رواية من يقع بنفسه لايبكي البارت الأول بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول

 رواية من يقع بنفسه لايبكي الفصل الأول بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية من يقع بنفسه لايبكي البارت الأول بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول

في أحد الشركات الاستثمارية، اعتدلت ندي في جلستها واراحت ظهرها خلفها بالمقعد جالسة بارهاق وبدأت في تجميع اشياءها بداخل الحقيبه لترحل علي عجاله إلي أبنائها، بينما نظرت لها زميلتها رحمه هاتفه بعدم فهم


= رايحه فين يا ندى هو انتٍ كل يوم لازم تروحي بدري يعني؟ وراكي ايه ما جوزك مسافر ما تسهري معايا النهارده وتفكي عن نفسك شويه من دوشه العيال .


تنهيده عميقه خرجت من جوفها واجابتها بعد فتره صمت قليلة


= هو انا عشان جوزي مسافر يعني ابقى فاضيه بالله عليكي سيبيني في اللي انا فيه يا رحمه اشحال عارفه اللي فيها والدتي اللي بروح اقعد معاها كام ساعة اجهز لها الاكل و اخدمها عشان ما بقتش تتحرك والأولاد ناويه اسيبهم عند حماتي طول اليوم ولا إيه.


أصرت صديقتها على قولها بجدية أوضح


= هو انا بقول لك ما تعمليش التزاماتك أنا أقصد لو يوم واحد حتى تخرجي بدل الهم اللي انتٍ شايلاه لوحدك وعشان انا عارفه اللي فيها كويس، هو بالحق جوزك ناوي ينزل امتى من السعوديه هي القاعده عجبته هناك ولا ايه يا بنت ما بتخافيش لايكون متجوز عليكي 


رفعت ندى حاجبها للاعلي باستنكار وهي تقول بنبرة عدم مكترثة


= يتجوز مره واحده! مصعب صحيح فيه عيوب تانيه لكن ما فيهوش طبع الخيانه، هي القعده فعلا عجبته هناك واخذ على الاجواء انا تقريبا بقيلي سنه ما شفتهوش انا والاولاد والاجازه المره دي مطوله أوي وحتى لما بينزل هم يا دوبك ثلاث أيام ويرجع يسافر تاني عشان الشغل .


لوت شفتاها بصدمة وهي تردد بعدم ثقة


=مش بقول لك شكله متجوز عليكي ولا يعرف واحده يا خايبه بقي ذمتك في راجل هيقعد سنه لوحده من غير ما يلاقي اي واحده هو مش راجل برده وليه احتياجات هو انا برده اللي هقول لك.. انا لو منك اتبت و اشبط العيال اننا لازم نسافر معاه.. هو يا اختي الواحده مننا بتتجوز عشان تتهنى في بيتها و جوزها معاها ولا عشان تقعد بين أربع حيطان وتشيل المسؤوليه اكثر لوحدها هم عيلوا دول ايه مش محتاجين التزامات وان يشوفهم ولا هو خلاص مفكر طالما بيبعتلكم الفلوس يبقى كده كله تمام .


ارتبكت قليلاً ثم نظرت نحوها بيأس وقله حيله قبل أن تردد بنبرة واثقه وهي علي نفس جلستها


= هو بصراحه مش موضوع مش راضي بالعكس مصعب اتحايل عليا كتير بس انا اللي رافضه ما هو انا هجيب مين يخلي باله من امي يا رحمه و يخدمها من ساعه لما اضطر الدكتور يقطعلها رجليها وهي ولا بتتحرك ولا بتعرف تعمل حاجه وبقت زي العيال الصغيره وانا اللي شايله حملها وما بتستريحش مع حد غيري أصلا.. وهي بصراحه ياما قالتلي ما تحمليش همي ودي سنه الحياه وروحي و شوفي جوزك بس انا أكيد مش هسيبها كده، 

ما اقدرش اسيب والدتي لوحدها 


هتفت رحمه محاولاً اقناعها قبل فوات الأوان 


= يا ندى ما قلناش حاجه بس يا حبيبتي انتٍ اتجوزتي خلاص وبقى ليكي التزامات ولازم تخافي من قعدت جوزك لوحده بره وانتٍ قلتي بنفسك اهو حب القعده هناك ومش عاوز ينزل وارجع تاني واقول لك حاوطي على جوزك بدل ما واحده تاخده وترجعي تعيطي ولا ربنا يستر وما كنش عملها انا مش عارفه سنه ايه اللي ممكن تعدي عليكم وما تشوفوش بعض دي!. 


زمت شفتيها بحزن عميق وهي تردف بإحباط موجع


=اتعودنا! وبعدين هو انتٍ بتشعلليني على جوزي ولا ايه؟ ريحي نفسك مني يا رحمه هو انا عندي وقت عشان اعرف اشوف احتياجاته ولا احتياجاتي اهو نصيبي بقى، وبعدين قلتلك مصعب ما فيهوش صفات الخيانه وانا واثقه فيه، انا همشي يلا سلام.


راقبتها صديقتها قبل أن تهمس لها ببؤس


= هو انتٍ لحقتي تعرفي صفاته ده سافر من بعد خمس شهور جواز على العموم انتٍ حره بس ما ترجعيش بعد كده تعيطي.


❈-❈-❈


رحلت ندي بالاخير لتقف امام باب المصعد في انتظار صعوده! لكنها فجاءه عادت للخلف صامتة بذهول لظهور شريف زميلها بالعمل السريع أمامها جعلها تتسائل بين نفسها متى نهض من مكتبه بالداخل ومتى وصل إليها بهذه السرعة ويبدو انه فهم من نفسه وعينيه تواصلت مع عينيها من مسافة قريبة جدا اربكتها ليردد متسائلاً 


= ازيك يا مدام ندى عامله ايه؟ واخبار جوزك والاولاد ايه؟ هو انتٍ برده مش عندك ولدين 


توترت بالاول من حضوره ثم سرعان رسمت الثبات مرددة باختصار


=اه تمام الحمد لله كلنا كويسين شكرا .


قالتها بعملية قبل أن تدلف إلي المصعد بجمود انتبه عليه هو وتغاضى ليتحرك خلفها يرد بنبرة حادة 


= ربنا يخليهملك اهم حاجه بس تكوني مبسوطه باختيارك وعلى راي صاحبتك ما ترجعيش تعيطي وتندمي في الآخر .


هتفت ندي بغضب مكتوم مستنكره ما تفوه به 

وتدخله بحياتها دون وجه أي حق


= استاذ شريف قلتلك اكتر من مره يا ريت تحافظ على حدودك معايا وبعدين انت بتتصنت بقى علينا ولا ايه؟ يا ريت توفر نصائحك لنفسك وما لكش دعوه بيا .


