رواية عروس رغما عنها الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم الكاتبه سولييه نصار حصريه وجديده
رواية عروس رغما عنها الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم الكاتبه سولييه نصار حصريه وجديده
الفصل الحادي عشر (صڤعة!)
شحب وجهها كالامو*ات وهي تنظر إليه ...شعرت وكأنه انتزع قلبها من صدرها ومز*قه ...تشبعت عينيها بالدموع وهي تنظر إليه ....كان غضبه قب*يح للغاية....لقد ابت*زها للتو ...أخبرها إن لم تخضع له فسوف يتركها ...كيف يفعل هذا ؟!كيف يفعل المرء هذا بامرأة عشقته حد الج*نون ...هي عشقت احمد حد الجن*ون ...أحبته أكثر من أي شئ لذلك هو يفعل هذا يست"غلها بتلك الطريقة المريعة...قد يظن أنها غ"بية ولكنها ليست كذلك ...هي تعرف أنه لا يحبها ولكنها تتمسك بالأمل ....امل أن يحبها كما هي تحبه ....أن يشعر بها ...عندما قرر اعطائها فرصة كانت تطير من السعادة ...ولكن الآن أسقطها أرضا بقس*وة ...هي علي الأرض تنز*ف وتحت*ضر وهو يراقبها ببرود ...انسابت دموعها فلم يؤثر هذا به ابدا ....بل كان يتأملها ببرود منتظرا قرارها ...القرار التي تخاف أن تتخذه هي إن وافقت سوف تخسر وان رفضت ستخسر أيضا فماذا تفعل ...ماذا !!!
تأفف أحمد وهو ينظر إليها وقال:
-ما تنجزي وتقولي قرارك!!!هو انا هفضل مستني كتير كده ...اه ولا لا مش فاضيلك يالا !!
-احمد انت ليه بتعمل معايا كده ...ليه أنا قولت اني هتغير ...
ابتسم احمد بسخرية وهو ينظر إليها بقسۏة وقال:
-انتِ جيتي عليا وقولتي هتغير ...يا ستي اعتبريني واحد من عشاقك القدامي ...يعني أنا مليش في الطيب نصيب وده ينفع يا حياة ...علي الاقل اثبتي انك بتحبيني. ويالا اعملي اللي أنا عايزه ...
اقترب وهو يلف خصلة من شعرها حول إصبعه وقال بصوت مخڼوق من الأ*لم:
-انا محتاجك النهاردة ..مش أنتِ بتحبيني يبقي اعملي اللي أنا عايزه ...يالا يا حياة ...ولا أنتِ مستعدة تخس*ريني...
كانت تبكي وهي تنظر إليه ...تشعر أنها تض*عف وتذوب ...هي لا يمكنها مقاومته ...لا يمكنه ...هزت راسها بالنفي بضعف وقالت:
-مقدرش يا احمد انا....
ولكنه لم يأخذ رفضها بعين الاعتبار بل اقترب منها وقبلها مرة أخري ...ظلت متجمدة خائڤة وهو يقبلها بجن*ون ...ولكن ما شعرت أنه يتمادي حتي أبعدته وهي تقول بقوة :
-لا يا احمد ...أنا عاهدت ربنا ونفسي اني مش هعمل كده تاني ...ابوس ايديك أنا مش عايزة ارجع للقر*ف ده تاني ...مش بقول اني كويسة بس بحاول ابقي كويسة وانا بدأت ومش هرجع تاني ...لو حابب تبعد ابعد عني بس اعرف اني حبيتك اكتر من حياتي كلها ...أنا مستعد امو*ت عشان و ..اه ...
صر*خت پألم وهو يقترب منها يغرس اصابعه في ذراعها ويقول:
-ما تبطلي تمثيل بقا يا حيلتها...بتحاولي تبيني انك صعبة شوية وبتدلعي ...بس اللي أنا عايزه هاخده ..هاخده سامعاني يا حياة ...
ثم جذبها وهو يقبلها رغما عنها ...كانت هي تقا*ومه بقوة ...لا تصدق أن احمد كان يتصرف بتلك الطريقة ...
-احمد لا ابوس ايديك ...ابعد يا احمد ...
كانت تتوسله بړعب لكي يبتعد ...ضحك هو بش*ر وقال ؛
-ليه بتتصرفي بدراما كأنك بنت بنوت ...ما كلنا عارفين اللي فيها ...
كلماته كانت تقت*لها من الداخل ...ولكنها استمرت في محاولة دفعه وهي تبكي وتصرخ ....دف*عها علي الأريكة العصرية التي تحتل صالة المنزل واقترب منها ...امسك ذراعيها وثبتهما فوق رأسها وقال:
-مش معقول كنتي بتعملي كده مع كل اللي سلمتلهم نفسك ...غريبة مع انهم قالولي انك رخي"صة اووي وبتدي نفسك بالساهل ...
كانت تبكي بقوة وهي تتوسل إليه أنه يبتعد ...ما قاله كان أكثر من كافي لقت*لها ...مز*ق احمد منامتها ثم أخذ يقب*لها بعن*ف دون إرادتها.....
بعد دقائق ...
نهض عنها بذهول ...ضمت هي منامتها وهي تبكي ...كان اخيرا قد استعاد وعيه قبل فوات الاوان وقبل أن يعتد*ي عليها ..
-حياة ...أنا ...انا
قالها بندم شديد لتصر*خ هي فيه بقه*ر :
-اخرج ...أخرج !!!
..........
-هتفضل كده كتير يا سامر ...هتفضل كده متجاهلني ولا كأني مراتك ...مش بشوفك ألا علي النوم ...حرام عليك اللي بتعمله ده ...ده ظل*م ليا ..
قالتها كارما وعينيها لامعة بفعل الدموع ...بروده كان يقت*لها...كان عالمها الوردي معه ينها*ر لقد ظنت ان بإمكانها أن تنسيه مرام ولكنها فشلت في هذا وهي الآن من تعاني ...تشعر أنها تذ*بل دون حبه أو اهتمامه ...والأس*وأ من هذا أنها ما زالت تعشقه ...تعشقه بج*نون ...
فكرت كارما ببؤس وهي تنظر إلي سامر تطالبه أن يؤدي حقها ...أن يحبها ويهتم بها لأنها بتلك الطريقة تمو*ت بالبطئ ...
كان سامر ينظر إليها وهو يحا*رب الشعور بالذنب وقال وهو يدعي اللامبالاة:
-هو ده اللي عندي يا كارما ...عايز شوية وقت عشان اتعود عليكي ...
-شوية وقت ؟!انت سامع نفسك بتقول ايه ...
-ايوة سامع وفاهم بس أنتِ كمان افهميني...أنا دلوقتي مشتت ..مش عارف مالي ...مش قادر اقرب منك ...مش طايق حياتي ولا طايق حد ...حاسس بخن*قة وبطلب منك تديني مساحتي. ..هو انا بطلب كتير يعني !!!!
-طب وانا ...أنا يا سامر ...مفكرتش فيا ؟!
قالتها بنبرة منك*سرة ...كانت تبكي أمامه بطريقة تذيب الحجر ...هو أيضا كان يشفق عليها ...لا يريد أن يق*سو عليها ...هي ليس لها ذ*نب أنه فش*ل في تجاوز حب مرام ...هي ليست لها ذ*نب في أنه ما زال معلق بالماضي ...ما زال يعشق تلك المرأة التي تخلي عنها يوما قبل زفافهما ببضعة أيام ...وحتي لو ذهب وطلب السماح لن تغفر له ابدا ...فكر ببؤس ...فكر أنه خسر الحق في السعادة عندما تخلي عنها وتركها هكذا دون أن يفكر بها ...لقد اعما*ه غروره وغضبه ...ظن أنها سوف تتوسل إليه لكي يعود لها ...ظن أنها سوف تح*طم الجليد الذي يحيط بها وتستلم له ...تريه لهفتها عليه ولكنه كان مخطئ ...عندما تخلي عنها تخلت هي أيضا عنه وابتعدت ونسيته تماما لم تفكر به ...رغم أنه ما زال متابعا اخبارها بشغف ...يعلم مكان الشركة التي تعمل بها ...ويعرف أن لا يوجد اي مشروع ارتباط لها حاليا ...هي متاحة له وقد ترغب بالعودة ...الشيطان اغر*اه لتلك الفكرة للحظة ولكنه عرف أنها لن تعود ...علي الاقل ليس بتلك السهولة ...
كانت كارما تنظر إلي زوجها الشارد وهي تشعر أن قلبها يتف*تت من الأ*لم ...كان يفكر بها ...هي تعرف ...كان يفكر بمرام ...الآن هو يقارنها بمرام ويخبر نفسه أن مرام هي الافضل ...وان كارما ما هي إلا بديل س*ئ عنها ...تلك الفكرة جعلتها تشعر بالجن*ون ...أرادت تحط*يم المكان علي رأسه كي ينتبه لها ...فقالت وهي تشهق بعن*ف :
-بتفكر فيها صح ... للدرجادي شاغلة عقلك فحتي أنا وبتكلم معاك بتفكر فيها هي ؟!!
قالت جملتها الأخيرة وهي تصر*خ ...
-كارما خلاص اهدي...
قالها بتحذير لتصرخ وهي تبكي :
-لا مش ههدي....مش ههدي يا سامر ...حرام عليك ليه مش حاسس بيا ...انا بمو*ت وانا بشوف جوزي بيفكر في واحدة تانية غيري ...انت حتي بتنطق اسمها وانت معايا ...حرام عليك يا سامر أنا اذ*يتك في ايه لده كله ...
وضعت كفها علي قلبها وقالت:
-اللي بتعمله دي بيك*سرني من جوا والله بيك*سرني ...بحس اني قليلة مليش لازمة...أنا حاسة أنك اتجوزتني ڠصب عنك ...ليه ...ليه تحسسني كده ...ليه يا اخي حرام عليك ...ليه ...
-انتِ ليه بتحبي تلعبي دور الض*حية ؟!
صړخ بها سامر پغضب ثم أكمل :
-كارما أنتِ عارفة ومتاكدة اني بحب مرام ...يبقي بلاش دراما واستني لما انساها أو اتطلقي أنا مش ماسكك من ايديكي ..
ثم تركها زواج للغرفة ...سقطت كارما علي الأرض وانف*جرت بالبكاء !!
.. .........
في اليوم التالي ...
فتح ادم عينيه بصعوبة رفع يديه وهو ينظر إلي ساعته وهو ما زال تحت تأثير النوم ...شهق واتسعت عينيه وهو ينظر إلي الساعة ...لقد نام الي بعد الظهر ...لا يصدق هذا ماذا حل بنشاطه فجأة استدار من الناحية الأخري لتتسع عينيه بفز*ع ثم ېصرخ بقوة وهو يسقط أرضا ...
-فيه ايه ...فيه ايه؟!
قالتها مهرا وهي تنهض بف*زع ...كان آدم ينظر إليها وهو متسع العينين ولا يرد ....نهضت مهرا لكي تقترب منه تراجع هو پخوف ...ذهبت هي الي المرأة لتري ما الشئ المفز*ع الذي بوجهها ويسبب له كل ذلك الړعب ...نظرت إلي المرآة لتصرخ هي أيضا وتتراجع وهي تقول :
-المرايا فيها عفر*يت ...فيها عفر*يت !!!
-مفيش عفر*يت غيرك أنتِ ركزي كده هتلاقي اللي ده هو شكلك !!..
قالها ادم ساخرا لتبهت مهرا وهي تعود وتنظر الي نفسها جيدا ...لتصرخ وتقول:
-يخربيت الر*عب هو ده شكلي لما بصحي من النوم ..ده انا خارجة من فيلم ر*عب ...
