رواية الشيطان شاهين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


رواية الشيطان شاهين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية الشيطان شاهين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


الساعة السادسة صباحا تململت كاميليا في فراشها الصغير وهي تتثاءب بكسل...فالبارحة لم تأخذ كفايتها من النوم لتظل مستيقظة حتى ساعات الفجر الأولى و هي تفكر ...

التفتت الي يمينها لتجد اختها نور تغط في نوم عميق تنهدت ثم قامت متجهة الى الحمام للقيام بروتينها اليومي...

وضعت القليل من الكريم الذي أعطته لها هبة مسبقا على وجهها و يديها ثم ارتدت تنورة سوداء فضفاضة و معها قميص وردي و حجاب باللونين الأخضر و الأزرق حتى يبدو شكلها غير متناسق و منفر

ثم تسللت على أطراف اصابعها خارج المنزل قبل أن تراها والدتها و تبدأ في الأسئلة .

وصلت إلى الشارع الرئيسي حيث كانت تقف هبة بملل تنتظرها...

تعثرت كاميليا في مشيتها مما جعل هبة تنفجر ضاحكة و هي تقول :"حاسبي لتوقعي و انت بنظارتك دي".

فركت كاميليا جانب انفها و هي تنظر لصديقتها شزرا قبل تجيبها :"صباح الخير و يلا بسرعة عشان مش عاوزة اتأخر من اول يوم كفاية التوتر اللي انا فيه"

هبة بضحك و هي تلحقها :"صباح النور...يا بنتي امشي على مهلك دي لسه الساعة سبعة ".

التفتت لها كاميليا ثم جذبتها من ذراعه تحثها على الإسراع قائلة بسخرية :" طبعا ماهي المرسيدس الكحلي الراكنة على جنب الشارع دي هي اللي حتوصلنا... يا بنتي ثريا هانم متأكده عليا اني ثمانية و نص لازم اكون جوا الفيلا يعني ساعة و نص شحططة في المواصلات و يدوب نوصل هناك في الوقت".

هبة :"عندك حق المكان بعيد بس انت لو كملتي شغل شهر كامل هناك حيبقوا يبعثولك عربية مخصوص تجيبك زي خالتي ".

كاميليا باستغراب و هي تشير الى التاكسي :" انت بتتكلمي بجد.. دا ايه الدلع داه كله...اوووف مفيش تاكسي راضية توقف في المكان داه".

هبة :" هو انت حتفضلي كل يوم تركبي تاكس على الحال حتفلسي و مرتبك كله حيروح مواصلات ".

كاميليا بارتياح عندما توقفت احد عربات الأجرى بجانبها :" الحمد لله... يلا تعالي نركب بلاش رغي انت حتوصليني الفيلا و بعدين تروحي الجامعة تحضري المحاضرات كلها عشان انقلها منك بعدين.. ".

هبة و هي تركب بجانبها :" ماشي بس اعملي حسابك دي آخر مرة اروح فيها معاكي...مش عاوزة اطب في احد الكائنات الغريبة اللي هناك... ".

كاميليا بتوتر :"حرام عليكي انا مش ناقصة خوف و مش عارفة ايه اللي مستنيني هناك مش كفاية وافقتك على الفكرة المجنونة دي... ".

ظلت الفتاتان تتحدثان طوال الطريق... فتارة تتراجع كاميليا و تقرر عدم الذهاب و تارة أخرى ترضخ لتشجيعات هبة...الى ان وصلتا أمام الفيلا..

ترجلت كاميليا من التاكسي متشبثة في هبة رافضة تركها لتصيح هبة بضجر:" مش قلتيلي من شوية اوصلك و اروح الجامعة.. في ايه مالك يا كاميليا.

كاميليا بخوف :" انت لسه بتسالي مالي... انا كل اما بدخل الكومباوند دا و جسمي بيبقى يترعش لوحده... انت مش شايفة كمية البادي قادرز اللي هنا و الاسلحة اللي عندهم يا نهار اسود...انا مش قادرة ادخل الفيلا لوحدي يا بيبة وصليني عند خالتك و بعدها روحي".

هبة بضجر و هي تقترب من احد الحرس المرابطين أمام الفيلا :" طول عمرك جبانة... يلا ورايا بس اعملي حسابك دي آخر مرة... ".

دفعتها كاميليا أمامها ثم تبعتها بخطوات متعثرة لتعرف هبة على نفسها قبل أن يسمح لهما الحارس بالدخول دون التفطن الى ان هناك زوج من الأعين تراقبهما بصمت...

خديجة بابتسامة كبيرة عندما رأت الفتاتين :"اتفضلوا يا بنات جوا ... انا حقول لفتحية توصل كاميليا عند الهانم و انت تعالي معايا يا هبة...

اومأت كاميليا بايجاب و هي تتبع الخادمة التي اخذتها الى الصالون حيث تنتظرها السيدة ثريا..

اما هبة فقد بقيت تتحدث قليلا في المطبخ مع خالتها.

هبة :" ايه رأيك في اللوك الجديد يا خالتو.. متغيرة صح".؟

خديجة :"ايوا مية و ثمانين درجة دا انا نفسي مكنتش حعرفها لو منكتيش انت معاها.. بس لو كنتي خليتيها تلبس لانسز اسود بدل عينيها الزرقاء دي".

هبة:"المرة الجاية بقى و بعدين هي عينيها مش باينة اوي تحت النظارة ".

خديجة :" المهم ربنا يستر و شاهين بيه ميعرفش حاجة المهم يلا انت دلوقتي روحي على جامعتك و انا لو عزتك حبقى اكلمك... اه و متنسيش تسلميلي على نجوي و قوليلها حبقي ازوركم قريب".

قبلتها هبة بحرارة و هي تقول :" حاضر يا خالتو حقلها.. يلا حمشي انا دلوقتي و مش حوصيكي خلي بالك من كاميليا..


طمئنتها خديجة بأنها سوف تعتني بصديقتها ثم اوصلتها الى باب الفيلا..و عادت لاتمام عملها...

سارت هبة ببطئ في حديقة الفيلا و هي تمتع انظارها بجمال المشاهد الطبيعية الممتدة امامها للنباتات و الورود النادرة و التي تراها لأول مرة في حياتها.. اخذت نفسا عميقا وهي تستنشق الهواء النقي المحمل بعبير و شذى الزهور...

انتفضت فجأة و هي تسمع صوت أحدهم يأمرها بالتوقف :"انت مين و بتعملي إيه هنا؟؟".

ارتعشت هبة بخوف ثم استدارت بجسدها ببطئ و هي تطمئن نفسها بأنه قد يكون احد الحرس...لتقول بتلعثم دوم ان تنظر له :"انا هبة... قريبة الست خديجة اللي بتشتغل هنا...".

:"طيب و بتعملي إيه هنا في الجنينة مش المفروض تروحي تشوفي شغلك".

هبة بتوتر:"لا انا مش بشتغل هنا... انا كنت بزورها و مروحة عن اذنك".

سارت هبة بخطوات راكضة باتجاه البوابة... لتتفاجئ بأحدهم يجذبها بقوة من ذراعها...و قبل أن تشرع في الصراخ كمم المجهول فمها بعد أن أحاط جسدها من الخلف ليزيد من رعبها و تشنج جسدها بين ذراعيه القويتين ظلت تتلوي و تدفعه دون جدوى حتى ظنت هبة للحظات انها تصارع حائطا او جبلا...

اتسعت عيناها بقوة و هي تسمع ضحكاته المتسلية بجانب اذنهاو يديه تستشعر دقات قلبها المتسارعة كأرنب مذعور وقع بين براثن أسد جائع....

انهمرت دموعها بصوت و عقلها الصغير يصور لها عدة سيناريوهات مرعبة...

قد يكون المدعو شاهين صاحب الفيلا او احد أصدقائه الشياطين الذين لا طالما سمعت خالتها خديجة تتحدث عنهم... او احد الحرس.. لا تعلم من بالضبط كل ماتعرفه انها على وشك الوقوع مغمى عليها بين يدي رجل مجهول و قد ينتهي بها الأمر مرمية في احد المستشفيات او الخرابات بعد الانتهاء منها....

تحفزت جميع حواسه و هي تستمع لصوته الهامس الذي تشوبه نبرة متلاعبة :"لسه مجنونة زي ما انت يا بيبة... متغيرتيش"...

في الداخل وجدت كاميليا نفسها في غرفة كبيرة يغلب عليها طابع طفولي باللونين الأزرق و الأخضر و قد زينت صور شخصيات كرتونية الجدران و الأرضية التي امتلأت بعدة انواع مختلف من الألعاب...

تحتوي على خزانة كبيرة و سرير صغير علي شكل سيارة زرقاء.. ابتسمت بانبهار عندما اصطدمت بعينين رماديتين تنظران إليها بتعجب...

شهقت كاميليا باعجاب من جمال هذا الطفل الواقف أمامها...متمتمة بهمس:"مشاء الله...يجنن زي اللعبة".

ظل فادي ينظر إلى كاميليا بتعجب و كأنها من كوكب آخر بملابسها الغريبة و نظاراتها الكبيرة التي تغطي اغلب وجهها... اقترب منها و امسك طرف تنورتها الطويلة ليجذبها بلطف و كأنه ينبهها الى وجوده...

لتنحني كاميليا و تجلس على الأرض على ركبتيها حتى اصبحت طوله، مدت يدها اليسرى لتصافحه و هي ترسم ابتسامة عريضة على شفتيها قائلة بمرح:"انا إسمي كاميليا بس تقدر تقلي كامي و انا المربية الجديدة بتاعتك".

مد فادي كفه الصغير ليصافحها بلطافة و هو يقول بصوته الطفولي :"تيتة قالتلي اناديلك miss kamilia".

ابتسمت كاميليا و هي تمسك نفسها على القفز عليه و اكله من شدة جماله و لطافته...لتجيبه :"ماشي احنا نسمع كلام تيتة و ننفذ كل اللي بتقوله... يلا بقى يا استاذ فادي قلي انت في العادة بتعمل إيه كل يوم الصبح".

جلس فادي على سريره الصغير ثم جذب جهاز الايباد الخاص به ليرفعه أمامه قائلا ببراءة:" بلعب..."

رمشت كاميليا بتعجب قبل أن تأنب نفسها قائلة بهمس :" امال فاكراه كريم اخوكي حينزل يلعب استغماية و كرة في الشارع.. يا ابن المحظوظة عمرك اربع سنين و عندك ايباد ثمنه يسددلي مصاريف جامعتي سنة بحالها امال لما تكبر ابوك حيشتريلك ايه... طيارة"

افاقت على صوت الصغير و هو مندمج في شرح احد لعب الرسم الموجودة على جهازه باللغة الإنجليزية.. لتقف كاميليا من مكانها و تجلس بجانبه محاولة استيعاب مايتكلم عنه...

في الخارج

رفعت هبة رأسها رويدا بعد تحررها من قبضة هذا المجنون المحتل....

لتجد رجلا طويلا ضخم ينظر لها و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة غامضة...انشغلت بترتيب ملابسها و شعرها و هي تفكر من يكون هذا المجنون و كيف عرف اسمها...

تعالت ضحكات الرجل و هو يشاهد ارتباكهها الظاهر و حركة يديها العشوائية لتكز هبة على أسنانها بغضب و هي تقاوم رغبتها في الانقضاض عليه و اشباعه ضربا على مافعله بها...

همست من بين أنفاسها المتلاحقة و هي توجه له نظرات كارهة :"انت تعرفني منين...".

تقدم بخطواته تجاهها لتتراجع هي بذعر قبل أن يقفز بخفة أمامها و يمسكها برفق من ذراعها و هي يهتف باسف :"مبدئيا انا آسف علشان خوفتك مني...اهدي يا هبة انا مش حأذيكي انا اعرفك كويس و انت كمان بتعرفيني بس الظاهر انك نسيتيني...".

عقدت جبينها بتساؤل و دهشة من كلامه و صوته المألوف لها قبل أن تجيبه محاولة التماسك أمامه :"لا مش عارفاك و مش عاوزة اعرفك سيب ذراعي...".

لم تصدق لوهلة نظراته المتلهفة عليها و هو يقطع كلامها :" انا عمر الشناوى يا هبة ابن الدكتور خيري اللي كان فاتح عيادة زمان في حارتكم... افتكرتيني".

كتمت هبة شهقتها بيدها الاخرى بينما عيناها كانتا تحدقان فيه ببلاهة و هي تعيد اسمه بهمس غير مصدقة :" مش معقول عمر.... ايوا صح عمر ابن الدكتور انا ازاي معرفتش....".


ابتسم عمر قائلا بمرح :" اتغيرت صح.. ".

هبة و هي تجذب يدها :" ايوا اتغيرت جدا...دول سبع سنين اكيد حيغيروك...".

عمر و هو يرمقها بنظرات فاحصة:"بس انت متغيرتيش لسه زي ما انت انا اول ماشفتك عرفتك على طول...حتى شعرك لسه قصير زي ماهو ".

هبة بتوتر و هي تمرر يديها على شعرها القصير :" ايوا...لسه قصير زي زمان...مقلتليش انت بتعمل إيه في قصر الأشباح داه ..

قهقه عمر بقوة و هو يهز رأسه بعدم تصديق قائلا :" دا انت مصيبة يا بنتي انا بقالي سنين بدور على الكلمة المناسبة اللي تليق على المكان داه و مش لاقي فهلا هو شبه قصر الاشباح... المهم انا ياستي

ابن خالة صاحب الفيلا دي و شريكه كمان و انا جيت هنا علشان محتاج شوية ملفات سرية للشغل و انت بتعملي إيه هنا؟؟

هبة :"ما انا قلتلك خالتي بتشتغل هنا فجيت ازورها..".

عمر بتفكير :"بس انا مشفتكيش هنا قبل كده و كمان الست خديجة بقالها سنين شغالة هنا.. طيب ليه مجيتيش قبل كده هنا؟".

هبة بتوتر :"ابدا.. اصلي مشغولة في الدراسة...

عمر :" بتدرسي؟؟ انا كنت فاكر انك سيبني المدرسة من زمان علشان مكنتيش بتحبي الدراسة و كنتي بتسقطي زمان في ثانوي".

شهقت هبة بضيق من وقاحته لتهتف بحنق :"انا سقطت سنة واحدة عشان كانت عندي ظروف و بعلمك بقى انا بقيت في رابعة هندسة و كل سنة بنجح بتقدير كمان".

عمر بابتسامة و هو يلاحظ انزعاجها :" طب كويس... لو رايحة الجامعة تعالي اوصلك قبل ما اروح الشركة ".

هبة برفض و هي تستدير باتجاه البوابة :"لا طبعا انا خاخذ تاكسي يلا عن إذنك و فرصة سعيدة "

جذبها عمر من يدها مشددا قبضته حتى يمنع افلاتها و جرها وراءه باتجاه سيارته قائلا بمرح:" طب اعتبريني تاكسي و خليني اوصلك و بالمرة نتكلم شوية على السبع سنين اللي عدوا بسرعة دول ".

هبة باصرار:"انت بتعمل ايه انا مستحيل اركب معاك... ايه داه ؟؟؟

فتح عمر باب السيارة و دفع هبة برفق الى الداخل ثم أغلق الباب بمفتاحه الإلكتروني حتى يمنع خروجها ثم استار الى الجهة الاخرى و استقل مقعد السائق الى جانبها... نظر الى هبة التي كانت تحاول فتح باب السيارة بكل قوتها و هي تضغط على عده ازرار بعشوائية ليتفجر عمر من الضحك عليها قائلا :"يا بنتي اهدي مالك حتبوزي العربية....

هبة بضيق:" يا سلام ما تنفجر حتى... بقلك ايه نزلني هنا لو سمحت "

عمر بضحك :" طب بذمتك معقولة انزل بنت زي القمر زيك كده في وسط الشارع... دي حتى عيبة في حقي".

هبة بتوتر:" لو سمحت.. يا استاذ عمر انا مش هبة بتاعة زمان لما كنا صغيرين ميصحش الكلام داه"

عمر بخبث :"يعني لسه فاكره كنت بقولك ايه زمان... طب الحمد لله وفرتي عليا يا بيبة".

تمسكت هبة بحقيبتها كدلالة على توترها و هي تقول بخفوت :" على فكرة اللي كنت بتعمله زمان داه كان اسمه.... تحرش و انا وقتها كنت صغيرة و قاصر كان عمري ستاشر سنة و انت وقتها كنت كبير و دلوقتي انت خليتني اركب العربية غصب عني انت عاوز مني ايه انا ماصدقت كابوس زمان انتهى و فرحت جدا لما والدك قفل العيادة علشان انت بطلت تيجي هناك....

