رواية الشيطان شاهين الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
![]() |
رواية الشيطان شاهين الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
لم يكن يشعر بها و هي تئن بين ذراعيه متألمة ترجوه بكل الطرق ان يرحمها و يتركها....مرت ساعات طويلة بدت لها و كأنها لن تنتهي أبدا و كان الوقت توقف و هو لا يتوقف يأخذها مرارا و تكرارا...لا يمل و لايكتفي منها و كأنه لم يلمس في حياته إمرأة قبلها....
كان في عالم آخر من النشوة و الاستمتاع ...حاولت دفعه لكنه ظل متحجرا مكانه... لمساته التي تتغير كل لحظة... ناعمة حنونة و مراعية في بعض الأحيان و خشنة قاسية أحيانا أخرى... شخصين يتصاراعان داخله بقوة أحدهم يعاملها كقطعة ألماس نادرة لا يوجد لها مثيل و أخر يذكره بالماضي...
بتلك اللتي كان يخاف عليها من نسمة هواء، كيف سحقت حبه العظيم الذي كان يكنه لها تحت قدميها دون تردد...
إبتعد عنها أخيرا بأنفاس لاهثة لتشهق كاميليا بقوة كغريق كان يصارع بحرا هائجا لمدة ساعات حتى ظن انه سيلقى حتفه....
إنكمشت على نفسها تبكي بألم و هي تدثر جسدها العاري عن مرأى عينيه اللتين كأننا تتفرسان علاماته الحمراء التي إنتشرت على كامل بشرتها البيضاء اللامعة بأعين مستمتعة....
استند على السرير و هو يرسم ملامح الجمود على وجهه ببراعة... جذب علبة السجائر من جانبه ليشعل إحدى سجائرة و ينفث دخانها الذي انتشرت رائحته النفاذة في كامل أرجاء الغرفة ليزيد من إختناق أنفاس تلك المسكينة التي كانت ترتعش بجانبه من شدة الألم....
كتمت أنفاسها المختنقة بدموعها لتغلق عينيها بإرهاق لا ترغب في شيئ سوى في الموت لعل الحياة ترحمها مرة واحدة.. لم تعد تحتمل أكثر رغم انه لم يمضي على زواجها سوى ساعات قليلة فكيف بأيام او أشهر و ربما سنوات....
رفع شاهين سيجارته أمام لينظر لها بشرود قبل أن يسحقها داخل المطفئة الزجاجية و هو يراقب دخانها الذي إنطفئ رويدا رويدا...
التفت لكاميليا التي كانت بدورها غير واعية بما يحصل حولها تشعر بالخواء و الضعف...كل عضلة في جسدها تصرخ وجعا...لكن وجع قلبها أكبر، ليلة العمر التي مرت عليها و كأنها جحيم....
أغمضت عينيها بقوة و كأنها تمنع صوته من التسلل إلى أذنها...عندما قال بلهجة آمرة :"قومي عشان تاخذي شاور.. المية الدافية حتساعدك عشان ترتاحي...
تجاهلته بينما ظلت ساكنة مكانها لم تتحرك إنشا واحدا...لم تعد لها قوة لتحرك إصبعا واحدا فكيف ستحرك كامل جسدها لتصل إلى الحمام....
زفر شاهين أنفاسه الغاضبة و هو يتفرس ظهرها الساكن قبل أن يقوم من مكانه متجها إلى الحمام لينعم بحمام دافئ....
دخل كابينة الاستحمام ثم فتح الصنبور لتتسابق قطرات المياه الباردة نحو جسده الذي تمددت عضلاته باسترخاء....
أغمض عينيه لتتسلل صور ليلته معها إلى مخيلته من جديد...لينفجر ضحكا بدون سبب و كأنه مختل عقلي...تذكر كم كانت هشةو رقيقة... مستسلمة بين يديه دون مقاومة...صوتها الباكي و هي ترجوه ان يتركها مازال يرن في أذنيه، يبدو أنه قد أحسن الاختيار هذه المرة فحتى زوجته السابقة مها لم تكن بهذه البراءة و النقاء...
مرت سنوات كثيرة لم يلمس فيها فتاة عذراء..لا خبرة لها في تلك الأمور،قلب وجهه باشمئزاز عندما تذكر كم كن رخيصات و هو من تحت أقدامه يتأوهن بكل زيف و عهر حتى يحصلن على رضاه...
أغلق الصنبور لتتوقف المياه و يفتح عينيه القاتمة التي عاد لونها المتوهج، لف جسده بمنشفة سوداء كبيرة قبل أن يضع أخرى أصغر حجما على رأسه ثم خرج و هو يدندن باستمتاع لحنا إيطاليا قديم....
مكث عدة دقائق في غرفة الملابس قبل أن يخرج و هو يرتدي بنطالا قطنيا باللون الأسود...نظر إلى الساعة الفخمة المعلقة على الجدار ليجدها تشير إلى الساعة الثالثة صباحا...
رمى المنشفة التي كانت على رقبته ثم دلف إلى الحمام مرة أخرى...ملأ الحوض بالماء الدافئ ثم سكب سائل الاستحمام برائحة اللافندر الذي إختاره لها لتنتشر رائحته المنعشة...
عاد إلى كاميليا التي كانت لاتزال متصنمة مكانها ترفض التحرك و لو إنشا واحدا مخافة ان يزيد ألمها...
صعد إلى الفراش بجانبها ليضع يده على ظهرها ليشعر بارتعاش جسدها و أنفاسها التي تسارعت حتى تحولت إلى سعال...
ربت على كتفيها حتى تهدأ و هو يقول بهدوء حتى لاتفزع منه اكثر:"انا حضرتلك الحمام...حتبقي كويسة بعد ماتاخذي شاور دافي.... يلا بلاش دلع هي اول مرة بتبقى كده صعبة شوية بس بعدين حتتعودي....
توقف عن الكلام عندما هزت كاميليا رأسها برفض و دموعها لا تكاد تتوقف عن النزول...ثم حركت ذراعيها بصعوبة تحتضن جسدها بحماية...سعلت بقوة مرة أخرى عندما إختنقت بشهقاتها مما جعل شاهين يتراجع بنفاذ صبر ثم يحسم أمره ليحملها بصعوبة بسبب مقاومتها الهستيرية و يتجه بها نحو الحمام....
وضعها بحرص في حوض الاستحمام الذي أعده سابقا لها و هو يهتف بتذمر بسبب تبلل ملابسه أثناء مقاومتها :"ما تهدي بقى احسنلك.... انا لسه مقدر الحالة اللي إنت فيها و الا كنت دفنتك مكانك... غبية".
رمقته كاميليا بعيون حمراء ذابلة و هو يغادر المكان
و يصفق الباب بعنف وراءه لترخي جسدها داخل الحوض و هي تطلق العنان لدموعها من جديد...
مظهرها كان كارثيا شعرها مبعثر و عيناها محمرة من البكاء و جسدها مليئ بالعلامات و الكدمات التي تبين عنف ماتعرضت له.
في اليوم التالي........
إستيقظت كاميليا على صوت فتحية التي كانت تهزها برفق و تنادي بإسمها :" كاميليا هانم....من فضلك إصحي الست ثريا و شاهين بيه مستنيينك تحت.... الساعة بقت واحدة و انت لسه نايمة...
فتحت عينيها بصعوبة ثم أغمضتها بسبب أشعة الشمس التي تسللت إلى كامل الغرفة... رمشت عدة مرات حتى تتعود عليها قبل أن تنظر إلى فتحية التي كانت تقف أمامها قائلة بصوت مبحوح من أثار النوم و البكاء:" صباح الخير يا فتحية...
فتحية بلهفة :" صباح الخير يا كاميليا هانم.....
كاميليا بفتور :"إسمي كاميليا يا فتحية.... كاميليا بلاش هانم دي.....
فتحية بابتسامة :" ميصحش انت خلاص بقيتي مرات شاهين بيه و لو سمعني بناديكي باسمك حاف كده حيطين عيشتي....
تأوهت كاميليا بألم و هي تحاول التحرك من مكانها لتقول بصعوبة:"خلاص لما نبقى لوحدنا ناديني كاميليا و لما تبقي قدامه ناديني باللي إنت عاوزاه... آآآه".
عظت على شفتيها بألم و هي تحاول الاستناد على يديها للوقوف لتسارع فتحية نحوها بهلع و هي تتساءل:"فيكي إيه؟؟؟ مالك؟؟".
إستندت كاميليا على جانبها قبل أن تنزل قدميها لتغوصا داخل السجادة ذات الفراء الكثيف و هي تهتف بصعوبة :" ارجوكي يا فتحية ساعديني و بلاش أسئلة... انا مش قادرة أتحرك خطوة لوحدي....جسمي كله مكسر،
سكتت فتحية بعد أن فهمت لوحدها ما حصل لتلف ذراعها حول جسد كاميليا و تساعدها للدخول إلى الحمام...
بعد نصف ساعة نزلت كاميليا الدرج بخطوات بطيئة بعد أن إرتدت روب ناعم من اللون الأبيض تتخلله بعض الورود الحمراء، بكم طويل حتى تخفي تلك العلامات التي إستحال لونها إلى الأزرق و البنفسجي أما بقية الآثار فقد حاولت إخفاءها بمساحيق التجميل...
توجهت إلى الصالون لتجد ثريا التي إبتسمت لها بحب حالما رأتها و هي تقول :"بسم الله مشاء الله..... قمر يا بنتي ربنا يحميكي ويحفظك".
عانقتها كاميليا ثم قبلت جبينها و هي تقول :"صباح الخير يا ثريا هانم...
أمسكت ثريا بيديها و هي تمسح على رأسها بحنان قائلة:" صباح الهناء يا حبيبتي...انا خلاص بقيت ماما ثريا بلاش هانم دي...
إبتسمت لها كاميليا و هي تومئ بطاعة :" حاضر...
تابعت طريقها لتجلس على طرف الكنبة بعيدا عن شاهين الذي كان يخفي نظرات الإعجاب بجمالها الساحر الذي يزداد يوما بعد يوم...
إبتسم بتسلية و هو يراقب تحركاتها الخجولة المرتبكة و هي تتناول كوب قهوتها و تترشفه بتردد... كاد ان ينفلت من يدها و ينسكب عليها عندما سمعت
ثريا تسأل شاهين :"هو انتو حتروحوا إمتى شهر العسل....
ليجيبها الآخر :" لا إحنا حنفضل هنا أحسن.....أنا عندي شغل و مش فاضي....
رمقت ثريا إبنها باستنكار و هي تهتف معترضة:"شغل إيه يا إبني انا بكلمك على شهر العسل... مراتك لسه عروسة و من حقها تخرج و تتفسح، من أولها حتقعدها في البيت ".
وضعت كاميليا كوبها على الطاولة ثم نظرت إلى شاهين الذي كان مشغولا بهاتفه قبل أن تحول نظراتها إلى ثريا و تبتسم لها برقة و هي تجيبها بهدوء محاولة تجنب وقوع مشكلة بينهما بسببها:" معلش يا ثريا هانم هو عنده حق...انا كمان ورايا دراسة و قريب جدا حتبدأ الامتحانات....
توقفت عن الكلام عندما سمعت ضحكات زوجها الساخرة قبل أن يهتف بلهجته الآمرة التي لا تفارقه:" أهو سمعتيها بنفسك يا ماما هي عندها دراسة و انا عندي شغل...مش فاضيين للكلام الفارغ داه....
وضع هاتفه في جيب سترته ثم إعتدل واقفا و هو يكمل :" كملي فطارك و تعالي على المكتب... عاوزك في حاجة مهمة".
تأففت ثريا بضيق من بروده لتتمتم :" معلش يا بنتي بكره حيروق و حيرجع في قراره...كملي فطارك تلاقيكي مأكلتيش حاجة من إمبارح الصبح....
نفت كاميليا برأسها و هي تقف من أمامها :" لا معلش انا مليش نفس دلوقتي حبقى آكل بعدين... انا لازم أروح أشوفه عاوز إيه عن إذنك".
ثريا بنظرات عطوفة:" إذنك معاكي يا حبيبتي....
راقبتها و هي تتحرك ببطئ نحو المكتب و لم تخفى عنها نظراتها الخائفة التي تحاول إخفائها بابتساماتها المزيفة لتحدث نفسها متسائلة:"يا ترى عملت إيه البنت دي في دنيتها علشان توقع في إيد إبني....انا السبب انا اللي خليتها تشتغل هنا كان لازم أمشيها من يومها... انا إزاي عملت كده....ربنا يهديك يا شاهين يحنن قلبك عليها دي باين عليها غلبانة و مش حمل اللي بيعمله فيها....
ظلت تحدث نفسها طويلا إلى أن رأت فادي يطل من باب الفيلا و تتبعه زينب متجهين نحوها...
في المكتب......
دخلت كاميليا لتجد شاهين يجلس بشموخ وراء مكتبه الفاخر و هو يتابع بعض الأعمال بواسطة حاسوبه المحمول....
أشار لها بأن تجلس على الكرسي المقابل للمكتب...أخفت إستغرابها لأنه لم يطلب منها الجلوس تحت قدميه كعادته...و هي تتذكر كلام هبة عندما أخبرتها بإمكانية تغيير معاملته لها بعد أن أصبحت زوجته...
أخفضت رأسها بإرتباك بعد أن إنتبهت إلى نظراته الحادة التي تتفرس كل إنش منها و هو يقول بوقاحة :"حلو أوي الفستان...مغطي كل العلامات بتاعة إمبارح....
ظلت صامتة ليسترسل في حديثه :" طيب انا جبتك هنا عشان أقلك على شوية حاجات ياريت تنفذيهم بالحرف الواحد علشان حياتنا تستمر بهدوء و مين غير مشاكل...و مش عايز افكرك انا حعمل إيه لو خالفتي أوامري....
أومأت له برأسها و هي تتحاشى النظر إليه ليكمل....
أول حاجة ممنوع تخرجي من الفيلا لأي سبب من الأسباب...لا تقوليلي صاحبتي و لا عيلتي و لا أي حد أي حاجة انت عايزاها قوليلي و انا حجيبهالك لحد عندك ....ثانيا فادي... تهتمي كويس و مش عاوزه يزعل لأي سبب و انت فاهماني طبعا...ثالثا تلفونك....
انا حسيبهولك تتكلمي بيه براحتك بس مش عاوز اشوف فيه رقم غريب ".
تنحنحت كاميليا لتنظف حلقها لتردف بصوت متلعثم :" طيب و دراستي... انا عندي جامعة...
قاطعها بصوته القوي الذي أثار خوفها مرة أخرى قائلا بنبرة لا تحتمل النقاش :"قلتلك مفيش خروج من الفيلا... لأي سبب، انا إديتك عشرة مليون جنيه... متهيألي مبلغ زي داه حيخليكي تنسي الجامعة و الدراسة كلها....
كاميليا باستعطاف:" ارجوك انا حنفذ كل اللي انت عاوزه بس بلاش الجامعة....انا من حقي اكمل دراستي... انت مش عارف انا قد تعبت علشان اوصل...
رمى شاهين القلم على المكتب ثم مرر يديه على وجهه كاتما غضبه الذي بدأ يتصاعد بسبب عنادها...لتقرر كاميليا السكوت و تأجيل حديثها في هذا الموضوع تجنبا لثورة أخرى من ثورات غضبه لتهتف بصعوبة :"حاضر انا حعمل كل اللي بتقول عليه بس بلاش تزعل...
رمقها الاخر بعدم رضا قبل أن يقول ببرود :" لعلمك دي آخر مرة...و دلوقتي تعالي....
انتفض جسدها و ازدردت ريقها بصعوبها قبل أن تتحرك نحوه بخطوات بطيئة ليزفر الاخر بملل و يصرخ بوجهها :"ساعة عشان تيجي....
توقفت مكانها من الرعب و هي تنكس رأسها و قد تسارعت دقات قلبها من الخوف و هي تتذكر ماحصل معها البارحة...لم تعي بعدها كيف طارت من مكانها و أصبحت تجلس على ركبتيه بعد أن حملها و جلس بها على الاريكة....
رفعت عيناها لتنظر له بخوف كقطة مذعورة في حضرة أسد شرس...
ملامح وجهها الطفولية ببشرة بيضاء نقية تذكره بطفله فادي و عينان زرقاوان ذات نظرات بريئة و جسدها الصغير الذي يضج إثارة و إغراء....
لم يستطع شاهين السيطرة على نفسه لينحني برأسه لا إراديا و يقبل رقبتها قبلات كثيرة و يتنفس بعمق رائحة اللافندر التي كانت تفوح منها...
لم يتوقف إلى هذا الحد و بدأ بالصعود إلى وجنتيها و شعرها و أخيرا شفتيها...بدا كالمغيب و هو يتمتم بخفوت :"مش قادر أكتفي منك يا كاميليا.... انت عملتي فيا إيه....
كان يعتصرها حرفيا بين يديه بينما ظلت كاميليا مستسلمة و تدعو في سرها ان يتركها.. لم تكن تستطيع التحدث مخافة ان تثير غضبه أكثر....
لم تشعر بكل هذا الضعف في حياتها كل ما تستطيع فعله هو الاستسلام و البكاء... و تحمل الألم مرة أخرى... إنعدمت الرؤية امامها بسبب دموعها التي إنهمرت كشلال...
شعرت به يتوقف عن تقبيلها لترفع عينيها الدامعتين ليقابلها وجهه المحمر و هو يلهث بشدة بسبب المشاعر المختلطة التي سيطرت على جسده...
لحظات مرت قبل أن يسيطر على نفسه و يعود لطبيعته من جديد و يضمها برفق غريب إلى صدره كطفلة صغيرة مما أثار دهشتها خاصة بعد أن سمعته يقول :"روحي كملي فطارك انا عارف انك مكلتيش و بعدها إطلعي نامي جسمك لسه تعبان...
ظلت جامدة مكانها حتى بعد أن أرخى ذراعيه حولها ليضحك شاهين بخفوت قبل أن يهتف بنبرة لعوبة :" إيه عجبك حضني للدرجة دي.... انا ممكن اغير رأيي على فكرة و مش حخبي عليكي انا ماسك نفسي عليكي بالعافية ".
قفزت كاميليا من أحضانه رغم دهشتها من نبرته المرحة التي لم تعتادها منها و هي تسترد انفاسها
المسلوبة بارتياح....قبل أن تتوجه سريعا إلى جناحهما لتنال قسطا من الراحة....
بينما بقى شاهين مكانه و هو ينظر إلى أثرها و يبتسم بشرود...و قد أحس أخيرا بدقات قلبه المتجر تعود رويدا رويدا إلى الحياة على يد هذه الطفلة التي لا يكاد يصل طولها إلى كتفه...
في فيلا البحيري...
دخلت ليليان غرفة نومها بعد تناول وجبة الغداء صحبة عائلة عمها ليلحقها أيهم و هو يصرخ عليها بغضب:"إنت ياهانم...إيه الكلام الفارغ اللي كنتي بتقوليه تحت داه..
جلست ليليان على طرف السرير و هي ترمقه بحدة قبل أن تهتف بجرأة:" انا مش بكذب على فكرة كل اللي قلته حصل.... إمبارح مفيش ست فلتت من إيدك في الفرح... عمال تضحك و معاهم و بتعملوا حركات مش بتاعة واحد متزوج و مراته جنبه....إيه مش قادر تعيش أسبوع ثاني بعيد على القرف اللي أنت كنت فيه....
فاجأها بصفعة قوية على وجنتها لتشهق ليليان بألم و لكنها لم تصمت بل تابعت شتمه بحدة أكبر و هي ترمقه باشمئزاز :" حتوقع من واحد زبالة زيك إيه... طول عمرك كده و مش حتتغير بس متقلقش قريب اوي حيجي اليوم اللي اتخلص فيه منك.....
قاطعها أيهم صارخا بجنون :" إخرسي مش عاوز اسمع صوتك...
بدأ يدور داخل الغرفة كالثور الهائج و قد إمتدت يداه لتكسر كل غرض يقع تحت يديه...
قاطع صراخه طرقات عنيفة على باب الغرفة و أصوات محمد و سيف و والدته في الخارج يدعونهم لفتح الباب...
تجاهلهم أيهم الذي إلتفت إلى ليليان لتتفاجئ بنظراته الحارقة و قد انتفخت أوداجه و ظهرت عروق رقبته التي تدل على غضبه العارم مما جعلها تتراجع إلى الخلف نحو الباب محاولة الهرب من بين براثنه.....انتبه لها ليقفز بخفة و يعترض طريقها ليمسك بذراعيها يهزها بقوة قبل أن يهتف متوعدا :"حقتلك يا ليليان لو فكرتي في يوم انك تبعدي عني...مش حسيبك يا بنت عمي لأخر نفس فيا...
في إحدى النوادي....
جففت ميرهان وجهها و رقبتها من العرق بعد أن ظلت حوالي ساعتين تقوم بتمارينها الرياضية المعتادة... نزعت سماعة الاغاني من أذنيها ثم نزلت من على آلة المشي و إتجهت نحو كرسي في جانب القاعة لتجلس عليه لترتاح قليلا من الوقت قبل أن تتجه إلى أحد الحمامات لتغير ملابسها الرياضية إلى أخرى مناسبة....
بعد حوالي نصف ساعة إتجهت إلى مقهى النادي لتناول مشروبا ما... إنتبهت إلى وجود صديقتها سيدرا و التي كانت تدخن سيجارتها و ملامح الضيق بادية على وجهها....
ميرهان و هي تجلس على الكرسي المقابل :"مالك يا بنتي وشك بيقول إن في مصيبة حصلت....
سيدرا بضيق:" يعني انت مش عارفة إن شاهين الألفي إتجوز إمبارح؟؟؟
مدت ميرهان يدها لتناول سيجارة من العلبة الفاخرة الموجودة على الطاولة و هي تقول :"عارفة.... و هو أصلا في حد في مصر معرفش بالخبر داه... دي كل السوشيال ميديا و الأخبار مقلوبة على الفرح الخرافي اللي عمله إمبارح....
صمتت قليلا لتشعل السيجارة و تنفث دخانها بغضب ثم تكمل :" و إلا مراته...بنت المحظوظة لفت عليه و وقعته واحدة زيها إزاي قدرت توقع شاهين الألفي أنا مش قادرة أفهم.... انا حتى عمري ماشفتها قبل كده، هي عرفته إزاي....
سيدرا :" مفيش حد يعرف غير إنها طالبة في كلية الهندسة...يعني هما الاثنين في نفس المجال...
ميرهان باستدراك:" صح هو كمان بيشتغل في مجال الهندسة و المباني...بس هي كده تبقى أصغر منه بكثير....
سيدرا و هي تقلب شفتيها بسخرية:"و لو...واحد زي شاهين داه مفيش بنت تقدر ترفضه و بعدين الفرق بينهم يعتبر عادي عشرة او إحداشر سنة مش كثير... مافي ياما بنات بيتجوزوا رجالة كبار في السن علشان الفلوس إنت ناسية سالي صحبتها اللي متجوزة فاروق بيه صاحب ابوكي....داه أكبر منها بأكثر من خمسة و عشرين سنة...و بيري و كارمن و كثير غيرهم...كله يهون علشان الفلوس يا قلبي".
ميرهان بتذكر:"أيوا عندك حق بس أنا حتجنن داه انا كنت خلاص حوقعه لولا الغبي فريد....
سيدرا بضحك :" فريد.... ما أنا قلتلك إنه صايع و مفيش في دماغه غير البنات... بس يستاهل العلقة اللي أخذها من البحيري...خليه يتربى... رايح يعاكس في خطيبته قدامه فاكره زيه معندوش أخلاق و نخوة....
ميرهان بضيق من تلميحات صديقتها :"سيبينا من فريد دلوقتي و بعدين انت متعرفيش أيهم كويس داه شبه فريد بالظبط واحد واطي و مفيش في دماغه غير السهر و النسوان و مش بعيد تلاقيه دلوقتي في حضن واحده من نسوانه....
سيدرا بتعجب :" بس داه لسه متجوز جديد و بعدين مراته زي القمر و دكتورة و كمان بنت عمه....
قاطعتها ميرهان و هي تنفث دخان سيجارتها قائلة بحقد:" الرجالة اللي زي أيهم و فريد دول ميملاش عينيهم غير التراب.... الخيانة بتجري في دمهم حتي لو الواحد منهم إتجوز ملكة جمال الكون بيفضل يدور على القرف و القذارة اللي زيه برا بيته...
سيدرا :" ماكل الرجالة كده...
نفت ميرهان مؤكدة:"لا طبعا انت غلطانة امال أنا متمسكة بشاهين الألفي ليه.... علشان مش زيهم داه ممكن يعمل كل حاجة إنت متخيلاها في دماغك إلا إنه يخون مراته...هو صحيح كانت عنده علاقات كثيرة و غريبة قبل الجواز بس بعد ما اتجوز مستحيل حيبص لست ثانية غير مراته علشان كده انا فقدت الأمل إني أوقعه....
حدقت بها سيدرا بتعجب قبل أن تهتف :"انا بصراحة مش مقتنعة بالكلام اللي انت بتقوليه و مفيش حل غير اننا نستنى شوية وقت و حنشوف صحة كلامك....
ميرهان بثقة :" و نستنى ليه... النهاردة بالليل حخليكي تتأكدي من الكلام داه بنفسك...
سيدرا :"إزاي...
ميرهان بغموض:" الليلة حتعرفي كل حاجة...بقلك إيه أنا جعت حطلب غداء تأكلي إيه....
_________________________
مساء ......
تعالت أصوات صراخ في تلك الحارة الشعبية و تحديدا في تلك الشقة القديمة التي تسكنها عائلة منصور والد هبة....
انتفض منصور من مكانه غاضبا ليصرخ في وجه زوجته المسكينة التي تولت مهمة إخباره:"إنت قلتي إيه؟؟ عمر إبن الدكتور عاوز يخطب مين؟؟ هبة بنتي...
نجوى بتلعثم:" أيوا يا خويا و مالو و هو انت حتلاقي أحسن منه فين لبنتك...داه كفاية ابوه اللي خيره مغرق الحارة كلها...
منصور بصراخ:"أديكي قلتيها ابوه.. طيب و أمه اللي جات زمان و فضحتنا في الحارة كلها و إتهمت بنتك إنها عاوزة توقع البيه إبنها و تتجوزه علشان تأخذ فلوسه....
نجوى وهي تحاول إختيار الكلمات المناسبة لإقناعه بهدوء:" زمان غير دلوقتي يا بو ثامر...و أكيد عيلته مش حتعارض جوازه من بنتنا...
هب منصور من مكانه خارجا من الغرفة متجها إلى غرفة هبة و زوجته تتبعه بخوف..
في هذه الاثناء كانت هبة تحادث عمر من خلال رسائل نصية... إنتفضت بهلع و سقط الهاتف من يدها عندما إنفتح باب غرفتها بعنف و رأت والدها أمامها و هيئته الغاضبة لا تبشر بالخير...
قفزت فوق سريرها عندما تقدم ناحيتها لكنه كان أسرع منها ليجذبها بعنف من ذراعها و يسقطها على الأرض بعد أن صفعها بقوة و هو يصرخ غضبا عليها :" قابلتيه فين إنطقي يا فا... يا قليلة الرباية و الله لقتلك و أشرب من دمك....
صاحت هبة بألم و هي تضع يديها على رأسها ووجهها لتحمي نفسها من صفعات والدها الذي ما انفك يصرخ قائلا:
:"بنتك عاوزة تجيبلي العار ... انا الغلطان الي سمعت كلامك زمان و رجعتها المدرسة يا ريتني كنت قتلتها بإيدي و إستريحت منها و من فضايحها....
صرخت نجوى زوجته بدورها و هي تحاول إنقاذ إبنتها من يدي زوجها الذي تملك منه الغضب الشديد حتى أصبح لا يرى أمامه..
يا راجل سيب البنت حتموت في إيدك... هي عملت إيه لكل داه؟؟ ".
دفعها على الأرض ثم بدأ بركلها و ضربها على كافة أنحاء جسدها و هو يصيح بهيجان و عيناه المحمرتان ترمقانها بحدة:" تستاهل القتل.. قليلة الرباية...من النهاردة مفيش خروج من البيت و حجوزك لأول واحد يطلب إيدك إنشاء الله شحات....
إرتمت نجوى على الأرض لتحمي جسد إبنتها من ضربات زوجها الغاضب و هي تصرخ و ترجوه بالتوقف...ليمسكها من شعرها بقوة محاولا إبعادها عن هبة ليعاود ضربها من جديد....لكنها تمسكت بها بقوة
توقف منصور مبتعدا عنها و هو يلهث بشدة متوعدا بشر:" بنتك تنسى سيرة البني آدم داه خالص مش عاوز أسمع إسمه في للبيت داه ثاني أحسن و الله لقتلها و ارتاح منها.... كفاية فضايحها زمان....
هبة ببكاء :" حرام عليك يا بابا انا معملتش حاجة عيب...
منصور بجنون :"إخرسي يا كلبة... إخرسي خالص و ليكي عين تتكلمي بعد اللي عملتيه... البنات رايحة الجامعة علشان تتعلم و تدرس و إنت رايحة علشان تقابلي الرجالة....
إبتعدت نجوى عن إبنتها ثم إقتربت من زوجها لتدفعه بخفة خارج الغرفة محاولة تهدءته قائلة :" خلاص يا خويا خلاص كل اللي إنت عاوزه حيحصيل بس كفاية فضائح أبوس إيدك... أصواتنا سمعت الحارة كلها...
نفض منصور يدها بعيدا و هو يرمقها بغضب قبل أن يهتف:" شفتي آخر دلعك فيها... كل ما أجي أربيها توقفي في وشي زي الحيطة...
لملمت نجوى شعرها و أعادت ترتيب ملابسها التي تمزق بعضها و هي تجيبه:" و هي كل حاجة حتتحل بالضرب...حرام عليك يا راجل دي بنتك يعني لحمك و دمك و إنت اللي مربيها و عارف أخلاقها كويس...مستحيل تغلط او تعمل حاجة من ورانا و بعدين إبن الدكتور كمان....
إرتشف منصور كوب الشاي الذي أعدته له زوجته قبل المشاجرة لتمتعض ملامح وجهه تقززا ليردف :"حتى الشاي برد و بقى يقرف...
وضعه على الطاولة بجانبه ثم قام من مكانه ليرتدي حذائه إستعدادا للخروج إلى المقهى و هو يحدث زوجته بلهجة آمرة:" بقلك إيه يا ولية كثرة كلام مش عاوز... هي كلمة واحدة و مش حكررها ثاني... عقلي بنتك و فهميها تبعد عن الجدع داه...إحنا ناس فقراء و على قد حالنا و محيلتناش غير شرفنا و سمعتنا و مش قد إبن الدكتور و عيلته....
هرولت نجوى لتلحقه أمام الباب متسائلة:" طيب إنت رايح فين دلوقتي....
منصور بلامبالاة:" و إنت مالك بتسألي ليه غوري جنب بنتك....
لوت الأخرى شفتيها بضيق من تصرفات زوجها الجافة معها و طباعه الخشنة مع أفراد عائلته ثم أغلقت الباب و إستندت عليه قبل أن تتنهد قائلة بدعاء:"أسترها معانا يا رب...
تحاملت هبة على نفسها و هي تجهش ببكاء أليم ثم إستندت يكفيها على حافة سريرها لترفع جسدها بألم لتصل إلى هاتفها الذي لم يتوقف عن الإهتزاز منذ دقائق طويلة ...
حمدت الله في سرها انها غيرت إعداداته و جعلته على وضع الإهتزاز و إلا لعلم والدها بإتصال عمر بها...
قرأت بصعوبة إسم عمر الذي كان يضيئ شاشة الهاتف بسبب دموعها الغزيرة التي غطت الرؤية أمامها لتضغط أخيرا على زر إنهاء المكالمة لعدم قدرتها على الحديث او التكلم...
رمت الهاتف بجانبها ثم رفعت اصابعها إلى وجهها لتتحسس موضع صفعات والدها لتشعر بألم شديد جعل عبراتها تنهمر على وجنتيها بغزارة من جديد...
بعدة عدة دقائق من البكاء شعرت بألم شديد يكاد يفتك برأسها...جففت دموعها بحذر متجنبة موضع الكدمات
الشيطان شاهين › الفصل السابع عشر
الفصل السابع عشر/والثامن عشر
👇👇👇👇👇
الفصل السابع عشر
إستمرت قبلته لدقائق طويلة و هو يتنقل بشفتيه
ببراعة لاثما كل جزء من وجهها و رقبتها بقبلات
رقيقة قبل أن يعود من جديد ليأسر شفتيها
الطريتين يسحبهما بخفة بين أسنانه و يدخل لسانه مستكشفا بواطن ثغرها....
أنًت كاميليا بصوت مكتوم و هي تدفعه بيديها عندما
شعرت باختناقها ليزمجر شاهين بغضب و يمسك
بذراعيها بقوة و يلفهما حول رقبته بالقوة دون أن
يفصل قبلته و يرفع يده ليضعها خلف رأسها ليدفعها
نحوه أكثر و يده الأخرى تتحسس خصرها و ظهرها
بحركات جريئة من فوق فستانها... كان يشعر
بأختناقها و عدم قدرتها على مجاراة عاطفته
المحمومة التي كان يبثها إياها بلا توقف...و رغم ذلك
لم يبالي بها... فكل ما كان يشغله هو إطفاء نار
شهوته التي سيطرت عليه
شعر بأرتخاء جسدها و توقف مقاومتها ليبتعد عنها
مجبرا و صدره يعلو و يهبط بأنفاسه السريعة...
لف ذراعيه حول جسدها الصغير يعتصره بقوة دافنا
إياه داخل صدره الضخم حتي باتا و كأنها جسدا
واحدا...أغمضت كاميليا عينيها بتألم و هي تكبح
جماح دموعها التي تهدد بالنزول...قلبها يكاد يتوقف
عن الخفقان و جسدها لا يكف عن الارتعاش رغم
الحرارة التي كان تلفها و المنبعثة من جسد شاهين
الذي كان يشتعل حرفيا... عيناه أصبحتا حالكتان
بطريقة مرعبة و رغبة مجنونة تملكت كامل جوارحه...
تمالك نفسه بصعوبة و هو يخرجها من أحضانه
ليقابله وجهها الأحمر و عينيها الدامعتين و شفتيها
المنتفختين جراء قبلاته... ظل يتأملها للحظات قبل
أن تفتح كاميليا عينيها بتردد و هي تتحاشي النظر
إلى وجهه و عينيه التين كان تفترسان كل جزء منها
بنظرات شهوانية جعلتها ترتبك أكثر لتتململ بعدم
راحة تريد الوقوف من فوق ركبتيه و مغادرة الغرفة...
أحست بيديه تضغطان على كتفيها ثم بصوت
الهامس الذي تسلل إلى مسامعها و هو يقول :"رايحة فين؟؟
بللت طرف شفتيها الجافتين بلسانها و هي تطأطئ
رأسها إلى الاسفل دون أن ترد عليه...فنبرة كلامه لم
تكن تتضمن سؤالا ينتظر إجابته بل كان يخبرها بأنه
لم يأذن لها بالذهاب بعد..
إكتفت بتحريك رأسها يمينا و يسارا منتظرة خطوته
الثانية باستسلام لتظهر شبه إبتسامة على شفتيه و
هو يشاهد خضوعها الذي أرضى رجولته و شعوره بالتملك نحوها...
لف ذراعه من جديد باحكام حول ظهرها قبل أن
ينحني بجسدهما نحو الطاوله ليمسك بأحد الكأسين
قبل أن يعتدل بجسده مرة أخرى و قرب الكأس إلى
شفتي كاميليا قائلا بأمر :"خدي إشربي.....
حدقت به بنظرات مذهولة غير مصدقة لما تسمعه
منه...و هي تتراجع بجسدها إلى الخلف مبتعدة عن
يده التي تحمل الكأس ضغط بأصابعه على خصرها
بقوة لتنكمش ملامح وجهها بألم و لكن رغم ذلك
ظلت تلف جسدها إلى الجهة الأخرى و تحرك يديها
بعشوائية محاولة الفكاك منه... ليضع شاهين الكأس
على الطاولة بحركة سريعة ثم يحكم قبضته على
جسدها من جديد مانعا إياها من مغادرة مكانها...
يئست كاميليا من الفكاك من قبضته لتهمس
بتوسل :"أرجوك بلاش....إعمل فيا اللي إنت عاوزه
بس داه لا".
همهم شاهين باستمتاع مرضي بكلامها و هو
يتحسس عنقها الأبيض بأنامله الدافئة مقتربا اكثر
فأكثر حتى لامست شفتاه جانب شفتيها ليهمس
بخطورة:"مش إتفقنا انك تسمعي الكلام...".
صعد بأصابعه إلى وجنتيها ليمسح دموعها المنهمرة
بصمت و هو لايزال يهمس فوق بشرتها
الناعمة :"آخر مرة قلتلك إني حنفذ اللي في دماغي
من غير كلام...
إبتلعت كاميليا ريقها بذعر من نبرته الهادئة التي
تخفي ورائها تهديدات صريحة لتهمس بدورها
باستفسار:"قصدك إيه؟؟؟
تجاهل شاهين صوتها المرتعش ليقبض فجأة على
مقدمة عنقها بأصابعه و يضغط عليه ضغطة خفيفة
لتتسع عيناها برعب من حركاته الجنونية التي أصبح يفاجئها بها كل مرة....
همس لها شاهين يتلاعب و هو لا ينفك يحرك أصابعه
كيفما شاء :" نور و الا كريم.... إختاري؟؟؟؟؟
إنتفضت كاميليا فجأة و هي تدفعه على حين غرة
حتى فقدت توازنها و إرتدت بجسدها إلى الوراء
فكادت تقع على الأرض لو لا ذراعه القوية التي
إلتفت حولها بسرعة لتعيدها إلى مكانها و هو ينظر
لها بنظرات غاضبة جعلتها ترتجف لثوان مدركة مدى
فداحة خطأها لتقول بنحيب:" إنت ليه بتعمل فيا
كده؟؟ انا عمري معملتلك حاجة وحشة و بنفذ كل
اللي إنت بتقولي عليه؟؟؟؟
سلط شاهين أنظاره على شفتيها المرتعشتين قبل أن
يمرر إبهامه عليهما بحركة بطيئة متلذذا بملمسهما
الطري قائلا :" و اللي إنت عملتيه من شوية داه
إسمه إيه؟؟؟؟
فهمت كاميليا مايعنيه لتهمس بصعوبة :" ارجوك لا...
انا عمري ماشربت الحاجات دي و لا حتى شفتها غير
في الصور...
رفعت عينيها الزرقاوتين التين كانتا تتلئلئان بدموعها
لتناظره بنظرات مستعطفة عل قلبه الحجري يرق لها
لتكمل حديثها بارتجاف:" انا حعمل كل حاجة بس دي... مقدرش ".
بادلها شاهين نظرات غامضة مخفيا تعاطفه معها
الذي لاح للحظة في ملامح وجهه قبل أن يتراجع
قائلا بقسوته المعهودة:"يبقى إنت اللي إخترتي".
كاد ان يغمى عليها و هي تراه يخرج هاتفه من جيبه
و يضغط على بعض الازرار ثم يظهر باب شقتهم
القديمة فجأة لتشهق كاميليا بصوت مسموع وهي
تضع يدها على فمها متنقلة ببصرها بين وجه شاهين
الذي كان يرمقها بتحدي و بين الهاتف المسلط على
باب الشقة... و دون أن تحتاج لتفسير علمت كاميليا
بأن عائلتها مراقبة من طرف رجاله....
أغلق الهاتف ثم وضعه بعيدا مردفا بملل :"ها.. قلتي
إيه؟؟؟
رفعت عينيها المتوسلتين مرة أخرى لتصطدم بعينيه
الخاليتين من أي رحمة لتتأكد من إصراره على
إذلالها
دون سبب لتهتف دون وعي:" انت مش طبيعي...
إنت مجنون عاوز بس تذلني... آه...
صرخت بأعلى صوتها في آخر كلامها بعد أن هوى
على خدها بصفعة قوية جعلتها تعانق الأرض لتصبح
تحت قدميه
إنحنى إليها ليشد شعرها بقبضته ويرفعها نحوه من
جديد ليصبح وجهها مقابلا لوجهه و هو يرمقها
بنظرات مميتة ليعيد صفعها بقوة أكبر ويرتطم
جبينها بأرضية الغرفة....وضعت كاميليا كفها على
وجنتها اليمني و بيدها الأخرى ترتكز على الأرض
لتسند جسدها رغم ألمها الشديد الذي جعل عبراتها
تنهمر من عينيها...
تعالت أنفاسه الغاضبة و نظراته مازالت مثبتة عليها
يمنع نفسه بصعوبة من الفتك بها و تلقينها درسا لن
تنساه حتى لاتتجرأ مرة أخرى و تتمرد عليه....
هو الذي لم يتجرأ أي رجل من قبل على التحدث
أمامه دون إذنه لتأتي هي و تهينه بهذه الطريقة
فلتتحمل ماسيحدث لها إذن.....
ضيق عينيه بتوعد عندما لمعت في عينيه فكرة
شيطانية أعجبته بشدة...
أخذ نفس الكأس الذي وضعه منذ قليل بين يديه قبل
أن يتراجع بجسده على الاريكة ليترشفه قائلا
بخفوت:"إطلعي الجناح فوق...
صباحا...
ظلت كاميليا ممددة على السرير تشعر بالآلام المبرحة
تفتك بجسدها كلما تحركت... مسحت دموعها للمرة
الالف متذكرة تلك الساعات الجحيمية التي مرت
عليها ليلة البارحة...
لم تكن تتصور في أقسى كوابيسها انها ستمر بهذا
القدر من التعذيب و الألم على يدي ذلك الوحش
المسمى زوجها...
ظلت تصرخ طوال الليل و تتوسله ان يرحمها و يتركها دون جدوى
و كلما كان يغمى عليها يجعلها تستيقظ من جديد
ليعيد إغتصابها مرة أخرى و اكثر عنف ووحشية...
تعالت شهقاتها و هي تتذكر كيف كان يهمس في
أدنها بعبارات بذيئة لم تفهم معظمها و هو يصفها
بعاهرة رخيسة لا تطيع سيدها...و ان ما يفعله معها
هو عقاب لتجرأها علي عصيان أوامره....لم تكن تظن
انها ستبقى حية ليوم الغد بل كم تمنت ان يأخذ الله
روحها عله يريحها من معاناتها.
ضغطت على رأسها بيديها محاولة إخراج صوته و
همساته التي مازالت تتردد داخل عقلها...
لتدخل عليها خديجة و تضمها إليها بحنان و هي
تهمس لها بكلمات مهدئة... تشبثت بها كاميليا و هي تبكي بقوة
و تهمهم بكلمات غير مفهومة تدعوها فيها بعدم تركها
لتشدد خديجة من إحتضانها قائلة بحنان:"خلاص يا
بنتي إهدي بلاش عياط... إنت كده حتأذي نفسك أكثر....
أجابتها من بين شهقاتها بصوت مبحوح :" مش
قادرة... يا طنط جسمي واجعني أوي... هو.... هو...
لم تستطع مواصلة كلامها لتنفجر مرة أخرى ببكاء
مرير تحت أنظار خديجة المشفقة و التي لازالت
لاتصدق لحد الان ما حصل مع كاميليا رغم سماع
فتحية الثرثارة و هي تحكي لزينب انها سمعت
السيدة ثريا و هي تتشاجر مع شاهين حول ضربه لزوجته ليلة البارحة....
لذلك إستغلت وجوده في المكتب هذا الصباح حتى
تأتي و تطمئن عليها لتفاجئ بمظهرها المزري
لتتأكد انه لم يكن ضربا فقط بل يبدو أنه قد تجاوز حدوده كثيرا...
شهقت كاميليا برعب و إرتعش جسدها و هي تتمسك
بقوة بخديجة حالما لمحته يدخل من باب الغرفة بجسده الضخم المخيف....
أشار لخديجة بعينيه الحادتين حتى تغادر قبل أن يدلف إلى الحمام
دون أن يغلق الباب وراءه...
أبعدت خديجة كاميليا عنها بلطف قائلة بهمس:"انا حنزل أحضرلك فطار انت أكيد جعانة".
نظرت لها كاميليا بعينيها الدامعتين ترجوها ان تبقى
معها حتى تنقذها منه لتقابلها الأخرى بنظرات
منكسرة فهي أيضا لا حول و لاقوة لها أمام جبروت الشيطان...
خرج شاهين و هو يرمق خديجة بنظرات غاضبة
لعدم مغادرتها ليصرخ فيها:"انا مش قلتلك تطلعي
برا... بتعملي إيه هنا لغاية دلوقتي....
إرتجفت خديجة بذعر من صوت صراخه و هي
تحاول التملص من يدي كاميليا المتمسكة بها كطوق نجاة...
لتنجح الأخرى في الإبتعاد عنها و هي تقول بتردد :"
من فضلك يا شاهين بيه خليني شوية مع الهانم عشان حالتها....
لم تكمل كلامها حتى قاطعها الاخر بنظراته الحادة قائلا بصرامة:" برا.....
ألقت عليها خديجة نظرة أخيرة مشفقة قبل أن
تخرج من الغرفة عازمة على الذهاب للحديث مع
ثريا هانم لعلها تجد حلا و تنقذ تلك المسكينة من براثن إبنها....
رمى شاهين علبة الاسعافات الأولية التي أحضرها
من الحمام ثم إتجه إلى التسريحة و أحضر بعض
المناديل المعقمة...
إقترب من كاميليا لينزع عنها غطاء السرير الذي
كانت تستر به جسدها لتتمسك به و هي تنظر إليه
بفزع خوفا من أن يعيد ما فعله معها ليلة البارحة..
زفر شاهين بملل و هو يجلس بجانبها و يأخذ منديلا
من العلبة ليمسح وجهها من الدماء المتخثرة بسبب الصفعات التي تلقتها منه...
تفاجئ بها تخطف المنديل من يده و تبدأ في مسح
وجهها بسرعة حتى أن بعض الجروح بجانب شفتها
عادت تنزف من جديد لكنها لم تكن تبالي فكل ما
تريده هو أن يبتعد عنها و لا يلمسها....
رمى لها العلبة ثم قام من مكانه متجها إلى غرفة
الملابس ليحضر لها بعض الملابس لترتديها
خرج و هو يحمل في يده منامة قطنية باللون الرمادي الغامق
رماها عليها و هو يقول بغطرسة:" إلبسي دي عشان
مينفعش تقعدي بالملاية.. بالرغم من إنها لايقة عليكي خالص..".
تحاشت كاميليا النظر إليه رغم شعور الحقد الذي
تملكها تمنت لو انها لديها بعض القوة لتخنقه بيديها دون تردد....
إستقامت في جلستها بصعوبة و هي تعدل من الغطاء
الذي إنزاح قليلا كاشفا عن ذراعيها و أسفل عنقها...
ضيق شاهين عينيه متأملا جسدها الذي إمتلأ
بالكدمات و الجروح التي غيرت لون بشرتها إلى
العديد من الألوان الزرقاء و البنفسجية...
مد يده دون وعي منه إلى الغطاء ليزيحه عن ذراعيها
مرة أخرى بعد أن غطته كاميليا بارتباك بعد أن
لاحظت نظراته المتفحصة لها التي صرخت :"إبعد عني...متلمسنيش".
رفع بصره إليها يحذرها ثم عاد يتفحص كتفيها و
يزيح الغطاء عن باقي جسدها و هو يقول ببرود:"
مش حستأذن عشان المس حاجة بتاعتي...
أجابته رغم إرتجافها :" عاوز إيه ثاني مش مكفيك اللي انت عملته فيا إمبارح ".
تجاهلها ما تعنيه و هو يخرج مرهما طبيا من العلبة
ثم أفرغ بعضا منه في كفه قائلا :" داه عقاب بسيط عشان تتعلمي تنفذي أوامري...رفع عينيه لها مكملا :" قربي....
هزت رأسها يمينا و يسارا رافضة ليزفر بملل على
عنادها ثم قال بنفاذ صبر :" لو عاوزة أعيد االي
عملته فيكي إمبارح انا معنديش مانع... قربي... ".
صرح في آخر جملته لتجفل كاميليا و تقترب منه رغما عنها خوفا من تنفيذ تهديده...
إبتسم بغير مرح و هو يوزع المرهم على الكدمات
التي غطت معظم جسدها متفقدا بعض الأماكن
خوفا من وجود رضوض ... إنتهى ثم دلف إلى
الحمام ليغسل يديه قبل أن يعود إليها ليجدها قد
إنتهت من إرتداء ملابسها بسرعة قياسية و هي
تتمتم ببعض الشتائم غافلة عن وجوده...
:"حبعثلك الاكل و الدواء مع فتحية.. تاكلي و تنامي، بعد ساعة لو ملقيتكيش نايمة حتتعاقبي".
هتف بها قبل أن يخرج مغادرا الغرفة لتتنهد كاميليا
براحة و هي تدعو في داخلها ان تتخلص منه في أقرب وقت.....
بعد دقائق سمعت صوت دقات على باب الغرفة تلاه
دخول فتحية و هي تحمل صينية الطعام لتزفر
كاميليا بفتور و هي تتمتم داخلها :" مش ناقصني
غير فتحية...عشان تكمل عليا".
سارعت إليها فتحية و هي تلطم على صدرها بعد أن
وضعت صينية الطعام على حافة السرير و تقترب
من كاميليا تتفحصها بدقة قائلة بذعر:"يا لهوي يا
مصيبتي...إيه اللي حصلك يا هانم.....
لوت كاميليا ثغرها بحركة مستنكرة لتجيبها
بتهكم :"يعني بجد مش عارفة إيه اللي حصلي...
رمشت فتحية بعينيها عدة مرات قبل أن تقول بنفي
بعد أن أدركت ما تفوهت به :"لا طبعا يا هانم و انا
حعرف منين...انا جبتلك الاكل و الدواء زي ما أمرني
شاهين بيه و لو عاوزة حاجة ثانية انا حساعدك...
تنهدت كاميليا بقهر من كلمات فتحية فقد فهمت ان
شاهين هو من أمرها بعدم الحديث او السؤال عن أي
شيئ لكن فتحية و بما انها فضولية بطبعها لم
تستطع منع نفسها من الثرثرة و التدخل....
نزعت الغطاء من فوقها قبل أن تهتف بصوت
متعب :"مليش نفس لأي حاجة يا فتحية...يا ريت تساعديني عاوزة آخذ شاور....
أومأت لها الأخرى و هي تساعدها على الوقوف مانعة
نفسها بصعوبة من الثرثرة بسبب تنبيه شاهين لها.
خرجت كاميليا بعد دقائق طويلة بعد أن ساعدتها
فتحية على الاستحمام و إرتداء ملابسها...فهي
حرفيا كانت عاجزة عن التنقل او التحرك بمفردها....
تمددت على السرير بعد أن تناولت بعض الأقراص
المسكنة لعلها تساعدها في التخلص من الألم الذي
مازال يحرق جسدها كلما تحركت....
دثرتها فتحية بالغطاء لتنكمش فتحية على نفسها و
تطلق العنان لدموعها التي إنهمرت على خديها
المحمرتين،
تذكرت ليلة البارحة عندما إنتهى منها شاهين و
تركها عارية مغادرا الغرفة دون إكتراث كأي عاهرة
رخيسة لا قيمة لها...
نظرات فتحية المشفقة و هي تتفرس جسدها
المكدوم بعدم تصديق دون أن تتكلم فماتراه أمامها
خير إجابة على جميع تساؤلاتها ....
مرت دقائق قبل أن تغظ في نوم عميق من شدة تعبها.
في المكتب...
تحديدا في غرفة الكاميرات الموجودة داخل مكتب
شاهين و التي تضم عدة شاشات كل شاشة تبين
مايحصل داخل الفيلا و خارجها...
ركز شاهين بصره على كاميليا النائمة ليبتسم بخبث
و هو يتذكر ليلة البارحة و هو يهمهم بتلذذ و كأنه
يتذوق قطعة حلوى شهية:"عمري ما إستمتعت زي
إمبارح..... تستاهل الملايين اللي هي أخذتها كلها".
إبتسامة مختلة شقت طريقها إلى ثغره قبل أن
يتجرع بقايا كأسه دفعة واحدة و يغادر الغرفة إلى
وجهته المحددة....
👇👇👇👇👇👇👇👇👇_
الفصل الثامن عشر
بعد عدة ساعات إستيقظت كاميليا على لمسات حنونة تربت على شعرها و ظهرها لتفتح عينيها
ببطئ و تجد ثريا تجلس على كرسيها المتحرك
بجانب السرير... إبتسمت لها قائلة :"مكانش قصدي
أصحيكي بس فتحية قالتلي انك مكلتيش حاجة من
إمبارح و الساعة دلوقتي بقت أربعة العصر....".
تململت كاميليا في مكانها بكسل تحس بأن جميع
عظامها تئن من الألم و الصداع في رأسها لايحتمل...
أدمعت عيناها و هي ترفع جسدها لتستند بصعوبة
على حافة السرير لتهتف ثريا بشفقة:" بالراحة يا
بنتي جسمك لسه تعبان... انا حنادي لواحدة من
البنات عشان تساعدك ".
أمسكتها كاميليا من يدها قبل أن تستدير بكرسيها
نحو الباب توقفها قائلة بهمس :"مفيش داعي يا ثريا
هانم انا كويسة...
ربتت ثريا على يدها بحنان و هي تجيبها و على
ثغرها إبتسامة حانية :"إنت بقيتي بنتي خلاص فبلاش هانم دي... قوليلي ماما ثريا".
بادلتها كاميليا ابتسامة خجولة لتستأنف الأخرى
حديثها من جديد :" انا عارفة إني مهما حقلك مش
حقدر أخفف عليكي او انسيكي اللي حصل بس
عاوزاكي تتأكدي إنك من يوم ما دخلتي البيت داه و
انا بعتبرك زي بنتي و ربنا يعلم إني مش راضية على
تصرفات شاهين و إني كل يوم بتخانق معاه
عشانك... تنهدت طويلا قبل أن تضيف.... هو طباعه كده عصبي بزيادة و متحكم و
مش بيحب حد يناقشه في أي حاجة بيعملها حتى
أنا...بس صدقيني هو مكانش كده زمان بالعكس كان
راجل بتحلم بيه أي بنت و مراته عاشت معاه أجمل
أيام حياتها بس بعد كده تغير و بقى زي ما انت
شايفة....انا حاولت كثير أرجعه لطبيعته بس فشلت
بقاله سنين على الحال داه قاسي و مفيش في قلبه
الرحمة..... انا مش بحكيلك عشان أفكرك باللي
قاسيتيه على إيديه....
جففت كاميليا دموعها التي إنهمرت من عينيها و
تهمس :"آسفة غصب عني...".
تتنهد الأخرى قبل أن تجيبها بضعف :"انا اللي آسفة
عشان مقدرتش أحميكي منه... انا اللي وافقت إنك
تشتغلي هنا رغم إني عارفة إبني كويس و عارفة انه
حيكتشف اللي إحنا عملناه بأي طريقة... انا آسفة يا
بنتي كل اللي حصلك داه بسببي".
خجلت كاميليا من كلامها فهي تعلم جيدا انها لم تكن
تقصد ذلك لتسارع بالنفي قائلة:" حضرتك ما
تقوليش كده انا عارفة إن كل اللي حصل داه مش
ذنبك... هو بس كده عاوز يعذبني و خلاص بالرغم
من إني و الله معملتله حاجة.. انا مش عارفة اعمل
إيه عشان يسيبني انا عاوزة اروح من هنا... حضرتك
انا مش حقدر استحمل... إنت مش عارفة اللي حصل....".
تمتمت كاميليا بكلمات مبعثرة غير مرتبة لتصف ما
تشعر به لثريا لعلها تساعدها و تنفذها في الخروج
من جحيم إبنها قبل أن تنفجر في بكاء مرير و هي
تحيط جسدها بيديها عندما تذكرت ليلة البارحة.....
ضغطت ثريا على زر الكرسي المتحرك حتى تقترب
منها أكثر و هي تربت على ساقيها من فوق الفراش
لتنظر لها كاميليا بتحفز ظنا منها انها شخص آخر و
قد إختلطت ذكرياتها بواقعها لتبعد ثريا يدها و على
وجهها علامات الخوف بعد أن فهمت ما تمر به....
أدارت كرسيها المتحرك لتغادر الغرفة بحزن على ما
رأته فكما توقعت، حالة كاميليا النفسية بدأت تسوء
و قد تلجأ إلى إستدعاء طبيبة نفسية لإصلاح ما أفسده إبنها....
طلبت من فتحية إحضار هاتفها لتتصل بعمر و تستدعيه للحديث معه.
__________________________
في فيلا البحيري...
ل
فت ليليان حجابها الأبيض حول وجهها بإحكام و
ه
ي تمط شفتيها لتعدل أحمر الشفاه الذي وضعته
على شفتيها إستعدادا للنزول إلى الاسفل...
نزلت الدرج و هي تدندن بأغنية ما وصلت إلى
الصالون لتجد زوجة عمها كايمان تترشف قهوتها الصباحية المعتادة....
ليليان بمرح :"صباح الخير يا طنط...إيه الجمال داه
كله هو انت كل بتحلوي أكثر ليه ها.... مش ناوية
تقوليلي على سرك دا انا لولو حبيبتك".
كاريمان بضحك :" يا بكاشة انت مش حتبطلي
حركاتك دي... و بعدين إنت ليه نازلة لوحدك .. فين
جوزك؟؟".
قلبت ليليان عينيها بملل قبل أن تهتف:" راح المستشفى من بدري... قال إنه زهق من قعدة البيت
و عاوز يطمن على الشغل ".
نظرت لها كاريمان بتعجب و هي تضع فنجان القهوة
فوق الطاولة :" إزاي يروح الشغل و انتوا لسه في
شهر العسل؟؟؟
مطت ليليان شفتيها بسخرية قائلة:" شهر عسل إيه
بس يا طنط داه كان زمان الكلام داه هو في حد
النهاردة بيقضي شهر عسل كامل داه هو بالكثير
أسبوع و بعدين بيرجعوا لايامهم العادية و بعدين ما إحنا سافرنا انا و أيهم ".
كاريمان :" آه سافرتوا بس رجعتوا بسرعة عشان
فرح شاهين داه ما يعتبرش شهر عسل انتوا لازم
تسافروا ثاني...".
أخفت ليليان ضيقها من كلام زوجة عمها فهي طبعا
لا تريد السفر ثانية و البقاء مع أيهم طوال الوقت و قد فرحت كثيرا عندما أخبرها
أيهم بضرورة العودة إلى مصر لحضور زفاف
صديقه لتجيبها:" مفيش داعي للسفر ثاني اصلا أيهم رجع الشغل خلاص و انا كمان كلها اسبوع و حرجع
شغلي".
كاريمان باعتراض:" إنتوا لسه عرسان ليه مستعجلين على الشغل....باريس حلوة ممكن تكملوا شهر العسل هناك او تروحوا تركيا...".
قاطعتها ليليان برفق محاولة تغيير الموضوع:"هي أميرة راحت فين يا طنط؟؟
أشارت لها كايمان بيدها بلامبالاة و هي تقول :"انتوا حرين.. انا مالي عنكوا ما سافرتوا الإثنين أعند من بعض... أميرة خرجت من بدري مع سيف راحوا النادي..".
ليليان بضيق :"اووف يا ريتني رحت معاهم.. أصلي زهقت بقالي يومين قاعدة في البيت مش بعمل حاجة".
كاميليا بسخرية :"طبعا لازم تزهقي عشان المفروض واحدة مكانك كان زمانها في باريس و الا في دبي".
إبتسمت لها الأخرى إبتسامة صفراء قبل أن تستأذن قائلة :" عن إذنك يا طنط انا رايحة المطبخ حقول لسنية تحضرلي الفطار... ".
إتجهت إلى المطبخ و هي تتذمر بداخلها من زوجة عمها التي لا تعلم شيئا عن حياتها و تصر على لومها و عتابها غافلة عن تصرفات إبنها التي حولت حياتها إلى حجيم متواصل....
________________________
إبتسمت وفاء (سكرتيرة أيهم) و هي تضع الملفات قائلة :"دي كل الملفات اللي حضرتك طلبتها يا دكتور... تأمرني بحاجة ثانية؟؟".
أيهم بعدم إهتمام و هو يفتح اول ملف:"أطلبيلي الدكتورة هند خليها تيجي دلوقتي".
أومأت وفاء برأسها و هي تقول :"أمرك يا دكتور....عن إذنك".
أغلقت الباب ورائها ثم إتجهت إلى مكتبها لتقوم بعملها و هي تهمس بداخلها بحقد:" يخربيت جماله كل يوم بيحلو على اليوم اللي قبله
انا مش عارفة قمر زيه قبل يتجوز اللي إسمها ليليان دي إزاي...بس هو رجع بسرعة داه بقاله عشرة متجوز.. اكيد زهق منها دي كئيبة و دمها ثقيل...يا ريت يطلقها... أحسن عشان مش لايقة عليه....
جلست على مكتبها ثم أخذت الهاتف لتطلب عدة أرقام و تستدعي الدكتورة التي أخبرها عنها أيهم منذ قليل....
مرت عدة دقائق قبل أن تأتي هند و هي طبيبة مختصة في جراحة القلب و الشرايين مجتهدة جدا في عملها و طموحة حتى انها تمكنت من أن تصبح رئيسة قسم أمراض القلب بالمستشفى منذ العام الأول من إلتحاقها بالعمل هنا و هي أيضا إمرأة جميلة تبلغ من العمر 31 سنة مطلقة منذ سنتين بعد زواج دام أربعة سنوات و إنتهى بالطلاق بسبب مشاكل مع زوجها.....
هزت وفاء رأسها من على شاشة حاسوبها لتتأملها ببطئ
طويلة القامة بجسد ممشوق ترتدي تنورة عملية قصيرة باللون الأبيض تصل إلى تحت ركبتيها و قميص ازرق سماوي خفيف رغم برودة الطقس و حذاء بكعب عال...
أشارت لها وفاء بيدها لتدخل إلى المكتب ثم تعود لإكمال عملها بتذمر:"مش ناقص غير العقربة دي عشان تكمل تلف عليه.. انا بقالي سنتين هنا و مالقيتش و لا فرصة عشان اتقرب فيها منه كل يومين بتلف عليه واحدة...و في الآخر إتجوز طول عمره حظك زفت يا وفاء.....اوورف عاوز إيه داه كمان".
في الداخل
وضع أيهم سماعة الهاتف بعد أن طلب فنجان قهوة لهند و يعود للحديث معها :"
دكتورة هند انا كنت واثق من إختياري لما كلفتك بإدارة المستشفى في غيابي إنت و الدكتور ضياء...".
إبتسمت هند و هي تعيد خصلات شعرها الشقراء إلى الوراء قائلة:" داه واجبنا يا دكتور أيهم و بعدين إحنا معملناش حاجة عشان حضرتك كنت مرتب كل الأمور قبل ما تسافر".
أومأ لها أيهم ثم فتح ملفا ما و قربه منها ثم قال و هو يشير بإصبعه إلى رسومات ما في الورقة:" طيب... داه مخطط عشان قسم الأمراض النفسية اللي ناويين نزيده في المستشفى..الاسبوع اللي جاي إنشاء الله حنبتدي الأشغال عاوزه يكون جاهز في أقرب وقت ".
هند و هي تتفرس الصور و المخطط :"واضح إن المبنى حيكون كبير اوي داه تقريبا حيضم خمسين أوضة....
أيهم مؤيدا :"أيوا فعلا انا مش عاوزه يكون أقل من الأقسام الثانية داه غير الطلبات الكثيرة اللي جاتنا من ناس كثير اول ما سمعوا إني حضيف قسم الأمراض النفسية للمستشفى ".
هند بفخر:" طبعا يا دكتور...دي مستشفى البحيري يعني داه شيئ طبيعي".
إبتسم أيهم لقولها ثم جمع الأوراق و أعادها مكانها قبل أن يسمع طرقا على باب المكتب.
سمح لوفاء بالدخول لتضع فنجان القهوة أمام هند و هي تخفي ضيقها لوجودها....
إرتشفت هند قهوتها قبل أن تهتف باستدراك:" انا نسيت أسأل حضرتك...هو انت حتقدر تيجي بكرة عشان الإجتماع الشهري لرؤساء الأقسام".
أيهم :"أيوا طبعا داه إجتماع مهم جدا خصوصا المرة دي علشان موضوع القسم الجديد...".
هند بتردد :"بس حضرتك لسه في إجازة...".
أيهم بلا مبالاة :"لا خلاص انا أجلت الاجازة...عشان عندي شغل كثير و لازم اكون موجود هنا... تقدري تتفضلي على شغلك دلوقتي ".
هند بتذكر:"دكتور أيهم انا كنت بعتلك ملفات ثلاث مرضى منهم طفل عمره خمس سنين دول محتاجين عمليات جراحية مستعجلة بس للاسف هما مقدروش لحد دلوقتي يدفعوا كامل تكاليف عملياتهم....
قاطعها أيهم و على
يتبع
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