كانت مهرا تنظر إلي انعكاسها المر*عب ...الي شعرها الأشقر المشعث للغاية ...وعينيها المنتفخة بسبب النوم ....الماسكرا التي سالت علي وجنتيها واحمر الشفاه الذي لطخ وجهها.....كانت تبدو مخ*يفة للغاية ...كادت مهرا أن تصاب بنوبة قلبية وهي تري نفسها.....لا عجب أن ادم قد ار*تعب ...شكلها ب*شع للغاية ...فكرت مهرا بخجل وهي لا تستطيع أن تنظر إلي ادم حتي ...كيف تنظر إليه وقد رآها بتلك الطريقة ...الحقيقة أن والدتها أخبرتها عدة مرات أن شكلها عندما تستيقظ يكون مخي*ف نظرا للطريقة العجيبة جدا التي تنام بها ومهرا لم تنظر إلي المرآة قط عندما تستيقظ ...فأول ما تفعله هو أخذ دوش ثم ارتداء ملابسها ...حينها تنظر إلي المرآة لتتأمل جمالها ...ولكن تلك المرة الأولي التي تري انعكاسات وقد أصابت پصدمة ...ادم بالطبع سوف يسخر منها بكل تأكيد ....انتظرت مرام سخرية ادم منها ...انتظرت أن يسمعها الكلام التي تكر*هه ولكن فوجئت بالصمت ...كان آدم ينظر إليها وعلي وجهه ابتسامة وقال:
-جه اليوم وشوفت لسانك جوا بوقك ...عموما مفيش داعي للكسوف ابدا يا مهرا ..كلنا لما بنصحي من النوم بيبقي شكلنا مخي*ف ..أنا افورت في ردة فعلي أنا آسف ...
نظرت مهرا بذهول إليه ...هو أيضا استيقظ للتو ولكن ما زال في حالة ممتازة ...لا يبدو ابدا مخي*ف ...إذن لماذا هي بدت بذلك الشكل وهو لا ...
نهض ادم من علي الأرض وقال وهو يقترب منها ...امسك خصلة من شعرها المشعث وقال :
-غريبة ان شكلك كده لما تقومي من النوم ...يعني أنا حاسس اني اتخد*عت ...
كان يغي*ظها...يمازحها بخشونة ولكنها زمت شفتيها وهي تبعد كفه بضيق وتقول:
-معلش يعني ايه اتخد*عت ...قصدك ايه فهمني ...
كتم ضحكته وهو ينظر إليها ...فقالت وهي تشعر أنها علي حافة الجن*ون :
-ما تتكلم ..قصدك ايه بإنك اتخد*عت لاني مش فاهمة قصد سيادتك ...
هز كتفيه وقال ببساطة:
-يعني معروف في الروايات والافلام والمسلسلات أن البطلة لم تصحي من النوم بيكون شكلها حلو ...شعرها متسرح ووشها صافي مش واحدة عفر*يتة خارجة من فيلم ر*عب ...
-والله ده كلام بيقولوه عشان يضحكوا علي المغ*فلين اللي زيك ...عمليا محدش بيصحي وهو شعره مترتب ابدا..انت قولت كده من شوية ...هو ده الواقع لو عاجبك يعني ...
كان سعيد وهو يري ڠضبها ...يروقه أن يمازحها بالطريقة تلك حتي تفقد أعصابها تماما. ...
اصطنع التوتر وقال:
-انا مقولتش مش عاجبني بس يعني لو كل يوم هصحي علي منظرك كده هق*طع الخلف ...
ضر*بته علي صدره بقوة وصړخت:
-لو مش عاجبك نام برة علي الانتريه ...ويالا اطلع برا ..برا ..
كانت قد فقدت أعصابها بسببه ليخرج بسرعة وهو يضحك ...
هزت هي رأسها پغضب وقررت أن تعدل وضع شعرها وتمسح وجهها جيدا ...
..............
-صباح الخير يا ست الكل ...
قالها ادم وهو يدخل للمطبخ ووالدته تحضر الإفطار ...ابتسمت حسناء وادم يقبل كفها ...
-صباح النور يا عريس ...صباحية مباركة يا حبيبي ...
ابتسم لها ادم بحب وقال:
-عنك يا امي أنا اللي هعمل البيض ...
أبعدت والدته كفها وقالت:
-انت لابس ورايح علي فين ؟!
هز كتفه وقال:
-الشغل يا سمسم هو احنا لينا غيره ...
عقدت والدته حاجبيها وقالت:
-والبنت اللي اتجوزتها يا حبيبي امبارح مش حرام عليك تتجوزها وتح*بسها في البيت أنا علمتك كده ...
-يا ماما أنا ...
-من غير ولا كلمة يا آدم ...حرام عليك يا ابني ...انت متجوز امبارح ...بدل ما تاخد إجازة وتفسح مراتك شوية هتحب*سها في البيت وهتروح تشتغل ...ترضي حد يعامل حد من اخواتك بالطريقة دي ...
هز ادم رأسه بيأس وقال:
-لا طبعا مرضاش يا ست الكل ...قوليلي يا ماما. عايزة ايه وانا اعمله ...
ابتسمت حسناء بحب وقالت :
-خرجها فسحها النهاردة ....دي عروسة يا بني خليها تفرح كفاية أنها يا عيني عايشة معانا في نفس البيت وساكتة...
هز ادم رأسه وقال:
-حاضر يا ست الكل امرك بس بكرة إن شاء الله عشان اكون عامل حسابي ممكن ؟!...روحي صحي ليلي بقا وانا اللي هعمل البيض ممكن ؟!..
-ماشي يا حبيبي...
قالتها حسناء مبتسمة
............
لا يعرف ماذا يفعل هنا بالضبط أمام الشركة التي تعمل به مرام ؟!وهل تصرفه صحيح ...لا بالطبع لا هو مخ*طئ وكثيرا أيضا ...هو عريس جديد يجب أن يكون بجوار زوجته ولكن رغم ذلك هو هنا ...هنا ينتظر ظهور مالكة قلبه...تلك المرأة التي سل*بت روحه ولم تعيدها ...لم يستطع مقاومة أن يراها كي يرتاح قليلا رغم علمه أن رؤيتها ستزيد من عذ*ابه ...كان سامر ينتظر بقلب خافق ظهورها ...وعد نفسه أنه سوف يذهب ما أن يراها ...لن يحدثها أو يتوسل أن تسمعه ...لن يفعل أي شئ فقط يراها ...لقد اشتاق لها كثيرا ...اشتاق لملامحها ...صوتها ...ابتسامتها وبرودها ...هو ادمن كل شىء بها ...ادمنه دون علاج ...لا يوجد اي اعلاج لإدمانه هذا ....
وضع يده علي قلبه ليهدؤه ...متي احبها بتلك الطريقة المجن*ونة وكيف يمكن لشخص أن يحب بتكلم الطريقة ...كيف نحب لحد الا*لم...وكيف يكون الحب بكل روعته هو مصدر الا*لم والتعا*سة....القرب منها يعذ*بها والبعد عنها يقت*له ...اي لع*نة تلك اصابته....فجأة سقط قلبه من صدره وهو يلمحها تخرج من الشركة اول ما نظر إليه هو عينيها وعرف الجواب ...لقد أصيب بلع*نة من عينيها ...عينيها كانت اجمل عينين رآهما علي الاطلاق ...لقد اوقعته عينيها في حبها ثم غ*رق في كامل تفاصيلها...مرام هي حبه ۏلع*نته الأبدية التي لا خلاص منها ...هي كالم*رض الذي لا أمل من الشفاء منه ...هو الآن يعض أصابعه من الن*ډم لانه تركها ...لم يعد يتحمل أن يبتعد عنها أكثر فجأة غير رأيه...هو سوف يحدثها ويتوسلها أيضا .....سوف يعتذر منها ويطلب منها أن تعود إليه ...وهي سوف توافق ...يا الهي يجب أن توافق والا سوف يم*وت فعليا ...اقترب هو منها أكثر لكي تراه ....
كانت مرام تسير بهدوء ...قررت أن تذهب لمنزلها وترتاح بعد يوم شاق في العمل ...فجأة بهت وجهها وصمتت الاصوات من حولها وهي تراه ...أمامها بشحمه ولحمه ...عينيه السوداء تنظران إليه بنظرات غريبة ...أخذ قلبها يرتجف داخل صدرها وشعرت بالاخت*ناق ...ماذا يفعل هنا ... ولماذا عاد؟!..هي لن تتعامل معه بعد الان ولن تكلمه حتي ...جل ما ستفعله الان أنها سوف تتجاوزه وتذهب لمنزلها ...وبالفعل كادت أن تتجاوزه الا أن وقف أمامها قائلا:
-مرام اسمعيني بس ...
-انت بتعمل ايه ...ابعد من هنا هتعملي مش*اكل أنا في غني عنها ...امشي...
قالتها ببرود وهي تخفي توترها بسبب قربه ليرد هو :
-مرام خلينا نتكلم ...لو سمحتي محتاج اتكلم معاكي ضروري ...اعتبريه اخر طلب....انا بطلب منك فرصة بس تسمعيني وبعدين اعملي اللي انتِ عايزاه خلينا نروح لاي كافيه ونتكلم ...
احمر وجهها وهي تنظر إليه وقالت بإنفعال:
-اروح معاك فين يا مج*نون انت ؟!انت نسيت أننا مطلقين ...يعني ميصحش اللي بتعمله ده يا استاذ ...ابعد بقا عن طريقي عشان انت مسببلي احراج كبير ...
تجرأ سامر وأمسك كفها وهو يقول :
-هتيجي معايا يا مرام ...احنا لازم نتكلم ...
شهقت مرام من وقا*حته وكادت أن تصرخ به إلا أن صوت رجولي قوي قال:
-سيبها ...
نظر سامر بحيرة إلي ذلك الشاب الأنيق الذي اقترب منهم وقال مرة أخري:
-من الرجولة أن لما ست تقولك لا يبقي لا يا استاذ ...عارف الرجولة ولا تحب اعلمهالك ...مش هناخد كتير يدوب خمستاشر يوم في المستشفي لحد ما يفكوا الجبس من ايديك الاتنين بعد ما اك*سرها لو مسيبتهاش دلوقتي ...
دف*عته مرام ونظرت الي أنس وهي تقول:
-مفيش داعي تتعب نفسك يا استاذ أنس ...استاذ سامر دلوقتي هيمشي ...هو كان طالب مني طلب وانا رفضت !
ثم نظرت إلي سامر ببرود ...برود أخبره أنه خرج من قلبها !!!!
.........
بعد.منتصف الليل ...
كانت تقف في تراس المنزل وهي تشعر بالقلق عليه ...أنها المرة الأولي التي يتأخر فيها بهذا الشكل المريب ...كان قلب كارما يدق بعن*ف من القلق ...عينيها مبتلة بالدموع وهي تقول بنبرة ترتجف من الخو*ف ؛
-يارب سلم ...يارب سلم ...انت فين بس يا سامر...
أخرجت هاتفها مرة أخري من جيب منامتها واتصلت به مجددا وهي تدعو الله أن يكون قد فتح الهاتف ولكنها أغمضت عينيها بخيبة أمل وهي تجده ما زال مغلق ...ماذا تفعل الان ...ماذا تفعل !!هل تتصل بأهله ولكن قد يكون مع أحد من أصدقائه وتقلق أهله دون سبب ...ماذا تفعل ؟!