عمر بنرفزة:"تحرش ايه يا مجنونة.. انا كنت بحبك على فكرة بس انت الغبية كل ما بتشوفيني بتبقي بتترعشي و كانك شفتي عفريت..

هبة بغضب :" حب و كلام فارغ ايه؟؟ انت فاكرني هبلة حصدق حدوثة الأمير اللي وقع في حب بنت فقيرة و تجوزها...

عمر :"ايوا كان لازم تصدقي...صح انت كنتي وقتها صغيرة و انا كنت طايش معرفتش اخليكي تقتنعي اني حبي ليكي كان صادق و لا كنت بضحك عليكي و بتسلى زي ما كنتي فاكرة...على فكرة انا كنت مسافر لندن كملت دكتوراه في إدارة الأعمال و مسكت فرع شركتنا هناك بس رجعت من شهور قليلة و كنت حرجع ادور عليكي بس مكنتش اتوقع الاقيكي قدامي بالسهولة دي ".

هبة بخوف مخفي:" و تدور عليا ليه.. انت عاوز مني ايه مش معقول حترجع تتنططلي في كل حتة زي زمان؟؟

عمر بمكر:"مش كده و بس دا انا حخليكي تشوفيني في كل حتة انت بتروحيها في الجامعة، في الحارة في الشارع... حنرجع ايام زمان يا بيبة..

هبة بعصبية :" بقلك ايه بلاش كلام فارغ و نزلني هنا انت باين عليك فاضي و انا مش فايقالك...

؟

عمر برفض و هو يواصل قيادة السيارة :"مش حنزلك الا لما نوصل قدام الجامعة...و كفاية عناد بقى انت كبرتي دلوقتي على حركات العيال دي ".

هبة :" انا عيلة... طب لما انا كده بتتعامل معايا ليه اساسا يا سي الكبير...

عمر و هو يرمقها بنظرات غامضة :" بكرة تعرفي...و دلوقتي هاتي رقم تليفونك بقى علشان اكلمك و قبل ما ترفضي فكري كويس لأحسن تلاقيني المساء قدام بيتكم في الحارة....

..........................

بعد ساعة وصل عمر الى الشركة و على وجهه ابتسامة عريضة لم تفارقه منذ أن ودع هبة أمام جامعتها...تلك المشاغبة الصغيرة منذ أن وجدها صباحا أمامه في الحديقة و هو يشعر بسعادة غريبة تغزو قلبه...

دخل الى مكتب شاهين ليعطيه الملفات التي جلبها له من مكتب الفيلا ليجد الاخر يعمل بتركيز على حاسوبه

جلس عمر مقابلا له ثم وضع الأوراق أمامه قائلا :"دول الملفات اللي انت طلبتهم...انا سبت نسخة منهم في الخزنة اللي هناك".

شاهين :"طيب و ايه أخبار الفيلا.. ازاي فادي و ماما ثريا...

عمر :" كويسين و المربية الجديدة جات النهاردة و بدأت شغل ".

استند شاهين بجسده على كرسيه الجلدي نافثا دخان سيجاره الكوبي الفاخر امامه و هو يقول ببطئ :"مربية جديدة.... حلوة؟".

زفر عمر بضيق من طباع صديقه الذي لا تتغير قبل أن يجيبه :"معتقدش انها حتعجبك دي محجبة و لابسة نظارة تقريبا وشها مش باين ".

شاهين بوقاحة:"محجبة... انا مجربتش النوع داه قبل كده الظاهر انه جا الوقت المناسب ".

عمر بلامبالاة:"اعمل اللي انت عاوزه بس دي محجبة يعني مش حتقبل.....

شاهين باستهزاء :" قدام الفلوس مفيش حد بيقول لا...عموما اكيد ليها سكة دا لو عجبتني طبعا..

عمر بضيق :"طيب في سهرة الليلة و الا نلغي..

ضحك شاهين استمتاع قبل أن يردف بوقاحة :"لا نبغى ايه داه حتى المزاج عالي بس بقلك ايه عاوز واحدة نظيفة و عارفة شغلها كويس مش زي بتاعة المرة اللي فاتت مكملتش خمس دقايق..

نظر له باشمئزاز قبل أن يجيبه :"داه ايه القرف داه... اي أوامر ثانية..

شاهين بنفي:"تؤ... كلملي ايهم عاوزه يجيني ظروري دلوقتي

..................................

مر اليوم بسلام و تأقلمت كاميليا بسهولة في عملها حيث وجدت ان فادي طفل هادئ و مطيع بدرجة كبيرة كما أن استأنست بوجود خديجة التي اهتمت بها جيدا و علمتها كيف تتعامل مع الجميع في الفيلا...

انا هبة فقد امضت بقية اليوم و هي شاردة و كأنها في عالم آخر فصورة عمر لم تفارقها خيالها.. حتى انها اضطرت لمغادرة الجامعة باكرا قبل إنهاء جميع محاضرتها...

ليلا.....

يجلس ايهم في صالون شقته و هيئته المبعثرة تدل على أنه قد خرج للتو من معركة حامية بقميصه المفتوح و خصلات شعره المبعثرة بعشوائية.....

نظر بغضب الى أثاث الشقة التي تحول في دقائق إلى ركام من الخردة جراء نوبة الجنون الذي تمكنت منه منذ رجوعه من مكتب شاهين...

مسح على وجهه عدة مرات بحركة عصبية و هو يتذكر وقوفه امام شاهين منذ ساعات و هو يأنبه كطفل لك يقم بواجبه المدرسي ....

شاهين:"انت عارف اني انا مليش أصحاب و لا ناس اثق فيهم غيرة انت و عمر علشان كده مش عاوزك تزعل مني لما انصحك او انبهك لحاجة انت قاعد بتغلط فيها....انت ازاي تجيب خطيبتك لسهرة امبارح مش قالك الف مرة متجيبهاش انت ايه عاوز تغلط نفسي غلطتي................................

....................... و على فكرة هي اذكي منك بمراحل علشان من قعدة واحدة اكتشفت حقيقة كل واحد من الموجودين انت ازاي منتبهتش على نظرات فريد اللي كان حياكلها بعينيه.....انت عاوز خطيبتك تبقى زي ميرهان و البنات اللي بنجيبهم للفيلا عندنا.. انت عارف احنا جايبينهم ليه... علشان نتسلى بيهم..... عاوزنا نتسلى ببنت عمك و اللي حتبقى مراتك.... طيب على الأقل سيبها الأول متبقاش انت في النص....بقيت زي الرجالة اللي بتعرض نسوانها على رجالة ثانية مقابل صفقة او شغل......

انا عارف انك مستهتر و زي ما بيقولوا open-minded بس مكنتش فاكرك للدرجة دي

.......

صرخ ايهم بشراسة و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا يحاول انتزاع كلمات شاهين من رأسه...هل كان غبيا و أعمى لهذه الدرجة، هل كان يظن ان بقية الرجال مثله لن ينظروا الى امرأة صديقهم كما يفعل هو... هل كان يظن انه قادر على حماية خطيبته من نظراتهم الخبيثة عندما تكون معه و منعهم من النظر إليها.... لقد كانت ترتدي ملابس محتشمة فماذا لو ارتدت ذلك الفستان الذي احضره لها....

ذلك الحقير فريد يقسم انه سيلقنه درسا لن ينساه بعد أن تجرأ على النظر الى شيئ يخصه...

الى ليليانه.

الشيطان شاهين › الفصل السابع

بعد اسبوع

تجلس ليليان في مكتبها تترشف قهوتها الصباحية بهدوء...وضعت يدها على رأسها تتحسس حجابها و هي تبتسم بفرح... منذ أن ارتدته و هي تشعر بأحاسيس جميلة تغزو قلبها،مزيج من الطمأنينة و السكينة و السلام الداخلي خاصة مع تجاهل ايهم لها منذ تلك السهرة... لم تشعر بمثل هذه الراحة و السعادة منذ أن دخلت بيت عمها.... يا إلهي ما أجمل حياتها بدونه، قطع شرودها دخول أمنية...

أمنية بتذمر و هي تجلس على الكرسي بتعب:"الحقني يا ليلي حموت من التعب... اه ياني على ميلة بختك يا أمنية انا ايه اللي خلاني اتنيل ادخل كلية طب.. كان مالها الهندسة و الا ادارة اعمال بس..."

ضحكت ليليان برقة قبل أن تجيبها:"ايه مالك يا بنتي حصل إيه لكل داه؟؟؟".

أمنية و هي تخطف كوب القهوة من يد ليليان :" قولي محصلش ايه... هاتي رشفة عشان اصحصح كده و احكيلك... ".

ارتشفت بعض الرشفات ثم اكملت :"من شوية جات واحدة للمستشفى وجايبة بنتها قال ايه عندها برد و عايزاها تخف بسرعة علشان عندها مسابقة سباحة في النادي بعد يومين ...المهم انا جيت اديها الحقنة و هي اغمى عليها فالست قامت شبطت فيا و اتهمتني ان انا اللي خوفت البنت...".

ليليان بضحك :"طب و بعدين عملتي ايه ".

هزت أمنية كتفيها بلا مبالاة و هي تردف :" و لا حاجة ناديت الدكتور فهمي علشان يهتم بيها و جيت بصراحة انا مليش خلق للستات المدلعة دي هي كانت حقنة و الا مطوة علشان الهانم بنتها تخاف...".

ليليان :" طب اهدي بس و روقي كده زمانه الدكتور فهمي حل المشكلة...".

امنية بضجر:"يحل... يربط مليش دعوة هو دا اللي عندي..بس تعالي هنا قوليلي ايه سر الابتسامة و الضحكة الحلوة اللي من الودن الودن دي...ممممم لسه مكلمكيش صح؟ يا ترى عتقك أخيرا... يا سلام لو يفضل ناسيكي كده على طول او يتجوز مرة واحدة ...

ليليان برجاء :" يا ريت يا أمنية يا ريت ينساني و يتجوز و يشوف حياته بعيد عني انا مش قادرة اتخيل اني ممكن ابقى مراته في يوم من الايام، انسان متكبر و اناني ميهموش غير نفسه هو عاوز يتجوزني بس عشان يكسرني و يذلني لاني رفضته كذا مرة فاكر اني حبقى زي الستات اللي هو متعود عليها و بإشارة من صباعه حيلاقيني تحت رجليه

... بس انا خايفة اوي حاسة ان في حاجة مش مضبوطة سكوته طول المدة دي اكيد في وراه مصيبة انا عارفاه داه عنيد و لما يصمم على حاجة مبيرتاحش غير لما يوصلها بأي طريقة... انت متعرفيشه زيي داه شيطان ".

امنية :"متقلقيش يا ليلي بكرة كل حاجة تتصلح و....

قاطع حديثها رنين الهاتف لتنظر لها ليليان بخوف و هي ترى اسم ايهم مكتوب على شاشة هاتفها همست أمنية و ملامح الدهشة تكسو وجهها :" دا إيه اللي فكره بيكي دلوقتي.... يا ريتنا كنا ذكرنا مليون جنيه بدل اللي ميتسمى داه...

أمسكت ليليان هاتفها بأصابع مرتجفة و وضعته على اذنها و هي تحبس أنفاسها ليأتيها صوته الكريه يأمرها بالمجيئ الى مكتبه.

اغلقت السماعة ثم رمت الهاتف على الطاولة و هي تتمتم برعب:" مش قلتلك يا أمنية.. مش قلتلك انا قلبي كان حاسس..

وقفت أمنية من مكانها ثم استدارت حول المكتب حتى أصبحت بجانب ليليان، وضعت يديها على كتفيها محاولة تهدئتها و هي تقول بصوت متوتر:" إهدي يا ليلي.. في ايه مالك هو انت اول مرة تروحي على مكتبه؟ اهدي يا حبيبتي مش كده من امتى بتخافي منه دا انت ياما هزقتيه و اخذتي حقك منه ثالث و مثلث.

ليليان بتوتر و هي تنفي برأسها:" باخذ حقي بالكلام و بس لكن هو بالأفعال..... بالأفعال يا امنية... ".

_________________________

في فيلا شاهين الالفي

نزلت كاميليا الدرج ببطئ و هي تمسك بيد فادي الذي كان يتبعها بهدوء كعادته...

ابتسم الصبي بفرح عندما سمع صوت والده و هو يتحدث مع جدته في الصالون...ترك يدها فجأة ثم اندفع يجري بسرعة ليلقي بجسده الصغير داخل أحضانه...و هو يصيح :"بابي بابي انت جيت...؟


قهقه شاهين بصوت رجولي و هو يضع طفله فوق ساقيه بعد أن قبل وجنتيه المكتنزتين عدة قبلات طويلة..

تسمرت كاميليا في مكانها برهبة و هي تراه يجلس أمامها بكل ثقة و هيبة.

لم تتوقع وجوده هنا فطوال الاسبوع الماضي لم يكن موجودا بسبب سفره...

اول مرة تراه وجها لوجه... يشبه أولئك الحرس الذين يقفون بأسلحتهم أمام الفيلا بجسده الضخم الذي كان يملأ الاريكة و كتفيه العريضين و ملامح وجهه الحادة رغم وسامته الملفتة،

رفع رأسه فجأة ليجد أمامه فتاة غريبة ترتدي ملابس فضفاضة غير متناسقة و تضع نظارات كبيرة شبيهة بنظارات العجائز تخفي معظم وجهها اما شعرها فقد اختفى تحت حجابها الذي كانت تضعه باهمال

عقد جبينه بانزعاج من مظهرها المبعثر و شكلها الغير مرتب قبل أن يسأل والدته عنها :"مين دي يا أمي و بتعمل إيه هنا؟؟".

ثريا بابتسامة:"دي كاميليا مربية فادي الجديدة بقالها اسبوع هنا، دي شاطرة جدا في التعامل مع الأطفال و دودي مبسوط معاها جدا...".

رمقها بنظرات غاضبة و هو يشير بابهامه الى كاميليا بتقزز و كأنها حيوان مقرف قائلا بقسوة:"دي مربية ابني انا... شاهين الألفي..انت بتهزري يا أمي انت ازاي تسمحيلها تقرب من ابني و هي بالشكل الغريب داه...مليقيتيش غير دي عشان تاخذ بالها من فادي".

طأطأت كاميليا رأسها بألم تكبح بشدة جماح دموعها التي تهدد بالنزول و هي تستمع الى كلماته المهينة التي ألقاها على مسامعها دون مراعاة لوجودها،

طوال الاسبوع الماضي و هي تسمع عنه أحاديث و روايات مختلفة من الخدم أثناء تجمعهم لتناول طعام الغداء و كيف انه شخص وقح و قاسي لا يتردد في إهانة من يعملون عنده حتى أنه يعتبرهم كعبيد عنده و لو لاظروفهم الصعبة التي دفعتهم للعمل عند شخص حقير مثله و المرتبات المغرية التي يتقاضونها لما قبلوا بالعمل عنده ساعة واحدة.

انتبهت لصوت والدته و هي تقول بلوم:" و احنا مالنا بشكلها مدام بتقوم بشغلها كويس...كاميليا بنت محترمة و ذكية جدا و أكثر واحدة مناسبة تكون مربية لفادي انت ناسي البنات اللي جو قبل كدة كانوا بيتصرفوا إزاي...

زفر بملل من حديث والدته المعتاد حول المربيات السابقات اللواتي تقدمن للعمل هنا فقط للتقرب منه و إغوائه و هو لم يكن ليرفض عروضهن المجانية ليتمتع بهن لأيام قليلة قبل طردهن بطريقة مهينة فهو في الاخير لم يكن ليرضي أن تكون مربية ابنه إحدى العاهرات الطموحات....

تجاهل كلامها و هو يخاطب الصغير بود و كأنه ليس نفسه ذلك الفظ الذي كان يتحدث منذ قليل :"قلي يا حبيب بابي انت مرتاح مع المربية دي لو مش عاجباك خلينا نطردها و انا حجيبلك غيرها".

توسعت عينا كاميليا بصدمة من عجرفته و غروره و هو يتحدث الي طفله المدلل... بدا و كأنه يسأله عن رأيه في لعبة او شيئ ما اشتراه له، ليجيبه فادي ببراءة :"لا يا بابي خليها انا بحب miss كاميليا اوي هي علمتني ارسم على الايباد رسمها حلو اوي يا بابي دي حتى رسمتلي بانتان و سبونج بوب زي الحقيقيين ( شخصيات رسوم كرتونية).

تعجب شاهين من كلام الصغير الذي أبدى و لأول مرة ارتياحه مع مربية ليرمق تلك الواقفة بنظرة استعلاء قبل ان يسألها :" انت بتدرسي إيه؟؟

ثريا بفخر و هي تلاحظ توتر كاميليا :"رابعة هندسة و دايما الأولى على دفعتها... و بتتكلم ثلاث لغات بطلاقة الفرنسية و الانجليزية و الروسية كمان... انا تأكدت من داه بنفسي".

