رواية نصف عذراء الفصل الثاني بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية نصف عذراء الفصل الثاني بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 

رواية نصف عذراء الفصل الثاني بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


تركت حنين طارق، وهو يكاد لا يصدق ما حدث للتو، ثم انطلق مسرعًا نحو خارج المبنى الخاص بعائلته قبل أن تتسبب في فضيحة مر أمام منزل والدته ولم يرغب في طرق الباب حتى لا يزعج والديه، فقرر أن يتسلل إلى الأسفل، معتقدًا أنها ربما ذهبت إلى منزل عائلتها القريب. 


لكن قبل أن ينزل، توقف عندما سمع صوتًا يأتي من داخل منزل والدته، وصوتها تتحدث مع شخص يبكي. لم يفكر مرتين وطرق الباب بسرعة، متمنيًا أن تكون زوجته بالداخل .


وبالفعل، كانت حنين على وشك الذهاب إلى عائلتها وقد تسللت للخارج، لكنها لم تكن تتوقع أن حماتها كانت مستيقظة وتقرأ القرآن بذلك الوقت وعندما اصطدمت بسلة القمامة، تحركت بسرعة لتعرف ما حدث في الخارج، و قد تفاجأت برؤية عروس ابنها أمامها في تلك اللحظة.


بالوقت الحالي، ذهبت هياتم لفتح الباب، ففزعت حنين عندما رأته، بل شهقت وهو لم يدع والدته تتحدث، حيث دفع والدته بسرعة إلى الداخل ثم أغلق الباب خلفه.. تنفس بارتياح عندما رآها أولا، لكنه تعجب من تصرفاتها المتهورة واستغلالها لأي خطأ يرتكبه عمدًا أو بدون قصد. 


حاول طارق أن يستفسر عن سبب مجيئها في هذا التوقيت، والأخطر كيف تأتي في هذه الساعة وهي المفترض أن تكون عروسًا ورغم أنه شعر بالراحة، إلا أن روحه الثائرة على حنين أشعلت الغضب بسبب تصرفاتها الغير مدروسة.


دبت القشعريرة في أوصال حنين من نظراته ولم تتحرك من مكانها فاغرة شفتيها وقفت تنظر إليه بنظرات مصدومة ومليئة بالرعب بالأخص عندما هتف بلهجة آمرة وصوت مخيف 


= تعالي معايا يا هانم نتحاسب فوق، كلامنا مش هنا.


هبطت عبراتها على وجنتيها بغزاره، وحركت رأسها بالنفي عدة مرات وهي تردد بصعوبة من بين شهقاتها


=آآآآ... لأ لأ الحقيني يا طنط.. لأ مش عاوزه 


حاولت هياتم ان تحميها منه وهي مازالت لا تفهم ما حدث بالضبط لكنها بوخته بحده


=في ايه يا طارق مالك داخل حامي على البنت كده ليه؟ انت عملت فيها ايه خليتها تخاف بالشكل ده ومال دماغها كمان انت ضربتها ولا ايه؟ اخص عليك ما كنتش اعرف انك غشيم بالشكل ده 


كاد أن يجن من تصرفات زوجته الطائشه واتهام والدته له وهو يقول بتعصب 


=هو انا عملتلها حاجه هي الهانم فهمتك ان انا عملتلها ايه بالظبط؟ هي اللي خبطت نفسها وانا ما جيتش جنبها خالص يا دوبك خرجت من الاوضه لقيتها اختفت وسابت البيت في وقت زي ده عاوزاني بقي اعملها ايه 


ثم صاح بغضب وهو يجرها خلفه بالاجبار 


=قدامي يالا.. دي حتى ما فكرتش لما حد يشوفها في وقت زي ده يقول عليها ايه ولا يفهم ايه! بس ماشي انا اللي اتساهلت معاكي وعماله ادلع واطبطب شكلك بقى عايزه تشوفي الوش الثاني 


هزت رأسها برعب متوسلة وهي تقاومه 


= لألأ .. سيبني مش عاوزه اروح معاك ودوني عند ماما أنا خلاص مش عاوزه اتجوز 


تطلعت حماتها لها بنظرات مصدومة بينما أبتسم طارق بسخرية وهو يردد بانفعال 


= سامعه بنفسك الهبل بتاعها، اهو انا بقى في وجع الدماغ ده من ساعه ما روحنا البيت عمال أخذها على قد عقلها واكبر دماغي و اقول معلش مكسوفه، لكن توصل للي هي عملته النهارده وتهرب من البيت مش هعديها لها 


على الرغم من أن هياتم لم تكن تتقبلها، إلا أنها شعرت بالعطف تجاهها عندما رآتها بتلك الهيئة. لتقول محاولة تهدئته


=طب اهدى وخلينا نتفاهم بالعقل انت مش شايف عماله تعيط وتترعش ازاي ده انا كويس سمعت صوت بالصدفه بره لحقتها ومن ساعتها عماله احاول افهم منها ايه اللي حصل وهي عماله تعيط ومنهاره... معلش بالراحه عليها تلاقيها خايفه زي اي عروسه عادي 


حاولت هياتم أن تبذل قصاري وسعها في اقناع أبنها أن زوجته قد جاءت إلى هنا بدافع الخوف والرهبة من تلك التجربة الجديدة عليها والمفاجئة ولكن هذا لم يكن كافياً بالنسبة له لكي يتقبل تلك الأعذار هي مجرد أعذار وهمية لا قيمة لها.


نظر لها بطرف عينه بشراسة وهو يتحدث بالغضب الذي اعترى كل كيانه


= طب كانت عملتها وراحت هناك كنت برده هروح وراها وهاجرجرها من شعرها قدام الناس وهخلي اللي ما يشتري يتفرج، تعالي معايا احسن بالذوق بدل ما فعلا اعملها دلوقتي انا على اخري خلاص منك، عشان مش مبرر للي هي عملته 


انتفضت حنين من لهجته التي لأول مره تشاهدها لتقول بصوت باكي 


=انا مش عاوزة أروح في حتة، أنا عاوزة أفضل هنا 


اقتربت هياتم بقله حيله وهي تضع يدها على كتف طارق مرددة برجاء


= طب اهدى شوية وبلاش الصوت العالي لأحسن حد ياخد باله، يا ابني خدها بالراحه مش كده مش هي دي اللي واجع دماغي عايزه اتجوزها وبحبها 


صاح بنبرة حادة وهو يقبض على يدها أكثر


= وانا عملت ايه دلوقتي مراتي وعاوزها و هعرف إزاي أتفاهم معاها بطريقتي... وبعدين يعني عاوزاني أشوف مراتي سايبة البيت ليلة دخلتنا وأقف اتفرج عليها 


تنهدت هياتم بقوه واردفت بجدية


= أنا مقولتش كده بس بالراحة عليها، اول مره بقى وانت فاهم دلع البنات خدها بالحنيه 

و بالمسايسة 


لوي شفته بسخرية وهو ينظر إليها باستهزاء


= هو أنا معملتش كده، ده أنا عمال أدادي وأدلع واهنن لحد ما زهقت، واخرتها الهانم 

تهرب وعاوزه تفضحني وتفضح نفسها الغيبة.. بقول لك ايه يا ماما سيبيني في حالي ده موضوع يخصني أنا وهي بس ومحدش لي دخل فيه.. 


لم يترك طارق الفرصة لأحد منهما لكي ترفض طلبه مجدداً فقد جذبها من يدها بكل قوة و سحبها خلفه خارج، بينما كانت حنين تقاومه بكل ما أوتيت من قوة ولكنها فشلت فكان أقوى منها بمراحل عديدة، فلم تمثل مقاومتها له أي شيء.. حتي حاولت أمه أن تلحق به وتمنعه ولكنها عجزت تماماً أمام إصراره لتقول بقلق واستسلام بالنهاية 


= بلاش تاخدها في الحاله دي.. طب سيبها تبات النهارده هنا.. طب بالراحه عليها عشان خاطري انا .


انحنى طارق دون مقدمات قليلاً ناحيه زوجته ثم وضع أحد ذراعيه أسفل رقبتها والذراع الأخر أسفل ركبتيها ثم رفعها إليه وحملها بين ذراعيه، و همس لها بابتسامة ثقة 


= الست برده ملهاش الا بيت جوزها وأنا مراتي ماتبتش بره البيت إلا معايا و بس....


❈-❈-❈


في الاعلي أول ما أنزل طارق حنين ركضت إلى فراشها وألقت بجسدها تبكي منه خوفاً ورعباً وهي تجهش بالبكاء، جز علي أسنانه بعصبية وهو يصيح بغضب دفين 


=انا لسه جيت جنبك ولا عملتلك حاجه ولا انتٍ على طول بتسبقي فرده الفعل؟ نفسي افهم حاجه واحده عملتلك انا ايه عشان تسيبي البيت وتمشي وتفضحينا الفضيحه دي عاجبك اللي حصل تحت ده؟ لو كان حد شافك غير ماما دلوقتي ايه اللي كان هيحصل.. وبعدين فاكره لما تروحي يعني لاهلك هيعملوا لك ايه انا خلاص بقيت جوزك ده أمر واقع و غصب عنك كمان 


انتفض جسدها من الصوت العالي وغضبه و بدأت تشعر فجاه بدوران راسها من المجهود وقله الطعام! وكادت ان تسقط لكنها استندت بسرعه بالخلف، وسرعان ما نسي غضبه منها واقترب بقلق يتساءل بحده 


= في ايه مالك؟.. عاجبك كده ما خلاص بقى كفايه اللي عماله تعملي في نفسك ده اديكي تعبتي


لكنها استمرت في البكاء دون توقف بخوف بينما تنهد بضيق شديد ويأس وشعر بالعطف نحوها رغم كل ما فعلته، اقترب بتردد وحاول أن يهديء من روعها ويبث الطمأنينة داخلها


= خلاص متعيطيش كل حاجة هتتحل وما حصلش حاجه، واللي عاوزاه هيحصل... بس امسحي دموعك الأول.. قومي عشان تاكلي اكيد قله الأكل هي اللي عامله فيكي كده 


هبطت دمعة حارقة على وجنتيها، وتحدثت بين بكائها بصوت متقطع محركة رأسها بالنفي


= آآ مش عاوزه.


هتف بنبرة حازمه وهو يقترب منها محاوله تخويفها 


= ما فيش حاجه اسمها مش عاوزه لا إلا خلاص هعتبرها دعوه صراحه منك نكمل اللي مش عارفين نبداه


لتهز رأسها بالايجاب بسرعه بتوتر وهي تمسح دموعها قائلة بضعف 


= لا خلاص طـ..طيب. 


❈-❈-❈


كانت رائحة الطعام شهية وذلك إثر معدتها في الصراخ طالبة اسكاتها بذلك الطعام الشهي خصوصا بأنها لم تتناول شيء منذ الصباح بسبب التوتر وقله النوم.. أغمضت عينيها و ظلت تشم في تلك الرائحة الجميلة واول ما خطت اول قطعه داخل فمها لن تتوقف عن التناول، ظل طارق ينظر لها باستغراب شديد فهي كانت تدعي الشبع وها هي الآن تأكل بشهية مفتوحة فلا يعرف لماذا هي عنيده بذلك الشكل .


نهضت حنين عن طاولة الطعام لتضع الاطباق الفارغه بالداخل ثم توجهت للمرحاض لتغسل يدها وبسرعه الى الفراش لتنام قبل ان يأتي فاليوم كان طويل بالفعل عليها وليس لها مجهود لاي شيء اليوم..... 


وما زالت لا تعرف نواياه خلال تكمله الليله ويبدو أن إرهاق اليوم قد حل عليها تماماً فغفت سريعاً بعد أن اطمأنت أن طارق ظل بالخارج.


عاد طارق إلى الغرفة الخاص بهم ليتفاجا بها تغوص في نوم عميق، تمدد هو بجوارها وظل يتأملها وهي نائمة يدرس كل تفصيلة بها بهدوء تام وهو يفكر فيه هروبها منه الليله هل لانها خجوله ام هناك سبب آخر؟!. 


تململت بتلك اللحظة حنين وهي نائمة ثم مالت على جانبها ووضعت ذراعها على صدر طارق الذي تفاجيء بحركتها تلك ولكنه أدرك أنها نائمة وحركتها تلك لا إرادية صادره منها.. نظر إليها وتأمل وجهها بينما تعلوه ابتسامة عفوية علي ثغره .


هز رأسه بيأس قبل أن يهمس بصوت خافت


= اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكيش وانتٍ صاحيه.. كأن في عفريت راكبك ماشي يا حنين الأيام جايه كتير ....


ثم أحاطها بكلا ذراعيه وضمها أكثر إليه ليلتصق صدريهما ببعضهما البعض فلا يفترقا أبداً فكان هو مستمتعاً للغاية لأنها ساكنة تماماً في أحضانه ثم غفا هو الأخر وهما على تلك الوضعية. 


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي بدأت تفيق تدريجياً لتشعر أن هناك ثقلاً ما على جسدها يمنعها من النهوض بالأخص عندما شعرت أن ذلك الثقل ما هو إلا ذراعي شخص ما يحيطان بها.. فتحت عينيها بسرعه لتتفاجيء بأنها غافلة على صدر طارق الذي كان مستيقظ وينظر إليها بقوة. 


أرخى قبضتي يده قليلاً عنها فتمكنت من التحرير قليلاً لتنظر إليه بعدم تصديق و تجمدت الكلمات على شفتيها، ليقول بنظرات كلها تحدي وسخرية 


= صباحيه مباركه يا عروسه.. ولا عروسه إيه بقى هي في عروسه بتهرب يوم دخلتها.. قوليلي احاسبك على اللي عملتيه امبارح ده ازاي.. عجبك الفضايح دي إللي حصلت قدام أمي 


نظرت إليه بعيون جاحظة رمشت بعينيها عدة مرات بتوتر لتقول وهي تمرش


= هـــاه! انا ما كنتش اقصد بس كنت متوتره شويه وبعدين انا قلت لك ناجل وانت اللي فضلت مصمم وخوفتني .


جز علي أسنانه بضيق مكتوم وهو يهتف بعقلانية يحسد عليها


= خوفتك ليه ان شاء الله كنت قاعد بسنلك السكاكين اول واخر مره مهما يحصل تدخلي حد ما بينا و تروحي تتحمي في الغريب! و تكشفي على اسرارنا مهما يحصل كنتي قعدتي في بيتك وفهمتيني وانا كنت هقدر زي ما سبتك امبارح بمزاجي 


قالت بصوت خافت وهي كانت مرتعدة منه


= آآآ... حـ.. حاضر انا.. أنا أسفه 


نظر لها ثم سرعان ما اعتلت شفتيه ابتسامة مليئة بالرغبة والشوق الحميم إليها، مضيفاً 


= ودلوقتي بقى نيجي للجزء المهم اللي طلعتي عيني امبارح عليه اظن ما عندكيش دلوقتي اعذار وسبتك تنامي براحتك 


حاولت الفرار منه بخوف لكنه حاوطها بيده وضمها لصدره بقوة مستند بجبهته على جبهتها، وتحدث بأنفاس متلاحقه تدل على شدة تعبه ليقول بمكر ونار الشوق واللهفة تحرقه


= رايحه فين يا عروسه؟ خلاص كل اعذارك خلصت وجه وقت الفعل .


لم يعطيها فرصه للرد بل وضع أحدى يديه على شعرها ثم جذبها للخلف قليلاً، فرفعت رأسها للأمام فاقترب هو من شفتيها وقبلها بعنف صدمت حنين اكثر مما فعل ونظرت إليه بنظرات مصدومة فكرر فعلته تلك معها مرة أخرى وقبلها مرة ثانية...


لم تمانع بل الأحرى انها كانت تستمتع معه، ثم تركها طارق بعد ان اطمئن انها تجاوبت معه وبدأ في خلع ملابسها عنها، هنا انتبهت على حالها وهتفت بسرعه وهي تحاول تحرير قبضة يدها 


= لألألأ .


لم يرد ونجح في فك السحاب الخاص بالاسدال ثم كشفه ليظهر أمامه جسدها الناعم، ثم قام بنزعه عنوة عن حنين التي حاولت جاهدة أن تقاومه ولكن لفارق الحجم والقوة، تغلب هو عليها وأعاد تثبيتها مرة اخرى على الفراش.. نظر طارق هو إليها بكل شوق وعشق هاتفا بنظرات هيام


= كده برده عايزه تحرميني من الجمال ده كله! واللي بقى من حقي.. انسي أني اسيبك الليله الا لما اخلي جوازنا حقيقي . 


كانت حنين تشعر مع كل لمسة منه بأن زوايا جسدها تنتفض معه كانت تخشاه ورغم هذا تستسلم له، فكانت متوترة من اندفاعه السريع نحوها هي لم تعتاد بعد وخائفه أيضاً من تلك الهواجس التي ملأت عقلها لذا كانت تترقب كل ما يقوم به معها بعيون متوترة ومشاعر مضطربة.. لكنها أردفت بقلق بالغ 


=أنا .. أنا .. مش عاوزة آآآ...


شعر طارق هو الأخر بها وبارتباكها استشف أنها ترتعد منه ولكنها تقاوم ذلك الشعور لذا طمأنها وهو يقبل وجنتيها بحنان 


= متخافيش يا حبيبتي كل حاجة هتعدي.. أنا عمري ما هأذيكي صدقيني 


نظرت إليه بحذر وتساءلت بتوتر شديد


= بجد ؟


أبتعد عنها بهدوء ثم تحدث بصوت دافيء


= أيوه يا قلبي... و عشان تصدقني يلا نقوم نصلي الاول زي ما طلبتي مني امبارح .


ألبسها طارق إسدال الصلاة مره ثانيه بعد ان توضوا ثم عدل من وضع الحجاب على رأسها ووقف الاثنين سويا يصلوا قبل أن يبداون حياتهما معاً....


أمسك برأسها بكلتا يديه ثم قبل رأسها وبدا في قراءه الدعاء، ما إن انتهى الاثنين من الصلاة حتى نهض و أمسكها من يدها ليجعلها تنهض وتقف في مواجهته وبسرعه شديده بدا يخلعه مجدداً... لتقول بتوتر متآلمة 


= اصبر .. آه بالراحه انا هخلعه


حملها برفق بين ذراعيه ثم توجه بها نحو السرير، حيث توقف لبرهة قبل أن يلقيها فجأة بعنف على الفراش. شعرت بالصدمة مما فعله، ولم يعتذر كما فعل في المرة السابقة لأنه كان متعمداً هذه المرة، بل وقف يتأملها في صمت، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يردد بلهفة.


= مش عاوزه اسمع كلمه صبر دي لحد آخر اليوم! ده انا صبرت صبر محدش صبره قدي كفايه.. بقيلي اكتر من أربع سنين صابر اكتر من كده ايه... نركز بقى في اللي جاي و اللي مش هتحسي بيه خالص...... 


❈-❈-❈


ظل طارق محيطاً بذراعيه حنين، يضمها إلى صدره بشغف وكلما حاولت أن تنهض من جواره قربها أكثر إليه وتار يقبل راسها يقبل جبينها بحب وسعادة، فكانت تشعر حنين فجأة أن هناك خطبٌ ما بها هي ليست على ما يرام.. لم تتوقع أن يكون ذلك شعرها بالعلاقه الزوجيه فارادت ان ينتهي ذلك سريعاً فلم تشعر بالاستمتاع مطلقاً.


بينما كان حال طارق يختلف عن حنين كثيراً.. لقد شعر الآن بأن روحه سكنت بجانب من عشق الآن بات يعرف ما هي السعادة الحقيقية وكيف تكون.. بجانب من نحب! صحيح لم يشعر بها تبادله حبه الجارف لكن كان يعلم جيد بان ذلك نتيجه خجلها.


لاحظ طارق أن هناك خطب ما بحنين ولكنه أثر الصمت حتى لا يزعجها وربما يكون ذلك نتيجه الحرج والكسوف بسبب اول اقتراب يحدث بينهما.. بينما كانت هي في دوامه حيره من تلك الأحاسيس التي شعرت بها من اول اقتراب حتى انتهائه !. 


حيث شعرت بالاشمئزاز من لمساته واقترابه، مما أثار شعورها بالغثيان، لكنها حاولت التماسك حتى لا يسيء فهمها أو يحرجها.. رفعت نظرها لتجده يراقبها فشحب وجهها خوفاً من أن يكتشف ما تشعر به. لذا ابتعدت قليلاً عنه وهي تفكر في سبب شعورها بهذا الشكل. فقد أخبرها الجميع أنها ستشعر بألم بسيط، لكنها بعد ذلك ستستمتع كما يفعل هو، وليس يصيبها شعور بالاشمئزاز.


فكرت ربما لأن هذه هي أول تجربة لها وهذا أمر طبيعي وأن المتعة الأكبر ستكون من نصيبها لاحقاً وإذا لم يتغير هذا الشعور، فلن تتمكن من تقبل الأمر مجدداً وكانت تشعر بالغرابة من نفسها حقاً.