انسابت دموعها علي وجنتيها وهي تضع كفها علي قلبها المنه*ك وتتساءل ..لماذا ين*هك قلبها بهذا الشكل... لماذا لا يحبها مثل ما هي تحبه ...لماذا لا يهتم....هي تفعل المستحيل لارضاءه وهو يقابل كل هذا ببرود ...هو يقت*لها ببروده وهي تعبت ...تعبت من محاولة أن تكسب قلب زوجها ماذا تفعل كي يحبها ...وكي يشعر بها ... كيف تحصل علي السعادة كيف ...كل تلك اسئلة كانت تدور في عقلها دون جواب محدد ....
-اه يا سامر اعمل ايه عشان اقرب منك ...اعمل ايه عشان اكسب قلبك ...أنا نفسي انك تحبني وتحس بيا ...نفسي تنسي مرام وتعيش معايا ...انت متعرفش انا بحبك قد ايه ...أنا مبتلية بحبك ...مش قادرة ابعد وبتع*ڈب بسبب طريقتك معايا ...نفسي بس تقولي حل اعمل ايه عشان تحس بيا ...اعمل ايه عشان تحبني ...وهل هقدر في يوم انسيك مرام دي ولا هف*شل وانا هبقي اللي خس*رانة...
لم تستطع أن تحتمل أكثر من هذا ووضعت كفيها علي وجهها ثم انفج*رت بالبكاء ....تشعر أن أحدهم يعتص*ر قلبها بقوة ...لا تعرف ماذا تفعل لكي يشعر بها ...ماذا تفعل لإنجاح زواجها ...هي لا يمكنها أن تتطلق منه ...لن تتحمل ابدا ان تبتعد عنه....بالنسبة لها هي مستعدة أن تكتو*ي كل يوم بن*ار الغيرة من مرام ولكن لا تبتعد عنه ...لأن البعد عن سامر يعني المو*ت ...هي ستم*وت لو ابتعدت عنه ...لن تتحمل أن تنفصل عنه ...لذلك تحاول بكل قوتها أن تكسبه ...تعرف انها فقدت أعصابها كثيرا معه وهذا جعله ينف*ر منها ...ولكن قد وعدت نفسها انها لن تغضب مرة أخري وسوف تحاول أن تفهمه وتقترب منه ستتحمله حتي النهاية ....
رج*ف قلبها داخل صدرها وهو تراه تحت المنزل ...مسحت دموعها بسرعة وولجت للبيت وهي تقف أمام الباب تنتظره ...قررت ألا تعاتبه ولا تلومه بل ستبتسم في وجهه ...ستقف بجواره حتي يتجاوز مرام ..سامر يحتاجها وهي سوف تكون معه ...لن تتركه ابدا ...صوت مفتاح الباب جعل قلبها يقفز من السعادة ...اخيرا استطاعت رسم ابتسامة رائعة علي شفتيها ...فُتح الباب ليدخل سامر ...توقف لحظة وهو يراها تقف بهيئة جميلة ...تبتسم له بلطف ...لم تعاتبه أو تصر*خ به كما توقع ولكنها تبتسم فقط ...تبتسم بحب ...حب بحث عنه اليوم في عيني اخري فلم يجده ...اغلق الباب ولم يشعر بنفسه الا وهو يجذب كارما إليه لكي يقبلها ...وسرعان ما ذابت هي بين يديه ...بعد برهة ابتعد عنها ثم حملها بلطف وولج بها الي غرفتهما سويا كي يمتلكها بالكامل....
....
بعد قليل نهض عنها ببرود ...كانت كارما تنظر إليه بذهول ...كانت تشعر بشيئا ما خطأ ...وقف سامر بجوار الفراش وارتدي ملابسه ..
-سامر ..رايح فين ؟!
قالتها هي بتوتر ...نظر إليه وقال بنبرة جليدية:
-عايزة ايه تاني ...اللي عايزاه حصل وتممت جوازي بيكي ...مش ده اللي كنتي قار*فاني بيه الايام اللي فاتت ..اهو خليتك مراتي فعليا ...اي خدمات تانية!!!!
.............
في اليوم التالي
انتهت مهرا من ارتداء ملابسها وتجهيز نفسها ثم نظرت إلي المرآة وهي تبتسم ...رغم الظروف المق*يتة المحيطة بها إلا أنها ما زالت محافظة علي أناقتها جيدا ...هي لا تليق بهذا المكان فكرت بحزن ...هنا ليس هناك ادني خصوصية ...كيف يمكن أن تظل هكذا طيلة هذا الوقت ...هي لا تتحمل لذلك قررت أن تذهب لجدها اليوم وتتوسل إليه ليشتري لها منزل او حتي تذهب للعيش معهم في منزل جدها الكبير ...لكن هنا هي ټموت بالبطئ ...حتي الاكل هنا ليس بمستوي ما كان يُقدم في منزلها....لقد صدمها المستوي الذي يعيش به ادم ...كيف يتحمل تلك الحياة ...وكيف يسمح له جدها أن يعيش هكذا وهو حفيده ...الا يجب أن يساعدهم قليلا لتحسين أوضاعهم المادية !!!علي الرغم من ضيقها بسبب المستوي الاجتماعي لعائلة آدم إلا أنها تشعر بالشفقة عليهم والحزن ...هم يستحقوا أن يعيشوا بمستوي افضل من هذا ...لهذا قررت أيضا أن تكلم جدها كي يساعدهم ...سوف تتولي تلك المهمة وتعتبرها كرد جميل لما فعله ادم معها ...سوف تقنع جدها اليوم بكل تأكيد حتي يوافق ...من يعلم قد ينتقلوا جميعهم للعيش في منزل جدهم الكبير ...
ابتسمت مهرا بحماس وهي تفكر أن خطتها لو نجحت سوف تكون سعيدة للغاية ...فقضاء كل ذلك الوقت في هذا المنزل سوف يجعلها تفقد عقلها بكل تأكيد ...هي تأمل فقط أن يوافق ادم والا يقف في طريق نجاح خطتها ولكن من ناحية أخري قد يكون ادم يريد هذا كي يرتاح ...فهو يتحمل مسؤولية كبيرة ...فكرت مهرا في ادم فجأة ...ذلك الشاب الغريب الذي اقتح*م حياتها فجأة ...تضايقت منه في البداية ولكنها لن تنسي ابدا أنه أنقذها من مروان ...شعرت بالاعجاب الشديد تجاه ادم ...فكرت بصراحة ...هذا الشاب مذهل ...هو مسؤول وطيب رغم انفعاله السريع ...يحترم جميع الناس ويساعدهم ...لقد ساعدها رغم التوتر الذي بينهم ...وايضا هو مرح ...لا يعاملها بسو*ء كما توقعت ...صحيح احيانا كلامه يجر*حها ولكنه يعود مرة أخري لينسيها ما قاله بلطفه ومزاحه معه ...تري كيف ستعيش مع رجل بهذا المزاج الغريب ...كيف ستتلائم معه ...تري في الوقت الذي ستعيشه معه هل سيتغير شئ ...هل هو من سوف يتغير ام هي ....تلك الأسئلة كانت تؤ*لم رأسها ...هزت رأسها وهي تخرج تلك الأفكار من عقلها ونظرت الي نفسها نظرة تقيمية...كانت ترتدي قميص من الدانتيل يلتصق بها مبرزا جمال.خصرها النحيل ...وجيب اسود لا يصل الي ركبتها ...شعرها الأشقر تركته منسدلا وزينت شفتيها بأحمر شفاه داكن ووضعت علي رموشها ماسكرا من النوع الفاخر ...كانت تبدو مذهلة حقا ...تسلب العقل.....تري هل سينبهر بها ادم عندما يراها ...هل سيحب أسلوبها في التأنق...فكرت للحظات ثم سرعان ما هزت رأسها بقوة وهي تو*بخ نفسها؛
-وانتِ مالك يا مهرا يحب هدومك ولا لا ...مهتمة برأيه ليه ...ده أنتِ غريبة فعلا ...
ابتسمت واكملت وهي تزرع داخلها الثقة وتقول:
-المهم أن شكلك شيك وعاجبك أنتِ ...بلا ادم بلا غيره ...
سحبت حقيبتها الغالية وهي تخرج من الغرفة...
كان آدم جالس علي الأريكة ينظر إلي ساعته ويقول:
-ما حد يدخلها يا جماعة يشوفها ما*تت ولا ايه بقالها ساعة ونص بتلبس !
ابتسمت ليلي وكادت أن تتكلم ولكن خروج مهرا أوقفها عن الحديث ...توسعت عينيها بدهشة واطلقت صفير دون ان تدرك وقالت:
-اوتفيت هايل بس يا خسارة مش هتطلعي بيه...
بهت وجه ادم وهو يتأملها وشعر بغليا*ن الډم في عروقه وقال:
-روحي غيري الز*فت اللي انتِ لابساه ده وامسحي المكياج التقيل اللي علي وشك ده ..أنتِ ماشية مع راجل مش طرطور يا هانم !!!
............
-حلو الفستان ده ...
قالها ادم بلطف مشيرا إلي فستان مهرا الازرق الطويل الذي ارتدته بعدما غيرت ملابسها ...كان يدرك أن حياة وتفكير مهرا مختلف تماما وهو يجب عليه أن يتفهم هذا ...ولكن احيانا لا يستطيع أن يسيطر علي اعصابه....هو لا يمكن أن يسمح لزوجته أن تخرج بهذا الشكل ...ومهرا أيضا كانت متعاونة فهي ذهبت وبدلت ملابسها بكل هدوء وارتدت فستان ازرق طويل واسع كان يبدو اجمل عليها من ما ارتدته في السابق...
علي الرغم من أن إبداء ادم إعجابه بفستانها قد أسعدها إلا أنها حافظت علي تجهم وجهها وقالت :
-شكرا .. بتمني يعدي اليوم علي خير ومتهز*قنيش اكتر من كده ...
-انت اسف ...أنا عارف ان التغيير ده صعب عليكي بس بكرة تتعودي ولو متعودتيش حتي ...كده كده الوضع مؤقت وهترجعي لحياتك القديمة متقلقيش ...
سيرة الانفصال اوج*عت قلبها مجددا ...هي لا تدري حقا ما بها ...ما تفكر به لن يحدث ...هي مختلفة تماما عن ادم ولن تستطيع أن تتأقلم معه
خرجا من العمارة التي يسكنان بها ..
..
-فين عربيتك ؟!
قالتها مهرا ببراءة وعينيها تدوران في الحي البسيط الهادئ الذي يقطن به ادم ...
ضحك ادم فجأة وقال:
-عربية مرة واحدة ؟!لا يا مهرا أنا مش معايا عربية ولا حاجة لسه موصلتش للمستوي ده ...
بهتت هي وقالت:
-اومال العربية اللي جينا فيها امبارح دي ايه ؟!..
أجابها ببساطة وقال:
-دي عربية واحد صاحبي الله يباركله هو اللي عرض عليا يساعدني ويستخدمها في زفتي ...
ابتلعت ريقها وقالت:
-اومال انت بتستخدم ايه لو رايح مكان ...تاكسي برضه..أنا المرة اللي فاتت افتكرت انك اخدتني في تاكسي لأن عربيتك عطلانة ولا انت بتستخدم اوبر ...
ابتسم مرة أخري وقال:
-لا يا ستي أنا يستخدم ميكروباص...
-ميكرو...
تلعثمت مهرا وهي تنطقها فضحك ادم وردد:
-ميكروباص ...ميكروباص يا مهرا ...دي عربية كبيرة بيستخدمها عامة الشعب اللي زينا ...بس لانك عروسة جديدة مفروض ومن مستوي راقي مش هصدمك اكتر من كده وهنركب تاكسي...بس الاول تحبي تروحي فين ؟!
ابتلعت ريقها وقالت:
-ايه رايك تختار انت بلاش أنا ...
هز رأسه وقال :
-لا أنا مش راجل قليل الذوق للدرجادي ...الفسحة دي ليكي اختاري أنتِ براحتك ...
ابتسمت بحماس وقالت:
- انا حابة المرادي أخرج خروجاتكم ...فاكر لما روحنا نجيب فستان ودخلتني مطعم اكل أكلة كده اسمها شكري تقريبا ..أنا نفسي اكل شكري ...
لم يستطع ادم تمالك.نفسه أكثر من هذا وانف*جر من الضحك...وقال:
-شكري ايه يا مهرا ..اسمه كشړي ... كشړي ...
ضحك مرة أخري وهو لا يستطيع أن يتمالك نفسه لتنظر إليه بإحراج:
-ما خلاص يا آدم.غلطت يعني مش القيامة قامت بعدين أنا أكلته مرة واحدة معاكم ...صحيح كانت تجربة مش حلوة اوووي بس طعمه حبيته ...
ابتسم لها بلطف وقال:
-اصل شكري ده اسم واحد صاحبي
..انسان يعني فتخيلت أننا في مطعم وبناكله والتخيل بصراحة كان فظيع ...عموما يالا يا ستي ناكل شكري ...يوووه قصدي كشړي ...
-ده انت بارد ...
قالتها بغيظ ليضحك هو ويسحبها من كفها خلفه للشارع الرئيسي ...أوقف تاكسي وفتح الباب لكي تركب. ثم ركب بجوارها وعلي ثغره ابتسامة هادئة وقد بدت عينيه الزرقاء صافية للغاية !!...
......
بعد قليل في محل الكشري ...
كانت يجلسان سويا علي أحد الطاولات ... تغمض مهرا عينيها وهي تشم الرائحة وتشعر أن الرائحة تنسل لقلبها ...
اخيرا قد وصل الطلب الخاص بهم ...مسحت المعلقة بمحرمة ورقية وامسكت عبوة الشطة ولكن وضعتها مرة أخري وهي تتذكر ماذا حدث اخر مرة ...
ابتسم ادم وقال:
-الشطة والكشري مينفعش نفرقهم عن بعض ...بس نحطهم بعقل ...أنتِ المرة اللي فاتت افت*ريتي شوية ..
ابتسمت بإحراج وقالت:
-افتكرته كاتشب ...
ابتسم وهو يتناول عبوة الشطة ويضع القليل منه علي طبقها ثم امسك معلقتها وأخذ بضعا منه ومد يديه كي تأكل منه ...احمرت بخجل ولكن تناولت من يديه فقال؛
-ها ايه رايك ...
أغمضت عينيها وهي تقول بإستمتاع:
-delicious !
ابتسم واعطاها المعلقة وقال:
-Bon apetit
اتسعت عينيها بذهول ليبدأ هو في تناول طعامه بهدوء ..
... . .....
بعد أن خرجا من محل الكشري ...نظر ادم لها وقال بلطف:
-تحبي تروحي فين تاني ؟!
-ممكن اروح لبيت جدي وماما ...وحشوني اووي ...
ابتسم وقال:
-اكيد هاخدك هناك ...وهما كمان مرحب بيهم أنهم يزوروكي كمان في بيتنا ...يالا هوقف تاكسي ونروحلهم ...
ابتسمت مهرا وقالت بلطف:
-شكرا ليك ...
كانت سعيدة للغاية...فهو حتي الآن يتعامل معها بلطف بالغ الحقيقة ...
....
بعد قليل ...
خرجا من سيارة الأجرة...
-ادخلي واتصلي بيا لما تخلصي ..
قالها ادم عندما توقفا أمام منزل جابر عزام ...رفعت مهرا حاجبيها وقالت:
-اتفضل معايا ليه مش عايز تدخل ...ده بيت جدك ...
-جابر عزام مش جدي ولا يقربلي ...
قالها بنبرة قاطعة ووجه جامد جعلها ترتعش بتوتر ثم أكمل وقد انبسط وجهه قليلا وقال:
-لما تخلصي رني عليا علشان اجي اخدك ...مفهوم ...
هزت مهرا رأسها وهي لا تريد أن تعارضه حتي ...إصراره علي إنكار قرابته لجده غريب للغاية ...مهرا تري في عيني ادم ك*ره لجدها لم تراه من قبل ...يوجد شيئا بينهما لا تعرفه بالضبط ..والدتها أخبرتها عدة أشياء ولكنها متيقنة أن والدتها احتفظت ببعض التفاصيل ولم تخبرها ...كان فضول مهرا يتصاعد. ..أرادت أن تعرف ماذا فعل جدها لينال كل هذا الكر*ه ...هذا ما كان حقا يذهلها ...فجدها كان دوما شخص طيب حنون ...لم يقس*و عليها إلا عندما تفعل شيئا خا*طئ ...دللها كثيرا واعطاها الكثير من الحب لدرجة أنها لم تشعر بمرارة اليتم ...فكيف ادم يكر*ه شخصا رائعا مثله ؟!!هذا ما كانت تتعجب منه ...تنهدت وفكرت أن الان يجب عليها أن تقنع جدها لكي يساعد ادم ...ليس عدلا أن يكون جدها فاحش الثراء بتلك الطريقة وحفيده يعاني من الف*قر ...هي لن تسمح بهذا ...يحب أن يكون جدها عادل بينهم ...فحالة ادم المادية سي*ئة للغاية وهو يضطر أن يعمل عمل متواضع ليجني مال وينفق علي عائلته...
ولجت مهرا الي المنزل ...
... .
-مهرا ...مهرا وحشتيني ...
قالتها مروة وهي تندفع الي احضان مهرا وتضمها إليها بقوة ثم أصبحت تقبلها بقوة وهي تغمض عينيها ...كانت تشتاق جدا الي ابنتها ...في اليوم والنصف التي غابت عنها كانت تتساءل تري ماذا تفعل وكيف تعيش ...هل اعتادت الأمر أم أن هناك مشا*كل حدثت ...أسئلة كثيرة كانت تدور بعقلها ...لم تنام جيدا بسبب خۏفها علي ابنتها ...كانت مهرا تبتسم بحب وهي تنظر الي والدتها وقالت:
-وحشتيني اووي يا ماما ...رغم اني لسه شايفاكي اول امبارح ...بس لما بعدت عرفت اني بحبك اووي وانك بتوحشيني اووي ...أنا نفسي ارجع واعيش معاكم هنا ...
ارتبكت مروة وقالت بحذر :
-يا حبيبتي احنا مش قولنا هتعيشي مع ادم مؤقتا وبعدين هتطلقي و...
قاطعتها مهرا وقالت :
-عارفة اتفاقنا يا ماما ...بس الموضوع صعب اووي ده مش ادم لوحده ...أهله كلهم عايشين معانا ...أنا حاسة اني عايشه في اسانسير ...البيت صغير اووي ...يعني بعد ما كنت متعودة علي ده كله هيبقي صعب عليا اتأقلم مع ادم ...
تنهدت مروة وقالت:
-حاسة بيكي يا حبيبتي والله بس لازم نعمل كده استحملي معلش ...
تنهدت مهرا وقالت:
-هستحمل حاضر ...المهم فين جدي اسلم عليه ...
-هتلاقيه في مكتبه ..
قالتها والدتها بهدوء لتندفع مهرا الي مكتب جدها ...
...
-مهرا !
قالها جابر بإشتياق ونهض وهو يفتح ذراعيه ...اندفعت مهرا الي أحضانه وقالت :
-وحشتني اووي يا جدي ..
-وانتِ كمان وحشتيني يا قر*دة والله ... وحشتيني اووي ...
جلست مهرا في المقعد المقابل له ليقول هو:
-ها طمنيني ادم ضا*يقك ولا حاجة ...قدرتي تتأقلمي...
تنهدت مهرا وقررت أن تنفذ خطتها !!
.......
في جامعة ليلي ...
خرجت ليلي من الجامعة بعد يوم طويل قضته في المحاضرات ...تشعر أنها بالايام الماضية تحا*رب مع المواد ...عقلها يكاد ينفجر من كثر ما درست ...الاختبارات لا تنتهي والمحاضرات لا تنتهي ...فقط عمرها ما ينتهي وطاقتها ايضا ...ولكنها تعود وتفكر أن هذا حلمها ...هذة حر*بها وهي سوف تخوضها للنهاية ...
-انا حاسة اني بقيت جا*رية للدكاترة يا ليلي ...بجد حاسة اني هم*وت ...
قالتها ميار بتعب فابتسمت ليلي بتعب مماثل وقالت :
-معلش يا ميار لازم نتعب عشان نوصل ...
-بس مش كل يوم امتحانات يا ليلي ...بجد تعبت ...الامتحانات مبتخلصش خالص ...أنا عايزة اخد فترة نقاهة كده اسبوع مجيش الكلية دي خالص ...
ضحكت ليلي وقالت مستحسنة الفكرة .:
-بيني ما بينك يا ميار وانا كمان نفسي بس أبيه مش هيخليني اعمل كده ...ده ممكن ياكلني ....
وضعت ميار كفها علي قلبها وقالت:
-ابوس ايديكي متفكرنيش بالمز اللي طار.مني. ..أنا عايزة اعمل موف اون منه يا ليلي وانسي أنه راح لغيري ...
-هتنسي يا اختي متقلقيش ...أنتِ قلبك كوافير ميتخافش عليكي ...
ضحكا سويا ليقترب فتي صغير يحمل باقة ورد كبيرة ويقول:
-انتِ ليلي ..
نظرت ليلي بدهشة للفتي وقالت:
-ايوة يا حبيبي ...
قدم لها الباقة وقال:
-خطيبك سابلك ده ...
اخذت منه الباقة بذهول ليركض هو بسرعة .. فقالت ميار:
-بت أنتِ اتخطبتي امتي يا من*يلة ومقولتليش ...
-يا بنتي والله ما اتخطبت ولا اعرف ايه الحكاية ..
كانت ليلي تقولها بذهول وهي تتأمل باقة الورود الحمراء ...
وجدت عليها بطاقة ...اخذتها وفتحتها لتجد أحد كلمات محمود درويش :
-(في قانون الحب، الصباح الذي لا تسمع فيه صباح الخير ممن تحب، يبقى ليلاً حتى إشعار آخر ♡)
وتحت كان مكتوب امضاء (من غرق في حبك ولم يستطع النجاه)
كانت ليلي مذهولة....ولم تعرف من بعث لها تلك الازهار أو الرسالة ..كان قلبها ينبض من الخۏف أو الإثارة ...لم تكن متأكدة بعد ......
..
ومن بعيد كان ينظر إليها هو ...كان مروان يقف وعلي وجهه ابتسامة واسعة ...هو سوف يحصل علي تلك الفتاة ...سيحصل عليها بكل تأكيد ..
.........
خرجت مهرا من المنزل لتجد ادم أمامها ينظر إلي ساعته ...نظر إليها فجأة وابتسم ابتسامة خفيفة ... اقتربت هي منه ووجهها مشرق .
-خلاص نروح ...
هزت رأسها وسارت بجواره ...نظر إليها وقال :
-حابة تروحي مكان تاني ...ممكن ملاهي ولا اي حتة حباها ...است*غلي الفرصة عشان بعد كده نادرا ما هتتفسحي ..
ضحكت هي وقالت:
-لا شكرا خلينا نروح ...انت تعبت النهاردة شكرا ...
-ايه ده لسانك مطلعش بيحدف دبش بس ...تقدري تقولي كلام حلو كمان ...دي بشړة خير دي ..