اردف شاهين بصوت واثق و هو يضع فادي على الاريكة بجانبه :" كويس جدا... ابني مسؤوليتك انت يا أمي بس انا لو لاحظت أي تقصير انا حتدخل فورا...

انا طالع ارتاح فوق قوليلهم يصحوني بعد ساعتين علشان عندي موعد مهم ".

ثريا :" انت مش حتتغدى قبل ما تنام؟؟".

أشار نافيا بيده قبل أن يتجه الى الدرج صاعدا الى جناحه... أخذ حماما دافئا ثم تمدد على سريره ليغمض عينيه و يغط في نوم عميق....

في الحديقة تجلس كاميليا تراقب الصغير الذي كان منشغلا بجهازه اللوحي و هو يحاول بكل جهده إكمال رسمته و كأن حياته تعتمد عليها.

نظرت له بحنق و كره للحظات... هذا الطفل المدلل الذي يعيش حياة الملوك... تعرضت للاهانة و السخرية من قبل والده منذ قليل و هو لا يهتم لشيئ سوى لهذه الرسوم السخيفة...

انتبهت لمجيئ فتحية تلك الخادمة البشوشة التي لا تكف عن الثرثرة و الحديث عن أخبار الباشاوات و الهوانم الذين يأتون الى هذا القصر حتى أنها باتت تعرف العديد منهم و تعرف أخبارهم دون أن تراهم حتى...

فتحية بابتسامة:"انت هنا و انا عمالة ادور عليكي عليكي من ساعة...داه وقت الغداء مجيتيش ليه؟؟".


كاميليا :"اتغدوا انتم بالهناء و الشفاء انا مليش نفس و فادي أكل من شوية قبل ما نخرج".

فتحية و هي تلاحظ نبرة صوتها الحزينة :"انت لسه زعلانة من كلام البيه...يا بنتي انسى بكرة تتعودي المهم انك مترديش عليه غير لما يسألك....

كاميليا ببؤس:"و انا في إيدي إيه غير إني أسكت و أبلع الاهانة يعني لو رديت عليه حيحصل إيه داه مش بعيد يشتمني أكثر و يطردني كمان و انا بصراحة مش عاوزة اخسر الشغل انا محتاجاه جدا و معنديش بديل انا لو عليا و الله ماكنت اقبل انه يهيني و لا يقلل من كرامتي بالشكل داه حتى لو اموت من الجوع بس انا بشتغل علشان اساعد عيلتي...

ربتت فتحية على كتفها بحنو و هي تجيبها:"كلنا كده يا حبيبتي لولا الحاجة مكنا قعدنا في الذل داه و كمان علشان خاطر الست ثريا هي طيبة و مش زيه ما انت شفتيها دافعت عنك إزاي".

كاميليا بانفعال:" الحيوان.. انت مشفتيش كان بيبصلي بقرف إزاي هو يعني علشان ربنا كرمه و رزقه شوية فلوش يدوس على الغلابة اللي زينا هو احنا بنشحت منه ما احنا بنشتغل اهو... إلهي يخذه بني آدم مستفز انا مش مصدقة إزاي هو اب لملاك زي داه".

أكملت كلامها و هي تشير بعينها لفادي لتضع فتحية يدها على فمها و تشير لها بأن تخفض صوتها:" يا بنتي اسكتي احسن يسمعك دي الحيطان ليها وذان داه بيبقى قاعد في اوضته و بيعرف كل حاجة بتحصل برا و بعدين انت مش قلتي انك حتشتغلي شهر أو شهرين و بعدين تمشي... اهدي كده و كولي عيش و خلي ايامك تعدي على خير إنت مش قد الناس و لا قد نفوذهم، دول إيديهم طايلة اوي و ما بيرحموش، نظرت فتحية يمينا و يسارا لتتأكد من حلو المكان حولهما قبل أن تسترسل في حديثها....داه سجن بنت مسكينة كانت بتشتغل معانا هنا منه لله لبسها قضية زور و سجنها خمس شهور داه غير العلقة اللي خذتها من القاردز... ".

كاميليا بهمس :" ليه؟ هي عملت إيه؟؟ ".

فتحية و هي تتنهد بحزن:" ابدا و الله دي مكملتش يومين شغل و اليوم الثالث لقاها بتنظف في مكتبه و الظاهر كده انها غيرت مكان ملفات او حاجة زي دي المهم شتمها و قلها يا حيوانة فهي المسكينة مستحملتش و دافعت عن نفسها انا فاكرة اليوم داه كويس اوي، انا لحد دلوقتي لسه سامعه صريخها في وذاني و هي بتستنجد و بتترجاه انه يرحمها انت مشفتيشه ازاي جرها من شعرها و رماها برا الفيلا و أمر الحرس انهم يكملوا عليها و بعدين ياخذوها للقسم ... الست ثريا وقتها للاسف مكانتش موجودة كانت بتزور واحدة قريبتها....المهم خلي بالك من نفسك حتى لو شتمك اسكتي داه ظالم و مش بعيد يلبسك قضية...

ارتجفت كاميليا و هي تتخيل نفسها مكان تلك المسكينة لتمتم بخوف :"يا نهار اسود إيه الذل داه يعني يا استحمل الاهانة و الشتيمة زي الحيوانة و اسكت و الا اتسجن و اتضرب... منك لله يا هبة ملقيتليش غير الفيلا الشؤم دي علشان اشتغل فيها دي كانت شورة مهببة انا لايمكن استحمل كل داه انا حخلص الشهر علشان اخذت سلفة و بعدين حعتذر من الهانم و ابطل شغل... خليله ابنه المدلل داه يشبع بيه و يربيه على مزاجه ".

فتحية بمواساة :" ربنا يسهل يا حبيبتي يلا هاتي البيه الصغير و تعالي ندخل علشان تتغدي اليوم لسه طويل مش حتقدري تركزي مين غير أكل...".

_________________________

في مستشفى البحيري

قلبت ليليان عيناها بضجر و هي تنظر لساعتها للمرة العشرون قبل أن تهتف بصوت غاضب موجهة حديثها لسكرتيرة أيهم :"لما حضرته مشغول كده بيناديني ليه...انا كمان عندي شغل اتصلي بيه دلوقتي و قوليله لو مش فاضي انا حمشي و حبقى أرجع وقت ثاني".

رمقتها وفاء السكرتيرة بنظرة حارقة قبل أن ترفع سماعة الهاتف ليأتيها الرد،

:"اتفضلي يا دكتورة الدكتور مستنيكي ". تشدقت وفاء و هي تمط شفتيها دون اكتراث بغضب الواقفة أمامها التي تكاد تنفجر غيضا...

فتحت ليليان الباب لتندفع داخلا و هي تصرخ بغل:" انت قاصد تهيني صح بقالي ساعة مستنية جنابك

عشان تفضى و تدخلني... بس الحق مش عليا انا الغبية اللي بنفذ اوامرك و باجي هنا".

إتكأ أيهم على كرسيه و هو يشاهد باستمتاع ملامحها الغاضبة...مشرقة وفاتنة كعادتها، وجهها محمر من شدة الغضب و عيناها تنبعث منهما شرارات الكره.

يعلم انها تكرهه و تمقته منذ طفولتها منذ اول يوم أتت فيه الى منزلهم بسبب معاملته الفظة لها عكس بقية عائلته، لطالما اعتبرها شيئا تابعا له من أملاكه يتحكم به كما يشاء،دراستها أصدقائها عملها كل ما يتعلق بها يخصه هو لوحده...

يعلم نقاط ضعفها و يستغلها جيدا للسيطرة عليها لكنها تفاجئه دائما بتمردها و شراستها، على مدى سنوات لم يتمكن من كسرها و ترويضها بل ازدادات عنادا و جموحا، و ازداد هو اصرارا على الحصول عليها،تليق به كثيرا رغم اختلافهما فالفرق بينهما كالثلج و النار.

ابتسم بتسلية في سره و هو يمثل عدم الاكتراث قبل أن يجيبها:"كان عندي شغل مستعجل اقعدي مالك واقفة ليه؟

رمقته باستهجان و هي تقول بغضب:" عاوز إيه؟ عندي شغل و مش فاضية.

مط أيهم شفتيه بعدم رضا و هو يتلاعب بقلمه بين اصبعه ثم قال بلهجة معاتبة مزيفة :"ليه كده يا ليلي دا انا حتى عندي ليكي أخبار حلوة حتفرحك...


ليليان بسخرية:" أخبار حلوة و منك انت؟؟

تجاهل نبرتها الساخرة ثم رمى القلم الذي كان يتلاعب به بين اصابعه قائلا بجدية:"أقعدي في كلام مهم لازم نحكيه.. و الا انت ناسية انك خطيبتي؟

ازداد حنقها من بروده و لهجته الآمرة التي تثير اشمئزازها يبدو أنه هو من ينسى انها خطيبته و هذا ما أكده لها عندما أخذه معها الى تلك السهرة...

تقر انها تفاجأت كثيرا عندما لم يعارض ارتدائها للحجاب و كأنه كان يتوقع ان تفعل ذلك في أي وقت

إضافة إلى أنه تجاهلها طوال الاسبوع،

لم تره و لم تسمع صوته و لم يأت الى منزل والديه كعادته هذا ما أثار ريبتها و شكها انه يخفى أمرا كبيرا.

جلست و هي تنظر إلى ملامحه الجامدة الخالية من اي تعبير....علها تفهم ما يلمح إليه كانت تنتظر ما سينطق به بقلب منقبض و أيهم بطبعه لم يكن ليخذل إحساسها كعادته عندما نطق بكل ثقة و كأن ما سيقوله امر مفروغ منه لايستحق النقاش او المعارضة.

:"انت كملتي دراستك زي ما كنتي عاوزة و بقيتي بتشتغلي كمان يعني كل طموحاتك و أحلامك حققتيها و مقعدش ليكي حجة علشان نأجل جوازنا...

تجاهل نظراتها المستنكرة و تابع :" حتى بابا موافق و مش هو بس كل العيلة خاصة ماما مبسوطة جدا و....

قاطعته ليليان بغضب و هي تضرب بقبضتها على المكتب :"يعني كلهم عارفين و انا اللي آخر من يعلم....

أيهم بحدة :"أقعدي خلينا نتكلم بهدوء و بلاش تعلي صوتك متخلينيش اتقلب عليكي و اوريكي وشي الثاني.

ليليان :"نتكلم في إيه انت عارف كويس ان انا مش موافقة عليك.... انا مش بحبك و لا انت كمان بتحبني احنا مش شبه بعض... انا رضيت علشان عمي و مرات عمي مكنتش عاوزة اكسر بخاطرهم....انا مقدرش اقلهم لا بس انت تقدر تعمل اللي انت عاوزه....

ايهم بتجاهل :" و انا عاوز اتجوزك و آخر الشهر داه خوذي بقية الشهر إجازة علشان تجهزي نفسك براحتك...".

ليليان بصدمة :"مستحيل انت بتهزر أكيد.... جواز مين اللي آخر الشهر انا مستحيل اقبل بداه مستحيل اتجوزك افهم يا بني آدم....انا زمان وافقت علشان عمي ...

أيهم بصراخ و قد بدأ الغضب يتصاعد الى رأسه :" ليليان.... احترمي نفسك و اعرفي انت بتتكلمي مع مين...مش علشان ساكتلك تسوقي فيها، جوازنا آخر الشهر و مش عاوز كلام ثاني في الموضوع داه اتفضلي روحي دلوقتي انا كلمت ماما من شوية و هي زمانها مستنياكي".

ليليان و هي تتمالك نفسها محاولة إقناعه ليتراجع عن رأيه :"أيهم...ارجوك داه جواز مش لعبة...بطل تتحكم في حياتي و تمشيها على مزاجك،دراستي و شغلي و حتى اصحابي انا كنت بنفذ كلامك و مش بعترض علشان دين عمي اللي في رقبتي علشان هو اللي اخذني و رباني و عاملني زي بنته بعد ما..... ابويا رماني... بس دلوقتي مقدرش...انا و انت مش شبه بعض انا ليا حياة و انت ليك حياة ثاني مختلفة عني...جوازنا مش حينجح ابدا و انت عارف كده كويس.

ايهم بملل:"بقلك إيه سيبك من الكلام الفارغ داه...انا صبرت عليكي اوي كل مرة تجيبي حجة شكل علشان نأجل جوازنا و بابا كان بيسايرك و لو لاه انا مكنتش حسيبك و كان زمانا متجوزين من زمان بس مش مهم و بالنسبة لأسلوب حياتي فانت حتتعودي اكيد".

ليليان بحنق:"حتعود على إيه بالضبط؟؟ على معاملتك الزفت ليا و الا اسلوب كلامك معايا و كأني خدامة عندك و الا سهراتك مع اصحابك الفاسدين و الشرب و البنات و الحاجات الحرام اللي انت بتعملها....دا انت كل يوم مع واحدة شكل ".

ايهم بوقاحة :" اصحابي دول اللي بتتكلمي عليهم من أهم رجال الاعمال في البلد و انت عارفة داه كويس اما في مايخص البنات فعاوزاني اعمل إيه لما سيادتك بتعامليني على أساس واحد غريب عنك كل ما أقرب منك بتصديني... انا في الاخير راجل و ليا احتياجاتي ".

ليليان و هي تنظر له باشمئزاز:" يعني كل داه علشان رفضت اسلمك نفسي ....

ايهم بنفاذ صبر :" على فكرة انت غبية اوي انا لو كنت عاوزك بالطريقة دي كنت خذتك من زمان و انت عارفة اني اقدر اعمل كده... انت ليا يا ليليان بتاعتي انا..... من يوم مادخلتي بيتنا و انا قررت انك تكوني ليا فيا ريت تبطلي عناد و رفضك داه ملوش لازمة انت ملكيش غيري....

صرخت ليليان يجنون و هي ترى حبل مشنقته يقترب من رقبتها :"انت مش طبيعي... حل عني بقى انا بكرهك و مش طايقاك انت مش حاسس ازاي بقرف منك و من كل حاجة ليها علاقة بيك انت واحد معندكش اخلاق و لا شرف اخر مرة كنت عاوزني البس لبس عريان قدام اصحابك انا ميشرفنيش اني ارتبط بوا....

بحركة سريعة قبض ايهم على حجابها من الخلف بقوة حتى كاد يقتلع شعرها من جذوره لتصرخ ليليان بألم و هي تتلوى بين ذراعيه محاولة تخليص نفسها، دفعها لتنحني و يصبح رأسها على سطح المكتب ثم مال فوقها ليهمس قرب اذنها بصوت مرعب كفحيح الافعي:"بقيتي قليلة الادب يا لولو و لازمك إعادة تربية من اول و جديد...بس المكان هنا مش مناسب ايه رأيك نروح شقتي اوعدك حتتبسطي هناك".

انهمرت دموعها بغزارة و هي تحس بضعفها و قلة حيلتها ككل مرة ينفرد بها...تعلم انها وحيدة و لا احد سينقذها من بين براثنه لا تمتلك اما تدافع عنها و لا ابا يهتم لامرها و لا حتى اخا تستند عليه وقت شدتها، تخبطت بعنف و هو يجذبها اليه ليصبح وجهها مقابلا له..

حاولت دفعه بياس لكنه شدد قبضته على شعرها من جديد غير آبه ببكائها المرير و هي تحس بيده الأخرى تتلمس مفاتن جسدها بطريقة وقحة.

تعالت أصوات أنفاسها  المختنقة بدموعها لتغلق  عينيها و أمل احمق تنامى بداخلها تتمنى ان كل ماتمر به مجرد كابوس...

كتمت أنفاسها التي امتلأت برائحته المميزة التي تمقتها... رائحة عطره الفرنسي الفاخر الممزوجة بالسجائر عندما جذب وجهها اليه ليمرر أنفه على خدها المبلل بدموعها و هو يهمس بصوت خافت مخيف  جعل الدماء تتجمد حرفيا في عروقها:"

اعقلي و بلاش تستفزيني اكثر.... آخر الشهر داه حنتجوز يعني كمان اسبوعين... كوني مطيعة و نفذي اللي بقلك عليه متخليش اقلب الوش الثاني انا مجنون و انت عارفاني كويس بتحبيني بتكرهيني مش مهم المهم انك حتكوني ليا في الآخر".

ترددت كثيرا قبل أن تهمس هي الأخرى بصوت منكسر :" انا بنت عمك ليه بتعمل فيا كده؟؟

ابعدها عنه قليلا ثم نظر الى وجهها الفاتن قبل أن يجيبها :"عشان انت الوحيدة اللي تحديتيني رفضتي ايهم البحيري اللي كل البنات بتتمنى إشارة منه... عاوز اكسرك و أذلك علشان نظرة الكبرياء و الغرور اللي في عينيكي تتمحي...انا كان ممكن اعمل كده بطرق ثانية كثير  يعني مثلا  آخذ منك اللي انا عاوزه و بعدين ارميكي او اصورك شوية صور حلوة ملي في بالي ساعتها حخليكي تبوسي جزمتي علشان ارضى عليكي...".

