رواية أكل الذئب زينب الفصل السابع والفصل الثامن بقلم الكاتبه الكبيره أمل نصر سندريلا الروايات حصريه وجديده
رواية أكل الذئب زينب الفصل السابع والفصل الثامن بقلم الكاتبه الكبيره أمل نصر سندريلا الروايات حصريه وجديدهالفصل السابع
- اتجننت يا ضاحي، بتنزل من مجامك جدام الخلق عشان بت الجفاص، بتعمل لمطاوع جيمة وتترجاه جدام عمامك وكبارات العيلة
هدر به حامد فور ان اختلى بشقيقه عقب عودتهم الى المنزل، بعد صمت دام ساعات، وقد ضغط على نفسه بصعوبة لألا ينفجر به امام البشر المهنئين والمباركين من عائلته وباقي الأفراد التي كانت تقابلهم ، وقد انتشر الخبر بسرعة البرق
قابل ضاحي ثورة اخيه بهدوء يجيبه:
- وفيها ايه يعني؟ ثم عن نفسي مش شايفه رجاء ، انا بعتبره بس ضغط عليه جدام الخلق عشان اخلص موضوعي معاه.
- وتضغط ليه من الأساس؟ هو يطول اساسًا النسب بينا ولا هيتجلع علينا بالسفيرة عزيزة بتاعته؟
قالها حامد بتهكم اضحك شقيقه الذي جلس على احد المقاعد يرفع ذراعيه متمطعًا،
- هي فعلا تعتبر كدة في نظري فمتستغربش بجى تمسكي بيها.....
- ليه يا حبيبي ان شاء الله كانت ملكة جمال الجمهورية، خبر ايه يا عم؟ دا انت لافف وداير وجعدت سنين في بلاد الخواجات يعني شوفت كتير واكيد كانوا احلى منها، مجيتش في مرة وجولت اتجوز.
رد بهدوء يقارب البرود:
- ما هو انا عشان لفيت وشوفت كتيييير جوي، حريم من كل صنف ولون، احب أكدلك ان زينب احلى منهم كلهم، وانا حطيتها في دماغي تبجى مرتي وام عيالي .
ان كان برضاها او غصب عنها.
تمتم الاخيرة داخله ، قبل ان ينهض من جوار شقيقه ، يتثاءب بخمول:
- عن اذنك بجى اروح انام عشان اصحى بدري واشوف اللي ورايا واللي ناجص واللي مطلوب للجوازة والفرح.
قالها وانصرف من امام شقيقه الذي ظل ينظر في اثره لدقائق بعدم استيعاب، لا يصدق حتى الآن هذا التمسك الغريب منه من ابنة القفاص، متى رأها وعشعشت بعقله لهذه الدرجة لا يعلم؟ وهو الساكن بالقرب من منزلهم، حتى الآن لا يحفظ ملامحها جيدًا، ربما لانه لم يهتم في مرة بالنظر إليها او نحو منزلهم المتواضع، رغم مروره عليه يوميًا بحصانه، اثناء جولاته .
❈-❈-❈
والى الأخرى التي كان وقع الخبر عليها كالصاعقة التي ضربت رأسها، ولم تسقطها على الفور، بل ظلت تترنح بعدم استيعاب وعدم تصديق ، حتى وهي تتأكد من والدها الآن بصحة المعلومة، شيئًا ما داخلها يكذب ان يكون هذا مصيرها:
- انت أكيد بتهزر يابا صح، الواد محمد اخويا لما جالي مصدجتهوش، وحريم الجيران لما دخلوا يباركوا لامي برضو مصدجتهمش، اكيد الموضوع فيه سوء تفاهم، ما هو مش معجولة يعني، انت رايح تجامل في كتب كتاب، ترجع تجولي جريت فاتحتك!
زفر مطاوع يطرد انفاس محملة بإجهاد تملك منه، ليعيد عليها من جديد:
- يا بت افهمي، ارجع واعيد عليكي من تاني مدام مخك وجف عن الفهم النهاردة.... ضاحي احرجني ولبسني في الحيط جدام عيلتك وعمامك، لو كنت رفضت طلبه جدامهم بحجة ان بتي مش موافجة كان الكل هيعتبرني راجل هفية ومليش كلمة، ترضهالي دي يا زينب؟
- لا يابا ارميني في النار وموتني احسن عشان تبجى صاحب كلمة جدامهم.
صرخت بها وقد وعت الاَن فقط على الحقيقة التي تخشاها:
- كيف طاوعك جلبك يابوي تعملها ، الرفض والجبول في شرع ربنا ، وهو مهما كان منصبه ولا مركزه، برضك يترفض عادي .
انفعل بها مطاوع بعدم تحمل:
- ما تفهمي بجى يا بت، رفضك ده كان هيسود وشي جدام ناسك، دول هجموا يجطموني في الكلام عشان بس عرفوا انه مرديتش بالمواجفة على طول، اشحال لو جولت ان رافض عشان البت كان ساعتها هيعملوا ايه معايا؟
بلدك كلها رجالة وحريم يستمنو ضفره، جوم انا يا مطاوع يا غلبان اجول لا.
