أمومة مغتصبة بقلم ياسمين الشام حصريه وجديده وكامله جميع الفصول علي مدونة افكارنا

 أمومة مغتصبة بقلم ياسمين الشام حصريه وجديده وكامله جميع الفصول علي مدونة افكارنا 


أمومة مغتصبة بقلم ياسمين الشام حصريه وجديده وكامله جميع الفصول علي مدونة افكارنا


إلى تلك القوية الصامدة في وجه الحياة

إلى تلك التي سهرت وتعبت دون أن تكل أو تمل 

إلى من خَرجتُ من أحشاءها كما يخرج الروح من الجسد 

إلى تلك الشمعة المقدسة التي تضيئ ظلام الحياة ببسمة 

إلى أمي 

يالجمال هذهِ الكلمة رغم إنها كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنها أمتلكت من الحب والعطاء ما لا يقل ولا ينتهي 

______________

آخر شي شافته كانوا الأضوية فوق راسها والأجهزة الطبية محاوطينها بكل مكان ما عد سمعت شي غير صوت دقات قلبها بلش يتشوش الرؤية قدام عيونها غمضتهم ببطئ لتستسلم لجرعة التخدير 


قدام غرفة العمليات كان واقف بلال بتوتر وعم يدعي الله يقوم زوجته بالسلامة 

أقتربت منه مرة كبيرة بالعمر وطبطبت على كتفه 

سعاد: وحد الله يا ابني أرتاح إن شاء الله بتطلع بالسلامة هي والولد 

بلال: لا اله الا الله ..  بس يامرت عمي هي طولت كتيير  خايف يكون في شي وعم يخبو علينا ، بنفس اللحظة انفتح الباب وطلعوها من غرفة العمليات وأخدوها على غرفة العناية 

الدكتور: الحمدالله على سلامتها 

بلال: الله يسلمك ، وين أبني ليش ما جبتوه مع أمه 

الدكتور: الولد بخير بس أضطريتا ننقله على الحاضنة بس 

بلال: بس شووو

الدكتور: الافضل نحكي بمكتبي اتفضلوا معي 


بعد نص ساعة 

مريم: فتحت عيونها بألم صارت تتطلع حواليها كانوا زوجها وأمها واقفين فوق راسها 

سعاد: الحمدالله على السلامة يابنتي 

بلال بيمسك إيدها: الحمدالله على سلامتك حبيبتي الله قوملي ياكي بالسلامة

مريم بتحكي بصعوبة: وين أبني ليش مانو هون 

بلال وسعاد ضلوا ساكتين

مريم بخوف : ليكون صرله شي وين ابني بلال بدي أبني

بلال: أبننا منيح حبيبتي بس كان صغير كتير حطوه بالحاضنة شو نسيتي إنه الولادة كانت مبكرة شوي وطبيعي يضل بالحاضنة كم يوم

مريم: كان نفسي حطه ع صدري اول ما يولد وشم ريحته أبننا رح يكون منيح بلال ؟

بلال : أكيد ياروحي هو قوي متل امه ورح يصير منيح مشانك 

_______________


مريم: ضليت أسبوع بالمشفى وما قدرت شوف أبني كل ما أطلب منهم ياخدوني لعنده أو يجيبوه لعندي حتى يورجوني صورة بس لأتطمن عليه كانوا يحكولي أبنك منيح وبده كم يوم لسى بلش الخوف يدخل لقلبي نظرات أمي وبلال وحتى الدكتور مو طبيعية عم يخبوا عني شي ولازم أعرفه 

لحد ما بيوم بلال كان بشغله وأمي طلعت تشوف الولد قررت أطلع من غرفتي وروح لعنده بنفسي مسكت بطني مكان الجرح ومشيت بممر المشفى لحتى وصلت على قسم الخدج رحت محل ما كانت أمي واقفة وعم تتطلع عالبيبي من ورا القزاز وقفت وراها مباشرةً وأتطلعت عالحاضنة الصغيرة إلي كانت بالغرفة حسيت الدم وقف بعروقي بهديك اللحظة حسيت الدنيا عم تدور حوالي ماكنت مستوعبة الشي إلي عم شوفه مشاعر كتيرة أجتاحتني أولها الخوف ماقدرت أتحمل أكتر آخر شي بتذكره إني وقعت بوقتها وغبت عن الوعي