ليليان و هي تكتم المها:" أرجوك يا أيهم بلاش... سيبني في حالي و انا اوعدك مش حتشوف وشي ثاني.... انا حسافر برا و مش حرجع.....

أيهم و هو يقاطعها بحدة زادت من ارتجاف جسدها و بكائها:"مش حتروحي لأي مكان... و الله يا ليليان لو فكرتي تهربي ثاني ماحرحمك المرة دي...يلا دلوقتي روحي اغسلي وشك الحلو داه و روحي البيت ماما مستنياكي".

دفعها بعنف حتى كادت تسقط أرضا لو لا استنادها على الكرسي الذي كان وراءها مباشرة...

ارتعشت أطرافها و هي تشعر بجسدها عاجز على الوقوف او التحرك.

تنفست باضطراب محاولة الصمود و التماسك ليتعالى صوت لهاثها...رفعت يدها بصعوبة لترخي حجابها الذي بات يخنقها بشدة مررت اصابعها على عنقها تمسده بحركات لا إرادية و تمسح حبات العرق التي غزت وجهها و رقبتها فجأة...

انحنت لتستند على الكرسي بيديها الاثنتين و هي تفتح عينيها على وسعهما محاولة التخلص من الغشاوة التي اكتستهما...

ترنحت للحظات قبل أن تسقط أرضا، اقترب أيهم منها بسرعة و قد تبدلت ملامحه الغاضبة المتجهمة بأخرى قلقة...

انحني بجانبها لتتراجع ليليان بجسدها و هي تهز رأسها بهستيريا يمينا و يسارا و صوت شهقاتها المتقطعة يعلو شيئا فشيئا...

نظرت له بخوف و هي تضم يديها على صدرها المرتعش وكانها تحمي نفسها منه...

زاد ارتعاش جسدها بطريقة مخيفة ليصرخ ايهم بجنون و هو يحملها بين ذراعيه رغم مقاومتها و يضعها على الاريكة.

جلس مقابلا لها ووضع يده على يدها المرتجفة و الاخرى على وجهها محاولا تهدئتها:"ليليان مالك...فيكي إيه ،ايه اللي حصل، إهدي... إهدي".

ازدادت شهقاتها و دموعها التي أغرقت وجهها و رقبتها و هي تغمض عينيها بقوة و تتراجع برأسها الى الوراء مبتعدة عنه... ظلت تنتفض بعنف للحظات قبل أن تغرس أصابعها بعنف في خصلات شعرها التي ظهرت من تحت حجابها

...

وقف ايهم من مكانه ثم اسرع الى مكتبه ليعبث بأدراجه باحثا عن شيئ ما...


شتم  بصوت عال عندما لم يجد ما يبحث عنه التفت لليليان التي كانت في عالم آخر، يعلم جيدا ان ما أصابها هو انهيار عصبي حاد  لشدة ضغطه عليها،

دار حول نفسه بجنون و هو يشد خصلات شعره بغضب لم يكن  يتوقع هذا ابدا ... لم يتوقع انهيارها  ... فهذه ليس اول مرة يهددها و يهينها و يذلها بكلماته المسمومة ،و لا اول مرة يتعامل معها بقذارة...او حتى  يضربها... لطالما عاملها كما ما يحلو له كلما دعاها الى مكتبه.

رفع سماعة هاتفه ليستدعي احدى الممرضات و معها الدواء المناسب قبل أن يعود و

يجلس بجانبها جاذبا جسدها المرتعش بين ذراعيه القويتين ليضمها بقوة مسيطرا على ارتجافها ثم يضغط بيده خلف رأسها ليدفن وجهها  في صدره و يكتم صوت شهقاتها المتعالية.

___________________

وقفت هبة على رصيف احد الشوارع محاولة إيقاف سيارة أجرى لتقلها الى جامعتها، نظرت بتأفف الى ساعتها و هي تتمتم بغيظ :"انا تأخرت أوي اكيد مش حلحق على أول محاضرة...

تراجعت بذهول و هي ترى سيارة فاخرة تتوقف أمامها فجأة... ليترجل عمر منها و ملامح وجهه الغاضبة لاتبشر بالخير 

تراجعت بخطواتها الى الوراء عندما وجدته يتقدم نحوها.. صرخت بألم عندما قبض على ذراعها بعنف ليجذبها نحوه موقفا تراجعها و هو يهدر بعنف:"بقالي أسبوع بكلمك على التليفون مش بتردي ليه ها...

مش ناوية تعقلي بقى و تبطلي لعب عيال".

نظرت هبة حولها بتوتر مخافة ان يراها أحد  و هي تحاول باستماتة جذب يدها لكنها فشلت...لتهتف بحنق:"انت تجننت سيب إيدي.. عاوز مني أيه ابعد عني، و ملكش دعوة بيا".

مسح عمر على وجهه بعنف قبل أن يهدر بعصبية:" متستفزينيش يا هبة احسنلك...تعالي حوصلك الجامعة و بالمرة نتكلم".

جذبها ورائها بقوة ليجبرها على ركوب السيارة... لم تقاومه كثيرا حتى لا تجلب إنتباه المارة و ما أن صعد بجانبها حتى صرخت في وجهه :" انت عاوز توصل لايه بتصرفاتك دي... انت عاوز ترجع تبوزلي حياتي زي زمان يا ابن الدكتور ".

تراجع عمر برأسه على كرسي السيارة و هو يغمض عينيه بتعب متمتما برجاء:"و النبي يا بيبة اسكتي دلوقتي انا مش ناقص بقالي اسبوع منمتش ساعتين على بعض بسبب الشغل علشان شريكي كان مسافر اول ما جا جتلك على طول...".

تأملت هبة ملامحه المتعبة  للحظات قبل أن تخفض نظرها بخجل و توتر.

تجلس عمر في مقعده قبل أن يحرك السيارة باتجاه الجامعة...ابتسم بسعادة و هو يلتفت بجانبه بين الحين و الاخر.

كزت هبة على أسنانها بغيظ قبل أن تهتف:" انت بتضحك ليه...شايفني اراجوز قدامك؟؟ ".


قهقه عمر بخفة و لم يجبها  ل


الفصل الثامن

نظر شاهين الى كيس المحلول المتصل بذراع ليليان و الذي شارف على الانتهاء تنهد بارتياح ثم أخرج هاتفه من جيب سترته ليعاود الاتصال بوالدته و يطمئنها.

ايهم بصوت عادي :"أيوا ياماما خير في حاجة؟؟".

كاريمان :"ايهم يا حبيبي انا كنت مستنية ليليان علشان تيجي بس هي لسه مجاتش و كمان تلفونها مقفول انا بقالي....

أيهم :" أيوا يا ماما اصل ليليان لسه هنا في المستشفى كمان شوية و حتيجي ".

كاريمان :" طيب ممكن تخليها تكلمني ظروري بعد ما تخلص الشغل".


أيهم بصوت هادئ:" ماما ليليان جالها انهيار عصبي و انا اديتها مهدئ و دلوقتي هي نايمة نص كمان و حتفوق....

صرخت كاريمان بفزع قائلة :"مالها ليليان يا ايهم بنتي جرالها حاجة... انا جاية دلوقتي حالا.... ".

أيهم مقاطعا:"يا ماما إهدي ليليان زي الفل بس هي أغمى عليها و حتفوق و حخليها تكلمك.... اصل في واحد من المرضى بتوعها توفى النهاردة و هي كانت متعلقة بيه و لما مات زعلت جامد و اغمى عليها....


كاريمان ببكاء :"أيهم و النبي انا عاوزة اشوفها حخلي السواق يجيبني المستشفى حالا...

أيهم بنفاذ صبر :" يا ماما انا كمان نص ساعة و حروح بيها بنفسي انت اقعدي في البيت و حضريلها الاكل اللي بتحبه علشان تأخذ الدواء بتاعها ما تنسى أن جوازنا فاضله اسبوعين بس....

كاريمان :"حاضر انا حروح احضرلها كل الاكل اللي هي بتحبه بس و النبي طمني عليها اول ما تفوق و لو تأخرت اكثر من ساعة انا حاجي المستشفى بنفسي..

أيهم :" حاضر يا ماما انا حقفل دلوقتي و حبقى أطمنك بعدين ....

بعد ساعتين عادت ليليان مع عمها الي فيلا عمها لتستقبلها كاريمان بلهفة...

:" يا حبيبتي الف سلامة عليكي انا كنت حجيلك للمستشفى بس أيهم طمني و قلي انه حيجيبك دلوقتي...


أومأت لها ليليان بضعف و هي تجاهد حتى تصعد درجات مدخل الفيلا لتسارع زوجة عمها باسنادها :" تعالي يا حبيبتي ادخلي جوا ارتاحي و انا حجيبلك شوية شربة سخنة تاكليها و تاخذي الدواء بتاعك...

استندت ليليان بيدها على الجدار و هي تغلق عينيها و تفتحها مرارا و تكرارا تقاوم الدوار الذي تمكن منها منذ نزولها من السيارة...

صاحت كاريمان بفزع و هي تنظر إلى وجه ليليان الشاحب :"أيهم تعالى شوف مالها جسمها بيترعش و مش قادرة توقف على رجليها.....

سارع أيهم إليها ليحملها بخفة و يتوجه بها إلى الداخل قائلا :" متخافيش يا ماما جسمها لسه تحت تأثير المهدئ اللي انا إدتهولها في المستشفى انا حطلعها أوضتها و انت هاتي الاكل...

وضعها ايهم على سريرها ثم عدل الوسادة خلف رأسها و وضع فوقها غطاءََ خفيفا.... كل هذا تحت أنظار ليليان الصامته.

جلس على الفراش مقابل لها يتمعن في هيئتها المتعبة و وجهها الذابل و حجابها الذي كان يغطي شعرها بشكل فوضى..

مد يده ليزيح الحجاب بلطف لينهمر شعرها الحريري على جانبها ليعطيها مظهرا ساحرا رغم ضعفها و مرضها الا انها كانت تبدو كالحورية بجمالها الاخاذ مما جعل ايهم يطيل النظر إليها دون وعي منه.

أفاق من تأمله على صوت والدته التي دخلت للتو وفي يدها صنية طعام... نظرت كاريمان لايهم بتساءل و هي تقول :"إزاي تسيبها تنام من غير ماتاكل و تشرب الدواء؟".

تنحنح أيهم و قد أدرك للتو انه كان مغيبا عن الواقع حتى أنه لم يلاحظ انها كانت نائمة...

وقف من مكانه و هو يردد بصوت هادئ:"سيبيها تنام دلوقتي و لما تفوق حتاكل... هي لسه تعبانة و من المفروض انها تبقى في المستشفى الليله دي بس انا جبتها هنا عشان متقلقيش عليها و كمان تاخذي بالك منها...انا رايح دلوقتي عندي شغل و لو حصل أي حاجة كلميني"...

كاريمان و هي تضع صينيه الطعام فوق الطاولة :" طيب انا حقعد جنبها و لما تفوق حبقى أكلمك...

____________________________

انا أيهم البحيري عندي 33 سنة دكتور جراح اختصاص مخ و أعصاب و عندي مستشفى و هي تعتبر من أكبر و أرقى المستشفيات في البلد و عندي كمان شركة لاستيراد المعدات و المواد الطبية...

و انا من عيلة غنية و معروفة امي من أصول تركية تركية و اسمها كاريمان مامتها تركية لكن باباها اللي هو جدي مصري عندي اخت اسمها أميرة و أخوين محمد و سيف و هما أصغر مني.

مشكلتي اني بارد بشكل غير طبيعي و ما بهتمش غير بنفسي و بعيلتي و بس و طبعا صحابي شاهين و عمر... بحب دايما الحاجة ال perfect عشان كده درست طب و اخترت أصعب إختصاص اللي هو زي ما قلتلكم جراحة مخ و أعصاب و عمود فقري....انا بحب التحدي جدا و عنيد و لما بعوز حاجة بوصلها بأي طريقة و ميهمنيش النتائج....

خطيبتي اسمها ليليان و هي بنت عمي أصغر مني ب خمس سنين و هي بتشتغل عندي في المستشفى طبيبة أطفال...مامتها توفت و هي عندها ثلاثة عشر سنة ابوها اللي هو عمي رماها عندنا و راح تجوز واحدة ثانية... ليليان كانت هادية جدا و عاقلة علشان كده ماما ملقتش صعوبة في تربيتها و عاشت معانا و كأنها واحدة مننا اخواتي بيحبوها و كأنها أختهم.... طبعا الا انا كنت بكرهها و بهينها بس هي مكانتش بتشتكي كنت بتحكم في حياتها صحابها لبسها دراستها خروجها كل حاجة بتتعلق بيها كانت في إيدي و كأنها لعبتي المفضلة.

لما نجحت في الثانوية العامة انا اللي أجبرتها تختار طب كنت عاوزها تطلع زيي مش عارف ليه بس دا اللي حصل لكن هي كانت غبية و مقدرتش انها تتخصص في جراحة المخ زيي فاكتفت بطب الأطفال...المهم لما بقى عمرها عشرين سنة ماما طلبت مني اني أتجوزها علشان كانت بتحبها اوي و قالت إنها مش حتطمن عليها الا معايا انا في الأول كنت رافض الفكرة دي علشان ليليان كانت مجرد لعبة بتسلى بيها و بحياتها صحيح هي كانت حلوة جدا و محترمة و ملتزمة دي حتى كانت عاوزة تلبس الحجاب من و هي صغيرة بس انا رفضت لكن انا مكنتش بفكر اني أتجوزها انا أصلا مكنتش بفكر في الجواز من أصله... كنت بستمتع بحياتي بأقصى حد سفر و سهر و بنات وشرب و كل حاجة كنت عاوزها بعملها....

لكن ماما مستسلمتش و كلمت بابا في الموضوع و هو كان مرحب جدا ولما سأل ليليان على رأيها... رفضت.. تصوروا انا أيهم البحيري اللي كل البنات بتحلم بيه ترفضني واحدة ضعيفة و غبية زي ليليان و داه اللي خلاني اتجنن اكثر و اهددها.

بعد شهر عملنا الخطوبة و زاد تحكمي فيها أكثر بحجة انها خطيبتي و من حقي أتدخل في حياتها. لما خلصت دراستي و فتحت المستشفى قررت اننا نتجوز لكن هي كل مرة كانت بتتجج و تجيب أعذار و في الأخير بابا قرر اننا نتجوز لما تخلص دراسة...

انا انسان عملي جدا و ناجح اوي في شغلي و بحب الحياة و السهر و السفر... لكن ليليان عكسي هادية و مبتحبش الدوشة و الاختلاط بالناس و داه بيعصبني احيانا بحس ان عمرها خمسين سنة بلبسها و اسلوب حياتها الممل حاولت كثير اغيرها و ادخلها الحياة بتاعتي لكن فشلت و دي كانت الحاجة الوحيدة اللي افشل فيها في كل حياتي.

هي بنت حلوة اوي و جمالها ملفت جدا، انا دايما بناديها على مكتبي علشان أتأملها و حاولت في مرات كثير اني اتقرب منها بس كانت بتصدني و بتخليني أعصب و اعصابي تفلت مني و اضربها.... كمان هي عنيدة و مغرورة و لسانها طويل لما اقلها كلمه بترد عشرة و داه كمان بيعجبني فيها :صعبة و انا بطبعي بحب التحدي و الحاجات الصعبة و كلها كام يوم و نتجوز و ساعاتها حكسر غرورها و كبريائها و حعرفها انا مين.

انا ليليان البحيري عمري 27 سنة و بشتغل طبيبة اطفال،مامتي توفت و انا عندي ثلاثة عشر سنة و بابا راح تجوز و رماني في بيت عمي و من ساعتها مشفتوش و لا سأل عليا، عمي كان طيب جدا و حنون معايا و كمان مراته طنط كاريمان و أولادها أميرة و محمد و سيف كانوا بيحبوني و انا كنت بحبهم جدا.. الوحيد اللي كنت بكرهه و بخاف منه هو ايهم و زاد كرهي لما تخطبنا،انا مكنتش موافقة بس هو هددني انه حيأذيني و انا الصراحة خفت علشان هو حقير و شيطان و بينفذ كل اللي بيقول عليه، انا لما نجحت في الثانوية العامة قررت اني حختار اي اختصاص المهم يكون قصير يعني بالكثير ثلاث سنين علشان أقدر اشتغل و اصرف على نفسي و استقل عن عيلة عمي لكن ايهم كالعادة هو اللي اجبرني اني أختار طب فدخلت كلية الطب مرغمة و بعدين بقيت بشتغل عنده في المستشفى.