هدر فيها شريف بقوه وهو يقاوم غصه تخنقه


= ما تضحكيش على نفسك انتٍ مش مبسوطه بجوازك والدليل على راي صاحبتك عدي اكتر من سنه ولا شفتي جوزك ولا فارق معاكي لو بتحبيه فعلا ولا هو بيحبك ما كانش يستحمل المده دي كلها من غير ما ينزل يشوفكم ولا يصمم تسافروا معاه مهما كانت المبررات.. يا ألف خساره يا ندى مش كنتي لو استنيتيني 

كنا زماننا دلوقتي مبسوطين بحياتنا مع بعض ومتجوزين استسلمتي ليه لرغبه اهلك و تضغطهم 


سئمت منه لترد بقوة مصوبة عينيها في عينيه

بتحدي


= انت مصمم تفتح في القديم طب ما تحطش نفسك في دور الضحيه كتير لان الغلط جاي من عندك لو مش فاكر كلامك افكرك بيه انت ما قلتليش استنيني عشان هنتجوز انت قلتلي انا في الفتره الحاليه مش بفكر في جواز بعد ثلاث سنين جامعه قضيناهم مع بعض وحب! يكون ده ردك يا محترم، عاوز بقي الرد يكون ايه من واحده محترمه؟ تقولك ايه لما تكون فاكره كل ده ان الانسان اللي حبيته و وثقت فيه يقولها مش بتاع جواز يبقى معنى كده كان بيتسلى بيها؟؟ 


رمقته ندى بنظره ساخطه وهي تضيف بخيبة أمل 


= تكمل بقى المفروض تسليه معاه ولا تشوف نصيبها وتسمع كلام اهلها اللي طلعوا صح.. متهيالي بقى انا اللي المفروض اقول يا خساره ان انا ضيعت ثلاث سنين من حياتي مع واحد زيك، ولما قابلتني هنا بالصدفه بقيت في الرايحه والجايه عمال ترمي كلام كأن اتفقنا على الجواز وكل حاجه وانا اللي قلت لك لا يبقى ما لوش لزوم بقى لعبه الضحيه اللي انت عمال ترسمها وانت اللي بعدت بمزاجك.


ارتد برأسه للخلف مجفلا من إجابتها التي تتضمن تلميح صريح لما أدلى به نحوها بالماضي ومن نظراتها المټألمة رغم حدة حديثها ورسائل اللوم التي يقرأها بها ليقول أخيرا مرددًا بجدية 


= انتٍ إللي فسرتي الكلام على مزاجك انا لما قصدت اقول لك اني حاليا مش بفكر في الجواز كان قصدي ان انا لسه ما اتخرجتش ولا كونت نفسي ومحتاجك تصبري شويه معايا لكن على طول اتفاجئت بيكي بعد التخرج اتخطبتي كان المفروض بقى اعمل ايه؟ يا ندى انا لسه بحبك وبتحسر عليكي كل ما اشوفك كده يا ريتك مبسوطه حتى باختيارك. 


شعرت بالقلق منه وأن ربما حثها صحيح هذه المره أيضا وأنه شخص سيء ويجب ان تبتعد عنه لذا هتفت بحزم


= ما تتعبش نفسك وتتحسر عليا وكويس انك قلت وعارف ان انا ست متجوزه وعندي طفلين شوف نفسك وما لكش دعوه بيا احسن يا شريف الظاهر ان احنا نصيبنا ما كانش لبعض سواء استنيتك ولا ما استنيتكش ما حدش عارف الدنيا كانت مخبيه لينا ايه مع بعض ولا كان زماني بعيش اسوء ايام حياتي اكتر من اللي انا فيه.


هز رأسه برفض بيأس وهو يقول بحزن


= احنا اللي اخترنا ما تجيبهاش في النصيب؟ وطالما مش مبسوطه زي ما انا قلت اهو يبقى ليه مكمله و يا ريت ما تقوليش عشان الاولاد اللي جوزك اصلا رميهم و مسافر بره وبقى كل التعامل بينكم فلوس وبس 


استجمعت شجاعتها لتسأله بدون تردد


= هو في اختيار احسن من الاولاد؟ وبعدين حتى لو مش عشان الاولاد المفروض يعني اعمل ايه 


لم يستطيع السيطره على توتره وهو يهتف بنبرة عاشقة


= تطلقي ونرجع لبعض ونتجوز وانا اوعدك والله ان اولادك هعملهم كأنهم ولادي بالضبط.


بهتت تناظره بذهول وقد انسحبت من وجهها الدماء لا تزال لا تستوعب ما يردف، وسرعان ما حركت رأسها قليلاً وهي تهتف باحتقار


= غور من قدامي يا شريف وما تدخلش نفسك في حياتي تاني انا اكثر واحده ادري بمصلحتي فين .


❈-❈-❈


في مكان آخر بالسعوديه كان مصعب يجلس ويعمل في احد الشركات الكبرى هناك، ورغم ان الجميع بدأ حوله ينتهي من العمل ويذهب الى أسرته إلا هو ظل كعادته مكانه يعمل عمله الزائده حتى لا يعود المنزل ويبقى بمفرده! 


إلا أن ذلك لم ينسيه غضبه من زوجته ندي.. تجاهلها عن عمد للرد على اتصالاته العديدة بها بالإضافة إلى رفضها للسفر معه حينما تركته يقيم ويعمل بالخارج دون زوجه واطفال لسنوات عديده.. ومهما يحاول معها ان تترك مصر وتأتي للعيش معه هنا ترفض رفض قاطع بسبب اهتمامها بوالدتها؟ دون الاهتمام بزوجها الذي يتغرب خارج البلاد لأجلها ولاجل اطفاله.


فاق من شروده الذي طال غالباً علي صوت نرمين وهي تقترب منه مرادفة بدلال وبصوت ناعم 


= انت لسه هنا يا مصعب انا فكرتك روحت آه صحيح هتروح لمين مش مراتك لسه برده في مصر هي والاولاد؟ فاكيد هتزهق من القعده لوحدك لما تروح فقلت تقضيها شغل 


اخذ مصعب نفس عميقاً يهديء به من فوران احتياجه الضعيف 


= نرمين حلي عني عشان مش فايقلك وانا ورايا شغل مهم فعلا المدير كلفني بيه، روحي انتٍ ما لكيش دعوه بيا 


اقتربت لتجلس فوق المكتب أمامه واجابته نرمين بنفس النبره اللئيمة


=كذاب سمعتك وانت بتطلب من المدير يديلك شغل زيادة عشان بقى عندك وقت فاضي و مش لاقي حاجه تعملها مع اني عرضت عليك اكتر من مره نيجي نسهر سوا وانت اللي بترفض، انا اكتر واحده فاهمه كويس حالتك والوحده اللي انت فيها 


احتقن وجه مصعب بنيران الغضب ونفاذ صبره وغيظه من تقربها الدائم له ونظرتها المعجبه لشأنه وتصرفاتها المبالغه دائمآ نحوه ليقول مرددًا بانزعاج وضيق


= انتٍ عاوزه ايه ما تحلي بقى عني كل مره تعرضي عليا نفس العرض من ساعه ما جيتي تشتغلي في الشركه هنا، ايه ما زهقتيش بقالك اكتر من سنتين على الوضع ده من ساعه لما عرفتي ان انا متجوز ومراتي في مصر! ايه سر اهتمامك ده 


إجابته بجرأة سافرة لتظهر فيها نوياها الـ.ـمــ.نحرفه


= عاجبني وعاوزاك اديني جبتها لك بصراحه وبما اني شايفه احنا الاتنين فاضيين فقلت نتسلى، وانت يعتبر راجل عازب واكيد ليك احتياجات ونس يعني ما تفهمش غلط نسهر مع بعض ونجرب ما تخافش ما حدش هيعرف ولا هنا ولا في مصر .


اتسعت عينا للحظات ثم استقام في وقفته واخذ يحك مؤخره راسه هاتفاً بتوجس


= شـ.. شكراً مش عاوز حاجه اتفضلي انتٍ روحي اسهري براحتك انا بنام بدري ومش متعود على السهر اصلا .


نهضت هي الأخري لتقف أمامه تمنع إياه من الرحيل، بينما أخذت تدور حوله وهي تلقي بكلماتها المسمومه علي مسامعه مما جعل راسه تدور


=بلاش تكدب طالما مش بتعرف.. عشان طالما طلبت من المدير يزودلك الشغل يبقى مش عارف تنام وزهقان جرب تعمل حاجه جديده هتحس الزهق راح علي طول! انت تقريبا من ساعه ما جيت السعوديه ما شفتش الاماكن اللي هنا تعالى وانا هخرجك لاماكن عمرك ما رحتها وهتعجبك أوي 


ضربته نرمين علي يده بخفه تضيف بنبرة رقيقة تخفي خلفها ابتسامتها بسعاده لحصولها علي هذا الوسيم 


= انت لسه هتفكر تعالى ولو ما عجبكش أمشي، إيه عيله صغير وما بتعرفش تروح لوحدك ولا ايه تعالى بقى..


كان أخذ وعد على نفسه أن يبتعد عنها وكل محاولاتها السابقه كانت تبدي بالفشل لكن لا يعرف لما هذه المره لم يستطيع صدها، وقد نجحت في صرف تفكيره عن ندى زوجته والتي أصبحت هي مكانها شغله الشاغل الآن !!!!؟


❈-❈-❈


وصلت ندي متأخرة إلي منزل حماتها وقبل ان تاخذ اطفالها بدأت تهتف بأسف واعتذر 


= انا اسفه يا طنط معلش غصب عني اتاخرت عند ماما قلت بالمره الحق اعمل لها اكل بكره عشان لما اعدي عليها اسخنه والحق ميعاد الدكتور بتاع مروان انا اسفه لو تعبوكي 


هتفت حماتها محاولاً تطمئنها بالرغم من قلقها وهي تردد 


= خدي نفسك الاول يا ندى وادخلي دول احفادي اللي ما ليش غيرهم وتعبهم بالنسبه لي راحه.. المهم انتٍ وجوزك بس اللي تلاقوا راحتكم بدل الشحططه دي وكل واحد في بلد 


أجابتها بانهاك وشيء من العبوس حل بملامح وجهها بجزع 


= طنط بالله عليكي دماغي ما رايقه لوجع الدماغ بتاع كل يوم هتقوليلي نفس الكلام وما فيش حاجه بنحلها، وبعدين ما قلت لك الحل في ايد ابنك خليه يسيب حكايه السفر ويجي يقعد هنا في مصر يشتغل، هو حد قال يعني ان انا غاويه وجع الدماغ ده 


تجهم وجه مديحة وهي تردد بتوضيح جاد وعقلاني


=ولا ابني كمان عاجبه الوضع يا ندى ولو قلتله هيقولي نفس الاجابه بتاعه كل مره الشغل هناك كويس ومرتبه مناسب اسيب ليه فرصه عمل زي دي.. بعد ما قعدت اكتر من خمس سنين هناك عشان اثبت نفسي بشركه في السعوديه كبيره زي دي اقوم مضيع كل التعب ده وارجع.. خليها هي اللي تيجي والأولاد و المفروض الست تكون جنب جوزها وبصراحه في النقطه دي عدى العيب في رجاله كتير بتسافر ومابتبقاش طايقه الست ولا الاولاد جنبها ولما يصدقوا يطفشوا منهم ويلعبوا بديلهم هناك لكن هو عاوز اسرته جنبه عشان يحس انه متجوز.. واحد زي ده يا حبيبتي تمسكي فيه بايدك وسنانك وانا مش بقول لك كده عشان هو ابني بس عشان بقيت واخده خلفيه عن رجاله الأيام دي 


شحب وجهها وتوسعت حدقتاها ودون أن تعي زمجرت بعصبية


= ابنك لو كان صريح من البدايه وقالي انه هيسافر بره ويكون مقيم ما كناش اتجوزنا ولا وافقت لكن هو جه بعد خمس شهور جواز يقترح عليا الموضوع ده! ويا ريته حتى كان صريح لا برده قالي ده مجرد شغل الشركه مكلفني بيه وفلوسه كويسه استنيني بس ثلاث شهور ورغم كنت مستصعبه المده قلت ماشي بدات الأيام تزيد والاجازات تقل لحد ما لبست في الاخر وابنك عجبه الوضع هناك، و نسي ان في واحده كان المفروض يشاركها في القرار ده وليها ناس هنا خايفه عليهم وما تنفعش تسيبهم لوحدهم زي والدتي اللي اكيد حضرتك وابنك عارفين وضعها 


احتشدت الأنفاس في صدرها بضيق وهي تراها تتمسك برأيها دون الانتباه ولا التفكير في حياتها الزوجيه لتخبرها بهدوء زائف تخفي خلفه انزعاج كبير


= ربنا يشفيها يا حبيبتي ما قلناش حاجه بس اكيد هي عارفه ان في ظروف بتحصل غصب عنك و معلش في كلمه ما كانتش جوزتك بقى طالما عاوزاكي طول الوقت جنبها ما هو اللي هناك ده ايه ما لوش التزامات هو كمان وحق عليكي، يا ندى هو انتٍ مش واخده بالك ان عدي اكثر من سنه المره دي ما شفتوش بعض ولا نزل ولا اجازه بينكم والمكالمات بقت تقل كمان بالذمه ده يتسمى جواز 


لوت شفتاها بيأس وإحباط وهتفت بنبره مرتعشه


= عارفه يا طنط وبعد الأيام من غير ما تقولي، و لو فيه حل تاني كنت هقول لك وعلى فكره والدتي مش ممانعه و بتقولي سافري وسيبك مني بس انا اسفه ابقى قليله الاصل لو عملت كده مش هسيبها للجيران يحنوا عليها ولا هي تحفي عشان تخدم نفسها وهي مش عارفه و وضعها كل يوم يسيء 


هزت رأسها بيأس وضيق وهتفت من نافذ صبرها باقتراح


= طب خلينا نحاول ندبر لها واحده تساعدها وانا كل فتره هروح اشوفها، مع اني اقترحت الاقتراح ده عليكي قبل كده وبرده بترفضي مش عارفه ليه 