________________________________


بمكان تاني 

ركضت على غرفتها وقفلت الباب على حالها وهي منهارة من البكي 

ومن الجهة التانية كانت واقفة مرة بأواخر الثلاثينات 


رغدة: أسيل أفتحي الباب أبوكي عصب ورح يجن عليكي هلأ

أسيل ببكاء : مابدي أتزوج حرام عليكن لساتني صغيرة بدي أدرس والعب

رغدة: البنت آخرتها لبيت زوجها وأبوكي وبتعرفيه إذا أعطى كلمة مستحيل يتراجع عنها 

أسيل فتحت الباب وأتطلعت على رغدة بعيون مليانة دموع : ليش ما بتحبوني ليش بتكرهوني وبتفرقوا بيني وبين أخواتي ع طول مرة وحدة بس أتمنيتك تحضنيني وتحكيلي كلمة حلوة مرة بس أشتهيتك تدافعي عني وتوقفي بضهري وتحسسيني إني فعلاً بنتك

رغدة: شو هالحكي هاد بعمرنا ما فرقنا بينك وبين أخواتك وإذا بدك تضلي رافضة انزلي لعند ابوكي وأحكيله مابدي أتزوج أنا تعبت منكن ومن مشاكلكن 

أسيل بتمسح دموعها: روحي أحكيله إني موافقة ههه موافقة غصب عني ، موافقة أندفن بالحياة وأنا بهالعمر بس لترتاحوا مني وتخلصوا من همي سكرت الباب وركضت على تختها لتبكي بحرقة 

بالوقت إلي لازم تكون بين الولاد عم تلعب وتدرس هي عم تتجهز لتتزوج بالوقت إلي لازم تلبس فيه توب التخرج رح تلبس الكفن إلي رح يدفنها بالحياة ، بالوقت إللي لازم تضحك فيه وما تفكر بشي عم تبكي على المجهول إلي ناطرها  

____________________

في المشفى

مريم

فتحت عيونها لتلاقي حالها بغرفتها وأمها وبلال عندها ثواني لحتى استوعبت إلي صار معها رجعت تبكي وتصرخ بصوت عالي ، ماما مابدي ياه هاد مو أبني هاد شبح شكله بخوف بلال هاد مو ابننا عم يكذبوا علينا أبننا حلو كتيير اما هاد المخلوق بششع كتيير خفت منه 

بلال طلع برات الغرفة وصار يبكي بحرقة 

سعاد مسكت إيد بنتها لحتى تهديها

سعاد: بترجاكي يابنتي لا تعملي بحالك هيك هاد قضاء الله وقدره وإذا مابدك ياه أنا بربيه وبهتم فيه لحتى تتحسني بس لا تعملي بحالك هيك


بلال دخل لعند الطبيب الي رح يتابع حالة الطفل وهو بحالة يأس : احكيلي بصراحة دكتور إبني شو مرضه وكيف مصيره 

الطبيب: للاسف الطفل عنده حالات تشوه عدة اولهم شفة الأرنب الشفة عنده مفتوحة كتير والانف مفتوح حتى سقف الحلق فيه شق والعامود الفقري فيه أنحناء كبير وتقوس بالرجلين رح نعمل كل إلي علينا لنساعده 

بلال : ابني رح يعيش ؟

الطبيب: خلي املك بالله كبيير الطفل صحته مستقرة وبتقدروا تاخدوه عالبيت  بس محتاج لرعاية صحية كبيرة وأهم شي محتاج لحب وحنان أمه

بلال

طلع من عند الطبيب عم يمسح دموعه وكأنه حامل على ضهره كل هموم الدنيا  طلع مريم والطفل من المشفى بس الولد ضل مع سعاد لأنه مريم دخلت لحالة اكتئاب قوية ورفضت الطفل رفض قاطع 

وهاي كانت فترة صعبة كتير على مريم وبلال والأصعب على الطفل إلي رح يواجه صعوبات كتيرة 