- ايوة يابا تجول لا، عشان بتك كارهة الراجل ده، ويستحيل اخلي الجوازة دي تكمل ولو على جطع رجبتي.
هتفت بها تشعل مراجل الحريق بقلب والدها الذي انتفخت اوداجه واحمرت عيناه بخطر اجبر زوجته التي كانت صامتة من البداية للتدخل مهادنة:
- استهدي بالله يا زينب وانت يا مطاوع، صوتكم لو وصل للشارع ولا الناس سمعتوا هتزيدوا الطين بلة.
تجاهل مطاوع قول زوجته ليلتف نحو ابنته العنيدة بحزم قاطعًا:
- انتي كد كلامك ده يا بت؟ يعني ناوية تمشي عليا حتى وانا جاري فاتحتك؟ طب اعمليها يا زينب وكسري كلمتي وركبيني العار حتى لو تعرفي، ما انا هستني ايه منك؟ خسرتيني اختك الصغيرة من جبل ما تطلع، تمي عليا بالمرة ، ما هو دا اللي ناجص منك .
هل شعرت بالرخو للتو في أقدامها، ام انها لم تقوى على تحملها لتسقط على الأرض أسفلها بانهيار، انه يذكرها بعقدتها القديمة، يعيد عليها ذاك الذنب الذي يسحق كل مقاومتها كلما ذكرها به او تذكرته هي، مهما كبرت ومهما مرت عليها من السنوات، يظل محاوطًا عنقها .
بصق كلماته وذهب، يتركها تنتحب على الارض بشهقات من البكاء المرير، لقد عادت إليها الاَن اسوء الليالي واسوء الأوقات، تلك الفترة العصيبة التي ذاقت فيها مرارة الذنب وتأنيب الضمير، رغم صغر سنها، ورغم ان الفقيدة كنت اقرب الاشخاص اليها ، شقيقتها .
❈-❈-❈
مرت الليلة السوداء عليها لتستقيظ على اصوات الزغاريط التي كانت تملأ المنزل، وأحاديث نساء تسأل وتنادي عليها من اجل التهنئة والمباركة لها، رغم تحذير الوالدة لهم انها نائمة، ولكن يظل فضول النساء يدفعهم لمقابلتها ومعرفة السر بها، لتوقع ابن كبير البلدة والمرشح لنيل منصب النائب ف المجلس الموقر،
ظلت حبيسة غرفتها ولم تعطي بالا لهم، رغم دخول اشقاءها اليها ووالدتها العديد من المرات لحثها على الخروج او تناول الطعام، ولكنها ابت مفارقة التخت، تتمنى من الله ان يأخذ روحها بالموت وتستريح من هذا الواقع البائس.
ولكن حين جاء وقت العصر جاءت الزيارة التي لم تجد منها مفر ، الحاجة فضيلة بذات نفسها في المنزل، من يصدق هذا الشرف؟
❈-❈-❈
اضطرت ان تغصب على نفسها لتخرج اليها بعدما ارتدت عباءة استقبال جيدة تصلح لهذه المقابلات، وقدميها تحركها بصعوبة حتى وصلت الى المرأة التي اتخذت جلستها بوسط الدار ، رافضة غرفة الاستقبال والمعاملة معاملة الضيوف، فهي تعتبر نفسها من اهل المنزل، نسبة الى الصداقة القوية التي كانت تجمعها مع جدتها الراحلة،
وبحفاوة شديدة انارت وجهها لتستقبل عروس حفيدها التي فور ان اقتربت منها للمصافحة، جذبتها اليها تجلسها بجوارها، لتضمها اليه وتمطرها بالعديد من القبلات:
- حبيبة جلبي الغالية ريحة المرحومة، عروسة الغالي واد ولدي.
اغتصبت زينب ابتسامتها بصعوبة في التعامل مع المرأة التي تكن لها التقدير والاحترام والمعزة المتبادلة:
- اهلا يا جدة نورتي بيتنا وشرفتيه.
- البيت منور بأهله يا بت، والله وحشني اشوف المرحومة وتحكي معايا زي زمان جمب الطلمبة اللي كانت في الحوش الشرقي، بس هانت، ان شاء الله اروحلها انا قريب.
- بعد الشر متجوليش كدة يا جدة .
خرجت من زينب كرد طبيعي ليضيف على قولها مطاوع :
- انتي الخير والبركة يا حجة، ربنا يطول في عمرك يارب.
دخلت عزيزة تحمل صنية عليها العديد من اكواب العصير التي استغربت لعددها زينب، لتقترب منهما بترحيب مبالغ فيه:
- والله لو نعرف بمجيتك لكنا دبحنا دبيحة يا حجة، هي جيتك عندنا دي هينة.
ضحكت المرأة لترد بسجيتها:
- اينعم انا خطوتي بجت تجيلة ومبطلعش من البيت الا نادر بس في مناسبة زي دي استني كيف، حبيبتي الغالية هتتجوز واد ولدي الزين، دا انا الفرحة مش سايعاني من امبارح والله.
قالتها المرأة بفرحة حقيقية لم تخفى على زينب التي ابتلعت الغصة، تنقل ببصرها نحو أباها الذي بادلها بنظرة صارمة بوجه مشتد لتتيقن ان الأمر اصبح واقع تعيشه، ضاحي الذي تمقته اصبح خطيبها في يوم وليلة، كيف السبيل للهروب؟ كيف تقدر على الاعتراض الاَن وكلمة والدها اصبحت طوقًا في رقبتها، حتى لو خنقها لن تستطيع خلعه.
- سلام عليكم يا مطاوع نخش ولا نستأذن الاول.
وكأنه سمع ما تفكر به، أتى صاحب الصوت البغيض، يطل من مدخل الباب وكأنه من أهل المنزل ، ليستقبله مطاوع بالترحاب والتهليل:
- يا اهلا يا سيادة النائب، نورت البيت ، ادخل يا باشا هو انت مستني استئذان.
دخل ضاحي يصافح الرجل ليدخل خلفه عدد من الرجال يحملون العديد من اقفاص الفاكهة والدواجن حتى ملئت الردهة، ليردد مطاوع بحرج:
- ولزومو ايه بس يا بوي دا كله؟ هو احنا غرب ما بين بعضينا.
جاءه الرد من فضيلة:
- واحنا مالنا بالغرب، دي حاجة كدة تفاريح ما بينا .
ليضيف على قولها ضاحي:
- ايوة يا عم مطاوع، دي حاجة بسيطة تقدر تعتبرها هدية بسيطة.
قال وعيناه ذهبت نحوها بتركيز وكأنه يخاطبها ، ثم ينتبه على قول مطاوع:
- طب وانت هتفضل واجف كدة، ما تتفضل يابوي معانا .
- لا ما انا مش جاي لوحدي
قالها والتفت ابصاره نحو الباب ، ليطل شقيقه الأكبر بهيبته ملوحًا بالعصا الابنوس كتحية، ليتلقفه مطاوع بعدم تصديق ، ثم يدخل هو وشقيقه يصافحا اشقاءها الصغار اولا، ووالدتها وحين جاء دورها ، اضطرت ان تمد كفها اليه ليطبق عليها بنظرة انتصار لم يفهمها سواها، لتسحبها بخفة وتشيح بوجهها قبل ان يأتي الدور على الشقيق الاخر، ذاك الذي اول مرة تتقابل معه وجها لوجه بهذا القرب، منذ أن كانت صغيرة،
- ازيك يا عروستنا
قالها لتقابل عينيها خاصتيه ، وهذا الغموض الذي يطل منها، لماذا شعرت بذبذبات الخطر في حضوره الاَن؟ لا تعلم.
جلست اخيرا لتحضر مضطرة وتشهد بنفسها على بؤسها، وقد علمت وتأكدت الاَن انها هزمت، وضاعت إرادتها الحرة، ولا تعلم الى ماذا سيؤول مصيرها؟
كانت مطرقة رأسها بشكل لفت ابصار الاثنان، الفرحة على وجه ضاحي وأفعاله كشروق الشمس واضحة، لا يشغله هيئتها فهو يعلم بماذا تفكر وقد عرفت ان رفضها له ما كان إلا وهما في خيالها، وقد نفذ هو ارادته عليها.
، كان عكس شقيقه الأكبر والذي ظل يحدق بها بتمعن رغم اندماجه في الحديث مع الجميع، لم يخفى عليه حزنها، تململها في جلستها وكأنها لا تحتمل المزيد، تريد النهوض وتركهم، كما انه لاول مرة يركز في ملامحها، لم يكذب شقيقه الخبير بأمور النساء حينما قال أنها تبدلت، هذه لم تكن ابدا زينب الصغيرة التي يعرفها، كيف غابت عن ابصاره رغم قرب المسافة بينهم؟ لتصبح بهذا الجمال الخاطف، فتوقع شقيقه ليتوق للفوز بها؟ تبًا.
تمتم بالاخيرة داخله حينما التقت عينيها بعينيه بنظرة خاطفة اثناء اجابتها على احد اسئلة جدته، والتي تتولى المهمة بحماس ولهفة وقد اقتربت اخيرا من تنفيذ امنيتها بضمها إلى عائلة الدهشوري بزواجها من أحد افرادها.
- انت فين يا خال.
صدح الصوت الغاضب من الخارج لتجفل متوسعة العينان بفزع نحو مدخل المنزل ، وقد علمت بهوية صاحبه من قبل ان يدفع الباب ويلج للداخل بدون استئذان، يلفت انظار الجميع نحوه ، وينتفض هو من داخله وقد تيقن من صحة الحديث الذي وصل لأسماعه فور ان حطت قدميه داخل المنزل بعد عودته من رحلة سفر سريعة خارج البلدة.
اجتماع الوجهاء الاثنين في منزل خاله المتواضع وبحضور الحاجة فضيلة تلك التي لا تتحرك من منزلها إلا في الضرورات القصوى ، وهي حاضرة بينهم الجلسة، اذن ماذا متبقى للتشكيك في الامر؟
- مختار كنت عايزني في حاجة يا ولدي .
تمتم بها مطاوع بتوتر بعد ان اقترب منه فجأة، ليسحبه من مرفقه، يود الخروج به، ولكن الاخر نفض يده قائلًا بتحفز:
- بس انا عايزك هنا ، ع الاجل تعرفني على ضيوفك، ولا انت تعرفهم عليا، وبالمرة اعرف ايه المناسبة لحضورهم، ولا يكون اللي سمعته صح يا خال
بدا من كلماته انه على وشك ان يفقد رشده، لم تكن لهجته طبيعية مما زاد على جرح قلبها أضعاف، عيناها منصبة عليه بإشفاق وشعور بالألم يقلص امعائها من الداخل.
توجس مطاوع من افتعال هذا الاحمق بفضيحة له امام نسائبه الجدد، لذا لم يجد بدا من ان يسحبه بعنف ليجبره على التحرك معه للخارج، ليردد الاخر برفض:
- بتسحبني ليه يا خال؟ ما تعرفني على نسايبك، ولا انا مش كد المقام!.
صار يهذي بالكلمات حتى وصل الى الخارج، ليغلق الباب مطاوع، حتى لا تصل الأصوات الى الحاضرين، بصورة اثارت الارتياب، الأمر الذي استفز حامد ليسأل شقيقه:
- ماله الواد ده؟ شكله مش طبيعي.
تبسم ضاحي يجيبه ببساطة هامسًا:
- اصل كان عينه على زينب، وانا غفلته وخدتها منه.
برقت عيني حامد باستيعاب سريع لحال الشاب المتهور، فتجعدت خطوط وجهه بضيق لا يعلمه، لينقل ابصاره نحوها بغضب غير مبرر، وقد وضح جليًا ارتباكها في الرد على جدته ، قبل ان تستأذن بحجة اختلقتها لها ثم تغادر الجلسة، ليتبعها ناظرا في اثرها، وشيء ما يحثه على ايقافها، ليسألها عن صحة المعلومة التي تفوه بها شقيقه، لكن سرعان ما عاد لرشده، ليتحمحم مذكرا نفسه ان صاحب الأمر ومن له الحق في ذلك هو ضاحي نفسه، ولكن يبدو ان الاخر لا يعنيه الأمر، او ربما هو مستمتعًا بذلك.
❈-❈-❈
في المساء وقد خارت قواها، ولم تعد بها طاقة للمقاومة او حتى الصراخ ، ولم يتبقى لها سوى سيل الدمعات التي لا تتوقف، حتى وصديقتها بجوارها تسمع منها لتهون عليها:
- كان عامل زي المدبوح يا نورا، ابويا سحبه لبرا، خاف ليعمله فضيحة وهو اللي عليه، انا ايه اللي ناقصني عشان ترفضني يا خال؟......
قطعت لتشهق بنشيج بح به بصوتها:
- وفي الاخر باعتلي ع الوتس رسالة يجولي، كيف طاوعتي ابوكي وخنتيني؟.
زفرت نورا صامتة لعدة لحظات ، لتنتقي كلماتها وقد استفزها الأمر:
- متزعليش مني يا زينب ، بس انا شايفة ابن عمتك مزودها يعني، هو هيقارن نفسه بضاحي بيه ابن الاكابر، مفيش اب يجدر يرفضه في بلدنا كلها، هو ماله ده.؟ يا زينب سيبك منه، يا حبيبتي انتي في نعمة كل الناس حاسدينك عليها .
اغمضت عينيها بتعب، ف صديقتها كالعادة، هي الأخرى لا تقتنع، بل وتسير على منهج الجميع:
- اللي حاسديني عليه ياخدوه يا نورا، هو انا ليه محدش حاسس بيا؟
تنهدت نورا بقنوط، لتقترب منها وتضمها اليها بحنان :
- اسم الله عليكي يا حبيبتي من كل شر ، انا والله حاسة بيكي، بس عايزاكي تعيشي الواقع، خصوصا ان الواقع ده حلو ، عكس ما في دماغك خالص، حاولي تدي لنفسك فرصة يا حبيبتي، بتجولي عليه صايع وضايع، مش يمكن يكون ربنا هداه، جربي يا زينب تتأقلمي وتعيشي ، مدام اتكتب عليكي، يبجى تاخديه بالرضا احسن من الغصب
... يتبع
الفصل الثامن
واقفة كالتمثال، بأعين كالزجاج فاقدة للحياة، تتأمل نفسها امام المراَه بفستان الزفاف وقد حسم الأمر وانتهى الجدال بعقد قرانها بالأمس عليه، لقد نفذ وعده، وأصبح زوجها على ورق رسمي وحكومي، بعدما افقدها سلاحها الوحيد في المقاومة.
استسلمت لقدرها بعدما نفذت منها كل طرق النجاة، لم يتبقى لها شيء، حتى افكار الهروب التي طرأت بعقلها عدت مرات لم تقوى على تنفيذها، ان تصرخ بعلو صوتها معبرة عن رفضها له، لم تتمكن منها هي أيضًا،
وكلمة السر بالتأكيد هو والدها، بعد أن طوق رقبتها بكلمته، كيف لها ان تنقص من مقداره امام الخلق، ليت زمام امرها كان بيدها، لكانت وقفت، وتحدت، وواجهت بشجاعة اشتهرت عنها..... ولكنها أيضا كانت السبب فيما اَل اليه حالها الاَن، بعد تهورها الغبي في الصغر وضياع شقيقتها بفضلها.
اغمضت عينيها بألم ينخر في كل خلية داخلها، تلك الذكرى التي تعيش معها وتمنع عنها الحياة والفرح منذ تلك الحادثة.
- خلصتي يا عروسة ولا لسة؟ الناس بيستعجلوكي من برا
التفت بعيناها نحو مصدر الصوت وتلك المرأة التي تنادي عليها من الخارج، حيث صالون التجميل الذي تم تزينها به، من اجل الزفاف الليلة.
جاءها صوت صديقتها نورا هي الأخرى:
- ياللا يا زينب العريس وصل برا وكل عيلتك وعيلته مستنينك عشان الزفة يا عروسة،
تنهدت بقنوط لترد عليهما باستسلام:
- اديني طالعة يا نورا
سمعت منها الاخيرة لتردد بلهفة:
- طب استعجلي ياللا ، دا باينها هتبجى ليلة ولا الف ليلة وليلة، عريسك النهاردة ولا نجوم السيما يا بت.
قالتها نورا بلهفة شديدة يتخللها الحماس، وكأن كل ما تسرده يوميًا عليها من كلمات شكوى وكره لهذا البغيض لا تدخل عقلها، يبدو أنها سوف تظل وحيدة على هذا الحال، ولن تجد احد يصله ما تشعر به، والان قد حان وقت التكيف مع الواقع.
سحبت شهيق طويل لتزفره بعدها، كي تدخل بعض الهدوء داخلها، ثم تتحرك بخطواتها لتدفع باب الحمام الى الداخل وتخرج اليهم، وكما توقعت؛ الصالة كانت ممتلئة على اخرها بعدد النساء من اهل العائلة التي صاحت تطلق الزغاريط فور رؤيتها، وكلمات التهليل والتكبير تُسمع بالصوت العالي منهن، لتقع عينيها على والدتها التي شلت المفاجأة حواسها لحظات وهي تستوعب ببطء المفاجأة، وصغيرتها التي بدت كالاميرات تغلب بجمالها كل نساء عائلة الدهشوري المعروفين بجمالهن من الأصل.
اغرروقت عينيها بالدموع لتقترب وتحشر نفسها وسط حشد النساء اللاَتي التفت حول ابنتها يهنئنها بالتناوب ويلتقطن معها الصور، لتخطفها من بينهن وتضمها بقوة مرددة:
- يألف نهار لبن يا حبيبتي، ولا بدر البدور في زمانها.
ردت بابتسامة لها، فقلبها رغم كل شيء مازل يرق لأبسط الأشياء التي تتلقاها منها ومن والدها .
خطفت عزيزة بخفة على جانب وجهها عدة قبلات صغيرة كي لا تفسد زينة وجهها، حتى توقفت على صوت أتى من الخلف محملًا بالعتاب:
- الف مبروك يا بت اخوي.
ابتلعت زينب غصتها نحو المرأة التي كسى اللوم ملامحها، وكأنها تحملها كل ما جرى لابنها الذي سافر الى العاصمة ولم يتحمل البقاء في البلدة بعد خطبتها وضياع حلمه في الارتباط بها، مما زاد على زينب لترد عليها بحزن غلف نبرتها:
- الله يبارك فيكي يا عمة.
قالتها وصدحت زغروطة عالية تُنبئ بحضور العريس ، ولاول مرة تكن ممتنة له، بعدما ساهم بشكل غير مباشر في ابتعاد عمتها عنها ، والتي أوشكت على جلدها بالكلمات المؤنبة، دون مراعاة لوضعها الحالي ولا بضعف حيلتها الذي اجبرها على فعل ذلك.
انتبهت اليه وهو يدلف لداخل الصالون نحوها بخيلاء، وشهقات المراهقات والنساء المتزوجات ايضا مع بعض التعليقات المعبرة عن انبهارهن به تشق اسماعها، وهو بخبثه لا يغفل عنهن، ليقترب منها باستعراض، وبدون استئذان وجدته يخطف قبلة رومانسية على وجنتها
صدحت لأثرها اصوات النساء ما بين اعجاب وخجل، عكس ما شعرت به هي، فقد ارتجفت بارتباك استلذه بها، ليهمس في اذنها بعبث:
- لا اجمدي كدة، دا احنا لسة مبدأناش اصلا ولا اتجفل علينا باب واحد
ختم بضحكة اثارت غضبها لترمقه بحدة، تشرع ان ترد عليه، لولا تعليقات النساء المشاغبة معه:
- ما تمسك نفسك يا عريس، خضيت البنية
جاء رده عليهن بزهو وتفاخر وهو يعدل من وقفته ، ليلف ذراعها حول مرفقه :
- انا عريس ودي عروستي، مالكم انتو يا جدعان .
قالها وانطلقت تعليقات النساء حتى خرج بها لتتلقفهم فرقة الزفة التي كانت في انتظارهم، فيقف بها لعدة دقائق ، كانت هي محط انظار الجميع ، وقد كانت مفاجأة بحق، معظمهم يعلم بأنها جميلة تلك التي اوقعت ضاحي العابث المرشح بقوة للمجلس الموقر، لكن ان تكون بهذه الروعة، لم يتخيلها احد،
خصوصا هذا الذي انصبت عينيه عليها بتركيز شديد، لا يصدق ما تراه عينيه، انها بالفعل تفاجئه، وتجعله يتسائل للمرة الالف، كيف غفل عنها رغم قرب المسافة بين المنزلين،
ان تعجبه امرأة بهذه الصورة، وتجعله يتسائل بداخله عنها، انها بحق تشكل حاله نادرة في شرعه.
تحمحم يستدرك نفسه ووضعها كزوجة لشقيقه، فتوقف يباشر مهمته كمسؤول وكبير عائلة، فيزيح بابصاره عن العروسين، ويتوجه الى عدد من اشقاءه وشباب العائلة، مصدرا بعض التعليمات في إطار استعدادهم للمغادرة نحو القاعة .
❈-❈-❈
توقف حشد السيارات بجوار المنزل الكبير، لينزل الشباب مطلقين الاعيرة النارية في الهواء احتفاءًا بانتهاء الليلة الأسطورية، وقرب دخول العريس على عروسه، وقد توقفت سيارتهم اخيرًا ، لتشرد هي بخوف احتل كيانها، وقد حان وقت ترجلهم من السيارة والدخول الى منزله، لتعيش معه تحت سقف واحد، وباب يغلق عليها وعليه
وكأنه قرأ افكارها، أمر ضاحي سائقه بالنزول قبله:
- انزل انت يا عم عبده وانا هساعدها في الفستان.
استدركت لقوله، تهم بالاستعداد للنزول، ولكنه فاجئها حينما باغتها ، بضمها اليه من خصرها، ليميل عليها مهسهسًا بجوار اذنها:
- انا ماسك نفسي من اول الفرح بالعافية، عمال اعد الدجايج والثواني اللي هتبجي فيها ليا لوحدي.
انتفضت داخلها من تصريحه الفج، ولكنها أبت ان تعطيه غرضه بتأثرها او خجلها منه، لتحدجه بازدراء ، ثم تنفض ذراعه عنها، وتفتح باب السيارة الخلفي لتنزل فستانها وتحاول بعجالة لملمة القماش الضخم عن الأرض حتى تبتعد عن محيطه، ولا تعلم ان تلك التصرفات منها تزيد من تسليته، ليعلق بسخرية:
- وماله يا جميل، يعني هنروح من بعض فين.
جزت على نواجزها من الغضب، وهذا الفاسق لا يكف عن اثارة فزعها ، وما كادت ان تحط قدميها على الأرض حتى تفاجأت بوالدتها وصديقتها نورا التفتا حولها ليساعدنها برفع الفستان الضخم عن الأرض، ثم انتبهت للزغاريط التي ملئت الأجواء من حولها، وجمع النساء من عائلته وقفن على مدخل المنزل ينتظرنها مع عريسها الذي اقترب يتناول يدها ، ويسحبها نحوهم، حتى اذا وصلوا اليهن، توقفت احدى النساء من عماته الكبار تحيل بينهم وبين الدخول قبل ان يرتشفو من كوب الحليب الذي تمسكه بيدها، في تقليد متوارث يقمن به
تناول منها ضاحي ليقربه نحو فمها ، همت ان تعترض ولكن التحذير من الجميع الا تخالف التقاليد جعلها ترتشف نقطتين بصعوبة، بالكاد وصلو حلقها، ليرفعه ضاحي بعدها الى فمه فيتجرعه دفعة واحدة لتصدح اصوات النساء المهللة، وهو يلج بها لداخل المنزل بعد ان افسحت له المرأة وذهبت معها باقي النساء نحو منازلهم في المباني الملحقة بالمنزل الكبير ، لتلج معه وحدها تجر اقدامها بصعوبة من ثقل يصيبها، قلبها يسقط مع كل خطوة تخطوها.
وقعت عينيها على والدها يجلس في انتظارها مع الجدة فضيلة والتي تحاملت على عكازها لتستقبلهما بزغروطة قديمة مختلفة عما تفعله نساء اليوم، تعبيرًا عن فرحتها الشديدة،
ليقترب منها ضاحي يقبل رأسها بتملق او ربما محبة حقيقية للمرأة التي ضمته اليها تهنئه بحب، اما زينب فكان نصيبها حضن والدها الذي فاجئها بضمها إليه، وقد غاب عن عينيها معظم الوقت في القاعة، بجلساته المختلفة مع الرجال الحاضرين.
وقد كانت في أمس الحاجة له، اطبقت ذراعيها حوله ، تتنعم بدفء حنانه الذي حرمت منه طويلا، لينطلق سيل عبراتها ويبلل هذا الجزء من جلبابه، وكأن بغمرته نست وضعها وما تمر به الاَن.
ربت مطاوع على كتفها وظهرها، يحاول التصرف بطبيعية، وقد اربكه فعلها، ليردد ممازحًا:
- وه يا بت ابوكي، اخدك وارجع بيكي يعني ولا ايه؟
تدخل ضاحي يسحبها من بين يديه بخفة، ليرد على مزاحه ضاحكا:
- ايه يا عم انت تاخدها فين؟ هو دخول الحمام زي خروجه، ولا هي ليها طلعة تاني اساسا من البيت ده.
رمقته زينب بشزر وقد استفزها تصريحه، ولكن فضيلة لطفت تطمئنها وهي تسحبها اليها:
- بطل يا واد متخوفهاش، ولا انت فاكر هتقدر تزعلها طول ما انا عايشة، دي هخليها الجلوعة ع البيت كله، ريحة الحبيبة الغالية دي.
تبسمت لها زينب بضعف ممتنة لها ولحنانها معها، لتفاجأ بالصوت الأجش من خلفها:
- ويعني هي محتاجة حد يطمنها يا جدة.......
توقف حامد حينما وجدها التفت اليه، والتقت عينيها بخاصتيه ليسترسل مخاطبًا لها:
- انت هنا وسط ناسك، رغم ان بيتنا ميفصلش عن بيتكم غير مسافة الشارع، لكن لازم تبجى متأكدة ان ده مقرك الأصلي.
الطبيعي ان تشعر بالإطمئنان خلف كلماته، لكن ما شعرت به كان غير ذلك على الإطلاق، أومأت رأسها إليه تدعي الاقتناع، كي تهرب بابصارها عنه، فتحدث والدها مودعًا:
- انا سايبك وسط اهلك وناسك يا زينب، وحامد بيه جالهالك اها البيت جصاد البيت ، جميع ما تطلي من البلكونة هتلاجينا في وشك.
- يا جماعة ما الكلام ده معروف، انتوا جاين تفكروها دلوك وفي الليلة دي، كدة هندخل امتى؟
قالها ضاحي بوقاحة اخجلتها لتغمض عيناها بضيق، وسخط شقيقه الذي ود ان يلكمه حتى يصمت، لينال التوبيخ من جدته بعد استئذان مطاوع الذي شعر بالحرج، تاركًا ابنته التي ظلت تتطلع في اثره تود ان يلتف اليها او ينفذ مزاحه في ان ياخدها معه الى منزلها، واحة أمانها .
- مش جادر تصبر يا مضروب الدم، خليت الراجل يتكسف ويطلع .
قهقه ضاحي بضحكة صدحت في قلب الردهة مرددًا بعجل:
- لاه يا جدة مش جادر اصبر، تعالي يا زينب.
شهقة خرجت من الاخيرة حينما اجفلها بسحبها من يدها ليتحرك بها سريعًا نحو الدرج، غير مراعي لفزعها ولا بهيئته امام جدته وشقيقه، والذي اوقفه بنصف الدرج هاتفًا:
- ادخل لابوك، خليه يفرح بيك انت وعروستك يا ضاحي.
شعرت زينب بتخشبه، وتبدل ملامحه للضيق، يرمق شقيقه بضجر وكأنه يكره تذكيره بهذا الأمر من الأساس.
❈-❈-❈
بعد قليل
وقفت امام الرجل الراقد على سريره بلا حول له ولا قوة، هذا الذي كانت تهتز له البلاد وتقف تبجلا واحتراما له اعتى الرجال، كان كالخرقة القديمة الان على الفراش، لا يوجد شيء يتحرك به سوى اهدابه، ونصف فمه الذي يخرف بكلمات غير مفهومة ، يرد على قول احدى زوجاته الملازمة له:
- دي عروسة ولدك يا زيدان، بت مطاوع الجفاص.
غمغم الرجل بأعين دامعة نحو زينب، وكأنه يعبر عن فرحته بها .
لتدنو هي اليه وتقبل كف يده بتقدير اثر بالرجل حتى سال خطين من الدموع على بشرته، بصورة اوجعت قلبها عليه، لتلتف نحو ضاحي الذي كان واقفا قرب باب الغرفة مربع الذراعين بعدم اكتراث ، تحثه بأعينها كي يتقدم ويرضي والده،
فجاء رد ضاحي بزفرة قانطة، ليقطع الخطوتين ويسحبها من يدها مخاطبًا ابيه:
- نستأذن احنا بجى خلي بالك منه يا نبيهه،
قالها وتحرك بزينب المصدومة، يسحبها بعجالة نحو جناحه في الطابق الثاني.
❈-❈-❈
دلفت الغرفة بخطوات متأنية تتأمل الغرفة الأسطورية كما وصفتها لها صديقتها ووالدتها وكل من قامت بترتيب الأثاث، تبتلع ريقها بصعوبة، وقد بات الأمر الاَن في أصعب مراحله، فتلك غرفته وذاك التخت....
انتفضت لخاطرها الاَخير لتتحرك بفستانها الضخم نحو المرأة تخلع عنها الحجاب ، عازمة برأسها على شيء ما، غافلة عنه بقصد، وقد كان خلفها تماما يتربص حركتها ببطء وتأني باستمتاع، ليتفكه معقبًا :
- احب انا السرعة، هتخلعي على طول كدة من غير كلام.
التفت رأسها بحدة اليه، ف انتفضت داخلها حينما وجدته يخلع سترته ويشرع في خلع القميص ٢الابيض بفك ازراره، لتكبت ارتجافها قائلة بقوة واهية:
- انا داخلة اغير هدومي والبس الاسدال عشان اصلي .
ضحك مستخفًا:
- صلى والنهارده يا زينب
تقدم ليقف مقابلها، يمرر بسبابته على بشرتها يسترسل:
- الليلة دي مسموح فيها التأجيل لكل شيء يا غالية، دي ليلة.......
قاطعته بضيق تنزع كف يده عنها:
- الصلاة في اي وجت وفي كل مكان، ممكن بجى تبعد من جدامي.....
شهقت بالاخيرة بإجفال اصابها، حينما باغتها بضمها اليه من خصرها، فور ان شرعت بالتحرك، ليقرب وجهه منها وبأعين أظلمت بالرغبة يردد بهسيس وانفاسه الخشنة تلفح بشرتها:
- حاولي يا جلبي تبطلي محاولاتك المكشوفة دي عشان انا فاهمك اكتر من نفسك، وبصراحة صبري نفد ومعنديش اي وجت للعب دلوك.
حاولت دفعه بكفيها على صدره لتبعده عنها مرددة بضجر:
- وانا معنديش حاجه ادهالك، انت عارف من الاول انك واخدني غصب، يعني لو حصل اللي في مخك هبجى جتة من غير روح، جماد بالظبط زي السرير اللي جمبك ده من غير اي ذرة احساس.
توقعت بعد كلماتها المهينة ان يدفعها عنه او يبغضها كرد طبيعي، ولكنه فاجئها بضحكة مجلجلة صدحت في قلب الغرفة، ليردد من خلفها بمرح:
- جماد زي السرير، انتي غلبانة جوي يا زينب، وناسيه انك اتجوزتي ضاحي الدهشوري اللي عرف من اصناف الحريم بعدد شعر رأسه....... يعني الأحساس دا شغلتي انا مش انتي.
لم يصل اليها معنى عبارته الاخيرة، لتسهم بنظراتها نحوه بعدم فهم بصورة زادت من تسليته ليردف:
- اهو انا اللي شدني ليكي هي برائتك دي، ولو على معنى الجملة دلوك افهمهالك زين جوي.....
لم يكد ينهي كلماته حتى وجدته يطبق بشفتيه على ثغرها، يبتلع شهقتها في جوفه، يطوق بذراعيه حولها بقوة، لتتمالك هي بعد لحظات قليلة، فتحاول بكل عزمها دفعه عنها والفكاك منه، بالضرب بكلتا يديها على اكتافة وساعديه وظهره، ولكنه ابى الا يتركها إلا حين شعر بحاجتها للهواء
ليردف بلهاث خشن:
- كنت عارف اني هنبسط معاكي يا زينب ، اضربي بكل جوتك ، ليلتنا لسة في اولها.
قالها وتحرك على عجالة، يفتح سحاب فستانها الضخم ليقع تحت اقدامها، ثم يرفعها من ملابسها الخفيفة ليسقط معها على التخت رغم كل محاولاتها في ضربه بقبضتيها للأفلات منه، وهو يردد بمرح بحماس يقارب الجنون:
- اضربي وقاومي كمان يا زينب، متوجفيش ولا تمنعي يدك عني ابدا.
وكأنها كانت إشارة البدء في الخوض لمعركة غير متكافئة على الإطلاق، هي بقوتها التي لا تعادل ربع قوته، تضرب وتقاوم بكل خلية من جسدها، وهو يواصل ما بدأ فيه باستمتاع وهوس، حتى تعبت وخارت قواها لترفع راية الاستسلام مجبرة، وتصدح صرخاتها العالية على غير أرادتها.
لتصل لذلك الشقيق الساكن في الجناح المقابل لجناحهم، ليرهف السمع لحظات حتى تأكد من مصدر الصوت، فتنعقد ملامحه، ويتمتم بسبة بذيئة وقد اصابه الغضب بحق.
.... يتبع