استغرب طارق هو الأخر من ردة فعل حنين حينما انتهوا وهي صامته بشرود، ولكنه لم يتحدث فلا داعي يثير حرجها أكثر.. لكن تفاجأ بها تنهض ليسأل إياها باهتمام 


=رايحه فين يا حنين؟!. 


أغمضت عينيها بقوة ببغض من ذلك الشعور النافر الذي يلازمها، وهتفت بنبرة حادة نسبياً


= الحمام.. عاوزه استحمى .


هتف الآخر باقتراح بريء قائلاً بابتسامة هادئ 


= طب تحبي اجي اساعدك 


نظرت له بنظرات حانقة غاضبة ثم تحدثت بنبرة حادة باعتراض 


= لاااا آآ مش هينفع هو انت حتى الحمام عاوز تيجي ورايا كفايه لحد هنا اللي حصل.


عقد حاجيبة بدهشة من رده فعلها ليقول مبرر وهو يتنحنح


= طب براحتك انا بس حسيتك تعبانه قلت لو محتاجه مساعده مش اكثر.. وعلى فكره يعني عادي لو ساعدتك وانتٍ بتستحمي احنا متجوزين.. وما بقاش في دليل اكتر من إللي لسه حاصل بينا .


عند سيره تلميحاته الجريئة في عباراته الأخيرة جعلتها تشعر بالاشمئزاز، وتذكرت تفاصيل ما حدث بينهما مما زاد من شعورها بالغثيان فلم تستطع تحمل حالتها أكثر من ذلك، فاندفعت بسرعة نحو المرحاض تحت نظراته المتعجبة.


لكنه سرعان ما أبتسم إبتسامة عفوية لخجلها الدائم الذي طالما آسره.. 


❈-❈-❈


أطلقت عبير وإيمان الزغاريد كتعبير على فرحتهم، وكان طارق يجلس بالداخل مع اقاربه بينما حنين كانت تجلس بينهما بجمود صامت،

اقتربت ايمان منها وهي تتعمد أن تتمايل بشدة في مشيتها كعادتها لتقول بصوت ماكر


= في ايه يا بت مالك قاعده واخده جنب كده ليه، هو حصل مره تاني قبل ما نيجي وهو ده اللي مخليكي مسهمه... ما تحكيلنا هو عمل ايه بالظبط كان الغشيم معاكي ولا ايه


شعرت حنين بالاشمئزاز على الفور من أثر ذلك الحديث فلا تريد ان تسمع اي سؤال او كلمه عن ذلك الموضوع ابدأ، بينما اقفهر وجه عبير وامتعض قائلة


= وبعدين يا ايمان ما تسيبيها في حالها و بعدين اتلمي عيب وحرام الكلام على المواضيع دي خشي جوه احسن شوفي حماتك  لا تكون عاوزه حاجه.. 


نظرت إليها ببرود وهي تبتسم ابتسامه صفراء ثم نهضت للداخل بالفعل، هزت عبير رأسها بقله حيله ثم ابتسمت ابتسامه بسيطه وهي تقول باهتمام 


= مالك يا حنين قوليلي يا حبيبتي في حاجه مضايقاكي صحيح، ما هو ده مش منظر عروسه قوليلي انا مش انتٍ برده مابتخبيش عني حاجه وبتعتبريني اختك الكبيره ..


هزت كتفها بعدم مبالاة وهي تقول بنبرة فاتره


= ما فيش حاجه يا ابله عبير انا كويسه سالتوني على اللي حصل وقلت لكم ان حصل اللي انتم عاوزينه كلكم عايزين مني ايه تاني بقى 


أخبرتها عبير بنفس الصوت الحنون قائلة 


= مش عاوزين إلا راحتك يا حبيبتي طبعا بس المفروض تكوني فرحانه انتٍ كمان ولا انتٍ ما كنتيش راضي مش كل حاجه برده تمت بموافقتك.. وفي النهايه استسلمتي وقلتي أهو احسن من غيره 


أخفضت عينيها بحزن وهي تقول بنبرة باهته


= اديكي قلتيها بنفسك استسلمت بعد ضغطكم مش حبه فيه.. بس عشان وصلت لسن الجواز زي ما قلتوا بدل ما اعنس 


عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسألها بنبرة قلق


= في إيه انتٍ قلقتيني ليه؟ هو طارق عمل حاجه تزعلك.. صارحيني لو في حاجه وخايفه تقوليها ومفكرانه مش هناخد رد فعل فلا يا حبيبتي انتٍ واحده مننا حتى لو اتجوزتي وهتفضلي كده.. قولي عشان من الأول نعمل لك شخصيه و ما نخليهوش يتعدى حدوده معاكي.. زعلك في ايه 


هزت رأسها بشرود حزين للغاية لتقول بغموض 


= ما زعلنيش بالعكس كان كويس.. بس انا اللي مش كويسه.. ما طلعش الموضوع عادي وبسيطه زي ما كنت فاكره وقلت لنفسي ادي فرصه! ما حبتوش ومش عاوزاه والمشكله ان انا خلاص اتحطيت في امر واقع ومطلوب مني كل شويه اوافق وأجاري الامور وخلاص 


شعرت عبير بالحيرة ولم تفهم أمرها لتقول بصوت جاد


=انا مش فاهمه حاجه هو ايه ده ما توضحي بتتكلمي على ايه بالظبط لما هو ما كانش وحش معاكي يبقى ايه اللي مضايقك بالشكل ده .


نظرت إليها طويلاً وشعرت أنه حتى لو تحدثت، فلا يوجد حل ولم تستطع الانسحاب من تلك العلاقة! لذلك هتفت بصوت خافت


=ما فيش حاجه يا ابله عبير خلاص انا تمام ما تقلقيش عليا، فكل الحالات محدش هيفهمني ولا هينفع انسحب .


لم تشعر الأخري بالاقتناع لكن لم تضغط عليها وتركتها مع الأيام فاذا تكرر الأمر معها وظلت هكذا بالتأكيد ستلجأ إليهم..


بعد رحيل الجميع أمسك طارق حنين من خصرها بذراعيه ثم جذبها إليه ليحتضنها أخيراً، ثم قبلها ببطء شديد ولم تتجاوب معه، ليرد بمداعبه 


= أخيراً مشيوا ده انا قلت هيباتوا هنا، تعرفي ايه اوحش حاجه في الجواز عرفتها الزيارات اللي بعد الفرح دي .


أغمضت عينيها بقوة وقالت بهمس مشمئز 


= وانا كمان عرفت النهارده ايه اوحش حاجه في الجواز.. اللي انت بتعمله ده .


حاولت أن تتحرر من حضنه الدافيء ولكنه كان أكثر تمسكاً بها فما كان منها إلا أن تحدثت برقة زائف 


= طب سيبني عشان الحق الم الحاجات دي عشان لو حد هيجي بالليل تاني .