_____________

أسيل كانت بتتطلع على فستان عرسها وهي حاملة كتابها وعم تتأمله للمرة الأخيرة سمعت اصوات برا أتطلعت من الشباك وشافت سيدة من عمر امها بتدخل على بيتهم أبتسمت ونزلت بسرعة وفتحت الباب قبل ما يندق حتى حضنتها بفرح ، خالة سلمى اشتقتلك كتيير طولتي الغيبة هالمرة 

سلمى بتتطلع عليها بحب : وأنا أشتقتلك يابنتي كان عندي شوية ظروف 

( سلمى بتكون صديقة العيلة بتزورهم كل فترة وفترة وأسيل كتير بتحبها لأنها أنسانة حنونة وبتدللها )


دخلت سلمى على البيت وأستقبلوها أهل أسيل بس رغدة كانت بتحكي معها بنشافة وبعد ما طلعت اسيل على غرفتها 

سلمى أتطلعت على ماجد (والد أسيل) أنت كيف بدك تزوج بنت بعمر 14  سنة طفلة كل همها تلعب وتدرس هاي حريمة وما رح اسمح بهالشي

ماجد : بنتي وبزوحها إيمت ما بدي وياريت ما تتدخلي بهالموضوع لأنه ما بخصك

سلمى بعصبية : كيف ما بخصني هاي بنتي أنا كمان ومن حقي خاف عليها ما بكفي حرمتوني منها كل هالعمر عم أستنى اللحظة إلي بتجي فيها لحتى ضمها لقلبي وكمان رح تزوجوها لرجال قد أبوها وتسفروها برا وتحرموني منها للأبد 

ماجد : قام من مكانها ومسكها من رقبتها بقوة ، إذا بسمعك مرة تانية بتقولي بنتي رح أدفنك بأرضك هاي موبنتك أمها إلي ربتها وسهرت عليها هي رغدة وبس

وتمك هاد إذا فتحتيه بكلمة قدام البنت رح أبتلي فيكي وأحرمك تحضري عرسها كمان 

سلمى دفشته عنها وأتطلعت برغدة إلي كانت بتضحك بخبث تركتهم وطلعت على غرفة الضيوف صار يمر الماضي بذاكرتها متل الشريط 


** 

سلمى  كانت قاعدة بتلاعب بنتها إلي عمرها سنتين : ماجد شوفها كيف حليانة 

ماجد ببرود: مرتي رغدة عرفت بزواجنا اليوم

سلمى : شووو وشو رح تعمل هلأ 

ماجد : قالتلي إذا ما بتتركها رح اطلق منك وانا كل شغلي ومصاري منها رح ضل عالحديدة

سلمى : مستحيل تتخلى عننا مشان المصاري عندنا بنت 

ماجد: وكمان عندي منها ولدين وبدي ربيهن مابدي اخسر كل شغلي وحياتي وولادي

سلمى: بس رح تخسر بنتك هيك

ماجد: لأ بنتي رح تربى معي وبين أخواتها وما رح تحتاج لشي

سلمى: وأنا رح تتخلى عني بهالسهولة 

ماجد: كلشي بيننا انتهى والطلاق رح يتم بأسرع وقت وما بنصحك تلعبي معي او تقدمي شكوى لانه زواجنا ماكان قانوني لهيك القانون ما رح ينصفك 

بيسحب البنت من حضن امها وبيطلع من البيت لتنهار على الأرض وهي بتنادي على بنتها 


**

رجعت للواقع مسحت دموعها وكأنه هالمشهد صار اليوم مو قبل 12 سنة 12 سنة من حرمانها من أبسط حقوقها وإلي هي الأمومة 

______________


مريم كانت واقفة قدام غرفة العمليات وبلال ساندها وامها بتقرأ قرءان من أربع شهور لهلأ هاي أول مرة رح تشوف أبنها بعد ما أتحسن وضعها النفسي بس أتأخرت ولما وصلت كان الولد جوا غرفة العمليات بعد ساعات طويلة من الأنتظار طلع الدكتور وهو بيمسح جبينه ركضت مريم لعنده وصارت تحكي من بين دموعها