قالها ثم ضحك أشار هو الي سيارة أجرة وقال:
-كويس هروحك عشان اروح للشغل ...
توقفت سيارة الأجرة وركبا سويا ...نظرت مهرا الي ادم وهي مترددة ...هل تخبره بالخبر السعيد ...اتخبره أنه غير مضطر للعمل مرة أخري وان جدها سوف يتكفل به...لقد وافق جدها بسهولة أن يساعد ادم ...لا تعرف هل كذبها عليه صواب ام لا ...هل سيغضب ادم لأنها طلبت من جدها مساعدة بإسمه...كل تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها وهي متوترة قليلا ...فآدم شخص عصبي للغاية ...ولكن كان لديها أمل أن يتفهم دوافعها ويعرف أنها لا تقصد الا كل خير ...هي بالطبع لا تريد احراجه ولكن هذا حقه ...اليوم تكلمت مع جدها بصراحة وجدها وافقها الأمر ...
ابتسمت مهرا وهي تتذكر حديثهما ..
فلاش باك ...
-جدي بصراحة أنا مش هقدر اتحمل الوضع ده ...أنا عايشة في بيت صغير مع ادم وعيلته ...مفيش اي خصوصية وانا مش متعودة...أنا قضيت هناك وقت قليل وحاسة اني بجد مخ*نوقة ..
تنهد جابر بتعب وقال:
-للاسف ادم اتفق معايا علي كده يا مهرا ...مفيش في أيدي حاجة اعملها ...وادم عنيد جدا ...طالعلي ويمكن اعند مني...محدش يقدر يقنعه يعمل حاجة هو مش عايزها ...صعب صدقيني ...
ابتلعت ريقها وقالت:
-مش ممكن يكون مكسوف ما يطلب منك ...شوف يا جدي أنا مش عارفة ايه اللي بينكم بالضبط ...وليه العلاقات مت*وترة بالشكل الغريب ده بس ادم حفيدك مينفعش تسيبه هو وعيلته كده ده مش عدل ..
نظر جابر بعيدا ...هو لا يكر*ه ادم أو أي أحد من أحفاده ...ولكن حسناء...حسناء هي عد*وته وسوف تظل عد*وته حتي ېموت ...هو يفضل أن يراها مي*تة علي أن يساعدها...
أمسكت مهرا كف جدها وهي تقول:
-ادم حالته المادية س*يئة جدا ومسؤولياته كتير ...وشغلته متواضعة اووي يا جدي ...مينفعش نسيبه كده انت لازم تساعده ...تشوفله شغل احسن ...بيت اكبر ...وبصراحة أنا عايزة بيت خاص بيا أنا وهو مينفعش اعيش مع عيلته الوقت ده كله ...فاهمني يا جدي ...
صمتت واحمر وجهها وهي تخترع كذ*بة وتقول:
-بصراحة ادم اللي طلب مني أن حضرتك تشوفله شغل ...
كان جابر ينظر إليها ...يعلم أنها كاذ*بة ...مهرا لا تعلم ولكن ادم يرفض اي مساعدات مالية من جده ...حتي أنه رفض أن يأخذ أي أموال ولا حتي حق والده في الثروة ...ادم يقول دوما ان هذا المال ملعو*ن ...
ابتسم جابر وقال:
-يا ستي قوليله اني هشغله في شركتي من بكرة كمان وهديله اللي هو عاوزه خليه يعدي عليا بكرة ....
باك ...
عادت من شرودها عندما وصلا الي المنزل ...
...
-ادخل مهرا وادم الي المنزل الصغير وعلي وجه ادم ابتسامة هادئة ...كان البيت هادئ...طبيعي ليلي في الجامعة ومرام في العمل ...كاد ادم أن ينادي علي والدته عندما أوقفته مهرا وقالت:
-ادم حابب اقولك حاجة ...
-قولي...
ابتسمت بحماس وقالت:
--انا طلبت من جدي يشوفلك شغل وهو وافق ...
-نعم يا اختي ...
صړخ بها بعن*ف وامسكها من ذراعها وهو يز*عق:
-مين طلب منك انك تكلميه
..انطقي مين !!!
اړتعبت وهي تنظر إليه وقالت:
-كنت حابة اساعدك...
-وانا مطلبتش انك تساعديني ...أنا طلبت منك أنتِ بتتصرفي من دماغك ليه ...أنتِ غب*ية ...فاكرة انك مراتي بحق وحقيقي ...فوقي يا ماما أنا اتجوزتك عشان اداري فضي*حتك السودا دي ...
لم تشعر مهرا بنفسها الا وهي تص*فعه بقوة !!!
صلوا على الحبيب المصطفى 🌺
الفصل الثاني عشر (اطردها!)
وجهه احمر من الڠضب ...وبرقت عينيه بشكل مخي*ف ...كان لا يصدق انها اقدمت علي فعل هذا ...ضم كفيه بقوة وهو يمنع نفسه أن يفعل أي شئ ...ظل لبضعة دقائق ينظر إليها پغضب ...اما هي فتراجعت وهي تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها من شدة الر*عب ...كانت تنظر إليه بعصبية وتوتر وهي تنتظر الخطوة التالية ...ربما الضړب او الاها*نة ...ولكن ما سيفعله لن يكون اسو*أ مما قاله منذ قليل ...فما قاله قد قت*لها ...لم تتخيل ابدا ان يكون ادم بتلك القس*وة...ان يجر*حها بهذا الشكل ...ارادت ان تصرخ به ..لكن ما فعلته الآن جعل الامور تنقلب عليها.....ادم لن يسامحها علي هذة الصڤعة ...اقترب ادم بشړا*سة لتبتعد هي پخوف وعينيها مشبعة بدموع الخۏف والر*عب ...امسك هو ذراعها بقوة وهو يقربها منه ويقول من بين اسنانه:
-ايه اللي عملتيه ده انطقي!!!
ارتجفت بړعب وقالت بتلعثم:
-ان...انت ..
-اخرسي ....اخرسي يا مهرا ...اياكي تتكلمي ....
دفعها وقال :
-غو*ري من وشي دلوقتي والا وديني مش هخلي في وشك حتة سليمة ...انتِ فاهمة ولا لا ...غوري يالا اوضتك ومش عايز اشوف وشك ...يالا ...
ارتعشت مهرا پخوف ثم أسرعت الي غرفتها وأغلقت الباب پعنف ...نظر ادم الي باب الغرفة وهو يشعر ببركان من الڠضب يشت*عل داخله ...هو يح*تقر من يض*رب النساء ..ولن يفعلها ابدا ...ولكن في تلك اللحظة أراد حقا أن يخ*نق مهرا حتي يسلب روحها ...كان غاضب للغاية منها....غاضب لأنها تكلمت باسمه وطلبت من جابر عزام عمل ...هذا الرجل الذي يكر*هه من كل قلبه ...
-ادم انت جيت ؟!
قالتها حسناء وهي تخرج من غرفتها...كان مظهرها يوحي بالتعب وما زال النعاس يسيطر علي وجهها بالكامل . ...اقترب ادم بقلق من والدته وقال:
-انتِ كويسة يا امي فيه حاجة ...
هزت راسها بالايجاب وقالت:
-انا كويسة يا حبيبي بس كنت نايمة وسمعت صوت الباب بيتقفل فيه حاجة يا آدم ...
اقترب وقبل رأسها وقال:
-لا يا ست الكل مفيش ...انبسطنا النهاردة الحمدلله واهو رجعنا ...
نظر مرة أخري إلي والدته والقلق ينه*ش به وقال:
-امي بالله عليكي قوليلي مالك شكلك مش عاجبني ...وشك احمر كده ليه ..خلينا نروح الدكتور طيب ...
ابتسمت بتعب وقالت :
-والله مفيش حاجة يا حبيبي انا كويسة ...أنا عملتلك رز بلبن اللي بتحبه روح اغرفلك طبق وادي مراتك انا هروح انام لاني مرهقة شوية وصحيني شوية عشان اجهز الاكل لاخواتك ...
كان القلق يستبد بقلب ادم وهو لا يقتنع بكلام والدته ...يشعر أن بها شيئا ما ولكنه لا يعرفه وهي بالطبع لن تقول ...
قبل هو رأسها مرة أخري وقال:
-روحي ارتاحي أنتِ وانا هعمل كل حاجة متقلقيش يا ست الكل ...
ابتسمت حسناء له ثم دخلت الغرفة اتجهت الي الفراش وسقطت عليه وهي تشعر أن جسدها ساخن للغاية كما أن هناك صداع شديد يفت*ك برأسها ...
.....
كان آدم يقف في المطبخ يغسل الدجاج وباله مشغول بتلك الصف*عة التي تلقاها من مهرا ...كما أنه يشعر بالضيق لانه كلمها بهذا الأسلوب ...ولكن يعلم الله أن مهرا قد تجاوزت حدودها بكلامها مع جابر عنه ...هو لن يسامح جابر ولن ينسي أنه كان السبب في مو*ت والده ..هذا مستحيل ...اغمض عينيه بتعب وهو يعترف أنه أيضا قابل خطأها بخطأ اكبر ...ما قاله سئ للغاية خصوصا انها تعرضت للخداع ولا ذنب لها فيما حدث ... هز هو رأسه وهو يخرج الأفكار من عقله واتجه لطهي الطعام من أجل إخوته !!
............
-مين المعجب السري ده يا لولا ؟!
قالتها ميار وهي تغمز لليلي بينما ليلي تمسك الورود وهي تنظر إليها بذهول ...كان تشعر ان قلبها يذوب من هذا الاهتمام المفاجئ ...لا تعرف ما بها ...قلبها لا يدق بتلك السهولة ابدا ...إذن ما تلك المشاعر التي ها*جمتها فجأة ...كانت ليلي لا تفهم اي شئ ...بل تنظر إلي الورود بذهول حقيقي ...بينما من بعيد كان مروان يراقب رد فعلها وهو يبتسم ...يبدو أن شقيقة ادم سوف تقع بسهولة في يده ...ابتسم بإنتصار وهو يفكر أنه سوف يد*مر ادم عن طريق شقيقته ...سيدفع ثمن ما فعله غاليا ...هو لن يسامحه ابدا علي ضر*به له ...كان يستطيع أن يزجه به الي السچن ولكنه قرر أن يفعل ابش*ع شيئا قد يفعله الإنسان ...قرر أن يط*عنه في شرفه ...ليلي كأي فتاة لها مفتاح معين لسر*قة قلبها وهو عرف هذا المفتاح جيدا وسوف يحاول ويحاول حتي تهيم به بجنو*ن ...سيأخذ كامل وقته معها ولن يدعها تفلت من بين يديه ابدا ...سيغرقها بالهدايا حتي تصبح ملكه ...
-بت يا لولا اتكلمي تعرفي مين ده ...
هزت ليلي رأسها وقالت:
-والله لا يا ميار معرفهوش ...ولا مهتمة اصلا اعرفه. ..أنا مالي ...شكله واحد عب*يط ...
ثم مشت الي سلة القمامة التي بجوارها والقت بها الورد ...
بهت مروان وهو ينظر إليها كيف ألقت الورد بكل ذلك البرود ...كان لا يصدق ...اي فتاة كان ليطير عقلها ...حتي أنه ظن أن ليلي سوف تفرح به وتحبه ...ولكن اتضح أنها ليست سهلة علي الاطلاق ...لا مشكلة ...هو لن يستسلم ابدا ...سيظل يغرقها بالهدايا حتي تستسلم له ...هي لعبته وهو لن يترك لعبته لشخص غيره ...
ارتدي نظاراته وركب سيارته ثم انطلق بها...
....
-رميتي ورد بالجمال ده في الزبا*لة يا مفتر*ية ...
