(دمية فى يد غجرى) "البارت الاول والتاني" بقلم سمسم كامله وحصريه علي مدونة عالم التقنيه والمعلومات

 (دمية فى يد غجرى)

"البارت الاول والتاني"

بقلم سمسم

كامله وحصريه علي مدونة عالم التقنيه والمعلومات


فى مدينة الاسكندرية  تلك المدينة الجميلة التى تسمى عروس البحر المتوسط

فى منزل فى احد الاحياء المتوسطة حيث تعيش تلك الفتاة فى بيت احد اقارب والدها بعد موت والديها فبموتهم مات كل شئ جميل فى حياتها فتحولت من فتاة سعيدة بابتسامة لا تختفى من على شفتيها الى فتاة تعيش حياة بائسة واشبه بالجحيم بسبب تلك المرأة واولادها فهذا البيت بيت ابن عم والدها وكان رجل شديد الطيبة كان يعاملها بود بعد موت والديها ولكن القدر أراد ان يتوفى ذلك الرجل تارك هذه الفتاة بين يدى زوجته واولاده الذين اصبحوا يعاملونها مثل الخادمة ولا تسلم من مضايقتهم لها

جلست تلك المرأة المدعوة عايدة تنقر بيدها على السفرة متأففة فالفطور ليس جاهزا بعد نظرت وجدت ابنتها تخرج من غرفتها مستيقظة لتوها من النوم

هيام :"صباح الخير يا ماما"

عايدة:"صباح النور يا حبيبة ماما"

هيام:"هو الفطار لسه مش جاهز ولا ايه"

عايدة:"مش لما البرنسيسة تصحى من النوم الأول علشان تعمل الفطار"

هيام:"هى حضرتها لسه نايمة لدلوقتى انا هوريها ماشى"

ذهبت هيام إلى غرفة صغيرة بالكاد تحمل سريرا صغيرا ومنضدة تنام تلك الفتاة ذات ٢١ ربيعاً بكل براءة فهى تسهر فى مذاكرتها حتى تحقق ماتريد فهى تريد ان تصبح مهندسة حتى تستطيع ان تعمل فى وظيفة محترمة حتى تترك هذا المنزل الذى لم تنل فيه سوى القهر والعذاب

اقتربت هيام من السرير وهى تنادى على تلك النائمة بأعلى صوتها

هيام:"وتييييين"

فزعت وتين من نومها بسبب صراخ تلك الفتاة وهى تنادى باسمها فهبت جالسة فى سريرها من شدة اضطرابها بسبب ذلك الصوت العالى

وتين بفزع:"ايوة فى ايه"

هيام :"فى ايه! حضرتك لسه نايمة ومجهزتيش الفطار لحد دلوقتى"

وتين:"هى الساعة كام دلوقتى"

هيام :"انتى لسه هتسالى على الساعة قومى فزى يلا حضريلنا الفطار اخلصى يلا قومى"

وتين باستسلام :"حاضر قايمة اهو"

قامت من على السرير تريد الذهاب إلى الحمام لمحت هيام شعر وتين شعرت بالغيرة فوتين اجمل منها ولذلك هيام تشعر بالكره ناحيتها بالرغم من انه يعتبر انهم اقارب فوتين فى منزلة ابنة عمها

هيام :"مش قولتلك قبل كده شعرك ده تقصيه"

وتين:"اقصه ليه انا بلبس حجاب ومش بيبان"

هيام :"اللى اقولك عليه تسمعيه وانتى ساكتة انتى فاهمة"

وتين:"وانا مش هقصه انا شعرى عاجبنى كده"

هيام:"كده ماشى يا وتين حاضر صبرك عليا"

التقطت هيام مقص صغير من على الطاولة وعلى حين غفلة قامت بقص طرف شعر وتين وهى كانت تلم شعرها على شكل ضفيرة جميلة اتسعت عيون وتين من الدهشة والصدمة وهى ترى جزء من شعرها ملقى على الأرض بعد ان قامت تلك الفتاة بقصه بكل حقد وغل

هيام بتشفى:"كده احسن علشان تبقى تسمعى الكلام"

وتين:"حرام عليكى ليه كده"

هيام:"متوجعيش دماغى يلا روحى حضرى الفطار"

وتين:"انا عايزة اعرف انتى بتكرهينى ليه الكره ده كله"

هيام:"معرفش انا بكرهك كده من غير سبب لله فى الله كده"

وتين:"دا انا اعتبر بنت عمك ليه كده يا هيام"

هيام:"بلاش وجع دماغ على الصبح بلا بنت عمى بلا بنت عمتى خلصى انا جعانة علشان اروح الكلية انجزى بقى فى يومك ده"

خرجت من الغرفة  وضعت حجاب على رأسها ودموعها على وجهها فإلى متى يستمر هذا الحال المؤسف وجدت تلك المرأة وستسمعها هى الاخرى كلام يجرحها الا يكفى ما تفعله ابنتها بها

عايدة:"صح النوم يا برنسيسة  لسه بدرى"

وتين:"صباح الخير يا مرات عمى"

عايدة:"صباح النور يا برنسيسة هنفطر بقى ولا ايه فى يومنا ده"

وتين:"طب حضرتك محضرتهوش ليه ولا هيام"

عايدة:"لا والله اعمل الفطار وتقومى تاكلى على الجاهز مش كده"

وتين:"عن اذنك احضر الفطار"

عندما قالت ذلك انزلق الحجاب من على رأس وتين ولاحظت عايدة ان شعر وتين مقصوص

عايدة:"ايه اللى حصل لشعرك ده"

وتين:"اسألى هيام بنتك وهى تقولك على اللى حصل"

قالت ذلك وظبطت وضع حجابها لانه سيخرج سمير ابن تلك المرأة ولا يجب ان يراها بدون حجاب وذهبت الى المطبخ لتحضير الفطار والدموع على وجهها

رأت عايدة ابنتها ارادت سؤالها عما حدث لشعر وتين

عايدة:"هو شعر البت دى جراله ايه"

هيام:"قصتهولها"

عايدة:"ليه عملتى كده"

هيام:"غيظانى يا ماما بشعرها ده انا مش عارفة ليه هى احلى منى وليه اشطر منى انا مش طيقاها من ساعة ما جت تعيش معانا اللى يرحمه بابا جبلنا بلوة"

عايدة:" الله يرحمه بقى ما انتى اللى خايبة حتى معرفتيش تدخلى كلية حلوة زيها "

هيام:"متفوريش دمى زيادة يا ماما انا مش ناقصة"

عايدة:"روحى صحى اخوكى يلا خليه يروح الشغل"

ولكنها سمعت صوت ابنها وقد افاق من نومه للتو وخرج للذهاب الى الحمام

سمير:"اخوها صحى خلاص"

هيام:"صباح الخير يا سمير"

سمير:"صباح النور كنتوا بتتكلموا على ايه على الصبح كده"

عايدة:"ولا حاجة يلا روح اغسل وشك والبس علشان تروح شغلك"

ذهب سمير من امامهم ولكن اثناء ذهابه إلى الحمام لمح وتين فى المطبخ تمسح دموعها المتساقطة على وجهها فعلم ان ربما امه واخته قد فعلوا بها شيئا ولكن هو الاخر لا ينصفها

سمير:"صباح الخير يا وتين"

وتين:"صباح النور يا سمير"

سمير:"مالك بتزنى على الصبح ليه كده"

وتين:"ولا حاجة كله محصل بعضه ايه فرق النهاردة عن امبارح عن بكرة"

سمير:"متفتحيش موشح على الصبح الواحد مش ناقص"

وتين:"خلاص سكت اهو عن اذنك"

وضعت الفطار على السفرة وذهبت الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب الى كليتها بعد ان أدت فرضها خرجت من الغرفة تناولت بعض اللقيمات الصغيرة فهى بعد ما يحدث منهم تفقد شهيتها ولا ترغب فى أى شئ

سمير:"عن اذنكم انا ماشى عايزين حاجة اجبهالكم وانا جاى"

عايدة:"عايزين سلامتك مع السلامة يا حبيبى"

هيام:"يلا باى انا ماشية هروح الكلية سلام يا ماما"

عايدة:"مع السلامة يا حبيبتى"

وتين:"انا كمان هقوم الحق محاضراتى"

عايدة:"مش قبل ما تنضفى الصحون دى قبل ما تمشى"

وتين:"لما ارجع هعملهم كده هتأخر على المحاضرة"

عايدة:"مليش فيه وانجزى يلا"

قامت بلم الصحون وذهبت الى المطبخ وقامت بجلى الصحون بسرعة حتى تستطيع اللحاق بكليتها ولا تفوتها محاضرتها

وتين:"انا خلصت انا ماشية"

