القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الرياضة

رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم الكاتبه نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم الكاتبه نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم الكاتبه نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 

___ بعنـــوان "ملاك الموت Angel of Death"___

“روســــيا” 

 فى وضح النهار تحديدًا فى تمام الساعة الخامسة مساءا إلا القليل من الدقائق، كانت الشرطة الروسية تعج المكان وتحاصر المكان بأكمله وتغلق جميع مخارج ومداخل البناية للقبض على اخطر قاتل مأجور دوليًا بعد تمركزه فى روسيا منذ شهور وأرتكب أكثر من ثلاثة جرائم قتل فى البلد فى وقت قليل، فتح باب الشقة بالطابق الـ 37 

فى نفس اللحظة التى أنكسر بها زجاج النافذة ليخرج منها شخص مقنع يرتدي خوزة دراجة نارية على رأسه ويمسك فى يديه حبل رفيع جدًا وفى اللحظة التى فتح فيها باب الشقة انفجر الشقة والبناية بأكملها وكأنه كان يستعد لحضور الشرطة وأقام لهم حفل ترحيب على طريقه الخاصة، سقط هذا الشخص أرضًا وتسلل بين حشد الجمهور الذي تجمع حول الحريق ليختفي كالشبح الذي ظهر من العدم واختفى هكذا دون أن يلمحه أحد، صعد على دراجة نارية تناسب ملابسه وهو يرتدي بنطلون اسود وتي شيرت طويل أسود فوقه سترة سوداء اللون جلدية فى يديه قفازات جلدية سوداء ومتينة ثم أنطلق وسط الطرقات حتى لمح ساعة يديه تضيء وتطفيء مرات عديدة من أسفل كم سترته ليوقف الدراجة النارية جانبًا ثم رفع كمه قليلاً ليظهر على شاشة الساعة كلمة (new message)  

فتح سحاب جيب سترته الجلدية وأخرج الهاتف ليدون كلمة السر الخاصة بالهاتف وكانت عبارة عن (angel of death) ثم فتح الرسالة الجديدة وكان محتواها  

-dear angel of death; let’s meet at sochi international airport in order to go to egypt 

 (عزيزى ملاك الموت، لنتلقى فى مطار سوتشي الدولي من أجل الذهاب إلي مصر)  


وضع هذا الشخص الهاتف فى جيب سترته وأغلق السجاب مجددًا لينطلق إلى طريق المطار … 


_______________ 


31| ديسمبر 2021  - 11:30pm 

"القـاهـــرة" 


كانت الشرطة تعج المكان على الطريق وقد حاصرت السيارة المنقلبة وسط الطريق وقد حضرت سيارة الأسعاف والكثير من سيارات الشرطة وبدأ الناس يتجمعون حول الموقف وبعض يتساءل عما حدث لهذه الفتاة الموجودة بداخل السيارة، توقفت سيارة سيدان من ماركة كيا للسيارات سوداء اللون وترجل منها شاب فى بداية الثلاثينات من العمر، لديه وجه حاد وعينان ضيقتان ذات اللون البني البندقي وحاجبين كثيفان وبشرة حنطية ويصفف شعره الاسود الناعم الكثيف للأعلى ولديه بنية جسدية قوية حيث أنه طويل القامة وعريض المنكبين وجسده رياضي يرتدي بنطلون أسود وبلوفر أبيض اللون فوقه جاكيت ذات اللون البني الفاتح “جملي” وحذاء رياضي لأبيض اللون  

أقترب من موقع الحادث ليرفع العسكري يده إلى مقدمة رأسه وقال بترحب رسمي:- 

-نوح باشا  


رفع له حاجز الشرطة ليعبر ثم دلف “نوح” وسار نحو السيارة ليقترب صديقه فى الشرطة ويقول:- 

-اسمها إيلين


نظر “نوح” إلى صديقه ليقدم له البطاقة الشخصية الخاصة بالفتاة فعاد “نوح” بنظره إلى السيارة ليرى رجال الاسعاف يخرجوا الفتاة منها وهى ما زالت على قيد الحياة لكن توقفوا فجأة عندما شعوره أن هناك شيء يجذب الفتاة للداخل لينظر أحد رجال الاسعاف ثم ناد بصوت قوي يقول:- 

-شريف باشا  


أقترب “شريف” و” نوح” معا إلى السيرة ليبتعد الجميع فجثا على ركبتهما ليروا يد الفتاة اليمني مقيدة بالمُقود السيارة بأصفاد حديدية، أخرج “شريف” هاتفه سريعًا ثم أضاء الكشاف الخاص به وهو يصوبه نحو الأصفاد ليجد محفور عليها كلمة( angel of death & e ) ليتنهد كلاهما معا ويقفا من مكانهما فقال “شريف”:- 

-جريمة قتل جديدة لملاك الموت، دى الجريمة رقم 3 فى مصر  


أبتعد كلاهما عن السيارة وقال “نوح” بجدية وهو ينظر على الفتاة:- 

-أجمع كل البيانات عن البنت دى ، أكيد هتلاقي حاجة ملاك الموت مبختارش الضحايا من غير سبب، وكتم على الموضوع لما نشوف أخرتها أيه .. أنا طالع على القسم 


______________ 


لم تكن بداية السنة الجديدة جيدًا على البعض، لكنها كانت تستحق الأحتفال لدى البعض الأخر داخل فندق (بوبـــلار) وتحديدًا فى الطابق الأخير كانت الساعة تدق الثالثة فجرًا، كان هذا الطابق صمم خصيصًا من أجل مالكه فقط على أعلى تقنية وأعلى جودة عالمية، فتح المصعد لتخرج منه فتاة فى الثلاثين من العمر ترتدي بدلة نسائية وردية اللون وتغلق زر سترتها وفوق أكتافها كانت تضع البلطو الخاص بها ذات اللون الاسود ليحميها من البرد القارس لشهر ديسمبر، كانت على الجانبين من المصعد يقف أربعة رجال كحراسة شخصية، سارت الفتاة نحو الداخل وكأنها تحفظ المكان جيدًا وكانت تملك زوج من العيون البنية وشعر ناعم حرير يصل لعنقها ومموج قليلاً ذات اللون الزيتونى ونحيفة كعود فرنسي وترتدي فى قدمها حذاء بكعب عالى أنبه صوته هذه الفتاة الاخرى التى تقف فى التراس خارجًا بقدومها، أقتربت “ليزا” منها ووقفت تحديدًا على باب التراس وقالت:- 

-مبارك نجاح المهمة  


لم يأتيها أى جواب من هذه الفتاة ولم تستدير لها بالمثل وكانت تقف تنظر لطرقات والسيارات فى الاسفل وهى بالطابق الـ 50 مستمتعة بهذا المنظر الرائع وترتدي قميص نوم من الحرير قصير يصل لركبيتها وفوقه الروب الخاص به بنفس اللون الاسود لكنه سقط عن كتفها الايسر ليداعب الهواء البارد كتفها العاري ذو البشرة البيضاء وكأن اللون الأسود يليق بجمال جسدها وتملك فى يدها كأس من الخمر وتتكأ بساعديها على داربزين الشرفة الحديدى وتقف حافة القدمين، أكتفت هذه الفتاة بالاشارة لـ “ليزا” بيدها الاخرى دون أن تلتف لها بالرحيل فأستدارت “ليزا” مغادرة المكان حتى ظهر لها هذا الرجل ينزل الدرج الداخلى للمكان ويقول:- 

-لقد عُدتِ! 


تبسمت “ليزا” له بجدية وقالت:- 

-أجل 


سارت "ليزا" لكي تغادر لكنها توقفت مكانها واستدارت وهى تقول بجدية:-

-جاك، متي عادت إيفا؟! 


تبسم "جاك" لها وهو ينظر إلى التراس نحو “إيفا” وقال:- 

-بعد أنتهائها من المتعة


غادرت “ليزا” من المكان وهى تقول مُتمتة:- 

-لا أعرف متي ستكفي عن القتل من أجله، حسنا سأراك غدًا يا جاك


______________ 


“قســـم الشـرطــــة” 


كان فريق التحقيق يجلس فى غرفة معا بقيادة “نوح” فقال “شريف” بجدية وهو يعرض لهم المعلومات التى جمعها عن الضحية رقم 3 على الشاشة:- 

-إيلين محسن الشهيرة بالمحاربة الشجاعة 28 سنة وحيدة أتربت فى ملجأ، كانت متجوزها وأطلقت بعد شهرين وأختفي جوزها قبل الحادثة بأسبوع ولحد دلوقت مفيش أى معلومة عن مكانه ومبتشتغلش فى اى وظيفة ومعندهاش صحاب خالص، واحدة من بتوع السوشيال ميديا عندها مدونة وصفحة وقناة على اليوتيوب بتتكلم فيها عن القضايا المهمة او اللى هي شايفة أنها ممكن تجيبلها فلورز كتير، فى الفترة الأخيرة بدأت تهتم بقضية ملاك الموت وبدأت تنشر كل حاجة ممكن توصلها عن ملاك الموت حتى أنها نشرت صورة لكلبشات اللى بيستخدمها وتوقيعه عليها


سألته “الاء” أحد أعضاء الفريق والسيدة الوحيدة وسط أربعة رجال تقول:- 

-والمعلومات دى بتوصلها أزاى؟ 


أجابها "شريف" بجدية وهو يعرض الملف الشخصية بـ "إيلين":-

-من الانترنت، إيلين ماهرة فى أختراق المواقع والهكر وكل مكان بيذكر أنه على علاقة بملاك الموت بتخترقه بسهولة وأعتقد دا اللى خلى ملاك الموت يفكر فى قتلها لأنها بدور وراءه 


تنهد “أمجد” وهو عضو فى فريق التحقيقات ثم قال بسذاجة:- 

-وهي عبيطة عشان تدور وراء أكبر قاتل محترف دوليًا، اسم ملاك الموت وسط العصابات والمافيا العالمية مرعوب بحد كافي ومحدش بيقدر يواجه أو يسرب معلومة عنه  


رفع “هادى” نظره عن الأوراق المنثورة أمامه على الطاولة وقال:- 

-الغريب أن شخصية زى دى من مدمنين السوشيال ميديا والالكترونيات مالهاش صورة واحدة لا على الحسابات بتاعتها ولا على المدونة وحتى قناة اليوتيوب بتطلع بصوت متفربكة وقناع على وشها 


كان “نوح” يتابع حديث واسئلة فريقه فى صمت حتى قال بهدوء سافر:- 

-دى مش جريمة قتل، دى تهديد ، ملاك الموت مفيش ضحية واحدة خرجت من تحت أيده فيها نفس، البنت دى عايشة ولسه بتتنفسه لانه تهديد ليها  


رفع “شريف” الشاشة وهو يطفئ جهاز العرض لتظهر لوح زجاجية على الحائط معلق علية الكثير من الصور ومدون الكثير من المعلومات 

وكانت صورة رجل يرتدي خوزة الدراجة النارية السوداء على رأسه وكان هذا كل ما يملكون عن هيئة ملاك الموت، وقف “نوح” من مكانه وسار نحو اللوح الزجاجى وقال بجدية وهو يشير بيده على صورة ملاك الموت وقال:- 