قالتها ميار پصدمة لتهز ليلي كتفيها بالامبالاة وتقول:
-اومال اعمل بيه ايه يا ميار ...اكله مثلا؟!ثم ده جه من حد معرفهوش مينفعش اقبله...
-يا ستي ممكن يكون معجب سري ...
هزت راسها وقالت:
-لا معجب سري ولا غيره يا ميار ...أنا حاليا مشغولة في دراستي ومش فاضية لكلام الروايات دي ...
هزت ميار رأسها وقالت:
-انتِ فقرية زي اخوكي يا بيبي !
..........
كانت تجلس في صالة المنزل ...تجلس علي المنضدة الكبيرة وتنظر الي كتبها وهي تشعر ان الكلمات متداخلة ..قلبها ينبض بطريقة عجيبة ...وعقلها مع تلك الورود التي القتها في القمة*أمة وهي تدعي انها لا تهتم ولكنها للأسف كانت مهتمة...لا تعرف لماذا ولكن هذا التصرف سل*ب قلبها...رغم جه*لها بهوية من بعث الورود ...لم تكن ليلي تعاني حتي من قلة الاهتمام بل دوما كانت تعاني من الكثير من المطا*ردات ...لقد لاحقها العديد من الشباب كي يرتبطوا بها الا انها اغلقت قلبها تماما ...لانها تربية آدم ...وادم رباها ان تحتفظ بقلبها حتي يأتي نصيبها وهي فعلت ما قاله ...لم تسمح لأي احد ان يقترب منها او أن يتجاوز حدوده معها....ظلت دوما محافظة علي قلبها ولم تهتم لأي محاولة اقتراب منها ولكن لا تعرف لماذا اليوم قلبها يدق بتلك السرعة ...لا تعرف لماذا فقدت تركيزها تماما ...لا تعرف كيف شخص مجهول الهوية بعثر دقات قلبها بتلك الطريقة ...دقات قلبها تزداد ويزداد رع*بها ان تهيم بهذا الاهتمام ...تنهدت وهي تهز رأسها وتتساءل ماذا تفعل الان ...هل تخبر شقيقها بما حدث أم تنتظر ...ولكنها سوف تقلق ادم أكثر ...كانت خائڤة أن تغلبها اهواءها ...تحاول دوما أن تتذكر نصيحة أخاها...
-يارب ساعدني ...
قالتها وهي تربت علي قلبها الم*نهك ثم بدأت بالنظر في الكتب وهي تحاول استعادة تركيزها ...هي لن تدع أي شخص عاب*ث يسيطر علي تفكيرها ...ولو اتتها اي هدايا مرة أخري سوف تخبر أخاها لتري من هذا الذي يتجرأ ويعب*ث معها ..ابتسمت بثقة واخبرت نفسها انها ليست من ذلك النوع من الفتيات التي تسقط بسهولة ولن تكون هكذا هي ناضجة وتعرف ان الحب ما هو إلا تضييع للوقت وان دراستها الان هي الأساس ...دراستها وعملها هما من سيرفعوا شأنها ...والحب سوف يأتي لاحقا ...هي تدرس الطب ويجب عليها ان تركز ...أقل تشتيت لها سوف يتسبب بکاړثة وقد تفشل في دراستها والدليل هو الآن ..هي تجلس أمام الكتب منذ وقت طويل ولم تستوعب اي شئ لأنها تفكر في هذا المجهول ...هزت راسها بع*نف مرة أخري ثم ضر*بت رأسها وهي تقول:
-ركزي يا ليلي في دراستك بلا حب بلا كلام فاضي ...
فجأة انتفضت عندما اتتها ص*رخة ادم من المطبخ ...نهضت پخوف وذهبت الي المطبخ بسرعة ...خرجت مهرا أيضا من الغرفة وقلبها يدوي بعن*ف وهي تسمع صرخته ...
وما هي إلا لحظات وقد كان الجميع بالمطبخ ينظرون إلي ادم الذي يمد كفيه الي الامام والحمار يغطيهم بينما مرام تقف بجواره وهي تحاول أن تمسك كفيه. ..
-ايه حصل.؟!
قالتها حسناء بر*عب ...
أشارت مرام الي ابريق الشاي وقالت:
-ابريق الشاي وقع علي ايديه الاتنين وهو سخن ...
اړتعبت ليلي وهي تنظر إليه واقتربت وقد ابتلت عينيها بالدموع وقالت:
-ابيه !
حاول ادم أن يكبح المه وقالت:
-متقلقيش يا لولا أنا كويس يا حبيبتي ...
خرج هو من المطبخ والجميع خلفه ...ولجت مهرا الي الحمام وهي تخرج عبوة الإسعافات الأولية التي اكتشفت انها موجودة منذ أول يوم لها هنا وجلست بجوار ادم علي الأريكة وقالت:
-لازم تغسل ايديك عشان الحړق ..
هزت ليلي رأسها وهي تمسح دموعها وتقول:
-مهرا عندها حق ...
اخذت مهرا وليلي ادم للحمام وقاموا بغسل يديه ثم خرج وطلبت مهرا إحضار فازلين ثم وضعتها برفق علي يديه وبعد قليل قامت بتضميد كفه ...كل هذا وادم ينظر إليها بذهول ...كان لا يصدق أنها تتصرف بتلك الطريقة المسؤولة
......
كانا يجلسان سويا في منزل أنس ...كان معتز يبتسم وهو يحتسي عصيره ويقول :
-قولي بقا يا أنس ايه سبب العزومة المفاجئة دي ؟!
هز اني كتفه وقال :
-يعني لازم يكون فيه مناسبة عشان اعزمك عندي يا زيزو. ..
ضحك معتز وقال:
-ما دام فيها زيزو يبقي عايز حاجة قول يا راجل علطول متتكسفش ...
حك أنس شعره وابتسم وهو يقول :
-يا ساتر عليك دائما كاشفني كده...
ابتسم معتز بلطف وقال:
-انت انسان شفاف يا انس ملكش في اللف ولا الدوران...يمكن عشان كده أنا بعتبرك أعز اصحابي ...متعرفش غلاوتك عندي قد ايه ...
ابتسم أنس وقال :
-كلامك ده يشرفني والله يا معتز ...أنا مش عارف اقولك ايه والله علي كلامك الجميل ده ..
ضحك معتز وقال:
-تقولي علي السبب الحقيقي اللي خلاك تعزمني النهاردة ...أنا شايف اسئلة كتيرة في عينيك ...اتكلم يا أنوس عايز ايه ...
تنهد انس وهو ينظر إليه بتوتر ...كان متردد ان يتكلم ...تري لو سأله علي مرام هل سيكتشف مشاعره عنها ام لا ...ماذا سيحدث إذا عرف أحد بمشاعره تلك ...تلك المشاعر التي يحاول أن يتخلص منها ولكنها تحاصره بقوة ...مرام أصبحت تحتله كليا ...تحتل كل انش من عقله ...أصبح يفكر بها ....يتحجج كي يراها والأس*وا أنها لا تشعر به....وأس*وأ شئ أنه لا يستطيع حتي أن يرتبط بها بسبب اتفاقه اللع*ين مع ليل ...
-يالا يا بني قولي فيه ايه ...شايف التردد علي وشك ليه ...
قالها معتز وهو ينتزعه من أفكاره ...ليهز أنس رأسه ويقول:
-مش عارف الموضوع اصلا مش مهم ...هو مجرد فضول عشان متفهمنيش غلط
ضحك معتز وقال:
-انس عمري ما افهمك غلط ولا اس*ئ الظن فيك ...اتكلم ومتقلقش أنا سامعك ...ها عايز تقول ايه ...
تنهد أنس وقال:
-انسة مرام ؟!
اختفت ابتسامة معتز فجأة ليشعر انس بالتوتر وقال وهي يحاول أن يلطف الوضع :
-الحقيقة اټصدمت أنها كانت متجوزة ...خصوصا انها مقالتش كده خالص ومعرفش ليه. ..
هز معتز رأسه وقال:
-ولا أنا بصراحة اعرف ...وحتي مش عارف سامر ليه طلقها ...ده عمل المستحيل عشان يتجوزها ...المستحيل حرفيا ...
-عمل ايه يعني ؟!
قالها انس يتساؤل ليرد معتز:
-خ*سر صداقتنا عشانها...
-ازاي...
تساءل انس ليرد معتز:
-انا كنت معجب بمرام جدا وكنت ناوي اتقدملها ...واول واحد صارحته بكده كان سامر ..وبس يا سيدي لقيته تاني يوم راح هو اللي اتقدملها وانا بعدها اتقدمت واترفضت...صحيح أن الموضوع نصيب بس انا مش قادر انساهاله ...
-ولسه بتحبها؟!
قالها انس وهو يحا*رب إحساسه بالغيرة ليرد معتز ويقول:
-فيه مشاعر مش بتم*وت بسرعة يا أنس ...بس مشاعري تجاه مرام حاليا تقدير واحترام أنا معايا اللي مكفياني ...مراتي اللي بحبها ومش هحب قدها ...
تنهد معتز وقال:
-عموما نصيحة يا أنس روح اتقدملها متبقاش جبان بدل ما تضيع منك ...
ضحك أنس بتوتر وقال:
-اتقدم...اتقدم ليه انسه مرام مجرد ...
ضحك.معتز بقوة وهو يربت علي ساق انس ويقول:
-حبك باين في عيونك يا برنس....الاعمي يشوفه ...اسمع كلامي واتقدملها بدل ما ټندم !
..........
ازاحت وجهها الناحية الاخري وهي متجهمة بينما أخرج هو ملابسه كي يبدلها ...وضع هو ملابسه علي الفراش ثم بدأ بخلع التيشرت الخاص به ...فجأة تأوه عندما شعر بۏجع شديد في كفيه جراء الاصاپة
..حاول ان يخلع ملابسه مرة آخري ولكنه فشل مجددا ... اغمض عينيه وهو يسيطر علي انفعالاته ...بينما الأ*لم في كفيه يشتد ...كان الأ*لم لا يطاق ...كان يجب أن يستمع الي ليلي ويأخذ مسكن ...ولكنه عنيد للغاية لا يسمع لكلام احد ويعا*ني هو في الاخر ..تنهد وقرر ان يضغط علي نفسه حتي لو شعر بالأ*لم.هو. لا يهتم ...يجب أن يتحمله ...بالطبع لن يخرج ويطلب من احد من اخواته ان يساعدوه ...ومحال أن يطلب من مهرا ...فبعد ما حدث وهما لا يتكلمان سويا من الأساس ...صحيح انها هي من ضمدت كفيه بعد أن وقع عليه ابريق الماء الساخن ولكن أظهرت بوضوح أنها ترفض التواصل معه....وهو بالطبع لن يحدثها بعد ما فعلته ...هو أيضا غاضب منها ولن يمرر ما فعلته بسهولة ابدا .....فجأة ارتعش وهو يشعر بكفها علي كتفه ..نظر إليها ليجد.مهرا تنظر إليه بوجه خالي من التعابير وتقول:
-انا هساعدك ...
هز راسه وقال ببرود:
-لا شكرا مش عايز ..أنا عارف اساعد نفسي ...
امسكته بحزم وعينيه العسلية تبرق پغضب وقال:
-انضج شوية يا ادم ...أنا هساعدك مش هاكلك ...فلو سمحت خلصني ...
ابتلع ريقه وقال بتوتر:
-قولتلك.مش عايز أنا .
ولكنها دون أن تستمع لباقي كلامه بدأت بخلع التيشرت الخاص به ...ابعدت وجهها وهي تخفي احمرارها عندما وجدته بهذا القرب وبتلك الحالة ...أمسكت قميص المنامة ثم البسته له بهدوء تام وأخذت تزرر قميصه ...كل ذلك وهو ينظر للجهة الأخري منتظرا أن تنتهي ...
-يالا البنطلون.
قالتها بهدوء وهي تمسك بنطال المنامة ...اتسعت عينيه وقال:
-نعم يا اختي ؟!!
هزت كتفها وقالت:
-ايه هو اللي نعم ...يالا عشان اساعدك في البنطلون....مش معقول انك هتنام ببنطلون الجينز ده هيتعبك ...
-لا ..لا أنا هنام بيه عادي ...
زفرت بضيق وقالت:
-ممكن تخلص لو سمحت عايزة انام ولا اجيب اخواتك.يساعدوك لأن حضرتك مكسوف مني ...
-لا لا خلاص متجيبيش اخواتي ..أخفت ابتسامتها وهي تبدأ بمساعدته لكي يرتدي بنطاله ...
....
بعد ما انتهوا نام كل طرف علي جانبيه والصمت مسيطر عليهما ...كانت مهرا ما زالت تشعر بالحزن علي ما حدث اليوم ...تمنت أن تظل علاقتها بآدم هادئة ...لا تريد المش*اكل...ولا تريد أن يعاملها بذلك الجف*اء ...حسنا هي أخطأت ولكن ما قاله قد د*مرها تماما ...لما يع*ايرها بشئ خارج عن إرادتها ؟!...كانت تغ*لي من الڠضب كلما تذكرت هذا ...لقد ظنت أنه مختلف ولكنه مثل البقية ...مثلهم جميعا ...نهضت فجأة ووقفت ...نظر ادم إليها بحيرة وقال:
-مالك فيه ايه ...
-اعتذر مني يالا ...
قالتها بأمر ...نظر إليها بدهشة لتقول وهي تمسك دموعها بقوة:
-يالا اعتذر علي اللي قولته ...اعتذر علي كلمتك أنك خبيت فضي*حتي ...
نهض بهدوء وهو يقول:
-وطي صوتك وروحي نامي
ولكنها ضر*بته علي صدره بقوة وقالت:
-قولت اعتذر يا آدم ...اعتذر يالا ..يالا لانك بتعا*يرني بحاجة مليش ذنب فيها...
صمتت قليلا وقد انسابت دموعها وشعرت بالاخت*ناق ...بدأت تبكي وتقول:
-انت كمان زيهم يا آدم بتعا*يرني وانا الض*حية ...أنا اللي اتخدعت ...أنا ...
حاول ادم أن يلمسها ولكن كفيه كانوا يؤل*مانه...كان يراها تبكي بعن*ف أمامه وهو يشعر بضميره يجل*ده ...اقترب وهو يتحامل علي نفسه ورفع يديه بصعوبة محاصرا وجنتها وجعلها تنظر إليه ...عينيها الزرقاء كانت صافية للغاية بينما يقول:
-انا اسف يا مهرا...اسف اوعدك عمري ..عمري ما هتكلم في الموضوع ده ولا افقد اعصابي بالشكل البش*ع ده ...بس أنتِ اوعديني انك متتدخليش بيني وبين جابر عزام لو سمحتي يعني ...
قربه منها بهذا الشكل وترها وعلي الرغم من الأسئلة الكثير التي كانت تدور بعقلها قالت :
-اوعدك حاضر ..
.......
كانت تقف أمام المرأة تسرح شعرها ...اقترب هو منها وهو يعانقها من الخلف ...وضع قبلة خفيفة علي عنقها ...تجمد وجهها وهي تشعر بالقلق منه ...ابتسم علي وقال:
-وحشتيني ...طول اليوم النهاردة في الشغل بفكر فيكي بجد ..
-فعلا ...
قالتها هي ببرود ليمسكها هو ويجعلها تقابل وجها لوجه ...نظر إلي عينيها وقال:
-فعلا يا ميار ...أنتِ متعرفيش أنا بحبك قد ايه ...
-ميرسي ...
قالتها ببرود ...فتجهم وجهه وقال:
-جينا للبرود اللي مبحبهوش ...مالك يا ميار ...فيه ايه ؟!
هزت كتفيها وقالت:
-مالي يا علي أنا كويسة اهو ...بس مرهقة شوية وعايزة انام ...
امسك هو كفها وقبله وقال:
-بس أنا حابب اقعد معاكي شوية ...بقولك وحشاني اوووي ...خلينا نقعد ونتكلم ...
كانت ميار تضغط علي نفسها كي لا تصرخ بوجهه...هي تعرف ماذا يريد ...هو لا يريد الكلام...بل يريد أن يأخذ حقوقه منها وهي لا تمانع ما دام سيتركها وشأنها بعد ذلك ...حاولت أن تبتسم له بلطف وقالت وهي تحاوط عنقه:
-وانت كمان وحشتني يا حبيبي ...
ابتسم علي بفرح ...بكلماتها البسيطة تلك أدخلت السرور لقلبه...قد لا تعلم ميار ...ولكنه يحبها بطريقة مج*نونة ...لذلك يتجاوز دوما عن أخطائها الكثيرة جدا ...يحاول دوما ان يتفهمها...يحاول أن يوصل لها أنه يحبها پجنون ...
اقترب منه وهو يقبلها بلطف بالغ كأنها زجاج هش ېخاف عليه من الانك*سار ...كانت ميار تغلق عينيها وهي تشعر بالاختناق ...هي لا تستطيع أن تحب علي ...لأن في قلبها ما زال يقبع ادم ...ادم ما زال يمتلكها بالكامل ...ابتعد علي قليلا لتفتح عينيها وتنظر إليه...وللحظات تخيلته ادم ...ادم حبيبها الذي حلمت دوما ان تكون له ...ادم هو كل حياتها ...حبها الاول والاوحد...
وضعت يديها علي وجنتيي علي وهي تقول بحرارة:
-حبيبي ...حبيبي ...
كان علي لا يصدق تلك العاطفة منها ...يشعر أنه في حلم ...اقترب وقبلها مرة اخري ...بقوة تلك المرة لتبتعد هي وتعانقه وتقول:
-ادم !!...
تجمد وجه علي واحمرت عينيه من الغض*ب ...
بعد لحظات ...
...
-اه ...سيبني يا علي ..
صړخت ميار وهي تبكي بينما علي يجذبها من شعرها ...دفعته ميار وهي تصرخ بر*عب وكادت ان تهرب الا انها شد*ها من شعرها مرة اخري ثم رفع كفه وصف*عها بقوة حتي وقعت علي الأرض ...اقترب علي منها وڠضب العالم كله علي وجهه ...تراجعت هي وقالت بړعب :
-علي علي ابوس ايديك سامحني ...
جلس بجوارها ثم بدأ يصفعها بقوة وسط صړاخها وقال:
-اسامحك.!!!اسامحك!!اسامحك ازاي وانتِ بتقولي اسم حبيبك القديم وانتِ معايا ...بتقولي اسمه يا ميار ...لسه برضه بتفكري فيه ...
صړخت ميار وهي تحاول ان تصد صفعاته عنها فلم.تستطع ...نهض هو وجذبها من شعرها وقال:
-اطلعي برا بيتي ...برا مش عايز اشوف وشك هنا تاني ..
-هروح فين دلوقتي ..
صړخت بر*عب وتوسل ولكنه لم يستمع إليها وهو يجذبها ناحية باب المنزل ثم فتحه ودفعها للخارج حتي سق*طت علي الأرض واغلق الباب في وجهها!!!
ثم اتجاه وجلس علي الاريكة بإ*نهيار وهو يشعر ان قلبه يعت*صر من الألم ...لا يصدق انها فعلت هذا به مجددا بعد ان اعطاها الامان فعلت هذا به ...كان من*هار....يشعر انه علي حافة الجن*ون ...بدأت عينيه تلمع بالدموع ثم انسابت وهو يدرك انه عشق انسانة لا تستحق
-ابوس ايديك يا علي افتح الباب ..احنا في نص الليل...ابوس ايديك افتحه .هروح فين دلوقتي ...يا علي ...
قالت جملتها والأخيرة وهي تبكي ...اتجه بتعب الي الباب ثم فتحه ودون أن يتكلم استدار وذهب الي غرفته واغلق الباب !
...............
في اليوم التالي ...
نهض سامر من النوم واتجه الي الفراش ...كانت كارما تدعي النوم وعندما ذهب فتحت عينيها ودموعها تنساب ...منذ ذلك اليوم الذي جعلها فيه زوجته وهو لا يلمسها....فقط يخرج لعمله ويعود ويأكل ثم يجلس علي هاتفه قليلا وبعدها يخلد الي النوم ...نفس الروتين لا يتغير ابدا ...هو يتفنن بك*سر قلبها ....يشعرها دوما أنها لا شئ ...وقد بدأت تحس في الحقيقة أنها نكر*ه ...ليس لها أي أهمية ...وهذا يحطمها ويك*سرها...هي بدأت تفقد الامل ...ولكن أملها دوما يتجدد ...مشكلتها انها مصرة علي التمسك به علي حساب كرامتها وكبرياؤها...تعلم أنها ستخ*سر ولكن ماذا تفعل هي مبتلية بحبه ...أن تركته سوف تم*وت...القرب منه اهو من أن تبتعد عنه وتفقد صوابها كليا ....لا تعرف ولكن رغم ما يحدث هي لديها أمل أن يحبها ...أن يشعر بها ...صحيح تشعر احيانا أنها س*خيفة لأنها ما زالت تأمل أن يحبها ...تري هل سيحبها يوما ...هل سينظر إليها كما كان ينظر لمرام في يوم من الايام ...ام ستظل تستجدي الحب منه ولن تجده ...تلك الأفكار كانت تر*عبها حرفيا...أنها تتوسل من الله أن يحدث أي معجزة ويحبها سامر ...وتقسم أنها لا تريد شيئا اخر...
فكرت بتعب وهي تنهض ...قررت أن تجعل هذا اليوم مختلفا وتبادر هي لعله يشعر بها ...
اتجهت الي ملابسه كي تجهزها لها ...اختارت له الالوان التي تجذبه...ثم بدأت بكيها...وبعد أن انتهت أمسكت بحذاؤه ثم لمعته جيدا ووضعته بجوار ملابسه المرتبة حتي عندما يخرج من الحمام يجدها ويرتديها فورا ...تذكرت أن حافظة الأموال الخاصة به ما زالت في بنطاله الذي ارتداه في الامس ...اتجهت الي ذلك البنطال وأخرجت الحافظة ..ابتسمت وهي تتلمسها...أنها تعشق كل شىء يتعلق به ..أغمضت عينيها وهي تفكر أنها تعشقه بطريقة ميئوس منها ..وكم حاولت أن تنساه وفش*لت تماما...فتحت الحافظة بحب ليبهت وجهها فجأة وتشعر وكأن أحدهم يعت*صر قلبها بقوة ...بدأت الدموع تتجمع في عينيها وهي تري صورة مرام ...شهقت عندما سحب سامر منها الحافظة ...نظرت إليه لتجده ينظر إليها پغضب ويقول:
-انتِ ازاي تفتشي في محفظتي بالشكل ده ...ازاي تلمسيها...مش عيب عليكي ...
-ليه صورة مرام عندك يا سامر ...صورة مرام لحد دلوقتي بتعمل عندك ايه ...
قالتها كارما ودموعها تتساقط ...كانت تشعر بأ*لم عميق في قلبها...حاول سامر الا يظهر عليه التوتر والاحساس بالذنب وقال:
-ملكيش دعوة...دي حاجة خاصة بيا ...ايه اللي مضايق حضرتك!!!
-من حقي اتضايق لما اشوف جوزي حاطط صور مراته القديمة في محفظته ...انت ايه مبتحسش ؟!
صړخت بها كارما بإنهيار ...كاد سامر ان يتحرك بعيد عنها ببرود الا انها امسكت ذراعه وقالت:
-مش هتمشي قبل ما نخلص كلامنا يا سامر ...لازم تعرف الن*ار اللي جوايا لما اعرف ان جوزي بيحب واحدة غيري ...لسه بيراقبها لحد دلوقتي ومتحسر انه متجوزهاش ...
دف*عها سامر وهو يزعق بها وقد كان يحت*رق قلبه بسبب تذكره الدائم انه قد خ*سرها للأبد؛
-انتِ اتجوزتيني وعارفة اني بحبها ...أنا بحب مرام يا كارما وهحبها طول حياتي ولو بس فكرت ترجعلي هر*ميكي برا حياتي ..لاني بك*رهك ...أنا عمري ما حبيتك ولا هحبك ...عمرك ما هتأخدي مكانها في قلبي ...عمرك ..
ثم دفعها بعن*ف حتي سقطت ارضا وأمسك ثيابه وخرج من الغرفة ليرتدي ثيابه ويخرج !!!
نظرت كارما الي اثره بذهول ...كانت لا تصدق كيف ينقلب الأمر عليها ...لا تصدق ما قاله للتو ...سير*ميها وكأنها خرقة بالية لا أهمية لها ...لن تستطع كارما تحمل الأمر وانف*جرت بالبكاء !!
كان يقف أمام منزلها...لقد مر ثلاث ايام منذ آخر مرة رآها فيها ...يعلم أن ما فعله لا يغفر ولكنه يثق أنها تحبه كثيرا وسوف تغفر له خطأه ...كان احمد متأكد من هذا بأنه يعرف كم هي تحبه ...وكم تريده في حياتها ...هو متأكد جدا أن حياة لا يمكنها أن تعيش بدونه ...فبإعتذار واحد سوف تلين...تنهد وتذكر أن في تلك الليلة لم يكن علي طبيعته ابدا ...لقد حاول أن يعت*دي عليها ...لم يكن هو ابدا بتلك الحقا*رة ...ولم يصل ابدا إلي ذلك المستوي المت*دني ولكن زواج مهرا جعله مح*طم للغاية ...لقد شعر أنه يحتضر ...ېموت ...ولم يجد ما يسكن ال*مه لذلك لجأ لحياة ولم يعي ماذا يفعل ...هو غاضب من نفسه لأنه فقد السيطرة بتلك الطريقة ...ومن حسن حظه أن حياة لا تمتلك اي نوع من الكرامة أو الكبرياء والا كانت سوف تبتعد عنه وهو من سيتد*مر...لقد خاف الايام السابقة ان تطلب من المحامي أن يطرده بسبب فعلته ولكن لدهشته لم تطلب هذا بل اختفت تماما عن الأنظار ...وهو اتي اليوم لكي يعتذر لقد كان يأتي كل يوم ليراها ولكنها لم تكن تخرج من المنزل ...ولكنه قرر اليوم أن لم تخرج سيصعد هو لها....انتبه وهو يراها تخرج من منزلها لأول مرة منذ ثلاث ايام ...كانت متشحة بالسواد كليا ...ملامحها الجميلة متجهمة ووجهها صافي وخالي من مساحيق التجميل...فتحت سيارتها الحمراء واستقلتها ثم انطلقت ...اسرع احمد وركب سيارة اجرة وذهب وراها ...
....
بعد ربع ساعة تقريبا ...توقفت حياة أمام مقب*رة ما ثم نزلت من سيارتها ودخلت تلك المقب*رة ...دخل هو خلفها دون أن تشعر ...كان هي تمشي وهي منهكة ...تشعر أنها تنز*ف من الداخل ...كلما اتت هنا وأدركت أنها خس*رت الأهم في حياتها تتح*طم كليا ...اڼهارت عندما وصلت إلي ق"بر والديها...
دموعها المحپوسة في عينيها البنية انسكبا علي وجهها كألامطار الغزيرة في ليلة ممطرة ...كانت شهقاتها تخرج وهي تمز*ق قلبها ...وضعت يديها علي الق*بر وهي تبكي بعن*ف وتقول:
-وحشتوني اوووي أوووي انا بمو*ت من غيركم ...الحياة من غيركم عقا*ب صعب أنا مش قادرة اتحمله مش قادرة ...يارتني معاكم ...ياريت امو*ت وارتاح ياريت ...مش قادرة اتحمل نفسي احضنكم ...علي الاقل انتوا الوحيدين اللي حبتوني ...بابا ... ماما ...انتوا الاتنين حبتوني كتير ...حبتوني اكتر من اي حاجة في الدنيا ..ولما خسرتكم أنا خسړت كل حاجة ...خسړت العيلة والدفا والحب ...حاولت ادور علي الحب دايما بس مكنتش بحس أن فيه حد بيحبني بجد... وبعدين ابتليت بحب واحد انا*ني ...واحد مس*تغل ك*سرني..وخلاني اكره الحياة اكتر ...عشان كده انا جيت عشان امو*ت معاكم ...أنا هم*وت هنا وسطكم وهد*فن معاكم ...
كان احمد ينظر إليها پصدمة وهو لا يفهم ماذا تقصد ...وعندما فهم اتسعت عينيه بقوة وهي تخرج سك*ين من حقيبتها وتضعها علي رسغها ...ابتسمت حياة من بين دموعها وقالت:
-كده احسن مش كده ولا ايه ...علي الاقل هكون معاكم للابد ...علي الاقل مش هكون في مكان أنا غير مرغوب بيا فيه ...
ثم كادت أن تمرر السکين علي رسغها إلا أن أحدهم دفع الس*كين وهو ېصرخ قائلا:
-انتِ اتجن*نتي !!!!
نظرت حياة لتجده احمد ...نهضت وصړخت:
-ملكش دعوة بيا ...ملكش دعوة...
ثم كادت أن تمسك الس*كين مرة اخري إلا أنه امسكها وهو يهزها ويقول:
-فوقي يا حياة ...مينفعش اللي بتعمليه ده ...فوقي لنفسك ...اهلك مش هيكونوا مبسوطين وأنتِ بتعملي في نفسك كده ...
لم تستطع السيطرة علي نفسها وانه*ارت بين أحضانه وهي تضمه بقوة وتبكي بعن*ف ...اخذت تبكي وتبكي حتي ظنت ان دموعها نضبت تماما!!!
........
في مكتب انس ،
-ازيك يا أنس ..
قالتها ليل وهي تدخل الي المكتب بكامل أناقتها المعتادة...كانت ترتدي بنطال جينز انيق مع حذاء ذو رقبة وقميص من الدانتيل الرائع ...عينيها الخضراء تبرق وتنظر إليه بإعجاب ...
تجهم وجه انس وهو يراها وقال:
-خير يا ليل جاية ليه ...
نظرت ليل بخب*ث الي مرام الواقفة بجوار انس وبيدها ملف ما وقالت:
-دي مقابلة تقابلني بيها يا أنوس ...
حاول انس تمالك اعصابه وقال:
-انسة مرام ..ممكن معلش تسيبنا لوحدنا ..
هزت مرام رأسها وهمت بالخروج ...رفعت ليل حاجبيها وهي تلاحظ العرج البسيط في قدمها وقالت :
-مال رجلك يا انسة مرام ..أنتِ كويسة ...
أخفت مرام انفعالاته بمهارة بينما تجهم وجه انس وقال من بين أسنانه:
-ليل...
نظرت إليه وقالت:
-انا بس بطمن عليها يا أنس ...يمكن لو تعبا*نة تديها إجازة ...بلاش تشغل البنت وهي تعبانة حرام عليك يا مفتر*ي ...
ابتسمت مرام في وجهها وقالت:
-لا يا انسة ده مش تعب...أنا من فترة عملت حاد*ثة وهي سببت ليا عرج بسيط ...الحمدلله علي كل حال...
ابتسمت ليل لها ابتسامة سخيفة وقالت:
-اووه زعلتيني عليكي يا مس*كينة ...اكيد بتواجهي صعوبة في الشغل عند انس هنا ... اصل الشغل هنا تقيل ومحتاج حركة دايما واكيد أنتِ بتتعبي اووي مش كده ...
كان أنس يغ*لي من تصرفات ليل فقال بحدة مقصودة:
-انسة مرام من أكفأ الموظفين عندي يا ليل متقلقيش علي الشغل ومتتدخليش في اللي ملكيش فيه ...
حافظت ليل علي ابتسامتها ولم تشعر بالإحراج بسبب معاملة انس لها ...ولكنها من الداخل عرفت أن تلك الفتاة لها تأثير كبير علي أنس وهي يجب أن تتصرف قبل أن يطير هذا الوسيم من بين يديها ...اصطنعت هي ابتسامة ودودة وقالت :
-انا بس قلقانة عليها يا بيبي ...
-محدش قالك تقلقي ...
كانت مرام محافظة علي مظهرها الجليدي وقالت:
-طيب عن اذنكم أنا بقا ...
ثم خرجت بسرعة ...
-عاجبك اللي نيلتيه ده ...أنتِ ايه لسانك ده متبري منك ...ازاي تجر*حيها بالشكل ده ...وليه تتكلمي معاها اصلا ...وليه كل شوية تنطيلي هنا ...أنتِ عايزة مني ايه ...
رفعت ليل حاجبيها واقتربت منه وهي تقول:
-بتحبها ..
ابتسمت بخ*بث وهي تري علامات التوتر علي وجهه بينما يبلع ريقه بصعوبة ...ضحكت هي وقالت بذهول:
-مش معقول انك تصوم تصوم وتفطر علي دي ...
-احترمي نفسك يا ليل !!!
قالها هو غاضبا لترد هي وقد انقشع الود من وجهها ليظهر الغض*ب ...الحق*د والتم*لك :
-انت اللي فوق لنفسك وكفاية كده ...انت بتغ*رق يا استاذ ...انت فاكر اني مش حاسة بيك ...مش شايفة بتبصلها ازاي ...عينيك بتلمع ليها وبتدافع عنها كأنها حد يخصك ....شوفت عينيك وهي بتسر*ق نظرات ليها ...حاسة بقلبك اللي بيدق ليها ...بس لا يا أنس ده مش هيحصل ...اليوم اللي تقرر ترتبط بيه بحد غيري أنا هاخد ملك منك واربيها أنا واوعدك انك عمرك ما هتشوفها...متنساش الاتفاق ...أما ملك أو قلبك وانت اختار ...خرج البنت دي من دماغك لانك انت اللي هتتعب ...
-مترسميش سيناريوهات من عقلك يا ليل آنسة مرام مجرد ...
ضحكت هي بقوة وهي تقترب أكثر ثم امالت علي مقعده تحاصره وقالت:
-عليا الكلام ده يا أنوس ...يا بيبي أنا حاسة بيك ...نظراتك ڤاضحاك يا أنس ...العاشق دايما مفضوح وانت للاسف هويتها بس البنت دي هتخسرك كتير فلازم تتصرف ...اتصرف بدل ما تلاقي نفسك خسړت ملك ...لأن والله لو عرفت بس بحوار أي ارتباط بينك وبينها هقلب الدنيا عليك ...ودلوقتي لازم تطردها من الشركة والا هاخد ملك ...
-نعم بتقولي ايه؟!
قالها انس پصدمة لترد ليل بحزم:
-اطردها يا أنس ...اطردها!!!
يتبع
صلوا على الحبيب المصطفى 🌺
تعليقات
إرسال تعليق