عايدة:"تخلصى وتيجى بسرعة علشان تحضرى الاكل"

وتين بقلة حيلة:"ان شاء الله"

خرجت وتين من المنزل وهى تتمنى حدوث معجزة والا تعود الا هذا المنزل مرة ثانية ابدا فهى قد سئمت كل تصرفاتهم معها

***

"فى منزل ثائر العمرى"

شاب فى ال٣٣ من عمره ينتفض من نومه بسبب ذلك الكابوس الذي لا يفارقه فكلما اغمض عينيه يعاد ذلك المشهد بكل تفاصيله صوت الانفجار ألسنة اللهب الدخان المتصاعد صوت صرخات كانت تشق ذلك السكون مسح وجهه بيده ذهب الى الحمام قام باخذ حمامه ثم توضأ وأدى صلاته ثم ارتدى ملابسه هبط الى الاسفل وجد صديقه المقرب ومحاميه ايضا بانتظاره وهو شاب يدعى رمزى فى نفس سن ثائر وهو ايضا قريبه وصديقه الصدوق وكاتم اسراره

هتف به رمزى بغيظ اثناء تناولهم طعام الافطار نظر اليه ثائر ببرود يتناول طعامه ببطئ ينظر اليه بطيف ابتسامة فهو يعلم ان رمزى سيبدأ الان فى اسماعه تلك الكلمات التى لايمل من تكرارها 

رمزى:"وبعدين يا استاذ ثائر ايه حكايتك بقى ارحمنى بقى يا اخى"

ثائر:"عايز ايه يا رمزى فى يومك اللى مش معدى ده النهاردة"

رمزى:"يومى انا اللى مش معدى ولا يومك انت اللى مش هيعدى على خير"

ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت ايه قلة الادب دى على الصبح"

رمزى:"قلة الادب ! انا اللى ماشى اضرب فى خلق الله على الفاضى والمليان وكل شوية اجيبك من قسم عامل مصيبة وضارب حد"

ثائر:"ما انا بقالى اسبوع اهو ساكت ومؤدب ومضربتش حد"

رمزى:"لا يا راجل والراجل اللى كسرتله ضلعين ده ايه كنت بتتمرن"

ثائر:"يعنى اسيبه يقل أدبه على مريم واسكت يعنى ولا ايه انتى فاكرنى ايه مش انا اللى حد يقل ادبه على حد من اهل بيتى واقف اتفرج"

رمزى:"مش كده يا ثائر بلاش طبعك الحامى ده يا اخى"

ثائر:"انت عارف غلاوة مريم وهى تبقى عندى ايه واللى يبصلها ولا يضايقها هطلع روحه مش بس اضربه"

رمزى:"انت مش ناوى تبطل طبع الغجر اللى فيك ده ولا ايه"

ثائر:"انت هتتلم ولا اطلعه عليك يا رمزى يا حبيبى"

رمزى:"هو ايه ده يا روحى اللى هتطلعه عليا"

ثائر:"طبعى الغجرى يا خفيف الدم"

رمزى:"انا عارف انا ليه وافقت ابقى المحامى بتاعك كانت صحوبية منيلة وقرابة انيل"

ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت دا مليون محامى يتمنى يبقى المحامى بتاعى فاهم يعنى ايه تبقى محامى ثائر العمرى"

رمزى:"اه عارف يعنى ايه ابقى محامى ثائر العمرى  يعنى اصحى من احلاها نومة على مصيبة من مصايب سيادتك ان انا اتمرمط فى الاقسام علشان محاضر الصلح بتاعة سموك ومش ملاحق ادفع تعويضات لمين ولا مين"

ثائر:"على اساس انك بتدفع من جيبك اوى"

رمزى:"هى فلوسك دى مش بتصعب عليك يا ثائر وانت كل شوية تدفعها تعويضات"

ثائر:"انت عارف انا مش بضرب حد من غير سبب هم اللى مستفزين وبينرفزونى وانا موتى وسمى اشوف حد بيفترى واقف ساكت بحس ساعتها ان انا هيجرالى حاجة لو موقفتوش عند حده"

رمزى:"اه يبقى الضرب براحة شوية مش تسيبهم متفشفشين كده يا اخى انت ايدك دى ايه حديد مسلح"

ثائر بابتسامة:"تحب تجرب وتشوف وتحكم بنفسك"

رمزى:"وعلى ايه خلينى اشوف مصايبك هى فين مريم مش شايفها هنا يعنى"

ثائر:"سافرت اسكندرية"

رمزى:"ليه فى حاجة ولا ايه"

ثائر:"كانت عايزة تغير جو فخليتها تروح شقتنا اللى هناك"

رمزى:"أريح برضه انك مرحتش معاها مش ناقص شحططة وراك فى اسكندرية كمان دا انا بفكر اسيب مصر كلها واطفش منك"

ثائر:"يعنى انت فاكر ان انا قاعد مرتاح وهى بعيدة عنى ومش قدام عينى انا لو مش ورايا شغل كنت روحت معاها ومسبتهاش لوحدها"

رمزى:"فكرتنى انا حضرتلك ورق الصفقة اللى هتعملها بالشروط اللى انت عايزها"

ثائر:"تمام كده يلا بينا بقى على الشركة احنا كده هنتأخر"

رمزى:"طب اطفح اى لقمة طيب ايه الافتراء بتاعك ده على الصبح"

ثائر:"قوم بقى يلا بلاش دلع"

رمزى:"منك لله يا ظالم حتى اللقمة مش عارف أكلها"

ثائر:"بلاش شغل تسول على الصبح وقوم نشوف ورانا ايه يا استاذ رمزى"

رمزى:"أنت خليت فيها استاذ رمزى يا مفترى مش مهنينى على اى حاجة ابدا فى حياتى"

ثائر:"اخلص ياض انت بقى ايه دلعك ده على الصبح"

رمزى:"دلع ! هو اللى يشوفك يشوف دلع فى حياته ميشفش غير مصايب وكوارث يا غجرى"

ثائر:"اتلم بقى احسن اضربك انت كمان وساعتها هدور على محامى تانى علشان يخلصنى من مشكلتك"

رمزى:"هى حصلت تضربنى بعد المرمطة اللى انت ممرمطهالى معاك دى كلها"

ثائر:"هتفضل لوك لوك كده كتير ولا هتنجز وتقوم نشوف ورانا ايه"

رمزى بضحك:"قايم كاتك القرف فى معرفتك السودة"

ثائر:"انت لسانك بقى زفر اوى ولو مسكتش هقطعولك يا رمزى"

رمزى:"ابقى مد ايدك عليا كده وانت حر"

ثائر:"انت عارف ان انا مش هقدر اضربك مش علشان حاجة بس علشان انت صاحب عمرى ومتربيين سوا وكمان قرايب فده اللى مسكتنى عليك غير كده كنت طحنتك من زمان"

رمزى:"مش بقولك غجرى"

ابتسم ثائر على كلام رمزى فهو الوحيد الذي يسمح له ثائر بالكلام بحرية معه وان يمزح معه بهذه الطريقة بالرغم من ان ثائر لايحب ان يتجاوز احد حدوده معه

***

فى الجامعة

ذهبت وتين سريعا لحضور المحاضرة فبسبب تلك المرأة المدعوة عايدة كانت ستفوتها تلك المحاضرة المهمة حاولت ان تنسى كل شئ ولا تفكر سوى فى مستقبلها الذى ترسمه فى مخيلتها فالخيال الشئ الوحيد الذى تملكه فى حياتها لاحظت ذلك الشاب يبتسم لها فخفضت نظرها سريعا فهى تعلم انه معجب بها بعد ان انتهت من المحاضرة وخرجت جلست فى مكان هادئ حتى يحين ميعاد المحاضرة التالية لمحت ذلك الشاب المدعو هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه

هيثم:"ازيك يا باشمهندسة وتين"

وتين بتوتر:"الحمد لله فى حاجة يا باشمهندس"

هيثم:"كنت عايز اكلمك فى موضوع"

وتين:"خير فى ايه"

هيثم:"انا مش هكدب عليكى ولا هلف وادور انا معجب بيكى يا وتين"

وتين:"انت بتقول ايه حضرتك انا مليش فى الكلام ده

هيثم:"هو انا قولت حاجة وحشة لاسمح الله انا بقولك على اللى حاسس بيه"

وتين:"وانا برضه قولتلك انا مليش فى الكلام ده وعن اذنك"

قالت ذلك وتركته وذهبت فهى لا تريد اى علاقة مع اى شاب خارج إطار شرعى وخاصة هذا الشاب فهو معروف عنه علاقاته الغرامية مع الفتيات فى الجامعة وتعلم ايضا سلوكه السيئ

لمحتها هيام مع ذلك الشاب ابتسمت ابتسامة من وجدت شئ مسلى فهى سوف تتسبب لها فى كارثة عندما تذهب للمنزل وتخبرهم انها رأت وتين تجلس مع شاب غريب

عادت وتين الى المنزل بعد انتهاء المحاضرات وجدت هيام تجلس في الصالة تبتسم ابتسامة خبيثة فاستغربت وتين على ماذا تبتسم تلك الفتاة

هيام بابتسامة خبيثة:"حمد الله على السلامة يا وتين"

وتين باستغراب:"الله يسلمك غريبة"

هيام:"هى ايه دى اللى غريبة يا وتين"

وتين:"انك بتقوليلى حمد الله على السلامة يعنى مش عوايدك"

هيام:"بلاش يعنى قوليلى مين الشاب اللى كنتى قاعدة معاه ده"

وتين:"قاعدة معاه فين"

هيام:"هتستعبطى عليا ولا ايه اللى كنتى قاعدة معاه فى الجامعة"

وتين:"وانتى عرفتى منين ان كان فى حد قاعد معايا"

هيام:"كنت معدية بالصدفة وشوفتك قاعدة معاه "

وتين:"دا زميلى فى الكلية"

هيام:"وانتى بقى بتقعدى مع زمايلك فى الكلية"

وتين:"انتى قصدك ايه بكلامك ده"

هيام:"قصدى ان دور خضرة الشريفة اللى انتى عملاه ده مبقاش له لزوم خالص"

وتين:"هيام احترمى نفسك انتى فكرانى زيك ولا ايه"

هيام:"زيى انتى تطولى انك تبقى زيى"

وتين:"كويس ان انا مطولتش "

هيام:"دا انتى لازم تتربى بقى" 

خرجت عايدة من غرفتها على صوت شجار هيام مع وتين

عايدة:'فى ايه انتى وهى ايه الصوت العالى ده"

هيام:"تعالى يا ماما شوفى وتين بتقول عليا ان انا قليلة الادب"

عايدة:"هى مين دى اللى قليلة الادب يا بت انتى"

وتين:"انا مقولتش كده"

هيام:"وكمان بتكذبى اه يا كدابة"

وتين:"انتى اللى كدابة  يا هيام مش انا"

عايدة:"اخرسى بنتى احسن من مليون من عينتك"

قالت ذلك وقامت بصفع وتين على وجهها التى تساقطت دموعها الغزيرة على وجهها وجدت نفسها تجرى خارج المنزل فهى تريد ان ترتاح من كل هذا وجدت نفسها وصلت إلى المقابر امام قبر والديها جثت على ركبتيها تشكى لهم ما يحدث لها منذ فراقهم لها

وتين بدموع:"شفت يا بابا انت وماما انا بيحصلى ايه بعدكم انا تعبت نفسى تيجوا وتاخدونى معاكم ياريتنى كنت مت معاكم بدل العذاب والذل ده اللى انا فيه انا خلاص مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده"

بكت بقوة كأن عاصفة ضربت قلبها وعينيها حتى صار سوى البكاء تأوهات وصرخات من فتاة لم تعد تحتمل اكثر من ذلك ظلت على تلك الحالة بعض الوقت حتى هدأت من نوبة بكاءها فكرت ان تذهب لتجلس على شاطئ البحر لعلها تهدأ ولو قليلاً

***

فى احد الاماكن المعزولة والتى تقام فيها تلك المباريات الغير شرعية القائمة على نظام المراهنات فهى عبارة عن مباريات خاصة بالملاكمة او ما يسمى بقتال الشوارع والتى تقيمها بعض العصابات يحضرها بعض الناس الذين يقومون بالمراهنة على من سيفوز بتلك المباراة فهى كنظام المقامرة دخل الى تلك الحلبة بذلك الجسد المفتول العضلات  ويضع على وجهه ذلك القناع الاسود الذى يخبأ النصف الاعلى من وجهه يسمع هتافات الجمهور يرفع يديه تحية لهم مما يزداد حماسهم اكثر دخل الى الحلبة ينتظر ذلك المنافس الذى سيقوم باللعب معه وايضا عيناه تبحث فى كل مكان عن ذلك الرجل الذى كان السبب فى انه وصل الى ذلك الحال فهو بدأ لعب تلك المباريات لسبب واحد فقط ان يجد ذلك الرجل الذى يبحث عنه منذ مدة فهو لايتمنى شئ فى حياته سوى ايجاد ذلك الرجل الذى كان السبب فى خسارته اعز شخص يملكه فى حياته جلس على حافة الحلبة فى انتظاره وجد منافسه يدخل بكل غرور كأنه يخبره انه هو من سيفوز بتلك المباراة ابتسم ابتسامة سخرية فهو يعرف ان عندما يدخل احد منافسيه بهذا الشكل الملفت للنظر غالبا ما يهزمه شر هزيمة فهو حتى الان لم يخسر مباراة من تلك المباريات التي يلعب بها وكل مرة يزداد فضول الحضور واللاعبين لمعرفة هوية هذا اللاعب الذى لا يعرف احد عنه شئ سوى اسم ( المقنع) اقترب منه ذلك المنافس وهو يتوعد له بأنه هو من سيهزمه هذه المرة

"انا اللى المرة دى هغلبك وهقلعك القناع بتاعك ده والكل هيعرف انت مين"

ابتسم ابتسامة سخرية فكل مرة يسمع هذا الكلام من كل شخص ينافسه

"ابقى ورينى شطارتك كان غيرك اشطر"

"ايه السبب انك مش عايز حد يعرف انت مين"

"انا حر وانت مالك انت انت هتحقق معايا"

"دلوقتى هوريك مقامك"

"مقامى عالى وانا عارفة مش مستنيك تعرفى مقامى ايه وان كان على كده انا اللى هعرفك مقامك وحجمك الطبيعى ايه دلوقتى"

بدأ القتال بشراسة بين المنافسين وكل منهم يريد النيل من الاخر وعندما يحاول ان يسلبه ذلك القناع الذى يضعه على وجهه يوجه له لكمه قوية ترجعه خطوات الى الخلف اشتد القتال بينهم وكأنهم اثنان بينهم ثأر ولكن استطاع التغلب عليه كسابقيه تركه ملقى على أرض الحلبة يسمع هتافات الجمهور المتحمس لذلك النوع من القتالات اثناء ذهابه نادى عليه الذي يقوم بلم الرهانات لياخذ نصيبه ويدعى فهيم

فهيم:"استنى خد نصيبك من الفلوس انت لعبت ماتش جامد النهاردة"

"خلص هات الفلوس هو فرج مجاش النهاردة برضه"

فهيم:"خلاص ياعم الفلوس اهى متزعلش نفسك ايه حكايتك كل شوية تسأل على فرج انت ليك ايه عنده كل ماتش تسأل عليه"

"احسنلك متشوفش زعلى علشان خاطر نفسك وانت تجاوب على السؤال وخلاص"

فهيم:"طب انت لحد دلوقتى مش عايز تعرفنا اسمك ولا حتى مخلينا نشوف شكلك"

"ويفرق معاك ايه اسمى ولا شكلى"

فهيم:"اصل اول مرة اتعامل مع حد معرفش هو مين بس اللى مسكتنى انك بتخليتى اكسب الرهان على طول وانا بعمل المباريات دى من زمان مشفتش لاعب زيك ويكون مجهول الهوية بالنسبة ليا وبالنسبة للجمهور اللى بيتفرج محدش عارف عنك اى حاجة بتيجى الماتش وتكسب وتاخد الفلوس وتختفى ومحدش يشوفك الا لو كان فى ماتش جديد وتيجى برضه وتسأل على فرج زى ما تكون بدور على ابرة فى كوم قش"

"انا كده لو مش عاجبك خلاص مفيش ماتشات هلعبها تانى"

فهيم:"صبرك عليا بس بلاش نرفزة ويبقى خلقك ضيق كده"

"هات الفلوس انجز خلينى امشى"

فهيم:"خد اهى بس انت بتعمل ايه بالفلوس دى"

"وانت مالك انت حشرى اوى خليك فى نفسك"

فهيم:"حشرى! ماشى براحتك"

اعطاه فهيم المال ثم خرج من المكان نظر الى المال فى يده وجد شاب صغير يبكى نظر اليه بتعجب من حاله

"انت بتعيط ليه دلوقتى"

الشاب:"انا خسرت فلوسى فى الرهان"

:"وايه اللى خلاك تيجى تراهن انت المفروض تكون بتذاكر مش جاى تضيع فلوسك فى اماكن زى دى نصيحة منى متجيش هنا تانى دى سكة اللى يروح ميرجعش"

الشاب:"انا مش عارف اعمل ايه دلوقتى"

"خد الفلوس اهى ومتجيش المكان ده تانى انت فاهم"