انا تبهدلت اوي في حياتي بقيت عايشة في كابوس من اول يوم اتخطبت فيه و انا حاسة نفسي اني اتعس بنت في الدنيا... الكل كان بيحسدني جميلة و مثقفة و من عيلة كبيرة و كمان خطيبة ايهم البحيري اللي كل البنات بتحلم بواحد زيه لكن هما ميعرفوش الحقيقة

ايهم داه أقذر وأسوأ بني آدم انا شفته في حياتي....قاسي جدا و مفيش في قلبه اي رحمة و متكبر و مغرور و شايف نفسه و الأسوأ كم كده انه بتاع ستات و كأس و كل يوم مع بنت شكل يعني هو بيخوني و مش عامل اعتبار اني خطيبته او اي حاجة وكل حجته اني مش بخليه يلمسني و ان+

من اول يوم دخلت فيه بيتهم و هو مش بيفلت فرصة انه يهيني و يعايرني بأهلي و اني بقيت عاله عليه و على عيلته و لولاهم انا كنت مرمية في الشارع و كان زماني ضايعة او ميتة.

بيعاملني زي العبدة عنده و لما برفض قراراته بيهني و بيضربني أحيانا.

داه غير محاولات اغتصابه ليا لما كان بيستعديني لمكتبه، انا مبكرهش في حياتي بني آدم زيه و مش عارفة حعمل ايه لو تجوزته بس كل اللي انا عارفاه انه مستحيل اتأقلم مع واحد زيه، و رغم اني احيانا بنفجر في وشه و اشتمه الا اني بخاف منه جدا عشان هو لما بيزعل بيتقلب لشيطان و مابيشوفش قدامه.

انا شاهين الألفي عمري 34 مطلق وعندي ولد عنده اربع سنين و هو و امي أهم حاجتين في حياتي.انا رجل أعمال غني جدا عندي شركات كثير في مصر و في الخارج و ناجح اوي و في شغلي.

انا كنت متجوز عن قصة حب زميلتي في الجامعة اسمها مها... كانت بنت حلوة و دمها خفيف المهم حبينا بعض و تخطبنا و بعدين تجوزنا..

رغم أنها من كانت من أسرة متوسطة لكن انا مهتمتميش بالفارق الاجتماعي اللي ما بينا حتى أهلها انا ساعدتهم و اديتهم فلوس كثير كنت مدلعها اوي و كأنها بنتي مش مراتي كنت مستعد اعمل اي حاجة علشان تبقى مبسوطة...1

هدايا غالية و سفر و مجوهرات و فلوس... كانت عايشة معايا في حلم او دا اللي كان متهيألي...بعد سنه من جوازنا حملت في فادي مقدرش اوصفلكم فرحتي كانت عاملة ازاي...كنت اسعد راجل في الدنيا، و لما طلبت مني اني أكتبلها شركة من بتوعي باسمها كهدية متأخرتش بالعكس انا كمان جبتلها مجموعة هدايا غالية كثير و من بينهم طقم الماس و عربية آخر موديل.... مرت الايام و الشهور و جا فادي حبيب قلب بابي و زادت فرحتي أضعاف... زوجة حلوة بحبها و كمان ولد حعوز إيه ثاني من الدنيا.

لحد ما جا اليوم اللي فقت فيه و كأني كنت مسحور و شفيت... وصلتني صور لمراتي و هي في حضن واحد غريب و كان باين من ملامحه انه أجنبى... انا تجننت مكنتش مصدق ايه اللي بيحصل افتكرت ان واحد من أعدائي هو اللي عمل كده و استعنت بخبير صور علشان اتأكد أن كانت صح او تركيب.

المهم بعد ما تأكدت انها صح ابتديت اراقب مراتي و في يوم من الايام لقيتها داخلة شقة غريبة نزلت من العربية و سألت البواب فقالي ان واحد اجنبي مأجرها و ان الست اللي دخلت دايما بتجيله... ساعتها حسيت اني في كابوس و كلمت ايهم وعمر علشان ييجوا...

و من وقتها تحولت لشخص ثاني بقيت أسوأ من ايهم اللي ياما حذرني و قلي ان مها واحدة طماعة و مش شايفة غير فلوسي و هو كان صح علشان العا.... باعت نفسها مقابل شوية ملايين انا كنت اقدر اديهملها لو طلبتهم مني اصلا هي مكانتش محتاجة فلوس بس هي اللي كانت جشعة و طماعة بزيادة.

طلقتها بعد ما عذبتها شهور و في الاخر رميتها في مستشفى أمراض نفسية طبعا بعد ما غيرتلها هويتها علشان محدش يعرف انها كانت مراتي اما عشيقها فهرب مني و انا لحد دلوقتي بدور عليه.

بقيت سادي في علاقاتي بحب أعذب الستات و استمتع بآلامهم علشان عرفت أخيرا انهم زبالة مفيش في دماغهم غير الفلوس ميستحقوش لا احترام و لا حب و بقى دا مبدئي من ثلاث سنين.

بقيت انسان قاسي جدا ما برحمش، بشك في اي حد بيقرب مني و بكره اللي يستغفلني... كل الناس بقت بتخاف مني و بيعملولي الف حساب علشان كده بقى اسمي الشيطان شاهين.

كاميليا محمود (البطلة)

انا كاميليا سعيد محمود عندي 22 سنة بدرس في سنة رابعة هندسة....انا من عيلة فقيرة علشان كده كل مرة بدور على شغل علشان اصرف على نفسي و اقدر أكمل دراستي و كمان اساعد بابا شوية على مصاريف البيت.. اشتغلت في أماكن مختلفة كثير زي محلات الهدوم و المكتبات و دلوقتي بقيت بشتغل مربية في فيلا واحد غني جدا اسمه شاهين الألفي داه مشهور جدا ،علشان عنده شركات كثير في مجال الهندسة و المعمار و احنا كطلبة هندسة بنحلم اننا ننظم لشركات ناجحة زي شركاته،في ناس كثير بتقول انه صارم جدا في الشغل و مش بيسامح في الغلط...انا عندي حلم واحد بس اني اتخرج و الاقي شغل كويس علشان اصرف على عيلتي.. اختي نور و اخويا كريم بيكبروا و كل يوم بتزيد مصاريفهم، انا آخر مرة بعت سلسلة ذهب كان عندي من زمان هدية من بابا.. بعتها علشان اشتري جزمة لكريم و شوية ملازم لنور كانت محتاجاهم...

انا عندي مشاكل كثير في حياتي و اكبرهم عم زكريا داه راجل عجوز اد ابويا بس غني و معاه فلوس، متجوز مرتين و عنده اربع بنات و عاوز يتجوزني يخرب بيته راجل ناقص انا بقالي سنين كل يوم تقريبا بهزقه و بشتمه و بطلع فيه غلب الدنيا بس البعيد مش بيفهم و مش عاوز يحل عني،داه زي ما يقوله موقف حالي كل ما ييجي واحد يتقدملي يطرده، عندي صاحبة واحدة و هي هبة و هي اللي ساعدتني علشان الاقي الشغل الجديد.

عمر الشناوي

انا عمر الشناوى عندي 30 سنة رجل أعمال و شريك شاهين و كمان مدير مكتبه...شخصيتي هادية و مبحبش الدوشة عكس اصحابي شاهين و ايهم....ناجح في شغلي و بعتبره اهم حاجة في حياتي بعد عيلتي طبعا.مغرور و قاسي شوية بس مع اللي بيستاهل.

ابويا بيشتغل دكتور و هو شخص متواضع جدا عكس مامتي اللي كانت بتهتم بالمظاهر و بمكانتها قدام المجتمع. لما كنت بدرس في الجامعه بابا كانت عنده عيادة في حي شعبي كان بيروح هناك كل يومين في الأسبوع علشان بيعمل كشوفات للمرضى الفقراء بأسعار رمزية و شبه مجانية و داه طبعا كان مزعل ماما جدا علشان رافضة ان جوزها يدخل الأماكن الشعبية على حد تعبيرها،و طبعا انا كنت بزوره احيانا علشان اتعرف على الأماكن اللي بتعتبر جديدة بالنسبالي و في يوم من الايام شفتها....كانت رقيقة جدا و حلوة في اليونيفورم بتاع المدرسة جذبتني ليها من اول نظرة و من ساعتها ابتدت قصتي معاها... هبة... اول و حب و آخر حب في حياتي. هي كانت بتخاف مني جدا و فاكراني بتسلى بيها علشان انا غني و هي بنت فقيرة و كانت شايفة انها مش مناسبة ليا بس انا مستسلمتش و كنت كل يوم بروح و اراقبها في الشارع، في المدرسة، دا انا حتى وصلت ركبت ميكروباص علشان خاطرها.. طبعا دي تعتبر تضحية كبيرة مني.

المهم ماما عرفت بحبي ليها و قيمت الدنيا و راحتلهم البيت و هددتهم انها حتفضحهم في الحارة كلها.

سمعت بعدها ان عيلة هبة عاقبوها و ضربوها و وصلوا انهم حرموها من الدراسة.

انا سافرت بعدها للندن علشان أكمل دراستي بس عمري ما نسيتها كنت مقرر اني ابني نفسي و مستقبلي علشان لما ارجع ابقى قادر أحميها من عيلتي و عيلتها.

و دلوقتي رجعت و مش حرتاح غير لما تبقى هبة ليا

هي من حقي انا زمان دمرت حياتها و سببتلها في مشاكل كثير بس دلوقتي رجعت علشان اعوضها.انا هبة عندي 23 سنة و بدرس رابعة هندسة انا من أسرة متوسطة ساكنه مع بابا و ماما و عندي اخ صغير اسمه باسم، لما كنت في ثانوي كنت بحب واحد اسمه عمر باباه كان دكتور و عنده عيادة خيرية في الحارة بتاعتنا و تعرفت على عمر لما كان بيجي بيزور باباه...

انا كنت عارفة انها علاقتنا مستحيلة و نهايتها الفشل

علشان مكنتش ببينله اني معجبة بيه و كنت برفض حتى اتكلم معاه و و كنت خايفة ان حد يعرف بلي بيننا و داه اللي حصل بعد ماجات مامته و هددت عيلتي انها حتفضحنا في الحارة كلها... يوميها اهانتني جدا و اتهمتني اني بحاول أوقع ابنها الغني و اتجوزه علشان يطلعنا من الفقر، بابا يوميها ضربني جامد و منعني من المدرسة علشان كده سقطت سنة،

و بعدها اختفى عمر و مشفتوش غير بعد سبع سنين، صدفة في فيلا شاهين الألفي، قلي انه رجع و عاوز يتجوزني. انه حيعمل المستحيل علشان تبقى مع بعض.

صوفيا

آنا صوفيا.. مامتي أصلها برازيلية و بابا مصري...عندي 28 سنة و انا خريجة كلية اعلام بس مشتغلتش في المجال داه بابا كان رجل أعمال و عنده شركة كبيرة و ناجحة بس للاسف فلست و بقى عنده ديون كثير و البنوك حجزت على كل املاكه فاضطر انه يهرب لليونان،انا سكنت مع عمتي فترة قصيرة و بعدها تعرفت على شاهين الألفي و بعدها حياتي اتحسنت كان كريم معايا اوي و ساعدني اني ارجع كل ممتلكات بابا و دلوقتي بجهز علشان افتتح عيادة تجميلية.

انا غايتي الوحيدة هي اني أأمن مستقبلي و محتاجكش لأي حد علشان عارفة ان علاقتي بشاهين حيجي يوم و تنتهي و كمان هو واحد ذكي جدا و خبيث مستحيل يوقع و يتجوز واحدة زيي، هو اصلا دايما بيقولي انه مستحيل يتجوز ثاني كل ما تعجبه واحدة يتسلى معاها يومين و بعدين يرميها علشان عارف غايتهم ايه.

بس مفيش واحدة فيهم قدرت تستحمل ساديته و مزاجه الصعب...

و في بنات كثير دخلوا المستشفى بسببه،بيحتقر جدا الستات و بيعاملهم زي العبيد ،بس رغم كل داه الكل بيحاول يتقرب منه و ينال رضاه.

السبب اللي خلى شاهين يفضل معايا طول المدة دي اني مكنتش بتدخل في علاقاته مع الستات الثانية و لا بحاول اخليه يتجوزني، انا كنت بروحله بس لما يطلبني هو مكنتش بخرج او اعمل اي علاقة مع غيره.

فادي الألفي

انافادي و عمري اربع سنين ساكن مع بابي و تيتة ثريا بس مش عندي مامي كل اصحابي عندهم ماما الا انا... انا مش بحب المربيات اللي بيجبهم بابي مش بيلعبوا معايا و طول الوقت بيسألوني على بابي.... بس ميس كاميليا لا انا بحبها اوي و هي علمتني ارسم على الايباد انا بقيت برسم كل الكرتون اللي بحبهم و هي كمان بتلعب معايا و بتأكلني و بتقرالي كتير قصص و بتحكيلي حكايات كثير و كمان بيتجيبلي شكلاطة و حلوى شكلها غريب مش زي اللي بيحبها بابي بس طعمها حلو.. انا بحبها و عاوزها تبقى مامي بس هي قالتلي ان عندها عيلة و لازم كل يوم ترجع بيتها انا حقول لبابي يخليها معايا على طول و حقول لصحابي انه بقى عندي مامي...ميس كاميليا لما بتشيل النظارة بتبقى حلوة اوي و عينيها لونها ازرق زي عينيا...

بس ليه بابي بيقول انها وحشة انا حبقى اقله ان ميس كاميليا حلوة و مش يزعقلها ثاني علشان مش تبكي. 


الفصل التاسع


ارتخى شاهين على كرسي البار الصغير الموجود في مكتبه و هو يرفع كأسه الى شفتيه ليترشفه باستمتاع و تمهل... القى نظرة أخيرة على تلك الصور المبعثرة التي وصلته منذ قليل من أحد رجاله الذين كلفهم لمراقبة كاميليا و جلب معلومات عنها و عن عائلتها و حياتها... أمسك إحدى الصور لها و هي مدخل الجامعة، كانت واقفة تتحدث مع إحدى صديقاتها، ترتدي بنطال جينز اسود اللون و كنزة صوفية باللون الزهري الفاتح الذي انعكس على بشرتها البيضاء و الوردية اما شعرها البني فقد تركته حرا ينسدل على ظهرها ليعطيها مظهرا فاتنا...

حدق في الصورة بامعان قبل أن يرتشف رشفة أخرى من كأسه و هو يهمس:"لا حلوة...حلوة اوي و جريئة كمان، اللي تتجرأ انها تفكر تستغفل شاهين الألفي تبقى يا إما جريئة....او مجنونة.... فجأة انفجر ضاحكا بدون سبب لدرجة انه وضع الكأس فوق طاولة البار و انحنى بجذعه الى الامام و هو لايتوقف عن الضحك بصوت عال و كأنه فقد عقله .

وضع كفيه على وجهه الذي اسود فجأة و بدأت عروق يديه و رقبته بالبروز و أصبحت ملامحه اكثر قتامه و جسده ينتفض بشدة بسبب الغضب...


صرخ بجنون قبل أن يرفع قبضة يده و يدفع الكؤوس و الزجاجات التي كانت على سطح البار أرضا لتتحطم و تتناثر الى اشلاء محدثة دويا عاليا ....

خيم الصمت المخيف و لم يعد يسمع سوى صوت أنفاسه اللاهثة في المكان...


بدأ جسده في الارتخاء رويدا رويدا بينما عقله يصور له عدة أفكار لمعاقبتها على فعلتها توحشت عيناه بنظرة مظلمة ليردد بهسيس مخيف :"بنت حلوة و جات برجليها لعرين الشيطان.."

خرج من مكتبه سريعا ليصعد الى جناحه ليأخذ حماما منعشا بعد أن أمر إحدى الخادمات بتنظيف المكتب من الفوضى التي لحقت به...

_______________


في شقة أيهم

رمق عمر أيهم بنظرات حانقة بينما لم يعره الاخر أي إنتباه و هو يتفرس بوقاحة عالية جسد تلك الفتاة التي كانت تتمايل أمامهما بحركات راقصة مغرية....

صرخ عمر بنفاذ صبر على تجاهل أيهم له :"إنت يا بني آدم مش بكلمك... مش بترد ليه فين شاهين؟؟؟

أشار له الاخر بيده و هو لايزيح عينيه جسد الفتاة قبل أن يجيبه بصوت عال بسبب صوت الموسيقى :" قال مش جاي عنده شغل مستعجل...اكيد لقى مزاجه في حتة ثانية...


عمر بتذمر :"طبعا و انتم هيهمكم إيه غير مزاجكم ال...بقلك إيه ما تطرد البتاعة دي برا علشان عاوزك في موضوع مهم..

ايهم و هو يتناول حبات من الفواكه الجافة :"في إيه؟؟؟

عمر :" انا حتجوز.... و كنت عاوز شاهين علشان اقله.....

أيهم بصدمة :" انت... عمر الشناوي... حتجوز ؟؟؟

عمر و هو يلوي فمه بتهكم :" أيوا يا خويا حتجوز إيه من حقي؟؟ ".

أيهم بقهقة :" لا ياعم مش قصدي كده بس انا مستغرب انك فجأة قررت تتجوز ".

قام عمر من مكانه و أغلق جهاز الموسيقى ثم أعطى الفتاة مبلغا من المال قبل أن يدفعها باشمئزاز الى الخارج تحت أنظار ايهم الضاحكة:"يلا يا اختي امشي من هنا و مترجعيش ثاني.... انا مش عارف الناس دي مبتزهقش من القرف داه ليه .؟؟؟

أيهم بقهقة :"يا ابني الستات دول احلى حاجة في الدنيا... بيضبطو الدماغ وبيعلوا المزاج...

جلس عمر مقابلا له و هو يقول براحة :"اهو كده نقدر نتكلم...انت طبعا فاكر البنت اللي انا حكيتلكم عليها من زمان اللي كنت بحبها و انا لسه طالب في الجامعة؟؟ ".

ايهم و هو يشير له بكأسه :"أيوا طبعا فاكرها... قصة الحب الملحمية بين الأمير و بنت الحارة الشعبية".

عمر بضيق :"يا ابني احترم نفسك انت سكرت و الا إيه.... على فكرة اسمها هبة و قريب جدا حتبقى مراتي ".

ايهم بابتسامة :" الف مبروك يا صاحبي داه انت حتبقى خبر الموسم الناس عمرها ما شافتك مع بنت و فجأة كده يلاقوك حتتجوز... ايه رأيك نعمل فرحنا مع بعض في يوم واحد".

عمر بنفي:" لا مش حلحق اصلا... انا لسه ما فاتحتش اهلي في الموضوع و كمان عيلتها لسه ميعرفوش حاجة فححتاج وقت و انت فرحك بعد اسبوعين ".

ايهم :" بس تفتكر مامتك حتوافق؟؟ انت حكيت قبل كده انها رافضة تماما انك ترتبط ببنت من حارة شعبية ".

عمر باندفاع :" لازم تقبل انا مستحيل اتخلى على هبة مهما حصل... مش حعيد الغلط بتاع زمان لما سبتها و سافرت... انا لو كنت رجعت و لقيتها تجوزت كنت حرتكب جريمة، انا مش عارف ازاي محطيتش إحتمال انها تتجوز واحد ثاني،

صحيح انا كنت متأكد انها بتحبني بس كان لازم افكر في داه كمان... بس الحمد لله عدت على خير ".

أيهم بغرور:" انا مش عارف انت متمسك بيها طول السنين دي ليه... دي حتى مش لايقة عليك يعني مش من مستواك، انا بنصحك شوف واحدة ثانية تكون من عيلة كبيرة....


قاطعه عمر و قد ظهر الضيق على ملامح وجهه :"بقلك إيه يا أيهم لو عاوزنا نفضل صحاب ياريت متتكلمش في الموضوع داه تاني انا بحب هبة و مش حتجوز غيرها غنية او فقيره داه آخر همي

فياريت تحتفظ برأيك لنفسك... طبعاانا مش حقلك يا ريت تشيل افكار الطبقية و الباشوات بتاعت القرن الخامس عشر اللي مالية دماغك دي علشان عارفك مستحيل حتتغير بس حطلب منك حاجة واحدة يا ريت تحترمني و تحترم اختياراتي....

هز ايهم يديه كعلامة استسلام قائلا بابتسامة :"خلاص يا سي عمر فهمنا.... حقك عليا انت و الآنسة هبة و انا طبعا مستعد اساعدك و أقف جنبك في أي حاجة تطلبها....


عمر بملل :"متشكرين يا خويا لما اعوز حاجة حقلك.....بس قلي انت إزاي تسيب خطيبتك تعبانة و مريضة و جاي هنا تضبط دماغك....

أيهم و هو يترشف كأسه بلامبالاة:" انا مش سايبها لوحدها كل اللي في البيت بيهتموا بيها و مش سايبينها لوحدها فملوش لزوم وجودي هناك خصوصا انها تحسنت و بقت كويسة و انا من شوية كلمت أميرة و اطمنت عليها...

عمر و هو ينهض من مكانه :" طيب اسييك انا دلوقتي...

أيهم بتذمر:"يعني تطرد البنت و تخلع؟؟ ".

عمر بضحك :" يا ابني إرحم نفسك شوية دا انت حتى عريس...احتفظ بطاقتك لشهر العسل بلاش تهدرها على الفاضي ".

أيهم بقهقة :" تصدق عندك حق ازاي فاتتني دي...


عمر و هو يتجه الى باب الشقة :"يلا سلام يا عريس

لوح له أيهم بيده مودعا...ثم أغلق عينيه بارتياح و هو يتخيل كيف ستكون حياته بعد الزواج.

______________________


صباحا

جلست كاميليا على طاولة المطبخ مع عائلتها لتناول فطور الصباح...

سعيد :" فكرتي في الموضوع اللي قلتلك عليه امبارح يا كاميليا؟؟

كاميليا و هي تترشف كوب القهوة :" موضوع إيه يا بابا؟؟؟ ".

سعيد بتذمر:" موضوع المعلم زكريا يا بنتي... الراجل بقالوا شهر بيزن فوق دماغي كل يوم بيكلمني عليكي،...


كاميليا بتأفف:"انا مش عارفة الراجل داه مش ناوي يحل عني ليه؟؟ يا بابا داه ادك و متجوز مرتين و عنده اربع بنات الكبيرة فيهم اقل من نور بسنتين..

انت عاوزني ارمي نفسي الرمية السودا دي ليه...

سعيد بهدوء :" بس الراجل غني و يقدر يفتح بدل البيت أربعة...

كاميليا بضجر:"خليه يفتحهم بعيد عني... لو سمحت يا بابا قفل على الموضوع داه انا لا عاوزة اتجوزه لا هو و لا غيره انا دلوقتي مش بفكر غير في دراستي و بس...

سعيد بلامبالاة:"طيب حقله يستنى لما تكملي دراستك اهي كلها سنه كمان و تخلصي... على الاقل يحل عننا المدة دي و بعدين يحلها الحلال...

الام بحيرة :" طب و لو قلك انه عاوز خطوبة او كتب كتاب حتعمل ايه؟؟

نور بضحك :"انا من رأيي توافقي تعملي خطوبة يا كامي... الراجل متريش و حينغنغك فلوس و لبس و مش بعيد يشتريلك عربية و تبقى توصلينا انا و كريم على المدرسة...


ضربتها كاميليا على ذراعها بقوة و هي تتمتم بغيظ:" بت انت اتلمي و بلاش تحرقي دمي عالصبح... انا مستحيل اتجوز الراجل داه حتى لو جابلي كنور الدنيا كلها... روحي يااختي اتجوزيه انت و اشبعي بالعربية....

نور باشمئزاز:" ياااه...

الام :"خلاص يا بنات فضيناها سيرة.. و انت يا كاميليا يا حبيبتي قومي لحسن تتأخري على شغلك...

كاميليا بهدوء :"لا انا رايحة الجامعة الأول عندي test و بعدين جروح الشغل...

سعيد و هو ينهض من كرسيه :"خلي بالك من نفسك يا بنتي و اوعي الشغل يأثر على دراستك...

كاميليا بحب:"اطمن يا بابا انت عارف ان انا شاطرة و مفيش حاجة حتأثر على دراستي و بعدين انا حشتغل على طول كلها شهرين و ابطل شغل و اتفرغ للجامعة... متقلقش عليا انت ".

سعيد :" ربنا يحفظك يا بنتي انت و اخواتك... يلا انا رايح الشغل مش عاوزين حاجة...

الكل في صوت واحد :" سلامتك يا بابا....

هرولت الام تتبع زوجها لتودعه على الباب و تتبادل معه أحاديث سرية بصوت خافت...

_____________________


بعد ساعة في كافتيريا الجامعة

كاميليا بتذمر و هي تنظر إلى كومة الأوراق المبعثرة على الطاولة :" قلتلك الف مرة ان شيماء خطها زفت زي عيال الكي جي وان.. مش بفهم منه حاجة تي حتى الرسومات نصها متلخبط و مش باين...


هبة بعدم اهتمام :" مش مهم حبقى اجيبلك الشرح من زينة لما تيجي...

كاميليا :"طيب و انت محضرتيش ليه يا فالحة بدل ما تخلينا كده بنشحت المحاضرات..

هبة بابتسامة حالمه :"عشان خرجت مع عمر...

كاميليا بتهكم و هي تقلدها :" خرجت مع عمر....يعني علشان خروجة ضيعتي علينا محاضرات يومين كاملين... بس قوليلي انتم رحتو فين ها البرازيل..

هبة :"لا إحنا رحنا تغدينا مع بعض و بعدين وصلني الجامعه فأنا مجاليش مزاج احضر محاضرات فروحت البيت...

كاميليا بزهق:" ها.... و ثاني يوم... خرجتوا كمان...


هبة :"جرا إيه يا كاميليا انت حتحققي معايا علشان شوية اوراق ملهاش لازمة.... ما قلتلك حبقى اجيبلك الشرح من زينة بلاش تعكنني عليا و خليني في فرحتي بلاش ترجعيني للواقع....

كاميليا و هي تلوي فمها بتهكم :"طبعا ماهو حبيب القلب رجع بعد غياب سنين...

هبة بسعادة :"أيوا و حنتجوز... ياه يا كامي انت مش متخيلة انا مبسوطة اد ايه... مهما قلت مش حوصفلك شعور الحب.. داه احلى حاجة في الدنيا انا أصلا دلوقتي حاسة اني في عالم ثاني لدرجة ان كباية القهوة البني اللي قدامك دي انا شيفاها بامبي و انت شافاكي وردة حمراء و الشاب اللي هناك داه شايفاه طائر ابيض....


نظرت لها كاميليا بذهول قبل أن تنفجر من الضحك على صديقتها المجنونة و هي تتمتم :"لا انت حالتك بقت خطيرة و لازمك حل يا بيبة...

هبة :" بكرة لما تحبي زي حتفهمي شعوري.


كاميليا بضحك :"لا ياختي مش عاوزة ابقى مجنونة زيك واقعد اتخيل في الناس...يلا قومي خلينا ندخل الحمام علشان اضبط نفسي قبل ما اروح شغلي...

هبة و هي تلملم الأوراق معها و تقول بضحك :" قصدك تتنكري...

______________________


انتهت كاميليا من عملها كالعادة ثم لملمت اشيائها استعدادا للرحيل و العودة إلى منزل والديها....قبلت الصغير من وجنتيه و هي تودعه و تخبره انها ستعود غدا... لتتفاجئ بالتصاق فادي بها و رفضه تركها ترحل...


ربتت على شعره الحريري بحنان و هي تقول :"حبيبي انا تأخرت و لازم اروح بيتنا...بس اوعدك بكرة حاجي بدري و حجيبلك معايا الشكلاطة اللي انت بتحبها...

حرك فادي رأسه برفض و هو يحتضن خصرها بقوة..

قلبت عينيها بتعب و هي تبعد يديه برفق الا انه ازداد تمسكا بها... لتهتف كاميليا بنفاذ صبر :" يا فادي مينفعش كده انا تأخرت و لازم امشي...بكرة حنكمل لعب و حعلمك رسمة جديدة...

فادي و هو ينفجر بالبكاء:" خليكي معايا يا ميس كاميليا...انا مش عاوز ابقى لوحدي... عاوز مامي، فؤاد صاحبي عنده مامي تنام معاه في الليل و تحكيله حدوته و انا مش عندي مامي...

كاميليا و هي تضمه الى صدرها قائلة باشفاق :" خلاص يا حبيبي متعيطش انا حبقى اقول للست ثريا تبات معاك و هي حتكيلك حدوتة....

فادي بصراخ هستيري :" مش عاوز.... تيتة.. عاوز مامي...عاوز مامييييي...

اجفلت كاميليا من صراخه المفاجئ لتحاول تهدئته بجميع الطرق و هي تقنعه بضرورة رحيلها... فكانت كلما ابعدته عنها ازداد التصاقا بها و تعالى بكاءه و صراخه....

صعد شاهين الدرج بخطوات راكضة أثر سماعه لصراخ إبنه ثم دفع الباب بقوة و هو يتوعد لها بالقتل ظنا منه انها قامت بإيذاء ابنه....

شاهين بصراخ و هو يحدجها بنظرات مهددة:"عملتي إيه لابني... انطقي...

كاميليا بتوتر :" والله ماعملت حاجة هو اللي فجأة بقى بيبكي و يصرخ...

جذب شاهين فادي ليحمله بين ذراعيه ليزداد صراخ الصغير و هو يتلوى بين أحضان والده محاولا الرجوع إلى كاميليا...

شاهين محاولا تهدئته :"مالك يا فادي عملتلك إيه البنت دي...

فادي ببكاء:"عاوز مامي....عاوز تكو.... ن عندي مامي ز..... ي فؤاد..

شاهين بتعجب وقد بدأ غضبه يهدأ رويدا رويدا :"اهدى بلاش عياط و فهمني عاوز إيه...

فادي من بين شهقاته و هو يشير لكامليا :" خلي ميس كاميليا تفضل معايا... عاوزها تحكيلي حدوتة.... صاحبي فؤاد عنده ماما و انا مش ليا ماما....

شاهين بصوت جدي :"يعني انت كنت بتعيط علشان عاوز الميس تبقى معاك....

هز الصغير رأسه بإيجاب وهو يمسح دموعه بيديه الصغيرتين... ليكمل شاهين حديثه وهو ينظر لكامليا التي كانت تمسك حقيبتها بتوتر :" خليكي هنا الليلة...

قفزت كاميليا من مكانها و هي تردف بصوت مرتعش :"مقدرش ابات هنا يا بيه... انا لازم اروح البيت....


انزل شاهين الصغير أرضا ثم وضع يديه في جيوب بنطاله ثم تقدم من كامليا بخطوات بطيئة و هو لا يحيد بعينيه عنها...دار حولها ثم انحنى ليهمس في أذنها قائلا :" بكره الصبح حديكي شيك فيه مبلغ كويس كتعويض بس خليكي الليلة هنا....

ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تشعر بنظراته الصقرية تكاد تخترقها لتقول بتلعثم :" بابا.. مش حيقبل ابات برا...

زفر بملل و هو يكمل دورته حولها الى ان وصل أمامها، اطرقت كامليا برأسها قبل أن تتحرك مبتعدة عنه...

قاطعتها طرقات خفيفة على الباب قبل أن تدخل خديجة و فتحية الغرفة لتتفاجآ بوجوده...

خديجة :" ثريا هانم بعثتنا علشان نشوف البيه الصغير... اصلنا سمعنا صوته...

أشار شاهين لها لتأخذ فادي الذي كان يجلس ببراءة على طرف سريره....قائلا :" انزل تحت يا فادي علشان اتكلم مع الميس و أقنعها انها تفضل معاك النهاردة و خلي حسن السواق يروح يجيبلك مجموعة قصص جديدة علشان تقراهالك في الليل....

فرح الصغير ثم احتضن والده بحب قبل أن يغادر الغرفة برفقة الخادمتان....

ارتجفت كاميليا بخوف بعد أن وجدت نفسها وحيدة معه...جف حلقها و تسارعت أنفاسها و هي تشعر و كأن الهواء قد نفذ من حولها...

رمقها بازدراء قبل أن يجلس وراءها على طرف السرير قائلا بصوت آمر لا يقبل النقاش :"انت هنا المربية بتاعة فادي يعني تنفذي كل اللي هو عاوزه... انا مش حقبل ان ابني يبكي و ينهار بسببك..

التفتت كاميليا لتصبح واقفة أمامه مباشرة... حركت نظارتها بابهامها محاولة السيطرة على ارتجافها قبل أن تقول بتردد:" حضرتك انا متفقة مع ثريا هانم ان شغلي يخلص الساعة أربعة و نص و بعدها اروح البيت....

شاهين مقاطعا:" بقلك إيه انا مش بسألك على فكرة انا بأمرك... يا تباتي هنا اليلة دي... ياتباتي في القسم...

شهقت بقوة ثم حدقت به بذهول ...تذكرت حكاية رقية المسكينة التي روتها لها فتحية سابقا...

ظلت تنظر له بعدم تصديق و هي تشاهد ابتسامته الساخرة التي ارتسمت على شفتيه...

لتستحمع بقية شجاعتها و تهتف :"هو.... حضرتك حتدخلني السجن علشان رفضت ابات هنا...

لم تكد تكمل كلامها حتى شعرت بلسعة حارقة على خدها بعد أن هوى على خدها بصفعة قوية بظهر يده اردتها أرضا ...رفعت يدها تتحسس وجنتها غير مصدقة لما حدث للتو...امتلأت عيناها بالدموع و ارتجف قلبها و جسدها رعبا و هي تشاهده يدعس نظارتها التي طارت بسبب صفعته بحذائه لتتهشم الى قطع صغيرة.....

استندت على يديها بضعف محاولة الوقوف ليدفعها مجدد لتسقط أرضا هاتفا بنبرة حادة مهينة:"كلبة زيك مكانها هناك على الأرض... تحت رجلي...

اغمضت عينيها بتألم و قد تعالت دقات قلبها من فرط خوفها تقسم انه سوف يتوقف في اي لحظة و هي بين يدي هذا الوحش الذي يتربص بها عارما على الفتك بها في أي لحظة....

انتفض جسدها أثر صراخه و هو يأمرها:" امسحى وشك.. و اقلعي الطرحة...

سقط قلبها و انقطعت أنفاسها و هي تلتقط المنديل الورقي المبلل الذي رماه لها بيدين مرتعشتين و هي تتخيل حجم المصيبة التي وقعت بها...ببساطة لقد عرف كل شيئ و اكتشف ما كانت تخفيه عنه، وجهها الحقيقي الذي أخفته وراء مساحيق التجميل و تلك النظارات الكبيرة...

تسارعت أنفاسها بذعر و هي تحرك المنديل على وجهها بعشوائية.. و هي تفكر كيف ستكون نهاية هذه الليلة...


صاحت بذعر حين انحنى بجذعه نحوها ليجذبها بقسوة من ذراعها و يوقفها أمامه و هو يهدر بنفاذ صبر :"ما تنجزي يا روح امك.... و الا ناويه نبات هنا".

جذب المنديل من بين اصابعها و بدأ يزيل بقية مساحيق التجميل من وجهها بحركات عنيفة....


سلط انظاره على وجهها الأبيض المحمر و عينيها الزرقاء الدامعة ثم بحركة سريعة جذب حجابها و ألقاه أرضا لينسدل شعرها البني الطويل على جانبي وجهها لتكتمل صورتها المهلكة...

ابتسم ببرود و هو يخفي بصعوبة نظرات الإعجاب التي تظهر جليا من عينيه قبل أن يتحدث بخفوت مخيف :"شفتي بقى انا قلتلك حتباتي في القسم ليه...عشان انت انتحلتي شخصية حد ثاني لما دخلتي الفيلا هنا متنكرة و قربتي من إبني....مش يمكن في حد بعثك علشان تقتليه..

هزت كاميليا رأسها بنفي و قد برزت مقلتيها من شدة الذعر....قبل أن تهتف ببكاء:" و الله العظيم ما حصل...انا مليش دعوة بالمواضيع دي ثريا هانم هي اللي قالتلي أعمل كده...أرجوك صدقني...

رفع شاهين حاحبيه بعدم تصديق قبل أن يهتف بتسلية و هو يشاهد ذعرها :" و لو التهمة لبساكي لبساكي و في كاميرات موجودة في الفيلا حتثبت كلامي....تصنع التفكير قليلا قبل أن يضيف ببرود ثلجي :" في الحقيقة هما تهمتين... انتحال شخصية و يمكن محاولة قتل او خطف مش عارف الصراحة بس هما أكيد لما حيحققوا معاكي حيكتشفوا الحقيقة...

انهارت كاميليا أرضا و هي تضع كلتا يديها على وجهها تبكي بصوت مرتفع و هي تصيح :" و الله ما حصل...حرام عليك، ليه بيتخوفني كده انا عمري ما اذيت حد و لا عملت حاجة وحشة لحد.....


انحني مجددا الى مستواها ليربت على شعرها بحنو زائف و هو يقول بخبث:" يبقى نتفق يا حلوة .... ".

💜💜💜💜💜 


الفصل العاشر


تجلست كاميليا على السرير الصغير و الذي أجبرت على النوم عليه مع فادي الذي إلتصق بها كجرو صغير....

التفتت برأسها إلى جانبها لتجده يغط في نوم عميق

و يضع يده الصغيرة على خصرها و يدفن راسه داخل صدرها....ابعدته بهدوء و هي تتمتم داخلها بحنق :"اللي يشوفك كده يقول عليك ملاك بريئ و انك مش سبب بلوتي...عاوز مامتك قول لابوك يجبهالك انا مالي هوانا خلفتك و نسيتك داه ايه الغلب دا ياربي... لا و المصيبة التانية انه عرفني يا ايامك السودا يا كاميليا داه مش حسيبك في حالك و كمان بيخترعلك في تهم بدماغه السم دي... محاولة قتل و خطف و مش عارف إيه، للدرجة دي وشي وش إجرام.....انا ؟؟؟بس يا رب تكون كل غايته اني افضل مع ابنه عشان لو كان بيفكر في حاجات ثانية تبقى نهايتك بجد....

ظلت كاميليا تفكر لساعات طويلة قبل أن يتمكن منها النوم لتغمض اجفانها بإرهاق و تغط في سبات عميق...

استيقظت صباحا على يدين صغيريتين تجذبانها من ذراعيها لتفتح عينيها بتذمر وتجد فادي يحاول إيقاظها....

فركت عينيها و هي تتثائب بتعب فهي لم تنم جيدا ليلة البارحة و مازالت ترغب في أخذ قسط من الراحة...

كاميليا بفتور :"صباح الخير يا فادي... مالك صاحي بدري كده ليه.. ثم أكملت بخفوت قبل الشحاتة و بنتها...

فادي ببراءة و هو مازال يمسك بذراعها:" شحاتة... مين شحاتة يا ميس كاميليا....

انتفظت كاميليا بذعر و هي تلعن نفسها على غباءها :"يا نهار اسود وذانه زي القط بتلقط اي كلمة لو سمعته الست ثريا بيقول كلام زي داه حطين عيشتي دي منبهة عليا مقولش الكلام داه قدامه ".

تصنعت الابتسامة و هي تحذبه إليها لتقبله على خده برقة قبل أن تقول بتنبيه رقيق :"حبيبي يا فادي انا قلت الدادة بس انت اللي سمعتها غلط علشان انا لسه قايمة من النوم و كلامي مش بيبقى مفهوم كويس....


اومأ لها بطاعة و هو يطوق عنقها بفرح قائلا :"حاضر يا ميس كاميليا...

كاميليا و هي تداعب شعره الحريري :"قلي بقى إيه اللي مصحيك بدري كده".

فادي :"عشان انا نمت كثير جدا امبارح و مش صحيت بالليل و حاسس اني active و عاوز العب كثير...

كاميليا في داخلها :"طبعا و هو انت هامك إيه... يا بختك ياما نفسي أعيش مكانك يوم وأحد و بعدها اموت....انت تجننتي يا كاميليا حتحسديه؟؟ دا ولد صغير ملوش ذنب، دا حتى محروم من مامته استغفر الله العظيم يا ربي

طال شرودها ليلكزها مرة أخرى بخفة قائلا :" يلا يا ميس ننزل انا عاوز افطر "


أومأت له بخفة و هي تنهض من مكانها متجهة الى الاسفل و فادي يتشبث بيدها بطريقة مضحكة و كأنها ستهرب منه.

دخلت كاميليا المطبخ الواسع و هي تبحث على قارورة ماء تروي به ضمأها لتجد فتحية و خديجة تعدان الفطور.

كاميليا بنبرة متعبة:" صباح الخير "..

فتحية بإيحاء:"يا اهلا و سهلا...و أخيرا إفراج...

كاميليا بضحك :" آه الحمد لله...

فتحية بهمس:"انت بتضحكي يا بت بعد اللي حصلك امبارح... بقلك إيه إحكيلي ايه اللي حصل عملك إيه البيه...

ترشفت كاميليا كوب الماء بتمهل و هي تجيبها :" محصلش حاجة بس فادي كان عاوزني ابات معاه و لما رفضت البيه زعقلي... دي كل الحكاية".

قلبت فتحية عينيها بانزعاج قائلة بحقد :"يعني كل الزعيق و الرعب بتاع امبارح علشان البيه الصغير بيتدلع... طبعا المهم راحتهم هما أما إحنا و لا كأننا بني آدمين عايشين معاهم".

خديجة بصرامة:" خلاص يا فتحية كفاية رغي بقى و روحي نادي زينب علشان تجهزوا السفرة".

فتحية بتذمر:"حاضر ماشية اهو الواحد مش عارف يقول كلمتين على بعض في المكان داه ".

تابعت كاميليا خروج فتحية من الباب الخلفي للمطبخ قم اقتربت من خديجة لتهمس لها :" طنط خديجة... انا كنت عاوزة اقلك حاجة مهمة حصلت امبارح ".

ضيقت خديجة عينيها باهتمام مستشعرة الجدية في حديث كاميليا.... نظرت حولها لتتأكد من خلو المكان حولها قبل أن تهمس هي الاخرى:"في إيه يا بنتي...احكيلي".

كاميليا بتوتر:"شاهين بيه عرف اني غيرت شكلي علشان اشتغل هنا و بصراحة هو هددني امبارح وقلي انه حيدخلني السجن بتهمة انتحال شخصية و اني.... كنت عاوزة اخطف فادي".

ضربت خديجة صدرها و هي تشهق :"يا مصيبتي انت بتقولي إيه يا بنتي.... سجن و خطف ".

اومأت لها كاميليا بحزن لتستدرك خديجة هامسة بلهفة:" طيب.. هو عرف منين؟؟ دا مفيش حد شافك هنا غير القاردز و كمان الست ثريا مسحت فيديو الكاميرات كلهم يعني... ".

كاميليا و هي تقاطعها بلطف :"انا مش عارفة حاجة يا طنط بس هو عرف خلاص و بقى بيهددني... انا عاوزة اسيب الشغل و أخرج من هنا ارجوكي كفاية لحد كده".

خديجة :" إهدي يابنتي و انشاء الله خير متخافيش انا حقول للست ثريا هانم و هي اكيد حتلاقيلك حل و بعدين مش هي اللي قالتلك إعملي كده يبقى".

كاميليا بارتجاف:" انت مشفتيشه كان بيكلمني إزاي و كأني بجد انا هنا علشان أؤذي إبنه ومصدقش اي كلمه من اللي أنا قلتلهاله... أنا أحسن حاجة أسيب الشغل ".

خديجة و هي تحدث نفسها:" و هو إنت فاكرة لو سبتي الشغل حيسيبك يبقى إنت متعرفيش مين شاهين الألفي داه حيجيبك حتى و لو كنتي في سابع أرض و مش حيسيبك غير بمزاجه.. انا مش عارفة دماغي كانت فين لما قبلت أساعدك تشتغلي هنا يا بنتي... أنا مش حسامح نفسي لو جوالك حاجة...

كاميليا و هي تلاحظ شرودها :"طنط خديجة مالك رحتي فين...

رسمت خديجة إبتسامة مزيفة على شفتيها قبل أن تقول بصوت هادئ:" و لا حاجة يا حبيبتي انا كنت بفكر في فتحية و زينب راحوا فين....

كاميليا :"زمانهم جايي.....

قطعت كلامها عندما وجدت فتحية تندفع الى الداخل و هي تجر زينب ورائها

لتأنبهما خديجة قائلة :" انتوا كنتوا فين...سايبين شغلكم و قاعدين في الجنينة يلا منك ليها بسرعة

خذوا الأطباق دي على السفرة... اكيد ثريا هانم و البيه الصغير قاعدين مستنيين الفطار...

فتحية بتوتر و هي تنظر إلى كاميليا :" في الحقيقة كلهم متجمعين برا و.....كمان شاهين بيه قالي أنادي لكامليا علشان تفطر مع فادي...

شهقت كاميليا بخوف و هي تتمتم :" إيه...شفتي يا طنط مش قلتلك في دماغه حاجة...انا مش متعودة افطر مع فادي طيب ليه النهاردة بالذات....

خديجة مطمئنة :"يا بنتي إهدي داه أكيد البيه الصغير هو اللي عاوزك تفطري معاه زي ما أصر إمبارح انك تنامي جنبه... متخافيش و يلا روحي و إحنا حنجيب الفطار.....

بعد دقائق إستطاعت إقناعها بالذهاب إليهم و اوصتها ان تتصرف على طبيعتها سارت كاميليا إلى غرفة الطعام الكبيرة حيث وجدت شاهين يترأس الطاولة الضخمة و على يمينه تجلس والدته على كرسيها المتحرك اما على يساره فيجلس فادي الذي كان يتحدث بحماس على رسوماته الجديدة التي تعلمها....

جلست كاميليا بهدوء بجانب فادي الذي ما إن رآها حتى إرتمى في أحضانها لتنهره جدته قائلة:"سيب الميس يا فادي خليها تفطر براحتها و بعدين إبقى براحتك....

شاهين ببرود :" خليه يا أمي داه باين بيحبها أوي... خصوصا لما شالت النظارة و الكريمات المعفنة اللي كانت مالية بيها وشها...


ثريا بتأنيب:"هي حرة في حياتها يا شاهين تلبس زي ماهي عاوزة المهم انها تعرف تتعامل مع إبنك و تعتني بيه كويس....

شاهين بنظرة ذات معنى :"يعني إنت موافقاها على اللي عملته...واحدة زي دي قدرت تدخل بيتي بوش مزيف وانا معرفش.... داه اسمه تزوير و انتحال شخصية واحدة ثانية و الله أعلم إيه هي أسبابها الحقيقية....

نظرت كاميليا لثريا بحزن و قلة حيلة و هي تنفي برأسها اتهاماته القاسية لتجيبه ثريا :" كل اللي في دماغك داه غلط و مفيش حاجة منه صح... فادي حفيدي و انا كمان بخاف عليه زيك او أكثر منك كمان و أكيد مش حأذيه.... البنت اول يوم جات فيه كانت عادية بوشها الحقيقي و انا اللي قلتلها تعمل كده...كاميليا بنت جميلة جدا و الفيلا مليانة حرس و رجالة فخفت عليها ان حد يتعرض لها يعني كل اللي حصل كان بعلمي... انت ليه مكبر الحكاية بس...

شاهين بنبرة غاضبة :"لما حد غريب يتجرأ انه يدخل فيلا شاهين الألفي و يتحرك فيها من غير انا أعرف دي في حد ذاتها كارثة، خاصة إنك أنت عارفة و مشجعاها كمان بالرغم من انك عارفة ان أكثر حاجة بكرهها في حياتي هي أن حد يكذب عليا او يستغفلني...

ثريا محاولة تهدئته :" يا إبني صدقني الحكاية مش كده....

رمى شاهين المنديل على الطاولة بعنف قبل أن يقف م مكانه قائلا بصرامة :" بعدين نتكلم في الموضوع داه... انا مش فاضي دلوقتي، و يكون في علمك انا مش هعدي اللي حصل على خير....


بصق كلماته بقسوته المعتادة قبل أن يغادر الفيلا تاركا كاميليا المسكينة ترتجف من الخوف من تهديده و هي تتخيل نفسها وراء قضبان السجن....لتحاول ثريا طمئنتها :" متخافيش يا بنتي شاهين إبني دايما كده لما بيتعصب بيقول أي كلام بس هو بعدين حيهدىو حيعرف ان الحكاية مش مستاهلة كل الدوشة دي خصوصا ان انا اللي قلتلك إعملي كده.. يلا كملي فطارك و انا حقول للسواق يوصلك جامعتك انت بقالك مدة مرحتيش".

بعد أسبوعين....

في كافتيريا الجامعة،تجلس كاميليا كعادتها مع هبة يتبادلان أطراف الحديث،متجاهلة نظرات الإعجاب الموجهة إليها من الطلبة و الدكاترة...

كاميليا بسخرية و هي تراقب صديقتها تضع رأسها على الطاولة لتنام :" إيه يا ست جولييت لسة سهرات الحب شغالة مع الاستاذ عمر..

هبة بنعاس :"اسكتي خليني أعرف أنام شوية قبل ماندخل المحاضرة الثانية...

كاميليا :"طبعا تلاقيكي نايمة الفجر... يا بختك

هبة بمزاح :" الله انت حتقري عليا يا بنتي... بكرة تحبي و تعشقي و حتعرفي يعني إيه التضحية في سبيل الحب".

كاميليا ضاحكة:"مش لما ألاقي حد يحبني و أحبه الأول ".

هبة بحركة درامية :" بقى كاميليا هانم ملكة جمال الجامعة كلها مش حتلاقي حد يحبها.. دا انت معجبينك بالهبل انت بس شاوري ".

كاميليا بضجر :" و هما فين المعجبين دول عم زكريا ابو كرش قضى عليهم كلهم واحد واحد...".

هبة و هي تنفجر من الضحك :" و الله فكرتني بعك زكريا داه هو أخباره إيه...

كامليا بملل و هي تجمع عدة الأوراق أمامها و تضمهم في ملف واحد :"اهو متلحق في قهوته صبحو ليل و كأنه معندوش عيلتين يروحلهم...داه غير عرض الازياء اللي هو عامله داه واخذ دستة قمصان شبه بعض اللي بخطوط رفيعة دي من بتوع عشرين جنيه و كل يوم بيلبس منهم قميص....

هبة و هي تغمزها ضاحكة :" بيرجع شبابه.. داه كله علشانك ياجميل....

كامليا بنظرات حانقة:" بنت انت تلمي احسن و الله حكلم الاستاذ عمر بتاعك و أقله انك بتغازلي رجالة...

هبة بشهقة درامية :"و يهون عليكي الكرواسون و القهوة اللي اللي شربناها مع بعض.. مكانش العشم يا كوكي".

كامليا :"عشان تحرمي تتريقي و خلي عمك زكريا ينفعك...

استقامت هبة في كرسيها و هي تقول بجدية :" عارفة يا كامي النهاردة بالليل فرح صاحب عمر... اسمه أيهم البحيري دكتور جراح متجوز بنت عمه، هي كمان دكتورة زيه بس إيه لو تشوفيها، زي القمر و عمر كان طلب مني إني أروح معاه بس مقدرتش".

كامليا باهتمام :"أكيد الدكتور داه صاحب شاهين بيه بردو".


هبة بإيجاب :"أيوا داه صاحبهم الثالث الانتيم...

كاميليا بسخرية :" قصدك ثلاثي الشر".


هبة بضحك :"يابنتي لمي لسانك المتبري منك داه... و متنسيش ان اللي بتتكلمي عليه داه حبيبي حيبقى جوزي انشاء الله قريب...و بعدين عمورة داه مش زيهم هو حنين و متواضع جدا عكسهم و الدليل انه عاوز يتجوز واحدة أقل من مستواه بكثير بالرغم من معارضة والدته إلا إنه متمسك بيا جدا و عاوز يعمل خطوبة في أقرب وقت.. ".

كامليا :" طيب و مستنية إيه متفاتحي اهلك و تحكيلهم الموضوع... انت لحد إمتى حتفضلي تكلميه في السر و تخرجي معاه مين غير ماحد يعرف انت عارفة ان داه غلط ياهبة و ميصحش تعملي كده انا بصراحة كنت عاوزة انبهك بس خفت تزعلي مني ".


هبة بنفي :" لا لا انا عارفة ان اللي بعمله غلط و عمر كمان قلي كده هو مش عاوز تكون علاقتنا بالسر بس انا اللي خايفة و مش قادرة اتكلم مع بابا... هو أكيد لسه منساش اللي حصل زمان، الحكاية مش بالسهولة اللي انت متخيلاها".

كاميليا و هي تربت على يدها الموضوعة فوق الطاولة :" معلش ياهبة استحملي انا عارفة ان الاستاذ عمر شخص كويس و بيخاف عليكي علشان كده متستسلميش و قولي لأهلك.. انت كده كده حتقوليلهم النهاردة او بكره فليه تأجلي، انت لازم تعرفيهم في أقرب وقت علشان لو حصلت مشكلة تقدري تحليها من دلوقتي بلاش تضيعي وقت".

هبة بتوتر:"بس انا خايفة من بابا ليزعل مني داه زمان لما جات مامة عمر عندنا و هددته... حبسني في البيت و منعني حتى أروح المدرسة و دلوقتي مش بعيد يعيد اللي عمله من سبع سنين و يحرمني اروح الجامعة ".


كامليا بنفي:" يا عبيطة زمان غير دلوقتي خالص ساعتها كنتي صغيرة و هو كان خايف عليكي بس دلوقتي انت كبرتي و كمان الاستاذ عمر كبر و بقى مسؤول و يقدر يحميكي و يقف في وش عيلتك و عيلته كمان..و بعدين انا ممكن آجي و اتكلم مع عم منصور و أكيد هو حيتقنع و متنسيش كمان طنط خديجة هي أكيد لو حكيتيلها هي حتساعدك دي أكثر واحدة تعرف الاستاذ عمر ".

هبة و قد انفرجت أساريرها بعد أن سمعت كلام صديقتها المشجع :" انا كمان فكرت كده و بكره إنشاء الله حكلمها و اقلها...عشان عمر قلي انه بعد فرح صاحبه حيجي البيت عندنا حتى لو انا مقلتلهمش".

كاميليا بمزاح :الحب يا سيدي...

هبة بنبرة حالمة :" اصلك متعرفيش انا بحبه قد إيه و مش مصدقة انه رجعلي من ثاني بعد السنين دي كلها.. انا خايفة اخسره يا كامي ساعاتها حموت

بجد".

كاميليا بابتسامة :" متخافيش هو اصلا مش حسيبك داه ممكن اصلا يخطفك...هو حيلاقي أجمل و الا أرق منك يا بيبة".


هبة بغرور كاذب :"طبعا يابنتي و قريبا حبقي هبة هانم....

كاميليا بضحك :"مش لايقة عليكي الصراحة...ثم أضافت باستدراك... يا لهوي دا انا عمالة أرغي و أضحك من الصبح وناسية المصايب اللي عندي".

هبة :"يا بنتي انسي و لا يقدر يعملك حاجة انا حقول لعمر و هو حيتصرف متخافيش و كمان الست ثريا أكيد مش حتخليه يعملك حاجة".

كاميليا بنفي:"دي ست كبيرة و بتنام من المغرب و مبتبقاش حاسة بحاجة و حتى لو كانت موجودة مش حتقدر تقف في وش إبنها انت مشفتيشه يا بيبة داه شيطان زي ما بيقولوا عليه...دماغه سم بشكل رهيب...داه طلعلي تهم من الهواء مكانتش حتخطر على بال أي حد حتى بعد عشرين سنة و المشكلة انها صح... هو لو راح اشتكاني للشرطة حيطلع معاه حق عشان اللي انا عملته داه غباء و مفيش حد يعمله إلا إذا كان حد حمار زيي ".

هبة :" بس والدته كانت عارفه...

كاميليا مقاطعة:"يا بنتي داه إنسان مابيخافش من حد لا تقوليلي والدته و لا أبوه..".

هبة :"طيب مش انت قلتي انه بقاله مدة مش بكلمك و بيعاملك و لا كإنك موجودة".

كاميليا :"أيوا بس المشكلة في الدلوع ابنه الاستاذ فادي بقى كل يوم عاوزني ابات معاه...و بقيت مجبرة إني أعمل كده،أنا معدتش قادرة انام طول الليل بفضل سهرانة علشان خايفة يدخل عليا او يعملي حاجة...او حتى يقتلني ".

هبة باستغراب:"لا طبعا يا كامي مش للدرجة دي داه مهما كان شاهين الألفي... داه كل البنات بتجري وراه و بتترمي تحت رجليه يعني أكيد مش حيعمل حاجة زي دي و بصراحة انا مرة سألت عمر عليه فقلي إنه صحيح عنده علاقات كثير مع الستات و بيعمل حاجات كثير مقرفة معاهم بس عمره ما أجبر ست انها تكون معاه بالغصب....لالا انا مفتكرش انه حيأذيكي بالشكل داه و بعدين زي ما قلتلك انا حكلم عمر و أحكيله و هو حيوصيه على الاقل يغير معاملته الزفت ليكي ".

كاميليا بسخرية :" ما أعتقدش انه حيسمع منه داه بيعاملني اقل من أي خدامة في الفيلا...و كل مرة بيهددني انه حيعاقبني علشان استغفلته و كذبت عليه داه لسه منسيش اللي حصل و ناوي يعاقبني بس مأجل التنفيذ ".

هبة :" داه إيه الرعب اللي انت عايشة فيه داه يا بنتي...بقلك إيه انت تسيبي الشغل أحسن الرزق بإيد ربنا ".

كاميليا بتنهيدة :" انتم ليه مش عاوزين تفهموني انت و الست ثريا و طنط خديجة... بقلك بيهددني

و حاطط إثنين من القاردز بيراقبني ليل نهار حبقى اوريهملك لما نطلع.. بقلك إيه خلينا نغير الموضوع داه انا معدتي تقلبت و جسمي كله بترعش من الخوف....

ليلا في فيلا البحيري......

ألقت المزينة (الميكاب أرتيست) نظرة أخيرة على ليليان بعد أن أنهت وضع حجابها الأبيض المزين بفصوص لامعة الملائم مع ثوبها العرائسي الأبيض الفاخر لتتمتم قائلة بإعجاب:"مشاء الله يا ليليان هانم بصراحة انت زي القمر مفيش أجمل من كده، داه أيهم بيه حيتجنن الليلة دي".

إنسكبت دموع ليليان تلقائيا و ارتفعت شهقاتها دون وعي منها بعد أن سمعت إسمه لتشهق المزينة قائلة بعتاب خفيف :"لسه كده بس يا هانم... ارجوكي بلاش عياط انت كده حتبوزي الميكاب.... ".

كانت ليليان في عالم آخر حتى انها لم تكن منتبهة لحركات المزينة و هي تحاول تجفيف دموعها بخفة متجنبة إفساد مساحيق التجميل التي وضعتها على وجهها منذ قليل....لتزفر الأخرى بيأس و تتراجع متجهة الى خارج الغرفة تاركة ليليان تبكي بقوة،...

بعد لحظات دخلت كاريمان مسرعة و هي تتجه نحوها و تضمها بحنان قائلة بلهفة :"مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، في حاجة مش عاجباكي و عاوزة تغيريها....


نفت ليليان برأسها دون أن تتكلم لتعيد الأخرى سؤالها و علامات القلق مرتسمة على وجهها :" أمال فيكي إيه يا بنتي، إحكيلي إيه اللي حصل؟.

ليليان بصوت متقطع :"مفيش.... إن.... ا بس... إفتكرت...ما.... ما ".


كاريمان بحزن :" الله يرحمها يا حبيبتي، هي أكيد في مكان أحسن من داه و أكيد مبسوطة علشان بنتها الوحيدة النهاردة كبرت و بقت عروسة... يلا يا حبيبتي أيهم مستنيكي برا مش وقت عياط دلوقتي داه وقت فرح....


اومأت لها ليليان و هي تكفكف دموعها بصعوبة محاولة التماسك قائلة في نفسها :"لو كانت ماما موجودة مكانتش خلتني اتعذب في حياتي بالشكل داه و مكانتش حتخليني أتجوز غصب عني أكثر إنسان بكره في حياتي....فينيك يا ماما وحشتني اوي .....


قاطع حديثها مع نفسها إقتراب المزينة منها لإعادة

ضبط ماكياجها...

بعد دقائق قليلة كانت تنزل الدرج بطلتها الساحرة متأبطة ذراع عمها والد أيهم ،لتجذب جميع أنظار الحاضرين الذين انبهروا لشدة جمالها، ثوبها الأبيض الذي صمم خصيصا لها في إحدى أشهر دور الازياء الفرنسية لائم جسدها المنحوت ببراعة و الذي نافس أجساد عارضات الازياء.. حجابها الأبيض يضم وجهها الفاتن الذي

تزين بألوان وردية هادئة جعلتها شبيهة بأميرات القصص الخيالية.

إقترب منها أيهم الذي كان مغيبا ذهنيا لا يصدق كتلة الجمال التي تقف بجانبه رغم نظراتها الحزينة و التي زادتها فتنة، هو يعلم انها جميلة و لكنه لم يكن يعتقد انها ستصل لهذه الدرجة،ابتسم لها و هو يتسلم يدها من والده الذي أوصاه عليها بشدة....

وضع أيهم يده على خصر ليليان و هو يتقدم بها إلى خارج الفيلا وسط تهاني العائلة و مشاكسة أصدقائه....

الحفل كان خياليا... قاعة الفندق الملكية المخصصة لحفلات الزفاف مكتضة بمئات المدعويين من أطباء و رجال أعمال و بعض الوزراء من أصدقاء أيهم و أقاربه...

بديكور الفخم باللونين الأبيض و البنفسجي،يتخللهما لون أزرق خافت عند كرسي العروسين

كل شيئ يصرخ بالفخامة و البذخ... الطاولات، الزهور، الشموع المنتقاة بعناية....

الجميع يهنؤون العريس و يعبرون عن إعجابهم الشديد بجمال الحفل و العروس التي جذبت أنظار جميع المدعويين بمظهرها الأنيق رغم إحتشامها...

اما ليليان فكانت تجاهد لرسم إبتسامات باهتة على وجهها...

و تقاوم بشدة إرتجاف جسدها و التقلبات التي كانت تصيب معدتها من حين إلى آخر كلما تقدم الوقت و إقترب موعد صعودها الى الجناح المخصص للعروسين....

حتى انها لم تستطع ان ترفض عندما طلبت منها أميرة النزول من مكانها لتشارك اولاد عمها سيف و محمد الرقص علها تنسى بعض هواجسها....


في نهاية الحفل.. ودعت أفراد عائلة عمها و صديقتها الوحيدة أمنية التي شجعتها و حاولت تهدئتها قليلا...

سارت كالمغيبة بجانبه و هي لاتزال غير مصدقة أنه أصبح زوجها

شهقت بقوة عندما شعرت بجسدها يطير في الهواء و ذراعين قويتين تحملانها بخفة ليضحك أيهم عليها و هو يشاهد ارتباكها الذي ظهر جليا على كامل ملامح وجهها...

قبل أن يهتف بصوت مشاكس:"إسم الله عليكي يا قمر اتخضيتي....انا بس حبيت أشيلك لما شفتك مش قادرة تتحركي بالفستان الكبير داه و كمان عارف إنك تعبتي أوي في الحفل".

أومأت له بإيجاب دون أن تتكلم و هي تحاول السيطرة على إرتجاف جسدها و دقات قلبها التي تسارعت تدريجيا كلما إقتربت خطواته من باب الغرفة.

أشار لها برأسه لتفتح الباب بالكارت الخاص

الذي وجدته في جيب بدلته...

ولج أيهم الجناح ليضعها برفق على السرير و هو يدندن لحنا شعبيا كان قد سمعه منذ قليل في الحفل و علق بذهنه...جلس الى جانبها لتنكمش ليليان على نفسها و ترمقه بحذر ليقهقه أيهم بصخب على مظهرها الخائف اللطيف، قطع ضحكاته فجأة و هو يطالعها بنظرات غامضة قبل أن يهتف بتلاعب :"إيه مالك ياليلي؟ من ساعة ما طلعنا من الفيلا و انت بتبصيلي بنظرات غريبة... تكونيشي خايفة مني

تؤتؤ يا قلبي داه انا حتى جوزك.... و الليلة دخلتنا".

ليليان بصوت ضعيف و هي تلاحظ نظراته الخبيثة :"أرجوك يا أيهم انا تعبانة النهارده ممكن نأجل الكلام داه لبكرة".

إقترب منها أيهم ثم رفع يديه ليفك حجابها متجاهلا نفورها منه...و هو يقول ببرود قاتل :" متخافيش.. لو فضلتي مطيعة كده كل حاجة حتبقى تمام ".

لم يترك لها المجال حتى تستوعب كلماته لتمتد يداه و يفتح سحاب فستانها الذي إرتخي قليلا ليكشف عن بشرة جسدها البيضاء الناعمة ...

تسارعت أنفاسه و ازدادت حرارة جسده و هو يتفرس ملامحهاالتي إزدادت جمالا بعد أن انسدل شعرها على جانبي وجهها قبل أن يهبط بنظراته الى رقبتها و مقدمة صدرها و كتفيها،قاطع تأمله شهقة ليليان المستنكرة و هي تحاول لملمة أطراف فستانها...

ليزفر هو بغضب و يمسك يديها بحدة يبعدها قائلا بأنفاس لاهثة حاول جاهدا ان يكتمها:"و بعدين بقى إهدي...خلي الليلة تهدي".

دفعت ليليان يديه قائلة برفض :"قلتلك تعبانة... إيه مبتفهمش".

أغمض أيهم عينيه بقوة و هو يحاول التحكم بالمشاعر المتنوعة التي سيطرت على جسده قبل ان يهتف بتحذير:"انا داخل جوا حغير هدومي.. اطلع الاقيكي جاهزة انا صبرت عليكي كثير و الليلة حتبقي ليا برضاك او غصب عنك يا ليليان حتبقي ملكي". 


الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر من هنا


بداية الروايه من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم