زهرة_الياسمين
مريم _إسماعيل. ميرا
الفصل_الأول والتاني
كامله على عالم التقنيه والمعلومات
الشخصيات
عائلة فاطمة
الوالد سيد
قعيد كان يعمل ميكانيكى سيارات ، وليس له مصدر رزق.
طه الإبن البكرى له ، حاصل علي الشهادة الاعدادية يعشق السهر والمال ، يعمل مكان والده بالورشه لكن لا يحب العمل كثيرا ، وصاحب العمل يوافق علي وجوده لعلمه بظروفهم المادية
فاطمة
الابنه الصغرى هى من تتحمل كل شئ ، حاصلة علي دبلوم تجارة ، تعمل في مصنع للملابس ، مخطوبة من عده سنوات لجارها "على"
علي هو شاب يتيم يقطن في غرفة فوق سطح منزلهم ، يعمل فرد أمن في إحدى فنادق الغردقة ، يعشق فاطمة ، ويحلم بيوم لقائهم في رضا الله .
عائلة سمرة
امراه وحيده لم تتزوج ، توفت أختها وتركت لها ابنتها الوحيدة نڤين ، تعتبرها مثل ابنتها .
نڤين بنت جميلة مهذبة حاصلة علي دبلوم تمريض لكن لا تعمل ، فخالتها تخاف عليها ، تعشق على عشقا ، لكن لصداقتها مع فاطمة تكتم عشقها في قلبها .
طاهر
رجل خطير ، له أساليب ملتوية ، في كسب المال .
الجانب الآخر
عاصي الزينى
رجل أعمال يبلغ من العمر ٤٩ عام ، لا يحب الزواج ، يعشق العمل فقط .
ياسمين لغز الحكاية عارضة أزياء رائعة الجمال من عائلة متوسطة .
......................................
في حارة مصرية بسيطة ، يقطن بها أُناس طيبون ، كانت الشمس بدأت في إشراقها علي معظم شرف البيوت المتهالكة ، لنرى عامل المقهى يقوم بتجهيز الطاولات والكراسي ، ويقوم برش المياه أمام المقهى ، ونرى بائعة الخضار تستعد للسعى علي رزقها ، وتقوم برص خضرواتها ، ونرى البقال يبدأ في بيع طلبات الفطار ، ونرى بائعة الطعمية ، لتدخل أشعة الشمس الذهبية لغرفة نوم في بيت من بيوت الحارة ، لتنزعج من أشعتها ، وعندما تبدأ جفونها في التحرك ، تستمع لأصوات الباعه في الحارة لتبتسم وتهتف بنوم
" النهار طلع يلا بقي شوية نشاط ."
لتهب من سريرها الصغير وتأخذ غيار وتدخل لتتوضأ لتبدء يومها ، ارتدت عبائه سوداء ولفت حجابها ، وأدت فرضها وخرجت لتحضير الفطار .
لترى أخيها نائم علي الأريكة لتعلم أنه سهر مع أصدقاء السوء كعادته .
لتضرب كف علي كف وتصرخ به بحده
" طه ، أنت يا زفت ."
لم يأتى لها منه جواب سوا بعض الهمهمات ، لتغضب أكثر لتلكزه في يده بقوة وهى تنادى عليه.
" طه ، أنت يا بيه ."
ليفتح اعينه بفزع
" في إيه يا فاطمة حد يصحى حد كدا براحه ."
فاطمة بغيظ
" أنت مش هتبطل بقي اللي بتعمله دا ، يا أخى أنا تعبت ، أنت كبير بالاسم وبس ، دا هم إيه دا ."
طه بنفاذ صبر ليحاول يقف أمامها ، لكن تغلبه قدمها ليجلس مرة أخرى ، لتنظر له بتهكم
" بقي مش مكسوف من طوالك اللي حتى مش قادر تفرده قصادى ، رجاله اخر زمن ، قوم يا اخوى ، الورشه زمانها فتحت من بدرى ."
" يوووه قايم يا فاطمة ، قايم ."
ليدخل لغرفته ، لتزفر بضيق ، وتحاول رسم ابتسامة علي وجهها لتدخل لغرفة أخرى .
" صباح الخير يا أبو طه ."
كان سيد نائم علي السرير ، عندما يراها يسعد لوجودها ، ولما لا هى من تتوالى طعامه ، وعلاجه ليهتف لها .
* وماله لم تقولى يا أبو فاطمة ، هى فاطمة وحشه ."
فاطمة وهي تقبل يده
" فشر مين دى اللي وحشه ، دا أنا فله اهو ."
" ربنا يسعدك يا بنتى، وتفضل الضحكة منورة وشك يا فاطمة ، وبحزن اكمل ويريحك من همى بقي ."
لتنتفض من مكانها
" اخص عليك يا ابا هو انت هم ، دا أنت ابوي وسندى ."
ليهتف بتأثر
" سندك !! ازاى وأنا مكانى لا بتحرك ولا بهش ولا بنش ."
" متقولش كدا أنت بركتنا ،وحمايتنا ."
لتستمع لصوت اخيها يحثها علي اعداد طعام الإفطار
" هقول إيه واد معندوش دم ."
" ولا يهمك هقوم اجهز الفطار ، علشان الحق المصنع ، اه على هيجي يتعشي معانا بليل ."
" ينور يا بنتى ، ربنا يتم عليكم بخير ."
لتهتف بخجل
" يسمع منك ربنا ."
لتذهب وتعد طعام الافطار لوالدها وأخيها ، وتبدا رحلتها للعمل ، وهى ذاهبة تقابل صديقتها الوحيدة .
" صباح الخير يا بت فاطمة ."
" صباح الفل يا نڤين ، .
"خالتك عاملة ايه يا بت .؟
" كويسة ، بتسألى ليه ."
لتقترب منها لتهمس
" أصل خلاص اسمى اللي في الجمعية بعد يومين هقبضه ، وعلى كمان هيقبض جمعيته بكره ، وكدا الخلو يبقي كمل ، ويبقي هم وانزاح ."
لترتبك
" اه ، والله مبروك ربنا يتم عليكم بخير ، هسيبك بقي علشان الحق السوق ."
لتضرب فاطمة صدرها
" يا لهووى ، المصنع ، مع السلامة اشوفك بعدين ."
لتهرول بسرعة ، لتنظر نڤين لها بدموع وتهتف
" عجبك فيها إيه يا على ."
وتتحرك هى الأخرى إلي وجهتها .
..... ...... .....
في المساء كانت اعدت فاطمة اشهى الماكولات ، علي قدر مزانيتها ، لتنظر لنفسها بعدما ارتدت اسدالها ، وتتحسر
" كان نفسي اقابلك بحاجة جديدة ، بس يلا المهم أنه راجع ."
لتستمع لصوت جرس المنزل
" يا لهوى على جه ، وطه لسه مجاش وبعدين ."
لتذهب وتفتح له الباب فتحه صغيره
" ازيك يا على ."
ليقطب جبينه بعد مده شهر في العمل ، تستقبله بهذا الشكل .
" افتحى الباب يا بت .،"
لتخجل وتهتف
" مش هينفع طه مش هنا ، وابويا خد العلاج ونام ."
ليتفهم موقفها
" طيب هقعد علي القهوة ، لغاية ما اخوكى يجى ."
" ماشي بس بلاش تشرب حاجة ، علشان هتتعشي معانا ."
ليؤما ويذهب لوجهته لحين عودة طه .
..... .....
كان على يجلس علي القهوة ويتسامر مع أقرانه ، كانت نڤين تقف في شرفة منزلها ، شاردة فيه ، لتفق من غفلتها علي يد خالتها ، وهى توبخها
" تانى يا بت ، مقولنا خلاص هو وملكيش نصيب فيه ، هتفضل عمرك كله تشوفيه من البلكونة ، وكلها كم سنه وتلاقيه ماشي وفاطمة في ايده وبطنها قدمها "
" أنتِ يا خالتى بتبكتينى يا لهوووى ، جرا إيه عملت إيه دلوقت ، أنا بشم شوية هوا ، إيه مشمش ."
" لا شمى يا روح خالتك ، بس حاسبي الهوا يلطشك ، وتدخلى زى ما خرجتى ."
لتنظر لها بغيظ ، ثم تعود بإنظارها تجاه على ، لتراها يقف بسرعة ، ويهرول تجاه طه ، لتعلم أنه يريد أن يري فاطمة بسرعة ، لتبكى علي حالها ، وقلبها الذي لم يهنئ أبدا .
" ما قولنا يا روح خالتك ، لكن هقول إيه راسك زى الحيطة ، لا بكلام هتلين ، ولا هتجيبي واطى ."
لتتركها نڤين وتجرى من أمامها ، لتدخل غرفتها وتحتمى بها ، فهى تعشقه ماذنبها ، الذنب الأكبر علي قلبها الذي اختار أن يعشق ما هو ليس له .
..... ...... .......
في منزل فاطمة
كانوا يتناولون الطعام في هدوء حتى هتف طه
" أنا داخل اولع سجارة ، بس متخدش راحتك قوى يا على ."
لتنهره فاطمة
" طه عيب كدا ."
" ملكيش دعوة على فاهم قصدى ، صح يا علوه ."
لتفهم هى الأخرى مقصد أخيها فتخجل ، ويدخل طه غرفته ، لتلتفت له على بحنان
" حمد لله علي السلامة ، امتى بقي تيجى وتقعد هنا ."
" الله يسلمك ، هانت يا بت خلاص وهنقبض الجمعية ، وندفع الخلو لخالتك سمرة ، ويبقي لينا بيت يلمنا ."
فاطمة بأمل
" يسمع منك يا على ،يا ابن ام على احسن أنا من فرحتى أننا جمعنا ٣٠٠٠٠ الف مش مصدقة ."
" ربنا يقدرنى يا فاطمة واجبلك كل اللي نفسك فيه ، وافرحك يا بت ."
فاطمة بحياء
" إنك تفضل هنا قصاد عينى دى فرحتى يا على ."
" خلاص المدير وعدنى انه هينقلنى فرع هنا ، وكمان هترقي ، ادعيلى بس أنت يا وش الخير ."
" هو أنا عندى غيرك ادعيله يا على ."
" معنى كده ، إنك بتدعيلى ."
" يا لهوى أنت مش مصدقنى، طيب وربنا ، أنا بدعيلك ."
ليبتسم علي طبيتها ، التى انقرضت من الأزل
" عارف إنك بتدعيلى , يا قلب على من جوا ، أما أنا عملك حتته مفاجاه حلوة قوى ."
" خير يا على ."
تهتف بها بحماس
" مش عرفت اسم الوردة اللي بتحبيها ، اسمها ياسمين ورسمتها علي ظهرى كمان."
لتهتف الاسم بهدوء
" ياسمين الله حلو الاسم يا على ، بس رسمتها ازاى ، دقتها زى رشدى أباظة في الفيلم ."
" ايوة شاطرة, زيه ."
" بس بيقولوا حرام يا على ، شيلها يا على إحنا مش عايزين حاجة حرام."
ليفكر في حديثها
" حرام ، لا هبقي أسأل شيخ الجامع لو كدا هشيلها ، الراجل قال بتتشال هقوم اشوف طه ، احسن يفتكر أننا بنعمل حاجة كدا ولا كدا ."
" على اتلم عيب الله .،"
" والله ملموم ، بس بعد الجواز محدش هيلمنى ."
لتبتسم بحياء ، ويقف هو ليدخل لأخيها .
في شرفة منزل كان يقف طه ويستمتع بسيجارته ، ليدخل عليه على .
" يا ترى بقي دى سادة ولا محشية ."
لينتفض طه من مجلسه
" يخربيتك هو أنت افتكرت فاطمة ."
" ولم أنت بتخاف منها كدا بتشرب ليه القرف دا ."
" اظبط كلامك يا عم ، مين دى اللي اخاف منها ."
" طه أنت سند فاطمة ، بلاش تكسرها ."
ليزفر بضيق
" وبعدين بقي في الكلام اللي مبيخلص ، امتا تتجوزوا وتريحونا بقي ."
ويترك له الشرفة ويخرج ، ليضرب على كف علي كف وهو يدعى لحبيبته أن تقوى علي مجابهه طه .
....... ...... ......
تمر الأيام ليجنوا المال الذي آخرين بعد معاناه وصلوا إليه ، أما طه تعرف علي تاجر مخدرات وطلب أن يعمل معه ، ووافق التاجر ، جاء لعلى تليفون من مقر عمله ليسلم فاطمة المبلغ الذي كان مقرر دفعه للسيده سمره ، لكن هى غير موجودة ، وعلى لابد أن يسافر لمقر عمله ، فتوافق فاطمة علي إستلام المال منه ، وتنتظر سمرة حتى تعود .
دلف طه ليري فاطمه تضع المال في الحقيبة الجلدية
" يا لهووى كل دى فلوس يا بطة ."
فاطمة وهى تغلق الحقيبه
" دى فلوس الشقة ، خالتك سمرة في المستشفى ، لم ارجع من المصنع ، هروح ادفع الفلوس ولم على يرجع نمضي العقد ."
" أخيرا هنخلص منك ، وتطريقينا ."
لتدخل غرفتها وتضع الحقيبه بداخل خزانتها ، وتتحرك لمحل عملها .
ينتظر طه خروج فاطمة ، ويدخل الغرفة ويفتح الخزانة ويأخذ حقيبة المال .
" معلش يا فاطمة ، بقي اخر النهار هيكونوا مكانهم ، الحق اشترى البضاعة ، واصرفها ."
ليخرج مسرعاً قبل أن يراه أحد .
.... ..... ......
في مكان شبه مهجور
" جبت الفلوس دى منين ."
" دى فلوس شقة اختى يا معلم ، ولازم ارجعهم مكانهم بليل ."
" اختك معاها الفلوس دى كلها منين ."
" دى فلوس شقتها ، يا معلم ، نوالنى البضاعة علشان الحق اصرفها."
ليأخذ طه البضاعة ويتحرك ليغمز الرجل لأحد رجالة ، ليفهم الاخر ما يريد ، ويتحرك خلف طه بسرعة
" أخيرا ، فاطمة كدا بقت تحت درسي ، دا أنتِ هتأكلينا الشهد ."
تقف سيارة أمام طه ، ويترجل منها عده رجال ، ويبدؤن في ضرب طه ضربا مبرحا ، ويسرقون منه البضاعة ، ليقوموا بإرجاعها مرة أخرى للمعلم .
ليحاول طه القيام أكثر من مرة ثم ينجح في القيام ويذهب ومهرولا للمعلم.
" نعم بضاعة إية ،اللي ضاعت ، حد قالك إن داقق عصافير ، انت طمعت في البضاعة ، فاكر شوية الضرب دول هيدخلوا عليا ، ولاه يا البضاعة ،يا فلوسها ، بدل وحياه رقده ابوك اخليه يدفنك بإيده ، وهاخد حقى منه ومن الحلوة اختك ، يومين ملهمش تالت سامع يا حيلتها ."
ليخرج طه ويندب حظه
" هعمل ايه ، فاطمة هتعمل ايه ، والمعلم طاهر ، دا ممكن يقتلنى ، اروح واقولها ، ولا اهرب ، أيوة ههرب هستنى لم يقتلنى ، هى بقي تقابل ، سامحينى يا فاطمة ."
ويهرول مسرعاً.
رجل يهتف لطاهر
" دا شكله هيهرب يا معلم نروح وراه ."
" بس يا ابو مخ ضلم ، هو دا اللي انا عايزة ، امال اجيب فاطمة ازاى وناكل من وراها الشهد ."
ليبتسموا بخبث الاثنين .
.............. ........... ..........
في مصنع الملابس
تذهب نڤين إلى فاطمة ، لتعلمها أن خالتها عادت كما أوصتها ، لتستأذن من صاحب المصنع ، ليبارك لها ويوافق علي إعطائها باقي اليوم إجازة ومرتبه سارى .
لتهرول هى ونڤين بسعادة ، ليصلوا للمنزل لتفتح الباب تقف نڤين بالخارج تنتظرها حتى تخرج بالمال ، ليذهبوا إلي خالتها .
لتدخل فاطمة غرفتها وهى مبتسمة لتتلاشي البسمة رويداً رويداً ، عندما ترى باب الخزانة مفتوح ، لتقترب وهى تدعوا الله أنه يهيئ لها أنها تركته مغلق ، وإنها لم تغلقه بالفعل ، لتقترب من الخزانة ، وتبحث بأعينها أولاً عن الحقيبة لكن لا اثر لها ، لتبدء في الإنهيار ، وتبحث بهستريا وهى تلقي كل أغراضها أرضاً.
" يا لهوى عليكى يا فاطمة ، يا سوادك يا فاطمة وتبدأ في لطم خديها ، وتبكى بإنهيار ، الفلوس فين ، شقى العمر ، راح فين ، يا لهوى يا فاطمة ، لتدخل نڤين عليها تراها تبحث بهستريا وبكاء شديد .
" مالك يا بت ، بتعملى إيه ."
لتعاود فاطمة لطم علي خديها
" يا سوادى الفلوس راحت ، الفلوس رااااااحت ."
نڤين بعدم فهم
" راحت فين ، هى جنيه ولا اتنين ، دول الوف ، كنت حطاهم فين ، وندور براحة ."
لتشاور علي مكان ما وضعتهم بإنهيار
" هنا حطتهم هنا ، الفلوس ضاعت ، لا لا الفلوس اتسرقت ."
" اهدى بس مين هيسرقهم ، هو مين يعرف أنهم هنا غيرك أنت وعلى ، دا حتى أنا معرفش ."
هتفت نڤين بعبارتها وهى تبحث عن الحقيبة ، لتصدم فاطمة عندما خطر علي بالها من سرق مالها .
" طه."
" بتقولى إيه "
" طه اللي عارف مكان الفلوس وهو ، كان هنا لم خرجت ، طه هو اللي خدهم."
لتصمت نڤين نعم هى تعلم أن طه ندل كبير لكن هل من الممكن فعلياً أن يكون سرق المال .
" طيب قومى علشان نلحقه ،اكيد لسه متصرفش ."
لتقف فاطمة بأمل
" صح أيوة يلا نلحقه ، والا هعمل ايه وهقول لعلى إيه ."
ليخرجوا بسرعة لتفتح الباب لتراه أمامها ، لتجحظ أعينها من الخوف
#الفصل_الثانى
#مريم_إسماعيل. ميـــــــرا
#زهرة_الياسمين
هرولت فاطمة ونڤين إلي باب المنزل ، لكى يروا "طه" أين فر بالمال ؟
لتفتح باب المنزل لترى " طاهر " ورجالة حوله لترتعد من الخوف ، فهى تعرف أنه رجل خطير ، ما الذي جاء به إلي هنا.
ليفهم طاهر ما يدور بذهنها ، ويبتسم بسماجة
" مش هتلاقي اللي بدورى عليه ."
لتقطب جبينها بعدم فهم ، لتهتف نڤين بغضب
" خير يا معلم ، جاى ليه ، ولا مؤاخذه يعنى في الكلمة ، عارف أن عم سيد راقد ، يبقي خير ."
طاهر كأنه لم يستمع لحديث نڤين
" أخوك سرقنى يا فاطمة ، زى ما سرقك بالظبط "
لتبتلع ريقها بخوف
" سرقك إزاى يا معلم ، هو مال طه أخوي ، ومال شغلك ."
" أخوك جابلى ٣٠٠٠٠ جنيه ، وخد بيهم بضاعة ، وطمع فيها وهرب بيهم ."
لتصدم فاطمة من حديثه ، هل من الممكن أن يفعل بها كل هذا ، وأين هرب ؟
نڤين
" وأنت جاى ليه هنا برده إن شاء الله ، اللي سرقك قولت هرب ، جاى تدور عليه مثلا ."
" طول عمرك لسانك طويل ، لا يا حلوة جاى لست الحسن ، عايز البضاعة ، أو مكسبى ."
فاطمة بتهكم
" وأنا مالى ، روح دور علي اللي سرقك ، واتوكل من هنا ."
طاهر وهو يقبض علي حجابها
" اظاهر أن فهمك تقيل يا بت ، يومين يا بنت سيد الميكانيكى ، وتكون الفلوس عندى ، وإلا متلوميش إلا نفسك ."
ليقذفها بعيدا لتسقط علي الأرض ، لتهرول عليها نڤين ،
" أنت كويسة ، ضاربة في ايده ."
لتلطم فاطمة خديها
" شفتى اللي حصل ، يعنى سرق الفلوس ، واشترى بيهم مخدرات ، ليه يعمل فيا كدا ، ليه يا نڤين ليه ."
" كفاية يا فاطمة ، لازم تفكرى ، طاهر احنا عارفينه مش هيسكت ، وأنت عارفة ممكن يعمل إيه ، وعلي هتعملى معاه إيه ."
تهتف بإنكسار
" معرفش ، اعمل إيه ، وأبويا اللي هيسأل علي الزفت طه ."
" يبقي بطلى عياط لازم نفكر ، اول حاجة علي ، هتكلميه وتعرفيه اللي حصل ، وهو مش هيعمل حاجة ، علي بيحبك ."
فاطمة بخوف
" لا علي لا ، أنت عارفة دا طفح الدم لغاية ما حوش الفلوس ، لا ، علي مش لازم يعرف ."
" إزاى ميعرفش ، ولم يرجع ويلاقي مخدتيش الشقة هتقولى إيه ."
" معرفش ، معرفش ."
ليستمعوا لصوت عامل المقهى ، وهو ينادى عليها لتخرج للشرفه .
" عايز إيه يا واد يا إبراهيم ."
" سي علي ، اتصل بيك تحت ."
لتصدم من الرعب ، لتعدل حجابها وتنزل مسرعة ، لتهرول وراءها نڤين وهى لا تعلم شئ .
دلفت المقهى ، وتنفست برعب
" أيوة يا علي ، في حاجة ."
" مالك يا بطة ، صوتك ماله ."
" مفيش حاجة ، بس مخضوضة ، أول مرة تكلمنى علي تليفون القهوة ، والرجالة مالين القهوة ."
ليتفهم موقفها
" كنت بطمنك أنا نازل بكرة اخر النهار ، اتنقلت فرع اللي وسط البلد ، دفعتى الفلوس لخالتي سمرة .
لتدمع أعينها وتبكى من غير صوت ، لتهتف بدون وعى
" ايوة خدت الفلوس ، دفعتهم يا علي ."
" ياااااه ، الحمد لله ارتحت ، هانت يا بت ونتجوز ."
" ايوة يا علي ، أيوة ."
" طيب أنا هقفل ، قولت اطمن واطمنك ."
" مع السلامة يا علي ."
لتغلق الهاتف وتخرج ، لترى نڤين أمامها
" مين اللي بيكلمك طه ."
" لا علي ، بيطمن ."
" وقولت ليه إيه ."
" كدبت يا نڤين ، كدبت وصدقنى."
لتصمت نڤين ويروا سمرة وهى تقترب منهم .
" مالكم واقفين كدا ليه منك ليها , ومجتيش ليه بت يا بطة.'
نڤين
" أصل ، اصل الفلوس لسه مكملتش كانت عداهم غلط ، لم يكملوا بقي ."
" طيب ، مش يلا يا بت ولا هتفضلى في الشارع ."
" روحى يا نڤين مع خالتك ."
لتتحرك نڤين مع سمرة ، هى تعلم أن سمرة ستشك إذا اصرت نڤين علي البقاء مع فاطمة ."
لتصعد فاطمة لمنزلها ، تستمع صوت والداه ينادى عليها
لتدخل مهرولة عليه
" إيه يا ابا ، مالك ."
" مين اللي كان بره ، وكنت بتعيطى وتصرخى ليه ."
" مفيش يا ابا ، اصل شفت فار ."
" فار يا بنت سيد ، هتضحكى عليا ، في إيه وعيونك اللي زى الدم دى ليه ."
" مفيش يا ابا ، من الشغل ، هدخل اريح شوية وبعدين اعمل الاكل ."
لتهرب من أمامه ، ليهمس لنفسه
" يا ترى فيك إيه يا فاطمة ."
لتظل فاطمة تبكى في غرفتها ، ولا تعلم ماذا تفعل ، علي بعد يومين سيكون هنا ، وطاهر يريد ماله بعد يومين
" الله يسامحك يا طه ، الله يسامحك ."
لتقرر الذهاب لطاهر تحاول أن تتفاوض معه ، وتأجل التفكير في مواجهة علي .
..............................
في مكان طاهر
كانت تقف أمامه ترتجف من الخوف
" جيبتى الفلوس ."
لتقف أمامه بقلق
" يا معلم ، والله مش معايا فلوس ، بس لو صبرت عليا ، أنا ممكن اعمل جمعية و أول ما اقبضها هجبلك الفلوس ."
طاهر بسخرية
" أنت فكرة الكلام دا هيثبتنى ، فوقي يا بنت سيد ، أنا عايز فلوسى ، و زى ما قولت قبل كده ، هما يومين ."
فاطمة بقلة حيله
" يومين إزاى يا معلم ، بس اجيب منين الفلوس ."
ليهتف بخبث
" عندى حل ، لو توافقى ."
لتهتف بلهفه
" إيه هو الحل ؟!.
" فى مكان تشتغلى فيه ، في خلال اليومين دول ، تجيبي الفلوس ، وكمان فلوس شقتك ،قولتى إيه ."
لتفهم فاطمه غرضه الدنئ
" لا يا معلم ، أنا اموت ولا اعمل حاجة تغضب ربنا ."
لينتفض من مكانه بتهجم
" يبقي يا روح امك ، تجيبي فلوسى ، وإلا هقتلك أبوك ، وبرضه هتجيبي الفلوس ."
لترتعد خوفاً علي والدها ، لكن ماذا تفعل هى لا تستطع إطلاقا ، أن تفعل ما يريده ، ووالدها هو من يدفع الثمن ، لتتحرك من أمامها وهى يكرر عبارته ، يومين فقط لتجلب المال ، لتزرف دموعها علي ما هى فيه ، ومن قلة حيلتها ، وتذهب لمنزلها لتقابل نڤين في طريقها ، وتفهم من حالتها ، أنها لن تسطع الحصول علي حل لمشكلتها.
" كنت فين يا فاطمة ؟
" كنت عند طاهر ، احاول معاه يصبر عليا ، بس مرضيش وطلب منى اشتغل معاه في الحرام ، مرضتش ، ومش عارفة اعمل إيه."
لتخرج نڤين من داخل عبائتها ظرف كبير
" خدى يا فاطمة دول كل اللي معايا ٦٠٠٠ جنيه ، امى كانت سيباهم لخالتي ، خدتهم من وراها ادفعيهم للزفت طاهر ، والباقي نقسطه ، وأنا هكلم خالتى وانزل اشتغل ، وندخل جمعية بالقبض ونسدده ، وعلي نكلمه ونعرفه اللي حصل ،هو هيزعل بس دا نصيب ."
" تسلمي يا نڤين بس بجد أنت هتدينى الفلوس ، كدا تبقي فرجت ، اروح الصبح اديهم ليه ، ويا رب يرضي ."
هتفت فاطمة بعدم تصديق ، لتؤما لها نڤين
" إن شاء الله هيوافق ، والهم ينزاح من فوق راسنا ."
" مش عارفة أقولك إيه يا نڤين ."
"تقولى إية إحنا صحاب ، ووكلين عيش وملح ، يلا خدى الفلوس ."
لتحتضنها فاطمة ، وتأخذ المبلغ وتصعد لمنزلها ، تطعم والدها ، وتتأكد من أنه نام ، لتتوضأ وتصلى فرضها ، وتبكى بإنهيار وتدعو الله أن يزيح عنها هذه الغمه ."
....... ..........
صباح اليوم التالى تهرول مسرعة لكى تعطى "طاهر " المال ، خرجت مسرعة بعد أن أدت فرضها ، واطعمت والدها ، ذهبت إلى هناك وانتظرته حتى جاء .
" دول ٦٠٠٠ جنيه ، وكمان شهرين باقي المبلغ عندك ."
" أنا امبارح كلامى كان واضح ، ولا وقعتى علي ودانك وأنت صغيرة ، قولت فلوسي ، وأخر كلام يا فاطمة علشان نقفل الحوار دا بقي ، الفلوس ، أو الشغل ، أو ودعى أبوكى وحبيب القلب. "
لتجحظ أعينها وتدمع عيونها بغزارة
" ملكش دعوة لا با أبوى ، ولا علي ."
" يبقي هتشتغلى معايا يا قطة صح ."
" يعنى لو اشتغلت ، هتنسي الفلوس وتبعد شرك عن أبوى وعلي ."
ليقترب منها بلهفه
" أيوة ، أنت هتجيبي ليا الشهد ، وتريحي نفسك من القرف والهم ."
لتؤما له برأسها
" موافقة ، يا معلم ، بس ادينى ساعتين واجيلك ."
ليهتف بسعادة
" روحي ، يا فاطمة ."
لتتحرك من أمامه بقهرة ، لتصل لمنزل نڤين ، وتصعد لإتمام شئ ما ، في ذهنها.
لتفتح نڤين الباب بعدما رأتها ، لتقطب جبينها من حالتها .
" مالك ، وشك أصفر كدا ليه ، هو مرضيش ياخد الفلوس."
" لا ، مرضيش ، عايز المبلغ كامل ."
" وبعدين هتعملى إيه ، هنجيب الفلوس منين ."
" أنا لقيت حل ، بس عايزة منك طلب ممكن ."
" بتقولى إيه ، قولى عايزة إيه ."
اخرجت لها الظرف بالمبلغ ، ومعه ظرف صغير
" دى فلوسك ، أما دا جواب تديه لعلي يا نڤين ، وكمان أبوى خلى بالك منه."
" فيه إيه الجواب دا ، وأنتِ رايحه فين علشان اخلى بالى على عم سيد ."
" الجواب دا أمانة يا نڤين توصل لأيد علي ، وأبويا اوعى تنسيه ابقي طلى عليه ."
وخرجت مسرعة دون أن تجيب نڤين علي سؤالها لتقطب نڤين جبينها ، ليغلبها فضولها أن تفتح الظرف لتعلم ماذا كتبت لحبيبهم المشترك ، ليغلبها الفضول وتفتحه .
في منزل فاطمة
دخلت بهدوء كان والدها نائم بفعل الدواء ، باتت تنظر إليه بوجع ودموع ، لتتذكر تهديد " طاهر " لها لتغمض اعينها وتأخذ قرارها ، وتدلف غرفتها وتتأكد من غلقها جيداً بعدما أغلقت باب المنزل جيداً، ووضعت خلفه كراسي بحيث لا يستطيع أحد فتح الباب .
لتخرج من درج الكمود شريط لاصق كبير لتلف الشريط علي فمها اكثر من مرة، لينتهى الشريط بعدما لفته بالكامل علي فمها ، وهى تبكى بهستريا ، وتمد يدها لتأخذ القارورة الموضوعة تحت السرير ، لتبدء في إفراغها تماماً علي جسدها الذي كان يرتعد ودموعها المنهمرة علي خديها ، لتمسك الكبريت بيد مرتعشه ، وأنفاس متقطعه من كثرة البكاء ، لتغمض أعينها لتنفذ قرارها ، بعزيمه في ثوانى تبدأ النيران تشب في جسدها .
كانت نڤين تقرأ خطابها بصدمة
" علي حبيبي ، أنا اسفة سامحنى غصب عنى ، مبقاش عندى حل تانى حاولت والله العظيم حاولت ، بس محدش رحمنى ، وأنت لم ترجع مكنتش هترحم ، لو غفرت أنا مكنتش هغفر ، طاهر كان هيدمرنى ، أو يقتلك أنت وابويا ، كدا هتبقوا في أمان ، خلي بالك من ابويا ومن نڤين ، اتجوزها يا علي ، نڤين صحيح مفيش بينكم مشاعر ، بس بت غلبانة ، وتعيش وهتساعدك ، وتعوضك عنى ، ومتأكدة إنكم هتحبوا بعض ، وانسونى يا علي ، أنا واحده كان حلمى اربع حيطان ، اربع حيطان يا علي يسترونا ، بس أخويا وطاهر استكتروهم عليا ، عارف أنا اختارت اموت نفسي محروقة علشان العذاب اللي اشوفه في الدنيا وانا بموت يخفف عنى عذاب الأخرة ، هتوحشنى يا علي ، هتوحشنى قوووى ، حبيبتك فاطمة."
عندما استوعبت نڤين ما في الخطاب كانت فاطمة تلفظ أنفاسها الأخيرة ، بعذاب ووجع ، لتهرول وهى تصيح عليها ، لتقابل علي في مدخل الحارة يهرول عليها .
" مالها فاطمة بتصوتى كده ليه ."
لتلطم خديها
" الحق يا علي فاطمة هتولع في روحها ، لتصرخ ليتجمع جميع من بالحارة عليها .
" الحقوا فاطمة هتولع في روحها ."
ليهرول الجميع وأولهم علي ، الذي شعر أن روحها انسحبت منه .
ليحاولوا كسر الباب ، ليفزع سيد من الداخل وينادى علي فاطمة لكن لا مجيب ويشعر برائحه دخان ، ليهتف بفزع عليها ، ليبجحوا في كسر الباب ، ويدخل علي علي غرفتها بسرعة ، ويكسر الباب ليراها علي الأرض والنار بدأت أن تخمد ليصرخ بإسمها ويمسك بطانية ويضعها عليها ويهرول بها لإقرب مشفى ، ونڤين بعدما أوصت خالتها علي والد فاطمة .
......... ....................... ..............
في المستشفى
كانوا يقفون برعب أمام العمليات ، وكان رجل آخر يقف برعب هو الأخر ، ليخرج الطبيب عليهم يهرولوا الثلاثة عليه .
ليتحدث الطبيب مع الرجل الأخر أولاً
" عاصي باشا ، حالة مدام ياسمين مستقرة ، بس الأحسن تنقلها مستشفي تانية أول ما تفوق ، هى شوية كسور بسيطة "
ليتحرك عاصي مسرعاً ليطمئن على زوجته ومعشوقته
ليهتف علي برعب
-
" فاطمة ، يا دكتور ، فاطمة عاملة إية ."
ليهتف الطبيب بأسف
" وصلت متأخر مع الاسف ، البقاء لله ."
ليجلس علي أرضاً
" مش ممكن ، فاطمة ، فاطمة راحت ، طب ليه ، ليه هى تروح ، ليه تعمل في نفسها كدا ."
لتجلس نڤين بجواره
" علي ، الله يرحمها كان عندها أسباب ."
ليقف ويمسك يدها بقوة
" ليه تعمل كدا ، ليه يا نڤين انطقي ."
" دلوقت المهم إكرامها ، وبعدين هعرفك كل حاجة ، وتاخد أمانتها اللي معايا ، ليك ."
لينظر لها بعدم فهم ، فهو يشعر كأنه طُعن بسكين بارد ، ومطلوب منه أن لا يتألم ، لتدمع عيونه ويسأل نفسه سؤال .
هل بالفعل انتهت فاطمة ، هل ماتت ولم تعد مرة أخرى ، لم هى ، حتى هى رأت الدنيا إنها كثيرة عليه .
لتبدء إجراءات دفنها ، وهو غير واعى ولا مدرك ما يحدث ، كان طه يراقب دفن أخته بندم ودموع ، ليبكى علي قبرها ، بعد انصراف الجميع لتقترب نڤين منه وفي يدها خطاب فاطمة الأخير له .
" علي ، خد دى أمانة فاطمة الله يرحمها ، وصتنى أن اسلمها ليك."
ليفتح علي الخطاب ويبدأ في قرأته ليبكى بإنهيار ، ويصرخ بإسمها ويعاتبها إنها تركته بهذه السهولة وتخلت عنه .
....... ........
بعد سنوات كان علي يقف علي قبرها وبجانبه نڤين وياسمين ابنته الصغيرة ، وياسمين زوجته الثانية .
لينظر للقبر بإبتسامة موجعه
" عمرى ما كنت اتخيل يوم ما دفنتك هنا ، إن ارجع القبر هنا تانى ، يوم دفنك خدت قرار أن لايمكن ارجع غير وأنا جايب حقك ، حقك رجع يا فاطمة ، ودول أحلى هدية ربنا رزقني بيها في طريقي ، ياسمين ونڤين .
لتحتضنه نڤين وياسمين ويرفع ابنته ياسمين ، ويتركوا القبر بعد التعديلات التى قامت بها ياسمين ، ليتذكر ما حدث معه طوال السنوات الماضية ، وكيف وصل إلي هذا اليوم .
.......... ........
طبعا اللي عايز يعرف رحلة
علي وياسمين ونڤين
لازم يتفاعل عايزة تفاعل يفتح النفس
تعليقات
إرسال تعليق