الشاب:"انت هتدينى الفلوس بجد"

"ايوة وتانى مرة متجيش هنا مفهوم خليك فى مذاكرتك ودروسك شكلك لسه طالب سنك صغير"

الشاب بفرحة:"خلاص ماشى مش هعمل كده تانى"

اخذ الشاب المال منه بشعور من الفرح نظر الى باقى المال فى يده وقف ثانية فى وسط الحلبة ينادى باعلى صوته

"اللى خسر فلوسه فى الرهان ييجى ياخدها"

ساد سكون فى المكان فماذا يقول ؟ هل سيتم ارجاع هذا المال لاصحابه استغرب الحضور من تصرفات هذا الرجل

"انا قولت اللى خسر فلوسه ييجى ياخدها الفلوس اهى"

وقام بنثر المال من يده الذى تطاير فى الهواء وتهافت عليه الجمهور يقوموا بلم هذا المال الذى قام برميه هذا الرجل وهذه ليست المرة الأولى الذى يفعل بها ذلك بل كل مرة يلعب فيها ويقبض المال ينتظر حتى يذهب جامع المراهنات ويقوم برمى المال للجمهور ثم يذهب فى طريقه

***

كانت تذاكر محاضراتها عندما شعرت بالحر قامت بفتح الشباك لتشعر بنسمات الهواء ولكن وجدت ذلك الشاب يقف فى الشباك المقابل احمرت وجنتيها عندما ابتسم لها وخفضت نظرها إلى الأرض وعادت لتكمل مذاكرتها فهى لا تنكر اعجابها بهذا الشاب المدعو أسامة واحيانا تنتظر ان يتقدم لخطبتها ويتزوجها وتتخلص من هذا العذاب والجحيم الذى تحيا فيه فى هذا المنزل سرحت بافكارها هل من الممكن ان يأتى ذلك اليوم ؟ ام انها ستظل هكذا طوال حياتها فاقت على صوت هيام تنادى عليها فهى بالطبع تريد من وتين ان تعد لها بعض الطعام فتلك الفتاة لاتفعل شئ فى حياتها سوى الاكل ومضايقة وتين

هيام:'والله عال يا ست وتين بنادى عليكى ومبترديش"

وتين:"معلش مسمعتش وانتى بتنادى عليا"

هيام:"مسمعتيش ولا حضرتك واقفة تتغزلى فى الاستاذ اسامة فى الشباك"

وتين:"حرام عليكى انتى مفكرانى ايه ليه عايز تطلعينى واحدة ماشية على حل شعرها"

هيام:"هتكونى ايه ماية من تحت تبن وعاملة نفسك بريئة وانتى مش راحمة نفسك زميلك فى الكلية واسامة جارنا وعايشة حياتك"

وتين:"الله يسامحك انا مش هرد عليكى بس ربنا مش هيسيبك تتمادى فى ظلمك ليا الظلم ظلمات يوم القيامه"

هيام:"بطلى بقى دور الشيخة اللى انتى عايشة فيه ده بقى"

وتين:"أنتى عايزة ايه منى دلوقتى يا هيام عندى مذاكرة كتير وعايزة اخلص"

هيام:"قومى حضرى العشا بتقولك ماما يا باشمهندسة"

وتين برجاء:"عندى مذاكرة كتير ما تحضريه انتى هيجرى ايه يعنى"

هيام:"هتقومى ولا اقطعلك الكتب بتاعتك دى خالص ولا هيبقى كتب ولا مذاكرة"

وتين باستسلام:"خلاص حاضر قايمة اهو"

وبالفعل قامت وتين من مكانها لتحضير الاكل حتى لا تنفذ هذه الفتاة تهديدها وتقوم بتقطيع كتبها بعد ان خرجت وتين من الغرفة نظرت هيام الى ذلك الشاب وهى تقسم بداخلها انه لن يكون لاحد غيرها

هيام:"ماشى يا وتين وانا مش هخليكى تفرحى ابدا مش تاخدى الواد ده اللى كل بنات الشارع عينها منه انا وانتى والزمن طويل"

***

"فى الشركة"

ينهى بعض اعماله العالقة ينظر من حين لاخر لذلك الجالس امامه الذى لايكف عن التذمر والتأفف من كثرة العمل فهو يرهقه ويرهق نفسه ايضا بكثرة العمل لعله عندما يعود الى المنزل يغلبه النوم سريعا ولا يفكر فيما حدث فى الماضى الذى يطارده ولا يتركه يهدأ أبدا

رمزى:"حرام عليك بقى قوم ناكل هموت من الجوع يا اخى"

ثائر:"ايه الطفاسة اللى انت فيها دى"

رمزى:"طفاسة ! يا اخى اتقى الله هو انت مهنينى على حاجة ابدا ثم الموظفين كلهم مشيوا احنا قاعدين نعمل ايه"

ثائر:"اصبر بقى يا اخى خلاص هبعت الفاكس ده وهنمشى"

رمزى:"بسرعة بقى ماشى يا حبيبى"

ثائر:"يخربيت زنك يا اخى دا انت ولا الدبانة"

رمزى:"اخرتها بقيت دبانة كمان يلا ربنا على المفترى"

سمع ثائر صوت هاتفه وكانت المتصلة هى مريم فارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه

ثائر بابتسامة:"حبيبة قلبى وحشتينى"

مريم:"وانت كمان وحشتنى اوى"

ثائر:"الجو عندك عامل ايه"

مريم باحباط:"يعنى كويس"

ثائر:"انتى مش مبسوطة يا حبيبتى"

مريم:"الصراحة مش اوى مش هتيجى ولا ايه تقعد معايا شوية"

ثائر:"عندى شغل كتير والله"

مريم:"على طول وراك شغل شغل وانا مش مهمة عندك خالص"

ثائر:'متقوليش كده هو انا عندى اغلى منك هو انا عندى كام مريم دى هى واحدة بس"

مريم:"كلام وبس"

ثائر:"بقى كده ماشى يا مريم"

مريم:"مش قصدى بس انا زهقت بجد من القاعدة لوحدى مفرقتش القاعدة هنا عن القاعدة فى البيت "

ثائر:"خلاص اوعدك اسبوع واكون عندك ماشى يا حبيبتى"

مريم:"اما اشوف اياك بس مترجعش فى كلامك ومتجيش"

ثائر:"وانا اقدر لاء ان شاء الله اخلص شغل واجيلك على طول وهفسحك فسح حلوة اوى"

مريم:"ماشى اما اشوف سلام دلوقتى"

ثائر:"مع السلامة وخلى بالك من نفسك يا مريم وكلى كويس علشان خاطرى"

مريم:"ان شاء الله حاضر مع السلامة"

ثائر:"الله يسلمك"

انتهت المكالمة نظر الى رمزى الذى يضع يده على وجنته وينظر اليه بحاجب مرفوع

ثائر:"بتبصلى كده ليه ياض انت"

رمزى:"انت ناوى تروح اسكندرية لمريم بجد"

ثائر:"ايوة وفيها ايه دى"

رمزى:"انا بحذرك اهو اياك تعمل مصيبة هناك انت فاهم

ثائر:"انت محسسنى انك ولى أمرى يا رمزى ما تلم نفسك:

رمزى:'حاضر هلم نفسى وانت لم نفسك انا مش هجرى وراك فى اسكندرية كمان"

ثائر:"متخافش انا رايح اقضى يومين مع مريم ومش هعمل حاجة هههه"

رمزى:"عشم ابليس في الجنة يا ثائر دى المشاكل ماشية فى عروقك"

ثائر:"اخرس بقى كنت هختم الفاكس بكلامك"

رمزى:"سكتنا يارب نخلص فى يومنا ده"

عاد ثائر الى ما كان يفعله فرمزى لا يكف عن الثرثرة وبالرغم من انه أحيانا يريد ضربه الا انه صديقه الوفى الذى لا غنى له عنه

***

فى الجامعة

كانت تجلس فى ذلك المكان الهادئ كعادتها حتى يحين موعد المحاضرة التالية عندما لمحت هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه اصدرت صوتا متأففا من ذلك الشاب الذى لا يكف عن ازعاجها

هيثم:"سلام عليكم يا باشمهندسة وتين"

وتين:"وعليكم السلام خير"

 هيثم :"انتى ليه بتكلمينى كده"

وتين :"عايزنى اكلم حضرتك ازاى عن اذنك"

عندما قامت من مكانها تريد الذهاب وجدته يمسك معصمها بقوة 

وتين بذهول: ......

***

رأيكم يا حلوين


( دمية فى يد غجرى)

البارت الثاني

كانت تجلس فى ذلك المكان الهادئ كعادتها حتى يحين موعد المحاضرة التالية عندما لمحت هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه اصدرت صوتا متأففا من ذلك الشاب الذى لا يكف عن ازعاجها

هيثم:"سلام عليكم يا باشمهندسة وتين"

وتين:"وعليكم السلام خير"

هيثم:"انتى ليه بتكلمينى كده"

وتين:"عايزنى اكلم حضرتك ازاى عن اذنك"

عندما قامت من مكانها تريد الذهاب وجدته يمسك معصمها بقوة

وتين بذهول:"إيه اللى انت عملته ده سيب ايدى"

هيثم:"مش هسيبها الا لما تسمعينى"

وتين:"وانا مش عايزة اسمعك"

وقامت بنفض يده من يدها فهى لم تسمح لمخلوق بلمسها من قبل ولن تسمح لاحد ان يفعل ذلك ولكنها لم تنتبه لتلك التى كانت تراقبها من بعيد وهذا الشاب ممسك بيدها وعلى وجهها ابتسامة خبيثة تحمل بداخلها حقد دفين 

تركته وذهبت لتحضر المحاضرة وتسأل نفسها لماذا لا يكف هذا الشاب عن ازعاجها فهو بات يضايقها بتصرفاته المزعجة 

بدأت المحاضرة وضعت كل تركيزها فى الاستماع الى شرح الدكتور ولكن هيثم كان يرمقها بنظرات الغيظ فلا يوجد فتاة لاتستطيع ان تنجذب اليه حسب مفهومه فلماذا تلك العنيدة هى الوحيدة التى لا تعطيه اى فرصة ان يقترب منها 

انتهت المحاضرة فكرت ان تذهب لتجلس قليلا على البحر قبل ان تعود الى المنزل جلست على تلك الصخرة التى اعتادت ان تجلس عليها عندما تشعر بالضيق من حياتها لم تنتبه لذلك القادم ولم يكن سوى جارها أسامة

أسامة:"ازيك يا وتين"

سمعت صوته ارتبكت بشده فهذه اول مرة تتحدث معه بشكل مباشر فهى كانت تراه فقط ولكن لم تتحدث معه من قبل

وتين بتوتر:"الحمد لله"

أسامة:"ممكن اتكلم معاكى شوية"

وتين:"خير فى حاجة"

أسامة:"خير طبعا انا كنت عايز اكلم فى موضوع يخصك"

وتين:"موضوع ايه ده"

أسامة بدون مقدمات:"كنت حابب اتقدملك قولتى ايه"

هل ما سمعته منه الآن حقيقة هل يطلب منها ان يتقدم لخطبتها ثم يتزوجها هل من الممكن ان يتحقق ذلك الحلم

وتين بتلعثم:"هو انا اصل انا"

أسامة:"مالك متلغبطة ليه كده انا حبيت اعرف رأيك علشان لو كده اكلم سمير قولتى ايه"

هزت رأسها خجلا وهى لا تجد ما تقوله فالكلام أصبح مستعصيا على لسانها

أسامة بابتسامة:"افهم من كده انك موافقة"

هزت رأسها علامة الموافقة وهى ايضا لا تتكلم مجرد اشارة من رأسها فقط

وتين بخجل:"عن اذنك"

تركته وذهبت سريعا وهى لا تصدق ان ربما سيعرف الفرح طريقه اليها مرة اخرى منذ وفاة والديها ابتسم على تصرفاتها فما جذبه اليها هو جمالها وأخلاقها وخجلها وقرر مفاتحة اهله بخصوص هذا الموضوع

***

"فى المنزل"

عادت وتين وهى سعيدة جدا بما سمعته من اسامة انه يريد خطبتها وبذلك تتخلص من تلك المرأة واولادها

عايدة:"حمد الله على السلامة يا برنسيسة"

وتين:"الله يسلمك يا مرات عمى"

عايدة:"ياريت تخلصى وتروحى تحضرى الاكل وتنشرى الغسيل وشوفى هتعملى ايه"

وتين باحباط:"حاضر هغير هدومى واعمل كل اللى قولتيلى عليه"

ذهبت الى غرفتها قامت بتغيير ملابسها وادت صلاتها ثم ذهبت لتنفيذ ما قالته عايدة لها

كان العرق يتصبب من جبينها وهى واقفة فى المطبخ فالجو حار بشدة بينما كانت عايدة وهيام يجلسون فى الصالة يشاهدون التلفاز وصوت ضحكاتهم عاليا انتهت من تحضير الاكل وذهبت لنشر تلك الملابس المبتلة بعد ان اخرجتها من الغسالة فهم لا يعتبرونها انسانة بل الة لتقضية اوامرهم

***

"فى منزل أسامة"

اخبر أسامة والده ووالدته برغبته فى الارتباط بوتين 

أسامة:"بابا انا عايز اخطب وتين"

رفعت:"وتين مين"

نادية:"سلامة عقلك يا راجل وتين جارتنا"

رفعت:"اه افتكرت البت قريبة سمير"

أسامة:"ايوة هى دى"

نادية:"بس دى يا ابنى لا اب ولا أم ومنعرفش عنها حاجة غير انها قريبة الناس دول"

رفعت:"ايوة زى امك ما بتقول كده"

أسامة:"بس هى بنت مؤدبة ومحترمة وانا عايز اتجوزها"

نادية:'المهم راحتك انت يا ابنى"

رفعت:"اللى فى الخير يقدمه ربنا ان شاء الله"

أسامة:"خلاص انا اكلم سمير ونروح نخطبها رسمى"

نادية:"ان شاء الله اللى فيه الخير يقدمه ربنا"

رفعت:"ربنا يوفقك يا حبيبى"

أسامة بفرحة:"ربنا يباركلى فيكم يا رب"

***

"فى منزل ثائر العمرى"

بعد ان انتهى من تأدية تمارينه الرياضية التى يحرص على تأديتها بشكل يومى ذهب الى الحمام لاخذ حمام سريع ويرتدى ملابسه للذهاب الى عمله

كان فى غرفة الملابس يقوم باغلاق ازرار قميصه عندما انفتح الباب ودلف منه رمزى الذى نظر اليه ثائر بحاجب مرفوع

ثائر:"هو انت داخل زريبة ولا ايه مفيش حاجة اسمها تخبط على الباب قبل ما تدخل يا رمزى"

رمزى:" محسسنى ان انا فتحت عليك باب الحمام"

ثائر:"بلاش استهبال انت عارف مبحبش حد يقتحم خصوصياتى"

رمزى:"خصوصيات ايه يا ابو خصوصيات ما انا عارف كل بلاويك"

ثائر:"بلاوى فى عينك احترم نفسك على الصبح"

رمزى:"المهم انجز العملاء زمانهم حمضوا فى الشركة على سموك ما تشرف"

ثائر:"خلاص خلصت يلا بينا"

رمزى:"يلا يا غجرى"

ثائر:"اتلم على الصبح لاعمل وشك الحلو ده كفتة"

رمزى:"اعملها كده وانا احبسك"

ثائر:"فشرت لا انت ولا عشرة زيك يقدروا يحبسونى"

رمزى بغمزة:"ياعم الجامد"

ثائر:" يلا ياض انت بقى مش بتقول العملاء مستنيين"

ذهب ثائر ورمزى الى الشركة لإنهاء هذه الصفقة المتفق عليها وبالفعل انتهت الصفقة حسب ما اراد ثائر بعد انتهاء الاجتماع شعر بصداع ذهب الى البوفيه الخاص بعمل المشروبات ابتسم لذلك الرجل العجوز الذى يعمل فى هذه الشركة من ايام والده الراحل

صالح:"اؤمر يا ثائر بيه عايز حاجة"

ثائر:"ايه ثائر بيه دى يا عم صالح انا ثائر اللى كان بييجى يقعد معاك وهو صغير"

صالح بابتسامة:"دى كانت ايام ودلوقتى انت بسم الله ماشاء الله بقيت صاحب الشركة" 

ثائر:"حتى لو بقيت كده انت ليك معزة خاصة عندى"

صالح:"تسلم يا ابنى"

ثائر:"عايز بقى فنجان قهوة من ايدك الحلوة دى علشان دماغى هتنفجر من الصداع"

صالح:"بعد الشر عليك من عنيا الاتنين احلى قهوة علشان خاطرك"

ثائر:"تسلم عينيك يا عم صالح"

صالح:"هجبهالك على المكتب"

ثائر:"لاء انا هقعد ادردش معاك هنا شوية واشربها"

صالح:"انت تنورنى"

ثائر:"ولادك عاملين ايه"

صالح:"الحمد لله كويسين وبخير"

ثائر:"ان شاء الله دايما بخير"

صالح:"تسلم يا ابنى انا كنت عايز منك طلب"

ثائر:"اتفضل قول يا عم صالح"

صالح:"انا يعنى كنت عايز قرض من الشركة"

ثائر:"ليه فى حاجة ولا ايه"

صالح:"بنتى هتتجوز وعايز اجبلها جهازها بس العين بصيرة والايد قصيرة ففكرت اخد قرض بضمان المرتب واجهزها"

ثائر:"ومقولتليش ليه يا عم صالح من بدرى على الموضوع ده"

صالح:" يعنى انت موافق"

ثائر:"انت روح للمدير المالى واطلب منه اللى انت عايزه بس الفلوس دى هدية منى لبنتك حلاوة جوازها"

لم يصدق صالح ما سمعه منه فهو يعرض عليه الان ان يدفع المبلغ المطلوب لاتمام زواج ابنته

صالح:"انت بتقول ايه"

ثائر:"اللى سمعته يا عم صالح ولو فى حاجة زى دى ابقى تعالى وقولى"

صالح بدموع:"ربنا يباركلك يا ابنى ويزيدك كمان وكمان"

ثائر:"تسلملى يا عم صالح القهوة خلاص ولا لسه"

صالح:"احلى قهوة علشان خاطرك اتفضل اهى القهوة"

ابتسم ثائر فما رأه من فرحة على وجه هذا الرجل كفيل بأن يجعله يشعر بالسعادة فجبر الخواطر شئ عظيم لا يفهمه الا العقلاء

حضر رمزى ايضا يبحث عن ثائر وجده يشرب قهوته ويجلس مع صالح يتحدثون

رمزى:"ازيك يا عم صالح"

صالح:"الله يسلمك يا استاذ رمزى"

رمزى:"حضرتك قاعد هنا تشرب القهوة وانا قالب عليك الدنيا"

ثائر ببرود:"خير يا اخويا فى ايه حتى فنجان القهوة مش عارف اشربه منك وانت عاملى زى عفريت العلبة كده بتطلعى فى اى مكان"

رمزى:"قوم علشان فى مندوبة شركة الشحن اللى بعتنالها الفاكس جت وعايزة تقابلك يا بيه"

ثائر:"حاضر جاى وبطل نرفزة محدش بيتنرفز هنا غيرى انت فاهم"

ابتسم رمزى وصالح على كلام ثائر فبالرغم من كونه صاحب الشركة الا انه يتعامل مع الجميع بود وعدم تكبر وهذا ما جعله محبوب من موظفيه بالرغم من انه اذا ارتكب شخصا خطأ يعاقبه بكل قسوة

دخل الى مكتبة وجد امرأة فى انتظاره ابتسمت له عندما رأته ولما لا فهو وسيم وسامة رجولية تلفت الأنظار

ثائر بابتسامة:"اهلا نورتى الشركة"

مى:"شكرا يا ثائر بيه انا جيت لحضرتك على أساس الفاكس اللى حضرتك بعته واحنا موافقين على الشروط ولو حضرتك جاهز ممكن نعمل الاتفاق"

ثائر بابتسامة:"انتى جاية متحمسة على العموم انا عارف انكم شركة شحن محترمة وهيبقى التعاون بينا مستمر ان شا الله بس انا مبحبش اى غلطة فى الشغل لان انا اكتر حاجة بكرهها هى التسيب والاهمال انا سيبت شركة الشحن القديمة بسبب كده ولما عرفت شركتكم عرفت انكم ناس ملتزمين"

مى:"حضرتك متقلقش خالص كل حاجة هتحصل زى ما حضرتك عايز واحنا ميرضناش اسمك يتهز فى السوق ولا اسمنا"

ثائر:"اذا كان كده تمام اه اوبس انا نسيت اقولك تشربى ايه"

مى:"لو ممكن عصير لمون"

ثائر:"رمزى خليهم يجيبوا واحد عصير لمون والقهوة بتاعتى"

رمزى بغيظ:"حاضر"

ثم اكمل بهمس:"ما انا الخدامة الفلبنية اللى انت جايبها تخدمك"

ثائر:"سمعتك على فكرة"

رمزى:"وانا قصدى اسمعك على فكرة"

ثائر:"حسابنا مع بعض بعدين"

رمزى بهمس :"الحساب يوم الحساب يا مفترى يا ظالم"

حاول ثائر تمالك نفسه حتى لا يضحك على كلام رمزى فهو يحب ان يخرج اسوء ما فيه ويجعله يتحدث مع نفسه بهذا الشكل

***

فى احدى الشقق المصيفية الراقية تجلس تلك الفتاة ذات ال ٢١ عاما سارحة فى أفكارها فحالتها النفسية سيئة منذ موت والديها فى ذلك الحادث وكلما تذكرت منظر انفجار السيارة ينتفض جسدها خوفا ورعبا وكأنها تعايش لحظات الحادث فى كل وقت لم تنتبه لتلك المرأة التى تنادى عليها

حسنية:"مريم مريم يا حبيبتى"

مريم:"ايوة يا دادة فى ايه"

حسنية:"مش هتيجى تأكلى يا حبيبتى"

مريم:"مليش نفس اكل يا دادة"

حسنية:"ليه بس كده انتى أكلتك ضعيفة أوى ولو ثائر بيه عرف هيزعل"

مريم:'متخافيش مش هقوله على حاجة بس هو وعدنى ييجى ولسه لدلوقتى مجاش"

حسنية:"جايز فى شغل عطله ولا حاجة ثم انتى قولتيلى انه هييجى بعد اسبوع والاسبوع لسه مخلصش"

مريم:"ييجى بالسلامة"

حسنية:"اللهم امين يبقى تاكلى علشان لما ييجى يلاقيكى كويسة وحلوة كده مش دبلانة ووشك باهت"

مريم:"ان شاء الله هاكل يا دادة"

حسنية:"انزلى اتمشى على البحر دا الجو جميل اوى وتفكى عن نفسك شوية يا حبيبتى"

مريم:"ماشى يا دادة اعمليلى ساندوتشات اخدها معايا"

حسنية:"بس كده من عنيا الاتنين دا انا هعملك شنطة سندوتشات"

مريم بابتسامة واهنة:"شنطة بحالها لو كلت ساندوتش واحد يبقى رضا"

حسنية:"لاء هتاكليهم كلهم"

قامت حسنية بتجهيز بعض الساندوتشات لمريم لتأخذها معها ارتدت مريم ملابسها وخرجت جلست على الشاطئ بدأت تاكل طعامها ببطئ وهى تنظر الى تلك الامواج العاتية التى تضرب الصخور بقوة وكانها تريد تحطيمها

***

"فى الشارع"

لمح أسامة سمير جالسا على القهوة فذهب ليجلس معه

أسامة:"السلام عليكم ازيك يا سمير"

سمير:"وعليكم السلام اهلا يا أسامة تشرب ايه"

أسامة:"تسلم بس انا كنت عايزك فى موضوع مهم"

سمير باهتمام:"خير ان شاء الله فى ايه"

أسامة:" خير ان شاء الله كنت عايز اجيب والدى ووالدتى واجى ازوركم فى البيت"

سمير:"يا سلام دا انتوا تنورونا بس ايه الحكاية بالظبط"

أسامة:"حكاية نسب ان شاء الله"

سمير بفرحة:"ونعم النسب يا أسامة انت زينة شباب اسكندرية كلها"

أسامة:"تسلملى يارب خلاص احنا نجليكم يوم الخميس ان شاء الله"

سمير:" بعد بكرة ماشى تمام تنورزنا"

أسامة:" تسلم يا سمير عن اذنك دلوقتى"

سمير:"اتفضل"

ذهب أسامة وظل سمير يفكر فى اى من الفتاتين يريد ان يرتبط أسامة بها هل هى وتين ام هيام فأسامة لم يوضح له من تكون العروسة ولكن فكر اى منهم لا يشكل فرقا

عاد سمير الى المنزل وضعت وتين الطعام على السفرة جلست بهدوء كعادتها ولكن سمير اراد إخبار امه بما حدث

سمير:"فى موضوع لازم تعرفوه"

عايدة:" موضوع ايه ده اللى لازم نعرفه"

سمير:"أسامة جارنا هيجيب ابوه وامه وهييجى يزورنا بعد بكرة"

سمعت وتين ذلك شعرت بسعادة ترفرف بداخل قلبها فهو سيأتى لخطبتها كما اخبرها حاولت الا تظهر فرحتها لهم فتصنعت اللامبالاة

هيام:'وييجوا يزورونا ليه ان شاء الله"

عايدة:"اكيد موضوع جواز يا فالحة"

هيام:"اه موضوع جواز قولتيلى بقى" 

سمير:"على العموم انا قولتلكم علشان تجهزوا نفسكم"

عايدة:'ان شاء الله وربنا يتمم بخير"

فعايدة تظن ان أسامة سيأتى لخطبة ابنتها وليس خطبة وتين فهى لا تضع وتين فى اى حساب من حساباتها نهائيا وكانها شخص ليس له وجود

***

"فى الشركة"...قام بفك ربطة عنقه فتح بعض من ازراير قميصه ليتنفس بحرية بعد انتهاءه من عمله هذا اليوم

ثائر:"الواحد تعب اوى النهاردة"

رمزى:"روح نام وانا كمان هروح انام"

ثائر:"ما تيجى نتعشى برا مليش نفس اكل فى البيت ومريم مش موجودة'

رمزى:"هتاكلنى ايه"

ثائر:"اللى عايز تطفحه هجبهولك"

رمزى:"ما تيجى ناكل فى حتة شعبية كدا بلا مطاعم بلا فنادق"

ثائر بحماس:"هو ده الكلام يلا بينا"

رمزى:"مزاجك فقرى اوى يا ثائر"

ثائر:"دا طبع وحياتك"

رمزى:"اه انت هتقولى ولما العرق الغجرى ينقح عليك بتبقى ليلة فلة"

ثائر:"اه تحس ان انا عايش بشخصيتين"

رمزى:"اه ثائر العمرى رجل الاعمال الناجح وثائر الغجرى اللى مبيهموش حد فى تصرفاته ومشحططنى وراه"

ثائر:"هو فى احسن من كده يعنى"

رمزى:"قولى انت كنت فين من يومين باليل لما اتصلت عليك مكنتش بترد عليا"

ثائر:'وعايز تعرف ليه يا رمزى"

رمزى:"طالما قولت كده يبقى انت كان عندك ماتش مش كده يا ثائر"

ثائر:"هو كده يا رمزى"

رمزى:"انت مش هتبطل لعب الماتشات دى ولو حد عرفك هيبقى موقفك ايه ساعتها"

ثائر:"متخافش محدش هيعرفنى ربنا ساترها لحد دلوقتى"

رمزى:"مش علشان لابس قناع كده محدش هيعرفك ممكن حد من اللى انت بتلاعبهم يستقصدك ويعرف انت مين وساعتها فضحتك هتبقى بجلاجل لما الجرايد تعرف ان رجل الاعمال بيلعب ماتشات ملاكمة غير شرعية لاء وكمان بتاعة عصابات"

ثائر بتنهيدة:"مش عارف اعمل ايه كل مرة اقول خلاص مش هروح الاقى نفس روحت وبلعب وبدور على الراجل ده انت مش حاسس بالنار اللى جوايا واللى قايدة فى قلبى يا رمزى"

رمزى:"والله عارف بس انت بتعرض نفسك لمخاطرة كبيرة يا ثائر متدخلش برجلك عش الدبابير دول ناس بلطجية وقتالين قتلة"

ثائر:" عارف بس مش قادر ما اخدش حقى من اللى كان السبب فى اللى حصل" 

رمزى:"ده شغل البوليس مش شغلك"

ثائر:"والبوليس عمل ايه قبض عليه وهرب ومش عارفيين يجبوه لحد دلوقتى وانا لازم الاقيه واعرف مين اللى وراه وخلاه يعمل الجريمة دى"

رمزى:"طب وبعدين هتفضل طول عمرك كده"

ثائر:"والله ما انا عارف والفلوس اللى باخدها من لعب الماتشات برجعها للناس تانى"

رمزى:"انت هتعمل فيها روبن هود ولا ايه بطل بقى اللى بتعمله ده علشان خاطر مريم حتى"

ثائر بإصرار:"موعدكش ان ابطل لعب الماتشات دى لحد ما الاقيه واخد حقى منه تالت ومتلت"

رمزى:"دا انت الدم الغجرى اللى فى عروقك مسيطر على الآخر اوى يا ثائر"

ثائر:" اعمل ايه يعنى اغير دمى ولا اعمل ايه"

رمزى:"الله يرحمه جدك هو السبب فى ده كله الله يسامحه ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه"

ثائر:"اتلم يا رمزى احسنلك"

رمزى:"مش هو اللى كان متجوز جدتك وهى كانت غجرية لاء وكمان أسبانية شوفت الصدف يا جدع"

ثائر:"اااه وكانت جميلة اوى يا رمزى عارف الجمال الغجرى مع الروح المتمردة كانت حاجة كده تجنن"

رمزى:"اه ما انت طالع لهاوهى اللى أصرت تسميك ثائر مش كده برضه"

ثائر:"ايوة بابا الله يرحمه كان دايما يقولى هى اللى أصرت تسمينى الاسم ده وهى كانت مبسوطة بالاسم ده كانت تقولى علشان يبقى اسم على مسمى ثائر بروح ثائرة"

رمزى:"اه واديك على طول ثائر على اللى خلفونا"

ثائر:"تصدق ياض يا رمزى جدتى وحشتنى اوى الله يرحمها"

رمزى:"هى كانت ميتة وانت عندك ١٥ سنة مش كدة"

ثائر:"اه كان عندى ١٥ سنة وزعلت اوى على موتها"

رمزى:"اه وشكلها كانت معلماك طبع الغجر على أصوله

ثائر:"كانت معرفانى كل حاجة عنهم حتى اوقات كنت بسافر معاها اسبانيا واروح المكان بتاعهم اللى كانوا عايشين فيه وكنت بحب العب مع الاولاد هناك علشان كده لحد دلوقتى بحب التمرد على العصرية اللى انا فيها واحب اعيش بطريقة الغجر علشان كده بسافر ليهم اشوفهم واحب اعيش زيهم حتى اشتريت بيت هناك فى أسبانيا"

رمزى:"تعيش زى الشوارعيين"

ثائر:"قولى يا رمزى هو ايه اللى مسكتنى عليك لدلوقتى ومش مخلينى اعلقك على باب الشركة واخليك فرجة للرايح والجاى"

رمزى:"بتحبنى يا حبيبى ومتقدرش تعيش من غيرى"

ثائر:"لا بجد الكلام ده ياراجل"

رمزى:"عندك شك لا حياة لك بدونى"

ثائر:"يخربيت ثقافتك ياض يا رمزى ايه ده"

رمزى:"احنا هنقعد نرغى وننسى الأكل ولا ايه يلا بينا"

ثائر:"يلا بينا يا اخويا"

***

ذهبت وتين كعادتها بعد انتهاء محاضراتها لتجلس على تلك الصخرة أمام البحر فحلمها اوشك على التحقيق واسامة سيأتى لخطبتها ولكن لمحت شئ استرعى انتباهها لمحت شخص تتلاعب به الامواج وربما يغرق شعرت بالخوف قامت من مكانها فلابد ان تساعد هذا الشخص فمن الممكن ان يغرق بدون تفكير وجدت نفسها تنزل الى الماء تصارع الامواج حتى وصلت لهذا الشخص وجدتها وتين فتاة قامت بسحبها حتى وصلت الى الشاطىء حاولت افاقتها ظلت تضغط على بطنها حتى تفرغ ما فى جوفها من الماء المالح الذى ابتلعته فتحت تلك الفتاة عينيها ببطىء تطالع وتين

وتين بخوف :"انتى كويسة ردى عليا"

مريم بتعب:"الحمد لله شكرا"

وتين:"انتى ايه اللى نزلك البحر وانتى مبتعرفيش تعومى"

مريم:"لاء بعرف اعوم بس الموج غلبنى وكنت هغرق انا متشكرة جدا انك انقذتينى"

وتين:"الف سلامة عليكى انتى ساكنة فين"

مريم:"فى شقة قريبة هنا"

وتين:"طب تعالى اوصلك الشقة فى حد هناك"

مريم:"الدادة بتاعتى"

وتين:"طب يلا قومى معايا"

قامت وتين باسناد مريم حتى وصلت إلى الشقة فالشقة قريبة جدا من البحر قامت برن الجرس فتحت حسنية الباب شعرت بالخوف من منظر الفتاتين 

حسنية:"ايه ده مريم مالك"

مريم:"انا كويسة يا دادة متخافيش"

حسنية:"مخافش انتوا مبلولين ليه كده"

وتين:"ممكن بس تساعديها تدخل لو سمحتى"

حسنية:"اه معلش اتفضلى يابنتى"

دخلت وتين الشقة فهى شقة فاخرة وراقية جدا فعلى ما يبدو ان مريم فتاة من اسرة ثرية

وتين:"انا لازم امشى دلوقتى"

مريم برفض:"لاء استنى انتى لازم تغيرى هدومك مينفعش تمشى كده وهدومك مبلولة"

وتين:"ملوش لزوم انا لازم اروح البيت مش لازم أتأخر"

حسنية:"انتى ممكن تمرضى يا بنتى لو مشيتى كده"

مريم:"دادة معلش هتيلها هدوم من عندى احنا تقريبا مقاسنا واحد وخليها تاخد حمام الاول على ما ادخل اخد حمام واغير انا كمان"

امام إلحاح مريم وحسنية وافقت وتين دخلت الى الحمام فهى اول مرة تدخل حمام بهذا الشكل فاستمتعت باخذ الحمام خرجت وجدت ملابس جميلة جدا موضوعة على السرير ارتدتها لم تصدق انها هى نفسها فالملابس كأنها جعلتها واحدة اخرى خرجت من الغرفة باستحياء وجدت مريم فى الصالة تبتسم لها فهى ايضا قامت بتغيير ملابسها

مريم بابتسامة:"تعالى انتى مكسوفة من ايه تعالى"

وتين:"اصل اول مرة الاقى نفسى فى موقف زى ده الصراحة"

مريم:"انتى اسمك ايه"

وتين:"اسمى وتين"

مريم:"عاشت الاسامي وانا مريم"

وتين:'تشرفنا يا مريم"

مريم:"هو انتى بيتك قريب من هنا"

وتين:"مش اوى بس انا بحب اقعد على البحر قبل ما اروح البيت"

مريم:"انتى عايشة مع باباكى ومامتك"

وتين بحزن:"انا بابا وماما ميتين"

مريم:'زى حالاتى يعنى انا كمان بابا وماما ميتين طب انتى عايشة مع مين"

وتين:"عايشة عند واحد قريب بابا"

مريم:"انتى جعانة نتغدا سوا"

وتين:"لاء انا لازم امشى"

مريم برجاء:'علشان خاطرى اقعدى كلى معايا"

وافقت وتين فهذه الفتاة يبدو عليها الحزن ايضا فهى تشبهها فى هذه الناحية فكل منهن فقدت والديها ظلت وتين تتحدث مع مريم كثيرا كأنهم اصدقاء منذ زمن فوتين شعرت انها احبت هذه الفتاة مضى الوقت سريعا ويجب ان تعود الى المنزل

وتين:"يا خبر انا الوقت خدنا واتأخرت اوى انا لازم امشى دلوقتى"

مريم:"مش هتيجى تانى يا وتين مش هشوفك تانى"

وتين:"انا كل يوم بقعد فى المكان اللى على الشط لو جيتى هنقعد سوا"

مريم بحماس:'ماشى وانا هستناكى كل يوم ماشى"

وتين:"ان شاء الله مع السلامة وشكرا على الهدوم انا هغسلها وهرجعالك"

مريم:'متقوليش كده دا انتى الهدوم عليكى جميلة اوى وانتى تستاهلى الغالى كله وده هدية منى ليكى وشكر على اللى عملتيه معايا"

وتين بابتسامة:"تسلمى يا رب وعن اذنك"

خرجت وتين من الشقة شعرت بالحزن فهى احست بالراحة مع هذه الفتاة وهى الآن فى طريقها لتعود الى المنزل الذى لا تلقى فيه وتين غير كسر الخاطر والمهانة

وصلت الى المنزل دخلت نظرت اليها هيام باستغراب من هذه الملابس التى ترتديها فالملابس يبدو عليها انها غالية الثمن وهى تعرف ملابس وتين فمن اين اتت بهذه الملابس

هيام باستغراب:"ايه الهدوم دى اللى عليكى جبتيها منين"

وتين:"دى واحدة كانت هتغرق انقذتها فدتنى الهدوم دى علشان هدومى كانت مبلولة"

هيام:"عليا الكلام الاهبل ده ولا حبيب القلب هو اللى اشترهالك"

وتين:"حبيب القلب مين"

هيام:"اللى بتقولى عليه زميلك فى الكلية"

وتين باستنكار:"ازاى تفكرى كده انا مش بتاعة الكلام ده وعمرى ما اخدت حاجة من حد زى كده"

هيام:"بطلى بقى شغل الافلام بتاعتك دى ما خلاص عرفتك على حقيقتك يا وتين"

وتين:"براحتك فكرى فاللى عايزة تفكرى فيه انا ربنا شاهد عليا"

قالت ذلك وتركتها وذهبت الى غرفتها قامت بخلع الملابس التى اهدتها لها مريم ففكرت ان ترتديها عندما يأتى أسامة لخطبتها فالفستان التى اهدته لها مريم فستان جميل جدا يناسب فتاة جميلة مثلها

***

اتصل ثائر على مريم كعادته للاطمئنان عليها فهو يهاتفها يوميا حتى يحين موعد ذهابه اليها

ثائر:"حبيبتى عاملة ايه النهاردة"

مريم:"الحمد لله تمام اخبارك ايه"

ثائر:"الحمد لله مش عارف أكل فى البيت من غيرك"

مريم:'هو الاسبوع ده مش عايز يخلص وتيجى بقى"

ثائر:"هانت كلها يومين واجى"

مريم:"تيجى بالسلامة يارب"

ثائر:"تسلميلى يا حبيبتى الجو عجبك عندك"

مريم:"يعنى الحمد لله انا اتعرفت على بنوتة هنا"

ثائر باهتمام:"بنوتة مين دى وعرفتيها منين"

مريم:"قابلتها على الشط على البحر"

لم تخبره مريم انها كان ممن الممكن ان تغرق وان من انقذتها هى هذه الفتاة فهى لم تريد اخباره حتى لا تسبب له القلق

ثائر:"المهم خلى بالك من نفسك يامريم"

مريم:"ان شاء الله"

بعد انتهاء المكالمة ظل ثائر يفكر من تكون تلك الفتاة؟ 

***

انهت وتين محاضراتها سريعا وعادت الى المنزل فاليوم هو يوم الخميس الذى سيأتى فيه أسامة مع والديه لخطبتها عادت الى المنزل بشعور من الحماسة دخلت المنزل قابلتها عايدة

عايدة:'حمد الله على السلامة"

وتين:"الله يسلمك"

عايدة:"خلصى غيرى هدومك وروقى البيت علشان فى ضيوف جايين باليل"

وتين:"حاضر"

عايدة:"وكمان حضرى الاكل واعملى حاجة حلوة"

وتين:"حاضر يا مرات عمى"

ذهبت الى غرفتها قامت بتبديل ملابسها وخرجت سريعا لتنظيف الشقة وعمل الأكل استغرق ذلك وقتا كثيرا وعندما انتهت كانت حالتها مزرية للغاية من العرق الذى يتصبب منها فذهبت سريعا الى الحمام اخذت حمام وكانت قامت بغسل الفستان التى اهدته لها مريم ففكرت انها غدا ستذهب لرؤيتها لان اليوم لم تستطيع الذهاب فارتدته وكانت وتين جميلة جدا وظلت تنتظر فى غرفتها حتى يحين موعد مجئ أسامة وأهله

عاد سمير من عمله وجد المنزل مرتب بطريقة جميلة وتفوح  منه رائحة جميلة

سمير:"ايه الروايح الحلوة دى"

عايدة:'اه البرنسيسة وتين راضية عليا النهاردة عملالنا حاجة حلوة"

سمير:"علشان الضيوف يعنى"

عايدة:"المهم يلا روح اوضتك غير هدومك هم زمانهم على وصول"

وبالفعل وصل أسامة ووالده ووالدته الى المنزل قابلتهم عايدة بالترحاب

عايدة:"اهلا وسهلا نورتونا وشرفتونا"

نادية:"تسلمى يا ام سمير"

سمير:"اتفضلوا"

رفعت:"يزيد فضلك يا ابنى"

دخلوا جميعا وجلسوا فى الصالة خرجت وتين من الغرفة وجدت هيام  تجلس معهم تضع على وجهها مختلف الوان الزينة وكأنها مصممة على افساد تلك الليلة ولكنها حاولت الا تفكر بذلك عندما نظرت وتين الى أسامة لم يرفع نظره اليها 

عايدة:"هاتى الحاجة الساقعة يا وتين"

وتين:"حاضر يا مرات عمى"

ذهبت وتين الى المطبخ لجلب المشروبات وضعت الصينية على الطاولة وجلست هى الأخرى ولكن عندما تقابلت نظراتها مع نظرات اسامة وجدته ينظر لها بطريقة غامضة فاستغربت فهذه ليست نظرة مريحة فسألت نفسها ماذا حدث له؟

أسامة:" طبعا يا سمير انت عارف انا جاى ليه"

سمير:"اه انت قولتلى "

اسامة:"ايوة والنهاردة انا جاى اتقدم بشكل رسمى"

سمير:"والكلام على مين ان شاء الله"

أسامة:"على اختك هيام"

***

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇

من هنا

"رأيكم يا حلوين"

إستنو رايحيين فين اللي خلص قراءه يدخل هيلاقي روايات جديده وكامله اول مره تشوفها بسرعه من هنا 👇👇👇👇


من هنا

إرسال تعليق

أحدث أقدم