ...
فاقت من ذكرياتها وهي منهارة من العياط طلعت صورة قديمة ل بنتها وحضنتها
ــ حقك عليا أنا يا حبيبتي انا اللي غلطانه والله انا اسفه يا روح ماما اسفه يا عمري كله حقك عليا ... يارب تكوني بخير يارب أنا راضيه بعقابك ليا اني اتحرم منها بس تكون بخير وكويسه يارب ياررررب
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
بهاء وصل بسمة المطار واطمنت عليها ورجع تاني علي القسم ولاقي بكر جايب يوسف صاحب محمد ومنتظرينه في مكتبه
بهاء
ــ اهلا اهلا نورت يا يوسف .. اي الاخبار يا بكر
بكر
ــ يوسف الوقت دا يا باشا كان سهران في كافيه في وسط البلد وحاليا مستنين تفريغ الكاميرات عشان نتأكد من صدق كلامة
بهاء
ــ طب روح انت يا بكر استعجلي تقرير مؤمن وتفريغ الكاميرات
بكر
ــ اوامرك يا باشا عن ازنك
خرج بكر وكمل بهاء استجواب ل يوسف
ــاحكيلي يا يوسف اخر مرة شوفت محمد أمتي بالظبط ؟
يوسف بصوت مخنوق
ــ امبارح الصبح في الشغل يا باشا احنا صحاب طول عمرنا وبنشتغل كمان في مكان واحد ... ( دموعه نزلت ) انا والله ما قتلته محمد دا كان اكتر من اخويا أنا مش مصدق لحد دلوقتي والله العظيم مش مصدق
ــ كان ليه اي خلافات مع حد ؟
ــ ابدا محمد شخص مسالم جدا مش بيحب المشاكل ودمة خفيف وكل الناس بتحبه
ــ محكاش معاك عن اي حاجة مضايقاه الفترة اللي فاتت ؟
ــ لا ... اه اه كان مشغول بحاجة خاصه ب أخته بسنت والمعهد بتاعها ديما كان يجي متأخر الصبح ولما اساله يقولي كنت بوصل بسنت عشان في حوار معاها ولاني عارف محمد وعارف أن اي حاجة خاصه بأهل بيته مش بيحكيها مسالتش اي الحوار دا وكنت بسكت
قطع استجواب بهاء دخول بكر ومعاه فلاشه في ايديه
ــ باشا الكاميرات أثبتت صحة كلامة هو فضل اليوم دا علي الكافيه لقرب الفجر الكافيه من جوة في أماكن البلايستيشن وكان سهران مع تلاته كمان وخرجوا في نفس الوقت سوا
ــ تمام اقفل معاه المحضر وسيبه يبروح وساعه ويكون قدامي تقرير مؤمن وبسنت اخت محمد وابوهم كمان يلا يا بكر
ـــ حاضر يا باشا
ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ــ-ـ-ــ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ
مؤمن كان مركز في تشريح جثة محمد بس كان مشوش تركيزة تلفونه اللي عمال يرن برقم علا اكتر من مرة وكل مرة يكنسل عليها لحد ما زهق ورمي المشرط من ايديه ورد بعصبيه
ـــ في اي يا علا زن زن زن وراياااا شغل شغل مش بلعب أنا الله متتصليش تاني لما اخلص هكلمك
وقبل ما يسمع اي حاجة قفل السكة في وشها ورجع يكمل باقي شغله
ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ــ-ـ-ـ-ـ
الوقت مش لازم في كل مرة يكون كفيل عشان ينسينا اللي وجعنا ساعات كتير بيكون الوجع اكبر من اي وقت وبيفضل ملازمنا العمر كله لحد ما ندفن في التراب
الازيه موجعه لكنها مغلفه بالخذلان والقهر لما تيجي من اقرب الناس لينا
لما بنتأذي من شغل واثقين فيه ثقه عمياء قلبنا مش بس بيوجعنا لا قلبنا بينكسر وعمر الكسر دا ما بيتصلح ابدا
بركات وبدور وبكر المواجهه بينهم لسه محصلتش رغم مرور كل السنين دي لكن خوف بدور علي بكر منعها انها تطلع الوجع والغضب اللي جواها تجاه بركات واحساسها بالذنب من ناحيه بنتها أقنعها أن انسب عقاب ليها أنها تحترم منها بس يا تري لما الغضب اللي جواها يطلع هتقدر تتحكم في توابعه ؟؟
مين قتل محمد ؟؟
الفصل السابع والثامن والتاسع من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