هز رأسه برفض وهو يتحدث بنظرات لئيمة


= يجي فين يا شيخه فالله ولا فالك كده كويس أوي بقيلنا ثلاث ساعات زيارات.. وبعدين في حاجات اهم دلوقتي سيب اللي في ايدك ده وهبقى الم معاكي بعدين 


نجحت حنين أخيراً في التحرر من أحضان طارق وابتعدت عنه وهي تردد بتهرب وارتباك


= مش هينفع لازم دلوقتي الدنيا متبهدله والشقه.... وكمان نسيت الغداء اللي لسه هجهزه يعني ورايا حاجات كتير بعدين .


نفخ بضيق شديد عندما تحررت منه وذهبت الى المطبخ لتشغل نفسها بأي شيء، تقدم خلفها وهو يلاحظ توترها ليقول مرددًا بحنق 


= وبعدين يا حنين خلاص بقي سيبي اللي في إيدك بعدين، هو انا لازم يطلع عيني كل مره هقرب منك خلاص بقى يا حبيبتي مش وقته 


نظرت إليه بأعين مرتبكه لتقول باضطراب


= ما أنا بخلص اللي ورايا عشانك برده! لو جعت ولا حد جاي يزورنا من القرايب تاني 


عاد يحتضنها برفق وهو يقول بنبرة ناعمة


= هو انت غاويه تعب ما قلت لك انا هساعدك في كل ده بعدين هي في عروسه برده بتروق وتطبخ في يوم صباحيتها... تعالي معايا يا روحي مش هتبقي انتٍ والضيوف عليا كفايه اليوم اللي طار امبارح .


تنهدت بأنفاس ضائقة وبدأت تظهر عليها ملامح النفور عندما وضع يده الأخرى خلف رقبتها وبدأ يقترب من وجهها رويداً رويدا هامس بنظرات عاشقة


= ربنا ما يحرمني منك يا عمري كله.. 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين بدأ يعود طارق الى العمل مجدداً وهنا بدأت تشعر حنين بالارتياح لانه لم يكن امامها طول الوقت ويستغل اي فرصه والاخرى للتودد و للاقتراب منها لتكرار ذلك الأمر الذي أصبحت شبه متاكده بأنها تكرهه وتنفر منه وأحياناً أخرى تشمئز منه حرفياً.


عند وصول طارق من العمل فتحت له حنين الباب لتستقبله، فانحنى برأسه ناحية زوجته قليلاً لكي يقبلها لكنها ابتعدت علي الفور بوجه

فاتر محتقن وحاولت التحرك من امامه باي حجه، انزعج الآخر كثيراً بسبب هذا!


فهو معتقد نتيجه تصرفاتها الخجل وأنها مازالت بعد كل هذه الفترة تشعر بالاحراج منه لذلك تبتعد عنه، حاول طارق تهدئة نفسه ثم ابتسم ابتسامة صافية واقترب يساعدها في رص الأطباق فوق الطاوله ليتناولوا العشاء سويا.


وعندما كان يتناولون نظرت إليه بتردد ثم هتفت بتسائل 


= بقول لك ايه يا طارق انا سمعت أن والدتك عاوزه تاجر شقه اخوك اللي سافر، فيعني لو لسه عند كلامها انا عندي ليها زبون


هز رأسه بالايجاب وهو يقول مرددًا بتأكيد على حديثها 


= هي فعلا عايزه تاجرها عشان خلاص اخويا هيقم فتره طويله بره مع مراته و ولاده بعد ما اتقبل في الشغل، بس مين ده اللي عاوزه تاجري لي الشقه 


لتهتف حنين بسرعه ولهفة وهي تردد 


= واحده صاحبتي من ايام الدراسه قابلتها صدفه لما كنت بشتري طلبات البيت وما صدقناش ان احنا اتجمعنا تاني وعرفت منها انها بتدور على شقه، هي اتطلقت يعني من جوزها من فتره وعاوزه تقعد في مكان بعيد لوحدها.. عشان خاطري حاول تقنع والدتك يا طارق بجد هفرح أوي لو احنا الاتنين سكنا في مكان واحد 


تنهد طارق وهو يقول بصوت جاد


= القرار قرار والدتي يا حنين بس حاضر لو هي حد كويس فعلا والفلوس جاهزه واتفقوا فتمام ما اعتقدش والدتي هترفض وعلى الاقل نعرفها منك .


هزت رأسها مبتسمة وهي تقول بثقة


=ما تقلقش زينه ما فيش في اخلاقها ولا تربيتها واحسن واحده ممكن تتعرفوا عليها..


عقد حاجيبة باستغراب وهو يتسائل بدهشة 


=ياااه للدرجه دي بتحبيها مع اني يعني ما شفتلكيش اصحاب قبل كده ولا كمان حضرت فرحنا مش كده .


ابتسمت ابتسامه سعيدة وهي تقول بنبرة حماس


= عشان اتجوزت في محافظه تانيه وبعدين فجاه اختفت وما كناش نعرف حاجه عن بعض، وهي كانت صاحبتي الوحيده في المدرسه وما ليش غيرها عشان كده نفسينا احنا الاتنين نلم الشمل من تاني .


لم يتحدثون مره اخرى حول ذلك الموضوع فاخبرها بالاخير بأنه سيعرض الأمر على والدته، وفي السماء كان يجلسون يشاهدون التلفاز بالاخص هي كانت مندمجه فيه، وهو يراقبها ثم مال إلى وجهها قليلاً ينظر إليها بعشق وهيام ليحوطها بطريقه رومانسيه وهم يشاهدون التلفاز سوا.. لكنها انكمشت على نفسها فجاه فتعلم تلك المقدمات جيد وفي النهايه يصل الى ماذا، لذلك حاولت ان تفسد مخططاته من البدايه ونهضت متحججه وهي تمثل التعب والارهاق 


= ما اعرفش ليه كابس عليا النوم أوي وتعبانه الشقه هدتني تصبح على خير انت بقى كمل الفيلم طالما عاجبك....


تلاشت ابتسامته تدريجياً وعقد حاجيبة بغرابة وضيق فهو قد عاد من العمل مبكراً لاجل ان يقضوا وقت ممتع مع بعضهم البعض، لكنها حطمت آماله... 


❈-❈-❈


لقد مر شهرين على زواجهما لم تكن الحياه بينهما سيئة ولا جيده أيضاً، حيث كانت طول الوقت تشعر حنين بالنفور من العلاقة الـ.ـحـ.ـميمة التي تحدث بينهما ولم تكن تعرف السبب بالتحديد ولم تجد أحد تصارحه بما داخلها فهي بالأساس لا تعرف لما تشعر هذا الشعور عندما يقترب منها؟ 


ولا الرغبه واللهفه مثله في تناول العلاقة بل بالاساس كانت تنتظر اي فرصه والاخرى حتى تهرب من ذلك الموضوع واذا حدث تنتظر بفارغ الصبر حتى ينتهي منها لتأخذ أنفاسها الصاعده وكأنها تبذل مجهود قصارى حتي تتحكم في نفسها وتتركه يفعل ما يريد .


بينما على الجانب الآخر كان يشعر طارق بالجفاء والبرود في تلك العلاقه لكن لم يتناقش معها في ذلك فأعتقد ربما الخجل والحياء هو السبب بذلك وأن مع مرور الوقت ستعداد ولكن يشعر بأن مر وقت طويل وهي على نفس الحال دون تجديد... وكان ذلك أصبح اُسلوب حياة بينهما ومما آثار أعصابهما معا.


أما عن صديقتها زينة فبالفعل أجرت المنزل واصبحوا يسكنون في نفس المبنى! وكانوا طول الوقت مقتربين من بعضهم البعض حتى أن حنين قد وجدتها حجه ليبتعد عنها زوجها ولا يطالبها بالعلاقه باستمرار... وكان هذا اكبر خطأ تفعل في حياتها الهروب من المواجهه بدل من الحل والبحث عن سبب نفورها من تلك العلاقه وأسبابها.


❈-❈-❈


مر شهر أخر بنفس الروتين وبدأ طارق يشعر بالضيق وعدم الصبر و حنين تلتزم بالصمت علي نفورها من العلاقه واجبار نفسها في بعض الاحيان لأجل زوجها يشعر بالنشوة فقط ولا أكثر.. حتى أحيانا تفكر بان هذه طبيعه العلاقه خلقت للاستمتاع الرجال وليس للسيدات أيضاً . 


كانت حنين تجلس مع زينه صديقتها في منزلها والباب مفتوح وكان يتسامرون مع بعضهم البعض باجواء سعيده، حتي كان طارق يصعد ونظر بطرف عينه إلي زوجته قائلاً بضيق 


= السلام عليكم


شعرت زينه بالحرج و أجابت قبل أن يصعد 


= وعليكم السلام، إيه يا حنين ما تقومي ورا جوزك ليكون محتاج حاجه يبقى نكمل كلامنا بعدين 


هزت كتفها بعدم مبالاة وهي تقول ببرود


=هيعوز ايه يعني كل حاجه عنده متجهزه فوق! حتى الأكل سيبك منه وتعالي نكمل كلامنا 


عقدت الأخري حاجيبها بدهشة وهي تقول بعتاب


= حنين بطلي هبل واطلعي وراه كده هيتضايق مني وهيفتكر ان انا واخداكي منه.. 

وبعدين يا حبيبتي حتى لو كل حاجه متجهزه عنده لازم برده وجودك جنبه هيفرق انتم بقلكم كام شهر متجوزين ليه بتعوديه من البدايه كده يستغنى عنك .


توترت حنين قليلاً فهي كانت متعمده عدم الصعود خلفه حتى لا ينتهي بها الأمر مرغومه على علاقه زوجيه لا تريدها وتكرهها وتنفر منها، حمحمت وهي تقول بنبرة ضائقة 


= ولا يستغني عني ولا حاجه يعني انا هروح فين ما انا طول الوقت معاه، ما جتش يعني على كام ساعه بفك عن نفسي شويه ما انا حتى يوم اجازته بفضل قاعده في البيت قصاده 


تنهدت زينه صديقتها وهي تخبرها بجدية


=ايوه يا حنين ما هو ده الصح، هو تلاقي دلوقتي طول الوقت في الشغل وزهقان وقرفان ومحتاج منك طبطبه ولا كلمه حلوه مش اكله وهدوم نظيفه بس.. في حاجات تانيه برده الرجاله بتكون محتاجاها ومش لازم تقولها .. الاهتمام هيفرق كتير في علاقتكم 

صدقيني وهو اللي هيقربكم لبعض 


حديثها اشعرها بالذنب قليلاً فهي لم تتلقى من طارق الا المعامله الطيبه والحنونه ويكفي بانه صابر عليها حتى الان لكن حقا الامر رغم عنها، 

لتقول بصوت مخنوق 


= انتٍ مكبره الموضوع أوي كده ليه يا زينه 

ما انا قلتلك شويه وهطلعله هو انا هفضل طول اليوم يعني قاعده معاكي .


هزت زينه رأسها باعتراض وهي تقول بنبرة باهته 


=ما تبقيش خايبه زيي يا حنين فضلت برده زيك اعمل كده واكبر دماغي واقول الكلام دي عادي وفي الاخر جوزي سابني وراح يتجوز غيري، ولاقي التفاصيل دي معاها.. الزمن ده عاوزك تتنصحي .


لم يظهر على حنين أي تأثير وظلت في مكانها، بينما لم يكن أحد يعلم أو ينتبه لوجود طارق بالخارج وهو يستمع إلى حديثهما عنه، كان يرغب حقًا في أن تصعد زوجته معه وأن يشعر بوجودها واهتمامها وهو ما لم يشعر به حتى الآن، ولا بحبها.. كان ممتنًا لتفكير صديقتها، التي بدت أكثر نضجًا عنها لكنها لم تقتنع، مما زاد من غضبه وأكمل صعوده إلى الأعلى بمفرده وهو يشعر بالقهر.


❈-❈-❈


على الرغم من تذمر حنين وكراهيتها لاقتراب طارق منها ومحاولاتها المستمرة للهروب وخلق أعذار وهمية، إلا أن طارق لم يتوقف عن محاولاته، مما جعل حنين تستسلم أحيانًا حتى لا يشتبه بها أو يشكوها لأحد. 


كانت تشبه من يبيع الأوهام وتقديم مشاعر زائفة. لكن لم يكن لديها خيار آخر، فكيف يمكنها أن تخبره بأنها لا ترغب في هذه العلاقة مثله وتشعر بالنفور والاشمئزاز؟


اقترب طارق منها وهو يداعب وجنتها بإصبعه

مرادف بمازحاً 


= هو انتٍ مش ناويه تغيري البيجامه دي وتلبسي مثلا قميص نوم وتستقبلي جوزك حبيبك بعد يوم طويل في الشغل 


نظرت حنين إليه بتوتر و أجابت مترددة


= هاه، الجو برد أوي أصلي.. وبعدين انا برتاح في البيجامات ومتعوده عليها من زمان..


أجاب طارق وهو يزفر في ضيق بخيبة أمل


= برد ايه بس الجو حلو.. خلاص طالما مرتاحه كده براحتك.. بس يعني حاولي يا حبيبتي تجربي تلبسيهم طالما اشتريتيهم بدل ما هم مركونين في الدولاب و واحده واحده اكيد بعد كده هتتعودي.. انا فاهم ان اكيد وانتٍ بنت ما كنتيش بتلبسي كده بس دلوقتي احنا متجوزين والحاجات دي كلها شكليات بس مطلوبه .


أجابت بفتور وهي تنظر إليه بنظرات حانقة


= هو لازم قله ادب عشان نكون متجوزين ونعيش مع بعض 


اتسعت عيناه للحظات ثم تنهد كاتماً غيظه ليرد بصوت أجش


= نعم! انتٍ بتقولي ايه انا جوزك على فكره وده بيحصل بين المتجوزين عادي.. و ده حقي علي فكره كمان 


قالت دون انتباه بحنق وعصبية


= و هو حقك ده لازم يكون على حسابي او غصب عني !. 


صدم الآخر من عبارات حنين الأخيرة ليسالها بنظرات حادة


= ده إزاي؟ الموضوع ده اصلا بالذات ما ينفعش يحصل غصب عنك ولازم يكون في تجاوب بينا الاثنين؟؟ وده اللي نفسي احس بيه مره واحده وانا معاكي.. وبعدين تقصدي ايه على حسابك وغصب عنك؟ هو انتٍ بتغصبي نفسك على اللي بيحصل بينا 


خشيت حنين أن تخبره بالحقيقه وتتلقى رده فعل صعبه بالنهايه ولا يفهمها، لتقول بثبات زائف 


= مين قال كده؟ انا ببقى عاوزك زي ما انت عاوز أكيد بس مش بالطريقه دي آآ أو ممكن بتختار اوقات مش مناسبه ومش بيبقى ليا مزاج مش اكتر


وضع طارق يده على وجهه محاولاً منع نفسه من الثورة واحتقان غضبه الذي قد بدأ يتسرب إليه وتحدث بجدية 


= اتمنى ده يكون فعلا قصدك يا حنين، عشان دي بتكون اهم لحظه بين اثنين بيحبوا بعض ومتجوزين اصلا فما ينفعش يكون ده شعورك عنها وانتٍ معايا 


أجابت حنين وهي توميء برأسها في قلق


= ياااه مالك زي ما تكون اتخضيت واتضايقت لو انا ما كنتش حاسه بحاجه ولا مبسوطه معاك.. للدرجه دي الموضوع مهم عندك 


هز رأسه بالايجاب بكل تأكيد وهو ينظر لها بنظرات حالمة


= لازم يكون مهم يا حبيبتي عشان الراجل هيحس وقتها ان مرغوب فيه وانه بيرضي مراته ويسعدها وأنه مآثر فيها الا كده هيحس ان ما لوش لازمه 


لوت شفتاها بقهر مكتوم وهي تردد بصوت حزين


= المهم أنت بتكون مبسوط 


تحرك في مواجهة حنين وقد بدأت الدماء تحتقن في وجهه من الضيق مرددًا باقتضاب


= ايه ده هو انتٍ مش بتكوني مبسوطه معايا لما نعمل كده ولا ايه؟ حنين في ايه ليه حاسس ان في حاجه مخبيها عليا 


شعرت بأنها أصبحت في مأزق لتقول بنبرة خائفة


= هخبيه ايه بس كل الحكايه اني بتكلم عادي هو انت كل كلمه بتفسرها بشكل على مزاجك 


لم يشعر بالاقتناع لكنه لم يضغط عليها في نفس الوقت وهتف قائلاً بنبرة قلقة


= طب لو في حاجه عاوزه تقوليها ومكسوفه ولا حاجه قولي وما تتكسفيش ولا تخبي عني حاجه تمام.. انا هفهمك ولأنك ما ينفعش تحكي أو تتكلمي إلا معايا بالذات في المواضيع دي 


عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً وهي تسأله بحذر 


=عاوز تفهمني يعني اي حاجه هتحصل ما بينا مش هتقولها لحد من اهلك ولا اصحابك


أجاب علي الفور طارق بنظرات حادة ولهجة جادة


= اكيد وهو ده الصح اصلا، حنين انتٍ مش هتكوني عارفه نيه اللي قدامك ايه ولا مجرد كلمه عاديه ممكن يستخدمها هو ضدك ازاي.. غير أن حرام وما ينفعش نتكلم في المواضيع دي مع ناس أغراب أو حتي قرايبنا عشان في حاجه اسمها خصوصيه وحرمه بيت .


صمتت لحظة بتردد ثم تحدثت حنين بصوت خافت وهي تبلع ريقها بصعوبة


= هو الموضوع ده! اقصد العلاقه لازم تحصل اكتر من مره! أقصد ليه مش مره واحده عشان الراجل يتاكد ان مراته بنت بنوت وخلاص 


أغمض عينيه ثم أخذ نفساً عميقاً ليحاول السيطرة به على نفسه من اسئلتها الغريبه و الغير مفهومه وما الغرض منها.. ثم فتح عينيه ونظر إليها مرة اخرى وقال بتوضيح جاد 


= عشان مش ده الغرض من العلاقه أصلا هنعيش اخواتي يعني ولا ايه؟ يا حبيبتي دي حاجه ربنا حللها بينا عشان تقربنا اكتر لبعض 

فهمتي...


هزت رأسها بعدم اقتناع ويأس لكنها لم تظهر ذلك بالتأكيد فكل تفكيرها على العلاقه الزوجيه كذلك؟ أما ذلك شعور استثنائي لها فقط؟ واذا كان كذلك فلما هي بالذات تشعر به؟ واذا كانت هذه طبيعه العلاقه الحـ.ـميمه فيجب ان تعترف لنفسها بانها لا تحب الخوض ابدأ وتجربتها، ففي كل مرة تكون على امل ان يتغير ذلك الشعور النافر...


بدأ طارق في مداعبة زوجته بكلماته وافعاله الساحرة ثم أمسك بيدها وبدأ يقبلها بحنية شديدة ثم رفع رأسه قليلاً وطبع قبلة على جبينها ثم وجنتيها ثم قبلها بعمق من شفتيها وكانت حنين متجمده بين يديه تغمض عينيها بقوة ونفور لتتحمل الأمر حتى ينتهي لكن مع الأسف مزال نفس الشعور ملازمها......


بدأت الدموع تتجمع في مقلتي حنين، وهي تستعيد كل تلك التجارب المريرة في عقلها، و كلها تنتهي بنفس الشعور! فلا تفهم هل العيب فيها أم به... نهضت وهي تشعر بالغثيان والقرف كعادتها عند البدء والانتهاء لتستحم وتتخلص من ذلك الشعور وعندما شعر بها زوجها سألها بنعاس


= حنين هو انتٍ رايحه فين؟ 


مسحت دموعها بسرعه دون النظر اليه و

همست بصوت ضعيف 


= ولا حاجه عاوزه استحمى كمل نوم انت .


اعتدل طارق في نومته ثم أحاط زوجته بذراعيه وهتف بنظرات عاشقة ونبرة حانية


= طب تعالي جنبي وخليها بكره مش لازم دلوقتي يعني الوقت عدي خلاص وكمان ساعه والفجر هياذن ويبقى نصلي بالمرة 


احتقن وجهها بشدة من فكرة أنه ربما يشاركها الاستحمام أيضا وان تظل هكذا بذلك الشعور دون ان تمحي عنها بسبب كرهها وقرفها من العلاقة معا، لذلك رفضت بشدة واردفت بصوت مخنوق 


= لأ لأ لأ ما ينفعش افضل كده كتير هقرفـ..  مش هيجيلي نوم الا لما استحمى، ارجع نام انت وما تشغلش بالك بيا .


❈-❈-❈


في اليوم التالي، كان طارق مندمج في العمل دون انتباه لمن حوله، شارد الذهن بحياه الزوجيه التعيسه والتي كان يبني آمال كثير عليها معتقدا بأن زوجته تبادله نفس الحب والمشاعر لكن بعد زواجه منها أكتشف عكس ذلك تماماً، بانه وقع في الحب من طرف واحد ويعاشر انسانه بارده المشاعر والأحاسيس بكل شيء.. 


فليله أمس عندما طلب منها أن تنتظر قليلاً ويستحمون سوا انقلب الأمر الى شجار كالعاده على شيء لا يستحق ولم يعلم بانها كانت تتعمد ذلك حتى تتخلص من حصاره ولا تفعل تلك الامور، فلا لم تكن هذه المره الاولى التي يتشاجرون معا، فاصبحت دائما هكذا وهو أيضاً يصطادون الاخطاء لبعضهم البعض.. لم تكن هذه الزوجه التي يتمناها تتشاجر معه لأتفه الأسباب و لعدم قدرتهم على المصارحه بما يعانون منه. 


لم تكن هذه الحياه التي كان يرغب بها و ينتظرها إطلاقاً من البدايه عندما وقع بحبها 

وظن هي الأخري، ثم آفاق علي صوت صديقه الذي أردف مازحاً


= ايه يا عريس بقيلي نص ساعه عمال اكلمك على الشغل هي العروسه لحقت تاخد عقلك للدرجه دي!. 


لوي شفته بسخرية مريرة دون حديث وهو يتحسر على حاله بصمت...


❈-❈-❈


لم تتوقف محاوله طارق حتى يجعلها تندمج معه ويغير هذه الحياه الجفاء بينهما، قبل جبينها بحنية ثم وضع طارق يده خلف رقبتها وكان على وشك تقبيلها من شفتيها ولكنها توترت ثم أسرعت الخطى بعيداً عنه تبسم بصبر لحيائها فخلع قميصه ووضعه على الأريكة واقترب منها ببطء وجلس إلى جوارها على الفراش وقبل ان يفعل شيء تحدثت بسرعه مبتسمة بثقة


= مش هينفع النهارده يا طارق ولا لمده اسبوع كمان....


رفع حاجيبة للاعلي باستنكار وهو يقول بغيظ 


= نعم وده ليه ان شاء الله 


هزت رأسها بعدم مبالاة وهي تقول ببساطة


= الكلام شارح نفسه إيه اللي مش مفهوم! 


اغتاظ طارق من طريقتها معه ليقول مرددًا بجدية


=مش ملاحظه انك بتكوني مبسوطه وفرحانه أوي وده باين لما بتجيلك، مع اني يعني اسمع انها حاجه بتتعب البنات فايه بيبسطك أوي كده


انصدمت من حديثه بقلق لتسرع تهتف بتبرير بتوتر وارتباك 


= أفرح لا عادي دي حتى مش بتخليني اعرف اصلي ولا امسك المصحف و اقرأ قران زي ما بعمل غير التعب اللي بيجيلي منها مين قالك اني ببقي فرحانه بيتهيا لك طبعاً، انا بس بعود نفسي عليها خلاص هي امر واقع بحياتي و بعدين يعني ايه اللي هيفرحني من ورا حاجه زي كده 


هتف بنبرة حادة وهو يضعها في مواجهه صريحة وواضحة 


= يمكن عشان مش هعرف المسك لمده اسبوع وده بيريحك ويفرحك أوي بدل ما بتقعدي كل شويه تخترعي أي حجج ملهاش لازمه، اهو بدل ما تقولي كل يوم تعبانه ولا عيانه و اصل ماما وحشتني عاوزه اروحلها اهي بتجيلك على الجاهز و تخليكي قدام عيني ومش قادره المسك مش كده .


شعرت بأنها أصبحت في مأزق لتقول بعصبية منفعله 


= نعم انا بعمل حجج ليه ان شاء الله ما انت بتيجي بتلاقي الشقه متروقه والاكل جاهز وكل حاجه نظيفه كل ده بيتعمل لوحده مثلا! وايه يعني لما اقول لك عاوزه اروح لماما كل شويه قريبه مني وبتوحشني ما انت بتنزل كل شويه برده لوالدتك بقول لك حاجه.. 


تنهد بضيق شديد وهو يقول بصوت جاد


= حنين انا تعبت من طريقتك دي وزهقت! مش هتتلككي عشان تداري على الكلام، انا عارف ممكن بيحصل غصب عنك و بتتكسفي  بس بجد مش ملاحظه أن الموضوع زاد عن حده أوي.... 


ظنت فيه ظن سئ وأنه يفعل كل ذلك لأجل العلاقة لا أكثر، لتردف بتهكم قاسي وهي ترمقه بنظرات مشمئزة


= اه قول كده بقى أنت اللي بتتلكك، طبعا ما هو كل اللي بينك وبيني الموضوع ده وبس هو اللي مخليك اتجوزتني وجايبني هنا فلما عدى يوم ما يحصلش ولا فتره هتضايق أوي يا عيني ومش هتقدر تستحمل و...


احمرت عيناه وشعر بالإهانة أثر حديثها ثم توجه إلى حنين وأمسكها من ذراعها بحدة يصيح بغضب عارم


=اخرسي خالص.. انتٍ اتهبلتي ايه الهبل اللي انتٍ بتقوليه ده شايفيني قدامك إيه عشان تقوليلي الكلمتين دول واحد كل اللي بيهمه شـ.ـهواته.. و ما بفكرش فيك الا بالطريقه دي إيه الكلام الاهبل إللي دخلتيه في دماغك ده بقى انتٍ شايفاني كده يا حنين ما تردي.


بدأت الدموع تتجمع في مقلتي حنين هي ترغب في المضي قدماً في علاقتهما ولكن دائماً ما تهاجمها ذكرياتها الآليمة فتجعلها دائماً في حالة صراع مع النفس.. لتقول بنبرة معادية مريرة


= ليه مش زيك ذي اي راجل وكلهم بيفكروا في نفس الموضوع وبس... وبمصلحتهم! انت مش شايف نفسك عملت ايه كل ده عشان قلتلك عندي عذر وحاجه مش بايدي، انت اصلا تلاقيك مش متجوزني إلا عشان الموضوع ده وبس! زعلان اوي كده ليه عشان جيت على الجرح ؟!. 


تطلع نحوها بنظرات مصدومه غير مصدق تفكيرها به، جز علي أسنانه بحده وهو يقول بنبرة قاسية 


= انتٍ مش متربيه وناقصه ربايه.. واذا كان اهلك معلمكيش يعني ايه جواز و ازاي تحترمي جوزك فما تزعليش بقى من اللي هعمله فيكي... 


تألمت من ضغطه علي يدها ومن اهانته لتقول بنبرة حزينة وهي تنظر إليه نظرات حانقة


= اوعي ايدي أنت كمان هتضربني وبعدين انا متربيه غصب عنك ولو ما كنتش كده ما كنتش اتجوزتني أصلا.. طب والله ما انا اعدلك فيها وهروح لماما 


وقف طارق مشدوه مما تفعله زوجته حين بدأت في لم ثيابها بالفعل، فلم تقف طويلاً أو حتى تستمع إلى كلمه منه حيث قامت بجر حقيبة سفر وتحركت إلى خارج الغرفة وهو لم يمنعها....


الفصل الثالث من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم