رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم أديبة الاحساس لادو غنيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
بدروب الحياة تفتح الأبواب.و. يختار القدر أشخاصً يطلق عيلهم عنان الأشواك. أصبحت المختاره لأتنقال بقدماً هاويه تجهل السير بتلك السراديب الألهيه.فيا عازف الأقدار أُعزف قدري بالحان السلام فبالله لا تقسوا على صغيره. جردها القدر من إحلامها'🎸🍁
ـــــــــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
نسافر بخيالنا إلى الصعيد'و'بالأخص'قنا'فى أحد البيوت حديثة البناء'داخل آخر شقه'بالطابق الأخير'نجد بحجرة النوم'فتاه فى بداية الثلاثينات'تدعى نـهى'قد خرجت للتو من الحمام بعبائه سوداء خفيفه تظهر مفاتنها'ممسكه بمنشفه صغيره تجفف شعرها الإسود'و'تناظره ببسمه يملؤها الإغراء'إلى التخت'تبوح بنعومه"
صباح القمر علي أجمد ظابط عرفته في حياتى"
كانَ يجلس فوق فراشها عاري الصدر'يحتوي خصره بغطاء خفيف'يشعل سيجارته'بعين تناظر جسدها الذي كانَ يملكه منذ قليل"
صباح الروقان'بقولك إيه ما تيجي جانبي شويه "
أطلقت ضحكه مثيره متحدثه"
آجي فين تانى حرام عليك "
نهضَ من فوق الفراش'يستر جزعه السفلى بالغطاء'و'إقترب بخطوات منها'يجذبها بذراعهُ من خصرها لتلتصق بتفاصيل صدره'رفعت عينيها له' فستقبلها بدخان سيجارتهُ الذي أطلقه علي وجهها مثل غيمة الضباب"
حرام عليا'و'لا حرام عليكِي إنتِى مش شايفه نفسك عامله إزاي !!
رفعت يدها تحاصر عنقهُ'و'هى تهتف بتساؤل"
قولى بقي إمتى هتتجوزنى رسمى'أنا بصراحه كدا مش مقتنعه بالجواز العرفي اللى ما بنا "
نعم جواز رسمى؟
أيوا جواز رسمى'
نفخَ دخانه من جديد بوجههَا مُجيب بتصحيح جاف"
فوقى يا :نهى: إحنا كاتبين الورقتين العرفى عشان نحلل الوقت اللى بنقضيه سوا'و'إنتِى عارفه كدا كويس'و'بعدين متحسسنيش إنى ضحكت عليكِي'أنا من الأول مفهمك إن العلاقه اللي هتبقي بنا علاقة إنبساط'و'بس'؟
لم تكن تهتم لكل ما قيل'و'قالت"
إنتَ زعلت'مكنش قصدي أزعلك بس العشم حلو'
أنا معشمتش حد بالجواز'بلاش تسرحى بخيالك عشان ماتقعيش علي جذور رقبتك"
رأت الضيق بعينيه'فإحتوت وجنتهُ بكفها الناعم تقترب من فمهُ قائله"
إنتَ زعلت حقك عليا'أنا'هصالحك"
عارضها مبتعداً عنها يسير للحمام'و'هـو يلوح لها بسبابتهُ برسميه"
لو سمعتك جبتى سيرة الموضوع دا تانى'الورقه اللي بنا هقطعها'و'تروحى لحال سبيلك'أنا باجى هنا عشان أروق ساعتين مش تعكننى عليا بلت النسوان بتاعك دا'؟
دخل إلى المرحاض'و'أغلق الباب خلفه بقوه'فرتجفت ببسمه هاويه تسكن فمها"
تقطع إيه بقي بعد ما لقيت راجل زيك أفرط فيه بسهوله'قعده علي قلبك يا جوادي'
التفتت للمرآه تضع مساحيق الزينه'و'العطر لتظهر بأفضل طله'
ــــــــ
و'بعد ساعتين على طريق رملى لأحد القري'توقف
«جواد» بسيارتهُ البيضاء'بـهلع بسبب تلك العجوز التى ظهرت فجأه أمامهُ'و'كاد يدعسها'و'نزل من السياره بحنق'يتعارك معها بصوته الأجش"
مش تفتحى يا وليه إنتِى عاميه'و'لا إيه حكايتك، كنت ههرسك بالعربيه'!
نظرت لهُ العجوز السوداء'بعينين يغطيهما الكُحل الداكن.'و'على ذقنها نقوشات خضراء دائريه'و'تستر جسدها بالملس الأسود الصعيدي'و'على رأسها غطاء يحتويها'ظلت تناظره لبضع دقائق فى صمتً جعلته يذداد حنقاً"
إنتِى هتفضلي متنحالى كدا كتير'إبعدي خلينى أعدي بالعربيه"؟
إسمك إيه يا ولدِي؟
'و'إنتِى مالك بإسمى إيه هتعمليلي محضر"
تحدث بزمجره فقالت بغموض"
جولى إسمك إيه خلينى أجولك عاللى مخبيه نصيبك"
لوي فمهُ بجفاء"
ااه'نصيبي'هى الست الكباره بقى دجاله"
إخرس جطع لسانك'الدچالين بينهم'و'بين الله أسوار من النار'إنما أنا بينى'و'بين الله عماَر'الغيب ميعرفهوش غير رب الناس'اللى يرزجني من فضله'و'خيرنى عن بعض الناس بهبة المعرفه'ياللا جولى إسمك إيه'و'إنتَ عامل زي الخيل اللي ملوش لچام"
صقَ على أسنانه بحنقَ'و'هتفَ"
إصطبحتك زفت يا «نهى» إسمى «جواد» وسعى بقى خلينى أمشي"
«چواد» مش بجولك خيل بيرمح من غير لچام. هتمشي لما تَعرِف جدرك مخبيلك إيه"
أخرجت كيس صغيراً من سيالة الملس به قطعة قماش بيضاء'وضعتها على مقدمة سيارتهُ'و'عليها فرشت الرمال التى بالكيس'و'أخرجت بعض الأحجار غريبة الهيئه'وضعتها فوق الرمال'ثمَ نظرت له تتمتم بصوتاً غير مسموع بكلماتً لم يسمع منها شئ'ثمَ التفتت'و'نظرت إلى الرمال تتعمق النظر بها'و'كأنها تقرأ شيئاً جعلها تناظرهُ بعين تجحظت بشكلا مُريب"
طريجك عوچ.'كله سراديب'جلبك ميت مبتخشاش الموت.'عامل زي الخيل بترمح من غير لچام فى أراضي عامل فيها سيدها'بس يا ويلك من اللي چاي هيضعف رمحك'حياتك هتنجلب، طريچك هيتغير هتشوف حچات مكنتش، بتشوفها'هتجابل إصغيره هتلچمك بعشجها. عشجك ليها هيبجى زي السكينه متغرج بدم حد من دمك'كل ما تحاول تبعد عنيها هتلاجيها بتجربك منيها إكتير بتخليك تتشعلج بهواها'و'تبجى ملكها'و'جلبك مش هيعرف يشوف غيرها'و'مع كُل خطوه رچلك هتمشيها هتوجع فى حفره مليانه أفاعى'و'ياويل الخيال لما يتلچم بالأفاعى يا ولدي"
كلماتها المفخخه بالألغاز السامه لعقله'جعلته يغمض عينيه برفضاً لتلك التخاريف'و'نظر لها يُجيبها بقولاً جاد "
"كذب المنجمون و لو صدفوا. تخاريفك خليها لنفسك يمكن تنفعك'
التفتت تلملم اغراضها'بقولها الهادئ"
ربنا چعلنى سبب عشان أحذرك بس شكلك إكده رافض إنك تسمع'إنتَ حر يا ولدي ربنا يحميك من الأفاعى اللي هتلچمك'و'تسم بدنك'أما الصغيره هتجابلها دلوك أو بعدين'و'لما تعشجها هتتوكد من كلامى'بس خلى في بالك نهاية طريچك معاها مكتوبه بالدم يا تختار تنچى نفسك يا تختار تنچى حياتها'سلام ولدي"
إمشي يا وليه' وليه خرفانه صحيح'يالا ياحجه على الله التساهيل'
أشاح بيدهُ برفضاً تام لأقوالها"و'ركبَ السياره يبتعد عن طريقها'أما هى فلم تهتم بعدم إهتمامهُ'و'بدأت بالنزول لمنحدر أرض خضراء يملؤها شجر الليمون'ظلت تسير بينها حتى وجدت نفسها أصبحت بأرض خضراء دون أية أشجار لا يوجد بها غير بعض الحشائش التى تتناولها الأغنام'و'نظرت حولها'وجدت منزلاً قديما يبدو عليه مرور الزمن
فبدأت بالسير إليه حتى توقفت أمام شرفه صغيره تقف بها صغيره يرفض العمر الإعتراف بها'فملامحها الصافيه ببرائة الصغار تخدع عين من يراها'بشعرها الذهبِي الخاضع للأعين'و'براعة خلق الله في تفاصيل ملامحها'تقف بعبائتها الزهريه التى ذادتها جمالاً'
فقتربت منها العجوز تقف أمام الشرفه بطلتها المفزعه'التى جعلت«ريحانه» تتراجع بهلع للوراء، بقلبً كاد يخرج من جوف صدرها'
ماتخفيش يابتى أنا مش چايه أئذيكِي ناولينى حبة مياه عطشانه ريجى كيف الصبار إسجينى يابتى ينوبك ثواب"
نظرت إلى كوب الماء ثم نظرت إلى الشرفه تحسم قرارها بخوفً فهى لم تخرج من المنزل منذ كانت صغيره'و'لم تقابل إمرأه بهذا الشكل المفزع للعين'لكنَ قلبها رق بالعطف'و'حملت الماء'و'بدأت بالإقتراب من الشرفه'و'هى ترتجف'و'تهتف بربكه"
هحطلك الكوبايه علي السور خديها'و'إمشي"!
حاضر يا بتى.
وضعت الكوب'و'تراجعت للوراء مسرعه بخوفً'فأخذت العرافه الماء'و'تناولتهُ'ثم وضعته مكانهُ على السور'و'نظرة لها ببسمه يحتويها التعجب"
سبحان الخلاج فيما خلج'جوليلي يابتى إسمك إيه"!
بلعت لعابها بربكه أكثر"
بتسألى ليه"؟
معرفت الصبايا الچومال خير جوليلي على إسمك'و'هشوفلك نصيبك بتمن الميه اللي شرَبتها"
ضيقت عينيها متسائله بتوتر"
إنتِى عرافه !!
الغيب ميعرفهوش غير اللي خلجنا. أنا مچرد مرسال للموعودين. جوليلي علي إسمك'و'متخافيش"
تنهدت بإعطائها ما تريد بهدوء"
«ريحانه» إسمى «ريحانه»
إسمك چميل كيفك يا صبيه. يالا خلينى أشوف الجدر مخبيلك إيه؟
بدأت بإخراج الكيس'و'وضع القماشه علي سور الشرفه ثم وضعت عليها الرمال والأحجار'و'نظرت لها تتمتم بذات العبارات المخفيه'و'نظرت إلى الرمال. ثمَ نظرت لها من جديد تحرك رأسها بحزنً"
عينى عليكى يابتى'طريجك بدايته هيبجى دم هيكسي يدك'و'يلوث جدرك'هتتكتبِي على إسم راچل جلبه ميعرفش طريج العشج.'هتشوفى المرار'و'كل ما حياتك تزهر زي إسمك هتلاجى حاچه بتعتمها'و'تخليها سواد'جلبك هيتعلج بيه'هتبجى دايبه فى عشجه'و'هو مش هيسأل فيكى. فى طريجك أكتر من حيه'هيحاولوا يإذوكِي حرصي منيهم'و'خلى بالك راچلك فى حيه متشعلجه بخلجاته مش هتبجى عاوزه تسيبه ليكى هى شيفاه ملكها. بس النصيب غلاب'و'إنتِى اللى هتبجى مراته.'بس يا ويلك من نهاية جدرك اللي بدأ بالدم هَينتهى بردك بالدم'يا إما دمك يا إما دم اللى عشجتيه'
تملكتها الرهبه'من هول ما سمعتهُ ، تلك الكلمات المسكونه بالخوف'و'الألغاز جعلتها تجلس على فراشها بعين تمردت بدموعً صرحت عن نبضات قلبها المرتجفه'اما العجوز'فلملمت أغراضها'و'ذهبت
اما «ريحانه» فنظرت بشهقه لزوجة أبيها التى تدعى «غوايش» التى دخلت إليها دون إستئذان مثل المعتاد'و'قالت بحده"
جرا إيه شوفتى عفريت يا جميلة الجميلات
'و'بعدين مالك قعده كدا ليه ما تفزي يابت أقفي'و'أنا بكلمك"
نهضت أمامها بهدوء كالمعتاد رغم حزنها من تلك المعامله الجافه"
نعم يا مرات أبويا'
لوت فمها بجفاء"
نعم الله عليكِي ياختى'هو أنا مش قولتلك تتجري ع المطبخ تغسلى المواعين'و'تحضرلينا الغدا'و'لا ست الحُسن تحب أدخل أنا بدالها؟
قالت متنهده بيأس'و'هى تسير من جوارها"
حاضر هدخل أعمل اللي طلبتي.
إستنى عندك"
وقفت تنظر لها فقالت الأخري ببرود"
مش قولتلك ألف مره الزفت الشباك دا ما يتفتحش إنتِى إيه مابتسمعيش الكلام ليه !!
ضيقت عينيها بحزنً"
إنتِى منعانى من الخروج بره البيت'الشباك الحاجه الوحيده اللى بتخلينى أشوف العالم اللى بره'بلاش تحرمينى منُه'
حرمت عليكي عيشتك'والله و'طلعلك لسان'و'بتردي عليا ماشي أنا هشوف شغلى مع أبوكي "
ردفت بحنق'و'هى تغلق الشرفه'فاوقفها صوت «هشام» صاحب الأرض'
صباح الخير ياست «غوايش»
تركت الشرفه'و'هتفت بنعومه تتدلى منها الدلع"
صباح الفل'و'الياسمين علي عيونك يا «هشام» بيه خير بتعمل إيه هنا"
قطب جبهتهُ ببسمة تساؤل"
بعمل ايه دي أرضي إنتِى نسيتى'و'لا إيه
«غوايش» بدلع صوتى"
لاء منستش بس مبشوفكش بتقرب منها عشان كدا إستغربت !!
لاحظت عينيه التى تنظر ببسمة إعجاب لشئ خلفها فإستدارت'و'وجدت «ريحانه» مازالت تقف مما جعلها تذاد حنقاً تأمرها"
غوري علي جوه شوفى أبوكي بلاش مياعه'
إنسحبت علي الفور دون أي إعتراض'فسألها «هشام» مستفهماً"
مين البنت دي أول مره أشوفها"!!
تنهدت بجفاء"
دي المزغوده بنت جوزي'مبتخرجش من البيت عشان كدا محدش يعرفها"
'و'المزغوده بقي إسمها إيه؟
«ريحانه»إسمها خساره فيها"
تبسم الآخر بفظاظه"
واضح إنك بتحبيها أوي'
أشاحت بإنكارً جاف"
أحبها ولا محبهاش ملوش لازمه "
فرك لحيتهُ بتفكير"
عندك حق ملوش لازمه
دعتهُ ببسمه أثناء مداعبتها لشعرها"
بقولك إيه ما تتفضل أعملك كوباية ليمون تبل بيها ريقك في الحر دا'و'لا «هشام» بيه بيحب الحر اللى بيلهلب البدن"
أدرك مقصدها المنحدر بقذارة تفكيرها'
لاء ماليش في الحر اللى من النوع دا'أما كوباية الليمون هشربها بس بالليل هجيلكم"
تآنس'و'تشرف يا سيد الناس"
ودعته بكلماتها الناعمه مثل غطاء حريري'فذهبَ'أما هى فأغلقت الشرفه'و'دخلت إلى المطبخ حيث تقف«ريحانه» و'تقطع البصل بعين تذاد بكاءً من ألم رائحته علي عينيها"أما «غوايش» فوضعت يدها بخصرها تحدثها بجحود"
خلصي ياختى المياعه بتاعتك'و'إطلعى إمسحى أوضة الضيوف خليها بتبروء'و'حطى كسوة الكنب الجديده'
حاضر "
حضرلك الخير ياروح أبوكي"
أجابتها بسخريه ثمَ ذهبت ، أما هى فلم تكن تملك شئ لتفعله سوى الصمت'و'تقبل كل شئ يحدث لها'
ــــــــــ
بعد ساعه بدار الهلالى'حيث تجلس الحجه «معالى» بالمندره'و'بجوارها تجلس إبنتها «سمرا» التى تبكى بحصره علي أحوالها"
ربنا يسامحك إنتِى السبب فاللى انا فيه دلوقتي "
عارضتها بحده"
ليه عملت فيكى إيه كل دا عشان سترتك زي ما بتقول عوايدنا؟
عاتبتها بلوم كاره"
سترتينى'و'لا دفنتينى بالحيا' خرجتينى من المدرسه'و'أنا عندي ستة عشر سنه'و'جوزتينى لصلاح اللى كان عنده واحد'و'ثلاثين سنه'و'خلفت عيلين بربيهم دلوقتي بحرقة الدم'و'الأعصاب'و'يارتنى عارفه أربيهم دا غير «صلاح» و عمايله معايا' حرام
عليكي ياأمى شيلتينى الحمل بدري دا أنا لسه مكملتش الأربعه و عشرين سنه.
قطبت جبهتها بإنكارً"
متشيلنيش حاجه يا حبيبت أمك'إنتِى مش أول واحده تتجوز صغيره'معظم البنات كدا'و'بعدين دي عوايدنا البنات تتستر بدل ما تجيب لأهلها العار ياست «سمرا»
عار إيه'و'كلام فاضي إيه، البنت لو متربيه كويس مستحيل تغلط ياأمى"
ربتت على قدمها اليمين بأمر"
قومى إرجعى علي بيتك متخربيش حياتك يالا ياختى خلي بالك من جوزك'و'من عيالك "
كانت تدرك أن الحديث مع والدتها لم يجدي نفعاً'فا وقفت تجفف دموعها'و'تستر راسها بالحجاب"
ماشي ياأمى هرجع بيتى بس خليكي فاكره إن كل ما أجيلك عشان تحافظى علي كرامتى من بهدلة «صلاح» فيا بترجعينى تانى للعذاب بإيديكى"
سكتك خضره يا بنت «معالى» روحى لدارك'و'بدل الكلام الفاضي حافظى على راجلك'و'عيالك"
حركت رأسها بعدم إهتمام لما تسمعهُ'و'ذهبت أما «معالى» فوجدت «جواد» يدخل إليها برفقة«هشام» فتبسمت بفخراً"
عينى عليكم بارده'
جلسا بجوارها'فبدأت بالحديث مع «جواد»
كنت فين من الصبح'البت شاديه قالتلى إنك مرجعتش البيت من لما خرجت سته الصبح؟
فرك لحيتهُ ينكر تواجده مع«نهى»
كنت فى القسم كان فى شغل مهم كنت لازم أخلصه'
'و'خلصته علي خير يا حبيبي"؟
لمعت عينيه ببسمه ماكره'و'هو يتذكر تلك اللحظات التى قضاها علي فراشها"
خلصته علي خير أوي لدرجة إن المتهم مكنش عايزنى أسيبه "
ربتت على قدمهُ بفخراً"
طول عمرك شاطر يا «جواد»
تدخل«هشام» قائلاً"
سيبكم من جو المدح دا دلوقتي.'و'قوليلي ياأمى مش كان نفسك دائماً تفرحى بيا'و'تشوفينى متجوز إيه رأيك بقي إنى لقيت العروسه'!!
تجحظت عينيها بسعاده غمرت قلبها "
ألف مليون مبروك يا حبيبي قولى تبقي مين'و'بنت مين'و'ساكنه فين"؟
لاء، دي مفاجأه هعرفك كل حاجه لما أتكلم مع أهلها'و'أقعد معاها الأول'
مع إنك كدا بتسبنى'و'أنا هتجن بس ماشي يا سيدي هسكت'و'هستني عشانك بس مطولش بقي خلص الموضوع بدري بدري خلينى أفرح بشوفة عيالك"
تبسم برسميه"
على العموم أنا بالليل رايح أزورهم'و'هاخد «جواد» معايا دا لو فاضي"
'و'لو مش فاضي أفضيلك نفسي يا حبيبي"
نظرت لهما برضا'و'ربتت علي قدمهما تدعى لهما بقولاً"
ربنا يحميكم من العين'و'يحفظكم لبعض'و'تفضلوا دائماً كدا عيال عم'و'إخوات'
ختمت دعواتها'و'نهضت من جوارهما تتركهم يتناقشو بأمر موعد المساء'
ـــــــــ
مر النهار'و'آتى الليل داخل دار«غوايش» التى تقف بحجرة نومها تضع مساحيق المكياچ عليها'بعدما إرتدت عبائه حمراء ضيقه للغايه'و'تركت شعرها الأسود منسدلاً علي ظهرها'و'أمامها على الفراش يجلس زوجها المريض'ينظر لها بعتاب"
لحد إمتى هتفضلى ماشيه في السكه النجسه دي"
التفتت له تبوح بوضوح"
لحد لما تبقي راجل'و'متخلنيش، أحتاج لراجل غيرك"
قطب جبهتهُ بحنق"
صحيح زي الكلاب ما بتشبعيش"
لوت فمها بتهديد'
أنا فعلاً وفيه زي الكلاب عشان كدا لحد دلوقتي مقولتش لست الحُسن'و'الجمال بنتك إنك إنتَ اللى قتلت أمها'و'يتمتها'
تجحظت عينيه بحزن الماضي متحدثً"
عملت كدا عشانك إنتِى اللى غويتينى زي الشياطين'منك لله يا «غوايش» منك لله'
ضحكت بسخرية'و'إقتربت منه بعدما حملت كأس ليمون'و'وضعته علي فمهُ تسقيه"
مننا كلنا لله يا حبيبي'يالا إشرب كدا'و'روقلى
دمك'
وضعت الكأس علي الكومود بعدما إنتهت من تناوله له 'و' لم تمر دقائق'و'ذهبَ فى نوم عميق بسبب أقراص المنوم التى وضعتها له بالعصير'
ـــــــ
أما بحجرة نوم «ريحانه» فكانت تغفو فوق فراشها'بمنامه حريريه زهرية اللون'كت تظهر تضاريس جسدها الكيرفي الصغير بإحترافيه'فكانت رائعه دون أي مساحيق للتجميل'كانت تغفو كما أمرتها «غوايش» لكى لا تخرج
ــــــ أما بالخارج بعد الساعه العاشره'دقَ باب المنزل فإتجهت'«غوايش» و فتحته'فوجدت «هشام'و'جواد» أمامها فلمعت عينيها بمراوغه ناعمه تدعوهم بيداها للدخول. فدخلا 'فقالت بترحيب"
أهلاً أهلاً يادي النور«جواد باشا بشحمه'و'لحمه عندنا دا الواحده لما بتشوفه جسمها بيتلبش من الخوف بسبب صوته اللى بيرج القسم ليل ويا نهار"
ضيق عينيه بسخافه"
لاء والله'
اه والله إنتَ مش مصدقنى"
لاء إزاي ما هو واضح إنك إتلبشتى'تحبي البشك بالكلبشات عشان الرعشه تذيد'
غمزهُ «هشام» بذراعهُ'فتنهد بجفاء. أما «غوايش» فبدأت بالسير أمامهم بطريقه بزيئه تظهر تضاريسها'
اتفضلوا معايا على أوضة الضيوف مع إنكم أصحاب بيت"
بما إننا صحاب بيت فندخل على أوضة النوم على طول'
التفتت له بتساؤل ذو بسمه"
الباشا بيقول إيه"
تدخل «هشام» بجديه"
متاخديش في بالك «جواد باشا» بيحب يهزر"
طب على ما يخلص هزار هروح أجيبلكم حاجه تبلوا بيها ريقكم عشان شكلكم عطشان أوي"
بدأت بالسير بذات الطريقه'فنظر «هشام» إلى ابن عمهُ يعاتبهُ"
إيه اللي قولته دا ميصحش كدا الست تقول علينا إيه"
لوي فمهُ ببسمه ساخره"
ست مين ياعم«هشام» يابنى الوليه دي نيتها مش، سالكه مش شايفها ماشيه تترقص قدامنا إزاي'إسمع منى الصنف دا بيمر عليا منُه كتير في القسم
بس يا «جواد» قفل علي السيره دي خلينا ندخل نستناها جوه على ما تجيب المشروب"
إنت مجنون يا «هشام» عاوز تتجوز واحده أتربت علي إيد رقاصه'و'مش أي رقاصه دي «غوايش»
تنهد الأخر بجديه "
البنت عجبانى'و'الست«غوايش» ربنا يصلح حالها
مش بقولك نيتها مش سالكه قابل بقي جيبالك مُنكر ياعم الشيخ'
نظر «هشام» الى«غوايش» التى عادت'و'تحمل صينيه فوقها زجاجة «خمر» و'بجوارها ثلاث كُؤوس'
مالكم واقفين كدا ليه إتفضلوا جوه"
هتفَ بجديه"
قبل ما أتفضل جوه فين الحمام"
هتفت ببسمه خليعه"
عندك في الطرقه ديه'
تحرك إتجاه الطرقه'فوجد ثلاث حجرات 'فدخل إلى أول حجره 'و'أغلق الباب خلفه. و'فتحَ النور'فتفاجئ بذاتهُ يقف بحجره'صغيره'بمنتصفها تخت'تغفوا عليه'أنثى مثل الحوريات'بمنامتها الحريريه'و'شعرها الذهبي الذي يغفوا بجوارها علي الوساده'. فراقت لعينيه كثيراً'فضولهُ جعلهُ يقترب منها'حتى جلسَ بجوارها على الفراش'يمرر عينيه عليها يدرس تفاصيلها الصغيره بإغراء'رفعَ يدهُ'و'لمسَ شعرها الذي جعل يدهُ ترتجف بشعوراً لم يسبق له'فإبتعد عنها محاولاً التمالك أمام جمالها الآخاذ لرچلاً يهوي النساء مثلهُ'.و'كاد يتحرك ليذهب لكنهُ وجدها تمسك بيدهُ. فحاول سحبها منها'برفق'لكنهُ ايقظها بحركتهُ'ففتحت عينيها التى إتسعت بخوفً'و'ذادت ضربات قلبها بانفاس متلهفه'و'بدأ جسدها بالإرتجاف'
خوفها المخيف الذي بدا عليها جعلهُ يبتعد عنها فوراً مسرعاً بالخروج من حجرتها. تاركها في شدة خوفها تذاد رجفتها'و'إنتابتها نوبة الرهاب'و'فقدت وعيها فى حالة إغماء'
ــــــــ
أما لديه فقد أغلق الباب عليها قبل أن يري ما حدث لها'و'سند بظهره عليه يلهس أنفاسهُ بلهفه لم تسبقه.'و'ذاد الأمر غرابه عليه عندما إرتفعت نبضات قلبهُ تأبي المكوث معهُ تود الرجوع لمن بالحجره.'فأنكر ذلك الشعور المُريب بحركه رأسيه يُتمتم بربكه"
مالك يا «جواد» هى دي أول مره تشوف فيها بنت ما تجمد كدا حصلك إيه !!
بتلك اللحظه العصيبه خطر عليه حديث العرافه'حينما قالت"
هتجابل إصغيره هتشعلجك بعشجها"
أنكر حديثها الصاخب داخل عقلهُ. قائلاً برفضاً تام'
إستغفر الله العظيم كذبوا المنجمون'و'لو صدفوا'إستغفر الله العظيم
نفى جميع ما راوده'و'ذهبَ إلى الحجره الأخري حيث يجلس «هشام» برفقة «غوايش».'و'تقدم ثمَ جلسَ بجوارهُ. فرمقه الآخر مستفهماً بسبب هيئته المشتته"
مالك يا«جواد» في حاجه ولا إيه؟
تحمحم ببعض الثبات الإنفعالي يُنكر بصوتً أصبح أشد رزانه"
كُله تمام متشغلش بالك بيا المهم قولى فتحت الست «غوايش» فى الموضوع اللي جايين عشانه'و'لا لسه
نظرت لهم ببسمة أنوثى. أثناء تناولها من كأس الخمر"
خير موضوع إيه؟
من الإخر كدا يا ست غوايش أنا جاي أطلب منك إيد«ريحانه» بنت جوزك'
بصقت الشراب من فمها بزعر"
تتطلب ايد مين «ريحانه»؟
قطب «هشام» جبهتهُ بتأكيد"
ايوه مالها «ريحانه» ايه أنا مش قد المقام'و'الا ايه ياست غوايش"؟
تلبكت بغيره تأكل قلبها."
لاء طبعاً هو احنا نطول'بس يعنى «ريحانه» عيله صغيره دا غير أنها تعبانه "؟
تعبانه ازي يعنى مالها؟
قوة بصرها بشماته تبوح بصوتها الحيانى"
بتتشنج. لما بتقعد معا حد أو تقابل حد متعرفهوش بتفضل تترعش'و'تعرق'و'لو الحالة شدة عليها بتتشنج'و'تتمرمغ في الأرض يا اما يغم عليها
تلقى«جواد» الصدمه بعين إتسعت بقلقً هزا'قلبهُ عليها. إدرك سبب أفعالها حينما إستيقظت علي رؤيتهُ. تبدلت ملامحهُ للتشتت جديد. كانَ يود أن ينهض ليطمئن عليها. لكنهُ حاول الإسترخاء'و'تجاهل تلك المشاعر الألاهيه التى نبتت بقلبهُ الجش.'اما الاخر فقاله بتمسك غير مهتم لما قيل"
معنديش مشكله أنا موافق اتجوزها "
أكلتها الغيره من جديد'و'شعرت بقلبها يعتصر من الضيق'فمتاسكه بالاخري ذاده من حدة كراهيتها لها'و'هتفت بعد دقيقه برسميه"
بس ممكن هى متوافقش'
تبسم بتسأول يصحبه التعجب"
ليه متوافقش ياتره عندك تفسير ! "
لاء معنديش أنا بقولك ممكن'
بصي يا ست «غوايش» أنا معجب ببنت جوزك.'و'هتجوزها على سنة الله'و'رسوله'و'أنتو هتوافقه يا اما مفيش قعاد ليكم في البلد دي تانى متنسيش إنكم قاعدين على ارضي.'و'بكل سهوله اقدر أمشيكم من البيت"
تجحظت عينيها بزمجره"
هو الجواز بالعافيه يا «هشام» بيه
لاء مش بالعافيه بالرضا. بس واضح انك مش موافقه.بس أنا متعودتش إنى مخدش حاجه عيني منها'و'«ريحانه» عجبتنى'و'عاوزها في الحلال.'و'مظنش أن الحلال يزعل حد"
تهديده الصريح من نشلها من بيتها'و'دمار حياتها جعلا الخيار بالنسبه لها معدوم مما جعلها تكتم غيرتها داخلها'و'تبدلت ملامحها القاسيه إلى بسمه تزين وجهها"
لاء، طبعاً ميزعلش حد'ماشي يا «هشا» بيه احنا موافقين'و'هنستنا حضراتكم تشرفونا عشان تطلبها رسمى"؟
تنهد بجديه"
أنا جات'و'فعلاً طلبتها رسمى'و'الفرح هيبقي يوم الخميس الجاي "
فرح ايه اللي الخميس الجاي.'النهارده الحد"
'و'ماله أنا مش عاوز منكم حاجه.'«ريحانه» هتنور بيتى من غير حتى شنطة هدومها انا هجيب لها كل اللي هي عايزاه"
لوت فمها بحنق"
ما تانسنا يا «جواد» بيه في الكلام اللى بيقوله أبن عمك"؟
اختنق صدرهُ بتلك الإقويل التى تحاك من حوله. حول من سكنت عقلهُ.'و قاله بجموداً "
حاجة ماتخصنيش مش أنا اللى هتجوز.'
نهضَ «هشام» قائلاً "
بكرا المغرب هبعتلكم العربية بتاعتى عشان تجبكم البيت الكبير. عندنا بكرا مناسبه هضم اهل البلد'و'كل العائله'و'بما انكم بقيتوا نسيبنه فالازم تحضره'
هتفت ببرود"
أن شاء الله'
نهضَ «جواد» يبوح برسميه"
ياله خلينا نمشي'
هشام ببسمه'
سلام يا ست «غوايش»
لم تُجيب عليهم'اما هما فذهبَ'و ركبا السياره الخاصه «بجواد»تاركين «غوايش» تشتعل من الغيره'
ــــــــ
اما بمنزل السوالمى'داخل حجرة نوم «خليل» كانَ يقف كالعاده'و'يتشاجر معا زوجته«ثريا»
أنا مش قادر أفهم أنتِ عايزه ايه.'نفسي افهم أنتِ مبتزهقيش من كتر الخناق'و'الطلبات "!!
زمجرت بعدم رضا"
'و'الله يا حضرة المحامى المحترم أنا مبطلبش حاجة خارج حقوقي أنتِ جوزي'و'واجب عليك تجبلي كل حاجه عايزاها'
فركَ لحيتهُ بحنق"
أنا بجبلك اللى بقدر عليه مدام فى مقدرتى إنما ساعتك بتطلبي حاجات تفوق مقدرتى'
مش مشكلتى يا «خليل» مقدرتك'و'الكلام دا ميخصنيش"
حرك رأسه يميناً بياس"
أنتِ عمرك ما هتتغيري هتفضلى طماعه كدا'«ثريا» هانم معندهاش مشكله أنى اسرق مدام هنفذلها كل طلباتها انما بقي الموضوع حلال والا حرام ملهاش علاقه'
جلست علي مقعد مرأتهَ تُهندم خصلاتها السوداء بالامبالاه "
مقولتلكش إسرق إنتَ محامى شاطر.'بس، عيبك بترفض القضايه اللي كلها فلوس.
تجحظت عينيه بحنقً"
قصدك القضايه اللي كلها رشوه'و'إساليب زباله خارجه عن القانون.'زي مثلاً إنجى مجرم من حبل المشنقه.'و'اوصل بداله برئ يتشنق ظلم'مقابل الفلوس يا شيخه يلعن ابو الفلوس اللى تموت ضميرنا'و'تخلينا حيونات.
حذفة الممشطه من يدها بزمجره "
اهو دا اللي باخده منك الضمير. تقدر تقولي الضمير دا عملنا ايه لما جه علينا'وقت مكنش معانا فيه جنيه.'
تنهدا ببعض الهدؤ"
'و'الحمدلله ربنا صلح الحال'و'الرزق الحلال معيشنه في احسن عيشه.'و'بقى عندنا شقه ملك'و'عربيه.'دا غير الداده اللى ساعتك جبتيها عشان تراعى أدم غى غيابنا.' المفروض بقى أننا نحمد ربنا على النعم اللى بقينا فيها مش نسعى لطريق الشيطان؟
فزعت من فوق مقعدها معترضه "
«خليل
#رؤاية_حواء_بين_سلاسل_القدر_ح2
#إديبة_الإحساس_العازف_لادو_غنيم
وقت النصيب تصمت الأفواه'و'يتحدث المكتوب على جَبين القدر'ليبصُم بختمهُ وثيقة العقد الإلإهيه. لتجمع روحين أختارهم الله ليتانسوا بصحبة بعضهما بالدنيا'من قاله أن البشر هم من يختارون نصيبهم. اننا مجرد عرائس متحركه تتشابك بخيوط القدر تحركنا كما تشاء'تضعنا معا من اختارهُ الله.'لنصبح شركاء بحياتً أختارها القدر🎸
ــــــــــــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
ــــــــ
رأت من يقف أمامها فإتسعت عينيها برهبه أرهقت قلبها من قسوة ما تراه 'فإنحنى إليها عابر سبيل كانَ يمر من خلف الأشجار بحنطورهُ و'سمعَ ما قيل بين الرجال.'مما دفعه للتوقف'و'الذهاب لتحذير من بالمنزل'لكنه عثر عليها تجلس بين الأشجار ترتجف ببكاء تكمم فمها'فأدرك إنها المقصوده'.
فجلسَ بجوارها يسألها بصوتً بالكاد تسمعهُ"
متخافيش أنا مش معاهم أنا الأسطى حسن'
نظرت له بوجه يتحرك بصعوبه' بسبب بدأ تشنج عضلاتها 'فضيق عينيه بتفاهم"
مالك يا بنتى متخافيش'أنا مش معاهم. قومى معايا خلينى أخدك من هنا'
حاولت الإمساك به لكنها لم تستيطع ، فقد إشتدت نوبتها'و'تشبثت عروقها ببعضهم ترفض الإستماع لأوامر العقل'فشعر «العم حسن» بالحزن حيالها'
لا حول ولا قوة إلا بالله إنتِ من الناس اللى بتتشنج. متخافيش يابنتى أنا معاكى'
نهض يتفقد المكان من حوله.'فتأكد أن الرجال قد ذهبوا إلى المنزل'فإنحنى'ليحملها مستعين بقول الله"
لا حول و لا قوة إلا بالله يا معين يارب'
حملها بين ذراعيه المتجعدتين من العجز 'لكن الله اعطاه القوه ليسير بها'و'كإنُه مرسالاً من رب العالمين ليحميها في ذلك الوقت العصيب'
خرجَ بها من بين الأشجار بلهفه إلى مكان حنطورهُ'حتى توقف أمامه يستعين بالله من جديد ليرفعها لداخله"
لا حول و لا قوة الا بالله'
أعانه الله على رفعها لداخل الحنطور'ثمَ إعتلى مقعده الأمامى'و'بدأ بتحريك لجام الحصان ليبتعد بها عن ذلك المكان'
اما الملثمين فقد عادوا بعد ثوانى الى السياره. يشعرون بالغضب بسبب عدم عثورهم عليها.'وصعدوا إلى سيارتهم ليغادروا المكان"
ــــــــ
اما داخل دار الهلالى تلك الدار التى تشبه قصراً شديد الفخامه'بحديقته'كانُ يجلسون الرجال على المقاعد الحديديه'و'من حولهم يتراقص الخيالين باحصنتهم'و'صوت الموسيقى الصاخبه تحتوي المكان'
إما عند البوابه فكانَ يقف «جواد'و'هشام» يستقبلون الضيوف'حتى إتى السيد «همام» الذي يحتجز «جواد» إبنهُ بالقسم'. فور إن رأه «هشام» بدا بالترحيب به فهما يعملان سوياً"
إهلاً يا «همام» نورت' عن إذنك دقيقه'و'رجعلك
زم فمهُ برسميه"
نور «جواد» باشا سابق'
ماله برإسه لليمين قليلاً بجفاء"
طول عمري سابق يا إبو إسلام. مش إبنك بردو
إسمه «إسلام»
صق على إسنانه بضيقً"
إيوه «إسلام» بس بلاش تفرح أوي كدا يا ابن الغالين مش أنا اللى القانون يمشي عليه'
القانون بيمشي على اطخنها طخين فيكى يا بلد'أنا مش زي الظباظ اللى مربينهم الرعب'لاء أنا
«جواد الهلالى» اللى بيعزف القانون على صوابعه'و'يمشيه على الكبير قبل الصغير'
زم فمهُ ببسمه إصبحت كارها"
ماشي يا «جواد» باشا لما نشوف اخرتها معاك ايه"
قطب جبهتهُ بهدؤً مثل رنيم المياه المتمرده"
اللى قدامك ملوش إخر'بقولك ايه' بالله لو عملت إيه المحروس مش هيخرج من القسم غير لما يتحاسب'؟
إنتَ كدا بتشعللها'و'إنتَ مش قد اللى هعمله يا ابن الهلالى'
قبض بشراسة على إصابعه يحتوي حممه البركانيه التى هجمت بشراسه على عقله لتنهشهُ'لكنه إستطاعه السيطره علي إفعالهُ'و'ضيق عينيه بحنقً يخفى ورائهُ خشونة صوته الجش"
بالله يوم ما عقلك يوزك'و'تفكر إنك تقف قصادي هخليك تندم على الدقيقه اللى أشترية فيها العربيه للننوس إبنك.'ياله ادخل خد واجبك عشان اللى جاي مفهوش واجب"
تجحظت عينين الإخر بشراسه بصريه "
بالظبط كدا اللى جاي مفهوش واجب ياابن الهلالى
ربنا يسترها عليك'
هتفَ بخشونه'و'غادر المكان'اما «هشام» فعاده يتمتم بانزعاج"
مراه عايزه الحرق
سأله مستفهماً'
مالك'؟
هتفَ ببعض الضيق"
«غوايش» جات لوحدها'و'سابت «ريحانه» فى البيت قال إيه هتيجى لوحدها'!!
هتفَ بجديه"
طب هتعمل إيه هتروح تجيبها'
لاء أروح إيه همشي إزاي'و'أسيب الناس"
زم فمهُ بغرابه "
مش فاهم إيه اللى مخليك عايز تتجوز عيله صغيره زي دي'
بلل شفاهُ بشوقً"
يا إبني إفهم مفيش أحلي من إنك تتجوز البت الصغيره'عشان تشكلها علي إيدك براحتك'و'بعدين الصغيرين ليهم طعم تانى إسئلنى أنا. و'ياللا بقي عايزك تشد حيلك شويه'و'تتجوز واحده صغيره زي «ريحانه»
هتفَ بجديه"
جواز إيه'أنا مبفكرش في كدا خالص'و'بعدين «ريحانه دي عيله صغيره'أنا لو كنت إتجوزت كان زمان بنتىِ قدها'
قطب جبهتهُ بمعارضه"
قصدك إيه بقي ما أنا نفس سنك؟
قصدي إننا لو كنا إتجوزنا صغيرين زي ما أمك كانت عايزه كان زمان كل واحد فينا مخلف عيله قدها'متنساش إنك أكبر منها بـ 13سنه.'
خلاص ياعم قفل على الموضوع دا أنا هدخل أرحب بالرجاله "
دخلا «هشام» و'تركَ «جواد» يقف بمفردهُ يشعل سيجارتهُ'
'.ينزعها من عقلهُ فرغم شعورهُ بالإنجذاب لها إلا إنهُ لن يقبلها حتى بعقلهُ.'
ــــــــ
أما على الطريق المؤدي لبيت الهلالى'كانت «ريحانه» تجلس فى الخلف'بعدما عادت إلى طبيعتها''
شكراً عشان ساعدتنى'؟
تبسم «العم حسن» أثناء إمساكهُ بلجام الحنطور"
الشكر لله هـو اللى بعتنى فى اللحظه المناسبه يابنتى'
كانت قلقه كثيراً بشأن والدها. مما جعلها تسأله"
طب إنت متعرفش الرجاله عملوا إيه في البيت. أصل بابا فى البيت لوحده'
متقلقيش الناس دي بتعمل اللى بيطلب منها'و'بس فمتقلقيش على أبوكى'المهم بس تخلي بالك من نفسك عشان فى حد بيكرهك أوي'و'عاوز يموتك'؟
تأرجحت مقليتيها بخوفً"
أنا معرفش حد. عشان يموتنى'أنا مبخرجش من البيت دي أول مره أخرج من لما كان عندي خمس سنين'
يااه خمس سنين إنتِ كدا عامله زي الفريسه فى زمن مبيعرفش الرحمه'خلى بالك من نفسك يابنتى عشان اللى جاي مش سهل'و'ياللا حمدالله على السلامه إحنا'و'صلنا اللى هناك دي قصر الهلالى.'و'«جواد» باشا إبنهم واقف قدام باب القصر روحيلوا هيدخلك عند الحريم'
على بعد بضع خطواتً من «جواد» التفت بالصدفه ليحذف سيجارتهُ لليسار'فرآها تنزل من الحنطور بطلتها المغمغه بالبرائه'و'جمالها السارق للعين. فأغمض عينيه بقسوه بسبب نبضاتهُ التى إشتعلت بنيران ضربت القلب.'أوتاره عزفت الحان الغرام داخل صدرهُ الملتحم بدفئً يغزو كيانهُ'يجعله أسيراً لمشاعر لا يفهم معناها'و'وسط محاربته لتلك الأحاسيس التى تألم قلبهُ'سمعَ بحتها الأنثويه بالهدوء تحدثهُ بكنيتهُ التى جعلته يقسم داخلهُ أنهُ لم يكن يعلم إن إسمهُ بتلك الفخامه'و'الجمال "
حضرتك«جِواد»'
فتح جفونهُ على جمالها الخاطف للأنفاس'كانت تقف أمامهُ 'مباشرتاً تناظرهُ بتساؤل'فتحمحم بجديه"
أيوه أنا «جِواد»
إتسعت عينيها بغرابه'تتأملهُ'و'بعقلها تتذكر تلك اللحظه التى جمعتهما بحجرتها'لكنها كانت تظن إنها مجرد حلمً'مما جعلها تبوح بعفويه"
انا حلمت بيك'
قطب جبهتهُ بهدوء "
حلمتى بيا أنا'
لونت بسمتها الراقيه شفتيها الورديه'
أيوه حلمت بيك بس مكنتش أعرف إننا لما نشوف حد فى الٱحلام. ممكن إننا نقابله بجد"
بسمتها الراقيه ذادت من نبضات الوصال التى تود أن تحتضنها لتتشابك مع برائت جمالها.'
خليكى هنا'هنده على «هشام» يدخلك عند الحريم'
التفت ليذهب'فشعر بيدها تمسك بمرفقهُ تعارضهُ بقلقً"
أنا معرفش«هشام» اللى عايز تناديه.'ممكن تدخلنى إنتَ عند الحريم"
ضربت نبضاتهُ صدرهُ بصرامه'جعلته يستدير'يتفحص ملامحها المرتجفه بقلقً'فتنهد ببعض التمالك"
تمام بس الأول خدي البسي دا عشان فى رجاله كتيره جوه ميصحش حد يشوف جسمك'
نظرت إلى طلتها بغرابه"
هو عيب أدخل كدا أصل محدش قالى"
أدينى قولتلك. ياللا البسي دا'
نزع سترته'السوداء'و'أعطاها إياها'فـ أخذتها'و'رتدتها فبدت صغيره كثيراً بها'مما جعلها تناظره بغرابه"
شكلى حلو فيها'
كانَ يراها فاتنه تسرق نظراتهُ'و'تستحوذ على نبضاتهُ.'"
أحلي من أي حاجه شوفتها فى حياتى'
إكتسي وجهها بحمرة الخجل التى أرغمتها على خفض نظراتها للقاع'فأدرك ما فعل.'فقطم على شفاه بندماً. يفرك لحيته بحنقً فلم يكن يعرف ماالذي يحدث له.'اما هـى فتحمحمت بربكه"
طب ممكن تدخلنى عند «مرات أبويا»
حرك رأسهُ بموافقه'و'بدأ بالسير'و'هى بجوارهُ'لكن قبل أن يخطوا بها إلى الداخل لفتَ شعرها الذهبِ الطويل إنتباهُ.'فتوقف بأمراً"
خليكي واقفه هنا على ما أرجعلك "
أومأت بالموافقه'فدخل «جواد» وعاد بعد دقائق ضئيله'يُمسك بيدهُ حجاب إسود'فنظرت له بتساؤل"
جايبلى طرحه ليه"؟
أعطاها لها برسميه "
البسيها عشان شعرك'و'الرجاله"
وافقت دون إعتراض'و'أخذت الحجاب'و'وضعتهُ علي شعرها فبدت أشد جمالاً زينَ بالإحتشام'ثمَ سألتهُ"
كدا مظبوط شعري كله مش باين"
كانَ يتجاهلها بقدر الإمكان'فلم يُجيبها.'و'ذهبَ خلفها. ينظر إلى شعرها المنسدل على سترتهُ لآخر خصرها'فتنهد ببعض التمالك'و'أمسك به يدخلهُ داخل سترتهُ'يعزله عن عين الجميع لكى لا يلمح أحداً خصله واحده منها'ثمَ إستدار إليها "
كدا شعرك مش باين'ياللا خلينا ندخل'بس'و'إحنا داخلين عينك تفضل فى الأرض ماتبصيش على حد فاهمه "!!
تبسمت بإستفهام"
إنت عامل زي اللى بيعلم طفل صغير يمشي إزاي حاضر هعمل اللى بتقوله'
تحمحم دون إجابه'و'بدأ بالسير فذهبت برفقتهُ للداخل'تحت أنظار جميع الحاضرين'كانت عينيها على الأرض كما أمرها'أما هوَ فكانت مقليته تتأرجح يميناً'و'يساراً بصرامه. ترغم الناظرين على خفض نظرهم عنهم'
'و'صعدت برفقته الدرج'حتى دخل إلى ليڤنج القصر الريفي'فوقفت أمامهُ تتسائل بغرابه"
مفيش حد أومال فين «مرات أبويا»
خليكى هنا هروح أندهلك مرات عمى تدخلك ليهُم"
ذهبَ'و'تركها بمفردها.لبضع دقائق فوجدت «هشام» يأتى إتجاهها فتلبكت بقلقً من بسمتهُ التى لم تكن مريحه لقلبها'أما هـوَ فإستقر بالوقوف أمامها "
«ريحانه» كويس إنك جيتى كنت قلقان عليكى'
تلبكت بقلقً "
إنتَ عاوز إيه'ممكن تبعد عنى'فين «جِواد»
قطب جبهتهُ بتساؤل"
'و'إنتِ تعرفى «جِواد» منين'
بدأت بالتعرق بصوتاً يرتجف"
أنا عاوزه «جِواد»
إقترب منها ببعض الغيره بسبب سؤالها عن رجلاً غيرهُ"
بطلى تسألى عنه'أنا «هشام» خطيبك"؟
رفضت بحركه رأسيه ترتجف بعين أصبحت دامعه'فإقترب أكثر منها'و'أمسك بمرفقها ليرغمها على البقاء أمامهُ"
مالك يابت خايفه كدا ليه هو انا هاكلك'
تعرقت يدها'و'حاولت سحبها برفضاً' لكنهُ لم يقبل بتركها'و'سألها بغيره أشد عندما لاحظ إنها ترتدي،سترة الأخر"
لبسه الچاكت بتاعه ليه'إنطقى'
ذادت رجفت جسدها'و'سقطت دموعها بخوفً ينهش قلبها'حاولت التحدث لكن رجفتها لم تساعدها مما جعل الآخر يشدد من قبضته علي مرفقها بقسوه يعاود السؤال"
إتكلمى يابت ساكته ليه'
إبعد إيدك عنها'!!
