رواية بستان حياتي بقلم سلوي عوض الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم سلوي عوض حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
اول مره اكتب روايه ادعموني ❤🥰
مقدمة رواية "بستان حياتي"
في أحضان صعيد مصر، حيث تجتمع الطبيعة الخلابة مع تراث عريق، تعيش بستان، الفتاة المرحة التي تجسد روح الشباب والأمل. في أوائل العشرينات، تزرع بستان الابتسامة في قلوب من حولها، متخطية قيود التقاليد بقلب مليء بالحياة.
وعلى النقيض منها، يظهر سليم، ابن عمها الجاد، الذي يعيش في القاهرة. رجل أعمال ناجح في أواخر العشرينات، يسعى لتحقيق أحلامه بينما يواجه تحديات الحياة في عالم مليء بالمنافسة.
تتداخل حياة بستان وسليم، في رحلة مليئة بالمفاجآت، حيث يكتشفان معًا أن الفرح والجدية يمكن أن يجتمعا، وأن الحب يمكن أن يتجاوز الفجوات بين الماضي والطموح. "بستان حياتي" هي قصة عن الأمل، التحدي، والعلاقات الإنسانية التي تنبض بالحياة في كل زاوية من زوايا الصعيد.
"اعرفكم بالشخصيات"
الجد سليم العمري. رجل ذو هيبة وعزيمة، يملك حكمة السنين ومهابة الأجداد، فهو رمز الصلابة والكرامة وسط مجتمع لا يعرف سوى احترام الأقوياء.
لكن خلف هذه الجدران التي تبدو صلبة، تشرق بستان، حفيدة الجد سليم الأقرب إلى قلبه، التي تضيف نكهة خاصة لحياة العائلة.
بستان، الفتاة العشرينية ذات الروح المرحة والضحكة الساحرة، تبدو وكأنها نسمة خفيفة في عالم صاخب بالتقاليد. هي زهرة نمت بين تربة الصعيد الصلبة، تجمع بين عفوية الشباب وحب الحياة، وتتمتع بخفة دم تجعلها قريبة من الجميع، خاصة جدها الذي يخصها بمكانة لا ينافسها فيها أحد.
وعلى النقيض منها، يبرز سليم العمري، ابن عمها البالغ من العمر 28 عامًا. سليم هو رجل أعمال ناجح في العاصمة القاهرة، عاشق للتحديات والطموحات الكبيرة. يحمل اسم جده ويجسد قوته، لكنه اختار أن يبني مجده بعيدًا عن أرض الصعيد. سليم يسعى جاهدًا لموازنة إرث العائلة الثقيل مع طموحاته الشخصية، بينما يحيط به عالم مليء بالمنافسة والفرص.
"عندما تتشابك قصة بستان وسليم، تنبثق حكاية تمزج بين الماضي والمستقبل، بين دفء الصعيد وصخب القاهرة. هنا تبدأ رحلة ممتعة ومليئة بالتحديات، حيث تتصارع التقاليد مع التطلعات، وتظهر علاقات مدهشة تخفي أسرارًا ومفاجآت ستغير مجرى حياة الجميع."
❤🥰
اول تجربه ليا في الكتابه ادعموني عشان استمر وان شاء الله القصه دي تكون مختلفه يارب تعجبكم مستنيه رئيكم
بارت 1: "بستان حياتي "
المشهد: بيت العمري في الصعيد، صباح مشمس. غرفة بستان مليئة بأشعة الشمس الدافئة.
(تدخل الأم صباح الغرفة، حيث تجد بستان نائمة على سريرها.)
الأم صباح:
(بصوت عالي وحنون) بستان! بت يابستان! قال بستان قال! انتي يا زفتان!
(تبدأ بستان في الاستيقاظ ببطء، تتثاءب وتفرك عينيها.)
بستان:
(بتذمر) يوه ياما! كل يوم نفس الموال ده؟ متفوتيني أكمل نومي! هو أنا ورايا حاجة؟
الأم:
(بتنبه) الساعة بجت واحدة يا أمورة الضهر! وحضرتك نايمة كأنك عروسة! جدك صاحي من الفجر، مش راضي يفطر ولا ياخد علاجه إلا لما حضرتك تصحي! وعايز يشرب البتاع اللي علمتيه يشربه ده!
(تضحك بستان وتبتسم لأمها بحب.)
بستان:
(بمرح) اسمه نسكافيه يا أمي، نسكافيه!
الأم:
(تضحك أيضًا) قولتله أم سعيد تعملهولك، قالي محدش يعرف يعمله غير بستان!
(قفزت بستان من السرير بحماس، وكأنها استرجعت طاقتها.)
بستان:
(بفرح) جدي حبيبي! معلش يا جميل، أصلي صليت الفجر وقرأت قرآن، ونمت شوية بعدين. هأخد حمام وأصلي الظهر وأنزل لجدو حبيبي.
(تتوجه بسرعة إلى الحمام، حيث تأخذ حمامًا سريعًا، ثم تصلي فرضها.)
(بعد أن تصلي، تتجه نحو غرفه المعيشه .)
بستان:
(تدخل الغرفة، ووجهها مشرق) آسفة يا جدو! راحت عليا نومه!
(الجد يتجاهلها ويظهر عليه الزعل.)
بستان:
(بتسارع) خلاص بقى يا سولي، ثواني ويكون عندك أحلى نسكافيه على مزاجك!
(يبتسم الجد أخيرًا ويقول.)
الجد:
(بتفاخر) بقى سليم العمري كبير الصعيد يتقاله يا سولي!
(تضحك بستان وتحضنه بحب.)
(يدخل عمر، أخو بستان
عمر:
(يضحك بمرح) إيه اللي أنا شايفه ده على الصبح؟ أختي وجدي!
بستان:
بس يا حضرة الظابط الفاشل، يا اللي رحت تقبض على متهم لوحدك وناسي سلاحك! ولولا إنه عرف إنك حفيد سليم العمري كان بقاله معاك كلام تاني!
(يبدأ عمر في ملاحقة بستان، وهي تضحك وتختبئ منه.)
عمر:
(يجري ورائها) والله لوريكي!
(تجري بستان خلف الجد، والجد يضحك على المشهد.)
(فجأة، يدخل فريد، الأخ الأكبر، وعلامات الجدية بادية على وجهه.)
فريد:
(بصوت مرتفع) وبعدين معاكو! انتو الاتنين كل يوم الغاغة دي!
(تتجمد بستان وعمر للحظة، ويخافون من فريد.)
بستان:
(بهمس) مش عايزين نتخانق معاه!
عمر:
(بصمت) صحيح، خلينا نسكت.
(يتبادلون نظرات خفيفة ثم يضحكون في صمت.)
(تدخل الأم من المطبخ، وهي تحمل أطباق الفطور.)
الأم:
(تنادي) يلا عشان تفطروا!
---------------
على النقيض تماما في القاهره عائلة جمال العمري الابن الاكبر لسليم العمري وزوجته صافي واولادهم سليم ونور وليلي
صباح جديد يضيء فيه المكان بأشعة الشمس. القصر يعبق بأجواء من الهدوء، مع أصوات خافتة للشغالات في الخلفية.)
(تنزل صافي من سلم القصر، خطواتها تتردد في أرجاء المكان، وهي تنادي.)
صافي:
(بصوت مرتفع) يلا حضروا الفطار بسرعة!
(تدخل صافي إلى مكتب زوجها جمال، حيث تجده منهمكًا في أعماله، أوراق مبعثرة من حوله.)
صافي:
(بتفاؤل) يلا يا جمال، وقت الفطار!
جمال:
(بدون أن يرفع نظره) مش هفطر. هاتيلي القهوة بس.
(تشعر صافي بخيبة أمل، لكن تحاول أن تبقى إيجابية.)
صافي:
(بصوت هادئ) برحتك.
(تخرج من المكتب وهي تتنهد، تدور أفكارها في عقلها.)
(بعد قليل، ينزل سليم، الابن الأكبر، من غرفته مرتديًا ملابس العمل.)
صافي:
(تناديه) الفطار يا سليم!
سليم:
(بوجه غير مهتم) مليش نفس.
(يخرج سليم مسرعًا، متوجهًا إلى الشركة، مما يزيد شعور صافي بالوحدة.)
صافي:
(بهمس لنفسها) هو أنا كل يوم أفطر لوحدي؟
(تشعر بالحزن، ثم ترفع صوتها.)
صافي:
(بغضب) شيلوا الفطار! ولو حد سأل عليا، قولوا ف النادي!
(تخرج إلى الشرفة، تنظر إلى الحديقة، محاولة البحث عن السلام الداخلي وسط مشاعر الإحباط.)
----------------------
"في قصر سليم العمري"
في غرفة المعيشة
(يدخل فريد إلى الغرفة، ملامحه تعكس الفضول والاهتمام.)
فريد:
(بصوت مرتفع) أومال الجماعة فين يا جدي، عمي وولاده؟
(الجد ينظر إليه من خلف صحيفة قديمة، مبتسمًا برفق.)
الجد:
(بهدوء) راحوا عند عمّتك ناديه. بنتها ولدت النهارده، راحوا يطمنوا عليها.
(في تلك اللحظة، تدخل بستان إلى الغرفة، وهي تبدو متوترة وعيناها مليئتان بالقلق. تقترب من الجد وتهمس له بحذر.)
بستان:
(بقلق) يا جدو، أمي بتقولي يلا نروح لعمتي، وأنا عندي امتحان بكرة. هعمل إيه؟
(الجد ينظر إليها بحب، ويضع يده على كتفها لتطمينها.)
الجد:
(بثقة) متخافيش، يا قلب جدك. هخلي فريد يوديها ، وإنتي اقعدي وذاكري.
(بستان تبدو غير مطمئنة، عينيها مليئتين بالقلق.)
بستان:
(بتردد) طب هروح إزاي بكرة؟ وهقولهم رايحة فين؟ أنت عارف، مش عايزة أعمل مشاكل مع فريد. لو عرف إنّي بكمل تعليمي، هيحصل مشاكل.
(الجد يتفهم مخاوفها، ويبتسم.)
الجد:
(بحزم) متخافيش، أنا هقولهم نازلة معايا مصر أكشف. هننزل في بيتنا اللي في مصر، مش هنروح عند عمك. عارف إنك مبتحبيش عياله.
(بستان تبتسم قليلاً، وتشعر بالراحة، ثم تقبله بحب.)
بستان:
(بامتنان) ربنا ما يحرمني منك يا جدو.
(فريد يتدخل في الحديث، وعلامات الشك بادية على وجهه.)
فريد:
(بقلق) في إيه؟ عمالة تتهمسي مع جدك ليه؟ شكلك مش مظبوط.
(الجد يحاول تهدئة الموقف.)
الجد:
(بتسامح) مالك بيها يا فريد؟ انت مش مكبرني خالص.
(فريد ينفجر بغضب.)
فريد:
(بتحدي) العفو يا جدي، أصل أنت مدلعها. أكسر للبت ضلع يطلع لها 24!
الجد:
(بغضب) اخرجي إنتِ يا بستان دلوقتي!
(بستان تشعر بالتوتر، وتخرج من الغرفة، عينيها مليئتين بالدموع.)
(يعود الجد ليواجه فريد بنظرة حادة.)
الجد:
(بغضب) ليه يا فريد بتتعامل مع إخواتك بالقسوة دي؟ خليك حنين عليهم.
(فريد يقفز على الفور للدفاع عن نفسه.)
فريد:
(بصوت عالٍ) انت ناسي إن أنا مكان أبوهم الله يرحمه!
(الجد يصرخ، صوته يملأ الغرفة.)
الجد:
(بغضب) فريد، متنساش نفسك! أنا هنا كبير البلد والصعيد. مش معنى إني مسكتك حالي ومحتالي، تفتكر نفسك كبرت عليا! ملكش دعوة بإخوانك. قوم يلا روح شوف الأرض. هتفضل طول النهار هنا.
(يتوقف الجد قليلاً، ثم يضيف بحزم.)
الجد:
ولعلمك، أنا واخد بستان ونازل مصر أسبوع. أنا مش باخد إذنك، أنا بعرفك. أياك تيجي جنب أختك تاني!
(فريد يغادر الغرفة بصمت، ملامحه تعكس التوتر والضغط الذي يشعر به. يتجه إلى الباب، وعينيه تضيء بتحدي.)
فريد:
(في سره) يقطع البنات وسنين البنات. مجلناش منهم غير وجع القلب. ماشي يا بستان، والله لوريكي.
---------------
في غرفة الجد سليم العمري، حيث كانت الجدران تحمل قصص الزمن، اقترب من الدولاب القديم الذي احتفظ به بأغلى ذكرياته. فتح الباب ببطء، وامتدت يده إلى الداخل لتخرج صورة قديمة.
بينما كان ينظر إلى الصورة، لم يستطع منع دموعه من الانهمار. كانت تظهر فيها امرأة جميلة، وقد عادت به الذاكرة إلى زمن مليء بالحب والأمل، ولكنه كان أيضًا مليئًا بالفقد.
بصوتٍ خافت، همس الجد لنفسه، محاطًا بأجواء من الحزن:
الجد: (بتأمل) والله، يا بستان، مش هخلي مصيرك نفس مصيرها. كفاية، هي راحت...
أغلق عينيه للحظة، مسترجعًا ذكريات الماضي، حاملاً في قلبه فراغ تلك المرأة التي تركت أثرًا عميقًا في حياته. ثم أضاف بحزن عميق:
الجد: (بصوت مكسور) أكيد ربنا عوضني بيكي عنها...
نظر إلى الصورة مرة أخرى، وكأن ذكرياتها تمنحه القوة. قرر في تلك اللحظة أن يكون حاميًا لبستان، وأن يدعم كل أحلامها، مهما كان الثمن.
كانت تلك الصورة ليست مجرد ذكرى، بل كانت دافعًا له ليحمي بستان من مصير مشابه، ويضمن لها مستقبلًا أفضل. إذ شعر بأن وجودها في حياته يعطيه الأمل، وأنه لن يسمح لأي شيء بأن يعيد تلك اللحظات الأليمة مرة أخرى.
( ياترى مين بقى صاحبه الصوره وايه علاقتها بالجد وبستان 🤔🤔
معلش ع التاخير الفيس مساحلي البوست 💔
يلا قولو رئيكم❤
بارت 2 من بستان حياتي
وصل الجد سلِيم وحفيدته بُستان إلى القاهرة، حيث منزلهم في المعادي. كان عُتمان البواب في استقبالهم.
عُتمان: "حمد لله على السلامة، نورت مصر يا حج!"
الجد: "منورين بيكو يا عُتمان... شيل الشنط ودخلها جوا يلا."
توجهوا إلى الفيلا، ولكنها كانت في حالة من الفوضى، مليئة بالغبار.
الجد: "يا عُتمان، محدش نضف الفيلا ليه؟"
عُتمان: "يا حج، حضرتك مقلتليش إنك جي."
الجد: "هو جمال ولدي مبيجيش هنا ولا ولده سليم؟"
عُتمان: "لا يا حج."
الجد: "طب هات مرتك وعيالك ينضفوا الفيلا ويعملولنا لجمه... اطلعي انتي ريحي شويه يا بُستان."
بُستان: "لا يا جدي، خليهم هنا ينضفوا وأنا هعملنا الأكل."
----------------------------
بعد أن استريحوا وتناولوا الطعام، طلب الجد من بُستان أن تجلب له هاتفه.
الجد: "هاتي المحمول بتاعي يا بُستان، أكلم عمك جمال."
بُستان بقلق: "ليه يا جدي؟"
الجد: "عشان يا بتي اتوحشتهم جوي."
بُستان بحزن: "حاضر يا جدي." وتبدأ في الاتصال بجمال.
جمال: "أيوا يا بوي!"
الأب سليم: "كويس إن انت فاكر إن ليك أب... هات ولدك سليم وتعالى أنا هنا في بيتي في المعادي."
جمال: "وليه يا أبويا مجتش عندي في بيتي ده برضه بيتك."
الأب: "أنت خابر إنّي مابرتحش عند حد."
جمال: "هو أنا حد يا أبويا ده أنا ولدك."
الأب: "خلص يا جمال، هات ولدك وتعالى حالًا." ثم يقطع الجد المكالمة ويستريح.
--------------
تلقى جمال اتصالاً من ابنه سليم.
جمال: "أيوا يا سليم، تعالى حالًا، جدك هنا في مصر وعاوزنا نروح له."
سليم: "الله! طب مجاش عندنا ليه؟"
جمال: "يا بني قولت له مابيرضاش، هو بيرتاح كده... يلا بس متتأخرش."
بعد عدة ساعات، وصل جمال وابنه سليم إلى الفيلا للترحيب بالجد.
جمال بحب: "وحشتني جوي يا بوي!"
الأب: "لو كنت وحشتك كنت سألت عليا وعلى ناسك، إيه يا ولدي، جبت الجسوه ديه منين؟"
جمال: "من شبهه أباه يا حج." وينظر له نظرة تحدي.
سليم الابن: "بالعكس، ده جدي أطيب قلب في الدنيا!" ويأخذ جده في حضنه.
تنزل بُستان وتذهب للسلام على عمها.
جمال: "ياااه بُستان، كبرتي أوي! بقالي 5 سنين مشوفتكيش... بس سبحان الله، وتفرد دمعة من عينه، بقيتي زي القمر شبهه..."
الجد: "جمال، سلمي على ابن عمك سليم الصغير."
سليم: "صغير إيه يا جدي؟ بقى أنا بقيت شحط!" ويضحك ويسلم على بُستان.
بُستان: "إزيك يا أبه سليم؟ وازاي طنط صافي وليلى ونور؟"
ثم بدأوا في تبادل أطراف الحديث، واصر جمال على أن يذهبوا إلى منزله غدًا لتناول الغداء معا
-----------------------
في صباح يوم مشرق، استيقظت بُستان بنشاط واستعدت للذهاب إلى امتحانها. كانت تشعر بمزيج من التوتر والحماس، خاصة وأنها كانت قد درست بجد. انتهت من الامتحان وهي تتنفس الصعداء، وخرجت لتجد جدها، الذي كان ينتظرها خارج بوابة الجامعة بابتسامة دافئة.
الجد، بابتسامة: "يلا يا بُستان، جهزي نفسك هنروح نقضي اليوم عند عمك جمال."
ركبت بُستان بجوار جدها في السيارة، والرحلة إلى منزل عمها كانت مليئة بحكايات الجد عن الماضي، وكأنها فرصة لإعادة الروابط بين جيلين.
عند وصولهم إلى منزل عمها جمال، كان أفراد العائلة يقفون في انتظارهم، بوجوه مليئة بالترحاب. تقدمت ليلى، ابنة عمها، بابتسامة واسعة.
ليلى: "أنا أول مرة أعرف إن عندي بنت عم حلوة أوي كده!"
بُستان، بابتسامة خجولة: "إنتي الأحلى طبعًا يا حبيبتي."
ليلى، تضحك بحب: "لا، انتي عسل والله يا بوسي، شكلنا هنبقى أصحاب ."
بُستان، متفاجئة وسعيدة: "تعرفي إن محدش بيقولي بوسي غير جدو وعمر أخويا."
تورد وجه ليلى بخجل، وظهر عليها الارتباك، لكن الابتسامة لم تفارقها.
صافي، زوجة عمها جمال، تخرج من المطبخ وتنادي بحماس: "يلا يا جماعة، الغدا جاهز! اتفضلوا نورتونا."
على الرغم من أن صافي معروفة بشخصيتها الجادة، شعرت لأول مرة بفرحة حقيقية بتجمع الأسرة ودفء اللقاء.
جلست العائلة حول المائدة، وكانت الأطباق الشهية تملأ الطاولة. أخذت بُستان قضمة من المكرونة بالبشاميل وابتسمت بسعادة.
بُستان: "الله! الأكل حلو أوي، وكمان بعشق المكرونة بالبشاميل."
صافي، تضحك وهي تشعر بسعادة خفية: "بالهنا والشفا يا حبيبتي."
كان الجد يراقب بُستان بارتياح، سعيدًا بأن حفيدته بدأت تتأقلم مع عائلة عمها، وتشاركهم في الأجواء العائلية.
الجد: "يلا يا بُستان، كملي غداكي عشان نتوكل على الله ."
جمال، بنبرة مرحة: "طبعا يا بوي، مش هقولك تبات عندي عشان أنا عارف إنك ما بتحبش تبات بره. بس بعد الغدا لازم نشرب القهوة في المكتب، عايز أتحدد معاك."
بعد الانتهاء من الغداء، قال جمال بحماس: "يلا يا بنات، خدوا بنت عمكم وفرجوها على البيت والجنينة."
بينما توجهت الفتيات للخروج، أخذ جمال والده إلى المكتب. وما إن أغلق الباب خلفهما حتى تغيرت ملامحه. نظر إلى والده بعينين دامعتين، وحبست الدموع صوته.
جمال: "أنا عايز أعرف جبت بُستان معاك ليه مصر؟ وليه كل الحب ده فجأة؟ ولا بتكفر عن ذنبك القديم؟ صحيح بُستان شبهها، لكن مش هي."
احمر وجه الجد غضبًا، ولم يستطع الرد. خرج من المكتب وهو يبحث عن بُستان بعصبية لينصرفوا.
جمال، بصوت متهدج: "عمري ما هسمحك يا بوي."
-------------------------
كانت بُستان تجلس مع بنات عمها ليلى ونور في غرفتهما المزينة بالصور والذكريات، والضحكات تعلو أحيانًا وتنخفض في لحظات الخجل المفاجئة.
ليلى، بنبرة فضولية: "إنتي مبسوطة في مصر؟"
بُستان، بابتسامة دافئة: "أوي، ومبسوطة أكتر إني شوفتكم وتعرفت عليكم."
ترددت ليلى للحظة، ثم سألت وهي تحاول إخفاء توترها: "أخبار عمر إيه... قصدي، أخبار الناس هناك إيه؟"
رفعت بُستان حاجبيها بدهشة: "أشمعنى عمر تحديدًا؟"
تدخلت نور بابتسامة ماكرة: "آه، إنتي متعرفيش بقى... عمر ده—" لكن ليلى قفزت بسرعة لتسد فم نور بيدها، محاولات إيقافها.
نور، وهي تعض يد ليلى لتفلت نفسها: "أوعي! عمر ده عشق يا بنتي، خلاص بقى، بُستان دلوقتي مننا وعليا!"
انفجرت بُستان ونور ضاحكتين، بينما احمر وجه ليلى من الخجل.
بُستان، تضحك: "ملقتيش غير الأهبل ده؟"
ليلى، تدافع عنه بابتسامة خجولة: "ده قمر، كفاية إنه ضابط وبدلته تخطف القلب!"
بُستان، مازحة: "القرد في عين أمه غزال... بس على فكرة، عمر أقرب حد ليا بعد جدو. ازاي ما قاليش حاجة؟ ماشي، لما أشوفه هوريه."
نور، تستعيد جديتها قليلًا: "مقولتيش ليه جيتي مصر أصلًا؟"
تغيرت ملامح بُستان للحظة، وترددت قبل أن تتحدث بصوت منخفض: "هقولكم على سر... بس محدش يعرفه غير جدو. أنا في سنة تالتة إعلام."
------------------------
مر أسبوع أخيرًا، وانتهت بُستان من امتحاناتها. عادت هي وجدها إلى بلدهم في الصعيد، إلى قصر سليم العمري الكبير
كان الجد يجهز للقاء مهم. نادى على فؤاد، ابنه
الجد: "جهز حالك يا فؤاد، لازم نتحرك."
فؤاد، مستغربًا: "على فين يا بوي؟"
الاب، بصوت جاد: "مفيش يا ولدي، محمد ابن عبد الجواد عنده حق النهارده مع عيلة مسلم، بسبب الخناج اللي حصل على ري الأرض. خلي الرجالة تجهز القعدة في المندرة الجبلية."
نظر الجد نحو حفيده فريد، الذي كان يقف بجانبه: "ما تاجي معانا يا فريد؟"
فريد، بتعب: "معلش يا جدي، أصل تعبت النهارده في الأرض وهطلع ارتاح شوية."
ثم التفت إلى والدته صباح، يسألها بفضول: "بقولك يا أمي، أومال فين عمر صحيح؟"
صباح،: "في الشغل يا ولدي، وهياجي بكرا متأخر."
ارتاح فريد قليلًا لهذا الخبر، فكان لديه سبب للبقاء. لم يكن يريد الذهاب مع جده، لأنه عزم على معرفة سبب سفر بُستان إلى القاهرة.
---------
بعد قليل، بُستان بعد ان انهت يومها الطويل و قالت بنبرة ودية: "تصبحوا على خير، هطلع أنام."
اتجهت إلى غرفتها، وبمجرد أن جلست على السرير، لاحظت أن هاتفها يضيء. كان هناك مكالمات فائتة من ليلى. عاودت الاتصال بها.
بُستان: "ألو يا ليلى، معلش كنت تحت مع العيلة."
ليلى، بحماس: "بقولك إيه، كلميني فيديو، عايزة أشوفك!"
ابتسمت بُستان وحولت المكالمة إلى فيديو. ظهرت ليلى على الشاشة بملامحها المليئة بالاشتياق.
ليلى: "احكيلي بقى، أخبارك إيه؟ وحشتيني أوي. صحيح يا بوسي، هو عمر فين؟ بقاله يومين مختفي."
بُستان، تضحك: "قولي كده بقى، مش عايزة تطمني عليا ولا حاجة! عمتًا يا ستي، هو عنده مأمورية وهيجي بكرا، كله تمام متقلقيش."
ضحكت ليلى، ثم قالت بفضول: "قوليلي بجد، سافرتوا ليه بسرعة بعد ما خلصتي امتحاناتك؟ كنا عايزين نخرج سوا."
بُستان، : "كنت مرهقة أوي، والله. وكمان جدو عنده مصالح كتير هنا في البلد. يلا، هانت، كلها سنة وأخلص. كان مفروض أخلص السنة اللي فاتت، بس الحمد لله."
ليلى، باندهاش: "ليه؟ حصل إيه؟"
بُستان، بتردد: "أبيه فريد ميعرفش إني كنت مكملة تعليمي، وعطلني كتير. لولا جدو، كان ممكن أضيع. لو عرف، هيتجنن وممكن يبهدلني."
ليلى، بتعجب: "هو لسه في الكلام ده؟ ده قديم أوي يا بُستان."
بُستان، بحسرة: "أبيه فريد كده، طبعه صعب، وكل حاجة بحساب."
لكن فجأة، كانت هناك حركة خلف الباب. كان فريد يقف هناك، يسمع كل كلمة، وعيناه تفيض بالغضب والشر.
قبل أن تدرك بُستان ما يحدث، اندفع فريد وفتح الباب بقوة، ودخل الغرفة مغلقًا الباب خلفه بعنف. صرخت بُستان، وسقط هاتفها من يدها.
ياترى هيحصل ايه لبستان وياترى ايه سبب كره جمال لابوه
#بستان_حياتي
بارت 4 ياجماعه والله التاخير غصب عني نزلته عشان حبايبي ميزعلوش ❤❤ مستنيه رئيكو في الكومنتات
شجعوني وادعموني
بعد ساعات ، استيقظ الجد سليم على صوت الممرضة وهو يحاول أن يرفع رأسه ببطء. نظر حوله ليجد الممرضة قرب سريره، وبدأ يتحدث بصوت ضعيف ومتقطع:
الجد: لو سمحتِ يا بنتي، ابعتي لي الدكتور بسرعة، أو لو في حد من أهلي بره، لو لجيتي واحد اسمه فؤاد وواحد اسمه عمر، ابعتيهم.
الممرضة: (بتردد) يا حاج، الدكتور مانع الزيارة عن حضرتك.
الجد: (بتعب) معلش يا بنتي، ما عادش في وقت. حنّ عليكِ يا بنت، الله يراضيكِ، بس أنا محتاجهم.
الممرضة: حاضر، حاضر يا حاج. أنا هبعتهم لك على مسؤوليتي الشخصية.
خرجت الممرضة بسرعة من الغرفة، وعندما وصلت إلى الممر، نادت على الجميع.
الممرضة: (بصوت عالي) يا جماعة، في حد هنا اسمه الأستاذ عمر أو الأستاذ فؤاد؟
عمر: أيوة، أنا عمر.
الممرضة: لو سمحت، الحاج سليم عايزكم. أرجوكم، ما تتأخروش جوا علشان ما تسببليش في مشاكل.
فؤاد:حاضر يا بنتي، كتر خيركِ.
دخل فؤاد وعمر معًا إلى غرفة الجد. كان الجد سليم جالسًا على سريره، وعيناه مليئة بالحزن والغضب. بدأ يتحدث بصوت متقطع، وكأن الألم يعتصر قلبه:
الجد (بحرقه): عمر، يا عمر! خيتك مالها يا ولدي؟ بتي فيها إيه؟ إيه اللي حصل لها؟.
عمر: (محاولًا تهدئة الجد) ما فيش يا جدي، الحمد لله، ادعي لها، إن شاء الله هتبقى كويسة. أهم حاجة نطمن عليكم، وبعد كده كل حاجة هتبقى محلولة، ما تقلقش، كله هيتحسن.
الجد: (بغضب) يا فؤاد، ما توجفش كده، اتصل لي، اتصل لي بأخوك في مصر، ضروري، لازم ياجي.
فؤاد: (بتساؤل) حضرتك عايز جمال ليه يا أبوي؟ مش فاهم.
الجد: (بتنبيه) يوه، أنا بجول إيه! يلا يا ولدي، بطل رَطّ في الكلام. ما فيش وقت، اتصل بيه دلوقتي وجوله يجيب ولده معاه .
بسرعة، التقط فؤاد هاتفه واتصل بجمال.
فؤاد: (على الهاتف) السلام عليكم يا جمال، أزيك ياخوي ، اتوحشتك.
جمال: أهلاً يا أخوي، مرحبًا. توحشتك جوي. عامل إيه؟
فؤاد: الحمد لله يا خوي، بس مش وقت سلامات. أبوك وبنت أخوك في المستشفى، أرجوك تعالى بسرعة. الحاج سليم بيقول خلي ابنك سليم يجي معاك.
جمال: (بتوتر) في إيه؟ مالهم يا فؤاد؟ مش فاهم حاجة منك.
فؤاد: لما تاجي هتعرف، يلا يا خوي بسرعة. أنا مش جادر أشرح لك دلوقتي.
الجد: يقاطعه هات محمولك، دلوقتي تكون عندي انت وولدك.
جمال: مالها بستان يابو ؟ حصل لها إيه؟ مش فاهم.
الجد: (بألم) لما تاجي يا جمال، ما فيش وقت.
جمال:حاضر، أنا جاي بسرعة.
وضع جمال الهاتف سريعًا وقال لـ سليم وهو يتجه نحو الباب:
جمال: سليم، كويس إنك موجود، يلا بينا عشان جدك وبنت عمك في المستشفى.
سليم: (مندهشًا) ليه؟ لا قدر الله، في إيه؟
جمال: (بتوتر) مش عارف يا ابني، مش فاهم حاجة منهم، يلا بس.
سليم: (بتردد) طيب، أمي وإخواتي مش هنقولهم حاجة؟
جمال: (بحسم) نقولهم إيه؟ لما نوصل ونطمن عليهم، بعدين هنشوف.
---------------------------------
في اليوم التالي، وصل جمال وابنه سليم إلى المستشفى في الصعيد، وقلوبهم مليئة بالقلق والخوف. بينما كانوا يدخلون، رأى فؤاد مهرولًا تجاههم، وعلامات الارتياح على وجهه.
فؤاد: الحمد لله إنك جيت يا جمال، تعالى يا أخوي، توحشتك.
جمال: (بتوتر) في إيه يا فؤاد؟ قلقتوني، أبوك ماله وبنت أخوك مالها، في إيه؟
فؤاد: (بأسف) ليه بس هملتنا يا أخوي وسبتنا للهم والمرارة. لا مؤاخذة، يا سليم، يا ولدي، حقك عليا. عامل إيه، وأمك وإخواتك عاملين إيه؟
سليم: (بهدوء) الحمد لله، يا عمي. طمني، في إيه بس؟
فؤاد: (بجدية) تعالى يا ولدي، خشوا لجدك وهتفهموا كل حاجة.
دخلوا جميعًا إلى غرفة الجد. كان الجد يجلس على السرير، وقد بدت عليه علامات الضعف، لكنه كان عازمًا على التحدث.
الجد: (بصوت مفعم بالقلق) عمر، اجري يا ولدي بسرعة، هات ماذون.
عمر: (مندهشًا) ماذون ليه يا جدي؟
الجد: (بإلحاح) اسمع الكلام يا ولدي، ما تتعبش قلبي.
عمر: (مستسلمًا)حاضر يا جدي.
ذهب عمر بسرعة، بينما كان الجد يوجه حديثه إلى سليم.
الجد: سليم، أنت ولدي وعارف إنك راجل. ارجوك، لازم تكتب على بستان ضروري. لازم نحميها من اللي فريد بيعمله فيها.
سليم: (متسائلًا) فريد؟ فريد عمل إيه؟
الجد: (بأسى) يا ولدي، قلبه قاسي. ما فيش فيه لحظة حنية. ربنا يهدي له حاله، ما عرفش طالع قاسي لمين.
جمال: (مستاء) مش عارف طالع قاسي لمين. ما هو تربيتك. لازم يطلع زيك. الحمد لله، أني بعدت ابني عنك عشان ما ياخدش نفس القسوة اللي فيك.
سليم: أرجوك يا بابا، مش وقت الكلام ده. في إيه يا جماعة، فهموني.
الجد: (بألم) ما فيش يا ولدي، اكتب على بنت عمك. وبعد كده نحله كل حاجة. المهم البناية يا ولدي، هتروح منينا، وما ذنبهاش في اللي بيحصل. أنا السبب، أنا اللي خليتها تكمل تعليمها من غير ما فريد يعرف.
جمال: (بجدية) ما أنت لازم تكفر عن ذنبك. وانت طول عمرك هتفضل تعمل في ذنوب، واحنا نفضل نغفر ونسامح.
وجه جمال كلامه إلى سليم:
جمال: أرجوك يا سليم، عشان خاطري، أنا لازم تتجوز بنت عمك وتحميها.
سليم: (مستغربًا) أحميها من مين ومن إيه؟
فؤاد: (بقلق) البناية يا ولدي، حالتها تصعب على الكافر.
انزلت دمعه من عين جمال وهو ينظر إلى ابنه.
سليم: (بصدمة) أنت بتبكي يا بابا ؟
جمال: يا ابني، أرجوك، احميها.
الجد: هي فاضل لها سنة وتخلص الجامعة. حتى لو تتجوزها، لحد ما تخلص الجامعة. ولو ما ارتحتوش، ابقى طلقها لو عايز.
سليم: (بتردد) حاضر يا جدي، بس لما تفوق، طيب؟
الجد: (بإصرار) لا، يا ولدي، هي عاملة لي توكيل. وأنا هكتب لكم بالتوكيل.
سليم: (متفاجئًا) طيب، أفرض يا جدي هي اعترضت
الجد: (مطمئنًا) ما تقلقش، ما تقلقش يا ولدي، كل حاجة هتبقى زينة.
فؤاد: (بتردد) يا أبويا، أنت متأكد من اللي هتعمله؟
جمال: ما قدرتش تمنع اللي بيحصل ده ليه يا فؤاد؟ أنت بقيت سلبي قوي ليه كده؟ من ساعة اللي حصل، أنا مش عارف في إيه. يعني أنا سبت لكم الدنيا ومشيت ، وبرضه ورايا في مشاكلكم. على العموم، سليم هيعمل الي انتو عاوزينه ، عشان خاطر البنت الغلبانة دي، وعشان خاطر عضم التربة كمان.
--------------------------
بعد لحظات، وصل الماذون ليكتب الكتاب. كان الجو في المستشفى مليئًا بالتوتر والقلق. سليم كان في حالة من التردد، لا يعرف ماذا يفعل، ولكنه شعر بضرورة أن يطمن على بستان.
سليم: بعد اذنك ياجدي لازم اطمن على بستان
ينصرف سليم بعد ان ياذن له الجد
سليم: يا دكتور، عايز أطمن عليها. لازم أدخل وأشوفها.
الدكتور: هي في دنيا تانية، صدقني وجودك جنبها زي عدمه دلوقتي.
سليم: (بإصرار) معلش يا دكتور، خلينا نعمل محاولة.
الدكتور: (مستسلمًا) حاضر، اتفضل يا أستاذ.
دخل سليم إلى الغرفة بهدوء، ولكنه شعر بشيء غريب داخل قلبه. كان يعلم أن بستان هي بنت عمه، لكنه لم يكن يدرك حجم الألم الذي سيشعر به عندما يراها في هذا الوضع. نظر إليها وكان قلبه يكاد ينفطر.
سليم: (وهو ينظر لها بحزن عميق) إيه اللي حصل ليكي ده؟ ماذا حدث لكِ يا صغيرتي؟ من تجرأ ليفعل بكِ كل هذا؟ وعد مني أمام الله، سأحميكِ حتى من نفسك. نعم، أعترف أنني لم أحبكِ في البداية، ولكن براءتكِ واحترامكِ يجبروني على أن أحافظ عليكِ. لقد وعدت جدي، وأعاهدكِ ثانيةً أمام الله أن تكونين في عيني. وليفعل الله ما يريد.
بينما كان سليم يهمس بهذه الكلمات، بدأت بستان تستعيد وعيها، ولكنها كانت في حالة ف*""زع. عينيها تفتح ببطء، ونظرتها مشوشة، لكن صوتها كان مليئًا بالألم والخ***وف.
بستان: (بصوت ضعيف) فريد... لا، أرجوك، ما عملتش حاجة...
سليم: (بهدوء وهو يربط على يدها) اهدي يا بستان، متخافيش. أنا سليم، أنا جنبك. محدش هيأذيكِ تاني، وعد مني.
بستان: (تفتح عينيها بشكل كامل) جدو! جدو! جدو، أنت فين؟ يا حبيبي، الح**"قني! أرجوك، الحق**ني! (وتبكي بحر***قه )
سليم: (مسح دموعها بلطف) أنا جنبك يا بستان، ما تخافيش. انتِ كويسة إن شاء الله، وجدك كويس برضه، إن شاء الله. معلش، اللي حصل ده كان غصب عن الكل، ما حدش كان يعرف. بس إحنا هنحميكِ بفضل الله، وفريد هينال جزاؤه.
بستان: (بصوت باكٍ) أبيه ... سليم، أنا فين؟ وإيه اللي حصل؟
سليم: (بلطف، وهو يحاول تهدئتها) حبيبتي، أنتِ في المستشفى، وإن شاء الله هتكوني كويسة، وهنعدي كل ده. أنا عايزكِ تبقي قوية يا بستان. إن شاء الله هتكملي تعليمك، وفريد مش هيقدر يقرب منك تاني.
(يتردد سليم للحظة، ثم يتنهد، وعيناه مليئة بالألم)
سليم: (بالتردد) أنا عايز أقولك على حاجة يا بستان. أنتِ سامعاني؟ إحنا انكتب كتابنا، والقدر حطنا في طريق بعض. لازم تفوقي وتبقي أقوى من الأول. جدك تعبان وهيعمل عملية، وقال إنه مش هيطمن عليكِ غير معانا. فأنا بوعدك، أنا عمري ما هغصبك على حاجة، أنا هقف جنبك لحد ما تكملي تعليمك وتاخدي شهادتك اللي بيها تقدري تتحدي العالم كله.
سليم: (يكمل بجدية) مكنش قدامنا حل غير كده. أنتِ بنت عمي واختي، وأنا عندي أخوات بنات. وصدقيني، هحافظ عليكي. يلا، قومي بقى، شدي حيلك، عشان جدك هيتجنن من قلقه عليكِ. فوقي يا بستان، ما تديش فرصة لحد إنه يدمر حياتك.
بستان: (تنهض برأسها قليلًا وتهمس) أهم حاجة... جدو... يا سليم...
سليم: (بصوت حازم) ما ينفعش جدك يشوفك في الحال ده. لازم تبقي قوية. بستان، أرجوكي ساعديني وساعدي نفسك.
كانت الكلمات تخرج من سليم وكأنها خيوط أمل تحاول أن تشد بستان من حالة اليأس التي كانت فيها. قلبه كان ينفطر، ولكن عقله كان مصممًا على حماية بستان مهما كلفه الأمر. هو لا يستطيع أن يتركها في هذه الحالة، كما أن وعده لجدها كان شرفًا يجب عليه الوفاء به، مهما كانت الصعوبات.
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