مريم: بترجاك طمني عليه أبني منيح 

الطبيب : الحمدالله على سلامته كانت العملية معقدة شوي بس العملية نجحت والطفل صار عنده أنف وشفاه طبيعين 

سعاد: الحمدالله رب العالمين 

بلال حضن مريم كلام الدكتور أعطاهم دفعة أمل وقوة ليكملوا بهالطريق الطويل طلعوا الطفل على غرفة العناية وصار  وقت اللقاء المنتظر إلي كان لازم يصير من من أربع شهور  

مريم: أقتربت من السرير بخطوات بطيئة وبكل خطوة قلبها يخفق أكتر مابتعرف شو رح يكون شعورها نزلوا دموعها لما شافته كيف نايم متل الملاك لمست خده الصغير الناعم أقتربت اكتر وباسته من جبينه ليتغلغل ريحته داخل قلبها حملته برفق وضمته لصدرها بهاي اللحظة ندمت إنها تركته كل هالشهور بعيد عن حضنها بعيد عن حنانها ومن هاي اللحظة قررت تكرس كل حياتها لهاد الطفل لازم تكون قوية لحتى تقدر تقويه لازم تحارب لحتى تحميه غريزة الأمومة حولت مريم الخايفة والضعيفة لأنسانة جبارة مستعدة تعمل المستحيل لتشفي ابنها ويصير طفل طبيعي متله متل غيره 

_________________


واقفة قدام المراية ورغدة عم تلبسها فستان العرس إلي كان كبير عليها رغم إنه كان أصغر قياس حرفياً كانت طفلة جوات هالفستان مسحت دموعها بإيديها الصغار وطلعت مع رغدة لعند عريسها على حديقة البيت كانت حفلة بسيطة للاهل بس ...


#الجزء_الثاني

وصلت لعند العريس إلي رح تشوفه لأول مرة رفعت عيونها لتنصدم إنه أكبر من أبوها  ، مسك إيديها وباسهم وقفت جنبه بقلة حيلة 

اما سلمى كانت تتطلع عليها من بعيد وقلبها محروق هاي أخر مرة بتشوف بنتها رح تتركها بدون ما تعرف إنها بنتها بدون ما تعرف إنه أمها عايشة وقريبة منها وبتحبها كتيير ، قررت إنها تحكيلها الحقيقة كلها ولو شو ما كلفها بما إنه هاد آخر لقاء بينهم وبنتها رح تتزوج ف من حقها تعرف الحقيقة راحت لعند أسيل حضنتها وقعدت جنبها صارت تحكيلها بصوت يتدوبه مسموع بدون ما ينتبه ماجد عليها 


سلمى: كانت أسعد لحظة بحياتي لما حملتها بين إيدي لأول مرة وضميتها لصدري حسيت الدنيا كلها صارت ملكي كانت متل الملاك  اول فرحة شعرها أشقر متل الذهب وعيونها متل الواحات الخضراء  ( أسيل كل هالوقت عم تسمعلها بأهتمام وبنفس الوقت مستغربة لكلامها بهالوقت)

تابعت سلمى بغصة :كان عمرها بس سنتين لما فرقوني عنها وحرموني منهاأخدها ابوها حتى ما خلاني ودعها وضمها لآخر مرة حرق قلبي عليها  وبعدها بكم سنة قدرت إني أقنعه إني شوفها حتى لو كان بالسنة مرة بس هي ما عرفت إنها بنتي مفكرة إنه أمها ميتة بس أنا عايشة يابنتي وبحبك ولا مرة أتخليت عنك بس كل العالم وقفوا بيننا وفرقونا بدي قلك إني أمك وضمك لآخر مرة وإنتِ بفستان العرس بدي تعرفي إني أمك إلي حرموكي منها كل هالسنين

أسيل: أتوسعوا عيونها وبصعوبة لأستوعبت إنه الحكي موجه لألها أتطلعت على سلمى بعدم تصديق ، مستحييل إنتِ شو عم تحكي أنا أمي هي رغدة 

سلمى بصوت عالي : انا أمك إلي حملتك وولدتك أنا أمك بس بعدوكي عن حضني غصب عني 

الكل واقف ومصدوم وأولهم ماجد حس بنار شاعلة بقلبه كيف بتتجرأ سلمى وتخبرها هالحكي ركض لعندها مسكها من إيدها بقوة وسحبها وراه لجوا البيت وهي بتصرخ

سلمى: أنا أمك يا بنتي بحلفلك إني أمك 

أسيل : قعدت على الأرض منهارة وضايعة مسكت راسها وصارت تبكي بحرقة 

ماجد : دفشها على الأرض بقوة وصار يضربها بوحشية وبعدها طردها من البيت بعد ما هددها يقتلها إذا بتقرب من أسيل

سلمى: صارت تمشي بالشارع والدم بينزل من وجهها ويختلط مع دموعها 

أما أسيل كانت منهارة تماماً 

فادي(زوجها): ماجد شو هالمهزلة إلي صارت 

ماجد: لا تواخذني هاي وحدة مجنونة وكل ماتشوف بنت بتشبه بنتها بتقول هاي بنتي أسيل يابنتي لا تصدقيها عم تكذب

أسيل: أتطلعت برغدة بخيبة : طول عمري وأنا بسأل حالي ليش ماما  ما بتحبني وبتضل تضربني وتصرخ علي ليش بتحرمني من حنانها ليش بتحب أخواتي أكتر مني 

هاي الأنسانة إلي بتحكوا عنها مجنونة منت استنى زيارتها بلهفة كنت حس بدفى حضنها لما تنام جنبي ع طول كنت بتمنى تكون أمي متلها بحنانها وتعاملها كل هاي السنين عيشتوني بكذبة عيشتوني بصراع كبير مع حالي ما رح سامحكن على كل شي عملتوه معي 

فادي: أنا ماعد أتحمل هالوضع اكتر بدي آخد عروستي وأطلع ما هيك كان اتفاقنا

أسيل: أتطلعت ب ماجد ورغدة ، بترجاكن احكولي الحقيقة لا تخلوه ياخدني مابدي ياه 

فادي: مو بكيفك يا حلوة يلا امشي قدامي ،مسكها بقوة وسحبها وراه دخلها للسيارة وطلع من البيت كله حتى ما خلاها تودع أهلها لتسافر وبراسها في مية سؤال ما قدرت تلاقيلهم جواب 

____________

بعد ٨ شهور

مريم كانت بتلعب مع ابنها جود إلي صار عمرة ٨ شهور كانت تعشق صوت ضحكته أتقبلته وحبته بكل شي فيه كل تفصيلة بوجهه طالما قدراته العقلية مافينا مشكلة مارح تهتم لأي شي تاتي حملته ونيمته على تخته بس بتلاحظ إنه عيون الولد فيهم شي غريب ببو عينه عم تدور بشكل غريب صارت تصرخ : بلال ألحقني بترجاك

بلال: دخل عالغرفة بلهفة : مريم شبك جود صرلوا شي 

مريم: جود عيونه مو طبيعين شوفه كيف عم يدوروا أنا خايفة بلال شو صرلوا أبننا

بلال: أتطلع على عيون جود وبينصدم إنه فعلاً هيك حمله وركض فيه عالمشفى ومريم لحقته 

دخلوه على غرفة المعاينة ودخل الدكتور المختص بحالته لعنده وبعد فحوصات كتيرة طلع الدكتور ووجهه شاحب

مريم بخوف: أبني منيح ماهيك؟

بلال: لو سمحت طمننا عليه

الطبيب: عملنا عدة فحوصات وأغلبها بدها وقت ليطلعوا بس التشخيص بدل إنه الطفل معه متلازمة داون 

بلال: شو عم تحكي مستحيل 

مريم: ركضت جوا الغرفة وحملت جود وضمته لصدرها ودموعها عم ينزلوا متل الشلال طلعت من المشفى لحتى ما تسمع أكتر من هيك قلبها مارح يتحمل عزاب أكتر من هيك جود ابنها إلي شاف كل انواع الوجع والعزاب وهو عمره شهور بس شو لسى رح يواجهه وكيف رح يتحمل كل هالوجع والضغوطات بجسمه الصغير هاد 

هون بلشت رحلة العذاب عندجود والصبرر والقوة عند مريم وبلال 

___________

عند أسيل

كانت قاعدة وحاملة بإيدها صورة بتجمعها مع سلمى نزلت دمعة من عيونها ولمست بطها الكبير وأتذكرت كلامها بيوم العرس كل هاد الوقت وهي مختفية من لما أتزوجت وسافرت مع زوجها ماشافتها ولا حتى قدرت تحكي معها 

دخل فادي على البيت ورمى جاكيته على وجهها : قومي حضريلي العشا

أسيل: بدي أنزل عالبلد 

فادي: مو وقته هالحكي هلأ وبعدين أهلك مابدهم ياكي تنزلي

أسيل: بس أنا مو رايحة لعندهم أنا رايحة دور على أمي الحقيقية إللي حرمتوني منها 

فادي: لساتك مصدقة هالخرافات سفر مافي وانقبري حضريلي العشا قبل ما يطلع جناني عليكي 

أسيل : بكفي بقى تعبت من هالعيشة معك 

فادي مسكها من شعرها وضربها كف لتوقع على الأرض وتطلق صرخة قوية وهي ماسكة بطنها من الوجع 

أسيل: اااه بطنيي إذا صرلهم شي لولادي بدي أقتلك بإيدي اااه

فادي حس على حاله شو عمل ركض لعندها لقاها بتنزف حملها وركض  فيها على المشفى ساعات طويلة داخل غرفة العمليات قضتها أسيل صاحبة ال ١٥ سنة لتولد توأمها قبل موعدهم بشهر أصعب ألم وعذاب ممكن تعيشه طفلة بعمرها طلع الطبيب و وجهه شاحب : مين زوج المريضة 

فادي: أنا 

الطبيب بصدمة من عمره الكبير : شوو أنت؟ مابتخاف الله كيف بتتزوج طفلة قاصر وانت قد جدها وهاد الشي مخالف للقانون البنت وضعها حرج جدا أدعي إنهما يصرلها شي و أول ما تتحسن البنت رح أدفع عليك دعوة أما الأطفال رح يضلوا بالحاضنة لحتى يستقر حالتهم الصحية ترك فادي وأتجه على مكتبه

فادي أتسلل الخوف لقلبه بس كل إلي بهمه الولاد يضلوا بخير لأنه بالأساس أتزوج لأنه زوجته الأولى ما قدرت تجيب أطفال بعد شوي طلعوا الممرضات ونقلوا أسيل لغرفة العناية لحتى تضل تحت المراقبة الصحية الشديدة 


كانت تمشي بتوتر وتلف كل الشوارع بإيديها ورقة صغيرة وعم تسأل كل حدا يطلع قدامها عن العنوان لحد ما وصلت على البيت إلي بتدور عليه دقت الباب كتير بس ماحدا فتح سألت الجيران 

لو سمحت مو هاد بيت أسيل

* أي هاد هو بس هني مو بالبيت راحوا عالمشفى من مبارح وما رجعوا مين حضرتك ولا مرة شفتك هون

أنا سلمى أمها لأسيل خير ليش راحوا عالمشفى

* والله يا أختي هالبنت شافت الويل وين كنتوا عنها لهلأ  كل يوم ضرب وإهانة وبطنها لحلقها لحتى اجاها الطلق قبل موعدها وأسعفوها 

سلمى حست بالنار شاعلة بقلبها أتوجهت على المشفى إلي أخدت عنوانه من الجارة وطول الطريق دمعتها ما نشفت وبتدعي الله ياخد من عمرها ويعطيه لبنتها 

دخلت على المشفى وصارت تركض متل المجنونة سألت الممرضة : لوسمحتِ في مريضة بأسم أسيل أجت بحالة ولادة

الممرضة: المريضة موجودة بالغرفة رقم ١٢٥ على إيدك اليمين 

سلمى : أتوجهت على غرفتها فتحت الباب بهدوء لتشوفها نايمة متل الملاك بس وجهها شاحب كتيير خالية من ملامح الطفولة إلي كانت بتتميز فيها ركعت على الأرض عند سريرها مسكت إيديها الباردين باستهم ليتبللوا بدموعها : بنتي يا فرحة قلبي أفتحي عيونك يابنتي أنا جنبك أجيت لعندك وهالمرة مارح أتركك أبداً أسيل يا عمري فتحي عيونك

أسيل فتحت عيونها بصعوبة ولما شافته صارت تبكي بحرقة

ماما موجوعة كتير

سلمى ببكاء : سلامة قلبك من الوجع ياعيون ماما تعبت كتيير وعملت المستحيل  لوصلتلك 

أسيل: ليش ما قلتيلي الحقيقة من الأول ليش خليتيني عايشة بهالكذبة كل هالسنين ليش سمحتي لأبي يظلمك ويظلمني معك 

سلمى: رح جاوبك ع كل تساؤلاتك كان زواحي من أبوكِ مو مثبت بالمحكمة وافقت لأني كنت يتيمة وما عندي سند بس والله ما كنت بعرف إنه متزوج الا بعد الزواج  وبعد ما أخدك وطلقني بأمر من مرته بسنة أتزوجت رجال كبير شوي بالعمر  وماقدرت ارفع دعوى عليه لإنه زواجنا غير قانوني ومو معترف فيه  بس أقنعته لأبوكِ إجي زورك كل فترة بس بشرط ما تعرفي الحقيقة وإلا بيحرمني منك ولما عرفت رح تتزوجي وتسافري قررت أحكيلك كل شي لأنه يمكننا نلتقي مرة تانية بس كمان أبوكِ ضربني وطردني من بيته وكل ما أسأل عنك يصدني لحد ما بآخر فترة تعب كتيير وصحته أتدهورت مرته تركته وضل وحيد بعد ما اخدت اموالها وأولادها بوقتها صحي ضميره و خبرني عن عنوانك وأجيت ركض

أسيل بتمسح دمعتها وبتنطق بصعوبة: قالولي جبت توأم بنات بس لسى ما شفتهن أحكيلهن يجيبولي ياهن بشوفهن مرة وحدة بس 

بهاي اللحظة دخلوا الممرضات وهم حاملين البيبيات على إيديهن وحطوهن على صدر أسيل إلي نزلت دمعتها وهي بتستنشق ريحتهم بنفس طويل ليتغلغل بقلبها نزلت دمعة ورا دمعة فأة حست بوجع كبييير لدرجة صارت تتنفس بصعوبة ودقات قلبها أضطربت  أتطلعت على سلمى من بين دموعها ووجعها المكبوت

أسيل: يمكن أنحرمتي من شعور الأمومة بوقتها بس هلأ الله يعوضك بهدول البنات ( صارت تاخد نفس بين الكلام) بناتي أمانة عندك ماما حبيهن أعطيهن الحنان ... عيشي معهن كل شي إتمنيتي تعيشيه معي 

سلمى بخوف: لشو هالحكي يا بنتي

أسيل: لا تتخلي عنهن لو شو ما صار شوفيني بعيونهم بضحكتهم حتى بشقاوتهم لما يخافوا بالليل أحضنيهم كتير لما يمرضوا عالجيهن بحب لما يخطوا أول خطوة أمسكي إيديهن أعملي معهم كل شي أتمنيت تعمليهم معي 

سلمى: بنتي (صارت تصرخ) دكتوووووور يا ممرضة الحقوووووني

أسيل بلشوا دقات قلبها ينخفضوا حضنت بناتها بقوة لقلبها

وغمضت عيونها  ليرتخوا إيديها بهدوء عن البنات إلي صاروا يبكوا فجأة 

سلمى أتطلعت على جهاز نبضات القلب إلي صار خط مستقيم ليعلن عن رحيل بنتها الوحيدة إلي ما لحقت تشبع منها إلي تركتلها أمانة كبيرة ما بتحملها جبااال صرخة مدوية من قلب أم محروق خلت الكل يركضوا لعندهم الممرضات حملوا البنات ورجعوهم على قسم الأطفال والدكتور رفع الغطاء الأبيض ليغطي وجهها

الطبيب بحزن: العمر ألكن 

سلمى صارت تهز أسيل بقوة والممرضات يمسكوها ويهدوا فيها 

أصحي يابنتي لسى في شغلات كتيرة رح نعيشها مع بعض لا تروحي ما صدقت لقيتك أسييييييييل يا الللله ليش ما أخدتني بدالها ليش عيشتني هالوجع مرتيين اه يابنتي يا فرحة قلبي إلي ما أكتملت 

رجع فادي من شغله وشاف من بعيد شو عم بصير رجع لورا قرر يهرب لأنه بيعرف منيح هو السبب الرئيسي بوفاتها طلع من المشفى بخطوات سريعة وأتوجه لسيارته وقبل ما يطلع فيها وقفوه سيارات الأمن وأخدوه للتحقيق لأنه الطبيب كان مقدم عليه شكوة من قبل

_________

 بعدمرور عشر سنين

بمسرح كبيير قاعدين مريم وبلال بين جموع كبيرة من الآهالي صاروا يصفقوا بقوة لما شافوه طلع على المسرح وإبتسامته الساحرة ما بتفارق وجهه 


(جود أبن ال ١١ سنة الطفل إلي خلق بتشوهات كبيرة وعانى من متلازمة داون ليواجح عمليات جراحية عدة وأتعذب كتيير لحتى يرضع ، ينام حتى النوم كان يصعب عليه بس ما أستسلم كان قوي لأنه في عنده عيلة قوية ربوه بحب ليعلمونا إنه جود وكتيير أطفال متله بيقدروا ينجحوا ويعملوا كل إلي بيحلموا فيه اليوم جود هو أكبر فرحة لأهله ولكل الناس إلي شافوه وأنسحروا بإبتسامته الساحرة )

جود: طلع على المسرح وقعد قدام البيانو الكبير إلي كان بنص المسرح أتطلع بأهله بحب وصار يعزف عليه بحرفية يمكن جود بهالعزف قدر يعبر عن  شغلات كتيرة بقلبه ماقدر يعبرها بالكلمات 

وقفوا الكل وصفقوله بحب ومريم وبلال فخورين فيه كتيير 

بمكان تاني

تحديداً بالمقبرة كانت واقفة سلمى قدام إحدى القبور ودموعها عم ينزلوا 

سلمى: ما عم صدق إنه مر كل هالسنين على فراقك .. بتتذكري شو حكيتيلي آخر مرة ، حكيتي رح تشوفيني بعيون بناتي ، أنا عم شوفك إنتِ بس بجسدين الله بعتلي بدال أسيل اتنين نفس لون عيونك ونفس ضحكتك حتى بخافوا من العتمة متلك (مسحت دموعها) كل يوم ببسألوني عنك وبكل ليلة قبل ما يناموا بحكيلهن عنك لا تخافي يابنتي بناتك رح يعيشوا كل شي إنتِ ما قدرتي تعيشيه ، أتطلعت وراها وأبتسمت لما شافته بيركضوا لعندها كانوا حاملين باقة زهور قطفوها من الحديقة القريبة حطوها على القبر 

أسيل: تيتة ماما عم تشوفنا هلأ صح؟

سلمى: أي يابنتي ماما موجودة بقلوبكن الصغيرة ع طول

هديل: وبتعرف إنه نحنا بنحبها كتيير؟

سلمى بدموع : أكيد يابنتي وهي بتحبكن كتيير ، مسكت إيديهن وطلعوا من المقبرة بس البنات كل شوي يلتفتوا لورا ويتأملوا القبر 


كم إنتِ عظيمة أيتها الأم 

كم حاربتِ كم جاهدتِ 

وكم من الصعاب واجهتِ 

وكم من دماء ٍ عوضاً عن الدموع أزرفتِ

إلى تلك القوية التي لا تقبل الأستسلام

إلى أمي وجميع الأمهات إلى من وضُع الجنة تحت قدميها ... أحبكِ نيابة عن كل من أظلم بحقك وعن المجتمع وعن كل من ساهم في خدش أمومتك ، أحبكِ أنتِ وحدكِ من تستحق الحب 

كون ِ قوية فإن الله معكِ

مع حبي وأحترامي لجميع الأمهات أحبكم 

أنتهت.


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


أجدد وأحدث الروايات من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم