رواية وجع الفراق الفصل الخامس بقلم حنان اسماعيل حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
عاد للقاهرة بعد غياب شهر تقريبا ..
راقب حضورها من خلال زجاج مكتبه المطل على صاله التحرير .كانت جميله لا يستطيع ان ينكر هذا حتى مع انكارها هى نفسها لجمالها بتلك التسريحة الغبية التى تلملم بها شعرها الاسود بإهمال فوق رأسها وتلك النظارات الطبيه الحمقاء التى ترتديها .وملابسها الطفولية والتى تقتصر على الجينز والبلوزات البسيطة ...تخيلها وهو يراقبها ترتشف كوبا امامها .بفستان سهرة مثير يظهر مفاتنها .نفث دخان سيجارته الكوبى امامه وابتسم فى خبث لمجرد تخيله لها
ضغط على زر سكرتيرته ريم قائلا لها
سارى : ابعتيلى الاستاذة رئيسة قسم صفحة المرأة حالا
تراجع بعض خطوات للخلف ,سمع طرق على الباب ,اجاب بالدخول
دخلت اليه ,كانت هادئه على عكس عادتها منذ عرفها ,اقترب منها قائلا لها
سارى :مفيش حمدلله على السلامه,استنيتك تيجى تسلمى زى باقى زمايلك ,,على الاقل عشان تشكرينى على انى انقذت حياتك
تضايقت لكلماته وهى تنظر اليه بعينان غاضبتان قبل ان تسيطر على غضبها قائله بهدوء
صافى : متشكرة جدا ,وحمدلله على السلامة ,اى اوامر تانية
استدارات لتنصرف الا انه امسك بيدها فإنتفضت وتلبكت وظهرالغضب اكثر على وجهها قائله بعصبية
صافى : لو سمحت ,,مش معنى ان انقذتنى ان ده يديك الحق انك تتخطى حدودك معايا ,,انا كنت فى مهمة تبع شغلى يعنى انقاذك ليا واجب عليك او على الجريدة لانى فى النهاية محسوبة عليكم بإعتبارى موظفه عندكم
قاطعها قائلا : انتى عارفه انا دفعت كام ؟
اجابته بهدوء : لو حابب تخصمه من مرتبى ...
قاطعها مرة اخرى قائلا وهو يتقدم ناحيتها اكثر قائلا
سارى : انا مستعد ادفع لك قد اللى دفعته ولو ان كده البيعه تبقى خسرانه اووى معايا
نظرت اليه بهدم فهم قائله : بيعه ايه ؟ مش فاهمة حاجة
تفحص جسدها بوقاحة قبل ان يقول : انك تبقى ليا ..ملكى يعنى ,,فى العادة بحدد الوقت أد ايه ؟ بس معاكى هسيبها مفتوحه يعنى عقد مفتوح المدة
عقدت حاجبيها فى ضيق قائله : انت سامع نفسك بتقول ايه ؟ يعنى مستوعب انت بتعرض عليا ايه ؟
سارى:بعرض عليكى الجواز
صافى : جواز عرفى !!! ده انت لو عرضت عليا جواز رسمى اودام الناس والله هرفضك ..انت فاكر نفسك ايه ؟ دون جوان عصرك
انت بالنسبة مش اكتر من راجل تافه معاه قرشين وفرحان بطوله وعرضه وبشوية الستات التافهة اللى بتجرى وراه ,ولعلمك انت من غيرك فلوسك دى ولا تسوى حاجة
قالتها وخرجت من امامه تاركة اياه واقفا مكانه متوعدا اياها بإذلالها عما قريب
....................
فى الايام القليله التى تلت اخر مواجهة مباشرة لهم سويا تلاشت صافى اى مكان قد يجمعهما سويا وان كانت نظراته الناريه اليها كلما مر بصاله التحرير اثناء دخوله اوخروجه او حتى اثناء جولاته بين اروقه المكاتب
ذات يوم دخل طارق طليقها الى صاله التحرير ,استقبله عبدالحميد واوصله بنفسه الى مكتب سارى
جلسا ثلاثتهم فى المكتب يحتشون القهوة ,ثم تحادثا حول عقد الاعلانات الجديد
ظل سارى طوال الجلسه يتفحص طارق وهو ينفث دخان سيجارته بهدوء ,كان شابا فى منتصف الثلاثين على مايبدو من هيئته ,وسيم رغم لونه القمحى ,عريض الكتفين ,يبدو انه رياضى مواظب من عضلات صدره والتى تبرز تحت قميص بدلته الفاخرة
وضع طارق بعض الشروط من اجل تجديد العقد خاصة فى صفحات المرأة والتى طالب فيها ان تهتم اكثر بعرض ازياء مجموعه شركته الجديدة للفاشون
ظل سارى صامتا يستمع اليه والى عبدالحميد والذى ناقشه بهدوء فى استحاله وضع مثل هذه المواد فى صفحة المرأة التى تديرها صافى نظرا لكونها صفحة تحقيقات اكثر منها صفحة ترفيهية تهتم بالموضه وخلافه
وقتها طلب طارق ان يبعثوا للمختص بإدارة الصفحة ليتواجد بينهم من اجل مناقشه الامر معه
فهم سارى مايدور برأس طارق الا انه وافقه وطلب من ريم ان تبعث بصافى اليهم ,ربما أراد أن يرى رد فعلها حين ترى طليقها الذى رمى اليمين عليها ليله زفافها واتهمها بتهمة بشعه تمس اخلاقها
دقائق ودخلت صافى ...زمت شفتيها فى ضيق فور رؤيه طارق الا انها تماسكت وجلست قبالته فى هدوء ورزانه كما لو انه شخص غريب لم تعرفه من قبل .
بدأ عبدالحميد الحديث بعرض طارق عن اضافه متطلباته للصفحة التى تديرها صافى مقابل تجديد عقد اعلانه والذى يساوى الملايين
جاء رد صافى فجأة بهدوء ونظرات حقد تجاه طارق قائله
صافى : وان قلت لاء ؟
عبدالحميد بلهجة توسل : ليه بس ياصافى ,,يعنى ماهو كله للمرأة
صافى بحدة : لاء حضرتك ,الماكياج والفاشون واحدث صيحات الوان الروج لهم صفحة لوحدهم تقدر تحط اى اعلان فيهم ,انما صفحتى بتهتم بقضايا المرأة اللى هى اكبر من اللون الكشمير موضه ولا البينك
تكلم طارق موجها حديثه اليها قائلا : وانتى بقى صلاحياتك هنا ايه عشان تقررى تحطى اعلاناتى اللى بتدخل ملايين للجرنال فين ؟ ولا ايه يااستاذ سارى ؟
زم سارى شفتيه بضيق وهو ينظر لصافى والتى ظلت تنظر لطارق بنظرات ناريه بدت كما لو انها لم تحب هذا الشخص يوما بل تكرهه حتى النخاع .
تدخل سارى قائلا فى جدية : بص يااستاذ طارق ,,مش هنكر ان اعلانات شركاتكم بتدخل عائد كويس للجرنال بس ده زمان كان يفرق اووى مع المالك السابق انما فى الوقت الحالى ,,يستحيل هفرض المادة الاعلانية على المحتوى التحريرى للصفحات ,,يعنى حضرتك عاوزنى افرد لك صفحات لاعلانات شركتك اعمل ملحق كامل معنديش مانع ,,بس مش على حساب جودة مواضيع الجرنال
نظرت اليه صافى غير مصدقه لما يقوله ,بينما صعق طارق وبرزت عروقه من الغضب قبل ان ينظر لصافى ثم لسارى قائلا وهو ينهض واقفا بلهجة تهديد
طارق : يبقى اراجع فكرة ان كنت هعمل اعلان فى جرنالكم من عدمه
وقف سارى قائلا وهو يمد يده اليه قائلا بثقه : براحتك ,,وعامة مكتبى مفتوح لك اى وقت
سلما على بعضهم قبل ان يستأذن طارق فى الانصراف وهو يرمق صافى بنظرات بينما ظلت هى فى نفس جلستها بثقتها المعهودة
اصرعبدالحميد ان يرافق طارق لباب الاسانسير ,نهضت صافى كى تغادر المكتب هى الاخرى الا ان سارى اغلق الباب ليمنعها من الرحيل ,نظرت اليه بتحدى فبادر قائلا
سارى : كده انتى مديونه لى مرتين ,مرة لما انقذت حياتك والمرة التانية لما انقذت صفحتك من طليقك
نظرت اليه للحظات قبل ان تستجمع كلامها قائله بثقه: انا قلتها لك قبل كده وهقولها لك تانى دلوقتى ,انتى بتنقذ شغلك اللى انت مستفيد منه
سارى : وانا ايه استفادتى دلوقتى وانا ببوظ عقد بملايين عشان جنابك رافضه تضيفى شوية حاجات عن الموضه فى صفحتك ؟
صافى : انا مطلبتش منك ترفض عرضه ,الموضوع بسيط وافق وانا امشى
سارى : اه و هو وقتها هيسحب اعلاناته اللى بيرميها عشان خاطر عيونك ,,انا اللى مجننى ليه ؟ يعنى واحد اكتشف ان مراته مش بنت ليه دخلتهم ويمكن كمان عرف انك حامل ورغم كده بيجرى وراكى طب ليه ؟ فهمينى
بلعت ريقها بصعوبة قبل ان تجيبه بهدوء : اسأله ..معنديش اجابة ,,ممكن تعدينى بعد اذنك
افسح لها كى تمر الا انه اقترب منها هامسا فى اذنها
سارى : قريب اوووى اجاباتك كلها هتبقى عندى ومنك انتى فى بين احضانى وفى اوضه نومى
نظرت اليه بإشمئزاز قبل ان تغادر مكتبه
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