نظر بحنقً «لجواد» الذي آتى'و'أمسك بيدهُ ليبعدهُ عنها'يأمرهُ بصرامه'فعارضهُ بغيره"
مش هبعد دي خطيبتى أعمل فيها اللى أنا عاوزه.'بلاش تدخل فاللى ميخصكش يا حضرة الظابط "
ضيق عينيه بحنقً متبادل"
«ريحانه» تخصنى
تخصك بصفتك إيه بقي"
بصفتها هتبقي فرد من عائلتنا"
آاه فرد. ماشي بس بردو مش هسيبها "
عارضهُ بغيره بارزه من عينيه'فلتفت«جواد» 'ينظر لها وجدها تستغيث بعينيها به'من شدة قسوة يد الأخر علي ذراعها''فنفرت الدماء الحاميه بعروقهُ 'و'نظر بقسوه «لهشام» يلكمه بكفتيه بصدرهُ يعزلهُ عنها'فتراجع«هشام» للوراء بغضبً.'اما هـى فختبئت خلف ظهر«جواد» تحتمى به من ذلك الغريب الثائر'
إنتَ بتضربنى يا «جواد»
أنا ببعدك عن الغلط ياإبن عمى'من إمتى بنمد إيدينا على الحريم'
إقترب منهُ بغيره إستحوذت على قلبهُ"
لما حريمى تقولي إنها عايزاك ياابن عمى'لو مكانى هتعمل ايه'و'إنت سامع خطيبتك بتنده على راجل غيرك'؟
حاول الإسترخاء قليلاً'ليتفادي ما يحدث"
اللى حصل سوء تفاهم'خلينا نتكلم بالعقل'
عقل إيه'و'أنا شايفها بتتحامى فيك منى"
كانَ يشعر برجفتها' ف يداها متعلقتين بتيشرتهُ''
وطى صوتك إنتَ بتخوفها'
حرك رأسهُ بإنفعال"
الله دا الباشا بقي فاهم «ريحانه» أكتر منى ياترا بقي الباشا كان بيقابلها فين'
تجحظت عينيه بصرامه"
إنتَ إتجننت'و'لا إيه ما تظبط بدل ما أظبطك"
تظبطنى لاء'و'على إيه من باب أولي تظبط المحروسه بتاعتك "
صق على أسنانه بضيقً "
«هشام» كفايه كلام زباله.'أنا معرفش خطيبتك غير النهارده'؟
مالكم يا ولاد صوتكم جايب لآخر الدار'
هتفت «معالى» بصرامه.'فإنسحبَ «جواد» بحنقً'
إبقى إسالى «هشام» باشا في إيه'
ذهبَ دون أن ينظر ورائهُ.'تاركها تتمتم بكنيتهُ بإرتجاف تسقيه الدموع"
جـ'جـواـ جـواـ جواد، جـواد'
أرغمهُ قلبه على التوقف'و'التفت لها فـوجدها تلوح بيداها إليه'تستعطفه بهيئتها الخائفه. ليعود إليها'فإقترب «هشام'منها يمسكها من منتصف ذراعها بقسوه"
حقيقي إنك تربية «غوايش» و'حياة أمك لهكتب عليكى دلوقتي'و'هوريكى التربيه على أوصولها'
رفضت برأسها ترتجف فى حاله من التشنج الذي أرغمتها على الإرتماء، أرضاً. تتململ أمام أعينهم القاسيه'لكن من تشغل عقله لم يستطيع تركها بتلك الحاله'فركضَ'و'جلس على عقبيه بجوارها'بلهفه يمسك بيدها'و'ينظر داخل عينيها محاولاً تهدئتها"
متخافيش أنا جانبك ما مشيتش أنا أهو متخافيش مفيش حد هيقربلك. أنا «جواد» بصيلى أنا «جواد»
ظلت ترتجف لبضع دقائق دون توقف مما جعله يذداد قلقً عليها'يأمرهم بحده"
البت هتموت حد يجيب دكتور بسرعه'
حمل جذعها العلوي يحتضنها بقوه ليشل حركت جسدها'و'شعرها يتراقص على الأرض بعدما سقط حجابها'. فسمعت معظم النساء'صوتهم'فخرجوا'و'شاهدهُ ما يحدث'و'من بينهم «غوايش» التى تجحظت عينيها بتمثيل القلق "
نهار إسود «ريحانه» مالك يابت'
نظرا لها بصرامه'
لما بتتعب كدا بتعملولها إيه"
تلبكت بقلقً "
مبنعملش هى بتهدا لوحدها'
بتهدا إيه و تنيل إيه المفروض فى دواء لحالتها'
هتفَ بغضبً'فبدأت حركت جسدها بالهدوء'حتى إسترخت عضلاتها'و'فقدت الوعى بين يداه'فحملها سريعاً'و'نهض بها.'يصعد بها الدرج لحجرتهُ. برفقة «غوايش»
ــــــ
أما بالأسفل فبدأت النساء بالسؤال عن هويتها'
هى مين المحروسه اللى «جواد» كان واخدها فى حضنه'وطلع بيها لفوق'
إذدادت التساؤلات'فقطبت «معالى» جبهتهَ بصرامه'و'عينيها مسلطه على «هشام»
اللى «جواد» كان واخدها فى حضنه تبقي «ريحانه»مراتهُ"
تجحظت عين الآخر بصدمه أصابت بعض النساء اللاتى تسألن"
مراته'و'هـو «جواد» إتجوز إمتى'
النهارده الشيخ حافظ زمانه جاي عشان يتمم الجوازه. أومال إحنا عاملين الهيصه دي كلها ليه'ياللا ادخلوا كملوا تهيص علي ما المأذون ما يوصل'
ذهبت النساء لتكمل الغناء'أما هى فتقدمت من «هشام» بصرامه"
عجبك اللى حصل بسببك يا بيه'
عارضها بصرامه"
إيه اللى قولتيه دا إنتِ هتجوزي «ريحانه» لجواد'
أيوه عشان أمنع العار عننا' تقدر تقولي الناس كانت هتقول إيه لما تعرف إن اللى واخدها إبن عمك فى حضنه بسببك تبقي «خطيبتك» دول كانوا هيكلونا بكلامهم'إنتَ تحمد ربك إنى داريت عالموضوع قبل الفضيحه"
بس أنا مش موافق'محدش هيتجوز «ريحانه»
غيري يا «معالى»
هتفت بحده"
إسمى أمك.'باين عليك بتتمرد ياابن معالى بس لاء، مش أنا اللى حد يعصانى'اللى حصل النهارده بسببك'و'البت هتتكتب على إسم إبن عمك'و'الليله هتنام فى حضنه عشان نخلص من الموضوع دا خالص'
أعطت أوامرها بصرامه'و'صعدت إلى الأعلى حيث يقف «جواد» أمام فراشه يتفحصها بعنايه، «ريحانه» التى عادت إلى وعيها منذ قليل'و'بجوارها تجلس «غوايش» القائله ببرود"
خلاص ياختى عملتى الحبتين بتوعك'مش فاهمه ايه الكهن بتاعك دا'
قطب جبهتهُ ببروداً متبادل"
بقولك يا «غوايش» قومى من على سريري مش عايز السرير يتوسخ'
فزعت بزمجره"
إيه اللي بتقوله دا قصدك إيه'
عقد ذراعيه أسفل صدرهُ بذات الجفاء"
قصدي إنتِ فاهماه كويس'بلاش، شغل الغوازي دا عليا ما بيكولش معايا'
راق لها رغم حديثه اللاذع'و'إقتربت منه قليلاً تسألهُ"
أومال إيه اللى بياكل معاك يمكن أعرف أعمله'
مظنش تعرفى تبقي محترمه أصل الإحترام دا تربيه مش طبخه'
زمجرت بحده"
لاء إنتَ ذودتها أوي جرا إيه'
قوص حاجبيه بصرامه"
جر ا إيه يا وليه إنتِ هتردحيلي'بالله لو محطيتى لسانك جوه بوقك'و'لزمتى السكوت لهكون مبيتك فى التخشيبه'
نظرت له بإمتعاض"
إحنا هنمشي'و'سايبين هالك مخدره ياللا يابت فزي قدامى"
دخلت «معالى» الحجره تأمرها"
«ريحانه» مش هتخرج من البيت يا «غوايش»
أه مش هتخرج''و'المحروسه مش هتخرج ليه بقي"؟
مش هتخرج عشان الليله هيتكتب كتابها على «جواد»
تجحظت عينيه بصدمه أصابتهُ بـالتعجب"
أتجوز مين'إنتِ بتقولي إيه"
زي ما سمعت يا «جواد» هتتجوز«ريحانه»، الناس يابنى مبطلتش أسئله'و'كلام من لما شافوها فى حضنك'و'إنت ميرضكش سيرتنا تبقي على لسان اللى يسوي'و'اللى ميسواش'؟
عارضها بجديه"
أنا ماليش دعوه بكلام حد.'مين قال إنى عايز أتجوز. لو إنتِ خايفه من كلامهم أنا عندي إستعداد أخرسهم كلهم'
هتفت برسميه"
أنا عمري ما طلبت منك حاجه.'بلاش تكون السبب فى كسرتنا يابنى'أن بعت أجيب المأذون'
رفضَ بصرامه "
مأذون إيه اللى بعتى تجبيي'محدش هيوافق إنه يكتب الكتاب .«ريحانه» صغيره بالنسبه للقانون قاصر'
تدخلت «غوايش» بغيره"
أيوه هى لسه هتم الـ تمنتاشر سنه كمان شهرين'
أضافت بإصرار"
مفيش مشكله هتكتب عليها قدام الكل'و'بعد شهرين يبقى المأذون يوثق عقد جوازكم فى المحكمه'متنساش إنها كانت هتتجوز «هشام» بنفس الطريقه "
ظل على إعتراضهُ برسميه"
مينفعش البنت أصغر منىِ بتلاتشر سنه. و'الأهم من كل دا إنى مبفكرش فى الجواز'و'إنتِ عارفه كدا كويس"؟
عاوزنى أحب على إيدك يا«جواد» عشان توافق'طب لو مش عشاني وافق عشانها متنساش إنها هتتلط فى الموضوع'و'الناس مش هتبطل كلام عنها"؟
خطف نظره إليها فوجد بعيناها الدموع الخائفه من مواجهة ذلك العالم المخيف'فتدخلت «معالى» من جديد "
وافق يا «جواد»بلاش تبقي السبب فى فضيحتنا كلنا يابنى"
فرك جبهتهُ بشعوراً يرفض الإستسلام لهُ' شعور الخوف عليها من ألسنت البشر السامه'. و'رفضهُ للخضوع لها كانَ يخشي ما سيحدث بينهم بعد الزواج'يخشي أن يتعلق بها'و'هذا ما يرفضهُ مما جعله يحسم قرارهُ برسميه باحته"
هتجوزها لمدة شهرين'لحد لما تتم السن القانونى'و'بعد كدا هكتب عليها رسمى'عشان لما أطلقها متبقاش ضايعه'و'ملهاش حقوق فى نظر القانون"
راق الأمر «لغوايش»
يعنى إنت هتتجوزها لحد لما تكتب عليها رسمي'و'بعدين هطلقها"
أيوه'
ماشي موافقين خلينا ننزل عشان المأذون زمانه وصل"
نظر «جواد» لها متسائلاً برسميه"
مش لما نسمع رأي العروسه الأول'موافقه تتجوزينى لمدة شهرين'و'بعدين نطلق'؟
لم تكن خبيره بكل تلك الأمور'فكل ما كانت تعرفهُ أنها تشعر بالأمان برفقته'حتى لو كانَ هذا الأمان سيظل فقط لشهرين"
موافقه'
إتسعت عينيه بتساؤلات عديده فلم يكن يتوقع أن توافق: فتدخلت«معالي» بجديه"
العروسه موافقه'ياللا خلينا ننزل'
«غوايش» بغرابه"
يووه مش المفروض أبوها يحضر كتب الكتاب"؟
متشغليش بالك إحنا هناخد المأذون'و'نروح نكتب الكتاب فى داركم'و'بعد كدا نرجع عشان نكمل فرحتنا هنا في دار الهلالى'
هتفت «معالى» و همت بالخروج من الحجره'و'تبعتها «غوايش» أما «جواد» فألقى نظره الى من تسكن فراشه.'يسألها بتأكيد"
الجواز مش لعبه'و'لا هزار. لو مش موافقه قولي'و'أوعدك إنى هحميكى من أي، حد يحاول يوسخ إسمك بلسانه"؟
تنهدت بأمان ذائد ذو بسمه أشد برائه"
موافقه مدام إنتَ اللى هتبقي جوزي "؟
إحتوت قلبهُ بجملتها الدافئه لقلبً متعطش للإرتواء'لكن فضوله الرجولى جعله يعاود السؤال بغرابه أشد"
ليه موافقه عليا"
عشان عامل زي الفرسان اللى فى الرويات 'الفارس اللى بيظهر فى حياة الأميره'و'يخاف عليها'و'يحميها'بصراحه أول ما شوفتك حسيتك الفارس بتاعى حتى لو أكبر منىِ بتلاتشر سنه'
أخفضت بصرها بحمرة الخجل التى لونة وجنتيها'و'جعلته يغمض عينيه يستنشق بعض الهواء البارد ليهدء من سخونة صدرهُ الذى أشعلت حطابهُ بكلماتها الهادئه'ثمَ فتحَ عينيه يبصر بها لآخر مره قبل أن يغادر'"
متخرجيش بره الأوضه لحد لما أرجع"
أمرها فلبت أمرهُ بموافقه بالرأس'
غادر الحجره'و'أغلق الباب عليها'أما هى فمددت جسدها على فراشهُ تتفحص المكان من حولها بعين إتسعت بفرحً'
'ــــــــــ
'أما بالإسفل فكانَ يقف «فارس» الأخ الأصغر «لجواد» يقف أمام الدرج يتحدث إلى «هشام»
يا «هشام» إنتَ غلطان. مكنش يصح اللى عملته دا 'فيها إيه يعنى لما ندهت على «جواد» متنساش إنها مريضه زي ما بتقول "
زمجره بحده"
«فارس» بلاش تدافع عنهم'و'بعدين بقولك أمى هتجوزهم لبعض'
مرات عمى بتعمل كدا عشان الفضيحه مطولش حد' إنتَ عارف إنها شقيت'و'تعبت سنين لوحدها عشان تفضل محافظه علي إسم العائله"
قولوا يا «فارس» عشان «هشام» بقى أعمى، و عاوز يضيعنا كلنا بسبب غشمهُ'
وقفت أمامهُ برفقة «جواد» و'«غوايش» تأمرهم "
ياللا تعالوا معانا عشان تشهدوا على عقد جواز «جواد» من«ريحانه»
نفرت عروقهُ التى برزة بغضبً جامح"
بردوا هتجوزيهم يامىِ'فاهمينى ليه مصممه'
عشان الفضيحه'و'كلام الناس ياعين أمك'و'خلاص قفلنا كلام على الموضوع دا 'إمشوا خلونا نروح نكتب الكتاب'روح يا «فارس» نادي على العمده'و'الحاج سيد'و'الحاج مسعود'عشان يحضروا كتب الكتاب'
و حصلنا بيهم بعربيتك'و'بلغ أهل البلد إننا رايحين نكتب كتاب «أخوك» على «ريحانه بنت القص»
أومأ بالتنفيذ'و'ذهبَ'أما «هشام» فمتلئ صدرهُ بالغيره من إبن عمه'و'رفض الذهاب بكراهيه"
سكتكم خضره مبروك عليك خطيبتى يا «جواد»
تقدم «جواد» خطوه منه بحنقً'فأمسكت «معالى» بيدهُ توقفهُ بجديه"
خلينا نمشي يا «جواد» سيب «هشام» هنا مع أهل البلد'
إبتلع غصتهُ'و'ذهبَ برفقتها هى'و'غوايش» إلى منزل والد«ريحانه»تاركين «هشام» يحترق من الغيره'و'يتآنس بحديث الشيطان الذي يأكل عقلهُ بكلماته السامه التى تذيدهُ غضبً': و'بعد ساعه تقريباً من المكوث بمفردهُ مع وسوسة الشيطان'حسم قرارهُ'و'فزعَ من فوق مقعده. يصعد مسرعاً لحجرة «جواد» حيث تمكث «ريحانه». و'فور أن فتحَ الباب عليها. فزعت من فوق الفراش بخوفً تتمتم بربكه"
عاوز إيه"؟
دخل و'أغلق الباب عليهما بالمفتاح'يناظرها برغبه"
عايزك' أنا متعودتش إنى ماخدش حاجه عينى منها.'
فزعت من فوق الفراش تختبئ بجوار الخزانه بخوفً يرجف جسدها. هز مقلتيها فسقطت دموعها"
سبنى متقربش منى. فين «جواد» يا «جواد» إنتَ فين'
جذبها القاسي من شعرها يلفهُ حول أصابعهُ فصرخت بألمً هز كيانها'أما هـو فألقاها على الفراش بغيره"
بيكتب كتابه عليكى. بس أنا بقى اللى هدخل عليكى ياست الحلوين'
رفضت برأسها'و'سندت على ذراعيها تتراجع للوراء بخوفً يرهق قلبها النابض بكنية من يشغل عقلها'أما «هشام» فلم يكترث لأي شئ سوا الحصول عليها'و'بدأ بالإقتراب منها ليتناول من جسدها'مثل الذئب الجائعه للنييل من غزاله مستجده بغابة البشر'. إنحنى عليها يشابك مرفقيها بمرفقيه الغليظين'يناظر عينها المتسعه بـرهبة الخوف'فراقَ لهُ ذلك الضعف الذي يملئها'فنحنى عليها أكثر حتى إستقر بجانب إذنها يبوح بتهديداً'وضيع"
أنا مش هعملك حاجه دلوقتي هسيبك لعريسك'بس خلى فى علمك يوم ما الشوق يذيد جوايا هتلقينى جايلك'و'مش هخرج من هنا غير'و'أنا باسط نفسي على الاخر'و'متمزج منك'بس خلى فى علمك لو فتحتىِ بوقك'و'حكيتى «لجواد» عن أي، حاجه حصلت دلوقتيِ. هـقتله'و'هخطفك لمكان بعيد عشان أشبع منك براحتى'
فكَ حصارهُ عنها.'مبتعداً عن الفراش'يناظرها بخبث شيطانى.'و'تبدو الفرحه عليه"
هتوحشينى الشويه اللى هغيبهم عنك. بس لينا لقاء بكرا'و'كل لليله يا قلبِ'و'متنسيش تروقى على «جواد» النهارده دا بردو ابن عمى'و'يهمنى إنبساطهُ'
إرسل لفمها قبله بالهواء'و'رتب ملابسهُ ثمَ هم بالخروج'تركها فـى حاله من الصدمه المميته لكيانها'لم تكن تستوعب الذي حدث حتى الأن'رعشت جسدها'تزامناً معا هبوط دموعها'ويداها تتشبث بالغطاء تتراجع أكثر للخلف لتحتمى بالوساده.بمثابة محاربه قد فرت من أرض المعارك. هاربه من جندي ثائرً برغبة الموت'ظلت على هذا الحال حتى'سمعت مقبض الباب يتحرك'فتسعت مقلتيها برهـبه.ترتجف ساقيها. معلنه عن مدا خوفها'من أن يكون هـو الآتى'
لكنها أخطأت فـى التخمين'«فـجواد» من دخلا إلـيها'و'أغلق الباب عليهما'يقترب بخطواتً هادئه.'و'عيناه الخضراء التى ترا الخـوف يسحتوذ على من تسكن فراشهُ."
مالك في إيه"؟
أرجحت عسليتيها يميناً'و'يساراً بضطراب الـخوف'تتذكر تهديدهُ الوضيع لها'الـذي أرغمها على الصمت'و'النفى بحركه رأسيه متزامنه معا كلماتها المتردده"
مفيش. مفيش. حاجه خالص'
راوضهُ الشك حيال هذا التغير العجيب'فجلسَ على حافة الفراش أمامها. ببطئاً لكى لا يسبب لها الخوف.'و'رفع مرفقهُ يـقربهُ منها بهدؤً أشد.حتـى لمسَ أصابعها. فسحبتهم برجفه بعيداً عنه'"
متخفيش أنا مش هاذيكى'أهدي'و'قوليلي إيه اللى مخوفك كدا'حد طلعلك فـى غيابي؟
نفت سريعً برأسها تزامناً معا اذدياد سقوط دموعها الوفيره بشده'سكن الخوف ملامحها أكثر'فتأكد أنها تخفى عنه شيئاً. فعاود السؤال بكذبه ماكره لياخذ منها المعلومات التى ترفض الأفصاح عنها"
بلاش تخبى عليا'أنا قابلت "هـشام"'و'هـو نازل من عندك'و'عرفت اللى عمله معاكى'أنا مش عايزك تخافى طول مأنا جانبك؟"
إستطاع إن يخدعها بكذبتهُ المتقنه'التى جعلتها تترك الوساده'و'تقترب منهُ تعانقهُ بجسداً يرتجف بقسوه.'معا صوت البكاء'و'الشهقات"
أنا مش عايزه قعد هنا'أنا خايفه منُه هـو قالى أنُه هـيقتلك لـو حكتلك حاجه.'و'بعد ما يقتلك هـيخطفنى لمكان بعيد عشان يعمل فيا اللى هـو عايزُه"!!
تجحظت عينيه بحنقً تزامناً معا قطب جبهتهُ'إكتسح الغضب جسدهُ الذي إصبح يشبه الحديد المنصهر'و'لـفَ ذراعيهُ حـول خصرها يقربها إلى صدرهُ أكثر ليشعرها بالإمان'ببحه هادئه بقدر ما ستطاع لكى لا يرهبها أكثر"
متخفيش من اللى قالهُ'دا كان بيـهزر معاكـى بس هـو هزاره مخيف حبتين"
نـفت بصوتها القلق"
لاء مكنش بيـهزر دا شدنى من شعري'و'رمانى على السرير'و'نـام علـ_يا'و'كتفلى إيدي'و'كـان عاوز يعملـى حاجات مش كويسه'و'قالـى لما سالته عنك'و'أنا خايفه'أنك بتكتب الكتاب بـس هو اللى هيـدخل عليا'
تـقوصت معالمهُ بـغضبً لم يسبقه'شعرا بيد حديديه غليظه تـقبض قلبهُ.فبتعدا عنها بهدؤً ينظر إلى عسليتيها الملتهبه من شدة البكاء"
خلاص متخفيش أنا جانبك مفيش حاجه هتحصلك'بس قوليلي هـو بعد ما قـرب منك عملك حاجه'وحـشه"
لاء هـو قرب من ودنى'و'قالى أنُه هيسبنى
النهارده ليك'
تنهدا ببعض الإسترخاء لكى لا يغضب إمامها'ثمَ رفـعَ مرفقهُ'و'جففلها دموعها'أثناء قـولهُ"
خلاص متعيطيش أنا جأت أهو'و'محدش هيقدر يقرب منك طـول مانا جانبك'يـاله قـومى البسي طرحتك'و'إغسلى وشك على ما طلعلك "
إنتَ هتمشي'و'تسبنى تانى؟
رأه الـدموع كست عينيها الخائفه من جديد'فحتوي وجنتها بمرفقهُ اليسار'ليطمئنهَ "
مش هسيبك أبداً متخفيش مش هغيب عليكى "!
سارَ من جوارها'و'خـرجا من الحجره'و'نزلا حتـى وصلاَ إلى الحديقه حيث أهالى البلد'فسارَ إلى متعهد الموسيقى'و'أخذَ منهُ الميك يـقول بأمرً جاد"
متشكرين لكل الناس اللى نورتنا النهارده'متاخذنيش بقـى يا رجاله أنا النهارده دخلتى'و'عاوز أدخل على روقان عشان كدا الليله خلصت نشوفكم فـى لليالى خير تانيه شرفتونا'قفل يابنى علي الأغانى'و'الأكل'و'المشاريب الليله خلصت'
تصرفهُ الغير لائق جعلا الجميع يشعر بالإحراج'و'لم تمر بعض الدقائق'و'كانَ قصر الهلالى خالى من كل الغرباء'و'بالداخل فـى الايڤينج'وقفت «معالى» بجوار «هشام'و'فارس» تلقى الوم على «جواد» بصرامه"
إيـه اللى عملته دا يا «جواد» من إمتى بنطرد ضيوفنا'الناس دلوقتي تقول علينا إيه'!!
ضيق عينيه بشـراسه"
تقول عننا قللة الذوق'أحسن ما تـقول علينا أوساخ بننهش فـى شرف بعض'
بتلمح لإيه يا ابن «تفيده»؟
هكذا ردت عليه «معالى» فزم فمهُ بحنقاً"
إبن تفيده بيلمح لـوساخة أبنك اللى معملش إعتبار للدم اللى مابنا'و'راح لمراتى فـى غيابي عشان ينهش شرفها زي كلاب الشوارع السعرانه"؟
تجحظت عينيها بالصدمه"
إنتَ بتقول إيه«هشام» ما يعملش كدا مراتك بتكدب عليك؟ "
لاء ما بتكدبش هـى مكنتش هتقولي حاجه غير لما وقعتها بالكلام'لأن الباشا إبنك هددها إنها لـو قالتلى حاجه هيقتلنى'و'يخطفها عشان يشبع وساخته منها'!!
التفتت «معالى» تسالهُ بصرامه"
أنطق إنتَ عملت كدا يابن معالى إتكلم خرست ليه"!
إنكر مثل الشيطان فعلتهُ"
محصلش دي كدابه دا هـى اللى نزلت الحد عندي'و'طلبت منـى إطلع أوريها فين الحمام'و'لما طلعت معاها حاولت تقرب منى بس أنا ضربتها'و'نزلت عشان بقت مرات أخويا"!!
زم فمهُ بحنقاً "
'لوله أنك إبن عمى'بالله لكونت فرغت خزنة مسدسي فـى قلبك الوسخ'مفكر هيخيل عليا كذبتك فـواق دأنا بيعدي عليا من صنفك بالعشرات'
سارَ حتى إصبح إمامهُ يـستفزهُ بهدؤ كلماتهُ"
أخص عليك بقى بتشبهنى بالمجرمين'بس أنا مش زعلان منك عشان اللي بنا أكتر من الدم اللى بنا إنتَ بقيت عارفهُ كويس'
أدرك إنهُ يقصد «ريحانه» مما جعلا الدماء الساخنه تضرب بقوة خلايه عقلهُ'فـراه خوفها بعين الأخر'دماء الشرف. إصبحت سيدت الموقف'الثائر بينهما'فـبلل «جواد» فمهُ بلسانهُ تزامناً معا إهتزاز رأسهُ"
صح عارفهُ كـويس'اللى بنا بقى شرف'و'يخساره أنا مبسبش شرفى للكلاب تنهشهُ'
ختمَ حديثهُ بضربة رأس لأنف الأخر تسبب بكسرها'فـصرخت «معالى»'و'بتعدت للوراء'فركضَ إليه «هشام» بغضبَ ليرد لهُ ما فعلهُ'بلكمه وجه إطاحت «بجواد» للوراء. تسببت بجرح فمهُ'فمسح دمائهُ بشراسه بصريه تتعمق النظر بالأخر الذي يقترب منهُ يسددلهُ لكمه إخري'لكنهُ تخطاها ممسكن بعنقهُ يضرب رأسهُ بالطاولة ثلاث صدمات وراء بعضها تسببت بجرح بجبهتهُ فملئ الدماء'وجههُ'فقتربا «فارس» يكبل جسد أخيه "
خلاص يا «جواد» دا«هشام» إيه اللى جرالكم'
تحرك بقوه يابه ذلك التكبيل"
إبعد يا«فارس» 'إنتَ مش فاهم حاجه'إبن عمك نسي الأخوه اللى بنا'و'بينهش شرف مراتى'
تلقى صفعه إطاحة بوجههُ لليسار'تزامناً معا أخر كلمه نطق بها'صدمتهُ من ما فعلت هذا الإمر كانت إشد من صدمه من معرفتهُ بحقيقة الأخر'نظرا إلى «معالى» بعين تتأرجح بدموع العتاب"
القلم دا عشان يفوقك من سحر تربية الغازيه'اللى وقعت بينكم'
هتفت «معالى» بصرامه'فزم فمهُ ببسمه عتاب"
إنتِ بتضربينى'طب من باب أولى تضربى «هشام» السبب فـى كل اللى إحنا فيه دلوقتى'و'الا إبنك ممنوع تضربيه يا مرات عمى'!!
إبتلعت لعابها بستفهام"
قصدك ايه يابنى'
إنكر بحركه رأسيه تزامناً معا بحتهُ الجافه"
لاء إبنك إيه بقى'خلاص بقى مبقاش ينفع الكلام دا'أنا إبن سلفك مش إبنك'
غزت الدموع عينيها القاسيه"
بلاش تقول كلام ملوش لأزمه يا «جواد» إنتَ'و'فارس» عيالى ايوه مش أنا اللى خلفتكم بس أنا اللى ربتكم إكنكم عيالى'
كل دا مجرد كلام'عارفه ليه لأنك لو بتعتبرينه عيالك'مكنتيش هتضربينى كُنتِ هتضربي«هشام» لإنك مُتاكده إنى دائماً معا الحق'و'مش أنا اللى عيله صغيره تضحك عليه بكلمتين'و'عارفه كـويس إن آذكى من إنى إجى على حد غير لو كُنت متاكد مليون فى المياه أنه غلطان'بس مبقاش مهم'من الحظه دي اللي بنا خلص'أنا'و'مراتى'و'فارس'هنسيب البيت'و'هنروح نقعد فى بيت أبويا رضوان الهلالى'بس خلى فى بالك المحروس إبنك لو فكر إنه يقرب تانى من مراتى أو يقرب نحية حد منى'بالله لهكون ناسي صلة الدم اللى بنا'و'موته هيبقي على إيدي"
عارضهُ «فارس» بقلق"
إيه اللى بتقوله دا إستنا بس خلينا نتفاهم"؟
صاح عليها بشراسه"
إنتَ هتعارضنى إنتَ إتجننت'يالله روح لم حاجتك'و'دقيقه'و'لقيك راكب عربيتك'و'غاير على بيتنا ياله"
لم يستطيع رفض ما يـقول'فسارَ إلى الإعلى ليحزم إغراضهُ'إما هـو فصعدا إلى حجرتهُ حيث تجلس «ريحانه» فـدخلا مثل العاصفه المتلحمه بنيران تحرق من يقترب منهُ'فظلت جالسه خوفً من هيئتهُ'اما هـو فبدء بحزم جميع إغراضهُ'بحقائبتين'
ثمَ حملهُما قائلاً لها بأمراً"
تعالى معايا هنمشي من هنا'
سارة معهُ بدون إعتراض'ظلت تسير بجوارهُ حتى خرج بها إلى حديقة القصر'و'وضع الحقائب بحقيبة العربه'ثمَ فتح لها باب فجلست بالمقعد الأمامى'فتجهَ يجلس بالمقعد المُجاور ليقود العربه يذهب بها بعيداً عن ذلك المكان'
ــــــــ
اما داخل قصر «معالى» كانت تـقف أمام «هشام» تداوي جراحهُ"
إنتِ هتسبيهم يمشوا بالسهوله دي'
هتفت بجديه"
سيبهم "
إسيبهم إيه'و'زفت إيه أنا مش هسيبه يتهنى بيها إنتِ'و'عدتينى إنك هتخلينى أخد «ريحانه»
نظرة بعينيه بكراهيه"
إفهم «ريحانه» هسلم هالك على طبق من دهب'و'«جـواد» هيتشال من قدامنا خالص'دأنا معالى مبرجعش فـى كلمتى'
«فلاش باك»
بـعد إن صعدا «جواد» ليلملم إغراضهُ إقتربة «معالى» من هـشام تتفحص جروحهُ بقلبً كاره للأخرين"
ماشي يابن تفيده بقى عاوز تموت إبنى'و'حياة إمك لهخليك تبكى بدل الدموع دم'هـموتك ببطئ زي ما عملت فـى إبوك'و'إمك'و'الغندوره بتاعتك هخلي كلاب السكك تنهش فى عرضها قدام عنيك"
تجحظت عين «هشام» بصدمه'و'هـو يسمع هذه الإقاويل'فتلبك قائلاً "
إنتِ داخلك إيه بموت عمى'و'مراتهُ'و'مالك إيه الكره اللى خرج منك دا نحية «جواد»
مين قالك إنى حبيته هـو'و'الا أخوه'أنا لو بكره حد فمبكرهش قدا الإتنين دول'و'خلى فى بالك أنا جوزته تربية الغازيه عشان إنت متتوسخ بسمعة أهلها'جوزت هالوا عشان العار يركبه'و'تبقي أول بزره أزرعها فـى أرض إنتقامى منهُم'
إتسع فمهُ ببسمه شيطانيه مثل والدتهُ"
إيوه بقى يا «معالى» بردي قلبي'و'أنا اللى كنت فاكرك بتحبيه أكتر منى'
بس يا عبيط أنا معنديش حد أغلى منك'و'عشان تصدقنى'أوعدك أن كلها يومين'و'هتبقي «ريحانه» فى حضنك. أنا عمري ما حرمتك من حاجه فمبالك بقى لو الحاجه دي بتاعت «جواد»
تبادلا النظرات السامه الملتحمه بالكراهيه لهُ'
«فلاش»
ماشي يامى'أنا متأكد من كلامك'و'هستناكى
تجبيلى مراتهُ'
رفعت حاجبها ببسمة إنتصار"
مش هتستنا كتير يا عيون أمك'
إنحنى يقبل مرفقها بدعم شيطانى ليذيد من حدة كرهها للأخرين'
ـــــــــــ
بعد ساعه'بمنزل «رضوان» هذا المنزل الذي لا يقل فخامه عن المنزل الأخر'كانَ يقف «فارس» بالإيڤينج برفقة«جواد"
أحنا مبنجيش البيت خالص إيه اللى مخليه نضيف'و'متروق كدا'؟
إنتُ مبتجوش إنما أنا باجى'و'مخلى حد ياجى ينضفه كل إسبوع'
طب هـو أحنا هنفضل قاعدين هنا الحد إمتا'
هتفَ بجديه"
الحد لما نموت يا ابن رضوان'من النهارده دا بقا بيتنا'و'هنا هنكمل حياتنا'
تنهدا بستفهام"
إفهم من كدا أن خلاص مش هنرجع البيت الكبير تانى'
البيت الكبير'بالناس اللى فيه تنساهم خالص'ياله أطلع على فوق أوضتك هتلقيها تالت أوضه على إيدك اليمين'
سارَ بلا إعتراض'اما هـوَ فصعدا خلفهُ إلى حجرتهُ الخاصه حيث تمكث «ريحانه» فدخلا إليها تفاجئ بطلتها التى حبست إنفاسهُ متزامنه معا إرتفاع خفقات قلبهُ'فكانت تقف أمامهُ مرتديه قميصهُ الإسود الذي برزا بياض ساقيه العاريتين حتى إسفل مؤخرتهَا.'مطلقه شعرها الذهبِ جوار صدرها ليزين جزعها العلوي بجمالاً سارق لمن يراه'حـاول بقدر، الإمكان ردع عينيه من التحديق بها لكى لا يفتن إكثر من ذلك'و'ستدار للخلف مدعى الإنشغال بتفقد الحجره'اما هـى فظنت أنهُ غضبَ بسبب أرتدئها لملابسهُ دون علمهُ'فـتقدمت منهُ بضع خطواتً ببطئ'حتى وصلت إليه تـسالهُ بـقلقً"
أنا لبست قميصك عشان الفستان كان ضيق'و'مش عارفه إتحرك بيه'بـس لو زعلت ممكن البس فستانى'و'رجع القميص للشنطه'
نفى بحركه راسيه دون النظر إليها"
لاء متغيريش خليكى لبساه'
ضيقت عينيها بعفويه"
هـو أنا مزعلك ليه مش باصصلى'
إستنشق الهواء ليهدء من جوفهُ المحترق بنبضات إشعلتها بـكيانها الإنثوي الصغير'و'لتفت لها متحدثً دون إن ينظر لها"
متزكزيش معايا'أحنا جوزنا لمدة شهرين'و'خلال الشهرين دول'هـتفضلى عايشه هنا بس كل واحد بينام لـوحدهُ'إنتِ هـتنامى على السـرير'و'أنا هنام ع الكنبه'
أومأت بموافقه تزامنها تنهيده يأسه"
حاضر'
تأرجحت عينيه بـتشتت حتى إستقرت عليها رغمً عنهُ'فرأه الحزن بها فحاول إن يتجاهل تلك المشاعر التى ترهق قلبهُ"
أنا عندي معاد مهم هـروحه'و'هـرجع متاخر نامى متستننيش'و'متخفيش «فارس» أخويا فى البيت'
مش قولتلى إنك مش هتسبنى"
هتفت بنظرة عفويه يملئها الوم'فـتنهدا برسميه بحته"
قولتلك ما تتعلقيش بيا'و'الا تركزي معايا'أحنا أتجوزنا عشان سبب مُعين'و'بمجرد مالشهرين يعدو هنسيب بعض'
القى بسمومه حديثهُ بجسدها'و'سارَ للخارج تاركها تتراجع للجلوس على فراشها بحزنً'
ـــــــــ
'و'بعد ساعه بشقة «نهى» كانت تجلس على الفراش برفقته'و'هـو يدخن سيجارتهُ"
احله حاجه أنك بتلف تلف'و'ترجعلى يا قلبي'
نظرا لها بجفاء"
برجعلك عشان بفك عن نفسي'مش عشان دايب فـى هواكى بلاش تسرحى بخيالك'
إبتلعت حديثهُ الإذع تبادلهُ ببتسامه"
ما هو دا اللى بقوله أن أنا الوحيده اللى بعرف أفرفشك يا حبيبي'
إطفاء سيجارتهُ'بالمطفائه'ثمَ نزع تيشرتهُ'و'نظرا لها قائلاً "
أنا مش جاي عشان إقضيها كلام روقى عليا بلاش صداع على الفاضي'
بس كدا هـروق عليك أخر روقان'
نهضت مثل الإفعى تتلوي على عزف الموسيقى'بجسداً فاتن لكيانهُ الرجولى'فـئشعل سيجاره أخري'و'التفت لها رأها بهيئة«ريحانه» تتمايل أمامهُ بقمصهُ الإسود تعزف الحان الإنوثى بخصرها الميال بحترافية الرقص'و'ترفع بمرفقيها الصغيرين سلاسلها الذهبيه لتسقط على كتفيها مثل شلالة الذهب'فـبتعدا عن الفراش يقترب منها ببطئ حتى جاورها'و'حتوي'وجنتيها بيداه يلمسها بضراوة الشوق'يبصر بعينيها رحيق السحر العازف لكيانهُ'يمُلى عليها بسؤالهُ الإكل لقلبهُ"
إنتِ عملتى فيا إيه'سحرتينى أزي'مش فاهم إيه اللى بيحصلى'و'انا شايفك'لما بسمع إسمعى بشفايفك بحس أنى بسمع موسيقى بتأثر روحى'فـهمينى أخرت سحرك ليا إيه أنا مبقتش فاهم نفسي'
ملوش اخر يا قلب نهى'
إيقظتهُ بصوتها المتمرد'فـتصححت هيئتها بعينيه'أدرك إنهُ يتخيلها'فـالقى بالاخري بعيداً عنهُ
بغضبً من كيانهُ'و'تجها مسرعاً للحمام'يقف أمام صنبور المياه'يملئ يداه بالمياه'يصطدم بها'وجههُ عدت مرات متتاليه'ثمَ رفع عينيه يتفحص حالهُ بالمرأه'يـعاتب روحهُ بصرامه"
جرالك إيه حتت عيله صغيره تخليك متلغبط كدا'فـوق يابن «رضوان» جو النحنه دا ملكش فيه «ريحانه» هتفضل مراتك على الورق'و'بعد شهرين هتروح لحال سبيلها'فـوق بقا'و'كفياك عبط'
أمسك بالمنشفه'و'جفف وجههُ'ثمَ خرجَ «لنهى» القائله بغرابه"
إيه اللى حصلك أنا عملت حاجه ضيقتك'
حملها بين ذراعيه يسير بها للفراش "
لاء معملتيش إنتِ مروقه عليا أوي'و'جه دوري عشان اروق عليكى"
إنحنى بها للفراش'يسكنها ذراعيه ليقضى معها الليل'و'معا مرور الدقائق برفقتها على الفراش، كلما خطرت «ريحانه» على عقلهُ حاول أخراجها بالغوص أكثر معا «نهى» بفراشها الذي يشهد على قربهم'كانت السبيل الوحيد لهُ ليهدم مشاعرهُ المتمرده أتجاه صغيره سحرت كيانهُ'
حواء_بين_سلاسل_القدر_ح_3
أديبة_الأحساس_العازف_لادو_غنيم
ــــــــــ
خرجت حواء من ضلع أدم لتتأنس برفقتهُ'و'مرا الزمن'و'القرون لياتى قرنً جديد يشهد على ميلاد حواءً صغيره'بالدنيا لا تفقه شيئاً حتى القى بها القدر لسرداب الرچال تسعى لتنشئ بجوار رچلاً'يهوي النساء'أصبح جدراً يأويها من
غشاوة الدنيا'🎸
إعتلت الشمس مكانها بالمساء'لتعلن عن بداية يوماً جديد'داخل شقة "نـهى" لتداعب جفون عين "جواد" النائم على فراشها عاري الصدر'فقد قضئ الليله باكملها لديها'فتحَ جفونهُ'و'جلسَ نصف جلسه'ثمَ أخرج سيجاره من علبتهُ'و'إشعلها ليستنشق دُخانها عبر صدرهُ'و'بتلك الحظه'دخلت'نهى'تحمل صنية الطعام'ثمَ'و'ضعتها على الكومود'و'قالت بُنوثى"
صباح الفل على سيد الناس'
فرك مدمع عينيه متجاهلاً حديثها"
الساعه بقت كام'؟
جلست بجوارهُ مُجيبه "
عشره'و'ربع'
إطفئ سيجارتهُ بالمطفئ'و'نهضاَ من على الفراش'مرتدي سروالهُ فقط'و'سارهَ لصينية الطعام'و'أخذَ شريحة جُبن'و'تناولها إثناء حديثهُ الجاف لها"
صحيح نسيت إقولك أنا إتجوزت إمبارح"
فزعت من فـوق فراشها بدهشه"
نعم إتجوزت'
هتفَ بذات الجفاء'بعدما وقفَ أمام المراه يهندم خصلات شعرهُ السوداء'الساقطه على حاجبيه"
أيوه إتجوزت'
صقت على إسنانها بغيره عامره بكيانها"
'و'ياتره بقا عرفى'و'الا رسمى'
رسمى'
تجحظت عينيها بحنقاً ياكُلها"
نعـــم رسمى'إشمعنا أنا إتجوزتنى عرفى'
قطب جبهتهُ بذات الجفاء دون النظر لها"
عشان إنتِ حاجه'و'هى حاجه تانيه خالص"
كلماتهُ القاسيه ذادت من حنقها فسارة إليه تسالهُ بزمجره"
'و'ياتره بقا المحروسه شكلها إيه احلى منىِ"!
لوي فمهُ بهدو الثلج"
مفيش وجه مقارنه بينكمُ'إنتِ حلوه'و'نغشه'اما هى فهاديه بس الحق يتقال زي القمر'و'أحله من القمر كمان'
إشتعلت غيرتها فصاحت بتسأول"
'و'لما هى احله من القمر سبتها ليه ليلة دخلتك'و'جاتلى'
زم فمهُ ببسمه يملئها الشوق لريحانة قلبهُ"
لو كُنت قضية الليله معاها'مكنتيش هتشوفينى تانى'
عشان كدا بعدت عن سحرها عشان أقدر أفضل زي مانا "جواد الهلالى" اللى أنتِ عرفاه'؟
رفعت حاجبها الإيسر بكراهيه"
واضح أن السنيوره بتاعتك شاغله عقلك'و'قلبك يا "جواد" باشا"مقولتليش اسمها إيه'
ميخصكيش'
هتفَ بصرامه'و'تجها للحمام'اما هى فجلست على المقعد'تتمتم بحقداً ملئ قلبها'
ماشي أنا هعرف هى مين'يا "جواد" إنسا إنى إسيبك لواحده غيري حتى لو كان فيها موتك'و'موتها'
توعدت لهُ بغضبً عما عينيها مثل الكراهيه التى عمت قلبها القاسئ"
ــــــــ
اما بشقة"سمرا" فكانت تقف أمام تختها بعبائتها الكحليه القطنيه ممسكه بـقطعة قماشً تنظف بها حواف التخت'
ياما نفسي تهتمى بيا شويه زي ما بتهتمى بالتنضيف'!
عاتبها "صلاح" الذي خرجَ للتو من المرحاض مرتدي سروالهُ الأسود' بعدما أتم أستحمامهُ'فـنظرة له بذات العتاب"
"صلاح"بالله عليك بلاش كلام ع الصبح أنا فيا اللى مكفينى'؟
قوص حاجبيه بلومً حاد"
هـو إيه اللى فيكى هـو أنا بقرب منك'و'الا حتى باجى جانبك'إنتِ ليه مشيلنى ذنب حاجه مش عارفها'فـهمينى فى إيه'
القت القماشه من يدها'و'قتربة خطوه منهُ مشحونه بالوم الحاد"
ذنبك أنك حرمتنى من كل حاجه من غير ما تحس يا"صلاح"خرجتنى من المدرسه'أتجوزتنى'و'إنتَ أكبر منىِ بتلاتشر سنه'بسببك بقيت أم'و'أنا لسه طفله'حرمتنى من كل حاجه حلوه'
إتسعت مقلتيها بـدهشه لم يكن يدرك أنها تخبئ كل هذه القسوه داخلها'لم يتصور يومً أنهُ سبب دمارها'علمَ سبب هذا الجفاء'فتنهدا بهدؤاً'يرد لها العتاب بجديه"
أنا مخطفتكيش'و'الا أجبرتك على الجواز'و'الا دمرت حياتك'أنا أتقدمت على سنة الله'و'رسوله زي ما عوايدنا بتقول'و'إنتو وافقته'إما بقا لفرق السن اللي بنا فحاجه عاديه معظم شباب'و'بنات البلد بيتجوزهُ بعض فـى نفس السن'و'هنروح بعيد ليه مالسه "جواد" ابن عمك متجوز أمبارح من "ريحانه" بنت القص'و'بردو أكبر منها بتلاتشر سنه'
شعورها بالظلم لم يسمح لها بتقبل ما يتفوه به'فستدارت'للجهَ الأخري'ترتب'و'سادات التخت بعتراضً جاف"
أنا ماليش دعوه بحد كل واحد'و'دماغهُ يا "صلاح"
حرك رأسهُ بتنهيده يأسه"
صح كل واحد'و'دماغهُ على العموم أنا رايح الشغل'و'إنتِ يابنت الناس شيلى السواد اللى جواكِ من نحيتى عشان نعرف نعيش'أنا خلاص قربت أنسي إنى متجوز'
البركه فـى البيره'و'الحشـيـ_ش، اللى مسحولك عقلك"
قطبَ جبهتهُ بحنق"
بشربهم عشان إنسي القرف'و'النكد اللى عايش فيه'
د أنا بقرب منك بطلوع الروح'و'يوم ما بتحنى عليا'و'تبقي معايا ببقي حاسس بقرفك منى'مبتبقيش طايقه لمستى'إكنى بـغتصبـ_ك'عرفتى ليه بشرب القرف اللى بتعيرينى بيه'
إبتلعت غصتها بذات الجفاء"
لاء ما فـهمتش'
'و'الا عمرك هـتفهمى طول مإنتِ مشيلنى ذنبك'
سارهَ للخزانه ليخرج ملابسهُ اما هـى فلم تهتم بكُل ما قيل'فـهى لا تراه سوا السبب الأول فـى ضياع طفولتها'و'هدم مستقبلها'
ـــــــــ
'و'بذات الوقت بمنزل "خليل" كانت "ثريا" تضع مقتنياتها بـحقيبة يدها'فدخلَ إليها"خليل"بعدما إرتدي بدلتهُ السوداء للذهاب إلى القسم"
رايحه فين مش المفروض النهارده يوم أجازتك'؟
القت بطرف عينيها عليه'ثمَ عادت للنظر بالحقيبه"
لاء مفيش أجازات بعد كدا'مستر'توفيق عندهُ ضغط شغل'و'طلب منىِ الغى الإجازات الفتره الجايه'!!
ااه'مستر توفيق'طب يا "ثريا" هانم ياريت تعملى حساب لإبنك'دا مكنش بيقعد معاكى غير يوم الجمعه'دلوقتى مش هـيشوفك إصلاً'
أغلقت حقيبتها'و'الفتت إليه تحدثهُ بذات الجفاء "
أنا مش بلعب يا "خليل" أنا بشتغل عشان أوفرلهُ كُل حاجه هـو عاوزها'
قطبَ جبهتهُ بحده"
إنتِ ليه مُصممه تقللى منىِ'ليه عاوزه تبينى إنى ماثر فـى حقكم'أنا شغال لليل معا نهار عشان مخليش، حد منكم ناقصُه حاجه'
تنهدت بهدؤً مُميت"
"خليل" بلاش خناق على الصُبح'أنا متأخره'و'لإزم إمشى'و'لـو على "أدم" فمتقلقش الداده هتاخُد بالها منُه'
يكُون فى معلومك'أنا الداده قالت من يومين أنها هتسيب الشغل عندنا يوم الإتنين الجاي عشان هتسافر بلدها'تقدري تقوليلي'هنعمل إيه بقا'
'و'الا حاجه هـتشوف داده غيرها'الموضوع بسيط بس إنتَ اللى بتحاول تكبرهُ'عن إذنك بقى لإزم إمشى'
سارة من جوارهُ'بكامل غرورها فستقبلهُ بتنهيده تسجن غصتهُ لكى لا يفعل شيئاً يـقلل من إحترام صغيرهُ له'
ــــــــ
بعد ساعه بـقسم الشرطه'دخلَ "مرعى" إلى مكتب"جواد "الجالس على مقعدهُ'فـوقف أمامهُ متسائلاً"
أنا سمعت أن ساعتك إتجوزت إمبارح'
إيوه'
إيوه يعنى تتجوز'من غير ما تعزمنى'لاء أنا واخد على خاطري منك'
يااه دا عز الطلب والله'
تنهدا بستياء"
مش فاهم ساعتك قارش ملحتى كدا ليه'
فرك جبينهُ بـتجاهل"
"مرعى" على بره'
قبل ما خرجُ'عايز إبلغك إن النسوان اللى إتقبض عليهم فـى شقه مشبوها على طريق الصعيد'إتحوله على القسم هنا'و'هُما دلوقتى بره'
دخلهُم'
ذهبَ"مرعى"و'عاده بعد دقيقه'برفقة ثلاث فتيات'يـلفون جسدهم بملائات ملونه'فـنظرا لهم "جواد" بتنهيده جافه"
إصطبحنا'و'صطبح المُلك لله'عارفين الله'و'الا عايشين للشيطان'و'بس'
قالت إحدهُم بـدلع"
للإتنين يا باشا'مش ساعتك باشا بردوُ'
لاء، شغل النحنحه دا ما بيكولش معايا يا روحمك'إظبطى عشان مظبطكيش'
هـتفَ بحده فـبتلعت الفتاه لعابها'و'عتمدت الصمت'و'بتلك الحظه دخلَ"خليل"إليه'يبوح بـغرابه"
مالك صوتك عالى كدا ليه'
متشغلش بالك قُعد'و'إنتَ يا "مرعى" أحدفهُم فـى التخشيبه'و'رحلهُم بُكرا على'وكيل النيابه'
ممكن تسمعنى'
التفتت الإعيُن إلى "ياسمينا" الفتاة الثالثه التى تقف بجوار المقعد'تستر جسدها بـملائه حمراء'و'يبدو علي وجهها'الخـوف'
جلسَ"جواد"برسميه قائلاً"
خد الإتنين دول على الحبس ياله'و'إنتِ قولى اللى عندك'
إرتجفت عينيها بـدموع الندم'و'حاولت التمالُك"
أنا إسمى"ياسمينا"بـشتغل رقاصه فـى كباريه الدلع'على طريق القاهره'بشتغل رقاصه بس'و'الله ماليه فـى الشغل الشمال'
قاطعها بـسخريتهُ الجاده"
صح ملكيش فـى الشمال'طب بالنسبه للملايه اللى ستراكِ'إيه نظامها'موضه جديده فـى اللبس'
شددة من الإحتواي بها'
لاء مش موضه'أنا فعلاً إتمسكت فـى شقه مشبوها'بس إقسملك بالله أنى مرحتش، هناك بمزاجى'أنا روحت بسبب الست صاحبة الكباريه'هى اللى غصبتنى علي كدا'و'هددتنى إنى لو مرحتش الشقه'هـتبعت تبلغ أهلى عن مكانى'
راوض"خليل"الفضول حيالها فالقى بسؤالهُ"
هـما فين أهلك'
فـى إسكندريه'المهم لما هددتنى فكرة إنى إهرب منها'بس رجالتها مسكونى'و'نزلهُ ضرب فيا بامر منها'و'إجبرتنى أروح الشقه بالعافيه"إقسملك بالله هـى دي الحقيقه'إكسب فيا ثواب'و'عتقنى لوجه الله'و'أنا أوعدك أنك مش هتشوف وشه تانى'
إشعل سيجارتهُ بتجاهل لكُل ما قالتهُ"
كل القصه دي ماليش فيها'إنتِ هتتحولى على النيابه'و'هما بقا يا اما يلبسوكِ قضية دعاره'يا اما يخرجوكِ بكفاله'
عارضتهُ برأسها بحزنً صاخب لبكاء عينيها"
لاء بالله عليك بلاش قضايه'أنا حكتلك الحقيقه'و'حياة أغلى حاجه فـى حياتك لتقف جانبي'أنا ماليش غيرك دلوقتى بعد ربنا"
ربنا برئ منك إنتِ'و'إمثالك'بلاش كُهن الحريم دا عليا مابيكلوش معايا'
تدخلَ "خليل" برسميه بعدما شعرا ببرائتها"
إستنا بس يا "جواد" أنا محامى'و'عرف أفرق بين المظلومين'و'الكدابين'و'البنت دي شكلها مظلومه'
قطب جبهتهُ بجديه"
من الأخر عايز أيه'
نظرا لهُ مدبراً أمرها"
خرجها بكفاله على ضمانتى'
فرك إنفهُ متسائلاً "
إنتَ إيه اللى يخليك تضمن واحده زي دي'؟
تنهدا برسميه لينهى الأمر"
حسي القانونى'متنساش إنى محامى'و'عارف البرئ من المتهم'
ماشي هتخرج على ضمانتك'بكفاله خمس تلاف جنيه'بس لو لمحتها هنا تانى'بالله محد هيخرجك حتى لو كان وزير الداخليه نفسهُ'!!
أومأة ببسمه أمل'اما "خليل" فبعد أن إنتهى من كافة الأجرأت'خرجَ برفقتها'بعدما أعطاها سترتهُ لتـسترها فـوق الملائه'ثمَ'وقفَ أمام القسم تناظره بأمتنان "
شكراً من كل قلبى'و'الله عمري ما هنسا وقفت حضرتك جانبي'
هتفَ مستفهماً"
أنا معملتش غير واجبى'المهم قـوليلي'هتروحِ على فين دلوقتىِ'؟
فرت دموع الرهبه من عينيها بستسلام"
مش عارفه'لو رجعت الكباريه'الست نواعم مش هترحمنى'و'لـو رجعت لأهلى هيقتلونى'
حنَ قلبهُ لضعفها'فـاخرج منديلاً'و'أعطاها إياه"
طب خُدي إمسحى دموعك'و'متخافيش'تـقدري تقعدي فـى مكتبِ الحد بكرا'و'بعدين الأموار هتتحل"
إتسعت عينيها بدهشه"
حضرتك بتتكلم بجد'!!
إيوه يا'إنتِ قولتلى إسمك إيه'؟
تبسمت بحزنً يغطى ملامحها الدافئه بالجمال"
"ياسمينا"
أومأء برأسهُ قائلاً "
"ياسمينا" تمام ياله خلينى أوصلك للمكتب'و'بكرا هبقى اعدي عليكِ'
ذهبت برفقتهُ'و'هـى تشعر بالراحه بجوارهُ"
اما بالداخل فـأتى إتصالاً "لجواد" من مأمور القسم"
إيه اللى عملتُه دا يا حضرة الظابط'؟
ضيق عينيه متسائلاً "
خير يا فندم عملت إيه'
إنتَ أزي تحبس "إسلام" إبن "همام الضلعى"
تنهدا بحنقً"
زي أي ظابط بيحبس مُجرم'و'الا هـو أحنا فتحنها لوكانده'و'أنا مش عارف"؟
هتفَ المامور بغضبً"
أتادب'و'إنتَ بتتكلم يا حضرة الظابط'اما بالنسبه"لأسلام"فـيخرج حالاً'
نهضَ'و'الغضب يملئهُ'فقاله ببعض الرسميه"
أوامرك يا فندم إعتبره خرج'؟
إغلق الهاتف'و'دلفَ للخارج يصيح بزمجره"
"مرعى" إنتَ يا زفت يا "مرعى"
إتى إليه راكضاً بـقلق"
تـحت امرك يا "جواد" بيه'
سالهُ بحنق"
العيل اللى "إسلام ابن همام" خبطوا جراله إيه"؟
الواد بخير فى المستشفى'كل الحكايه دراعهُ'و'رجليه إتكسروا'
فرك لحيتهُ بتوعد يُخفى مكرهُ"
بس كدا طب بسيطه'أمشي خرجُ من التخشيبه الواد برأه'
حاضر يا باشا"؟
سارهَ"مرعى"فـتجه "جواد" للخارج'و'ركبَ سيارتهُ'و'ظلَ منتظراً لبضع دقائق'حـتى خرجَ "إسلام" من القسم'فـشغلَ مُحرك السياره'بـقولاً غاضبه لما حدث"
مدام هتخرج منها من غير حساب'فـخد بقا حسابك بنفس عملتك الوسخـ'ه'إنتَ مش أحسن من اللي خبطهُ بعربيتك يا إبن "همام"
قاد السياره إتجاه"إسلام"الذي تفاجئ بـقدوم السياره إليه فتسعت عينيه برهبه'و'قبل إن يتحرك'صدمهُ بالسياره'فـوقعَ على الإرض على بُعد متراً من السياره'يصرخ بتألم فقد إنكسرت ساقهُ اليُسرا'فـركضَ البعض إليه'اما "جواد" فـنزلا من السياره'و'ساره إليه'حتى أصبح أمامهُ'ثمَ جلسَ نصف جلسه'يناظرهُ بعين تلونت بالسواد الكاحل النابع من إعماق الجسد"
بلغ أبوك'أن اللى خبطك بالعربيه أسمهُ"جواد رضوان الهلالى"قـوله كدا كل واحد خد حقهُ'بما أن أبوك أيديه وصلت للمامور'و'نجتك من الحساب'فـانا بقا اديتك الحساب بنفس الطريقه'إنتَ خبط الواد: و'كسرتله إيدهُ'و'رجلهُ'و'أنا خدت للواد حقهُ'و'كسرتلك رجلك'احنا كدا خالصين يا نانوس عين إبوك'بس خلى فى علمك المره الجايه'بالله لـهكون كسرلك رأسك'و'رأس أبوك لو خبط حد تانى'!!
نـهضا شامخاً بكبريائهُ الأئق عليه كثيراً'و'سارهَ للسياره'يركبها ليغادر المكان'
ـــــــــــــ
عاده "جواد" إلى بيت أبيه'و'صعدا الدرج'و'سارهَ إلى حجرتهُ'و'فتحَ الباب'و'تدلى للداخل'فـوجدها تـقف أمامهُ بـعبثً'فضيق عينيه بسؤالهُ أثناء أغلقهُ للباب"
مالك شكلك مضايقه'
لوت فمها بذات العبث"
أنتَ كُنت فين'و'سايبنى لوحدى'تـعرف أن النور قطع أكتر من ساعتين'و'فضلت قاعده بعيط من الخوف'عشان بخاف من الضلمه'؟
تزامحت غصه بقلبهُ'بقلقً عليها"
معلش كان عندي شُغل مُهم'المهم أنتِ كُويسه'
أومأة ببسمه هادئه'فـتفحص قميصه التى'مازالت ترتديه"
غيري القميص دا'و'تعالى معايا هنروح نشترليك لبس جديد'
إتسعت مقلتيها برهـبه'تبوح بلبكه"
إيه هـخرج لاء هخاف'
قطب جبهتهُ مستفهماً"
هتخافى من إيه'
بلعت لعابها بربكه أكثر"
من الشارع'أنا متعودتش إنى أخرج'
إدرك أنها تشعر بالرهبه من ذلك العالم الذي لم تتعرف إليه بعد'فقتربا خطوه منها'و'إمسك بيداها يحتويهما بقبضتيه الكبيرتين'تزامناً معا نظرتهُ الدافئ لعينيها"
متخفيش من حاجه طول مأنتِ معايا'و'بعدين أنتِ مش كان عندكم تلفزيون'و'بتشوفى الناس'و'الاماكن'و'الشوارع'إعتبري نفسك دخلتى جوه التلفزيون'و'إندمجى معا اللي هتشوفيه من غير ما تخافى'
ضيقت عينيها بعفويه"
يعنى ابقاِ بطلة فيلم'و'أنتَ البطل بتاعىِ'
خفق قلبهُ بدفئ الرياح المحلقه بـاعجابً يسكن الروح'فتحمحم ببعض الرسميه مبتعداً عنها"
حاجه زي كدا'و'ياله بـقا أمشي غيري لبسك'و'البسي لبس أمبارح'و'الطرحه'و'خلينا نمشي'
حاضر'
هتفت بهدؤً'و'سارة من جوارهُ'لتبدل ملابسها'اما هو فخرجَ متجهاً'لحجرة أخيه'و'دق الباب فأذن لهُ"فارس"بالدخول'فدخلَ يناظرهُ بجديه"
أخبارك إيه :!
وقفَ أخيه بأحترامً "
تمام الحمدلله'أنتَ كُنت فين'؟
دخلَ'و'جلس على حافة الفراش قائلاً "
كُنت عند "نـهى"
جلس أخيه أمامهُ مضيق عيناه بـغرابه"
"نهـى" أنتَ لسه على علاقه بالبنت دي'
فرك عنقهُ بجفاء"
"نـهى" مراتى'و'الا نسيت"؟
تنهدا بجديه"
لاء منستش'بس شكلك أنتَ اللى مش قادر تنسا"رحاب"عشان كدا لسه بتلجئ "لـنهى" عشان بتفكرك بيها'؟
قبض قلبهُ بذكريات قد تفتحت'تزامناً معا اكمال أخيه للحديث"
أنتَ ليه مش قادر تعترف أن "نـهى" مجرد بنت بتشبه "رحاب" نـهى"مش هى "رحاب" رحاب"سابتك بأردتها'و'قررت أنها تسافر القاهره عشان تكمل دراستها'و'تبقى سيدة أعمال'رحاب"متستاهلش حبك'فـوق بقا يا "جواد" حبك "لـرحاب" لسه مسيطر عليك'
نهضا شامخاً'و'كأنهُ لم يسمع شيئاً يسجن ألم قلبهُ بسلاسل ممزقه بـالعذاب لقلبً يتألم من العشق "
أنا خارج و'معايا "ريحانه" هنشتري، شوية حاجات'لـو احتاجة حاجه ابقا كلمنى'
حاول السير'فـوجدا اخيه يعارضهُ بحديثً صائب"
أنتَ مش بس اخويا الكبير'أنتَ أبويا'أنتَ اللى ربتنى'و'كبرتنى'أنتَ اللى راعتنى من لما ابونا'و'اُمنا ماتوا'و'أنا عندي تلت سنين'أنا موعتش عليهم يا "جواد" أنا وعيت عليك أنتَ كُنت أبويا'و'أخويا'و'صحبى'أنتَ'كل حاجه ليا'و'أنا ميرضنيش'أشوفك بتتعذب'و'ماشي فى طريق الحرام'وأقف ساكت'
عشان خاطر أخوك سيبك من "نـهى" جوازك منها باطل'و'سيبك من حبك "لرحاب"لأنها بقت مجرد ماضى'أرجع تانى صلى'و'صوم'د أنتَ اللى علمتنى الصلاه'و'الصيام'كُنت أمامى' عارف أنك بطلت صلاه'و'صوم'و'رسمت وشم'و'أتجوزت عرفى'عشان ربنا مستجبش لدعائك لما دعتله كتير أن" رحاب"تتراجع عن قرارها'و'تفضل هنا معاك'و'تتجوزك'،ربنا ما بيتعاقبش أنتَ كدا مش بتعاقب ربنا أنتَ بتعاقب نفسك'ليه متقولش أن الله اعز'و'جل'مستجبش لدعائك عشان "رحاب" متستاهلكش'أو مثلاً جوازك منها كان هيبقى فيه مشاكل أو إبتلائات أنت كعبد ما تتحملهاش'
أستقبل حديث أخيه بتنهيده عميقه'سجنت تلك الكلمات بجوف القلب المأثور بـالخذلان'الحانق للأوتار'لـيخض الشريان دمائاً ملوثه بـحزن الألم''و'قاله بجموداً"
ركز فى شغلك يا "فارس" أنا مش هتاخر شويه'و'هرجع'
تدلى إلى الخارج'فـوجدها تـقف بجوار بابها مرتديه ملابس البارحه'و'الحجاب'فلم يتحدث إليها'و'إكمل سيرهُ فعقدت حاجبيها بـغرابه'ثمَ سارة خلفهُ'حتى خرجت من باب البيت'و'ركبت برفقتهُ السياره'فقادها لخارج البيت'متجهاً إلى الـسوق'
ـــــــــ
بعد ساعتين'كانت تسير"ريحانه"برفقة "جواد" تتشابك أصابعها بأصابعه. تشعر'بالرهبه'من هؤلاء البشر'و'البائعون المتجولين من حولها'حتى'دخلت برفقتهُ لمحل ملابس محجبات'كانت به فتاة بـمنتصف العشرنيات'تقف بجوار كومود النقود"
أهلاً'و'سهلاً يا ترا الأنسه بتدور على حاجه مُعينه'؟
سألتهم ببسمه'فلم تُجيب"ريحانه"فقاله"جواد"
نيابتاً عنها"
عايزك تشوفلها لبس مناسب لجسمها'و'فى نفس الوقت يبقى واسع'و'محتشم'
أقترحت الفتاة ببسمه"
طب لو بنطالون'و'فوقيه شميز أو بلوزه طويله ينفع'و'الا ايه"؟
عارضها بجموداً "
أنا عايزها بنت مش بنت متشبها بالولاد'البناطيل'و'الشغل دا للرجاله'البنات ليهُم لبس يستر عورتهم بحشمه مش يظهرها لكل خلق الله'شوفيلها عبايات'و فساتين تنفع للبيت"؟
تحمحمت الفتاة باحراج'
حاضر يا فندم تحت أمرك'اتفضلى يا أنسه معايا
نظرة لهُ بخوفاً'فـربت علي يدها بدعماً جاد"
امشي معاها اختاري اللى يعجبك'أنا هستناكى هنا'عشان فى جوه حريم'مينفعش اخش أتلازق فيهُم'
حاولت الإسترخاء'و'التمالك'فتركت يدهُ'و'سارة برفقة الفتاة'اما هـو فلم تفارق عينيه'فظلا يراقبها حتى أنتهت من شراء ما تحتاج إليه'فـتجه للفتاة'و'أعطاها حق المشتريات'
'و'خرجَ من المحل برفقتها'و'هى تحمل أكياس ملابسها الجديده'و'سارهَ إلى السياره'و'أخذ منها الاكياس ثمَ وضعها بالأريكه الخلفيه'ثمَ نظرا
لها قائلاً برسميه"
خلينا نروح نجبلك كوتش'و'كام سندل'و'شباشب للبيت'و'الطُرح'
أوماة دون اعتراص'فأمسك بيدها من جديد'و'سارهَ لأحد محلات الاحذيه'فدخلَ'فستقبلهُ شاباً يصغيرهُ ببعض الأعوام"
حريمي'و'الا رجالى يا برنس'
حريمى'بس متتعبش نفسك أحنا هنختار'
هتفَ برسميه بحته'فقاله الشاب"
زي ما تحب المحل قدامك'!
دخلَ برفقتها'يتفحصون الأحذيه النسائيه'فسالها مستفهماً تزامناً معا فحصهُ للأحذيه"
بتلبسي مقاس كام"
هتفت بهدؤً كالمعتاد"
مقاس'٣٧'
لوي فمهُ برسميه "
٣٧ على كدا سندريلا'
لوت فمها بعفويه'اما هـو فبدأ بختيار الأحذيه بمشورتها'و'تجهوا للشاب يعطوه ماتم اختيارهُ فسألهم مستفهماً "
هى الأنسه قاستهم'
قطبَ جبهتهُ بصرامه"
لاء، مقاستش'!
طب مش تقعد'و'تقيس اللى أختارتهُ بدل ما يطلع المقاس كبير علي رجليها"
احنا بنحب المقاسات كبيره'شوف سعر الحاجه كام عشان مستعجلين'
تحدثَ ببروداً'فتحمحم الشاب بجديه"
تمام زي ما تحب ثوانى'و'تبقي الحاجه جاهزه'
غلف الشاب الأحذيه'و'اعطا العُلب داخل الأكياس "لجواد" فاعطهُ النقود'ثمَ ذهبَ للسياره'و'عادو للسير يبحثون عن محل للأحجبه'و'أثناء سيرهم أوقفهم طفلاً صغير يحمل الكثير من البالونات الملونه"
تشترو بلونه بخمسه جنيه بس"
شعرت بالعطف حيالهُ'فتركت يد"جواد"و'جلست نصف جلسه لتصبح بطولهُ"
أنتَ معاك كام بلونه'؟
هتفَ ببسمه"
عشرين واحده تاخدي واحده'؟
أوماة ببسمه'فـاعطها بالونه ورديه قائلاً بعفوية الصغار"
دي حلوه أوي شبه لون خدودك'
إتسعت شفتيها ببسمه اطلقتها لصغيراً بائع بالشوارع"
تعرف هى كمان شبه خدودك أنا'و'أنتَ زي بعض'
أقتربه'منها يقبل وجنتها فـعانقتهُ بمحبه إلإهيه'قائله"
أسمك ايه بقا
"كريم"
خرجت من عناقهُ تناظرهُ بسؤلاً"
أسمك حلو أوي فين بباك'و'مامتك'
عقدا ملامحهُ بحزناً"
معرفش أنا معرفش حد غير الراجل اللى بيدينى البلالين عشان ابيعها'
ملكش اهل طب بتنام فين'
فى مدخل البيت بتاع صاحب البلالين'
شق الألم قلبها'و'غزت الدموع عينيها'و'نهضت تناظر "جواد" بعفويه"
حرام ملوش أهل'هـو احنا ينفع ناخده معانا'
قطب جبهتهُ بغرابه"
ناخدُه معانا فين"ريحانه"استهدي بالله'و'شوفى عايزه كام بلونه عشان نمشي'
أخفت دموعها بحزناً"
كُل البلالين"!
تنهدا بجديه"
ماشي'
اخرج مائتين جنيه'و'اعطاهم للصغير قائلاً "
خد'و'خلى الباقى عشانك'
اخذ المال'و'اعطاها البلالين'فامسكتهم'و'عاودت اعطائهُ واحده ورديه"
اتفضل دي منى ليك شبه خدودك عشان تفتكرنى'
أخذها الطفل بسعاده'فقالت بسعاده مثلهُ'
ايه رايك لو توزع معايا البلالين على الأطفال"
اوماء الصغير'فسارهَ أمام"جواد"يـوزعواً البلالين على الأطفال البائعين للورود'و'المناديل'و'غزل البنات'كانت مثل الحوريه العفويه بينهم'تتنقل بتناغم من صغيراً إلى اخر ترسم الفرحه على'وجوههم'تتبادل معهم الضحك النابع من القلب الذي يشبهُهم كثيراً'التفوا حولهم الصغار ياخذون منها البلونات'ثمَ أمسكوا بيدها'و'بدأو يلتفون بها'و'كلن منهُم يحمل بالونتهُ مثلها'هيئتها بعينيه تشبه فراشه مزخرفه بأبهى الألوان الإلإهيه'تطير بتناغم لتسرق حواسهُ بعفويتها المحلقه بسماء كيانهُ'حتى أنتهت من تلك المه الحيويه بالحب'و'سارة إليه ببالونتها تتنفس بلهفه مندمجه ببسمه راقيه"
شوفت الأطفال فرحوا أزي أنا مبسوطه أوي بيهُم'
فاقه من سحرها'على انغام صوتها العزب'ففرك مدمع عينيه قائلاً "
شكل كدا مفيش محلات للطُرح هنا'خلينا نروح'و'هبقى إبعت لسمرا تجبلك من المحلات اللى تعرفها'
اومأة مطاوعه إياهُ''و'كادا يتحركاً لكنهما سمعا صوت صريخً'فلتفى فوجدا"كريم"ممدداً على الأرض فاقداً للوعى'
فركضت "ريحانه" إليه'و'جلست على عقبيها أمامهُ'تحمل رأسهُ على يدها'تزامناً معا هتافها القلق"
"كريم" مالك"فوق يا "كريم'!!
تقدم منها" جواد"و'جلس نصف جلسه يتفحص الصغير"
شكلهُ داخ من الشمس'
نهضت به تضمهُ لصدرها تناظر الأخر بعين أمتزجت بدموع الحزن"
أنا مش هسيبُه هنا خلينا ناخدُ معانا عالبيت'نطمن عليه'و'لما يفوق'نبقى نرجعوا من فضلك'عشان خاطر أغلى حاجه عندك وافق'
فرك جبهتهُ بستسلامً جاد"
ماشي لما أشوف أخرتها معاكى'
حملا الصغير عنها'و'تجها للسياره'ليعودا للبيت'
ـــــ
بعد ساعتين من جديد'كانت تجلس"ريحانه"بمفردها بالحجره'و'بجوارها "كريم" فمازله يغفوا بعدما اتضح لهم أنهُ يعانى من ضربة شمس'اما "جواد"فقد ذهبَ ليجلب للصغير دواء'و'بتلك الأثناء'سمعت" ريحانه"صوت "غوايش" يملئ المكان من الخارج'فنهضت من جوار الصغير'و'تدلت إلى الأسفل'حتى وصلت إلى الباب'و'فتحتهُ'فـستقبلتها"غوايش"بالبكاء"
الحقى يا "ريحانه" أبوكىِ معرفش إيه اللى جراله'
أندب الخوف بقلبها'فـصرخت بتسأول"
مال بابا في إيه'!!
أبوكى عمال يكح الحد لما جاب دم'مش عارفه'اعملهُ إيه"؟
بابا حبيبي ياله خدينى عندهُ'
هتفت بلهفه'و'كادت تذهب'لكنَ"فارس"نزلا على الصوت قائلاً بستفهم'تزامناً معا إقترابهُ منهُما"
ايه الصوت دا'و'أنتِ يا "ريحانه" رايحه فين'!
أرتجفت ببكاء الخوف"
بابا تعبان'و'لازم أروحلهُ دلوقتي'
سالها بجديه"
"جواد" يعرف أنك خارجه'؟
لاء ميعرفش:
طب استنى لما أتصل بيه'و'أعرفهُ'
عارضتهُ"غوايش"بحده"
هو دا وقتهُ بتقولك أبوها بيموت'و'يمكن متلحقش تشوفُه'
أرتجفت تزامناً معا هطول دموعها المرتعبه"
لاء أنا همشي'مش هستنا حد أنا عاوزه أشوف بابا'؟
طب خلاص اهدي خلينى أروح معاكى'و'فى السكه ابقى اكلم "جواد"
هتفَ برسميه'و'سارهَ برفقتهم'و'أخذهُم بسيارتهُ'
ــــــ
"و" بعد ساعه عاده "جواد" للبيت فلم يجد أحداً غير الصغير'فحذف الأدويه على الاريكه'و'أخرج جوالهُ'و'تصلا علي أخيه فلم يُجيب فعاود الأتصال عليه مجدداً فلم يُجيب'مما جعلُ الخوف يراوضهُ'فـاسرع بالخروج من البيت'و'ركبَ السياره'و'قادها للبحث عنهُم'تزامناً معا معاودة الأتصال'ظلا يبحث عنهُما حتى عثرا'على سيارة أخيه بجوار أحد الأشجار'فنزلا سريعاً من السياره'يتفقد المكان بعينيه'و'على أذُنهِ الجوال يُجري أتصالاً عليه'فـسمعا صوت رن جوال أخيه يأتى من وراء الأشجار'فبداء بالسير وسط الزرع 'و'كلما خطا خطوه'أقتربَ الصوت منهُ أكثر'حتى خرجَ من بين الزرع'ليتفاجئ بمشهداً لم يتوقع أن يراه حتى فى أسوء كوابيسهُ'
رائه أخيه قتيلاً تسبح من حولهُ الدماء'و'بجوارهُ تجلس'ريحانه فى حاله من الصدمه بدموعاً أمتزجت بدماء "فارس" 'و'بيدها سكيناً حاده يغرقها دماء أخيه'
#حواء_بين_سلاسل_القدر__ح_4
#أديبة_الأحساس_العازف_لادو_غنيم
ــــــــ
جميعاً نمتلك جراحً مثل الأصداف تقيدنا 'تجعلنا أجساد بلا قلوب فالقلوب أصبحت أسيرة سلاسل الجراح بلونها الأسود الممزق لكيان أرهقتهُ الأيام'نصيباً من الجراح يضاهى نصيباً من السعاده'فـ يقلوباً لا تيأسي ستاتى الحظه التى تتفكك الأصداف'و'تتلاشي السلاسل من حولكِ لتنعمى بالسعاده الغائبه'✍🏻
ـــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺"
ــــــــــ
"
رأه أخيه قتيلاً تسبح من حولهُ الدماء'و'بجوارهُ تجلس'ريحانه فى حاله من الصدمه بدموعاً أمتزجت بدماء "فارس" 'و'بيدها منجلن حاد يغرقهُ دماء أخيه'فـَسرع بالركض'و'الجلوس بجوارهُ يتفقد نبض يدهُ'فـشعرا بنبضاتهُ أسفل أبهمهُ. فـسقطط الدموع من عينيه بتنهيده أخرجت معها خوفهُ القاتل علي أخيه' انحنى يقبل جبينهُ بـخفقات قلب تـمزق أوتارهُ'أحترقت أجوافهُ بـوجعاً يكسر عظامهُ تزامناً'رفعَ جسد أخيه يضمهُ لصدرهُ تزامناً معا كلماتهُ ذات البحه المرهقه بالخـوف الباكى"
متخفش يا حبيبي أنا جانبك'أنا "جواد" أبوك يالا أوعى تسيب أبوك لوحده في الدنيا 'و'تمشي'أنا ماليش غيرك'انا عايش عشانك
يا خويا'
حملَ أخيه بين ذراعيه'و'نهضا مسرعاً للسياره'ثمَ وقفا أمام الباب الخلفى للسياره يـُصيح بغضبً"
"ريحانه" تعالى أفتحى الباب بسرعه "فارس" دمه بيتصفا'
أرتجف جسدها بـرهبه مما يحدث حولها'و'نظرة إلى طلتهُ المـُرغبه لكيانها'و'هـى ترا دموعهُ الجشه تتساقط علي وجهاً حاد بالصرامه'فـنهضت سريعاً'و'ركضت إليه'و'فتحتهُ لهُ فـوضع أخيه 'و'أغلق الباب بأحكامً عليه'ثمَ أمسك بذراعها'و'سارهَ بها للأمام'و'فتحَ لها الباب'و'ادخلها ثمَ أغلقهُ عليها'و'تجهاَ مُسرعاً لمقعدهُ لـيقود السياره بـاسرع سـرعه يستطيع التحكُم بها متجهاً لأقرب مشفى'
ـــــــــــــــ"
"و" بعد ساعةً تقريباً'بـالمشفى خرج الطبيب من حجرة العمليات'فـاسرع "جواد" بالوقوف أمامهُ يسألهُ بندفاع يأكُل قلبهُ من شدة خوفهُ عليه"
طمنى على "فارس" عايش صح'
ربت الطبيب على منكبهُ ببتسامه مشرقه"
صح"فارس"بخير الحمدلله'
عادا الأمان إليه بكلماتً كالدواء لـقلبهُ المتألم'و'
نفخ هواء جوفهُ الساخن بالخلا'تزامناً معا مسح عرق جبهتهُ"
طب حالتهُ إيه طمنى عليه'
عدا مرحلة الخطر'اصابتهُ بالمنجل مخترقتش بطنهُ بالكامل'و'دا من أسباب نجاتهُ'هـو حالياً أتنقل للغرفه بتاعتهُ'و'كلها ساعات'و'يـفوق من البنج'
تمام'
بس ياريت يا "جواد" باشا تعمل تحقيق في الموضوع لأنها شبه جريمة قتل'و'أنا مردتش أتصل بالشرطه بوجوك ساعتك ظابط'و'اللى جواه دا أخوك'و'من الأفصل أنك أنتَ اللى تحقق في الموضوع بنفسك'
أومأه برسميه'فغادر الطبيب'اما هـوَ فـستدارَ ينظر"لـريحانه"بعين ضيقها بشراسه'و'سارهَ إليها'حتى توقف أمامها يـُلقى أسئلتهُ عليها "
إيه اللي خرجكم من البيت'و'مين اللى عمل كدا فـى "فارس" أنتِ شوفتى كُل حاجه بما إنك كُنتِ معا'قـوليلي مين اللي عمل فيه كدا !!'
رفعت عينيها الـتى تُشبه حُمرة الـفراوله الداكنه'و'نـهضت تناظرهُ بـقلب يرتجف خوفاً تزامناً معا نطقها لتلك الكلمات التى تشبه الفيضان الذي، سيغرق حياتهما"
"ياسر"
قطب جبهتهُ مستفهماً "
"ياسر" مين؟
جـوزي'
تجحظت عينيه بـشراسه يحتويها الـذهول'مما صرحة به'فـقبض علي مرفقها بـقوة كادت تكسرهُ'"
جوزك أزي أنتِ بتقولي إيه'!!
أرتجف كامل جسدها من شدة إلم مرفقها'و'بشراسة ملامحهُ'فـحاولت التحدُث ببكائاً لم يكُف عن الهُطول'تزامناً معا صوتها المرتجف"
من سنه'أتقدملى شاب أسمهُ"ياسر"تبع مرات أبويا'و'خلونى وافقت عليه'و'كتب عليا سوري زي مانت ما عملت'جوازي منُه كان فـى السر عشان عائلتُه كبيره'و'كان لما بيحب يقعد معايا كان بيجيلى بيت بابا يبات معايا يوم أو أتنين'بس كان عصبى'و'دايماً بيقولى أنتِ طالق'الحد. لما طلقنى بالتلاته'و'عشان نرجع لبعض قالى أنى لازم أتجوز واحد غيرهُ مُحلل'عشان كدا أتجوزتك'
أرتجف جسدهُ ببسمه يملئها الحنق'لـم يكُن يصدق أنهُ مُجرد ورقه فـى لعبتها'فـشدد من قبضتهُ عليها يبوح ببحه يملئها الـتوعود"
يعنى "ريحانه" هانم طلعت متجوز'و'مطلقه'و'وخدانى كوبري عشان ترجع لحبيب القلب "ياسر"
أنا أسفه'مكنش قصدي أزعلك'هـُما فـهمونى أن جوزنا عادي'و'لما تطلقنى هـقدر أرجع "لياسر" حبييي'
عزفت الكلمه بلحن الإلم على أوتار قلبهُ لتُعلن أنكسارهُ للمره التانيه'لكن تلك المره الأنكسار هشـهش رجولتهُ مما جعلهُ يـُفرغ غضبهُ بصفعة لـوجنتها اليسار'جعلتها تنزف من فمها'و'أنفها'تزامناً معا إرتمائها علي المقعد'و'هـى تشهق بالم باكى'تزامناً معا صرامتهُ الجـشه"
حبيبك إيه'أنتِ مفكرانى هـسيبك ترجعيلهُ'أنا مش كوبري يا روحمك عشان تعدي من عليا'بالله يا "ريحانه" لـهوريكى اللى عمرك ما شوفتيه حتى فـى كوابيسك'و'الكلب اللى كُنتِ متجوزاه أنسي أنى أسيبك لى'حتى لو فضلت سايبك زي البيت الوقف'و'الا طيلنى'و'الا طيله'
عارضت بحركه رأسيه مرتجفه بـخوفاً"
لاء أنتَ قولتلى أنك هتتجوزنى لمُدة شهرين'و'بعد كدا هـطلقنى'
جذبها من منتصف ذراعها بـحده أكثر"
دا لما كُنت مفكرك بريئه'و'على نياتك'بس طلعتى تربية "غوايش" الغازيه اللي فتحها عالبحري لكُل رجالة البلد'و'مشاء الله عليكِ طلعتى أوسخ منها'كُنتِ متجوزه فـى السر'و'لما الكلب اللي معاكِ طلقك بالتلاته'قـررتى أنك تتجوزي واحد مُحلل مُغفل تقضيلك معا كام يوم 'و'يطلقك عشان تقدري تتجوزي الكلب بتاعك تانى'بـس حظ أمك الأسود أنهُ وقعك معا"جواد ابن رضوان الهلالى"اللى هـيوريكى يعنى إيه اللي بيحصل للشخص اللي بيحاول يلعب عليه'مش أنا اللى ابقا مُحلل يابنت القص'طلاق مش هطلق حتى لو شوفتك بتموتى تحت راجلى'
أندفعت تقول بـقلقاً"
"ياسر" مش هـيسبنى ليك'هـو بيحبنى'و'أنا كمان بحبهُ'و
قاطعها بصرامه حاده"
أخـرسي خالص يا تربية "غوايش"وسختك تخفيها عشان مقطعش لسانك'بالله لـو سمعتك بنتطقى حاجه عنهُ هـحدفك فـى بئر ملوش ئرار عشان تعفنى عشان العفانه لايقه أوي على'و'ساختك'من الحظه دي أعتبري نفسك بقيتى مسجونتى'و'سجنك مش هيخلص مهما عملتى أنتِ'و'المحروس بتاعك'
نزعَ إنجذابهُ لها من جدور قلبهُ'و'كانهُ لم يراها من قبل'اما هـى فلم تـكن تستطيع فعل شئ سوا الخوف الذي باتا يأكُل جسدها'
قتل" فارس"لـيه أنطقى'
عاود السؤال بـصرامه'فـرتجفت تُجيبهُ بـلبكه"
هـحكيلك اللى حصل'
ضيق عينيه مثل الذئاب يتلهف لـسماع ما ستروي علي أذنيه'فـذاد خوفها الذي باتا يـظهر علي هيئة أرتجاف يـكبل جسدها'فـاصبحت على موعد لتذكر ما حـدث منذ عدة ساعات'
"حدث فـى وقتِ مضا"
تجلس"ريحانه" بالمقعد الأمامى المجاور "لفارس" بسيارتهُ المتجها لـبيت أبيها'مـنغمسه فالبكاء خوفاً من يحدث له مكرهُ'و'بين الحظه'و'الأخري ظهرة سياره "Gb" سوداء'أعترضت طريقهم'مما جعلا "فارس" يوقف سيارتهُ بالحظه الأخيره قبل أصطدامهُ بها'و'التفت يتفحص بعينيه زوجة أخيه خوفاً من أن يكون قد حدثَ لها مكرهُ
"أنتِ كويسه !!
اومأة بـرهبه مما حدث'فـلتفت'و'نظرا" لغوايش"الجالسه بالمقعد الخلفى'فـرئها بخير'فـستدار للأمام ينظر عبر الزجاج للسياره السوداء'التى خرج منها رجُالين ضخمين يـرتدون بدل سوداء'و'نـظرات بذات الون'يراهم يـقترباً من سيارتهُ فـأسرع بالخروج لهم'فـستقبله أحدهم بـضربه قويه علي رأسه بـمواخرة السلاح'فـسقط فاقداً للـوعى'رأت "ريحانه" ما حدث بعين إتسعت بـرجفه جعلتها تخرج خوفها بصرخه هزت كيانها'
متصواتيش كدا'دول رجالة"ياسر"بيه'
هتفت "غـوايش"لـتطمئنها فراوضها فـضولها المُخيف أكثر"
"ياسر" هـو بيعمل إيه هنا'؟
"أبوكى مش عيان'و'الا فيه حاجه أنا عملت التمثليه دي كلها عشان" ياسر"بيه وصل'و'كان عاوز يشوفك'و'لما اخوه "جواد" صمم أنه ياجى معانا'بعت للبيه رساله عشان يعمل حـسابُه'
صـرحت بما تخفيه'فـخرجة "ريحانه" من السياره دون أن تنطق بأي كلمه'و'سارة إلى "فـارس" بـقلقً'فـوجدة الحارس يـمسك بيدها ياخذها للسياره السوداء'و'فتح الباب'و'ادخلها'و'أغلقهُ'فبلعت لعابها بـرهبه'و'هـى ترا زوجها السابق يناظرها بـعين مليئه بـالمكر'
"وحشانى يا" ريحانه"إيه أنتِ مش فرحانه عشان شوفتينى'
تمتمت بـعفويه مندفعه بـلوم"
لاء مش فـرحانه عشان الراجل اللي بيشتغل عندك ضرب "فارس" و هو أصلاً معملوش حاجه عشان يـضربُه'
قطب جبهتهُ مستفهماً بمكراً"
ما يـضربه أنتِ مالك إيه اللي مزعلك'؟
هتفت بعبث"
عشان هـو طيب'و'معملش حاجه تزعلنى'و'بـعدين "جواد" لـما "فـارس" هـيحكيله هـيزعقلى أنا'!!
أهتزا ببسمه بارده"
لاء متقلقيش مـش هيزعقلك عشان مش هـيعرف أن رجالة جـوزك السابق هما اللي عمله كدا'
ظهرا الحزن عليها فلوت فمها بعتاب"
هـو أنتَ مش هترجعلى بقا مش قولتلى لو أتجوزتى راجل غيري محلل هقدر أتجوزك تانى بعد ما يطلقك'
أحتضن وجنتها اليسار بيدهُ'يخدرها بسحر كلماتهُ الهادئه"
فعلاً قولتلك كدا'و'لسه عند وعدي عشان كدا جاتلك عشان أعرف ايه اللي حصل بينك أمبارح'أنتِ'و'جواد"عملتى اللي قـولتلك عليه'و'خـلتيه يـقرب منك'
قوصت حاجبيها بتسأول"
أيوه أنا عملت زي ما كُنت قايلى'لـبست لبس قصير'و'واقفت قدامهُ بـس هو خرج'و'سابنى لـوحدي'مش عارفه ليه
فـرك انفهُ بـضيقاً فـسالتهُ بـعبث"
هو أنتَ عاوزه يـقرب منى ليه'
عشان أقدر أتجوزك تانى'لأزم يـقضيى لليله معاكى'
تذكرت ما أخبرتها بهَ "غـوايش" عن مفاهيم لليلة الحب'فـتلونت وجنتيها بـحمرة الخجل تسألهُ"
بـس اللي مرات أبويا حكت هـولي عشان أعمله معا"جواد"حاجات غريبه'و'باين أنها قليلة الأدب'أنا هـتكسف أعمل كدا معاه'
قالهُ بدم بارد"
لاء ما تتكسفيش لأزم تعملى اللي طلبته منك'عشان نقدر نـرجع لبعض'
حـاضر'هـعمل كل اللي بتقولي عليه'عشان احنا بنحب بعض مش أنتَ قـولتلى أن أنا'و'أنتَ بنحب بعض'؟
سألتهُ بـسطحيه لم تكن تدرك حتى معنا الحب'و'مشاعر الحبيب'فـهى تمتلك من الجهل ما يـجعلها مـثل الطفل الصغير الذي يلقنه الناس الكلمات منها الحسنه'و'البذيئه فـيرددها دوأن يدرك ما معناها الحقيقي'هذا ما يحدث معها تماماً يلقنها"ياسر" الـكلمات'و'المفاهيم الخاطئه لـترددها'و'تعيشُ بها دوان أن تعرف المعنى الحقيقي لها'_نظرا لـها متمتماً بـهدؤ يـلقى ماتبقي لديه "
طبعاً بنحب بعض أنا بحبك'و'أنتِ مش بس بتحبينى'و'متقدريش تـعيشي من غيري'
زمة فمها ببسمه عفويه"
وحشتنى النومه فـى حضنك'و'أنتَ بتقرالي حواديد'
هنرجع نتجوز'و'هاخدك تعيشي معايا فـى القصر بتاعى اللي فـى القاهره'و'مش هخليكى تبعدي عن حضنى تانى'بـس عاوزك تـسمعى الكلام'و'متقوليش أي حاجه عننا "لـجواد"
حاضر "
طب ياله أنزلي روحى عند "فارس" أطمنى عليه'و'متنسيش تـخلى"جواد"يـقرب منك'و'تعملى معاه كُل اللى'غوايش"قالتلك عليه'
أوماة ببسمه'و'خرجة من السياره' فلم تجد"غوايش"و'الا "فارس" فراوضها القلق عليهما فـبدأت بالحبث عنهم حتى عثرت علي "فارس"خـلف الأشجار بطلتهُ المرعبه التى جعلتها ترتجف من الخوف'و'تسقط جالسه بجوارهُ'تـمسك بالمنجل الذي، أرتخت بيداها عليه'
"فـى الوقتِ الحاضر"
أكيد رجالة الكلب بتاعك هما اللى طعنهُ أخويا"
هتفَ بـحده فـرتجفت تنفى براسها"
مـعرفش أنا قولتلك اللي عملته معرفش حاجه تانى'و'الله"
زم فمهُ ببسمه كارها أشد من كره العرب لليهود"
اللى قـولتيه هيخلينى أعمل فـيكى اللي أنا عايزه بضمير مستريح'مـش البيه عايزك تقضي معايا لليله'ماشي هنفذ طلبه عشره علي عشره لدرجة أنه هيدينى جايزة تقدير على المجهودي اللي هبذله'لكن طلاق بـردو مش هـطلقك'ينسا أنى أرجعك ليه'تـعرفى أنا مستعد أسلمك لـعزرائيل'و'الا أنى أسلمك "لياسر"
أنتَ ليه بتكرهنى'!!
سـالتهُ ببكاء'فالقاها على المقعد بـصرامه"
لأنك متستهليش غير الكره'أحمدي ربك أنى لسه سايبك على وش الدنيا بعد اللى حكيتى هـولي'بالله يا "ريحانه" لـهخلى حياتك الجايه معايا أسود من عتمة الـقبر'
تـوعد لها بالكثير فما فعلتهُ لا يـغتفر'فـكيف نغفر ذنوباً مثل جمرة النار تـحرقنا بين الحين'و'الأخر"ما فعلتهُ جـعلهُ يـلقى ببزرة أعجابهُ بـها لـجوف قلبهُ لـتسجن إلى وقتاً غائب لا يـعلم أن كانَ سياتى أم لا'
ــــــــــ"
بذات الوقت لـدي "ثـريا"بـمكتب أحد رجال التاريخ التى ذهبت إليه لـتعطيه اوراق تأمين سيارتهُ'كانت تتفحص بـعينيها هذا المكتب البديع الممتلئ بـقطع أثار غير أصليه'و'خرائط'و'ساعات حائط قديمه'
" بعتذر اتاخرت عليكى'؟
التفتت ببسمه لمن يحادثها تقول بـنفى"
عادي'و'الا يـهم حضرتك أنا مستمتعه بـالنظر للتحف'و'فرش المكتب'
أجابها السيد "رأفت" البالغ من الدهر سـتونا عاماً"
أي حد بيدخل المكتب بتاعى بيحس أنه رجع بالزمن لسنين وراه'
دا حقيقي فعلاً حسه أنى فـى سنة ١٩٤٠مثلاً'أكن ماما بتحكيلى حكاية المكتب'
الماضى بنقدر نسمع حكاويه من ناس عاشوا قبلنا أنما المستقبل مبنقدرش نـعرف حاجه عنه لأن محدش عاشوا'
ضيقت عينيها بـفضولاً بهدؤً"
ياه لـو فى حد رجع من المستقبل'و'حكالى عن حياتى كلها هيحصل فيها إيه'
تنهدا بـيأس"
متفرحيش كدا'عشان جايز اللى هتعـرفيه هيـزعلك مش هيفرحك'
أنتبها الـفضول أكثر"
كلامك سابق لأوانه'أنا متاكده أنى لو كنت فـى المستقبل'و'عرفت إيه اللي عشته فـى الماضي هبقى مبسوطه'و'مش هغير فيه أي حاجه'
أصرارها الفضولى'جـعلا العـجوز يـخرج من الكومود ساعة يد غريبة الهيئه'و'ضعها أمامها"
الساعه دي عثرت عليها فـى مقبره فـرعونيه سـاعه مـلعونه بـتدخلك فـى فجوات زمنيه للـزمن اللي تختاريها لا اما للماضي'لا اما للمستقبل'تقدري تجربيها أظبطى عقاربها على المدة الزمنيه اللى عايزاها'و'أضغطى على ختم العالم'هـتلقى نفسك بقيتى فـى الزمن اللى أختارتيه'
ظنت أنهُ يـمزح'أو'أوصيبَ بالجنون'فـحملت الساعه'و'حركت عقاربها الزمنيه على مرور ثمانين عاماً أي عام "٢١٠٤"و'قـبل أن تضغط على الختم'أوقفها الـعجوز قائلاً'اختارتى الماضى'و'الا المستقبل'!!
المستقبل'
لما تنهتى رحلتك فـى المستقبل'و'تـحبى ترجعى للزمن بتاعك'هـتلقي الساعه مدفونه جـنب الـهرم الأكبر على بـُعد نـص متر فقط'بس خلى في بالك لأزم قبل ما تضغطى على الختم'تكونى بتفكري فـى الشخص اللي عايزه تـبقى عنده لا اما هتوهى فى المستقبل'و'مش هتعرفى توصلى لأي حاجه عنك'
حركت حاجبيها بـضحكه ساخره أطلقتها بعد حديثهُ الذي ظنت أنهُ مُجرد هلويس عجائز'ثمَ ضغطط على الختم'و'هى تتمنى أن تصبح فـى بيت صغيرها أدم بعد مرور ثمانون عاماً "ظلت واقفه لثوانى تنظر للعجوز بسخريه بسبب عدم حدوث أي شئ مما قالهُ'حـتى أتت الحظه التى لم تكن تنتظرها بتاتاً'شـعرت بمصباح شمسئ أضاء بعينيها جعلها تحجب الضوء برفع مرفقيها كدرع واقى من قـوة الضوء'تزامناً على اصدار ضوضاء صاخبه بـأصوات حيوانات'و'قطارات'و'أصوات امواج البحر'دبا الخوف بـقلبها مما يحدث'فـجلست علي عقبيها فـى وضعية السجود تضم جسدها من رهبة تغيرات ما يحدث حولها'حتى تلاشات الضوضاء'و'الضوء'و'سمعت صـوت عـزف موسيقى راقيه على البيانوا'فـرفعت رأسها من على الأرض
لتتفاجئ بجلوسها فـى لايڤينج قـصراً شـديد الفخامه'فـاسرعت بالوقوف بـفزع لم تكن تتخيل أنَ كلام العجوز جائز حدوثهُ'فـها هى الأن بعام"٢١٠٤"بعد مرور ثمانياً عاماً للمستقبل'
"أنتِ" المرافقه الجديده اللى بعتها السيد "بهاء"
التفتت بـفزع لمن يحادثها فكانه رجلاُ مُسن بالغ من الدهر ٨٦عاماً'لم تكن تفهم بعد الذي يحدث'فـجنون ما حدث'و'حقيقة الساعه الزمنيه شوشة على تفكيرها'مما جعلها تندفع بسؤلاً"
أحنا فين'و'سنة كام"
قطب المُسن جبهتهُ بـرسميه"
سنة٢١٠٤.و'فين'فاحنا فى القصر بتاعى'
فركت شعرها بـانكار 'تزامناً معا التفاتها حولها بجنون'"
لاء مستحيل ٢١٠٤ المستقبل'فى قصرك لاء أكيد فـى حاجه غلط'
حاجه غلط أنتِ مش عاوزه تشتغلى عندي'
أشتغل عندك إيه'و'أنتَ مين أصلاً'
تـنهدا المُسن بـمسايسه لما يحدث"
تبقى المرافقه بتاعتى تهتمى بأكلى و شربي'و'لبسي'و'قـرأت الكتب ليا'اما اسمى ايه فـواضح أن "بهاء" كالعاده نـسي يقوله بسبب الزهايمر اللي عندهُ'أعرفك بنفسي أنا السيد
"أدم خليل السوالمى"أشهر عازف بيانو فـى منتصف السبعينيات أي سنة" ٢٠٧٢"من حوالى خمسه'و'تلاتين سنه تقريباً'
إتسعت مقلتيها بـذهولاً مرعب صعقَ نبضاتها'
فكيف تقف أمام صغيرها الذي مرا الزمن به'و'أصبح مُسن على'وشك الأحتضار'لم يستطيع عقلها تحمل مايحدث مما ادي إلى فقدانها للـوعى'و'السقوط أمام أبنها المُسن'
ــــــــــ"
فـى الحاضر لـدي "هشام" كانَ يجلس فـى حجرة نومهُ'يتحدث معا أحدهم عبر الجوال'
أنتَ عاوز أيه بالظبط'قـولتلى تعمل أي حاجه عشان "جواد" يتجوز "ريحانه" و'عملت'قولتلى'أطلع خوفها'و'أعمل حالى بعتدي عليها و عملت'أفهم ناقص ايه تانى عشان تـقولى على مكانهم'
داخل حـجرة مظلمه يجلس أحدهم على مقعد متحرك'و'أمامهُ شـاشه عليها صـورة "جواد" يناظرهُ بحقداً مُخيف'"
لسه بدري أحنا لـسه بنقول يهادي'
فزعا من جلستهُ بعتراض حاد"
هو ايه اللى لسه بدري أنا نفذت كل طلباتك يوميها مقابل انك تقولي على مكان "غنوه'و'ابنى"
فعلاً أنا قـولت كدا'بس مش بالسهوله دي أقولك على مكان حبيبتك'و'أبنك'بس قولى هما أهلك يـعرفوا أن كان عندك حبيبها حملت منك'و'هـربت خوفاً من أنك ترفض أنك تتجوزها'و'ترفض الأعتراف باابنك'!!
صق على أسنانهُ بـحنقاً"
لاء محدش يـعرف'المهم هـتقولى على مكانهم أمتا'
قـريب'
أغلق "المجهول" الجوال اما "هـشام" فجلسَ على حافة فراشهِ بـغضباً يـحرق عروقهُ'يتذكر ما حدث البارحه'لليلة الحفله"
"حدث فـى وقتِ مضا"
بالأمس بقصر الهلالى'حيث الموسيقى'و'الضيوف'حينما آتى همام'و'ستاذاً"هشام"للـذهاب قليلاً'دخلا إلى مكتبهُ'يتفحص بعين دامعه'صـوره لحبيبته السابقه"غنوه'و'هـى تحمل ولداً صغيراً"يـشبههُ كثيراً'و'صوره أخري لشهادة ميلاد الصغير'بأسم "أمان هشام على الهلالى'و'أسم الأم" غنوه فـراج الأسيوطى'تلك الشهاده كانت شهادة عودتهُ للحياه من جديد فقد ظلا على مدار ثلاث سنوات يبحث عنها دوان جدواه'حتى أرسل لهُ هاتان الصورتين'برساله بها خمس كلمات فقط"
لو عاوز تعرف مكانهم أتصل'
تحتوي الرساله علي رقم هاتف'فـتصلا سريعاً'فـلم تمر ثوانى'و'أجابهُ ذلك المجهول"
كنت عارف أنك هتتصل'؟
هتفَ بندفاع الهفه"
فين"غنوه'و'ابنى"!!
"غنوه'و'أمان بخير، أوي'أنا أعرف عنوانها'و'كل حاجه عنها هى'و'أبنك'بس لو عايز تعرف مكانهم'لأزم تسمع كلامى'و'تنفذه بالحرف الواحد'
فضولهُ للعثور عليهما جعلهُ يندفع قائلاً"
هعمل اللي هتطلبه بس قولي على مكانهم'؟
تبسم المجهول بـكراهيه"
هـقولك بس لما تنفذ'عاوزك تخلى "جواد" ابن عمك يتجوز خطيبتك"ريحانه"و'النهارده'
تجحظت عينيه بـذهولاً من هذا الطلب العجيب"
أنتَ بتقول ايه يعنى أزي أجوز هالوا'و'ليه يتجوزها'و'أزي يحصل'
دا طلبي لازم يتنفذ'"ريحانه"بتخاف''لو قاسية عليها هتجلها نوبة الصرع'يسلام بقا لو كان فى وجود "جواد" و'الحريم طبعاً هتبقا الحظه المناسبه اللى تقول فيها أنها مراتهُ'و'طبعاً خوف الست "معالى" من الفضيحه هـيخليها تاكد على كلامك'و'تجوزهم'؟
أنتَ هتستفاد ايه من كل دا'و'ايه اللي يضمنلى أنك تقولي على مكان"غنوه'و'أمان"
مفيش ضمان'و'ملكش دعوه هستفاد ايه'لو عاوز مساعدتى عشان تعرف مكانهم نفذ اللى طلبته منك'و'خـلى فى علمك فى حد هيرقبك'و'يقولى عاللى بيحصل سلام يا "هشام" باشا"!
أغلق "المجهول" الجوال تاركاً"هشام"فـى حيره من أمرهُ'لكن شوقهُ للعثور على حبيبته'و'صغيرهُ كانَ بمثابة الأختيار الأول'و'الأهم له'و'قررا أن يفعل ما طُلبَ منهُ'و'بالفعل دخل عند"ريحانه"بعدما تركها "جواد" و'تعمد أخافتها لـتاتيها النوبه'و'حينها إتى "جواد" و حاول ردعهُ بعيداً عنها'فقررا الأستمرار بالشجار معهُ'ليذيد الأمر سوء'و'تخرج النساء'ولم تمر دقائق'و'نجح الأمر'و'صرحة "معالى" أمام الجميع أنَ "ريحانه" زوجة"جواد"و'ستمرا بالتمثيل'و'الشجار معا والدته لـيثبت لمن يراقبهُ أنهُ يفعل ما أمرهُ المجهول به'
و'بعد أن غادرو المنزل ليتم كتب كتاب"جواد "و'ريحانه" إتاه رساله صـوتيه على ذات الرقم من "المجهول'يطلب من" هشام"شيئاً أشد بشاعه"
براڤو عليك نفذت بحترافيه'دلوقتي جه دور الخطوه التانيه'و'الأصعب'تطلع حالاً لعند"ريحانه"و'توهمها أنك عاوز"تغتصبها"و'تهددها بكلام يرعبها'و'تسبها'و'تنزل'و'تنبه عليها أنها لو جابت سيرتك "لجواد" هتخطفها'و'تقتله'دا أمر تنفذه من غير نقاش'يا اما تقرئ الفاتحه على روح أبنك'و'متنساش فى حد بيراقبك'
شعرا بـالجنون من ذلك الطلب حاول أن يرفضهُ كثيراً لكن خوفه من خسارة صغيرهُ للأبد'جـعلته يحسم قرارهُ'و'بالفعل صعدا إليها'و'اوهمها أنهُ يحاول الأعتداء عليها جسدياً'من ثم أرعبها بتحذيرهُ'ثمَ خرج من عندها'و'تصلا عليه قائلاً بحزناً من حالهُ على ما فعلهُ معا زوجة ابن عمهُ الذي يضعهوا بمكانة الأخ"
نفذت طلبك "
عفارم عليك'
دلوقتي أول ما هياجى"جواد_"ريحانه"هتحكيله على كل حاجه عملتها معاها'و'"جواد"مش هيسكت'و'هـينزل يتخانق معاك'عاوزك تعامله وحش و تكدب كلام مراتهُ'خلى فـى علمك اللى مراقبك لو حس انك هتعترف أو هتلمح بحاجه ليهم'هيدينى رنه'و'ساعتها هزعل'و'مش هقولك على عنوان حبايب قلبك'عاوزك تتعامل بكره حتى قدام أمك أتكلم بقذاره و حقد على"جواد"مش عايز حد يحس أنك بتمثل'و'لو نفذت كل الأوامر هتلقينى بتصل'و'بديك عنوان "غنوه'و'أمان"
أغلق الجوال'فستعد "هشام" لتنفيذ أخر جزء بالعبه'و'بالفعل عندما واجههُ"جواد"كذبهُ'و'تشاجر معهُ'بعد أن تركوا القصر'أكمل تمثيلهُ معا والدتهُ لـكى يتاكد المراقب من ولاء "هشام" لهم'
"فى الوقت الحاضر"
أستيقظ "هشام" من مذكرتهُ على صـوت جوالهُ الذي يدق برقم'و'الدتهُ'فحملهُ'و'هتفَ بجدية "
خير يامى'
هتفتَ"معالى"ببكاء يـهز قلبها'من داخل سيارتهَ"
مش خير خالص"فارس"حد قتلهُ
فزع من فوق الفراش بـغضباً التحم بـالخوف'الذي أسرع بهطول دموعهُ"
يعنى ايه اتقتل'مين اللي قالك كدا
لسه حد مكلمنى من المستشفى'و'بلغنى الخبر'أنا رايحلهم دلوقتي أطمن عليه'
ركض للأسفل بـلهفه'و'هو يجفف دموعهُ"
ماشي أنا مسافة السكه'و'ابقا عندهم"
قاده سيارتهُ بـسرعه فائقه تعلن عن مدا محبتهُ'و'خـوفهُ على ابن عمهُ'
ـــــــ
يحدث فـى المستقبل"
عادة"ثريا"إلى وعيها لتجد ذاتها تغفوا فـوق فراش بحجرة نوم سوداء'جميع مقتنياتها'و'فراشها بالون الأسود الداكن قابض النفوس'ففزعت من فـوقهُ تلهث أنفاسها بـصعوبه تحاول أن تستوعب ما يحدث لها'حتى أستقرت عينيها على لوحه معلقه عالجدار لها'ترتدي بها ثوباً غايه في الأناقه'و'عقداً ييدو أنهُ باهظ الثمن'فـبدأت تسير ببطئ حتى'تـوقفت أمامها تتعمق النظر بها'
أنا كمان أستغربت لما شوفتك الشبه اللي بينك'و'بين أمى عجيب'
قاله"السيد أدم"تلك الكلمات بعدما طرق الباب عليها لكنها لم تنتبه للصوت'فـقتربا منها قليلاً'و'لمسَ بـسبابتهُ منكبها'فـرتجفت بـخوف'تزامناً معا التفتها إليه'فضيق عينيه ببسمه "
مالك خـوفتى كدا ليه'
بلعت لعابها بـرهبه'من هـول مايحدث فكيف تقف'و'تتحدث معا صغيرها الذي نال الكبر منه'و'أصبح عجوزاً شائب "
هـى اللي فى الصوره دي أمك'
زم فمهُ ببسمه حزن أرتسمت علي ملامحهُ المتجعده"
أيوه السيده"ثريا السعدى'
شعرت بـحزنهُ حينما سالتهُ عنها'مم جعل الفضول يـقتلها لمعرفة السبب'و'راء هذا الوجه الـمتالم"
ياتره الزعل دا عشان هـى أكيد توفت'و'الا عشان حاجه تانيه'و'ليه حاطط صورتها فـى أوضه الوانها اسيا'و'مخيفه كدا كلها أسود فـسود'
حرك رأسهُ ببسمه أشد الم معا تنهيده قاسيه خرجت من جوفهُ المُحمل بالإلام"
لأن الوان الأسود أكتر لون شبها'نـفسها كانت مخيفه'
هـى فعلاً توفت من مده طـويله تقدري تقولي كدا مبقتش حابب أفتكر ماتت امتا'
الطعنة الأولى بكلماتهُ الصريحه أصابة منتصف قلبها بحترافيه'جعلتها تاخذ نبذه عن حقيقتها بعين صغيرها'فزارة الدموع عينيها'و'هـتفت مستفهما"
ياه للدرجادي'مامتك أنسانه سيئه'و'شايفها فـى
ظلمة الوان الأسود "
مش أنا اللى أختارة أشوفها كدا هـى اللي أختارة تبقا كدا فى نظارنا'
بلعت غصتها بـبعض التمالك"
أنا ليه حسه من كلامك أنك مكنتش بتحبها'
حرك رأسهُ ببسمه أشد حزناً"
أنا محبتش فى حياتى قدها بـس هى محبتنيش'حبت'و'فاضلت حاجات تانيه عليا'
فـضولها الأليم لـمعرفة ما فعلته بالماضي ليتسبب فى حالة انكسار صغيرها بـالمستقبل جعلها تهتف بصوت متحشرج بالبكاء"
واضح أن حضرتك عانية كتير'هو ينفع تحكيلى حكايتك'و'ايه اللي عملته'و'لدتك خلك تـقول عنها الكلام دا'
قصتهُ معها لم تـكن تعنى الكثير له'فقاله"
معا أنها هتفكرنى بحاجات مش عايز أفتكرها'بس هحكيلك مقابل أنك تبقى المرافقه بتاعتى'
موافقه'
اتفقتا'و'دلوقتي تعالى معايا اويكى أوضتك'و'عرفك على كل حاجه فـى القصر'بـس مقولتليش أسمك ايه'
تبسمت بحزناً"
أسيا'
أختارته على مقدار ما علمته عن حقيقتها بعين أِبنها'تبسم "ادم" لها'و'ذهبَ أمامها فلحقة بها لتتعرف علي البيت الذي سيشهد على معرفتها بالكثير عن نفسها'و'ما فعلته بالماضى'
"
"يحدث فى الماضي"
وصلت "معالى" إلى المشفى'و'بدأت بالبحث عن غرفة"فارس"حتى عثرت عليه'و'قبل أن تمسك بمقبض الباب'و'جدت "جواد" يُمشك بيدها يمنعها بجفاء، "جايه ليه يا" مرات عمى"
ذادة حصرتها'و'هطلت دموعها "
جايه عشان اطمن على"فارس"طمنى عليه يابنى'
"فارس" كويس'مفيش داعى لوجودك هنا تـقدري تمشي'
أمشي يا "جواد" بتقول هالى كدا عادي'
تعمد الجفاء"
أيوه'
عاندتهُ بحزناً"
طب أنا بقا مش همشي'هقعد الحد لما أطمن على "فارس" و'الي يحصل يحصل'
لوي فمهُ بـجفاء أكثر"
براحتك بس مش هـتشوفيه'
بتلك الحظه'رأه"هشام"يركض إليه حتى'أصبح امامهُ يسالهُ ذات السؤال بـقلقاً أشد"
"فارس" فين طمنى عليه'و'مين اللي عمل فيه كدا'؟
تنهدا بجموداً"
ماتسالش عن اللى ما يخصكش يا "هشام" و'ياله خد "مرات" عمى'و'أمشوا من هنا'
كان يعلم سبب هذا الجفاء'فقاله بندماً"
أنا عارف سبب زعلك'بس حقك عليا اقسملك بالله اللى عملته كان غصبن عنى'
غصبن عنك'و'الا'و'ساختك اللى ظهرة فجأه هى السبب'
ليك تحق اكتر من كدا'بس أقسملك بالله انى عمري ما بصيت على حاجه ليك'و'الا فكرت أنى اكرهك'اللى حصل يوم الليله اللي عملناها "لفارس"كان غصبن عنى عملت اللي عملته لأنى كنت مجبر عليه'
ضيق عينيه مستفهماً"
مجبور عليه أزي'
لم يكن يملك سبيلاً غير التحدث'و'أخبارهم بحقيقة تلك المكالمات'و'المجهول'و'قصته معا "غنوه" ليتمكن من اظهار برائتهُ'سمعت "معالى" كل ما حدث له'فـوقفت أمامهُ بعد أن أنتهى من روي قصته'تناظرهُ بحنقاً ممتزج بدموع الحزن'و'رفعت مرفقها'و'صفعتهُ بـقوه'تزامناً معا قولها"
بسببك خلتنى اقول كلام معملتهوش عشان أطفى نارك من نحية "جواد" و'نيمك عشان متروحش تاذيه'و'الا تتعرض لمراتهُ'بسببك كدبة'و'قولت على نفسي قتلت عمك'و'مراته'و'بكره "جواد" و'هجبلك مراته تنهش عرضها'خلتنى ضربة"جواد"عشان أقدر، أسكتك'بسببك منمتش طول الليل'عشان بفكر هعمل ايه'و'أزي هصفى قلبك من نحية ابن عمك'أتريك كل دا بتمثل علينا يا ابن معالى'
هتفت بالحقيقه الكامله'فهى لم تقتل احداً'و'لم تكره "جواد" و'الا'فارس"يوماً'كل ما قالته الليله البارحه كانَ مخدر ليقلل حركة "هشام" من ايذاء، اولاد عمهُ"
يعنى أنتِ مقتلتيش'عمى'و'مراته زي ما قولتيلى'
سالها بـفضولاً متلهف لسماع الأجابه"
محصلش أنا قولتلك كدا عشان اقدر أسكتك'و'بعدين مرات عمك كانت تفيده أختى من لحمى'و'دمى'قسماً بالله العلى العظيم مقتلت حد'و'الا بكره "جواد'و'الا" فارس"كل اللي قولته كان كدب'و'تمثيل زي مانتَ ما كدبة'و'مثلت علينا"؟
تنفسا بطمئنينه رسمت الراحه عليه"
دأنا من كتر التفكير بموضوع بالليل منمتش'مكنتش، مستوعب أنك تعملى حاجه زي ديه'
واضح كدا أن كلامكم معا بعض مطول أنا ماشي'
هتفَ بـجفاء'فـامسكتهُ"معالى"من يدهُ بعتاباً"
خد هنا مفيش مشي ليك'أحنا اهلك'و'عمرنا ما كرهناك'أنتَ ابنى البكري مش بس ابن أختى'أنا عارفه أننا غلطانين'و'زعلناك بس كان غصب عننا ربنا اللي كان عالم باللي في نـفوسنا'خلاص بقا متمشيش خليك معانا'هـو'حضن"معالى"موحشكش'و'الا ايه"
متزعلش منىِ يا "جواد" أنا عملت كدا عشان خاطر القى"غنوه'و'أمان"و'الله مفكرة حتى مجرد التفكير أنى أقرب لمراتك'_مراتك من لحظة ما كتبت عليها'و'هىِ بقت اختى'و'شرفها يعنى شرفى'
كانَ يعلم جيداً انهما يقولاً الحقيقه'فعلى مدار الـ25عاماً التى قضاهم ببيتهم لم يلقى منهم سوا الحب'و'الدفئ الأسري'لكنه لم يـغفر لهما بسهوله ما فعلهُ'فـقاله بـرسميه"
محتاج وقت عشان أنسي عملت السودا يا"هشام"اما"مرات عمى"فاقلمك لسه معلم جوايا حتى لو كان قلم مزيف'
قاله مالديه'و'تـركهم'و'ذهبَ'و'مرا الوقت'و'عاده للمنزل بـرفقة"ريحانه"التى فـور وصولها تذكرت "الصبى كريم" فتركت "جواد" عِند الباب'و'أسرعت بالصعود إليه'و'دخلت حجرتهُ'فـوجدته مازالا نائماً'
بتعملى ايه عندك'
سالها"جواد"بصرامه'فـفزعت من فوق الفراش بـخوفاً"
مبعملش كنت بطمن على"كريم"
عقد حاجبيه بـصرامه ذائده"
متخفيش عليه يا حنينه'أنا جات من ساعتين كنت بجيب حاجات'و'اديته الدواه هينام للصبح'ياله تعالى على الأوضه'
سارهَ فـسارة خلفهُ'حتى أصبحت بحجرة نومهما'فـوقفت بـجوار الـفراش'فاغلق الباب عليهما'ثم نزع كنزتهُ'و'القاها على الأريكه'ثمَ نـزع التيشرت'و'القاهُ بجور كنزتهُ'فـظهرة عضلات معدتهُ بشكلاً يـجذب عينيها للـنظر إليه'و'بعقلها تدور احاديث"
دا عنده عضلات بجد'انا كنت مفكراها موجوده فـى الأفلام بس'بس ياتره لمستها ايه شكلها يخوف'
لاحظ عينيها التى تتبعهُ بـفضولاً'فـفتح الخزنه هاتفاً بـبروداً"
هتفضلى متنحالى كدا كتير غوري اتخمدي'
بلعت لعابها بقلقاً"
هـو أنتَ هـتعمل فيا ايه'أنا عارفه أنك زعلان بس أنا مكنتش أعرف أنك هـتزعل كدا لما تـعرف أنى عايزاك محلل'
ضربة مخازين وقود دمائهُ لتنفجر بـحمم بركانيه أطاحت بـقبضه حديديه أعتصرت كرامتهُ'و'شنت حروب كبريائهُ'فتجحظت عينيه بشراسه'و'أغلق الخزانه بـقوه جعلت جسد الأخري يرتجف بخوفاً'و'هى تراه يتقدم منها'مثل الأسد الجريح'و'امسك بذراعيها يعتصرهما بقوه كادة تـكسر عظامها'تزامناً معا قولهُ الحاد"
ازعل ليه'و'أنا مجرد محلل السنيوره اتجوزته عشان ترجع لحبيب قلبها'عايزه تعرفى ايه اللي مزعلنى هقولك'زعلان عشان عرفت انى طرطور'راجل مغفل كل مهمته أنه يقضي لليله معا مراته عشان تقدر تطلق'و'ترجع لجوزها السابق'دأنا مشيت امبارح مخصوص'و'مردتش المس شعره منك عشان موسخكيش بـقرفى'ربنا قال البنت العفيفه الطاهره متجوزش غير لراجل عفيف طاهر زيها'و'لأنى شايف نفسي مش عفيف'و'الا طاهر،'و'فيا وساخة الدنيا'و'كنت عارف أن أي لمسه هتحصل بنا هتبقى زنـا'و'أنا مكنتش عايزك تبقي'زانـ_يه'بسببى كنت عايزك تفضلى عفيفه'و'طاهره زي ماكنت شايفك'
مردتش المسك امبارح عشان مشيلكيش ذنب صعب غفرانه'و'بعد كل دا طلعتى بتلعبي عليا عشان مصلحتك'ياشيخه يلعن ابو الحظه اللي دخلت فيها أوضتك'و'شوفتك'أنتِ بالنسبالى اقذر'و'أوسخ بت على وش الأرض'
نبض قلبها بالم الخوف'من طلتهُ المفزعه لـكيانها'فسقطط دموعها من الم ذراعيها"
أنتَ بتخوفنى منك'سبنى أمشي من هنا'!!
ماله برأسهُ لليسار بـحنقاً"
أسيبك تمشي'دا فى احلامك'حياتك كلها بقت ملكى بعد اللي خلقك'بالله يا "ريحانه"اللى جاي من ايامك هيبقي سواد'هبقالك الوحش اللي سجنك و مفتاح فك سجنك فى أيدي'بالله لندمك على لعبك معايا أنتِ'و'ابن الـكلـ_" اللي بعتلك'و'دلوقتي تـغوري تتخمدي مش عايز أشوف وشك ياله غوري'
القاها بقوه فوق الفراش'فـتشنجة أعصابها'و'بدأت بالأرتجاف بقوه'تزامناً معا أتساع عينيها فقد أتاتها نوبة الصرع من هول ما قالهُ'فخوفها منهُ لم تتحمله فما تفوه به مثل السلاسل الحديديه باصدافها التى التفت حول يداها لتجعلها سجينة مخدعهُ لباقى حياتها'اما هـو فكانَ يرا ما يحدث لها'من تشنجات'و'رغم شعورهُ بـالقلق عليها إلا أن كبريائهُ جعلهُ يتجاهلها'و'سارهَ لخارج الحجره بعدما أغلق الباب عليها بـالمفتاح'تاركها تشن حروب تشنجات فوق فراشهُ كادت توادي بحياتها للموت'فتلك المره كانت النوبه أضعاف قوة كل مره تاتى إليه'فـخرجة بعض الدماء من أنفها'تـعلن عن سوء حالتها'
#حواء_بين_سلاسل_القدر_ح_5
#أديبة_الأحساس_العازف_لادو_غنيم
"
بدروب الحياه تقابلنا لنتشابك مثل عقد ناري
يشبعنا آسي'و'حرمان لتتطاير شذايا الهوان فـى سماء ملبده بغيوم سوداء احرقتها نفوساً كارها تأبه
الصفاء'و'سط زحام ظلماتنا بنيران زرقاء عابثه بين النفوس تشن حروباً ترهق الأبدان"✍🏻
ــــــــــ🎸
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺"
ــــــ
بـمنتصف حديقة قصر "رضوان الهلالى"يقف" جواد"و'بيدهُ إله حاده تـشبه الفأس'يضرب بها شجره عتيقه مضا على وجودها ثلاثون عاماً'يضربها بـقوه أرهقت منكبيه لكنه لم يكن يبالى بالم منكبيه بقدر ما كانَ يهتم بضخ غضبهُ بـها كانَ يراها بهيئة "ريحانه" يراها سبب جراحهُ'سبب خداعهُ'سبب أنكسارهِ'سبب حطام كبريائهُ'قطرات العرق المتساقطه عـلى الأرض تزامناً معا صوت انفاسهُ المتلهفه'دليلاً على ما يـشعر به من خراب داخل جوف قلبه'ثمَ القاه هذا الشئ من يدهِ'و'بدأ بلكم الشجره عدة لكمات قـويه وراء بعضها تسببت بجروح مرفقيه بشده'معا كل لكمه كانت تذداد أنفاسهُ المسرعه'بأنين قهراً يـخرج من صندوق قلبهُ المحمل بالآسي'نبضاتهُ مثل البحر الثائر كلما ذادة ذاده معها الإلم الغريق لكبرياء رچلاً'إنتهى من تسديد لكماتهُ'و'سندا بيدهِ عليها يلهث أنفاسهُ بصدراً يعلو'و'يهبط مثل الأمواج'بعينين ترتجفاً بـحنقاً كاده يـطقهما'فما فعلتهُ به غير قابل للـغفران'
'و'بعدما حاولا الهدؤ قليلاً'قرره الصعود لحجرة نومهما'و'ساره للداخل'و'صعدا الدرج حتى انتهى منهُ'و'أكمل سيرهُ حتى وقف أمام باب الحجره'و'أمسك بالمفتاح'و'حرر غلقهُ'ثمَ دخلا'و'أغلق الباب خلفهُ'و'ستدار يبحث بخضرويتيه عنها'حتى إستقر بصرهُ عليها ممدده بجوار التخت'فـى حالة أغماء'و'على وجنتها الدماء السائله من أنفها'بتلك الحظه تبدل غضبه لخوفاً عليها'رغم انهُ قد نزع أعجابهُ لها من قلبه'الا أن دافع المسئولية بصفتهُ زوجها'جعله يـركض إليها'و'جلس علي عقبيه'وحملها بين ذراعيه'و'نهضا بها ليضعها فـوق الفراش ثمَ جلس بجوارها يتفحص نبضها'و'تاكد أنها ما زالت على قيد الحياة'فـنهض'و'احضر مناديل ثمَ عاده'و'ازاله دمائها من علي وجنتها'و'القاها بسلة القمامه المجاوره للفراش ثمَ نهضا من جوارها'و'غطا جسدها بغطاء خفيف'و'ساره للحمام ليغتسل'
'و'بعد ثلاث ساعات حيث دقة الساعه الثالثه صباحاً فتحت "ريحانه" جفونها'و'جلست على فراشها'تتفحص المكان من حولها فقد كانت أضاء الحجره مشتعله فـرأته يغفوا فـوق الأريكه ببنطالاً أسود'دون ستره لجزعهُ العلوي'تفحصته بعينيها فقد كانه شديد الوسامه بذلك الجسد العضلى المشدود بتناسق'فكانه يضع ذراعهُ الإيمن أسفل رأسهُ مما برزا عضلاته بشكلاً جذاب'يـغفوا بتلك الشعيرات السوداء الساقطه بتمرد على جبهتهُ'نظراتها المغازله الحلاليه له لم تكن محرمه'فـهو زوجها'لكن ليس هذا فقط ما جذب أنتباهها'فضهر مرفقه المنجرح بدماً مازلا يخرج منهُ بشكلاً ضئيل'جعلها تنهض من فوق الفراش'و'أمسكت ببعض المناديل'و'طرحتها الصغيره'و'تقدمت منه حتى جلست بجوارهُ علي حافة الإريكه'و'بدأت بـ ازالة الدماء بالمناديل'و'حينما أنتهت حملت مرفقهُ بهدؤ'و'بدأت بلف حجابها علي جرحهُ ثمَ عقدتها برفق لكى لا تألمهُ'ثمَ وضعت يدهِ بجوارهُ'و'نظرة لوجههُ الهادء فرفعت مرفقها'و'داعبت خصلاتهُ السوداء'وفمها يبتسم بـهدواً'ثمَ نظرة لتقسيم عضلات معدتهُ فراوضها الفضول لفحصها'فحملت يدها من علي شعرهِ'و'أسقطاتها بهدواً لتستقر علي جسدهُ لتنقل اصابعها بين تدريجات عضلاته'التى تذيد من بسمتها بـغرابه'تتنقل بينهم'و'كانها تعزف بين درجات الفؤاد'التى تشعل نيران قلب"رچلاً يحارب كيانهُ المطالب بالنيل من الغزاله الشارده التى تفتح بلمساتها العفويه صناديق شوقهُ إليها من جديد'كانَ يجاهد نفسه لكى لا يفتح عينيه'التى تتطالبه بالنظر إليها'نبضاته المتدفقه أصبحت مثل الطبول القارعه لتفصح عن حالها'بصدرهُ الذي بدأ يعلو'و'يهبط بشكلاً لاحظته"ريحانه"فضيقة عينيها قلقاً فقد ظنت أن هذا يحدث له بسبب مرضه أو شيئاً ما لم تكن تدرك أنها من تسببت بهذا التمرد الداخلى له'فرفعت يدها'و'وضعتها على صدرهُ فوق موضع قلبه مباشرتن'فشعرت بتلك النبضات المتسارعه'ملمسها لباطن مرفقها ذاد فضولها لمعرفة كيف يبدو صوتها'فحملت يدها بعيداً'و'انحنت عليه'بوجهها من جهة اليمين فلتحمت بصدرهُ'و'سمعت نبضات قلبهُ بأذنها التى أرسلت صوت النبضات لكيانها'فشعرت أنها تستمع إلى معزوفه موسيقيه فاتنه تئسرها بـلهيب المشاعرالثائره'ظهرا الرضا على ملامحها ببسمه راقيه تعلن عن محبتها لتلك النبضات'و'بدأت بتحريك أصابعها على جسدهُ العضلى تراقصها على صوت نبضاتهُ'أصبحت أصابعها رفيقة دقاتهُ ثنائى راقص فوق فضفاف المشاعر الخفيه'
اما هـو فلم يستطيع أن يقاومها أكثر من ذلك جهادهُ لكيانه الذي يلح عليه للتشبع منها و الأرتوي من أنوثتها'جعلهُ يفتح عينيه دوان النظر إليها'مردداً بأمراً يعلن ببحتهُ المرهقه عن ذلك الجهاد الداخلى"
أبعدي عنى حالاً'و'أرجعى على سريرك'و'غطى نفسك كويس مش عايز المح حاجه منك نهائي 'يالـه'
إتسعت عينيها بحرجاً'و'رفعت رأسها من عليه'و'نظرة إليه فوجدته يرفض النظر لها'فقالت بعفويه يملئها الحزن"
'حقك عليا مكنش قصدى أزعلك'أنا لما شوفت شكل ايدك قلقة عليك عشان كدا جات جانبك'
صوتها الناعم بنغمة أنثويه'جعلهُ يأمرها بذات البحه المرهقه"
"ريحانه" أسمعى الكلام'و'روحِ نامى'أعملى اللي قولتلك عليه'
تنهدة متسائله بذات الحزن"
والله مكان قصدي اضايق منى'لو يعنى عشان قربت منك و سمعت صوت قلبك اوعدك انى مش هعمل كدا تانى'
الحاحها بالأعتذار منه'بذات الصوت الناعم'و هيئتها التى يحارب عينيه لعدم النظر لها جعلتهُ يثور بصرامه"
قولتلك غوري علي سريرك'مبتسمعيش الكلام ليه ياله اعملى زي ما قولتلك مش عايز المح طرفك ياله'
فزعت من جوارهُ برجفة خوف من صوته الجش'و'ركضت لفراشها وغفت عليه'و'غطت كامل جسدها كما أمرها'اما هـو فجلس على الأريكه'و'أشعل سيجاره أخذها من علبتهُ'بدأ يتنفسها بـلهفه'تزامناً معا فرك جبهتهُ'و'شعره'بـحنقاً بسبب ذلك الشعور المسيطر عليه أتجاهها'كانَ يرفضه كل الرفض لم يكن يود أن يقيم علاقه معها يراها محرمه من وجهة نظره'و'من وجه الدين'فـهو ليس رچلاً عفيفاً ليختلى بها فلديه علاقه نسائيه معا"نهى"فالورقه العرفى التى بينهما ساقطه لا يعترف بها الدين'و'الا القانون'كانَ يدرك جيداً أن أي علاقه سيقامها معا "ريحانه" قبل أن يتوب'و'ينهى علاقته بغيرها'ستكون علاقه محرمه تحت مسمى"الز-نا"فهذا ما قاله الدين المرأه العفيفه لا ينكحها إلا رچلاً عفيفاً مثلها'
ظلا على هذا الحال لبضع دقائق يجاهد معا الشيطان'و'غضبهُ منها'الاتانى يطالبه بالنيل منها'و'اشباع غرائزه الدفينه'لكن الجانب الأخلاقى المسجون داخلهُ كانَ يرغمه على الأبتعاد عنها'و'عدم أقامة أي علاقه معها'
و'بعد لحظات أطفاء السيجاره'و'أغلق الضوء'و'غفا فوق الأريكه محاولاً التغاضي عما داخلهُ'و'النوم قليلاً'
ـــــــــ"
'و'بنهار اليوم التالى إستيقظ مبكراً الساعه السابعه صباحاً'و'أغتسلا'ثم أرتدا بنطالاً أسود'و'قميصاً أبيض الون قسمَ جزعه بشكلاً ممتاز'و'بقدمه حذاء أسود'و هندم شعرهُ الأسود علي جبهتهُ بشكلاً مبعثراً ذاده حلا'ثمَ'اخذ السلاح'و'المفاتيح'من الكومود المجاور للفراش'ثمَ نظرا إليها فكانت تغفوا بانوثه اظهرت منحنياتها المتوازنه بحترافيه'فـبلع لعابهُ'و'تنهدا بجموداً ليكبت غرائزهُ'و'أمسك بالغطاء'و'سترا جسدها من عينيه'ثمَ سارهَ للخارج"
'و'بعد ساعه'و'صلا للقسم'و'نزلا من سيارتهُ'و'دخلا لمكتبهُ وجلس على المقعد'فدخلا إليه "مرعى" متسائلاً"
صباح الخير يا باشا ايه اللي، جايبك بدري كدا'هو ساعتك أتخانقة معا مراتك'و'الا إيه'!!
ضيق عينيه مستفهماً "
هو أنتَ ليه محسسنى أنك فرد من العائله'
زم فمهُ بعبث"
الحق عليا عاوز أطمن عليك'
لاء ما تطمنش'روح هاتلى الشاي بتاعى
حاضر'بس هعملك الشاي بمياة عادي'عشان مياة الورد خلصت و ساعتك مشترتش'
هتفَ بزمجره"
و لما هى خلصت مقولتليش ليه عشان أديك تشتري غيرها
نسيت من كتر المصايب اللي بتجلنا
تنهدا بالامبالاه"
'عينداً فيك هتعملى الشاي بمياة الورد حالاً'تجيبها منين بقا دي شغلنتك'
هتفَ بقلقاً "
أنا مبقتش عارف شغال ايه بالظبط
هتفَ بزمجره "
أنتَ لسه هطبرطم يا "مرعى" لسه هتبرطملى بقولك ايه أنا فيا اللى مكفينى متخلنيش أطلع غلى فيك'
أبتعد خطوه للوراء بعبث"
كنت متاكد أن الجواز هيذيد عصبيتك'ما هما صنف الحريم دول بيعصبوا العاقل ما بالك بقا باللي متعصب من الأول'
ضرب الطاوله بصرامه"
بالله يا "مرعى" لو ممشيت'و'عملت الشاي بمياة الورد و لقيته قدام كمان عشر دقايق هخليك تقضي اليوم فى التخشيبه عشان خلاص فضلى تكه و هولع فى الكل'
لاء و على ايه ربنا يكفينا شر النار'
أسرع "مرعى" بالخروج لتنفيذ أوامره'و'بعد دقائق دخلا عسكري'و'برفقتهُ "غوايش" فاشاره له "جواد" بسبابتهُ للخروج'فلبي الأوامر'اما هـو فقاله لها بجموداً "
أتمنى أن التخشيبه تكون عجبتك'
صقة على أسنانها بزمجره بسبب مكوثها بالتخشيبه طوال لليلة البارحه'فقد أرسل بالمساء عساكر قاموا بالقبض عليها'و'تركُها بالتخشيبه طوال الليل"
أنتَ بتقبض عليا ليه'
هتفَ بصرامه "
صوتك لو عئلى تانى هخرسك خالص'
راوضها القلق'فظلت صامته'اما هو فاخرج سيجاره'و'اشعلها عبر شفتاه يستنشق دخانها ثمَ يفرغ ما تبقى في الهواء'و'قاله بجموداً "
أكيد طبعاً سمعتى عن اللى حصل "لفارس"'؟
قالت بمكراً مدعيه الحزن"
طبعاً سمعت'و'فضلت ادعيله قد ايه أن ربنا يقومه بالسلامه'
زم فمهُ بسخريه'
أول مره أعرف أن ربنا بيستجاب للشمال'
قصدك ايه
باحت بضيقاً فقاله بحده"
قصدي' ياروحمك أن الشويتين دول مش هيخيله عليا'"فارس"فاق'و حكلى كل حاجه من لما جاتى القصر عشان تاخديهم الحد ما حصله اللي حصل'
حاول خداعها'و'الكذب عليها فلم يخبره أخيه بشيئاً بعد'لكنه لم يكن يود أن يخبرها بالحقيقه التى أعترفت بها "ريحانه" لكى لا تعلم أنه أصبح يعرف هدف زواجهم لها'
ساكته ليه ماتردي'!!
هتفَ بصرامه'فقالة بندفاع بصوتاً خائف"
أنا عملت كدا عشان الرجاله متقتلهوش' عملت نفسي فى صفهم'و'مسكت المنجل'و'جرحت "فارس" عشان اوهمهم أنه خلاص مات'بس هو كان مغم عليه معرفش انه كان واعى و بيشوفنى'
تجحظت عينيه بشراسه معلنه عن براكينه التى أنفجرت بعروقهُ'لم يكن يتوقع أنها الفاعله'فنهضا من على مقعدهُ'و'تقدم إليها تزامناً معا بحته الهادئه كهدؤ لليلة علي وشك العاصفه"
يعنى عشان تثبتلهم أنك معاهم قررتى أنك تقتلى أخويا'حلو أوي كدا' مين بقا الرجاله دول و تبع مين'واضح أنك تعرفيهم كويس أوي'
اعترافها أوقعها بـشر أفعالها أمام رچلاً لا يعرف شيئاً عن الهدؤ'فبدأت بالتحدث بربكه"
دول ناس قطعين طرق'كانوا عايزين الفلوس و اللى معانا'أنا معرفهمش أنا لما قولت ابقا فى صفهم كان قصدي أنى سبتهم يعمله اللى هما عايزينه'
بالله لو منطقتى'و'قولتى الحقيقه مهخلى رجلك تخطى بره القسم دا غير'و'أنتِ ميته'كل الكلام اللى قولتيه مسمعتش منه حاجه'ياله ابدئي من الأول عشان مزعلكيش'و'أنا زعلى بيحرق من غير ما يسمى'
نظرة الكراهيه المفخفخه بالحنق التى رئتها بعينيه'جعلتها تتفوه بقلقاً يحتويه بعض الكذب"
الرجاله يبقوا تبع راجل مهم أسمه "ياسر الغنيمى" كان بيجلنا زيارات عشان يعطف علينا'و'يدينا قرشين نصرف منهم'و'لما شافنا راكبين فى العربيه معا أخوك'و'ريحانه "بتعيط فكر اننا مخطوفين عشان كدا نزل رجالته عشان يشفونا'و'لما اخوك نزل ضربوه بالمسدس على راسه خلوه يغم عليه'و'كانوا عايزين يقتلوه'عشان كدا أنا عملت نفسي فى صفهم'و'جرحته بالمنجل'
كانَ يعلم أنها تكذب، فى بعض الأموار مما جعله يلقى عليها سؤالهُ مستفهماً بحده"
'و'مدام هما يعرفكم ليه مقولتيش أن"فارس"مش خطفكم'ماتهيقلى كانَ هيصدقك'
مكنش هيصدق عشان "ريحانه" جاتلها نوبة الصرع'فكدب كل كلامى لانه عارف أنها مبتجلهاش النوبه غير لو كانت خايفه"
ليه هربتى'و'سابتى "فارس'و'ريحانه" لوحدهم'
خوفت مكنتش عارفه اعمل ايه'؟
لم يشتري حديثها فقد كانَ يعلم أن معظم ماقالته مجرد كلمات خداعاً له'فكلامها يتنافى معا أعتراف"ريحانه"الشئ الصادق الوحيد التى هتفت به'هو كنية "ياسر الغنيمى" مما جعلا "جواد" يهاتفها بذات المكر بشراسه بصريه"
ماشي يا "غوايش" هصدقك'و'هسيبك تمشي عشان خاطر"ريحانه"مراتى أنا بردو مراعى أنك مرات أبوها'و'أبوها عاجز مفيش حد غيرك بيراعيه'
شقت البسمه وجهها بقولاً"
تعيش يا "جواد" بيه متحرمش منك أمشي أنا بقا لأحسن زمان الراجل مش لاقى اللي يساعده'
أشاح لها برأسهُ لتغادر'فغادرة على الفور'اما هـو فجلس على مقعده مجدداً'ثم أجري إتصالاً على أحد أصدقائهُ بقسم المرور'فأجبهُ بعد ثوانى"
اهلاً يا صحبي"
عملت ايه فـى اللى طلبته منك'
ااه بخصوص خط سير العربيه الGB السوداء أنا راجعت كاميراة مخارج'و'مداخل البلد'و لقيت فعلاً عربيه بنفس المواصفات خرجت من البلد امبارح عالساعه خمسه بعد العصر'و'لما بحثت عن ارقمها طلعت عربية واحد من الناس التقيله اوي فى مصر'
ضيق عينيه بشراسه متسائلاً"
أسمه ايه'
بارون الغنيمى'من أكبر رجال الأعمال'
اتضح له أنه من نفس العائله'و'الترجيح الأعلى
له أن "البارون" شقيق "ياسر"'فساله من جديد"
بيشتغلوا في ايه'
تبسم الصديق قائلاً"
قول ما بيشتغلوش فى ايه'بس أشهر شغلهم فـى المقاولات'
تمام
تمام يا صحبي لو أحتاجة حاجه فى أي وقت أبقى قولى ياله سلام'
أغلق "جواد" المكالمه'فوجدا "مرعى" يدخل إليه بكوب الشاي'ثمَ وضعهُ على الطاوله'فحمل'جواد'الكوب'و'تناول أول رشفه التى لم يتحملها لثانيه بفمهُ'و'فرغها في الهواء'و'نظرا له متسائلاً بزمجره"
ايه القرف دا أنتَ عملت الشاي دا أزي'؟
هتفَ"مرعى"بصراحه مستفزه"
ساعتك قولتلى أتصرف'و'جيب مياة ورد'قومت أنا لميت كل الورد اللى فى الزرع اللي حولين القسم'و'غسلته'و'غليتُه'و'بمايتهُ عملتلك الشاي'
قطم على شفاه السفليه بحنقاً ثمَ هتفَ "
أخفا من وشه يا "مرعى"
تراجع بقلقاً "
مش فاهم أرضي ساعتك أزي والله'
بطل برطمة الحريم دي مش من ناقص برطمه فى البيت'و'هنا كمان'خد الكوبايه'و'اخفا من وشه'
مرعى بعبث"
مش فاهم مش طايقنى ليه من صبحية ربنا'
غور بدل ما حطك فى التخشيبه'
صاحه بزمجره فخرج الأخر بعدما أخذ، كوب الشاي'و'تركهُ يتبادل الارء معا عقلهُ'
ـــــــــــــ"
"يحدث الأن فى المسقبل عام ٢١٠٤"
بقصر"أدم السوالمى"بحديقة القصر كانت تجلس"ثريا"برفقة "أدم" بعدما تناول الفطور'و'أحضرة له الشاي'
ممكن لو مفهاش أزعاج تقولى حكاية'و'الدة حضرتك'
رأه الفضول بعينيها فترك الفنجال عالطاوله'و'هتفَ بقولاً يأس"
معا أنى مبحبش أفتكر الحكايه بس هحكى هالك'أمى كانت سيده جميله قويه شايفه نفسها فوق الكل مصلحتها كانت رقم واحد'كانت دايماً بتتخانق معا والدي"خليل السوالمى"بطالبه دايماً بحاجات فوق مقدرته'فضلت الحياه ماشيه بنهم كدا الحد لما ظهرت "ياسمينا" فى حياتنا'
ضيقت عينيها بتسأول"
مين "ياسمينا"
دي كانت البنت اللي والدي قابلها صدفه'فى القسم عند صديقه"جواد الهلالى"
ذادات التسأولات بعينيها فئجابها ببدء الحكايه"
لما والدي قابل "ياسمينا" كانت بنت جميله بتشتغل راقصه"كانت متهمه فى قضيه زور بس والدي خرجها بما أنه كان محامى'و'لما عرف أنها ملهاش مكان تروحله خدها المكتب بتاعهُ' باتت في يوم'و'تانى يوم راحلها والدي عشان يطمن عليها'و'أنا كنت معاه"
بتلك الحظه عاده "أدم" بذكرياتهُ للماضي'ليتذكر ما حدث بين والدهُ'و'ياسمينا بالمكتب'
دخل"خليل" المكتب برفقه صغيرهُ'أدم'الذي أحضرهُ معه لأن"ثريا" كانت منغمسه بأعمالها'و'فور أن دخلا أستقبلتهم"ياسمينا" ببسمة أمتنان"
صباح الخير يا أستاذ"خليل"شكراً عشان خلتنى أقضي الليله هنا بمكتبك'
"خليل" بجدية "
مفيش داعى للشكر'ياتره أعصابك أرتاحت عن أمبارح'
"ياسمينا"بتايد"
طبعاً أرتحت دي أول مره من سنين أحس بالراحه دي'
صمتت حينما رأت"أدم"فتسالت ببسمه"
ماشاء الله دا أبن حضرتك
أيوه "أدم خليل السوالمى "ابنى الوحيد
ربنا يحفظ هولك'
اتفضلى جبتلك البس دا'و'الفطار'
تبسمت بحرجً"
مكنش في داعى للتكاليف دي'
خديهم متتكسفيش'
أخذت الأغراض منه'و'دخلت'و'رتدت الثوب الأسود الطويل الذي يخفى كامل جسدها'ثمَ خرجت إليه لتشكره"
شكراً من قلبي الفستان جميل'و'محتشم فكرنى بلبسي قبل ماهرب من بيت بابا'
نبشت فضولهُ فجلس على الأريكه بجوار صغيرهُ متسائلاً "
لو مفهاش تدخل منى فى حياتك'ممكن تقوليلي
هربتى ليه من بيت أهلك'
جلست على المقعد أمامهُ بحزناً خيم عليها'
أنا "ياسمينا الخولى"بنت صياد ليه سمعته و اهلى معروفين فى إسكندريه'و'أنا عندي اتنين وعشرين سنه ماما توفيت'و كانت حالتى النفسيه مدمره وسقط فى الامتحانات و قررت اسيب الجامعه و قعدت فى البيت'و'قتها جه ساكن جديد فى الشقه اللي قدام بلكونة اوضتى كان شاب اسمه" يوسف"
كان شكله حلو و فى اوله جامعه'و كل الشارع كان بيحبه و بيشكروا دايما فيه'كان دائماً بيقف فى شباكه قدام بلكونتى'و'يلغينى و يحاول يحدفلى جوبات'الحد لما اتعلقت بيه و حبيته
'و'بقينا نتقابل و نتكلم بالساعات على التلفون'الحد لما جه فى يوم وهو بيكلمنى بالليل طلب منى ابعتله صورتى'بشعري وقتها كنت محجبه'قالى انه نفسه يشوف شعري'تحت مسمى انه حبيبي و اكيد هيتقدملى'و'وافقت و بعتله الصوره.'و'بقيت كل يوم ابعتله صوره'الحد لما لقيته بيكلمنى'و'بيقولى أنه أشترالى حاجه و عاوز يشوفها عليا'ففتحت البلكونه'و'خدت الشنطه اللى حدفها'وفتحتها'و'لقيت فيها هدوم داخليه شبه البكينى القطعتين'أول ما شوفتهم اتخضيت'و'قولتله لاء مش هلبسهم و الا هتصور بيهم'فزعل منى'وقعد لمدة شهر مش بيكلمنى'فخوفت ليضيع منى و يسبنى'فبعتله رساله وقولته انى موافقه على البس'و بالليل لبست الغيارات الداخليه كانت حرفيا بكينى اسود قطعتين'لبسته واتصورة بيه'و بعتله الصور'فلقيته شافهم'و'بيرن عليا مكالمة فيديو'فقعدت على السرير'و'غطيت نفسي بالبطانيه'و'رديت علي مكالمة الفيديو بتاعته'فستغرب وقالى اشيل البطانيه من عليا'و'افرجه عليا عشان يشوف الغيارات على الطبيعه'قالى لو بتحبينى بجد هتعملى كدا و تفرجينى انتي حبيبتي و انا في كل الاحوال هتقدملك و هتبقي مراتي'أصر على كلامه فشلت الغطا وقومت وقفت'و'بدأت أمشي الكاميرا علي جسمى عشان يتفرج'و'أنا سمعاه بيشتم بكلام قليل الأدب'و'يقول كلام غريب'فقربت الكاميرا و قولتله كفايه كدا'فبتسم وقالى ماشي يا حبيبتى'حبي ليه كان عامى عنيه'و'فضلنا كل يوم نتكلم فيديو'و'معظم الوقت ابقى لابسه هدوم مبينه جسمى عشان بيطلب منى كدا'الحد لما جه فى يوم ولقيته بيقولى و احنا فاتحين الكاميرا'عاوز أشوفك من غير هدوم خالص'و أن الغيارات الداخليه اللي بيشوفنى بيها مش ساتره كتير فعادي لو شوفتك من غير حاجه خالص'قعد يقولى كلام حب ووعود كتير الحد لما سلمت'و'قلعت كل لبسي و خليته يتفرج عليا'و'هو عمال يقولى كلام حب و الفاظ غريبه'
وجه تانى يوم ولقيته بيقولى انه عاوز يقابلنى فى شقته عشان نقعد على راحتنا'فخوفت ورافضت فقالى ان الموضوع بسيط و اننا فى كل الاحوال هنتجوز مفهاش حاجه لو قعدنا سوا بعيد عن الناس'بس أنا اصريت على الرفض فلقيته ظهر على حقيقته و قالى لو مجتلوش هيفضحنى بالصور'و'الڤيديوهات لانه كان بيسجلهم على تلفونه'وقتها من الخوف معرفتش اعمل ايه اروحله وانا عارفه انه عايزنى عشان يشبع رغبته منى'والا اقول لباب'و'يقتله ويدخل السجن'
مكنش قدامى حل غير انى سبت البيت وهربت'و'استخبيت عند واحده صحبتى'و'بعد أيام عرفت ان "يوسف" نشر صوري و ڤيديوهاتى على مواقع مش، كويسه و كمان على مواقع فيس'و طبعاً الصور و الڤيديوهات وصلت لأهلى'وعرفت أن بابا بيدور عليا عشان يقتلنى'فهربت من عند صحبتى. وفضلت فى الشوارع الحد لما لقتنى "نواعم" و شغلتنى عندها رقاصه'هى دي كل حكايتى يا "أستاذ" خليل'
نهت حديثها بدموعاً ممزقه خرجت من صميم جروحها'أمام"خليل"الذي هتفَ بجديه"
مفيش حبيبي حقيقي بيحب بجد يطلب من حبيبته صور و ڤيديوهات'لأن الراجل اللي بيحب بجد هيبقي شايفك شرفه حاجه زي الأزاز مش مسموح لحد أنه يكسرها'الراجل اللي بيحبك بجد هيخاف عليكى من نفسه من نظرته'من رغباته'و من غير لف و دوران ووعود هيدخل البيت من بابه زي أي شاب محترم و هيتقدم عشان يتجوزك'عشان تبقي حلاله'و طول فترة خطوبته ليكى مش هيطلب يشوف خصله من شعرك لانه عاوز يحافظ عليكى من رغباته'الحد لما يتكتب كتابكم و يتم الفرح قدام الكل و يزفوكى عروسه لبيته'وقتها بس يقدر أنه يملى عنيه منك'و'يشوفك من غير حاجه لأنك بقيتى حلاله قدام "رب العالمين" و'قدام الناس كلها'
هو دا الراجل اللي بيحب بجد'انما اي راجل تانى يطلب من البنت اي طلب مش محترم يبقي بيتسلى بيها'و'عاوزها عشان تلبي رغباته فقط'انما لما هياجى يتجوز هيرميها و هيتجوز واحده تحافظ على شرفه و أسمه'و'عمره ما هيفكر انه يطلب منها أي طلب يفضح شرفها و سترتها'
ذادت بالبكاء كثيراً'و'كأنه أشعل كبتها بحديثهُ الصريح'فنهضا ممسكاً بيد صغيرهُ"
أنا مصدق حكايتك'و'عارف أنك ضحيه بس مشتركة بجريمة في حق نفسك'و'ربك'بس هساعدك لو عاوزه تتوبي بجد خليكى هنا هشوفلك شغل'عشان تبداء من جديد'
ابصرت به بنكساراً"
دا يبقي معروف عمري ما هنسا هولك'
أوماء "خليل" بالموافقه'و'ذهبَ برفقة صغيرهُ'بتلك الحظه عاده "أدم" من ذكرياتهُ'مكملاً "لثريا" التى تستمع له بأنتباهً شديد"
'و'خلصت "ياسمينا" حكايتها و مشيت أنا و والدي من المكتب'و'رجعنا البيت'
'و'بعدين حصل ايه'
سالتهُ بفضولاً'فقاله بأرهاق"
مش قادر أحكى النهارده أكتر من كدا'قومى'من فضلك سندينى لأوضتى عايز أرتاح شويه'
قامت بلهفه'فهى تعلم جيداً أنها والدتهُ'ثمَ أمسكت بيدهِ'و'بدأت بالسير برفقتهُ'لتأخذهُ لحجرة نومهِ'
ـــــــــــ
"يحدث الأن فى الماضي 2024"
عاده "جواد" للقصر"بعد أن أطمئن على حالة أخيه'و'تأكد أنهُ على ما يرام'و'حينما دخلا'و'جدا "ريحانه" تجلس على الأرض'و'بجوارها'دلو من الماء'تغسل الأرض'و'هى مرتديه عبائهُ سوداء قطنيه'و'شعرها البنى مربوط على هيئة كحكه و'هناك بعض الشعيرات القليله ساقطه على وجنتها'رغم أنشغالها بالتنظيف'الا أنها كانت فاتنه بعينيه'لكن ما فعلته معه لم يغفر لها بعد مما جعله يسير حتى وقف أمامها "
هو دا تمامك خدامه'بس ياتره'الباشا لما كان هياخدك القصر بتاعه كان هيخليكى الهانم بتاعته'و'الا مجرد خدامه تنضف وساخة جزمهم'
شعرت بالأهانه تمزق قلبها'فـنهضت تناظره بحزناً "
أنا مش خدامه'أنا مراتك'و'عايشه هنا فالازم أنا اللى انضف البيت'اما بقى اللي أنتَ بتتكلم عنه فمعرفش كان هيخلينى أيه بس أكيد كان هيعاملنى أحسن منك"
امسك بمنتصف ذراعها يعتصر نسيجها بين أصابعهُ الغليظه'متفوهاً بصرامه"
عارفه هيعاملك أحسن منى ليه عشان أنتِ بالنسباله مجرد لعبه'لأن مفيش راجل بيحب بجد يطلق مراته'و'حتى لو طلقها'مش هيقولها تتجوز محلل'لأنه مش هيستحمل أن راجل غيره يلمسها'
أنتَ ليه عايز تفهمنى أنه بيكرهنى'
هتفت بصوت مليئ بقدوم البكاء'فشدد من قبضتهُ عليها"
بيكرهك او لاء ميخصنيش'و'ميخصكيش'من الأحترام يا مؤادبه أنك متفكريش باي واحد'و'أنتِ متجوزه'عشان اللى بتفكر فى راجل غير جوزها تبقى مشفتش تربيه'و'مبتصونش الشرف'
أوماة من خوفها من عينيه المتجحظتين بـكراهيه'فالقاها للوراء'و'ذهبَ فتعثرت بالدلو'و'وقعت على الأرض'بعدما التوي كاحلها'فصرخت باكيه من شدة الألم'فستدار للخلف'فرئها جالسه على الأرض تمسك بقدمها'فساره مسرعاً إليها'و'جلسه أمامها نصف جلسه يتفحصها"
ايه اللى بيوجعك'
سألها ببحه مبعثره بالغضب الخائف، فقالت وهى تشير لكالحها الأيسر"
رجلى من هنا'و'جعانى أوي'مش قادره'
نظرا لمخضع الألم'و'لمس كاحلها فصرخت'فقاله لها ببعض الهدؤ ليهدئها"
متخفيش مفكيش حاجه'غمضي عينك'و'فتحى'
ليه'
أعملى زي ما بقولك'
لم تكن تمتلك خياراً'فأعمضت عينيها'فعدلا كاحلها فى غمضة عينِ لموضعهُ الطبيعى فصرخت'تزامناً معا فتح عينيها'فهتفَ بجديه"
كلها دقايق'و'الإلم يختفى'
اوماة'و'هى تمسح دموعها بضهر مرفقها مثل الصغار'فقتربا منها'و'حملها بين ذراعيه ثمَ نهضاَ بها فعترضت"
نزلنى من فضلك'
سارهَ بها صاعداً الدرج دوان أجابه'حتى وصلا للحجره'و'أدخلها'و'وضعها برفق فـوق الفراش'بامراً"
متتحركيش من علي السرير عشان ما تتعبيش'رجلك محتاجه شوية راحه'
عارضتهُ بهدؤاً"
بس أنا مش متعوده على القعاد'أنا متعوده على شغل البيت'
بداء بتحرير أزار قميصهُ تزامناً معا حديثهُ الجاد لها"
دا لما كنتِ في بيت أبوكى'و'بعدين أنا مقولتش أنك هتفضلى قاعده كدا'أنا بقولك أرتاحى الحد لما رجلك تخف'و'بعد كدا نضفى زي مانتِ عايزه'
أنتهى من تحرير الأزرار'و'نزع القميص من علي جسدهُ'و'القاه على الفراش'فخفضت نظرها بخجلاً'مما جعلهُ يتحدث ببروداً أثناء سيرهُ للخزانه"
مشوفتش الكسوف دا'أمبارح "و'أنتِ بتحركى أيديكى فوقيا'
بلعت لعابها باحراج"
أنا كنتِ مستغربه شكل الحاجات اللى عندك فقولت اشوف ملمسها إيه'
زم فمهُ بجفاء"
أسمها عضلات'هـو حبيب القلب مكنش عنده منها'
هتفت بـجديه"
لاء مكنش عنده'
'أغلق الخزانه بـقوه'و'استدار'و'نظرا لها بحنقاً"
انزلى كملى مسيح'
بس أنتَ قولتلى متحركش عشان رجلى'
بلاش مناهده نفذي، من سكات ياله غوري على تحت'
بدا أن اجابتها على سؤاله الخاص بياسر قد أوقدة غضبهُ'فـنهضت من فـوق الفراش تسير بعرج'تُخرج أنين أرهاقها بصوتاً أنثوي أشعل مخازين جسده المطالب بها'لكنهُ'حاول بقدر الإمكان أن يتجاهلها'حتى رئها تستدير له'تناظرهُ بعين دامعه من الإلم كاحلها"
"جواد" ممكن تخلينى قعد شويه'و'بعد كدا هنزل اكمل مسيح'والله رجلى وجعانى أوي مش قادره أدوس عليها'
بتلك الحظه التى سمع إسمهُ بصوتها المتناغم'بارهاق أنثوي'يخرج عبر شفتيها الورديه'هزمته جيوش فيضان مشاعرهُ'و'سارهُ إليها'و'واقفه أمامها'و'قبل أن تكمل حديثها'إنحنى إليها'و'بتلعبى شفتيها'بنيران الشوق'فئضاءت بلمستها مصابيح الكمال'بقلب رچلاً متشقق من الخذلان'حاوط خصرها مثلما تحاوط الشمس البحر وقت الشروق'رفعَ يدهِ'و'حرر شعرها لينسدل عليها مثل شلالات بلون الرمال'ليسبح باصبعهُ بين الموجه'و'الأخري'اما هى فعجرة تماماً عن التحرك'فهذا الشعور العازف الذي يجمعهما بمثابة'موسيقى هادئه'و'سط لليلةً ممطره'يأثرها'
و'بعد ثوانى ابتعدا عنها بعدما نفذ الهواء من رئتيهما'فسندا جبينهُ على جبينها'يتبادلاً لـهفة الأنفاس'بصدوراً تتصاعد بنبضاتاً متمرة بحرارة التذوق'ثمَ' انحنى عليها ليكمل ما بدئه'لكن احدهم فتح الباب عليهما'فستدار"جواد"بعين تجحظت بشراسه لمن يقف أمامهما"
تكملة الرواية حتى الفصل العاشر من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