تنهدت ببؤس وبسمة مريرة ترتسم على وجهها قبل أن تنزيل تلك الابتسامة وتزول منها غمامة المرارة وهي تجيب برفض الاقتراح 


= مش بتستريح مع حد غيري يا طنط و

بتتكسف كمان تتكشف قدام حد غريب واللي هيتعامل معاها معامله الاطفال فعلا هي ما بقتش حتي كوبايه الميه قادره تجيبها لنفسها، وانا برفض القرار ده مش عشان كده وبس على عيني و راسي ان حضرتك هتيجي تشوفيها مع انك مش ملزمه بس يوم اثنين و هتزهقي وممكن لا قدر الله تحصل زي ما بنسمع الناس اللي تيجي تساعد الناس المريضه دي تعملها حاجه ولا تكبر دماغها في علاجها وتهمل فيها وما تهتمش وانا مش هكون موجوده جنبها ولا حضرتك فالمفروض بقى انا اعمل ايه وقتها لو حصلها حاجه وانا مش موجوده 


مديحة بأعين جاحظة مستنكرة استمرار علاقتهما الزوجيه بذلك الوضع هاتفة بفتور


= يعني ما فيش فايده يا ندى الوضع هيستمر كده بينكم؟ شوفي حل يا بنتي قريب ما ينفعش تكوني انتٍ هنا والاولاد وجوزك هناك 

عشان ما ترجعوش تندموا انتم الاثنين على قراراتكم دي .


اختض جسدها من غضبها وهزّت رأسها بنفي على ما تقوله فكانت متخبطة بمسؤوليتها وقلقها على والدتها اكثر لتهمس بامتعاض


= انا مش عارفه ايه كلمه تندمي اللي ماسكينها لي النهارده مره انتٍ ومره رحمه 

" ثم تعالي صوتها بأمر" مروان يحيى يلا عشان نطلع شقتنا . 


❈-❈-❈


في اليوم التالي اقتربت نرمين من مصعب تهتف السلام، لكنه انكمش جسده مكانه دون رد، عادت لتهتف بغيظ وهي تلوك العلكه في فمها وتصدر بها صوتاً مسموعاً منفراً


= ما ردتش يعني السلام! ما سمعتنيش ولا عامل نفسك مش شايفني ولسه بتفكر في اللي حصل بينا امبارح 


انتفض ونظر لها نظره حاده صارمه جعلت من نرمين تبتسم بتشفي بانها نجحت فيه استفزازه، متحدثاً بتحذير شديد وقلق 


= هو إيه اللي حصل انتٍ هتلبسيني مصيبه نرمين ابعدي عني واتلمي انتٍ إللي فضلتي تزني عليا نسهر وما عجبنيش المكان واول ما عوزت امشي كل شويه تمسكي فيا بحجه شكل عشان ما حدش يضايقك هناك والمكان زي ما انت شايف كلهم سكرانين ومش مظبوطين طب طالما انتٍ عارفه كده بتروحي للاماكن دي ليه من الاول و... روحي شوفي شغلك وابعدي عني احسن يا بنت الناس انا واحد متجوز ومش ناقص وجع دماغ .


أكملت الأخري عنه وهي تقترب بجسدها من جسده بطريقه مثيره مرددة بتحدي وقح 


= ما تكمل وفضلت تمثل انك عاوز تقوم لكن انت الموضوع كان جي على هواك حتى لما قربت منك وبوستك ما منعتش؟ عارف انت مشكلتك إيه يا مصعب انك عاجبك الجو اللي بعمله حواليك وانك تحس انك مرغوب بس بتحب تمثل دور صعب المنال ؟؟ براحتك بس  ارهنك انك هتلف تلف وانت اللي هتجي بنفسك تطلبني .


ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهــز رأسه بندم واحتقار من نفسه لأنه ضعف امام تلك الحيه لكن ما باليد حيله! وزوجته ليست هنا وهو يمر بعده مشاكل و تقلبات صعبه عليه بمفرده

أشاح وجهه وهو يقول بصوت مرتجف 


= انا ما جيتش جنبك انتٍ اللي عماله كل شويه تزودي في الشرب وتترمي عليا لحد ما وصلتي اللي انتٍ عاوزاه، فانتٍ اللي ما تمثليش دور الشريفه عشان انا فاهمك من اول يوم عينك جت عليا .


لمست وجهه وحركته لينظر نحوها بعناد وقد استعادت نفسها من جديد هاتفة بنبره لعوب


= وطالما فاهمني جيت معايا ليه ووافقت؟؟ مش بقول لك انت الموضوع جاي على هواك بس بتحب تمثل انك مش عاوز .


حول نظراته بعيداً ثم امنكس رأسه بندم و همس بضيق وقهر 


= الله يسامحك يا ندى انتٍ السبب في القرف اللي انا فيه ده؟!. 


استقام في وقفته فجاه واخذ يلملم اشيائه الخاصه به، بينما عقدت حاجيبها للاعلي باهتمام وهي تسأله


= خير رايح فين، اكيد ما لحقتش تخلص شغل ؟!. 


تحرك بعيد عنها سريعاً راسماً ابتسامه عريضه علي وجهه ثم هتف مصعب بصرامه وتحدي


=رايح اقدم طلب اجازه عشان انزل لمراتي وأولادي .


لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة مستفزة


= ما تنساش تسلملي عليها وتبوسها لي وانت بتودعها وانت راجع لوحدك زي العاده.. و يومين وكالعاده وهترجع ريما لعادتها القديمه 


❈-❈-❈


في منزل مديحة كانت أصوات الاحتفال و البهجه تمليء قلبها بعد عوده أبنها الوحيد من الخارج بعد فتره غياب كبيره، ربتت أمه علي كتف ابنها بحنان وهي تردد بصوت جاد


= مش ناوي تفرحني مره والاقيك جايب كل شنطك وتقعد هنا يا ابني كفايه غربه بقي و شيل شويه المسؤوليه عن مراتك ما خدتش بالك وانت داخل العيال في الاول ما اعرفكش ما انت بقالك اكتر من سنه بره ايه بعد كده هينسوك خالص.


احني مصعب رأسه أولا وطبع قبله تقدير واحترام علي يد والدته ثم تنحنح يجلي حنجرته قائلاً  


= ماما هو انتٍ كل لما انزل هتفضلي تقطمي فيا ما تقولي الكلام ده برده للهانم اللي انا اتجوزتها ما قدامك كل مره افضل اتحايل عليها تعالي يا بنت الناس معايا بره واذا كان على الشغل هشوفلك غيره وهي على طول ماسكه في الاسطوانه بتاعه كل مره ما اقدرش اسيب امي لوحدها وهي في الظروف دي طب اعمل لها ايه .


شعرت بالتوجس من ضعف ابنها بالخارج وربما يتزوجها أيضاً رغم علمها وثقتها انه ليس شخص سيء، لكن لا تريد خراب هذا البيت من اجل الاطفال، فهتفت بنبرة قلقة


= ما هو انا تعبت منكم انتم الاتنين كل ما اجي اكلم واحد منكم يقولي مبررته هو ده اسمه جواز والعيال ذنبهم ايه شوفوا حل انا اتخنقت من لعب العيال بتاعكوا ده ولا أنا إللي بكلم عيال مش ناس كبار و واعيه.


وفي تلك اللحظه قد عادت ندى من الخارج لتأخذ أطفالها وتصعد منزلها، لكنها اتسعت عيناها بذهول وصدمه وهي تقول بصوت مرتجف 


= مصعب انتٍ وصلت امتى؟!. 


❈-❈-❈


في منزل مصعب بالاعلي صعدوا الاثنين بمفردهم حيث أصرت والدته علي ذلك وترك الاطفال هنا الليلة رغم اعتراض ندى لكنها استسلمت بالنهايه لاقترحها، فهي تعلم جيد نواياها من خلف ذلك لكنها تعلم أيضاً بأن تلك الأمور لا يستطيعون النجاح بها طالما بينهما مسافات طويلة و نقاشات عقيمه لا يستطيعون حلها حتى الآن .


وضعت ندى الطعام التي كانت قد انتهت منه بالصباح ليتناولون اياه هي وأطفالها، وقالت بخفوت


=اتفضل معلش بكره هعمل لك الاكل اللي انت عاوزه ما انت لو كنت اديتني خبر كنت جهزت الدنيا وخدت كمان اجازه من الشغل.. اكيد اكل مصر وحشك 


تحدث مصعب نبره غير مكترثه مخفياً خلفها ضيقه وحقده من عناد زوجته 


= مش فارقه يا ندى انا مش جاي اكيد كل المسافه دي عشان اكل مصري واحشني! هو انا أكيد نفسي بتروح لي زي ما بتروح لحاجات تانيه ومش طايلها رغم انها من حقي ومش طايلها


بملامح مكفهره ودماء تغلي رمت معلقه الطعام امامها واردفت بضيق مكتوم 


=آه طالما بدانا في تلاقيح الكلام ده يبقى هنفتح اسطوانه كل مره، مصعب ريح نفسك انا مش هسافر واسيب امي لوحدها وانت لو مكاني كنت هتعمل كده برده و مش بعيد كنت تقولي انا كمان سيبي اللي وراكي واللي قدامك واقعدي تحت رجلين امي المريضة مش فاهمه بصراحه كله بيلومني علي ايه هو انا بعمل حاجه غلط بردلها جزء من اللي كانت بتعمله معايا زمان فيها ايه بقى .


رغم انه عاد لأجل شيء واحد فقط واحزم نفسه على أن لا يصل النقاش بينهما الى ذلك الحد كالعاده لكن لم يستطيع السيطره على نفسه بسبب عنادها الساخط والذي مل وتعب منه فهو لا يفهم لما تعترض على الرحيل معه وهي زوجته من الأساس وهذا حقه، فهدر بنبره منفعله عاليه


= بترد لها جزء على حساب جوزك واولادك؟ طول عمري بسمع الست تكون جنبك جوزها مكان ما يروح واحنا بقيلنا ست سنين متجوزين وانتٍ على كلمه واحده مش هسيب أمي المريضه يا ستي ربنا يشفيها انا ما قلتش حاجه بس انا كمان عاوز احس ان انا راجل متجوز وعندي اسره واولاد و واحده بتلبيلي احتياجاتي.. عاجبك أوي الشحططه دي انا النهارده الولاد اخذوا وقت عقبال ما عرفوني وكله بسببك.


حركت رأسها تهزها باستخفاف مرير وسرعان ما ترقرقت الدموع بعينيها لتهتف بجرح قلبها


=بسبب انا ليه ان شاء الله كنت قلتلك روح اتشحطط بره وسيبني؟ انا عمري في حياتي ما اتدخلت في شغلك واول ما اتجوزنا كنت راضيه بالمرتب البسيط.. ده انت اتغربت و سبتني وانا لسه عروسه في الاول قالتلي جالي عقد عمل هناك كام شهر الشركه وكلتني لي و هاجيلنا فلوس كويسه وهنعرف نشتري كل اللي عاوزينه ونامن مستقبل ولادنا الجايين كنت متحمس جدآ وما عرفتش ارفض رغم ما كنتش موافقه ولا كان جي على هوايا ان جوزي يتغرب وابقى انا لوحدي هنا وانا مش عارفه لما احتاجلك المفروض الجا لمين؟ و الايام ابتديت تزيد وشهور و سنه واجازتك اللي بتنزلها بقت تقل لحد ما خلاص قلتي فجاه انا هقيم هناك وعاجبني الوضع تعالي انتٍ والأولاد بقى! فالمفروض انا اقول لك ماشي واسيب كل اللي ورايا واللي قدامي عشان سيادتك خدت قرار مفاجاه من غير ما ترجع للست اللي متجوزها 


باغتته بردها حتى جعلته يرتبك في البداية قبل أن يجيبها بالرد النمطي المعتاد والمعروف


= انا ما كنتش مرتب كل ده وفعلا السفريه في الاول روحتها بالصدفه بس الشغل عجبني هناك والمرتب عمال يزيد وكنت شاب في الاول متجوز جديد ونفسه يعمل حاجات كثير لي وللست اللي متجوزها ولاولاده في المستقبل، ابتديت اسال الاجراءات تمشي ازاي قالوا عشان تثبت نفسك لازم تقعد كذا سنه تتدرب هناك ونشوف شغلك ودي كانت شروط الشركه ولما اقترحت الفكره على كل اللي حواليا قالوا لي اعمل كده فعلا من غير تفكير طبعاً دي فرصه مش هتتعوض والشركه دي ناس كتير بتتمنى وظيفه فيها حتى لو بسيطه ما عرفتش أضيع فرصه زي دي ولا افوتها ومش هتجيلي تاني.


غامت عيونه بغيظ مطلق وهو يضيف حديثه وهتف بنبرة حاقده مغلوله


= وعملت كل ده وانا في بالي حاجه واحده بس اني ما اخليكيش محتاجه حاجه انتٍ و الولاد بالذات بعد ما خلفنا والمصاريف ابتدت تزيد والمسؤوليات.. وللاسف كنت فاكر لما اقول لمراتي تعالي خليكي جنبي انتٍ والأولاد هتقولي ماشي وحاضر وانا مكاني جنبك مش هتطلعلي في شويه حجج فارغه. 


صاحت ندى بانزعاج وانطلقت تهتف بصوت اليم اوجع قلبها الذي تألم اكثر لألمها 


= امي مش حجج فارغه يا مصعب، و كويس انك اعترفت بنفسك انك ما اقترحتش ده من قبل ما تتجوزني عشان تعرفني الدنيا هتمشي ازاي وانا ارفض ولا اوافق واشوف المناسب ليا زي ما انت شفت المناسب ليك، لكن تخطط من نفسك وتحطني قدام الامر الواقع حتى لو بتعمل ده عشاني، للاسف جيت عليا انت مفكر انا مبسوطه بالمسؤوليه اللي شايلاها لوحدي هنا انا كنت في البدايه مرعوبه من ثلاث شهور مش عارفه اقضيهم ازاي وفجاه لقيت نفسي المفروض استحمل ست سنين واكتر كمان ومش عارفه لحد فين 


بمجهود يحسد عليه استطاع الحفاظ علي هدوءا الظاهري وتحكم في غضبه فقط ملامحه وعيونه التي غامت وومضت ببريق كره وهتف من بين اسنانه المطبقه بنفاذ صبر


= اللي حصل حصل مش هنفتح في القديم و انا اهو بقول لك تعالي معايا انتٍ و الاولاد نشوفلهم مدارس كويسه هناك ولو عايزه تشتغل انا ما عنديش مانع لكن فعلا على راي ماما لازم نشوفلنا حل في لعب العيال ده وده ما اسمهوش جواز و كل واحد فينا في بلد المره دي غبت سنه بحالها ما حدش عارف مواعيد شغلي ونظامها بعد كده قد ايه


هتفت بنبرة جاده تحمل في طياتها ألم مبطن


=تاني مش هينفع اسيب والدتي وهي في الحاله دي هو ده رد الجميل يعني قصاد تعبها معايا زمان وتربيتها ليا، كده انا بنت اصول لما اسيبها في وضع زي ده.


هدأت انفاسه ولانت ملامحه بتفكير هاتفاً بازدراء


=نشوفلها حد كويس يقعد معاها حلو كده يا بنت الاصول؟ طالما جوزك مش في دماغك ولا عيالك اللي بيشوف ابوهم كل فين وفين؟. 


كشرت هي باعتراض وعينيها تتنقل بين وجهه بأنفعال شديد لأسلوبه المتحكم بالاضافه انه يطالبها دائما بالتضحيه وهو لا، لذلك هتفت معترضة بإصرار 


= والدتك اقترحت عليا الاقتراح ده وانا و ضحتلها وجهه نظري انا مش واثقه في اللي هجيبها دي هتعملها بما يرضي الله ولا تستغل ما فيش حد جنبها وعينها عليها وتعمل زي ما بنسمع فيها حاجه وحشه ساعتها مش هتنفعني السفريه والفلوس اللي عمال تحيلها بعيني هناك 


وكأن بتلك الإجابة اعطته الفرصة ليخرج شياطين غضبه فاقترب بتحفز ليصيح بوجهها وعينيه تطلق شررا نحوها


= هو انتٍ ما فيش فايده فيكي ولا في دم ولا إحساس ولا حاسه باي حاجه ولا بيهمك غير مصلحتك وبس و ما بتفكريش في حد خالص إلا والدتك طب وانا فين؟؟ لو فاكره نفسك بتعملي كده وبتراعيها وما عليكيش ذنب فلا يا ندى انتٍ عليكي ذنب كبير.. انا كل مره بنزل تقريبا بقعد اتحايل على سيادتك عشان تعبريني حتى في المكالمات كل مره تتحججي حجه شكل ما هو انتٍ لو مش طايقاني ما تقوليها في وشي احسن وكل واحد يروح  لحاله.. بدل ما اعمل حاجه و بعد كده اندم عليها 


ابتسمت بسخرية مريرة وتعالي صوتها البغيض وهتفت تحدثه باستهزاء مقهور 


= هتعمل ايه ان شاء الله وتندم عليه كده كده اصلا ما بتاخدش راي في حاجه والمكالمات اللي انت بتتصل وما بردش عليها فعشان انا شايله هنا مسؤوليه ما يعلم بيها إلا ربنا وما عنديش حتى ربع ساعه اعرف اخد فيها نفسي.. هو انت مش واخد بالك انك سايب لي مسؤوليه عيلين من ساعه ما اتولدوا انا اللي شايلهم و واحد منهم عنده القلب وممكن يتعب في نص الليل فجاه واجري انا وادور بالمستشفيات والوضع نفسه مع والدتي اللي فضلت تعمل اكتر من خمس عمليه.. كل ده لوحدي وانا مرعوبه في اي مره افقد حد فيهم ابني ولا امي يا ريت قبل ما تيجي عليا و تغلطني غلط نفسك كمان عشان انت كمان بايدك تسيب كل ده وتقعد هنا وتراعينا انا و عيالك.. لكن انت حاطط حاجه واحده بس بدماغك انا اللي لازم اضحي طول الوقت 


افتر فاهه يناظرها بصدمة ليميل برأسه نحوها يقول بتهكم ساخړ 


= هو ده بجد حتى الفتره اللي بتنيل انزلها لو بعد سنه لسه نفس النظام ما تغيرناش وتضيع في الخناق.. كل ما اقدملك اي حل مش عاجبك طب اعمل لك ايه اكثر من كده بقول لك اجيبلك واحده تقعد معاها وبرده مش عاجب، قوليلي انتٍ وبلاش نظام اقعد انت عشان انا مش هسيب الوظيفه دي بعد ما تعبت اكتر من خمس سنين عشان اتنيل اتعين فيها.. واللي بتصرف عليكي انتٍ وعيالك ومعيشاكي في المستوى ده 


اسلوبه المتسلط في توجيه الخطاب بعنجهية نحوها زاد من جرعة السخط داخلها منه لتردف بقوة


= اهو المستوى ده انا مستعده اتنازل عنه قصاد أنك تيجي هنا عادي، عشان تعبت من كتر ما بقى التعامل بينا فلوس وبس ومفكر كده دي مسؤوليه شايلها.. الحل بايدك وانت براحتك و آه لو عاوز كل واحد يروح لحاله براحتك برده انا مش هغصبك .


تحركت من مكانها لخارج المنزل لتأخذ اطفالها من لدي حماتها التي أصرت على بياتهم الليلة حتى يقضوا وقت ممتع مع بعضهم لكن لا تعرف بأن مشاكلهم لا تنتهي مهما حاولت، و بدلاً من ان يعوضوا بعضهم البعض عن غيابهم الطويل لكن تقلبت الاوزان كعادتها الى منعطف خطر.


استدار مصعب ناظراً الي رحيلها بكره شديد قبل أن يضغط على شفته بغل هامس بحسرة  


= ادي الليله كمان ضاعت اللي كنت مخطط ليها من سنه، والله ما تستاهلي يا ندى إللي انا بحاول على قد ما اقدر ما بصيش لغيرك حتى في الغربه وسايب الزباله دي عماله تحوم حواليا ومطنش، ماشي انا هلففك حوالين نفسك وهندمك على اللي بتعمليه وعنادك ده .


❈-❈-❈


في منزل مديحة لم تستطيع استوعب رحيل أبنها بهذه السرعه بعد عوده غياب لمدة سنه يأتي ويذهب بيوم واحد فقط فلما جاء من الأساس اذا كان الوضع سيستمر هكذا؟ لتهتف بانفعال ملحوظ 


= نعم يعني ايه سافر، يعني حتى الاسبوع اللي جي يقعد يسافر في نفس اليوم انتٍ عملتله ايه بالظبط يا ندى عشان تطفشي الواد 


إجابتها ندى معقبة بامتعاض واستنكار


= هعمله ايه يا طنط هو كل حاجه فوق دماغي انا، اهو نظام كل مرة اتخانقنا ومشي

يا ريته حتى قالي ده قال لابنه وعمل فيها

زعلان همسكه بقى بالعافيه


صاحت بنفس النبره المنفعله وهي تصر على حديثها قائلة بعد رضا 


= الله يخرب بيت برودكم انتم الاتنين هو انا شايله همكم ليه ما تولعوا؟ ما فيش فايده لو واحد منكم بس يلين الأمور هتتحل واخدين كل حاجه على الحامي هي الدنيا هتطير.. في ايه كل ما اكلم واحد يقولي قولي للتاني وانا مش هتنازل عن رايي طب اعمل لكم ايه.. 


نظرت لها مطولاً بعدم تصديق هاتفة بفتور


= وانا كمان اعمل ايه يا طنط دي أمي وصعب اسيبها وانتم لو مكاني هتعملوا كده يبقى بتلموني ليه؟ وانا ريحته لو كان قالي النظام ده من الاول كنت قلتله يا ابني الناس شوف غيري 


نظرت لها بغضب هاتفه فيها بجدية شديدة 


= خلاص اللي حصل حصل مش هنرجع نزيد ونعيد خلينا في دلوقتي، عارفه لو دخل عليا ومعاه واحده متجوزها صدقني ما هكون في صفك ولا في صفه تولعوا.. انا بعمل كل ده عشان ده ابني وانا عارفه كويس مستحيل يعمل الغلط بس ما بيحبش اللي قدامه يعند ولو حط حاجه في دماغه هيعملها بس بالحلال وساعتها ما حدش هيقدر يفتح بقه وهيقولوا استحمل بما فيه الكفايه وحقه 


ترقرت دموع الظلم والقهر داخل مقلتيها و

هتفت بنبره مذدريه


= والله انتٍ كمان لقيتيله مبررات على اساس ان انا كمان مليش احتياجات ولا عاوزه حد يشيل معايا المسؤوليه ولا زهقت من القرف اللي انا شايلاه لوحدي من ساعه ما جبت العيال دول، ومشاكلهم إللي مش بتخلص غير مسؤوليه امي؟؟. 


اغتاظت مديحة منها وهتف بنبره مرتفعه و هي تضرب علي سطح الطاوله بقوه فقد ملت من عناد الاثنين دون التفكير في اطفالهم الذي سيدفعون الثمن بالنهاية 


=ما عشان كده بنقول اقعدوا جنب بعض انا حذرت وانتم احرار يبقى يجي حد يقولي منكم شفتي ده عمل ولا ما عملش، وبعدين يا حبيبتي تعالي نحكم الغريب ما بينكم ونقول واحده سايبه جوزها اكثر من سنه بعيد عنها ولا عارفه بياكل ولا بيشرب منين ولا لما بيتعب مين جانبه ولا عارفه بيعمل ايه هناك 

يبقى لي حق يتجوز طالما مراته مش فارق 

معاها.. وانا عشان مربيه ابني كويس بقول لك يوم ما هيعملها هيعملها في الحلال بس ما ترجعيش بقى تزعلي ساعتها.


غامت عيناها حزناً وهي تتطلع نحوه حماتها ببؤس ثم ابتلعت غصه تسد حلقها ومنعت نفسها من البكاء فهي لا تستحق ما يحدث معها 

وهمست بنبرة مقهورة 


= ما فيش فايده محدش حاسس بيا ولا فاهمني .


❈-❈-❈


في عمل ندى بعد أن قصت علي صديقتها باختصار ما حدث بينها وبين زوجها ورحيلة بتلك السرعة، أجابت الأخري بتوتر بالغ وهي تعود ترفع بصرها لندي التي كانت تطالعها بوجه غير مقروء


= بصراحه من غير زعل انتٍ غلطانه برده يا ندى كنتي كبرتي دماغك حتى في الاسبوع اللي بيجي يقعد معاكوا فيه ما هو مش معقول حتى الزياره اللي بيجيها بعد غربه اكثر من سنه تقلبوها خناق.. وعلى راي حماتك لازم واحد فيكوا يتنازل وخليها تيجي منك وجربي الجو هناك مش ممكن يعجبك


مرت عليها دقيقة وهي صامته تهز رأسها باستنكار مقهور ودموعها تسيل على خدّيها بجزع لتهتف بصوت منهك 


=هو ليه لازم انا اللي اتنازل واضحي كل مرة؟ فكريني كده يا رحمه لما والدتك تعبت يوم سفريه الشغل اللي كنتي هتطلعيها وهتترقي فيها ومرتبك هيزيد عملتي ايه مش رجعتي على طول وما فكرتيش في فلوس ولا ترقيه رغم ان والدتك كان معاها اخواتك ما بالك انا بقى وحيده والدتي وما ليش غيرها، وياما عملت المستحيل عشاني وتعبت في تربيتي 


تنفست لدقيقة آخري لكن سرعان ما هاج وعلا صوتها بإدراك منهاره من الخيبة التي تلقتها من جميع الرجال بحياتها 


= بدل أبويا إللي سابني وما اعرفش حاجه لحد دلوقتي عنه يبقى ده جزاتي مش قادره استحمل خدمتها ولا اسيبها مع واحده انا مش عارفه هتكون امينه عليها زيي ولا لا مع ان الاجابه واضحه مفيش واحده هتراعي ست غريبه إلا لو كانت أمها .


نظرت إليها بعطف فقالت بنبرة نادمة


= ما تزعليش مني يا ندى، بس بصراحه انتم الاتنين بحسكم صح ومش عارفه اكون مع مين فيكم انتٍ ليكي حق عشان والدتك وهو لي حق وصعبان عليه يسيب الشغل اللي تعب فيه سنين 


ضغطت على جبهتها بإجهاد وصوت بكائها يعاله ثم عادت تنظر لها تغمغم ببطء متأرجح التعثر


= ما انا لما بقول كان لازم يعرفني ويشاركني حاجه زي كده بتزعلوا مني كنا وفرنا على نفسنا وجع الدماغ ده كله، لكن هو اللي ما كانش صريح معايا و عجبه الجو وظبط القاعده هناك من غير ما يهتم.. لا و يقول انا اللي بدور على مصلحتي 


عقدت حاجيبها بضيق وتحدثت هاتفة بتأثر


= طب يعني انتم وصلتوا لايه في الآخر اوعي تقوليلي هتطلقوا فعلا ما تدققيش في الكلمه جايز طلعت في ساعه غضب، ما حرام عليكم العيلين دول فكروا فيهم .