-إيلين الضحية الثالثة بخلاف تاجر المخدرات المنوفي وابن رجل الاعمال السويسي، الثلاثة ضحايا دول تم قتلهم على مدار ثلاث أسابيع، أول جريمتنا تموا بنفس الاسلوب والقنص فى وسط الشوارع فى وضوح النهار وكأن ملاك الموت بيقولنا أنه مش خايف وبيرتكب جريمته فى عز الظهر لكن الجريمة الثالثة تمت فى رأس السنة ومش قنص مجرد ان عربية اتقلبت ودا لأول مرة يحصل تغيير فى اسلوب الجريمة وفى التوقيت، مع العلم أن برضو المشترك واللى أكد لنا أنه ملاك الموت هو الدليل الوحيد اللى بيسيبه وراءه وهو بمثابة توقيعه كلبشات الشرطة واسمه عليها وكأنه من خلال توقيعه بيوصلنا رسالة أنه مش خايف من الشرطة وعشان كدة بيستخدم كلبشاتنا ، السوال هنا ..ليه غير أسلوب جريمته؟ وليه إيلين لسه عايشة؟ 


أجابته “ألاء” بحيرة مشاركة فكرها مع الفريق تقول:- 

-يمكن غلط  


هز “نوح” رأسه بلا وهو يتكأ بذاعيه على الطاولة ويحنى ظهره قليلا للأمام ثم هتف بجدية يقول:- 

-قاتل محترف دوليا وعالميًا ميغلطش يا ألاء، هو قاصدها لكن ليه؟ دا السؤال   


صمت الجميع فوقف “نوح” بأستقامة ليقول:- 

-هادى حاول تدور على أى معارف لإيلين أكيد هتلاقي متقنعونيش أنها عايشة بطولها فى الحياة ، أمجد أجمع كاميرات المراقبة من الاماكن القريبة من الحادثة وتقابل اللى بلغ عن الحادث، وألاء حاولى توصلي لأى معلومة أو أخر مكان ظهر فيه طليق إيلين، وأنا وشريف هنروح المستشفى نأخد أقوال إيلين 


وقف الجميع ليذهبوا إلى مهامهم وخرج “نوح” من الغرفة بصحبة “شريف” من أجل الذهاب للمستشفى    


______________ 


“مستشفي الحياة التخصصي” 


كان هناك رجلين من الشرطة يقفان أمام باب غرفة الضحية الثالثة “إيلين” لمراقبتها وحمايتها فدلفت الممرضة بهدوء لتحقنها بمادة طبية فى الكانولا ليدخل عليها “نوح” فغادرت سريعًا فى هدوء ليوقفها “نوح” وهو يقول:- 

-هى لسه مفاقتش  


تشنج جسد “ليزا” وهى تعطيه ظهرها بخوف وهى لا تتحدث العربية بطلاقة مثل المصريين فقالت بخفوت:- 

-اه 


هربت من أمامه سريعًا لتقابل “شريف”  على باب الغرفة ليرى عينيها وهى ترتدي القناع الطبية (الكمامة) على وجهها ثم غادرت، جلس “نوح” بجوارها ونظر لوجهها وعلى جبينها لاصقة طبية تضمد جرح جبينها على الجهة اليسرى وونائمة كملاك صغير يزين السرير وشعرها الأسود الناعم مسدول بجانبها يحيط بوجهها الملاكي الذي أصبح مليء بالكدمات وشفتها السفلي فتحت لتترك ندبة قوية فى وجهها وأسفل عينيها كدمة حمراء لوثت بشرتها البيضاء الصافية، كأن وجهها الصافى كصفاء بشرة الأطفال لا بأس بقليل من الندبات به  

نظر “نوح” لها بهدوء ثم قال: 

-يلا بينا يا شريف، هنا مفيش حاجة تستدعى وجودنا ..شوف لنا الدكتور بتاعها  


أومأ “شريف” له ثم خرج من الغرفة ووقف “نوح” من مقعد وقبل أن يغادر شعر بشيء يمسك يده ففزع وهو ينظر ليده وكانت “أروى” تمسك يده وهى مغمضة العينين فنظر “نوح” لها ثم قال:- 

-أنسة إيلين.. أنتِ سامعنى 


ضغطت “إيلين” على يده وهى تتشبث به بقوة وتصارع لحظات الحادثة فى عقلها الباطن وبدأت ترتجف وهى تنفض فى فراشها بخوف، أربت “نوح” على يدها بيده الأخرى وقال هامسًا لها:- 

-متخافيش 


بدأت “إيلين” تهدأ ويسترخي جسدها ليغادر “نوح” الغرفة هو الأخر تاركها خلفه فسار فى الرواق وهو ينظر ليده وما زال يشعر بدفء يدها فى راحة يده الباردة ليرفع نظره للأمام ويكمل طريقه واضعًا يده فى جيب سترته..وأنطلق فى طريقه دون أن ينتبه لـ “ليزا” الواقفة فى الخلف مختبئة منه وتحدق به وتلتقط له الصور ثم ألتفت لتكمل طريقها .. 


____________ 


“المهندسين” 


داخل شقة فى بناية مكونة من سبع طوابق وتحديدًا فى الطابق السادس، دخلت “نيرة” أمراة فى الخمسينات من العمرغرفة “نوح” وهو نائمًا على فراشه مُرتدي تي شيرت أبيض اللون ويضع الغطاء على نصفه السفلى وهو مستلقي على بطنه فقالت “نيرة” بتذمر من رنين هاتف ابنها لتقول:- 

-يا نوح .. يا بنى أنت شارب منوم ما تقوم تشوف تليفونك اللى عمال يرن من صباحية ربنا دا 


أستيقظ “نوح” من نومه على صوت امه ويقول:- 

-ايه يا أمى  


وقفت “نيرة” بجانبه لتقول:- 

-قوم رد على تليفونك على ما أجهزلك الفطار وأبقى قولى سبت شقتك أمبارح ليه وجت تبات معايا على غير العادة  


أعتدل “نوح” فى نومه وهو يسحب الهاتف من الشاحن ليقول:- 

-ماشي..  


رأى اسم “شريف” على شاشة الهاتف فأجاب عليه وهو يرمق والدته التى تغادر الغرفة فقال وهو يجيب على الاتصال:- 

-ايه يا شريف؟ 


أتاه صوت شريف عبر الهاتف وهو يقول:- 

-ملاك الموت ظهر من جديد يا نوح 


#جريمة_العشق_الممنوع

¶¶ الفصـل الثـاني (2) ¶¶

__ بعنـوان "ظهـور المــلاك"__


فزع “نوح” من نومه على جملة “شريف” له فبدل ثيابه على الفور وخرج من الغرفة ليرى والدته “نيرة” ترتب السفرة وقد جهزت الفطار له لكنه لم يهتم فسار نحو باب الشقة لتوقفه “نيرة”بصوتها القوية وهى تقول:- 

-نوح أنت رايح فين؟ 


أجابها “نوح” وهو يرتدي حذاءه قائلا”:- 

-معلش يا امى مستعجل  


فتح باب الشقة ليخرج فتنهدت والدته بضيق... 


_____________ 


كانت “إيفا” واقفة بغرفة الملابس وخلفها “ليزا” تتحدث بثقة وهو تقول:- 

-نوح حاتم البشير 32 سنة عازب ويعيش مع والدته ، قائد فريق التحقيقات والمسئول عن قضية ملاك الموت وقد بدأ فريقه اليوم البحث عن طليق إيلين و.. 


قطعتها “إيفا” وهى تعطيها ظهرها وتنزع عن أكتافها روب أسود طويل من الحرير ليسقط أرضا عن ظهرها وهى ترتدي شورت قصير من الحرير اسود اللون وعليه بدى بحمالة عارى الظهر ليظهر الوشم المحفور على ظهرها فوق ندبة حرق كبير وكأنها تخفي بشاعة جرحها بهذا الوشم وهو على هيئة جناحين، هتفت “إيفا” بنبرة خافتة رغم جديتها قائلة:- 

-متشغليش بالك بـ نوح والقضية، أنا طلبت توصلي لملاك الموت يا ليزا ،you don’t listen to me 


تنحنحت “ليزا” بخوف من حدة هذا المرأة حتى دون أن تتطلع بها تكون مرعبة ثم تمتمت بخوف منها قائلة:- 

-سأبحث فى الأمر، لا تقلقين   


سارت “إيفا” حافة القدميين إلى المرحاض وهى تقول بلهجة أمرية:- 

-أبحثي فى الأمر، لا تهمنى الشرطة وكم عدد الضحايا بس المهم توصلي لملاك الموت  


أومات “ليزا” لها بنعم فى صمت لتدخل “إيفا” الغرفة وتتركها لتغادر “ليزا” الغرفة ثم تغلق الباب خلفها ثم أخرجت هاتفها وقالت بنبرة جادة:- 

-I need your help... 


______________ 


وصل “نوح” إلى مركز الشرطة ودلف إلى مكتبه ليجد فريقه واقفًا فى صمت فهتف “نوح” قائلا:- 

-حصل ايه؟ 


أشار “هادى” له على المكتب الخاص به ليقترب “نوح” من المكتب فوجد الأصفاد الخاصة بـملاك الموت على مكتبه وعليها توقيعه المعتادة فمسكها “نوح” بسخرية وقال:- 

-ايه دا؟ 


-دا وصلك النهاردة عن طريق شركة الشحن 

قالها “شريف” فى هدوء والحيرة قد أصابت الجميع ليقول “أمجد” بتوتر:- 

-إحنا دورنا فى قسم الأدلة ولاقينا الثلاثة كلبشات بتوع الثلاثة ضحايا موجودين دى واحدة جديدة  


همهمت “آلاء” فى هدوء وهى تنظر للجميع بخوف قائلة:- 

-تفتكروا بيحذر لوجود ضحية رابعة  


ألاقي “شريف” الملف الموجود فى يده على المكتب بأغتياظ شديد ثم قال:- 

-ملاك الموت مبيحذرش دا توقيعه وبيسيبه فى مسرح الجريمة  


وضع “نوح” الأصفاد فى جيب سترته بتجاهل للأمر ثم قال:- 

-روحوا شوفوا أشغالكم، أمجد عملت أيه فى اللى طلبته منك.. 


قطعهم أتصال قادم من المستشفى يخبرهما بأستيقاظ “إيلين” فخرج الجميع فى عجلة من أمرهم للذهاب إلى المستشفى... 


_____________ 


خرجت “ليزا” من غرفة المكتب بعد أن علمت بما حدث فى المستشفى من “جاك” وهو خلفها، كانت غاضبة وتشتغل نيران الغضب بداخلها وهى تقول:- 

-كيف أستيقظت إيلين؟! لا افهم ذلك  


أجابها “جاك” بجدية وهو بقول:- 

-لقد كان أمر إيفا 


نظرت “ليزا” إلى الدرج لترى “إيفا” تنزل من الاعلى وهى ترتدي بنطلون أسود جلدى وجاكيت جلدي أسود وعلى رأسها خوزة دراجة نارية سوداء اللون وفى قدمها حذاء أسود رياضي فوقفت “ليزا” أمام الدرج تمنعها من الخروج وقالت بحدة :- 

-أخبرينى كيف أستيقظت إيلين وهى فى الأصل هنا  


هتفت “إيفا” بنبرة جادة قائلة:- 

-عرفتي مين ملاك الموت  


صاحت “ليزا” بها بأنفعال قائلة:- 

-أهذا هو المهم الآن؟ لا ليس مهم ما دام ملاك الموت الحقيقي هنا، ألم تكن أنتِ ملاك الموت يا إيفا لماذا تهتمي بالملاك المزيف الآن وتخاطرين بنفسك 


نزعت “إيفا” الخوزة عن رأسها لتظهر ملامح وجهها لأول مرة فتاة بعيني زرقاء وبشرة بيضاء كالحليب رغم ملؤها بالكثير من الكدمات وأنسدل شعرها الأسود الحريرى على الجانبين ثم قالت بجدية:- 

-ليس مهم، يااااا لقد كنت فى روسيا وتم أرتكب جريمتين قتل باسم ملاك الموت هنا، لقد وضع جريمتين فى دفترى وأنا لم أفعلهما  


مسكت “إيفا” مساعدتها “ليزا” من لياقة سترتها بقوة لتقربها منها ثم قالت بتهديد:- 

-أعرفى فين المزيف دا قبل ما أخرج عن سيطرتى .. 


دفعتها بعيدًا وهى تسير نحو “جاك” لتأخذ من يده حقيبة البندقية القناص الخاصة بها ثم قالت قبل أن تغادر المكان:- 

-لو عرفتى حاجة أنا هكون فى المستشفى  


سارت “إيفا” نحو المصعد لتستدير “ليزا” من أجلها لتقول بتساؤل:- 

-لماذا زيفتي هذا الحادث؟ لماذا وضعتي حياتك فى خطر يا إيفا وكشفتي عن وجهها الذي لم يراه أحد سوى انا وجاك، لماذا انتحلتي شخصية إيلين؟ 


لم تجيبها “إيفا” وغادرت المبني حاسمة أمرها فى البحث عن هذا الذي ينتحل شخصيتها والوصول له قبل الشرطة.. 


___________ 


توقفت سيارة فان سابع راكب سوداء وعليها من الأعلى أنذار صفارة الشرطة امام أشارة المرور الحمراء وكان “شريف” جالسًا فى مقعد السائق وبجواره “نوح” وفى الخلف بقية الفريق، قطع صمتهما سؤال “آلاء” تقول- 

-تفتكر ليه الكلبشات دى جت عندنا المكتب 


أخرج “نوح” الأصفاد من جيب سترته ونظر بها حادقًا بالتوقيع المحفور عليها (angel of death) لينتبه لشيء وقبل أن يتحدث وبدون سابق أنذار أخترقت رصاصة نافذة السيارة الزجاجية ثم رأس “نوح” فلم يخطيء “شريف” عندما قال أن هذا التوقيع يترك فى مسرح الجريمة فهذا ملاك الموت صنع مسرح الجريمة، هلع الجميع بهلع عندما سقط جسد “نوح” على قدم صديقه “شريف” وسالت الدماء على قدمه فى حين ان “آلاء”صرخت بهلع ونزل الجميع من السيارة ليقبضوا على القاتل لكن لا محال فملاك الموت يظهر ويختفى كالشبح دون أن يراه أحد... 


___________ 


كان “شريف” واقفًا فى حالة من الحزن على فراق صديقه وهو يتواعد للأنتقام من ملاك الموت وسيلقي القبض عليه نتيجة لما فعله فى صديقه، كان ينتظر خروج الطبيب من غرفة التشريح فى مصلحة الطب الشرعي، كان مُتكأ على الحائط بجسد هزيل وبجواره “أمجد”والصمت يسود المكان حتى وقف ”أمجد” باستقامة وقال:- 

-يحيي باشا 


رفع “شريف” نظره للرواق ليرى “يحيي” ضابط شرطة برتبة رائد شاب يملك 35عام ولديه وجه حاد غليظ بعينين ضيقتين سوداء اللون وشعر أسود طويل مرفوع للأعلى بمثبت ولديه لحية خفيفة جدًا وطويل القامة وعريض المنكبين يرتدي بنطلون أزرق وقميص أبيض فوقه بلوفر من الصوف ذات اللون الاسود، قال “يحيي” عندما وقف أمامه:- 

-واقفين كدة ليه 


أجابه “أمجد” بجدية يقول:- 

-مستنين التقرير 


هتف “يحيي” بجدية واختناق:- 

-بقالكم ثلاثة ايام واقفين هنا مستنين تقرير التشريح وكأنكم مش عارفين سبب موت زميلكم أيه، دا زمان القاتل اللى انتوا عارفينه هج من البلد 


قالها “يحيي”بأشمئزاز من برود هذا الفريق الذي تولى قيادته للتو ثم فتح باب غرفة التشريح ودلف ليدخلوا خلفهم وكان طبيب الطب الشرعي بالداخل جالسًا على المكتب يطبع التقرير وفور دخول “يحيي” وقف قائلا:- 

-يحيي باشا 


هتف “يحيي” بترحب قائلًا:- 

-أيه يا دكتور تامر طلبت تقابلنى فجأة 


أستدار “تامر” للمكتب وجلب شيء ثم عاد ينظر إلى “يحيي” وقال:- 

-تقريبا نفس كل حاجة ونفس النمط للجريمة الأولى والثانية لكن مش الثالثة بما أنها مش قنص بس فى اختلاف واحد  


نظر الجميع بأنتباه لحديث “تامر” فتابع “تامر” الحديث بجدية وهو يظهر الرصاصة لهم فقال:- 

-الرصاصة، الاختلاف فى الرصاصة  


نظر “يحيي” له بجدية وقال بتركيز:- 

-مالها؟ 


وضع “تامر” الرصاصة تحت عدسة مكبرة ليروا أسم ملاك الموتمحفور عليها كما هو محفور على الأصفاد الحديدية لينظر “يحيي” له ثم لأعضاء فريقه وقال:- 

-تقصد أيه؟ 


-حاجة من الاتنين مالهمش يا ثالثة يا يحيي باشا، الاول أن تكون الرصاصة دى جت غلطة كدة منه، الثاني أن فى حاجة ناقصة فى التحريات بتاعتكم وأعتقد أن التانية هى الصح  


أخذ “يحيي” الرصاصة فى الكيس المغلف للأدلة ووضعها فى جيبه ثم غادر المكتب وخلفه “شريف” و”امجد” ليتوقف “يحيي” عن السير وقال بجدية :- 

-أنا عاوز أقابل الضحية الثالثة 


أوما “شريف” له بالإيجاب وخرجوا من مصلحة الطب الشرعي متجهين إلى المستشفى... 


____________ 


“”مستشفى الحياة التخصصي”” 


دخل رجل ملثم إلى غرفة “إيفا”وكانت هى نائمة فى فراشها كالطفل البريء فأخرج هذا الرجل وهو يتنكر فى زى طبيب من جيب البلطو الطبى مسدس وكاتم صوت ليضعه بالمسدس وأقترب ليأخذ الوسادة فى يده ليضعها فى هدوء على وجهها كي يطلق رصاصته فى جيبنه... 


أوقف “يحيي” سيارته أمام المستشفى وترجل منها هو و”شريف” بعد أن عاد “أمجد” إلى قسم الشرطةودخلا معا المستشفى ليجدوا البعض يركض هنا وهناك ويصرخون والبعض يقول أن هناك قاتل فى المستشفى فنظر “شريف” إلى “يحيي” وقال بهلع:- 

-إيلين 


ركضوا الاتنين إلى غرفة “إيفا” فى الطابق الثالث لتصدم فتاة بزى المرضي بجسد “يحيي” ليقول”شريف” وهو ينظر لها بدهشة:- 

-إيلين 


أشارت “إيفا” على الغرفة بخوف وهى ترتجف ليرى “شريف” رجل يخرج من الغرفة ويحمل مسدس فى يده ويبدأ بأطلاق النار عليهم ليجذبها “يحيي” بيده وهو يخرج المسدس من جرابه المحاوط خاصرته بيده الأخر ويختبيء بها وفعل “شريف” المثل وقد فعل ذلك هذا الرجل ليتمكن من الهرب منهم فركض “شريف” خلفه فى حين أن “إيفا” سقطت بين ذراعي “يحيي” فاقدة للوعي فتشبث “يحيي” بها جيدًا وهو يبعد خصلات شعرها الاسود عن وجهها العفوي يحمل براءة طفولية فى ملامحها ثم حملها على ذراعيه ليعود بها إلى غرفتها .. 


فى حين أن “ليزا” كانت تقف مع الممرضات غاضبة من تصرفات “إيفا” وقد ظهر وجهها لرجل أخر فغادرت “ليزا” من المكان وهى تخرج هاتفها من جيبها وتتحدث غى الهاتف مع “جاك” لتقول:- 

-أين أنت؟ 


أجابها “جاك” وهو يقف في مكان منعزل بجوار خزان مياه ويقول:- 

-لا يجب أن تعرفى أين أنا؟ 


تذمرت “ليزا” على حديثه وقالت بأختناق:- 

-أعتقد بأنك تتخلص من جثة إيلين، كل مرة أعتقد أن إيفا وثقت بي أصبح مخطئة فما زالت إيفا تخفيء الكثير عنى  


أجابها “جاك” وهو يغلق الخزان ويستعد لمغادرة المكان قائلا:- 

-بل بالفعل هي تثق بكِ كثيرًا يا ليزا، إذا فكرتي بالأمر قليلاً فهى حقا لا تثق بأحد غيرك أنتِ وأنا لكنها تعطي لكلا منا مهامه الخاصة والدليل على حديثي أنها دائمًا تحاول حمايتك من أن عثرت عليكي لاجئة في أمريكا وتعطي لك الحق وحدك في أستخدام كل أموالها الهائلة حتى أنا لا تسمح لى بأستخدم فلسا واحدة من أموالها بدون حق 


أجابته “ليزا” بهدوء شديد قائلة:- 

-لكنها أيضا تخفى عني بعض الأمور  


أجابها “جاك” وهو يفتح باب سيارته قائلاً:- 

-لأجل حمايتك تخفى عنك الأمور الخطرة فقط 


أومأت له بنعم في صمت شديد ثم قالت بجدية:- 

-أعلم لكنى أحاول حمايتها أيضا لهذا أغضب منها أحيانًا، الأن لقد تولى القضية ضابط شرطة أخر يُقال عنه أنه أكثر حد وشراسة وقد رأي وجهها؟، لا أفهم لما خاطرت إيفا بأظهار وجهه للجميع لأول مرة ولم تكتفي بذلك بل أظهرت وجهها لشرطة يا جاك 


اأجابها “جاك” وهو ينطلق بسيارته مغادرًا المكان هذا قائلا:- 

-لا تقلقين كثيرًا تعرفين مدى ذكاء إيفا بالتأكيد لديها هدف تسعى له  


أغلقت “ليزا” الهاتف معه وهى تدخل غرفة الممرضات لتبدل ملابسها وتتذكر كيف ألتقت بـ “إيفا” لأول مرة... 


___فلاش باك___ 


منذ سبع سنوات داخل ملهي ليلى بولاية ميامي بأمريكا تحديدًا داخل غرفة في الطابق العلوي للملهى كان هناك رجل ثري يعمل مساعد للقواد دولية وبجواره “ليزا” فتاة تملك من العمر 23 عام ترتدي قميص نوم عارى وشعرها البني مسدول على الجانبين وطويل يخفى وجهها قليلا وتجلس منكمشة في ذاتها وجسدها مليء بالعلامات أثر الضرب وهذا الرجل يجلس جوارها ويلامس خصلات شعرها حتى أقتحمت “إيفا” المكان عبر النافذة وهى ترتدي زيها المعتاد ملابس سوداء وعلى رأسها خوزة من دراجة نارية سوداء لا تسمح لأحد برؤية وجهها حتى فزع الرجل عندما أقتحمت “إيفا” المكان سهو دون سابق أنذار لتصوب مسدسها نحو رأسه وهى تقف بجوار الناس وعندما قال:- 

-who are you? 


أجابته “إيفا” بصوت قوية ونبرة مُخيفة تقول:- 

-me.. I'm the angel of death 


أطلقت النار على رأسه بمهارة دون أن تكثرت لوجود “ليزا” في الغرفة ثم أستعدت لتغادر الغرفة بعد أن وضعت الأصفاد الحديدية في يده كتوقيعها على الجريمة لتشعر بيد تمسك ذراعها فنظرت لترى “ليزا” تقف بجوارها مُتشبثة بيديها بترجى وهى تقول:- 

-help me .. save me 


نظرت “إيفا” لها لترى كم الجروح الموجودة في جسدها وبعد لحظات من التفكير جعلتها “إيفا” ترتدى القميص الخاص ببدلة هذا الرجل وفوقه البلطو الخاص به وكان كبير بحد كافي ليصل إلى ركبتي “ليزا” وأخذتها معها، وقفت بها قليلاً على الشاطئ لتخبرها “ليزا” بأنها مهاجرة غير شرعية من بلد أنجلترا بعد أن تعسر والدها في سداد الديون قام ببيع أحد أخواتها لرجل ثري وقبض المال ثم قام بصرفه على الخمر فقررت “ليزا” الهروب قبل أن يفكر في بيعها هي وأختها الصغيرة وعندما وصلت لرجل يساعدها في مغادرة البلد لم تكون تعلم بأنه سيرسلها إلى هذا القواد إلا عندما جاءت إلى هنا وأختها الصغرى توفت أثناء تعذيبهم لها عندما رفضت العمل وتنفيذ ما يطلبوا  


كانت “إيفا” صامتة وهى تستمع لهذه الفتاة وصوت بكاءها لتستلم لأمر وتنزع الخوزة عن رأسها لتراها “ليزا” لاول مرة فهتفت “إيفا” بنبرة مُخيفة وقوية وهى تحدق بعمق فى عيني “ليزا”:- 

-betray me and i will kill you”خوننى وسوف أقتلك” 


أومأت “ليزا” لها بنعم فأخذتها “إيفا” معها إلى وكرها وساعدتها في الحصول على أوراق مزيفة رغم أنها حقيقة وسمتها “ليزا” وجعلتها تجرى جراحة تجميل على وجهها حتى لا يتعرف عليها أحد  


تذكرت “ليزا” لقاءهما وكيف أنقذتها “إيفا” من الهلاك والجحيم التي كانت تعيش به، غادرت “ليزا” غرفة الممرضات بعد أن بدلت ملابسها ثم غادرت المستشفى بأكملها ... 


________ 


وضعها “يحيي” بفراشها وهى فاقدة للوعى ثم غادر الغرفة وذهب إلى مكتب الطبيب ليخبره الطبيب بأن هذه الفتاة تعانى من فقد الذاكرة ولا تتذكر حتى أسمها  


لييأس “يحيي” من الحصول على أي معلومة منها رغم أنها الناجية الوحيدة من حادث ملاك الموت ليعود إلى قسم الشرطة وجلس مع فريقه ليظهر له “شريف” المعلومات الكاملة عن القضية وما وصلت له التحريات ليقول:- 

-حسب ما ظهر في الجريمة التانية هو رجل طوله يصل 180 سم وجسمه قوي وعريض وإلى حد ما نفس البنية الجسدية اللى كانت في المستشفى النهاردة  


عرض “شريف” مقطع لكاميرا المراقبة الذي جلبه من المستشفى على الجميع فقال “هادى” بجدية:- 

-يبقى هو غلط فعلا والدليل على كدة أنه راح يخلص على إيلين النهاردة ومكنش تحذير  


رد “أمجد” عليها بنبرة قوية يقول:- 

-هنفضل نلف حولنا نفسنا يعنى  


صاح “شريف” به قائلاً:- 

-لا طبعًا، إحنا لازم نجيب حق نوح مهما كان 


تحدث “يحيي” وهو يقف من مكانه يقول:- 

-أنا هقرأ الملف كله وأمجد حاول تحصل على تسجيل الكاميرات من الأماكن قرب المستشفى أكيد أستعمل عربية او موتسكيل أن شاء الله نوصل لأى معلومة من ظهوره النهاردة، بمناسبة ظهوره النهاردة لازم نحط إيلين في ماكن أمان لأنه أكيد هيظهر تانى ويحاول ينفذ اللى فشل فيه  


خرج “يحيي” من غرفة الأجتماعات ليجلس على مكتبه الموجود في مقدمة مكاتب فريقه وفى يده ملف القضية... 


__________ 


“مستشفى الحياة التخصصي”  


خرجت “إيفا” من غرفتها “ليلًا ليقف أمامها شرطيين الحراس وقال أحدهما بجدية:- 

-على فين؟ 


-رايحة التوليت 

قالتها بهدوء وبراءة مصطنعة فقال الشرطي مجيب عليها:- 

-ما عندك في الاوضة توليت 


أجابته “إيفا” بهدوء شديد قائلة:- 

-مفيش مياه 


أخذها الشرطي إلي دوره المياه العام وترك صديقه أمام الغرفة للحراس ووقف هو لها أمام دوره المياه ودلفت لتجد “ليزا” بالداخل فقالت بجدية وصوت هامس:- 

-لما طلبتى لقائى هنا 


أجابتها “إيفا” وهى تتفحص دورات المياه قائلة:- 

-ممكن الشرطة تكون حاطة أجهزة تنصص في الاوضة  


هتفت “ليزا” بجدية وهو تقول:- 

-لا تقلقي لا يوجد أحد هنا؟ 


أستدارت “إيفا” لها وقالت بغضب سافر:- 

-عرفتى مين اللى ظهر النهاردة وحاول يقتلنى  


أجابتها “ليزا” بضيق وهى ترى “إيفا” تتعرض للخطر قائلة:- 

-لا أنا أبحث في الأمر وقد أمرت رجالى للبحث عنه، إيفا لقد أبحث حياتك في خطر  


أجابتها “إيفا” وهى تفتح حقيبة “لأيزا” وتخرج منها قداحة وعلبة سجائر لتشعل سيجارة وهى تضعها بين شفتيها بهدوء قائلة:- 

-متخافيش عليا يا ليزا، هل نسيت من أكون؟ I'm angel of death ،هل تعتقدين أن حثالة مثل هذا سيستطيع لمسي.. بمناسبة لمسي لقد جرحته في ظهره جرح عميق سيحتاج لطبيب، أبحثي في المستشفيات والعيادة وتحديدًا المستشفيات المشبوهة  


أومأت “ليزا” لها ثم غادرت “إيفا” المرحاض وأصطبحها ضابط الشرطة إلى غرفتها وعندما دخلت وأغلقت الباب صُدمت حين رأت.... 


#جريمة_العشق_الممنوع 

الفصــــل الثـــــالـث (3) 

___بعنـــوان "خبايــــا النفـــس" ___


صُدمت “إيفا” حين رأت “يحيي” بغرفتها لم تبالي كثيرًا بالأمر ولم تترجف بل سارت بكل برود للداخل حتى وصلت لفراشها وجلست فوقه فأقترب "“يحيي” منها وجلس على المقعد المجاور للفراش ونظر لها بهدوء وهى تنظر للأمام في صمت لكنها تنتبه لعيني الثاقبة بها لتدير “إيفا” رأسها لهذا الرجل وقالت:- 

-أنت مين؟ 


رمقها “يحيي” بنظره في هدوء بارد وقال:- 

-رائد يحيي  


هزت “إيفا” رأسها بهدوء وهى تنظر للأمام بعيدًا عنه وقالت مُتمتمة:- 

-شرطة من جديد 


قطع تمتمتها صوت “يحيي” وهو يقول:- 

-ممكن نحاول مرة  


لفت “إيفا” رأسها له بدهشة وقالت:- 

-فى ايه؟ 


تنهد “يحيي” بقلق ثم قرب رأسه منها قليلا ونظر بعينيها وقال بجدية:- 

-أنا عارف أنك مش فاكرة والذاكرة أتأثرت عندك بس ممكن نحاول مرة واحدة على الأقل حاولى تساعدينى أقبض على المجرم اللى عمل فيكي كدة 


حدقت “إيفا” به بهدوء وصمت ليرى “يحيي” فى عيني نظرة خالية من كل المشاعر وباردة كلوح من الثلج فأومأت له بنعم ثم أغمضت عينيها وهى تحاول الشرود كثيرة فيما مضي ومن أين ظهر هذا الرجل الغريب الذى ينتحل شخصيتها وتحاول تذكر ملامحه عندما تعاركا معا فى هذا الغرفة 


وضع هذا الرجل الوسادة على رأسها وقبل أن يطلق رصاصة من مسدسه على رأسها كانت “إيفا” ركلته بقدمها فى رأسه ليبتعد عنها أثر الضربة لتبعد الوسادة عن رأسها وتقف وهى تنظر له فقالت بغضب سافر:- 

-هذا أنت..ملاك الموت 


تبسم الرجل رغم القناع الموجود على وجهه وقال:- 

-عرفتينى مش كدة 


تبسمت “إيفا” له بمكر وقالت بهدوء:- 

أذن خلينى أشوف وشك الجميل  


هجم الرجل عليها وهو لا يعلم من هى فى الحقيقة وتعاركا معا لتسحب “إيفا” سكين من جانبه لتطعن ظهره بقوة وتسقطه أرضًا وتجلس فوقه وهى تمسك السكين وتحاول غرسها فى صدره لكنه يمسكها بقوة رغم أنها جرحت يده أيضًا فكانت عيني “إيفا” تبث غضب وشرارة إذا أطلقت العنان لهما لأحرقا العالم أجمع، تمتم الرجل بغضب وهو يقول:- 

-لازم أقتلك ما دام بقيتى على اسمي  


تبسمت “إيفا بسمة غاضبة ومحرقة وقالت:- 

-خلينا نشوف مين اللى هيقتل التانى 


دفعها الرجل بقوة بعيدًا عنه لتسقط “إيفا” من فوقه فأخذ المسدس وأتجه ليصوبه نحوها وقبل أن يطلق رصاصته دخل أحد رجال الشرطة الحراس، أدعت “إيفا” البراءة والخوف لتستغل فرصة شجار الرجل وضابط الشرطة وفرت هاربة من الغرفة وهى تشعر بنزف جرحها بعد أن ضغط عليه هذا الرجل فى عراكهم لتصطدم بـ “يحيي” … 


كان “يحيي” يراقبها وهى مُغمضة العينين وتتذاكر ما يحدث وبدأ جسدها يرتجف وهى تتذكر ما حدث، مسك “يحيي” يديها بيديه لتشعر بدفء يديه بين راحة يدها الباردة كالثلج وكمشاعر هذه الفتاة صاحبة القلب المجمد كالقضب الجليد لكن هذه اللحظة كانت الأصعب والأضعف لها فتشبثت “إيفا” بيديه بضعف وهى تحارب ذكريات عقلها الباطن لكنها تركت كل شيء فى عقلها عندما سمعت “يحيي” يقول بهمس وهدوء:- 

-حاولى ،حاولى يا إيلين 


فتحت “إيفا” عينيها عندما تفوه باسم هذه الفتاة وحدقت به بعيني هادئة ثم جذبت يدها من يديه وقالت بحدة:- 

-مش فاكرة  


وقفت “إيفا” من الفراش ليسألها “يحيي” بهدوء وقال:- 

-على فين؟ 


أجابته وهى تغادر الغرفة بغضب:- 

-ماشية  


ركض “يحيي” خلفها بهلع وقلق من تعرض حياتها للخطر وهى الشاهدة الوحيدة على جريمة القتل المتسلسل هذه وهو يمسك ذراعها بقوة ويقول:- 

-ومين اللى قالك تمشي أصلا  


صاحت “إيفا” بيه بعنف وهى تقول:- 

-يا حضرت الضابط أنا ضحية معرضة للموت مش مجرمة، أنا مدعى عليه ومعاك رقمى وعنوانى لو أحتاجنى مع أنى متأكدة أنى ماليش لازمة عندكم بذاكرة مفقودة 


نفضت “إيفا” ذراعها من يده وغادرت المستشفى بزى المرضي وحالة يرثي بها و “يحيي” خلفها حتى رأها تستقل سيارة أجرة فصعد بسيارته وأنطلق خلفها حتى وصلت إلى مبنى سكني للشقق الايجار ونزلت لتدخل وهى تعرف أنه يراقبها، دخلت المبني وأخذت الهاتف الموجود لها بداخل خزينة البريد بواسطة رجالها وأتصلت برقم “جاك” وظلت جالسة على الدرج حتى وصل “جاك” بعد أكثر من نصف ساعة وأخبرها أن سيارة الشرطة ما زالت بالخارج لكن “يحيي” غادر، أخذها “جاك “ من باب الخلفى للمبنى وجعلها تصعد لسيارة مرسيدس سوداء وأخذها إلى فندق بوبلار لتدخل منزلها تأخذ حمام دافيء ثم أرتدت بيجامة نوم حرير عبارة عن شورت قصير وبدي حمالة  ذات اللون الأسود ثم صعدت لفراشها ذات المساحة الكبيرة فنامت بمنتصفه على وضع الجنين وتغمض عينيها بأستسلام وهى تضع يديها أسفل رأسها.. 


وصلت “ليزا” إلى الفندق ودخلت لتقابل “جاك” فسألته بهدوء:- 

-أين إيفا؟ 


أجابها “جاك” بهدوء وهو جالس على اللاب يباشر عمله:- 

-صعدت إلى غرفتها  


صعدت ”ليزا” إلى الغرفة لتراها غاصت فى نومها بمنتصف هذا الفراش الكبير وهى  ذات الجسد الصغير جدًا وترتجف بشدة وعلى رأسها حبيبات عرق تبسمت “ليزا” عليها بحزن وأخذت بعض المناديل من فوق الكمودينو وجلست بجوارها على الفراش تمسح لها حبيبات العرق وتمسح على شعرها بلطف وهى تمتمت بلطف:- 

-لا أعرف لماذا تفعلين كل هذا بنفسك، لماذا تعذبين نفسك هكذا يا جميلتى الصغيرة  


كانت “ليزا” تشفق بحزن على هذه الفتاة التى تملك من العمر 29 عام وتصغرها بعام واحد ورغم ذلك على أكتافها الكثير من الهموم والأحزان منذا أن تعرفت عليها منسبع سنوات وهى دائمًا صامتة وهادئة كنسمة هواء دافئة لا يشعر بها أحد وحتى ملابسها دائمًا باللون الاسود 


وضعت “ليزا” الغطاء فوق جسدها بلطف ثم غادرت الغرفة ونزلت إلى “جاك” لتجلس جواره تتابعه بنظراها كان رجل بوجه حاد عمره 37 عام رجل من جنسية أسيوية طويل القامة وجسده عريض كبطل ملاكمة قوي ولديه عينين ضيقتين ولديه شعر أسود كثيف من الاعلى وخفيف جدًا من الجانبين ولديه لحية قليلة، لم ترى شخص مُخلص مثله فهو على علاقة بــ “إيفا”مُنذ أكثر من عشر سنوات ولم يخونها أو يغدر بها يومًا بل دومًا ما يكون حريص على حمايتها ويمكن بل حمايته لها لم تصل لها أي شرطة فأى بلد من قبل..  


هتف “ليزا” بهدوء :- 

-ما زال يراودها الكوابيس، ما زالت إيفا ترى كل جرائمها فى أحلامها رغم أنها تصطنع القوة لكنها الأضعف عندما تغوص في نومها 


-أتركيها تفعل ما تريد  

قالها جاك ثم غادر المكان .. 


______________________ 


وصل “يحيي” إلى قسم الشرطة صباحًا ووجد “ألاء” جالسة على مكتبها كانت منهكة فى العمل فجلس “يحيي” على مكتبه وقال:- 

-وصلتي لحاجة عن طليق إيلين  


وقفت “ألاء” من مكانها وهى تعطيه الملفق بينما هو جلس على مكتبه وتحدثت بجدية تقول:- 

-علاء طاهر السندوبي 35 سنة مهندس كمبيوتر أتفصل من شركته من 3شهور بسبب أختراق السيستيم الخاص بالشركة، والده متوفي ووالدته عايش فى قرية ريفية  


طلق إيلين بعد جوازه منها بشهرين وأختفي قبل حادثة إيلين بأسبوع وأخر أستخدام للفيزا بتاعته كان قبل أختفاءه بيومين  


كان “يحيي” يستمع لحديثها وهو ينظر فى الملف ويهز رأسه بالأيجاب ثم رفع نظره لها ليرى “شريف” يدخل من باب المكتب ويجلس فى صمت وحزن على وفأة “نوح” على مكتبه دون ألقاء التحية عليهم فقال”يحيي” بجدية:- 

-قابلتى والدته؟ 


هزت “ألاء” رأسها بلا فرمقه “شريف” ضيق ثم قال:- 

-شريف روح مع ألاء لوالدة علاء، لازم نلاقي علاء أكيد مش صدفة أنه يختفى فى التوقيت دا  


أومأ “شريف” بنعم وأستعد للذهاب مع “ألاء”  


__________________


__فندق بوبلار__ 


خرجت "إيفا" من غرفتها صباحًا مرتدية فستان من الحرير اسود اللون يزحف خلفه على الأرض وفضفاض وتسير حافية الأقدام على السراميك دون أن تهتم لبرودة الشتاء أو الأرض الصلبة الباردة، هتفت "ليزا" بتردد وشفقة على حال هذه الفتاة:- 

-على ماذا تنوين؟!  


أجابتها "إيفا" بلهجة باردة تقول:- 

-أكمل اللى بدأ 


تنهدت "ليزا" بضيق ثم قالت:- 

-لماذا لا تلجأي للقانون؟!  


خرجت ضحكة ساخرة من "إيفا" على جملتها ثم قالت:- 

-قانون!! ليزا أنا دخلت مصر وأنا متهمة فى جريمتين قتل مع أنها مرتي الأولي فى مصر قتلت أزاى وأنا برا مصر، مطلوبة عند البوليس وأنا ماليش أى علاقة بأي حاجة ولسه بتقولي قانون.. القانون الوحيد اللى أنا أعرفه هو قانون ملاك الموت وبس وأنا هكمل حتى لو وصل بيا الحال أني أقتل كل واحد له علاقة بالقضية وبأسم ملاك الموت  


أتسعت عيني "ليزا" على مصراعيها لتقول بصدمة ألجمتها ولهجة قوية وبعنف:- 

-ستقتلين كل هؤلاء، من يبحثون فى قضية ملاك الموت أكثر من مائة شخص  


أجابتها "إيفا" وهى تخرج المسدس من درجها تحدق به قائلة:- 

-حتى لو كان الف.. 


وضعت” إيفا” المسدس على الفراش ودخلت غرفة الملابس وأختارت جاكيت جلدي أسود مايئة بالحلقات المعدنية والحزام جلدية على الخصر فى نهاية الجاكيت وبنطلون أسود وتيشرت أسود اللون بنصف كم وأرتدت البنطلون التي شيرت ثم خرجت حاملة فى يدها الجاكيت لترى “ليزا” تقف كما هى فألقت بالجاكيت على الفراش ووقفت تصفف شعرها أمام المراة وتتركه حر طليق على الجانبين ثم أستدارت ووضعت المسدس خلف ظهرها ثم أرتدت الجاكيت وهى تقول:- 

-متنسيش تستعجلى رجالتك فى البحث عن المجرم دا ما دام خايفة أن ألعن الحرب على الكل وأقتل المية دول  


أجابتها “ليزا” بقلق:- 

-أنا خوفي عليكي أنتِ يا إيفا، مُنذ متى وأنتِ تأذين الأبرياء، كل شخص قتلتيه كان شخص سيء ويأذي الأخرين لكنك لم تقتلي مرة واحد شخص بريء كنوح لماذا تغيرتي كثيرًا هكذا 


-بسببهم يا ليزا، كان لازم اقتل نوح عشان يشوفوا الفرق بين جريمتى وجريمة المزيف، فعلت عشان يشوفوا الحقيقة ويعرفوا أن اللي بيبحثون عنه مش أنا بل المزيف 

قالتها “إيفا” وهى تغادر الغرفة لتستوقفها “ليزا” وهى تقول:- 

-ستبردين بهذه الملابس 


توقفت “إيفا” فى مكانها وقالت ببرود قاتل وشديد:- 

-متهتميش بمرضي يا ليزا  


غادرت الغرفة ثم نزلت للأسفل لتأخذ بعض النقود من يد “جاك” ثم غادرت الفندق  


______________ 


كان “هادي” يبحث فى الجوار بالقرب من المبني السكني للشقق الإيجار ويحاول العثور عن أى معلومة تفيده عن “إيلين” فقال له رجل محل بقالة:- 

-البنت اللى ساكنة فى الدور العاشر محدش يعرف عنها حاجة يا بيه متتعبش نفسك البنت دى مبتتعاملش مع أى حد ولا حتى بشتري البقالة من أى محل قرب من المكان  


أخرج “هادى” صورة لــ “إيفا” على هاتفه المحمول وقال بجدية:- 

-دى!! 


نظر الرجل للصورة بلا مبالاة وقال ببرود:- 

-حتى المعلومة دى مقدرش أفيدك بيها لما بتخرج بتكون لابسة كمامة ونضارة وعلى رأسها زعبوط حتى فى عز الصيف عشان كدة بقول لحضرتك أن محدش فى المنطقة دى هيفيدك، دا حتى عمرنا ما شوفنا مع أى شخص  


ذهب “هادى” بخيبة أمل  

ليرى الحارس الخاص بالمبنى فذهب له وبدأ يسأل عنها مجددا لكن لم يجد شيء جديد كانت نفس الأجوبة وقال:- 

-يا بيه قولت والله معرفش شكلها لا هى ولا حد من طرفها دى عمر ما جلها حد حتى زيارة وكل طلباتها اون لاين وأنا اللى بستلمها وبسيبها قدام شقتها والفلوس بتسيبها لى تحت الباب 


أخرج “هادى” صورة لـ “علاء” وقال:- 

-طب جوزها 


قطعه الرجل بدهشة وقال:- 

-هى متجوزة؟!! عمرى ما شوفت جوزها دا بقول لحضرتك مالهاش أى ضيوف ولا بتستقبل حد فى بيتها  


أصاب اليأس “هادى” من الوصل لأى معلومة عنها وخرج من المكان ليذهب إلي سيارته وفتح الباب لكن قبل أن يصعد بها نظر للأعلى ليرى ظل لشخصين بالنافذة الخاصة بها ليرتب حديث الجميع والجميع أثبتوا له أنها تعيش وحيد ولم تحضر أى شخص إلى منزلها فأتصل بـ “أمجد” … 


__________________ 


__قسم الشرطة__ 


كان “أمجد” جالسًا على مكتبه وينظر فى شاشة الكمبيوتر ليراجع كاميرات المراقبة وجميع المكاتب فارغة إلا مكتب “يحيي” كان “جالسًا هناك ينظر فى الأوراق بتركيز شديد ليقطعهم صوت رنين الهاتف فأجاب “أمجد” ليقول:- 

-أيوة يا هادى  


-أمجد، جهاز التتبع اللى حطيته فى تليفون إيلين أشتغل 


أومأ “أمجد” له بنعم وهو ينظر فى شاشة الكمبيوتر بتركيز يقول:- 

-اممم ليه؟ 


-شوفها فين؟ 


قالها “هادى” ليتذمر “أمجد” عليه وهو يقول:- 

-ليه يعنى  


قالها وهو يفتح التتبع على الكمبيوتر ليخبره بأنها بالقرب من المنزل فنظر “هادى” على النافذة بالأعلى ثم قال:- 

-فى حد فى شقتها؟ 


قالها “هادى” وأغلق الخط ليسأل “يحيي” بجدية بعد أن أنتبه لحديثهما وقال:- 

-فى أيه يا أمجد 


-دا هادى بيقول أن فى حد فى شقة إيلين  


نظر “أمجد” لتقرير الموجود أمامه على سطح المكتب وكان هناك ملاحظة عن شخصية “إيلين” انها لم تثق بالأخرين ولم تحضر أحد لمنزلها ولا تعطي رقم هاتفها لحد فخرج “يحيي” من المكتب بهلع وقلق.... 


______________ 


صعد “هادى” إلي الطابق العاشر ووقف أمام الشقة رقم 47 وكان كل طابق يحتوى على خمس شقق وأخرج مسدسه من جرابه ثم فتح باب الشقة عن طريق مفتاح الطواريء الخاص بحارس الأمن فهذا المبني بُني على تقنية حديثة وجميع أقفال الشقق بكلمة سرية ويمكن فتحها عن طريق مفتاح الطوارئ الخاص بالامن فقط وله أبواب زجاجى قوية فى الأسفل تمنع الغرباء من دخول المبني إلا السُكان عن طريق كلمة السر أيضا، بعد أن فتح الأمن الباب أبعده “هادى” عن الباب ودلف وكانت الشقة هاديء تمامًا وعبارة عن صالة صغيرة وغرفتين ومطبخ مفتوح على الصالة ودورة مياه بجوار باب الشقة والبلكونة لها باب زجاجى فى الصالة، فتح باب الغرفة الأولى وكانت غرفة مكتب ومليئة بأجهرة ألكترونية ليخمن “هادي” أنها الغرفة المخصص بالأختراق والهكر وعمل “إيلين” ليغلق الباب ويفتح باب الغرفة الأخرى وكانت غرفة نوم مظلمة فتح الضوء وكانت الغرفة هادئة ولم توحي بوجود شخص غريب هنا، أستدار “هادى” ليخرج وأنزل سلاحه ليسمع صوت خربشة خافتة من الداخل فعاد للغرفة وفتح الدولاب بتردد ليدفع رجل مثلم الملابس فى وجهه وركله فى بطنه بقدمه وفر هاربًا ليسقط “هادى” على الفراش ثم أبعد الملابس عن وجههوركض خلفه لخارج الشقة فكانت “إيفا” بالرواق تحمل أكياس بلاستيك للبقالة وعندما ركضوا الأثنين دفعوها فسقطت على الارض وفلتت الأكياس من يدها لتتأفف بضيق ثم دخلت للشقة وتركت خلفها البقالة وكأنها لا تهتم لأمرها بل احضرها لتتدعي بأنها “إيلين” وتمارس حياتها الطبيعية، نظرت “إيفا” للشقة بأزدردء وبدأت تحدق بكل ركن فى الشقة بتركيز شديد فنظرت للنافذة بدقة وكأن كونها مُجرمة تفهم عقول المجرمين جيدًا فمسكت الباب الزجاجي لتفتحه لكنه كان مفتوح لتشعر بشيء من الغرابة وفتحته ودلفت وكانت الشرفة مليئة بالزرع الطبيعي وفى لمح البصر شعرت بشيء يلف حول عنقها وكان حبل ومن الخلف كان هناك رجل يحاول خنقها بقوة فمسكت الحبل بيديها بأتقان وحاولت نزعه عن عنقها لكنه لم يكن بحبل عادي بل كان سلك فوضعت أصابعها بين عنقها وبين السلك تحاول أفلات نفسها من هذا الرجل وثبتت قدمها على داربزين الشرفة لتسقط أحد أناء الزرع بالأسفل ودفعت الرجل بقوة فى الخلف ليرتطم جسده بالباب الزجاجى فعلمت من بنيته الجسدية أنه ليس هذا الرجل الذي تقاتلت معه فى المستشفي من قبل، تألمت "إيفا" وهى تشعر بالسلك يجرح أصابعها وعلى وشك قطع عُقل أصابعها وحتى أنها شعرت بدماءها تسيل فى راحة يدها ولوثت الحبل لتنكزه فى خاصره بساعدها بقوة ليدفعها نحو الداربزين وكان نصفها العلوى خارج الداربزين لتنظر إلى الشارع بضيق وغضب لتضع يدها خلف ظهرها لتمسك مسدسها قبل ان تفعل شيء أبتعد الرجل عنها لتري "يحيي" يصارعه فتهدأ رغم أن يدها على سلاحها فتركت المسدس مكانه وأخرجت يدها ووسط شجارهما دفعها الرجل على سهو لتسقط خارج الشرفة، هلع "يحيي" ليدفعه على الباب الزجاجى بوجهه ويقيد يده خلف ظهرها بالأصفاد الحديدية والأخرى فى الداربزين ثم هرع "يحيي" ينظر بخارج الشرفة ليرى "إيفا" تتشبث بالحديد وهى على وشك السقوط فمد يده لها وأصبع نصفه العلوي خارج الداربزين لكنه يحاول أنقاذها بكل عزمه فأعطته يدها بعد محاولات كثيرة باتت فاشلة ليسحبها للأعلى حتى وقفت أمامه هى بالخارج وهو بالداخل فتشبثت بخاصرته بقوة وعقدت يديها متشابكة خلف ظهره وراسها على صدره ليتشبث بها "يحيي" هو الأخرى فدخل "هادي" الشرفة ليراهما كما هما يتحضن بعضهما بقوة رغم أنها خارج الشرفة وربما تسقط منه ميتة من الطابق العاشر فنزع يد الرجل مع العساكر وأخذوا للخارج، تمتم "يحيي" هامسًا فى اذنها وهى بين ذراعيه قائلًا:-

-أمسكي كويس 


همهمت "إيفا" بهدوء وهى تلهث بخوف:-

-متسبنيش! 


شعر "يحيي" بضعفها وخوفها فى نبرتها الهامسة وحتى يدها ترتجف وهو يشعر برجفتها ليقول بحنان ونبرة دافئة:-

-مقدرش أسيبك.. 


فتحت "إيفا" عينيها بعد أن سمعت جملته وأبعدت رأسها عن صدره ببطيء ورفعت نظرها به لتتقابل عينهما معًا، نظر "يحيي" بعينيها الزرقاء تحت ضوء الشمس فكانت خلابة بدرجة سحرية لا توصف، مد يده لها والأخرى خلف ظهرها وقال بلطف:-

-تعالي


نظرت "إيفا" إلى يده الممدودة ثم وضعت يدها فى يده وساعدها "يحيي" فى الصعود فوق الداربزين ليدخلها للداخل فجلست على الأريكة فى صمت وهو يتحدث مع "هادي" ويعطيه بعض التعليمات فنظر عليها ورأها تنظر فى يدها على جرحها ويديها مليئة بالدماء، ذهب "هادي" مع المجرم والعساكر ليقترب "يحيي" منها وجلس على الطاولة أمام الأريكة وقال:-

-تسمحي ليا


نظرت له بصمت فأخذ يديها فى يده ليرى جروحها، وقف من أمامها وأخذها معه وهى صامتة وذهب نحو صنبور المياه فى الطبخ وبدأ يغسل الدماء عن يدها تحت المياه لترفع "إيفا"  نظرها لوجهه تتأمله وجه حاد وعينيه السوداء تفاصيل لحيته الخفيفة، أنتبه "يحيي" لنظرها له ربما بسبب قُصر جسدها بجواره وهى تكاد تصل إلى نصف ذراعه، أدار رأسه لها لتتقابل عينيهما فأشاحت "إيفا" نظرها عنه وسحبت يدها من قبضته وعادت للجلوس على الأريكة 

بينما ذهب "يحيي" يبحث عن الأسعاف الأولية فوجدها فى أحد الادراج بالمطبخ وعاد لها فمنعته "إيفا" من معالجة جرحها وقالت:-

-ممكن تمشي يا حضرة الضابط


نظر "يحيي" لها وقال:-

-معندكيش مكان تاني تقعدي فيه أمن من دا 


-لا وأنا مرتاحة كدة، ممكن تمشي بقي 


أومأ "يحيي" لها وهو يقف ويضع بطاقة ورقية على الطاولة وقال:-

-دا رقمي لو حصل حاجة او حسيت بحاجة غريبة كلميني ويا ريت متفتحيش الباب لحد 


لم تجيبه ليرحل فى صمت... 


_________________


فى مكان أخر داخل غرفة مظلمة رغم وجود مصباح يدوي على المكتب كان جالسًا شخص ويضع أمامه صورة "إيفا" ويخربشها بالقطر الحاد بغل وحقد ثم وضعها فى ظرف وصورة أخرى لوجه "إيلين"الحقيقي ثم أغلق الظرف بشمع أحمر ودون على الظرف من الخارج اسم "يحيي" ..


#جريمة_العشق_الممنوع

الفصــل الرابــع (4)  

بعنـــوان "خــدعـــــة" 


كانت “إيفا” تتجول فى منزل “إيلين” لتفتح باب أحدى الغرف ولتجد أجهزة كمبيوتر وأجهزة ألكترونية أخرى ففتح الضوء لترى صورة لها وهى تضع الخوزة على رأسها ربما لو رأها أى شخص أخر لن يتعرف عليها لكن كيف لها بأن لا تتعرف على صورتها، هذه الصورة قد نُشرت فى أحد المجلات الأجنبيةمصحوبة بمقال عن جريمتها وتوحشها، أقتربت “إيفا” أكثر وهى تنظر إلي هذه الحائط والمقالات المعلقة عليها فيبدو أن هذه الفتاة “إيلين” ذاكرت وأجتهدت جيدًا فى هذه القضية من أجل متابعينها على القناة والحصول على المال وربما هذا الجهد هو من جلب لها الموت وكلفها حياتها أستدارت “إيفا” عن هذه الحقائق ثم غادرت الغرفة وهى تفكر فى القادم وأعدت كوب من النسكافيه الساخن ثم جلست على الأريكة وهى شاردة فى المستقبل وكيف تلقي القبض على هذا الرجل الذي ينتحل شخصيتها لتغمض عينيها وهى تتذكر ما حدث منذ قليل وكيف كانت على وشك الموت من الشرفة حتى قطع شرودها رنين هاتفها لتري أسم “جاك” فأخذت الهاتف ودلفت للشرفة كي تتحدث معه وفور استقبالها الأتصال ووضع الهاتف على أذنها تحدث “جاك” بنبرة قلق وخوف قائلًا:- 

-أنتِ بخير؟ 


-امم متقلقش 

قالتها “إيفا” ببرود شديد وهى تتكأ بظهرها على الباب الزجاجى الخاص بالشرفة فقال “جاك” بجدية:- 

-لا تقلقين هذا الرجل لن يتحدث بشيء عنا؟ 


تنهدت “إيفا” بهدوء ثم قالت بسخرية:- 

-هذا الرجل!! الرجل اللى جبته عشان يحسس الشرطة أن حياتى فى خطر كان هيقتلنى بالفعل يا جاك but tell me, how long have your men been so stupid (من امتى ورجالك أغبياء؟) 


تنهد “جاك” بأسف شديد وهو يسمع حديثها بعد أن عرض رجاله حياتها للخطر بالفعل لم يكن تمثيل بحق ثم قال بأعتذار منها:- 

-sorry, it won’t happen again(اسف لن يحدث هذا مرة أخرى) 


أومأ “إيفا” له بالموافقة وقبول أعتذاره ثم قالت:- 

-امم متعتذريش يا جاك، دا كان أمرى أن الشرطة تحس أن حياتي فى خطر عشان يحمونى فعلا وأقرب منهم عشان أقدر أوصل لكل المعلومات اللى عندهم عن القاتل دا، لكن رجاءا متقولش لليزا حاجة عن اللى حصل النهاردة هتقلق زيادة ونظف الفوضي اللى حصلت، الشرطة قبضت على واحد من رجالك  


أجابها “جاك” بجدية وهو يقول:- 

-اجل لكن أنتبهى فى قربك من الشرطة وما تنوى فعله 


كادت ان تغلق الخط فأنزلت الهاتف عن أذنها لكنها وضعته مُجددًا وقالت:- 

-جاك ..متخليش حد يشوف وجهك، الوجه الأسيوي اللى عندك سيكون مميزة جدًا فى مصر عشان يفتكره أى شخص 


-لا داعى للقلق 


قالها “جاك” ثم أغلق الخط معها لتنظر على البطاقة الشخصية الخاصة بـ “يحيي” وهى تمسكها فى يدها وتنظر لها فى صمت .. 


______________ 


“فندق بوبلار” 


خرج “جاك” من التراس بعد أنهى مكالمته معها فوجد “ليزا” تقف أمام بعد أن سمعت جزء من الحديث ووجهها غاضب وأحمر أكثر من شدة نيران الغضب المكبوح بداخلها ثم قالت بأختناق:- 

-على ماذا تنوى؟ بماذا تقصد أنها ستقترب من الشرطة   


صمت “جاك” قليلاً وهو يتحاشي النظر لها ناظرًا للجهة الأخرى فصاحت “ليزا” بأنفعال شديد تقول:- 

-حسنا لا تخبرنى سأذهب لها وأسالها 


أستدارت لكى تغادر فأسرع “جاك” خلفها ومسكها من ذراعها ليمنعها من الرحيل وقال:- 

-لا تذهبى لهناك؟ تعلمين أنها حذرتك من الذهاب 


حدقت “ليزا” به بصمت ونظرة عينيها تعنى الأصرار على موقفها ليقول:- 

-حسنا سأخبرك بما تخطط له إيفا لكن لا تثورين علي بعدها  


أخبرها بالخطة كاملة لتصرخ بأنفعال قائلة:- 

-ماذا!! ستتقرب من قائد الفريق.. هل يُعقل أن تقترب مجرمة من ضابط الشرطة المُكلف بالقبض عليها.. كيف وافقتها على شيء كهذا ها.. أخبرنى كيف سيكون قرب إيفا من يحيي هو الأفضل لها 


وقف “جاك” من مكانه وقال وهو يربت على كتفها بلطف:- 

-فلتهدأي يا ليزا وثقي بإيفا 


رفعت “ليزا نظرها به ثم أبعدت يده عنها وقالت بأختناق وهى تعارض هذا الشيء:- 

-هل رأيت من قبل فريسة تدخل بيت الأسد وتخرج منه حية، فلتعرف أنى لن أغفر لك إذا أصاب إيفا شيء 


غادرت “ليزا” المكان غاضبة منه لتنهد “جاك” بأختناق فهو أيضا لا يوافق على هذا لكن “إيفا” لن تتلقي الأمور من أحد بل هى من تصدر الأمر.. 


_____________ 


“قسم الشرطة ” 


كان “يحيي” جالسًا فى مكتبه ويمسك فى يده الرصاصة التى أخرجوها من جثة “نوح” ومُدون عليها أسم “ملاك الموت” ويفكر فى تفاصيل القضية ليقطعه خروج “شريف” من غرفة التحقيقات وهو يقول:- 

-وكأن كل حاجة فى القضية دى بتحمي القاتل مش القتيل  


وضع “يحيي” الرصاصة فى جيبه وسأل “شريف” بجدية:- 

-حصل أيه 


-البيه طلع أطرش ومبيسمعش وخد أمر من الرجل اللى كان معه مكتوب فى رسالة تليفون أنه يقتل البنت اللى عايشة فى الشقة دى غير كدة ميعرفش ومسمعش ومشافش حاجة والرسالة فعلا موجودة فى تليفونه  


نظر “يحيي” إلى “هادى” الجالس على مكتوب بيأس وخذلان بعد أن هرب منه الرجل أثناء مطاردته ليقول “يحيي” بأختناق:- 

-خلينا نعزز حماية إيلين الاول  


وقف “هادى” من مكانه بأختناق وهو يتأفف ثم خرج للخارج لتقف “ألاء” وتذهب خلفه، خرج “هادى” امام باب القسم وهو يشعل سيجارة ينفث بها غضبه من الفشل فجاءت “ألاء” خلفه وكانت فتاة طويلة القامة لديها شعر قصير يصل لذقنها فقط ذات اللون الأسود ولديهاغرة شعر أمامية تصل إلى حاجبيها الرفيعين وعيني ذات اللون البنية وملامح وجه صغيرة ذات متوسطة البيضاء وجسد نسائي رفيع وترتدى قميص فضافض تدخله فى البنطلون الجينز وحذاء رياضي أبيض اللون فكانت فتاة فى هيئة رجل 


تحدثت “ألاء” بجدية قائلة:- 

-متزعلش إحنا هنقبض عليه مهما كان الثمن عشان حق نوح زميلنا مش هيروح كدة وأفتكر أن ما يقع غير الشاطر 


نظر “هادى” لها بأختناق فهذا الكلام لا يكفي لمؤاساته على خطأ لم يقصده ولن يخفف من شعره بالذنب ثم قال بغضب مكبوح:- 

-بس الغلطة فى شغلانتنا دى بتكلف حياة شخص مالهوش ذنب  


تركها وغادر القسم بأكمله لتنظر ألاء له فى صمت وهو يغادر شاب نحيف وطويل القامة ويبدو أن عقله الان غاضب رغم انه فارغ كرأسه الأصلع وحتى عينيه السوداء تحمل هذا الغضب بداخلهما لتعود “ألاء” للداخل وعندما دخلت وجدت “يحيي” ينظر إلى الرصاصة الخاصة بملاك الموت... 


وفى الجهة الأخرى كانت “إيفا” تجلس على الاريكة وتنظر على البطاقة الخاصة بـ “يحيي” بين يديها وهى تفكر كيف ترسم موقف بدون خطأ لكى تتصل به وتتقرب منه لكن هذا المرة لم تفعل هى بل القدر الذي فعل عندما قطع شرود “يحيي” رنين هاتفه فأجاب وهو يغلق قبضته على الرصاصة وكان المتصل رقم مجهول:- 

-ايوة 


أتاه صوت رجل  يقول:- 

-يحيي باشا  


أوما “يحيي” بنعم وهو يقول:- 

-ايوة أنا مين معايا  


-أنا الامن بتاع مبني سكالا، حصرتك قولتلى لو حسيت بحاجة غريبة أكلم حضرتك  


أنتبه “يحيي” للحديث بأهتمام وهو يقول:- 

-اه حصل حاجة  


-فى موتسكل اسود عليه رجل ملثم عامل يلف حول المبني أكثر من 3مرات والرجل جه من شوية يسألنى على المدام اللى ساكنة فى شقة 47 


وقف “يحيي” من مكانه وهو يضع الرصاصة فى جيبه ويأخذ سلاحه يضع فى  جرابه بجانب صدره وخرج من القسم متجه إلى المبنى السكني 


وعندما وصل وجد رجل الأمن فى أنتظره ليقول:- 

-هو فين؟ 


-أختفى من ربع ساعة وأنا مش لاقي على كاميرات المراقبة  


تأفف “يحيي” بأختناق ثم ركب المصعد مُتجه إلى الطابق العاشر حيث تقع شقة “إيلين” 


كانت “إيفا” تقف أمام البوتاجاز وتنظر فى الأناء المياه بداخله على وشك الغليان وتفكر كيف تذهب إلى القسم وعن أى سبب ستخبر الشرطة، هل يجب أن تصطنع حادثة قتل لها مجددًا؟ ام تتصل بـ “يحيي” وتدعي البراءة والضعف وتخبره انهاتخاف من النوم وحدها لكن هل ينطلى علي رائد فى الشرطة هذا السبب وهل هى طفلة لتخاف وحتى ان حدث هى لا تعرف كيف تظهر ملامح الخوف وطيلة حياتها كانت مصدر الخوف للجميع ولن تشعر هى بالخوف بل أكتفت بأرعب الجميع وحتى أسمها وحده كفيل بأرعب البعض فكيف ستمثل شيء لا تعرف ماهيته  


فتح كيف النودلز وقبل أن تضعه فى الماء دق جرس الباب لتتعجب وتأخذ سكين فى يدها وتخرج لتفتح الباب دون أن تحذر أو تسأل من الطرق بل فتحت وكأنها فى انتظار ضيف تعرفه لترى وجه “يحيي” امامها فى هذه اللحظة التى رأت “إيفا” وجهه شعرت وكأنها حققت هدف جديد لكن هذه المرة لم تفعل بل كان القدر فى خدمتها  


نظر “يحيي” للسكين فى يدها ثم لوجهها فلم تتفوه “إيفا” بكلمة واحدة بل دخلت لتكمل طهى طعامها فدخل “يحيي” خلفها وهو يقول بجدية ممزوجة بغضب من فعلتها:- 

-أزاى تفتحى الباب كدة من غير ما تسألى مين اللى بيخبط ولا حتى تتجاهلى الفتح أصلا 


أجابته وهى تضع النودلز فى المياه الملغية بنبرة خافتة تدعى البراءة:- 

-مجرد عادة انى أفتح الباب من غير ما يسال يمكن لأنى متأكدة مهما كان الطارق هكون معرفهوش  


تذكر “يحيي” المعلومات التى جمعها “هادى” وأنها لا تستقبل الضيوف ولا تملك أصدقاء وأقارب، أنهت صنع النوذلز وجلست على الطاولة تتناوله فى صمت ليجلس “يحيي” هو الأخرى أمامها يراقبها وهى تتناول الطعام عن كثب بينما “إيفا” تمظر فى الطعام وعقلها يفكر بدون توقف كيف تفتح مجال الحديث أو خطوة التقرب من هذا الرجل ليقطعها “يحيي” بجملته وهو يقول:- 

-محاولتيش تفتكري حاجة عن الحادثة؟ 


-لا 


قالتها بهدوء وهى تنظر فى طعامها فنظر “يحيي” إلى السكين التى وضعتها على الطاولة فقال بجدية:- 

-تفتكرى السكينة دى ممكن تحميكى من  مجرم محترف زى ملاك الموت  


أشتاطت “إيفا” غضبًا من ذكره لأسمها وهى لا تفعل شيء ما ذنبها فى ان ينتحل هذا الشخص اسمها ويقلدها فرفعت نظرها له بضيق شديد واضح فى ملامحها وقالت:- 

-وحتى لو كان مجرم عادى المفروض أن استسلم للهزيمة والموت على الأقل لازم أحاول أحمي نفسي مهما كلف الأمر  


كانت تتحدث عن نفسها كـ “إيفا” وليس كشخصية “إيلين” ثم تابعت بأختناق شديد:- 

-ثم لو أنا محمتش نفسي مين هيحمينى  


أجابها “يحيي” بثقة وهى ينظر بعينيها الزرقاء قائلاً:- 

-أنا هحميكي 


أجابته “إيفا” بنبرة هادئة تدعى البراءة والضغف قائلة:- 

-تفتكر لو المجرم جه وحاول يقتلنى هيستنى أن حضرتك توصل  


صمت “يحيي” ولم يجد جواب على حديثها ليتحاشي النظر عنها وهو يحنى رأسه للأسفل قليلًا، حاولت “إيفا” أن تبكي لتثير أحساسه بالذنب أكثر وهو الآن فى لحظة ضعف واضحة لكنها لا تجيد البكاء والضعف وكل هذه المشاعر الضعيفة البغيضة تثير أشمئزازها وهى لا تعرف كيف تفعلها فلم تجد شيء يبكيها الأن سوى الألم فأغلقت قبضتها بقوة على الشوكة بيدها المجروحة وتضغط بقوة أكثر وهى تتألم وكبح صراخها ليسمع “يحيي” صوت أنين مكتوم يصدر منها فرفع نظره بها ليرى عينيها تدمع بغزارة ويدها ترتجف ليأخذ يدها بين يده وتسقط الشوكة من يدها وهى ترفع نظرها به فقال بهدوء:- 

-أنا هقبض على المجرم قبل ما يأذيكي  


تمتمت “إيفا” بضعف وهى تتألم حقًا من يدها بعد أن جعلتها تنزف بقسوتها قائلة:- 

-أنا مش عايزة أموت  


أربت “يحيي” على يدها بلطف وقال:- 

-متموتيش أتفقنا 


أومات له بنعم وهى تجفف دموعها بيدها الأخرى ف  

رفع "يحيي" نظره بها فى هدوء ثم سألها:- 

-خايفة؟  


أجابته "إيفا" بنبرة باردة دون ان ترفع نظرها به أو تعطيه أى تعبير على وجهها يوضح له ما يجول بخاطرها قائلة:- 

-هو المفروض أخاف؟  


تعجب من هدوءها وهذا الكم من الصمود والقوة التي تتشبث بها رغم كل ما يحدث وتعرض حياتها للخطر أكثر من مرة ثم رد "يحيي" عليها بجدية يقول:- 

-الطبيعي، طبيعي أنك تخافي لما تتعرضي لمحاولة قتل، طبيعي أنك تخافي لما تتعلقي فى سور البلكونة من الدور العاشر وتبقي على وشك الموت ولما يدخل عليك قاتل فى المستشفى، لكن اللى مش طبيعي صمودك دا  


تركت "إيفا" طبق النودلز من يدها ووقفت فى صمت وهى تسير نحو الشرفة لتنظر للشارع فى الاسفل بصمت وتفكر بشرود فى حياتها لتقول بجدية:- 

-يمكن لأني أتعودت طول حياتي أنى حامي نفسي وعشان أحمي نفسي من أى خطر لازم أكون قوية، يمكن لأني متعودتش أن حد يطبطب عليا وعلى طول أنا اللى لازم أطبطب على نفسي واهون عليا  


وقف "يحيي" من مكانه وهو يسير نحوها وقد لمس حديثها قلبه وشعر بضعف هذه الفتاة رغم اصطنعها القوة والشجاعة، ألمه صدره على وحدتها وحياتها البائسة، أقترب نحوها أكثر وهو يفكر فى حالها ويتذكر عناقهما وهو يحاول أنقاذها قبل السقوط من النافذة، وقف خلفها مباشرة ورفع يده ببطيء وهو يُقربها من كتف "إيفا" وقبل أن يربت علي كتفها ليخفف من مؤاساتها ووحدتها القاتلة؛ أغمض عينيه بغضب من ضعفه وأستسلمه الدائم أمام هذه الفتاة وكأنه مسحورًا بها لينزل يديه سريعًا قبل أن يلمسها ويستدير لكي يرحل من خلفها ومن منزلها بأكمله دون أن يُجيب عليها او يتفوه بكلمة واحدة لكنه توقف عندما سمع صوت طلقة نارية وزجاج يُكسر بصوت قوي ليستدير لـ "إيفا" مُجددًا ويُصدم عندما..... 


 وجد الباب الزجاجى للنافذة كُسر فأستدارت “إيفا” له بضعف وهى تلهث وتلتقط أنفاسها بصعوبة ليرى الدماء تسيل من كتفها وهى ترتجف من رؤية هذه الدماء وتنظر له بعد أن استقبلت أول رصاصة غدر من هذا الوغد الذي ينتحل شخصيتها وهرع “يحيي” نحوها ليمسك جسدها قبل أن تسقط لتسقط بين ذراعيه مُجددًا وجلس بها أرضًا لتتحدث “إيفا” بتلعثم شديد وهى تتشبث به قائلة:- 

-أنت قلت هتقبض عليه قبل ما يقتلنى  


فقدت الوعى بين ذراعيها ورأسها فوق صدره ليحملها بهلع وركض للخرج يأخذها للمستشفى …. 


____________ 


“فندق بوبلار”  


أتصل أحد رجال “جاك” به من المجمع السكنى سكالا ليخبره بأن الفتاة التى طلب منه مراقبتها وحمايتها تعرضت لطلق نارى فهلع “جاك” و”ليزا” عندما سمعوا الخبر بعد تعرض “إيفا” لطلق نارى وخرجت “ليزا” وحدها إلى المستشفى لتطمئن عليها  


__________ 


كان “يحيي” واقفًا أمام باب غرفة العمليات فى أنتظار خروج الطبيب أو اى شخص من الداخل ليطمئنه عليها وكان فلا حالة يرثي بها وهو يشعر بالذنب تجاه هذه الفتاة التى أوشكت على فقدحياتها بسبب تقصير فريقه فى القبض على هذا المجرم وهو حر طليق فى الخارج هى على فراش الموت الأن .. 


رأى “ليزا” فى زى التمريض تركض وهى تدخل لغرفة العمليات لينقبض قلبه وعقله على وشك الانفجار فقد أعتقد أن حالة هذه المريضة ساءت لدرجة انهم طلبوا ممرضة تحمل أكياس دماء للداخل.. 


دخلت “ليزا” لغرفة العمليات وبقت تنظر من خلف النافذة على هذه الفتاة وهى على فراش المرض والأطباء شقه جسدها بالمشرط ويعبثوا بأحشاءها أنهى الطبيب الجراح وأخبرهما ان الرصاصة كانت فى الكتف وحالتها مستقرة ليهدأ روعة “ليزا” رغم أنها تكاد تموت قلقًا عليها وترغب بدخول غرفتها لكنها لا تستطيع بوجود “يحيي” الجالس جوارها فى أنتظار أفاقتها بل زاد الأمر سوء عندما جاء فريق الشرطة بأكمله إلى المستشفى... 


كانت “إيفا” غارقة فى نومها وكعادتها تصارع الذكريات والقتلة التى سلبتهم أرواحهم فبدأت ترتجف بضعف وظهرت حبيبات العرق على جبينها لينتبه “يحيي” إلى حالتها فمسك يديها بلطف وهو يتمتم بصوت خافت:- 

-اطمنى أنا جانبك 


فتحت “إيفا” عينيها فى الصباح الباكر بضعف وتعب وهى تبدأ تجمع ما حدث لتجد نفسها فى غرفة المستشفى وبجوارها “يحيي” يحتضن يدها بلطف بعد أن قضي الليل بأكمله بجوارها متشبث بها وفور فتح عينيها أقترب منها بهدوء وقال:- 

-أنتي كويسة؟ 


حاولت النهوض لكنه منعها لكنها لم تكترث لأمره فجلست على الفراش وهى تقول:- 

-أنا عاوزة أخرج من هنا 


-مينفعش أنتِ لسه خارجة من عملية  

قالها “يحيي” بجدية لتصيح به بغضب يسكن قلبها مما حدث وتعرضها لطلق نارى تعتبره أهانة لها وهى الأن بحاجة لتحدث مع رجالها لتقبض على القاتل بطريقتها الخاصة فقالت:- 

-المفروض أفضل هنا عشان يجي يحاول يقتلنى تانى فى المستشفى 


نزعت المحلول الطبي من يدها وهكذا الكانولا لتنزل من الفراش فوقف “يحيي” بهرع من تسرعها وغضبها ليحاول منعها فقال:- 

-حتى لو خرجتى أنتي مينفعش ترجعي بيتك  


-هنزل فى أى فندق ممكن تسبنى دلوقت لان معنديش أستعداد أموت وأن مستنية شرطة فاشلة تحمينى  

قالتها بأختناق سافر وأبعدته عن طريقها ليمسك يدها الاخرى ويسحبها معه للخارج فقالت بتذمر وانفعال شديد:- 

-أنت بتعمل أيه؟ 


-بحميكي أنتِ هتقعدى فى بيتى لحد ما أقبض عليه عشان أثبتلك أن الشرطة مش فاشلة  


صاحت به بأختناق سافر وهى تحاول أفلات يدها منه بقوة قائلة:- 

-سبنى بقولك سبنى أنا مش هقعد فى بيتك .. 


لم يعري أهتمام لحديثها ثم أخذها بالقوة إلى منزله فأوقف السيارة وهو يقول:- 

-أنزلى  


نظرت له بأختناق شديد وضيق لتقول:- 

-معقول تعرض أهل بيتك للخطر، أفرض جه هنا كمان  


أجابها يحيي” وهو يفتح حزام الامان الخاص به قائلا:- 

-أنا عايش لوحدى ولو هو غبي يجي هنا عشان يبقي سهل علينا الامر  


ترجل من سيارته ثم ألتف ليفتح الباب لها وأخذ بيدها فهى حقًا ما زالت مريضة لكنها لا تهتم لأمر جرحها بقدر غضبها من الاهانة التى لحقت بها من هذا الوغد، دلف بها من باب العمارة فأوقفه البواب وهو يقول:- 

-البريد يا يحيي باشا  


أخذ منه أظرف البريد بيده الاخرى وهو يساندها ثم صعد بها للطابق الثاني حيث شقته ثم جلسها تجلس على الأريكة ووضع البريد على الطاولة أمامها وكان من بينهما ظرف مغلق بالشمع الاحمر ودلف للغرفة فى هدوء لتنظر للشقة فى نظرة سريعة ثم نظرت للبريد على سهو لتنتبه لهذا الشمع الاحمر ولا تعلم لما شعرت بشيء سيء يحدث فأخذت الظرف وكان مكتوب عليه اسم “يحيي” وجملة “ملاك الموت” وكان هذا الاسم كفيل بأن يجعلها ترغب بفتحه وبالفعل فعلت بعد أن وضعت الشمع على النار وهى تنظر خلفها بخوف من ان يخرج الآن وصُدمت عندما وجدت صورة “إيلين” وصورتها ….


الفصل الخامس والسادس والسابع من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺



تعليقات