فريده حصريه وجديده وكامله جميع الفصول علي مدونة عالم الروايات والمعلومات
إنتي حامل يا فريده
-أيوه يا مس.
كنت مركزة على كتبي اللي على رجلي، متّبتة فيهم بإيديا وأنا بحركهم بتوتر، صوتي بيرتعش وعيوني مدمعة، شاورتلي أتحرك وراها، فمشيت وراها..
-تعالي يا فريدة.
قفلت باب الأوضة المنفصلة عن المكان اللي بتشرح فيه.
-أهلك عارفين؟
اتخضيت من سؤالها اللي بيحمل بين طياته إتهام، فرفعت راسي بسرعة..
-أنا متجوزة يا مس..
تعابير وشها رجعت للطبيعي بالتدريج وهي بتخبط دماغها بإيديها..
-نفس حال كل البنات اللي في بلدك، طب إنتِ كويسة؟
-كويسة.
كنت في درس الأحياء واللي بتدرسلنا "مس صفاء" مش من بلدنا وعشان كده دايمًا عاداتنا غريبة عليها، وقتها سمعت هزار صحابي معايا وعرفت إني "حامل" وعشان هي دايمًا بتنسى طباع بلدنا فمجاش في بالها إني متجوزة!
خلصت درسي وركبت الميكروباص اللي هيوصلني عند البيت واللي بياخد نص ساعة تقريبًا في الطريق وغصب عني غفيت أو نمت..
-صَحي الآنسة يا أستاذ خلينا نمشي.
-يا آنسة..اصحي يا آنسة السواق عايز يمشي.
حركت دماغي بتُقل وتعب وأنا ببص لكُتبي وشنطتي اللي على رجلي، قمت من مكاني بإرهاق ونزلت من العربية وأنا بلبس الشنطة، مسحت دموعي لما افتكرت إني بقيت كبيرة دلوقتي ومسؤولة عن شخصين غيري!
دخلت البيت اللي ماتعودتش عليه ولا مرة من ساعة جوازي لحد دلوقتي، رميت حاجتي على السرير ورميت نفسي جنبهم وأنا بعيط..
-بس دي ماكانتش أحلامي يارب، ماكنتش عايزه كده!
-بتعيطي ليه؟
بصيت للباب اللي كان واقف عنده ومسحت دموعي.
-ملكش دعوة بيا.
-مالك يا فريدة؟
وقفت جنب السرير ومسكت دماغي بتعب وأنا بعيط بشنهفة.
-ماتقوليش مالك! إنت عارف مالي كلكو عارفين مالي، إنت اتجوزتني ليه؟
قرب خطوتين ومازال بعيد عني.
-عشان بحبك.
-بتحب طفلة؟ يعني هو ده الحب!
-أنا مش كبير يا فريدة ولا إنتِ طفلة، إنتِ ١٨سنة وأنا ٢٤ الفرق بينا ٦ سنين بس.
حركت إيدي بعنف وأنا بزعق..
-بس!! ستة بس!! إنت شايف إن الفرق مش كبير؟
-أيوة يا فريدة مش كبير، مالك في إيه؟
-مش عايزاك في حياتي، عايزه أعيش حياة طبيعية، إنت دخلت حياتي ليه؟
قرب أكتر وهو مش عارف يهديني إزاي.
-أنا عملت كده عشانك.
-عشاني؟ والله!
جه وقف على بُعد خطوتين مني، فبعدت أكتر وأنا رافعة إيدي الإتنين ودموعي مُستمرة في النزول..
-خليك بعيد، أنا مش طايقاك، مابحبكش..
-طب ممكن ماتعيطيش؟ عشان خاطري، أنا والله ما فاهم في إيه..
قعدت على رُكبي جنب السرير وعيوني للأرض وأنا بعيط.
-في إني تعبت، واحدة في سني المفروض تبقي لسه طفلة، مش مسؤولة عن طفل وأسرة! أنا ماعشتش حياتي بشكل صح، وإنت كنت الدخيل على حياتي، بوظتلي حياتي يا سُفيان.
اتشنهفت فحطيت إيدي على وشي وعياطي بدأ يزيد، حسيت بلمسة إيديه على كتفي فبعدت بسرعة.
-قلتلك ملكش دعوة بيا.
-ممكن تهدي طيب؟
-اطلع بره.
-نتـ..
قاطعته قبل ما يكمل.
-قلتلك اطلع بره، سيبني لوحدي..
خرج بهدوء وقفل الباب وراه، جريت على الباب وقفلته بالمفتاح ورجعت على سريري وبدأت أعيط من تاني، معرفش فات قد إيه وأنا بعيط...بس أنا مش كويسة وقلبي مش بخير.
-فريدة..فريدة...
صحيت على صوت خبط على الباب، رديت وأنا لسه على السرير..
-عايز إيه؟
-معاد درسك، هتتأخري.
بصيت للساعة اللي جنبي بسرعة فلقيتها تسعة، قمت من مكاني باستعجال وفتحت الباب، لقيته في وشي، تخطيته بسرعة كإني ماشفتوش ودخلت الحمام عشان ألحق أوصل..
-أنا..هستناكي عشان أوصلك.
قال جملته بعد ما خبط خبطة خفيفة على الباب.
-شكرًا مش محتاجاك.
-ماباخدش رأيك.
-كل واحد مسؤول عن نفسه، ملكش دعوة بيا.
ماردش عليا فعرفت إنه مشي من قدام الباب، نشفت وشي وأنا بتنهد وخرجت عشان ألحق ألبس...لبست الچيبة البيضة وسويت شيرت أبيض على طرحة سودة وكوتشي إسود، ماعنديش لبس كتير أصلًا!
-يلا.
وقفت على آخر سلمة بعد ما لمحته واقف مستنيني.
-هروح لوحدي.
-قلتلك هوصلك.
-مش عايزه مساعدة منك قلت.
شد إيدي بخفة واتحرك بيا لحد مكان العربيات، ركبنا في آخر كرسي ورا وكنت جنب الشباك، إنتظرنا خمس دقايق لما العربية عددها كمل وبعدها بدإت تتحرك.
-ماتزعليش.
فضلت مركزة مع الطريق ومادتلوش إهتمام، مازعلش عشان سلب حريتي وحياتي!
مسك إيدي بين إيديه فاتخضيت وحاولت أسحبها بسرعة، لكنه فضل متبت فيها أكتر، رعشة غريبة احتلت جسمي كله وفضلت متوترة من لمسته..
-أنا آسف، لما تخلصي دروسك كلميني، عايز أقعد معاكي شوية عشان نتكلم.
دمعة تمردت على رغبتي ونزلت وأنا نظري على الطريق، مسحتها بكف إيدي التانية بسرعة وماردتش عليه.
-إنتِ كويسة يا فريدة؟
-أيوه يا مس، الحمد لله.
-عايزاكي شوية بعد الحصة.
رمشت بعيني ببطء يتفهم منه إني هعمل كده وبدأنا حصتنا.
-نعم يا مس.
-إنتِ مغصوبة على الجواز يا حبيبتي؟
أخدت شهيق طويل وخرجته ببطء وأنا عيني بعيد عنها عشان ماعيطش تاني..
-نوعًا ما.
-يعني إيه؟
-اتقالي لو ماوافقتش مش هكمل تعليم، ده غير إن عندنا في البلد بنتجوز أصغر من كده كمان، فماكانش غريب جوازي.
-طب جوزك ده بيعاملك كويس؟
-أيوه..بس مابحبوش.
-ليه؟
-عشان سلب حريتي وحياتي وراحتي، سلب مني طفولتي! يمكن أنا مش صغيرة في نظر المجتمع لكني في نظر نفسي صغيرة.
طبطبت على كتفي بهدوء وقامت من قصادي قعدت جنبي.
-ماتزعليش يا حبيبتي، المهم دلوقتي..اللي فات مش هيرجع يا فريدة، حاولي تكسبي جوزك لصفك و..
-هو قال إنه اتجوزني عشان بيحبني.
-طب ما ده كويس.
بصيتلها بعدم فهم فكملت..
-يبقى كان خايف يجوزوكي حد تاني، إنتِ قلتي إن عندكو بتتجوزوا من بدري، معني كده لو كان حد إتقدملك قبله كان أهلك وافقوا عليه وعشان كده هو إتجوزك عشان ماتبقيش لغيره ده غير إنك مش قاصر يا حبيبتي طالما وصلتي سن ال ١٨، اللي مضايقك فكرة الحمل وإنتِ طالبة في ثانوية عامة لسه.
ضميت عيوني وأنا بفتكر كلامه..
-أنا عملت كده عشانك.
بصيتلها بسرعة.
-هو قالي"أنا عملت كده عشانك" يعني هو ده قصده؟
-أيوه يا فريدة أكيد، لأنك كمان بتقولي إنه كويس معاكي.
-إنتِ فين؟
-قدام باب الدرس، أروح؟ ولا هتيجي زي ما قلت!
-أنا عندك، دقيقتين وأكون قدامك.
قفلت الموبايل وحطيته جوه شنطتي، بصيت للكوتشي وأنا بحرك رجلي في الهوا..
"لو كان في خط أبيض كان هيبقى أحلى"
-يلا..؟
انتبهت لصوته فرفعت راسي ليه..
-يلا..
-لسه زعلانة؟
فضلت ساكتة وماردتش عليه، أحيانًا السكوت بيبقى تردد! مابين أنا مش عارفه زعلانه ولا لا، اللي "مس صفاء" قالته يخليني مازعلش لكن اللي حصلي يخليني أزعل، يمكن لو كنت أكبر ماكنتش هزعل، يمكن أنا مش صغيرة..كده كده السنة الجاية هبقى طالبة جامعية!
انتشلني من ركن أفكاري بصوته الرجولي..
-ساكتة ليه؟ حد ضايقك؟
-تعرف إن اسمك حلو؟
قلت اسمه وأنا مبتسمة ومركزة مع الطريق "سُفيان"
-أحلى واحدة تنطق حروف اسمي.
سكت وضغط على صوابع إيدي بتوتر، مسكت بطني من الألم اللي جالي فجأة..انحنيت في إتجاه الأرض وأنا بتألم..
-آه سُفيان...بطني..بطني مش قادرة.
إيد على ضهري والتانية على إيدي اللي ماسكة بطني، وقف تاكسي وأخدني لأقرب عيادة على الطريق..
-اهدي يا فريدة اهدي..
ميّلت على كتفه بتعب ودموعي بتنزل من الألم، عيني بدإت تقفل وأنا بتكلم بصوت يمكن مش مسموع..
-بطني..بطني..
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