أطلقت ندى تنهيدة عميقة وتقوس ثغرها تجيب بيأس وهي تهز برأسها بوهن 


= ما اتفقناش على حاجه بس معنى أنه قال كل واحد يروح لحاله شكله بيفكر فيها وانا مش هغصبه، ولا ممكن على رأي والدته يتجوز واحده هناك تشوفله طلباته.. وانا هنا اقعد اربي العيال .


بينما في ذلك الأثناء يقف بعيداً عنهم ينفث دخان سيجارته بغضب ويتابع ندى بعينه قلقها وخوفها من إفساد حياتها مع زوجها البارد الذي لا يهتم لها ولا يتحمل المسؤوليه و لا يعرف لما مازالت متمسكة بيه حتي الآن وذلك يزيده جنوناً وغيره...!!!


رحلت رحمه للخارج وقبل ان تجمع الاخرى اشياءها لترحل خلفها تفاجأت باقتراب شريف منها وقاطعها بصرامة وحزم مشوب بالعتاب


= سمعت ان جوزك رجع من السفر قلت اكيد مش هتيجي وهتقضي الأسبوع ده مع بعض وتقدمي على اجازه لكن شايفك هنا إيه معقوله اتخنقتوا.. بذمتك دي عيشه يختفي عنك سنه وبدل ما يجي يشيل عنك المسؤوليه اللي رميها يقلبها خناقه انتٍ ايه اللي غصبك على العيشه دي بجد يا ندى اسمعي كلامي واطلقي منه وانا مستعد اشيل معاكي مسؤوليه عيالك بدل منه عشان بحبك بجد.


نظرت له ندي باحتقار من اعلي لاسفل هاتفه بنبرة ناهيه ذلك الطريق له


= شريف عشان تريح نفسك، لو جوزي في كل العبر برده مش هعمل كده انا مش ست خاينه 


هتف شريف بسخط وغيره حيث لم يستطع تمالك نفسه كلما رأى حبيبه السابقه امام عينه ملك غيره


= انتٍ سامعني كويس انا طالب الحلال بقول لك اطلقي واتجوزيني ثم ان احنا كنا مع بعض من الأول اصلا وهو اللي خدك مني أو انتٍ اللي اتسرعتي.. أيا كان بلاش تعيشي عيشه بتضيعي فيها عمرك من غير ولا حاجه.. انا من غير ما أسألك عرفت من وشك قد ايه حزينه وتعبانه.. عشان تعرفي ما حدش حاسس بيكي غير اللي بيحبك بجد .


رمشت عينيها باضطراب وبدأت تشرد لاول مره بكلماته، فمصعب رغم عودته من الخارج لكن لم يلاحظ حتى كل ذلك حقا وكيف كانت تشعر بالارهاق والتعب! انما هو بالفعل قد لاحظ و دائما يخبرها بذلك، أفاقت على نفسها ونهضت حتى تتحرك وتذهب هاربة من أمامه سريعاً ولكن قبل أن تصل لمقبض الباب وقفت والتفتت له لتردف متمتمه بوجه محتقن 


= لا إسمها خيانه، الست اللي تطلقك عشان واحد تاني ما اسمهاش إلا كده، وحلي عني بقى انت ايه شيطان .


❈-❈-❈


في السعودية داخل عمل مصعب، منذ ان رحل وهو بحاله غير جيده و سيئه للغايه كلما فكر بحديثه مع زوجته الذي دائما ينتهي بالشجار ويفشل فيه تحقيق رغباته ومعاناته بوحدته تزداد هنا دون التفكير فيه حيث كل مره ينزل الى مصر على امل ان يلين عقلها وتعود معه!. 


صك على أسنانه من الغيظ ينفث ډخان من أنفه ليلهي نفسه بالعمل ولكن بداخله بركان يغلي ولابد له من الرد ولابد من الحساب يجب أخذ رده فعل قاسية، و يجعلها تندم على رفضها بكل مره؟ وعدم اهتمامها به كأنه ليس زوجها وله حق أيضاً عليها؟ 


كم هي انانيه حقا لا تفكر الا في مصلحتها فقط... شعر بالغيظ الشديد منها وداخله رغبه تزداد ان يفعل اي شيء حتى ينتقم منها.. ايا كان لكن ماذا سيفعل حتى يجعلها تندم بحق.


افاق على صوت نرمين وهي تقترب منه بدلال مثير كعادتها تردف متعمدة استفزازه


=ايه ده انت رجعت على طول يعني؟؟ مش قلتلك مسير ريما هترجع لعادتها القديمه في خلال يومين ادي كلامي طلع صح وفي خلال يوم كمان! بس مش شايفه يعني شغل قدامك عشان تطلع في وقت فراغك والزهق من الوحده بدون زوجه ولا اولاد ولا حبيب.. ولا واحده تونسك.


کتم داخله صيحة الرفض هذه المره وحاول أن يتصرف بطبيعته معها والتفت ليامرها بالرحيل ولكنه تردد في علقه بالكامل شجاره مع زوجته جعله بمواربة قليلة، ليفكر بانه لما يمنع نفسه من الاقتراب من اي فتاه وهي لا تستحق وتبعد عنه بكامل ارادتها؟ 


فهل تستحق ذلك؟ ان تمتلك زوج جيد لا يخونها وهي بالمقابل تبتعد عنه ولا تهتم الى متطلباته أيا كانت؟ فهو حاول بكل الطرق معها ان تعود اليه وتفهم ما الذي يحتاجه و يحاول الوصول اليه من وراء ذلك حتى يحافظ على ذلك البيت 


لكن لقد مل وتعب من أن يبني بمفرده وهي تهدم بالمقابل من وجهه نظره، وصراحه لم يجد فرصه مثل هذه حتى ينتقم منها ويجعلها تعود له نادمه، يمكن حينها تشعر حقا قيمه ما كان يفعله ولما يصر على رحيلها معه.


نهض من جلسته فجأة وهتف بنبره غامضة منهياً التقاش معها 


= عندك مكان ولا لسه هنشوف؟!. 


التمعت عينها بفرحه وانتصار لكنها ادعت عدم الفهم لتجيب على سؤاله بسؤال


=نعم مكان لايه؟ هو انت بتكلمني انا .


نظر لها مطولاً بجمود ثم هتف بحسم وعينيه تسير علي جسدها بوقاحة


=ايوه بكلمك انتٍ يا نرمين, وزي ما جبتها لي على بلاطه انا كمان بجيبها لك بوضوح اهو! عندك مكان عشان نعمل اللي انتٍ عاوزاه و بتحاولي توصلي لي من اول ما جيتي هنا ولا لسه هندور؟؟ ولا رجعتي في كلامك أصلا 


مالت نحوه أكثر بكل جرأة وهي تعلم بكل تأكيد لم يرفضها هذه المره وردت بحماس ماكرا


= أعتقد بيتي ممكن يقضي الغرض مش كده؟!.. 


** ** **

يـتـبـع.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم