كانت تعيش أسرة ثرية في إحدى القرى مكونة من اب وأم واثنين من الأبناء ولد وبنت

 كانت تعيش أسرة ثرية في إحدى القرى مكونة من اب وأم واثنين من الأبناء ولد وبنت فقط كان أهل تلك المنطقة الذين يعرفون بكثرة الإنجاب فلقد كانت الام إسمها  منال ولم تستطع الإنجاب في بداية زواجها ولمدة سبعة اعوام ثم رزقهم الله بتوأم ولدا وبنتا سمي الولد محمد والبنت هالة

 

كان الأب اسمه كمال ولأنه كان من عائلة كبيرة تهتم بالتعليم وتضعه في المقدمة لذلك انفق على تعليم أبنائه وتربيتهم تربية صحيحة فتحلوا بالأخلاق الكريمة والعلم في الوقت نفسه 


كانت منال حريصة على توجيه اولادها ودعمهم حتى إكمال تعليمهم وخصوصا إبنتها هالة ففي وقت كانت الفتيات لا يكملن تعليمهن الا للمرحلة الابتدائية ظلت  تشجع ابنتها علي إكمال الدراسه حتي تخرجت هالة من كلية التجارة 

والابن من كلية الهندسة  حيث كان يعيش عند خاله هناك وكان بإمكانه أن يعيش عيشة اهل المدينة ولكنه تخصص في الكهرباء ليعمل على صيانة السد العالي فهو يعتبره مستقبل البلد 


قرر أن يظل في مدينته يرعى أراضي والده وأملاكه

ويكون بالقرب من والديه كي يرعاهما عند الكبر ثم تعرف علي زميلة له في العمل كانت تعمل سكرتيرة في المكتب الهندسي اسمها عائشة فقرر أن يتقدم لخطبتها بعد أن رأي حسن اخلاقها وتدينها وبالفعل تحدث مع أسرته عن موضوع الخطبة


ذهبت منال لرؤية عروس ابنها فاعجبت بها كثيرا لنشاطها وجمالها وبعدها بيوم واحد ذهب الاب وهو وبعض رجال العائله لخطبة الفتاة عائشة ثم تم زواجهما في وقت قصير


مرت الأيام سريعاً حيث استمر زواجهما عشر سنوات دون إنجاب وكانت منال أمه تحثه علي الصبر على  زوجته 

فلقد استمر زواجها  بأبيه عشر سنوات  أيضاً حتي رزقت به هو واخته وكان الابن يخبرها أنه لن يتخلي عن زوجته وشريكة حياته ابدا فنصحتهم منال بعمل حقن مجهري فقد نجح مع الكثيرين


بالفعل عملت عملية الحقن ولكن للأسف الحمل لم يستمر كثيرا مما اضطرهم لعمل عملية حقن مجهري أخرى فنجحت العملية ولكن بعد عدة محاولات وكانت نتيجتها فتاة مثل القمر أسماها والدها زينب واطلقت عليها والدتها زهرة  

بسبب جمالها وحسنها حتي أنها كانت تقول لزوجها أنها الزهرة التي اضاءت حياتها


الآن لنرجع بالزمن قبل عشر سنوات من ولادة زهرة 

في بيت الاب وقبل زواج الاخ التوأم محمد  بسنتين 

 تقدم لهالة أخته الوحيدة زميل لها في الجامعة اسمه خالد سليمان ولانه كان من معارف الاب ومن اسرة فاضلة فقد وافق الاب على الزواج وكان يعيش بالقرب منهم 

وقد أعجب بالفتاة اعجابا شديدا 


كانت هاله أيضاً تبادله تلك المشاعر فأحيانا كان يمشي خلفها عندما يراها ذاهبة لبيت خالها أما هي فكانت تتوقف أحياناً لترمقه بنظرة خاطفة وعندما طلب يدها للزواج فرحت كثيراً 

بعد أن أخبرتها أمها  بذلك


لكن الأم العاقلة جلست مع ابنتها الوحيدة قبل الزفاف

واخبرتها بأن الزواج مسئولية وليس حب وغرام فقط 

وانها يجب أن تصبر علي زوجها وأسرته لانها ستعيش في بيت العائله وعليها أن تعامل أهله بتواضع وتكسب محبتهم حتي تستطيع أن تعيش سعيدة بينهم


قد تزوجت هالة بالفعل وعاشت مع زوجها حياة هادئة وسعيدة وكان كلا منهم متعلق بالآخر ويعتبره جزء من حياته 

ولكن السعادة لا تدوم  فنفس مشكلة اخيها وهي عدم الإنجاب كانت عقبة في استمر زواجها السعيد وبعد خمس  سنوات كاملة 


وبالرغم أن الاطباء اجمعوا علي عدم وجود ما يمنع الإنجاب إلا أنها لم ترزق بطفل من زوجها

ولكن اسرة خالد كانوا دائما يلحون عليه أن يتزوج باخري حتي ينجب ولدا يحمل أسمه فهذه عادات و معتقدات أهل المنطقة ولكنه كان يرفض الزواج من أخرى 


بعد مضي خمسة سنوات اجتمعت كل اسرته واخوته وأخبروه أنه لابد أن يتزوج حتى لا يخرج من الحياة بدون ولد يحمل أسمه وانهم قد خطبوا له فتاة من عائلة أبيه وهي جميلة ويتيمة لذا قبلت به بالرغم أنه متزوج


وانه إذا لم يوافق سيتبرؤن منه وطردونه من البيت واخبروه أيضاً أن زوجته الاولى ستظل معه في بيت العائلة وفى شقتها وأن أخيه سيترك له شقته ليتزوج العروس الجديدة فيها لأنه بني بيتا مستقلا بعيدا عن بيت العائلة

وهكذا لن يدوس لها أحد علي طرف فالشرع حلل الزواج في مثل هذه الحالات وبسبب الضغط على خالد اضطر للقبول

لو عايزين نكمها مع بعض بارتات بسرعه


_الجزء_الثاني

..... جاء خالد في المساء وهو حزين وجلس بجوار هالة حتي يخبرها بقرار أهله وأنهم قاموا بخطبة فتاة له من أجل الإنجاب وحتى دون علمه  وأن أهله سوف يتبرءون منه ويحرمونه من الميراث اذا لم يتزوج تلك الفتاة وانها الوحيدة التي تسكن قلبه ولكن عقوق الوالدين ذنب لن يستطيع أن  يفعله لذلك فهو مضطر أن يوافق على قرارهم


بكت هالة كثيرا لهذا الخبر وأخبرته أنها لن تستطيع أن تتحمل أن تشاركها إمرأة أخرى في زوجها وأن عليه أن يطلقها قبل أن يتزوج ولكن خالد اخذ يلح عليها أن تبقي بجانبه فهو لن يستطيع الابتعاد عنها فهي حب حياته وأن حتي اجمل الجميلات لا تستطيع أن تحل محلها  في قلبه


وافقت على ذلك وأن تكون زوجة ثانية بسبب تعلقها بزوجها الذي لم تر منه مكروه قط طيلة السنوات الخمس الماضية

وفي ليلة الزفاف 

شعرت هالة بحزن شديد  ولم تتحمل أن  ترى زوجها  يزف إلى امرأة أخرى وفي شقة أمامها  مباشرة وقررت المبيت عند أسرتها والعودة بعد عدة أيام


وبعد انتهاء الزفة ودخول العريس الي شقته مع عروسه

وانفضاض الجمع من المدعوين 

ترك خالد العروس بملابس الزفاف وذهب  للشقة المجاورة ليطمئن علي زوجته  الحبيبة ويهدئ من روعها  

ولكنه لم يجدها فخرج يبحث عنها في كل مكان في البيت لكنه لم يجدها في  اي مكان فذهب لأمه ليسأل عنها فأخبرته أنها اعطتها الأذن لقضاء الأسبوع القادم في بيت أهلها


قال خالد لماذا فعلت ذلك 

أجابت حتى تستطيع انت التفرغ للعروس الجديدة من ناحية

وحتي تكون هي بجوار اهلها يخففون عنها ولكن لماذا تركت عروسك هل لأنها يتيمة تفعل معها هذا

قال سأعود لها واعطيها حقها الشرعي ولكن بعد أن أطمئن علي حبيبتي أولا

قالت الاملي خالد الي أين تذهب 

قال  لاعيد زوجتي لبيتها 

قالت لا تتأخر واحرص ألا يراك أحد 

حاضر ياأمي


غادر خالد بينما الام تقلب كفا بكف وهي تقول الله يهديك ياابني المجنون ويرزقك بالذرية الصالحة

غادر  خالد إلي بيت أبيها فتسلل تحت جنح الظلام  حتي لا يراه أحد وذهب لرؤيتها ثم أتصل بها من تحت البيت طالبا منها أن تخرج 

لم ترد على المكالمات  في البداية ولكنه مع إلحاحه في الطلب واتصاله أكثر من مرة أجابت على الهاتف 

فطلب منها الخروج أمام البيت فهو ينتظرها في الخارج 


خرجت هالة وهي تمسح دموعها فأمسك خالد يدها واحتضنها ثم أخبرها أنه لا شيء سيفرق بينها وأن زواجه فقط من أجل الانجابوانها الوحيدة في قلبه والدليل أنه ترك العروس بثياب عرسها وجاء إليها وطلب منها العودة معه إلي بيتها وإلا لن يعود هو الآخر وسيبقي معها 


بعد إلحاح شديد اقتنعت بالرجوع  معه فدخلت للمنزل واحضرت حقيبتها وأبلغت عائشه زوجة اخيها  أنها  ستعود إلى بيتها مع زوجها وان تخبر والدتها بذلك بعد أن تستيقظ في الصباح فالجميع يغطون في نوم عميق


عادت هالة مع زوجها الي شقتها وجلس معا يتناولان الطعام ثم أراد خالد أن ينام في سريره ولكن هالة استوقفته

وأخبرته أنه إن بقي الليلة في شقتها فيكون قد ظلم العروس الجديدة فهي لا ذنب لها ولها عليه حقوق يجب أن يعطيها لها

بالإضافة أن أهله سوف يعرفون بالأمر ولن يسكتوا على هذا التصرف 


إقتنع خالد بكلام هالة بعد أن ألحت عليه ثم قبلها فوق جبينها وانصرفبينما ظلت هي تبكي أنها ضحت بزوجها من أجل الإنجاب من امراة أخرى 

مضت الايام والشهور سريعا واعلنت العروس الجديدة أنها حامل وبدأ الجميع يهتمون بها في الوقت التي كانت هالة حزينة وتاكلها الغيرة فقد لاحظت إهتمام خالد بزوجته الجديدة بعد حملها واهماله لها 


بينما هي منهكة في اعمال البيت فبدأ يظهر عليها التعب والإرهاق فاسرة خالد يهتمون بالعروس الحامل على حسابها 

فهي تظل تعمل طوال اليوم في الوقت الذي ترى فيه ضرتها مرتاحة لا تعمل شيئا لأنها حامل وكل طلباتها مجابة

ولكنها كانت تشكو لأمها فتوصيها بالصبر والتحمل حتى لا تخسر زوجها


لكنها قررت أن تعمل لتخرج من البيت لعل ذلك يقلل من حزنها ويشغلها بعد أن فقدت اهتمام زوجها فقدمت علي طلب عمل في أحد البنوك التي يعمل فيها خالها فقد اخبرتها ابنة خالها أن ذلك البنك الذي يعمل به والدها يطلب خرجين جدد وخالها سيتوسط لها لو تقدمت للوظيفة فهي خريجة كلية التجارة 


وبالفعل جاءت الوظيفة ولكن في مدينة أخرى تبعد ألف كيلومتر فاخبرت زوجها وأسرته بذلك فرفضوا رفضا قاطعا

فلن يتركوها تذهب بمفردها ولن يترك خالد زوجته الثانية الحامل من أجل الذهاب معها كما أنها من وجهة نظرهم لا ينقصها شيء فلما تتغرب من أجل أن تعمل وهنا طلبت من زوجها الإنفصال لأنها لن تترك هذه الفرصة

يتبع وتفاعل ولو مش حابين اكملها تمام اوقفها احسن

الجزء_الثالث

..... لم تكن هالة تريد الانفصال من زوجها خالد  بسبب الوظيفة ولكنها تعبت من اهمال زوجها لها وتريد الخروج من هذا البيت بأي  شكل لأن الغيرة على زوجها تكاد تقتلها بالإضافة لكل الأعمال الصعبة التي يكلفونها بها وخاصة بعد حمل ضرتها واثنتين من زوجات اخوته فاصبح عبء اعمال المنزل كله يقع على عاتقها وهي أساسا لا تحتاج إلى نقود فوالدها ثري جدا وهو دائما ما يعطيها من المال الكثير


لكنها كانت الطريقة الوحيدة لنجاتها من هذا الإحساس البشع وهو الوحدة وعدم الاهتمام حتى اهلها كانوا يعارضون قرارها كيف تترك زوجها وتعيش في اقصي الجمهورية من أجل وظيفة لا تحتاج إليها ولذلك 


كانت أم هاله تصبرها بأن زوجها من حقه الزواج مرة أخري من أجل الإنجاب وانها يجب أن تتحمل لفترة وجيزة حتي تنجب ضرتها والاخريات وبعدها سترتاح حتى أن منال عرضت عليها أن ترسل لها واحدة من العمال لتساعدها في اعمال البيت ولكن هالة صممت على الانفصال وترك خالد


وعندما يأست من ان تجعله يتركها برضاه  قررت أن تستفزه طوال الوقت وتفعل كل شئ يمكن أن يغضبه حتى  يطلقها 

وبالفعل نفذت خطتها وضغطت علي اعصابه بكل التصرفات المستفزة التي يكرهها حتى أخرجته عن شعوره بالفعل وفي لحظة غضب ألقي عليها يمين الطلاق وخرج تاركا المكان

لتجلس على الأرض لا تدري اتفرح بنجاح خطتها ام تحزن لفقد زوجها للأبد


بالرغم أنها كانت رغبتها إلا أنها شعرت بالحزن وانكسار القلب لأنها ستبتعد عن زوجها الذي تحبه 

خرجت من منزل زوجها الي بيت أبيها وهى تجر قدميها جرا

ولما وصلت الي هناك اخبرت اهلها أنها قد طلقت ثم انهارت من البكاء 


حاول الأهل تهدئتها واخبروها انهم سيصلحون بينها وبين زوجها بعد أن تهدأ الامور ولكنها رفضت واخبرتهم أنها لن تعود إليه أبداً  لأنه منذ حملت زوجته الجديدة والكل يعاملها كالخادمة وبالرغم من انها مريضة و تشعر بالاجهاد والارهاق  وقد سقطت مغشيا عليها وبالرغم من ذلك لم يهتم أحد بصحتها فالمهم عندهم العروس الجديده وطفلها القادم


ثم طلبت من أسرتها أن يوافقوا علي عملها الجديد في البنك في مدينة الأخرى حيث ستقيم عند خالها هناك فهو يعمل في نفس البنك ولديه ابنتان منال وفدوى وهما في مثل سنها 

 وستكون هي بمثابة ابنته الثالثة حتي أن زوجته متوفية

وليس لديه ابناء ذكور حتى يقلقوا عليها


رفضت الاسرة في البداية ولكن بعدها بأيام قليلة توفي والد هالة فحزنت عليه حزنا شديدا وبسبب تعلقها به وطلاقها الذي لم يمض عليه أيام اصيبت باكتئاب شديد 

وكانت تظل في غرفتها طوال النهار ولا تتكلم مع أحد

 فقرر أخوها محمد وأمها ان الحل الوحيد لتخرج من هذه الحالة أن تسافر هي وأمها ليقيما عند خالها  ربما تغير الجو والعمل يخرجانها من مرضها


سافرت  هالة ووالدتها ألف كيلومترات بعيدا عن قريتها ومنزلها وزوجها السابق وعاشت هي وأمها في بيت خالها مع بناته فدوى ومنال


بعدها بأيام خرج الخال للتقاعد فقد أصبح في سن المعاش

 واستلمت هالة عملها بالبنك كبديل له وكان الخال علي وبناته سعداء بها كثيرا وكانت عمتهم تعاملهم مثل ابنتها وتعوضهم عن حنان امهم المرحومة حتى أن الفتاتان كانتا علي وشك الزواج فكانت تشتري لهما كل ما يحتاجانه من مالها الخاص


بعد ثلاثة أشهر من سفر هالة إلى هناك بدات  تشعر بدوخة وغثيان وارهاق شديد ولكن لم تهتم لذلك فهي تشعر بهذا التعب منذ شهور لذلك لم تخبر امها او بنات خالها بمرضها 

 حتي لا تقلق الام  عليها وتظن أن العمل هو السبب في شعورها بالتعب وتطلب منها ترك العمل وهي تحب عملها الجديد الذي أخرجها من شعور الكأبة التي كانت تشعر به

ثم أن عملها لا يتطلب مجهودا كبيرا فهي تعمل على الحاسوب في خدمة العملاء 


ذات يوم وبعد عودتها من العمل كانت تقود سيارتها الجديدة التي اشترتها من راتبها بالتقسيط ولكنها شعرت فجأة بإعياء شديد حتى انها قادت السيارة ببطء حتى تستطيع الوصول لمنزل خالها وبمجرد دخولها من باب الشقة سقطت مغشيا عليها فإجتمع الكل حولها وبسرعة طلب خالها الطبيب للكشف عليها وقامت أمها ومنال وفدوى بحملها إلى غرفتهم 


حضر الطبيب بسرعة فعيادته في نفس العمارة التي يسكنون فيها وقام بالكشف عليها واخبرهم أنها حامل في الشهر الخامس 

صدم الجميع بالخبر كيف يحدث هذا ثم قالت الام للطبيب

أنها قد أجرت عدة فحوصات وكانت النتيجة أنها لا تنجب ولهذا السبب إنفصلت عن زوجها


اخبرهم الطبيب أنه متأكد مما قاله وانهم لو ارادوا الاطمئنان على وضع الجنين فعليهم الذهاب الى أخصائيه للنساء 

واخبرهم أن الاغماء نتيجة ضعف وسوء تغذية واعطاهم بعض الفيتامينات ثم انصرف الطبيب وسط دهشة وذهول الجميع


الجزء_الرابع 

......جلس خال هالة وبناته وأخته يتناقشون في الأمر هل يخبرون زوجها فعدة الحامل إلى أن تضع طفلها مما يعني انها مازالت علي ذمته ولكن هالة أعتدلت في جلستها معترضة وطلبت منهم اخفاء الأمر عنه في الوقت الحالي حتى تقرر ما سوف تفعله


فقرر خالها إن يدعها بعض الوقت ويقنعها بالتدريج أن اخفاء الحمل عن زوجها محرم شرعا 

ظلت منال وفدوى مع ابنة عمتهم  فثلاثتهم ينامون في نفس الغرفة وأخذوا يهنئونها بالمولود الجديد ثم طلبت منها فدوى عدم اخفاء الأمر عن زوجها وخاصة أنها لا تزال تحبه 


أتخبرتها هالة أنها لن تعود له بعد أن تزوج امرأة أخرى  وتخلى عنها وطلقها 

ردت منال عليها بأنها هي من ارغمته على الطلاق

وان خالد زوجها  جاء إلى هتا حتي يقابلها ويترجاها أن تعود معه ولكنها رفضت مقابلته وأنه ظل اسبوعا متواصلا في احدي الفنادق القريبة من بيتهم وكان يأتي إليها يوميا

 ولكنها  كل مرة تمتنع عن مقابلته وانه قد جلس مع خالها وأخبره أنه قد جاء كي يصلح الخلاف بينهم و يرجعها معه قبل انتهاء العدة


ظنا منه أنها ستنتهي بعد أيام ثم نظرت إليها فدوى قائلة

أنت من اخبرنا أنه ذهب إلي البنك للقائك هناك ووقف في طابور طويل من العملاء حتى يستطيع الوصول إليك والحديث معك ولكنه عندما وصل للشباك تركت مكانك لزميلة لك حتي لا تكلميه ثم قاطعت منال أختها وقالت أن خالد طوال الفترة الماضية كان يتصل بك على الهاتف  طوال الوقت واكثر من مرة وكنت لا تردين عليه ولو أن شخصا اخر مكانه ما كان ليسئل عنك و هذا دليل أنه رجل أصيل وصادق المشاعر ومتعلق بك


ردت هالة ولماذا طلقني إذا 

اجابت منال انت من اخبرنا انك كنت تفتعلين المشاكل حتى اخرجتيه عن شعوره

قالت حتي ولو كنت فعلت هذا فكان عليه ألا يتركني ويتخلى عني

قالت لها فدوي كوني منصفة ياهالة نحن بشر ولا نستطيع تحمل الضغط فكثرة الضغط يولد الإنفجار ولماذا يتحمل هو فقط لماذا لم تتحملي أنت أيضاً ما فعله زوجك معك

الزواج  مشاركة وتنازل من الطرفين وليس حربا بين الزوجين فالمشاكل الزوجية لا تنتهي و على كل الأطراف أن تتنازل من اجل استمرار الحياة


ثم تكمل منال انت الآن مازلت علي ذمته ويجب أن تخبريه بحملك فلا يعقل أن يتربي الطفل يتيما ووالده مازال على قيد الحياة أنت لا تضرين نفسك فقط بل تضرين هذا الصغير الذي في احشائك أيضاً


قالت هالة اعرف أن كلامكم صحيح ولكن دعوا الايام تتكفل بتخفيف الجروح واعدكم بالتفكير في الأمر ولكن اخي  محمد لا يجب أن يعرف بامر حملي حتي لا يخبر خالد وأنا سوف أخبر الجميع ولكن في الوقت المناسب


بعد أسبوع كان الجميع يستعد لفرح فدوى وقد قام الخال بدعوة ابن اخته محمد  وزوجته عائشة وكذلك خالد زوج هالة ليحضرا حفل زواج ابنته فدوي لعله يلتقي بهالة وتعود المياه لمجاريها


واثناء الزفاف كانت هالة تتجنب لقائه وحاولت أن تظل بعيدة طوال الوقت فكلما اتجه نحوها ذهبت لمكان آخر لتختفي بين السيدات في النادي الذي يقام فيه حفل الزفاف


ولما يأس أن يكلمه اتجه نحوها و امسك يدها  بقوة ومشي خارج القاعة ليتحدث معها وشرح لها كم يشتاق إليها وانه لا يستطيع العيش بدونها ولكنها تركته  بعد أن  تحدث دون أن  تنطق بكلمة ومضت مسرعة للداخل


ذهب خالد يأسا وجلس الي جوار خالها فى القاعة فطلب منه الخال ان يذهب معه خارج القاعة حتي يخبره بشئ مهم 

ولما خرجا بعيد عن الضوضاء الفرح اخبره  الخال بحمل هالة زوجته وانها لا تزال في شهور العدة حتى تلد الطفل


فرح خالد فرحا شديدا بهذا الخبر وذهب الي بيت الخال بعد إنتهاء الزفاف واصر على الحديث معها ولكن هالة اسرعت نحو الغرفة واغلقت الباب و رفضت فتح باب غرفتها

 واخبرته من خلف الباب  أنها قد قررت عدم الرجوع إليه أبداً


فأخذته أمها وخالها  نحو الاريكة واخبروه أنها عنيدة قليلا 

ولكن سيحاول كلا منهم الصغط عليها حتى توافق علي الرجوع إليه من أجل أن يتربي الطفل في احضان كلا والديه

فعاد إلى مدينتهوهو في شدة الحزن لأنه لم يستطع أن يغير رأيها


جلس الخال والام مع هالة بعدها بأيام وأخبرها أن ما تفعله خطأ وأنها بسبب انانيتها سيعيش طفلها بعيدا عن والده

وأخيراً إقتنعت هالة بكلام خالها وأمها وخصوصا أنها شعرت بقرب ولادتها فهي في الشهر السابع ولم يتبقي الا اقل من شهرين على الولادة فقررت الاتصال بزوجها واخباره بالموافقة على العودة إليه


إتصلت بخالد بهاتفه المحمول ولكن الهاتف رن طويلا دون أن يجيب أحد 

وأخيرا اجابت عليه احدي نساء البيت وهي زوجة شقيق خالد واخبرتها أنه ليس موجودا بالبيت وقد نسي هاتفه المحمول فلقد خرج مسرعا دون أن يتنبه لاخذه لان زوجته علي وشك الولادة

اغلقت هالة الهاتف وهي تقول لقد انستك فرحتك بولادة زوجتك الجديدة هاتفك وربما نسيتني أنا  الآخري كما نسيته


في اليوم التالي كانت تستعد هالة للخروج لعملها ولكنها شعرت فجأة بألم شديد فأخبرت إبنة خالها منال بما تشعر به من ألم فأخذت تنادي علي ابيها لنقلها إلى المستشفي وبعد وصولهم للمشفي يعرفون أنها ستلد


إتصلت منال بإبنها وأخبرته بالامر فهالة مقبلة على ااولادة مبكرة ويجب أن يعرف اخاها ويكون قريبا منهم

وفي أثناء العملية يحدث لهالة نزيف بسبب السيولة المفاجئة

 فبكت الأم خوفا من فقدان ابنتها الوحيدة وهي لا تدري ماذا تفعل وتقول لنفسها هل سافقد ابنتي الغالية  وتدعو الله أن يحفظها من كل سوء

يتبع وتفاعل حلو زيكم علشان انزل بارت هديه انهارده


_الجزء_الخامس

...... كان خالد يقف أمام غرفة العمليات هو وأسرته منتظرا خروج زوجته وطفلته ثم تخرج الممرضة بعد ساعتين من غرفة العمليات حاملة الطفل الرضيع بين يديها ثم سألت عن والد الطفل فتقدم خالد وأخبرها أنه والده 

فأعطته الطفل فإحتضنه وقبله ثم سأل عن حال زوجته  وقلبه يدق بقوة وهو ينتظر ردها عن حال زوجته


بعد صمت طويل قالت له البقاء لله

شعر خالد أن الدنيا كلها تدور به وجلس على كرسي خلفه

 بعد أن اعطي الصغير لجدته واخذ يبكي على حاله وحال الصغير الذي فقد أمه  دون أن  يراها وهو يبكي من الجوع

ولكن الجدة وأخوتة الكبار اخذوا يهونون عليه الأمر

وهو يقول لقد تربت أمه سلوى يتيمة الام والآن طفلها سيكون يتيما ووحيدا مثلها


ثم طلب من أمه أن تأخذ الصغير للبيت حتى ترضعه زوجة أخيه الاكبر فلقد ولدت حديثا حتى يتدبر امر إجراءات دفن زوجته هو واخوته فعادت الام الي البيت حاملة الصغير وتدفعه لزوجة ابنها لترضعه حتى يهدأ بكاؤه هذا كان قبل ولادة هالة بيوم


في الجانب الاخر في المدينة الاخرى كانت هالة قد دخلت غرفة العمليات بسبب الولاده المبكرة وفي اثناء العملية حدث لها نزيف فأخبر الاطباء أمها أنها بحاجة لنقل دم فتقوم امها وابنة خالها بالتبرع لها لانقاذ حياتها ويخرجون الطفل من غرفة العمليات إلى الحضانة فلقد ولد الصغير قبل موعده وتظل هي في العمليات حتي يتم ايقاف النزيف

 ولا تخرج الا بعد ثلاث ساعات ثم نقلونها إلى العناية الحثيثة 


بكت الأم على ابنتها هالة فهي واخيها من خرجت بهم من هذه الدنيا وتدعوا الله أن ينجي ابنتها ثم دخل ابنها محمد  للمشفي وقد وصل من للتو وإحتضن أمه وقبل رأسها

 ثم سئل عن أخته هالة فأخبرته الأم أنها في العنايه الفائقة

 وهي فاقدة للوعي منذ ساعة


ثم سألته كيف حضر بهذه السرعة والقطار يقطع المسافه في عشر ساعات 

فأخبرها أنه حضر بالطائرة فالامر لا يتحمل التأخير

ولكنه أكمل حديثه قائلاً لأمه عندما أخبرتني بالأمر كان الواجب يقتضي أن اخبر زوجها خالد بالأمر 

ولقد حضر معي ولكني طلبت منه إن ينتظر بالخارج 

حتى اخبرك  اولا بالأمر


قالت له الأم صحيح أن  ابنتها ليست على ذمته الآن بعد أن  وضعت جنينها ولكنه كان زوج ابنتها ومن حقه أن يرى ابنه

ولكن محمد  اخبرها أن خالد قد احضر أبنه من زوجته الثانية معه  

قالت الأم لماذا فعل ذلك كيف يأخذ طفلا رضيعا من أمه

أجاب محمد لأن زوجته توفيت اثناء الولادة بسبب تسمم الحمل 

قالت الأم لا حول ولا قوة إلا بالله 


يكمل محمد  قائلاهو يريد أن يحدثك في أمر ما ياأمي 

قالت الام بالطبع استدعه فورا فأنا لا اكن له إلا الخير

فهو لم يغضب إبنتي قط وهي على ذمته وابنتي هي  من اصرت على الطلاق منه في حين أنه كان متمسكا بها 

و ليس لدي مانع أبداً في أن يرجع زوجته الي ذمته ولكن بعقد جديد فقد انتهت عدتها كما أن زوجته الثانية توفيت وليس امام هاله حجة بعد الآن

قال محمد وأنا أرى نفس الرأي أيضا وساذهب لمنادته من اجل أن يتحدث معك


بعد لحظات دخل خالد وهو يحمل ابنه الصغير 

فقامت منال وأخذته منه واخذا يتحدثان حتي نادت عليها الممرضة واخبرتها أن ابنتها قد استفاقت ويمكنها أن تدخل لرؤيتها 


في الغرفة كانت هالة ممدت علي السرير تنتظر دخول أمها ومعها الصغير حتى تراه لأول مرة 

تدخل الأم وهي ممسكة بالصغير بين يديها وتعطيه لهالة وتقول لها هيا ضمي طفلك وارضعيه

اخدته  هالة وضمته إلى صدرها وقبلت يديه الصغيرتين ثم أرضعته وهي تنظر إليه بحنان كبير

قالت لها الأم بماذا تشعرين الآن 

 اشعر بسعادة ليس لها مثيل فلقد نسيت آلام الحمل والولادة كلها


قالت الام لقد رضع الصغير اعطيه لي الآن

لا  أمي اتركيه معي قليلا أريد أن اشبع من النظر إليه

قالت الأم يجب أن يأتي لحضن جدته لأن هناك طفلا آخر يريد بعض الحليب 

ردت هالة ماذا تقصدين  هل ولدت توأم لا يمكن فأنا أتابع مع الطبيب واعلم أنني حامل بطفل واحد


وهنا يدخل خالد وهو يحمل طفله بين يديه وقال لها أمك تقصد أن ترضعي ابننا 

قالت لقد أرضعت إبني منذ قليل متى أتيت ولما احضرت أبنك معك 

فقال لها الذي احمله بين يدي هو إبننا أنا وأنت هاله 

قالت أنت تكذب فابني مع أمي وهي تحمله

قالت الأم الذي بين يدي خالد هو ابنك الذي حملت به تسعة أشهر والذي ارضعتيه منذ قليل هو ابن المرحومه سلوى زوجته الثانية


وضع خالد الصغير الي حضن أمه وهي تنظر في ذهول واخذت هاله تقول ماذا فعلتم بي لماذا تفعلون ذلك 

ردت الأم أنا من طلبت منه فعل ذلك حتى يكون لديك ولدين ابن انجبتيه وابن من الرضاعة


بكت هالة وقالت لهم لما فعلتم هذا بي أنا لا اصدقكم وأريد أن اعرف الحقيقة وسوف اطلب الطبيب أن يجري لي فحص DNA لأعرف من هو إبني من الطفلين

قال خالد لا تحتاجين للفحص أنظري ابنك لديه نفس الشامة التي في يدك كما أنه ولد قبل موعده وسوف تأتي الممرضة لتأخذه  وتعيده للحضانة بعد أن ترضعيه 

lehcen Tetouani

ثم أكملت أمها  قائلة إبنك هو الذي معك الآن هيا ارضعيه حتى يعود للحضانة ولكني سأقول لك شيئاً  أخيراً أنا اردت أن تكسبي خير الدارين يا إبنتي وأنا من طلبت من خالد أن يكتب الطفلين بأسمك في خانة الام عندما يستخرج شهادة الميلاد ثم وضعت الأم لها الطفلين في حجرها وقالت لها الآن أترك لكي الخيار إما أن تكوني أما لطفل واحد او لطفلين ثم توجهت نحو باب الغرفة وخرجت ثم تبعها خالد الي خارج الغرفة ليعطوها الفرصة لكي تفكر في الأمر على إنفراد

يتبع وتفاعل حلو زيكم بخمس كومنتات ولايك


6... اخذت هالة تنظر للطفل الذي أرضعته أولا وتقول أنت لست أبني بل ابن المرأة التي اخذت زوجي مني كيف سأتقبل وجودك في حياتي ثم نظرت لابنها وقالت وانت يا بني ماذا افعل فمصيرك بين يدي إما تتربي في حضن أبيك أو اتمسك بكرامتي فتكون بعيدا عنه وحيدا بل سند

ثم تقول لنفسها ماذا أختار  الكرامة أم الواجب


بعد أن فكرت اتخذت هاله قرارها طلبت من الممرضة أن تنادي على أسرتها نادت الممرضة على اسرة هالة فدخل الجميع  للغرفة والدتها و بنات خالها  وزوجها السابق واخيها حتي فدوى إبنة خالها قد حضرت مع زوجها لتطمأن على إبنة عمتها


وقف الجميع منتظرين قرار هالة الاخير هل ستعود لزوجها خالد أم لا ثم بعد  لحظات من الصمت بدت طويلة للحاضرين 

قالت هالة لا لن اقبل أبدا لا يمكن أن يكتب الصغير بأسمي في شهادة الميلاد


قال خالد انني لن اجادلك في قرارك ولن اضغط عليك وسوف اخذ ابني واغادر فوراً ثم حاول أن يمسك بالصغير لينصرف

ولكن هالة رفضت اعطاءه الصغير


وقالت له كعادتك لا تسمع الكلام حتى النهاية لم أكمل حديثي بعد فلن اعطيك ابني أنا قلت لك اني لن اكتب الصغير بأسمي

 حتي لا اسرق منه هويته الحقيقية فلم يتبقي من أمه المرحومة غير اسمها فقط ولن اسلب منه هذا الحق

 

اعرف أنه لو كتب اسمي  في خانة الأم فلن يبحث أحد في الأمر لان زوجتك كانت يتيمه واخاها الذي رباها وزوجها لم يكن مهتما بها ولن يعنيه امر ابنها ولكن من حق الولد بعد أن يكبر أن يعرف أمه الحقيقية


ثم اكملت هالة حديثها وطلبت من أخيها أن يحضر المأذون الشرعي غدا بعد خروجها من المسشفي  لتعود لعصمة زوجها 

صفق الجميع فرحا بقرار هالة ولكنها اكملت حديثها قائلة


 أن لديها شرطا واحدا  فقط وهو أن يوفر لها خالد منزلا في المكان لي تعمل فيه لانها لن تترك عملها وأنها لن تنزل لبيتها إلا برغبتها فذكريات المكان هناك صعبة علي نفسها

كما أنها لا تريد أن يعرف الصغير شيئاً  عن موضوع أمه 

حتي يكبر ويستطيع فهم ما حدث وحتي يتربي في بيئة صالحة بعيدة عن الصرعات


واخبرت خالد  أنه يستطيع أن يسافر هو في أي وقت 

 ليصل رحمه ويطمأن علي والديه

وافق خالد واخبرها أنه  سيقدم طلب نقل من عمله إلى المكان لي موجود فيه عملها وانه لن يجبرها علي ان تنزل الي بيتها إلا برغبتها وأنه سينزل هو كل فترة ليطمئن على أهله

 ويبرهم ولن يجبرها على النزول معه 


ولكن شرطه الوحيد ألا تظلم ابنه من سلوي وتعامله مثل أبنها

ردت عليه هالة لقد اصبح ابني بالرضاعة بعد أن شرب من حليبي وقبل حتي أن يشرب ابني وأن حبه في قلبها ليس اقل من إبنها الذي حملت به سبعة أشهر

ثم طلبت منه هاله أن تسمي الصغيرين فسمت ابنها أحمد وابنها من الرضاعة محمود


ذهب خالد ليتصل بأسرته وأخبرهم بما حدث وشرط هالة لتربية الصغير واتفاقه معها علي اخفاءأمر وفاة سلوي عن محمود فوافقت اسرته علي قراره فهو أصغر الابناء سنا ولا يعتمدون عليه في شيء بينما زوجته وابنائه في حاجة اليه

فطلب من أخاه أن يقدم له طلب نقل لمكان هاله


فطمأنه أخوه بعدم القلق وانه سيبذل قصاري جهده لينهي الأمر ثم ذهب خالد واستخرج شهادة ميلاد للصغيرين

 بنفس التاريخ واسم الاب ولكن غير فقط اسم الأم


بعد ثلاثة أيام خرج الصغير أحمد من الحضانة الصناعية lehcen Tetouani

وانطلق الجميع الي المنزل الذي استأجره خالد بعد أن قاما بعقد قرانهما من جديد ولكن اهل خالد رفضوا إعطائه النقود من اجل شراء منزل فبيع الأرض يعتبر عار بالنسبة لهم


فقام محمد اخو هالة بشراء نصيبها من الميراث واعطها المال فاشترت شقتين واحدة لها  لتسكن فيها والأخرى لأبنها أحمد  في عمارة قيد الانشاء بجوار الجامعة 

حتى أن  محمد اخوها اعجبه الموقع فاشتري شقتين أيضاً ليكون استثمارا جيدا للمستقبل 


 كانت هالة تعامل أبنائها بنفس المعاملة فكانت تذاكر معهما وتلاعبهما وتشتري لهما نفس الثياب والحلوين وكان جميع الجيران وزملاء العمل يظنون انهما توأم حتى أن محمود لم يشك ولو لحظة او يظن حتي ظنا  بأنها ليست أمه الحقيقية


مرة الأيام سريعا وكبر الطفلين واصبحا شابين في الثانويه العامه حتى جاء أحد الأيام وقد اقتربت امتحانات الشهادة الثانوية فطلبت المدرسة من التلاميذ احضار شهادات ميلاد جديدة وبعض الاوراق المطلوبه من اجل التقدم للامتحان 


فطلب محمود من أخاه  أحمد أن يرجع للبيت لأنه يبدوا عليه المرض وسيذهب هو وزملائه للسجل المدني لاستخراج شهادتين لهما فلقد كان الجميع يعرف أنهما توأم 

وبالفعل رجع أحمد للمنزل بينما ذهب محمود لاستخراج شهادات الميلاد


.7.....عندما جاء محمود دوره لأخذ الشهادات الميلاد مد يده لكي يأخذها ولكن يدا أخري أمسكت بالشهادتين فنظر ليجد والده من اخذ الشهادتين قال به اهلا محمود  لقد اتصلت بالبيت لكي اسأل  أمك عما تحتاجه من طلبات للمنزل فاخبرني أحمد أنك هنا وكنت قريبا من المكان فقلت اصطحبك في طريقي فالجو ماطر في الخارج ثم طبق الشهادتين ووضعهما في جيبه ثم اكمل قائلا إنتبه أنت واخيك للمذاكرة وانا ساهتم بموضوع اوراق الإمتحان ثم عاد الاثنان للمنزل


نظرت هالة لزوجها خالد بمعني هل عرف شيئا فأشار لها برأسه لا 

في اليوم التالي ذهب خالد  للمدرسة وأنهى كل إجراءات التقديم حتى لا يعلم ابنه شيئا ولكن في نفس اليوم قام سكرتير المدرسة باستدعاء محمود من الفصل وسأله عن إسم والدته فاخبره محمود أن اسمها هالة كمال ولكن لماذا

قال له السكرتير يبدو أن هناك خطأ في شهادة الميلاد التي تخصك فأسم أمك في الشهادة سلوى 


أخذ محمود الشهادة ليتأكد من الإسم ثم طلب من السكرتير  شهادة اخيه فوجد اسم الأم هالة فقال له محمود  سأذهب للسجل لتصحيح الخطأ ثم طلب أن يأخذ صورة لكلا الشهادتين للسجل المدني


عندما وصل للسجل المدني أخبر الموظف المختص أن هناك خطأ في البيانات الخاصة بالأم هو وأخوه التوأم

نظر الموظف للبيانات على الحاسوب فوجدها صحيحة فأدار الحاسوب ناحية محمود ليقرأ بنفسه 


بعد أن قرأ البيانات شعر محمود بالدوار وسقط علي الأرض

 فألتف الناس حوله وطلبوا له الإسعاف ثم اتصل أحد الموظفين باخر رقم عند محمود بعد أن فتح الهاتف ببصمة بإصبعه وكلم والده واخبره أن الإسعاف اخذته للمستشفي 

فأسرعت هالة وخالد وأحمد نحو المستشفي ووجدوه ممد علي احدي الأسرة وقد وضعت المحاليل في يده


اتجهت هالة نحوه لتحتضنه فأبعدها بيده وقال لها محمود 

 من أنتِ 

قالت انا أمك ياقلبي

 قال لا لست أمي ثم اعطاها صورة شهادة الميلاد التي كان يقبض عليها بشدة طوال الوقت ثم قال أنت تعرفين القراءة خذي الشهادة واقرئي ما كتب فيها


اخذت هالة شهادة الميلاد ونظرت فيها 

قال محمود هذه البيانات صحيحة لهذا  لا تحاولوا خداعي فلقد تأكدت بنفسي من أنا ومن سلوي التي كتب اسمها في خانة الام ألهذا السبب كان ابي يرفض اصطحابي معه عند زيارة أهله في المدينة هناك حتى لا اعرف حقيقة أمي 


نظر أحمد لأخيه وقال له ماذا تقول يا أخي ما هذا الكلام الفارغ وكيف تكلم أمك بهذه الطريقة

رد محمود هي ليست امي اخبروني من هي امي الحقيقية 

كل هذا والأب صامت وعيناه تذرفان الدموع 

ثم ذهب لابنه واحتضنه بقوة وقال له أمك ماتت اثناء الولادة


قال محمود وهل أنت أبي أم هناك شيء آخر يجب أن أعرفه  

وهنا صفعه خالد على وجهه وقال ماذا حدث لك هل شعرت أني قصرت نحوك  في شيء يوما 

قامت هالة وابعدت خالد  عن السرير وجلست مكانه 

واحتضنت محمود وهي تقول كيف تصفع إبني هو يريد فقط أن يعرف الحقيقة

ثم نظر خالد لإبنه ويقول وهذه المرأة التي حملتك صغيرا وارضعتك من لبنها وذاكرت معك وغيرت ثيابك أليست أمك

يابني ليست الأم التي تلد فقط الأم التي تربي أولادها بكل صدق 


هنا تتدخل هالة وهي تحتضنه وتقول لزوجها هو إبني ربما لم احمله تسعة أشهر ولكني حملته ثمانية عشر عاما وربما دمي لا يجري في عروقه ولكن لبني سري في كل عروقه وبني جسده ثم قبلته بين عينيه وهي تقول حتي أن طبعه يشبه طبعي هو إبني طيلة تلك السنوات لم يفرق شئ بيننا أنا  وانت ولتقل الأوراق ماشاءت ولكن أنت أبني منذ اليوم الأول لولادتك

فإحتضنها وهو يبكي أريد أن اعرف الحقيقية

قالت له سأحكي لك كل شيئ ولكن لندع الممرضة تنزع ذلك المحلول ونذهب الي بيتنا  أولا وهناك سأقص عليك قصتي وقصة امك منذ البداية


غادرت الاسرة المستشفى و عادت  الي البيت  

وجلسوا بجوار بعضهم البعض وبدأت الام تروي الحكاية 

وما ان انتهت من حديثها توجه أحمد واحتضن أخاه وقال له أنت اخي من أبي وأمي ايضا ولن يفرقنا شئ في هذه الحياة

نظرت هاله لمحمود قائلة كان من الممكن أن نضع اسمي في خانة الأم وعندها لا تعلم شيئا أبدا عن أمك

lehcen Tetouani

ولكني رفضت ذلك اتعرف لماذا حتى لا ننزع هويتك ونأخذ منك الشئ الوحيد المتبقي لك من امك وهو اسمها 

إرتمى محمود في حضن أمه وقال لها أنا أسف امي ولكن الصدمة اخرجتني من شعوري ونسيت انني منذ فتحت عيني لم ار لي أم غيرك سامحيني ياأمي


ضمته إلى صدرها وقبلت رأسه وقالت لا يمكن لأم أن تغضب من أبنها أبدا بالطبع اسامحك ألم أخبرك أنك تشبهني في كل طباعي لقد ارضعتك عامين كاملين واصبحت إبني بالرضاعة

قال أحمد لقد بدأت أغار ماكل هذا الحب لمحمود ألن تترك لي شيئاً يا أخي

ضحك الجميع ثم إلتفون حول محمود وإحتضنونه 


 طلب محمود من أبيه أن يصطحبه معه في زيارته القادمة لمسقط رأسه  حتى يتعرف على أسرة أبيه وأسرة أمه 

فوعده اباه أنه بعد انتهاء إمتحانات الثانوية العامة سياخذه معه 

ثم سأل محمود أحمد هل ترغب بأن تشاركنا الرحلة

ولكن أحمد رفض الذهاب فهو قد أتفق مع اصدقائه للذهاب في رحلة تخيم بعد الامتحانات بالإضافة أنه لم يذهب قبل ذلك ولا يعرف أحدا هناك

..... تمر الأيام وظهرت النتائج فحصل محمود على مجموع الهندسة وأحمد على مجموع كلية الصيدلة وإحتفل الجميع  بالنجاح ثم ذهب أحمد مع أصحابه في رحلة 

بينما ذهب محمود للقرية التي ولد فيها مع أبيه وأمه

وهناك قابلت هالة أخاها محمد وزوجته وإبنته الفاتنه زينب

 او زهرة كما يطلق عليها الجميع وكما سميتها في القصة 

 ذات الشعر الطويل والعينان الزرقاء الواسعة 


إحتضنتها هالة وقالت لأخيها لم اعتقد أن عائلتنا تمتلك هذا الجمال 

رد الأب  ليس هذا فحسب فهي الأولى في مدرستها طوال السنوات الماضية

إقتربت هالة من اخيها ثم همست في أذنيه اياك أن تفرط في زهرة فلقد حجزتها لأحد الأولاد


رد عليها بصوت منخفض لا يسمعه غيرهما لأحمد فقط

 فأنا لا أريد أن يذهب ورث العائلة الذي حافظت عليه كل تلك السنوات وكبرته لأحد غريب ولكن أبن أختي هو أبني وهو الوحيد الذي استطيع أن أترك ابنتي واملاكي بين يديه وأنا مطمئن 


قالت له هالة طبعا يااخي ابنتك في الحفظ والصون

قررت هاله أن تستغل الفرصة من أجل أن تقرب زهرة من ابنها

فاخذت هاله ابنة أخيها وجلست معها واخذت تعرض عليها صور أحمد بحجة أنه لم يحضر معهم ووصفت لها في لطفه ووسامته ثم همست في اذنها أنها تتمني أن يتزوجها بعد أن تتخرج

 

عندما نظرت زهرة للصور وجدت أن أحمد وسيما طويلا هادئ الملامح فوقعت في حبه من النظرة الاولي

ثم طلبت هالة من زينب نقل الصور لديها على هاتفها حتي تتذكر عمتها وأبناء عمتها ولا تنسي أشكالهم وهي تعلم أن الفتاة لازالت صغيرة و في المرحلة الإعدادية ولكن كانت خطتها أن تتعلق بأبنها منذ الصغر حتى يسهل عليها اقناعها بعد ذلك بالزواج منه


أما محمود فقد كان في زيارة لأهل أمه ولكنه حضر ليسلم على أخو أمه التي ربته ولكن للاسف عامله الخال ببرود شديد فهو لا يعتبره أبدا إبن أخته حتى أن هالة أخذته ليسلم علي زهرة ولما ذهب ليسلم علي تلك الفاتنه ومد يده لها

قام  الاب وطلب منها  الدخول لغرفتها 


ففهم الشاب أنه لا يريد أن يتعرف عليها وأن هذه الفتاة الجميلة حلم لا يمكن الوصول إليه

وبعد أن قضت هاله وقتا ممتعا مع أسرة أخيها غادر الجميع للبقاء عند اسرة خالد حتي يسلموا عليهم ويقضوا معهم يوما قبل أن يرجعوا مرة أخرى الي مدينتهم

في اليوم التالي غادر خالد وهاله وابنهما محمود  عائدين لبيتهم 


مرت الأيام سريعا وأصبح الأطفال شبابا فاحمد صار استاذ مساعدا في كلية الصيدلة ومحمود اصبح مهندسا وسافر الي احدي الدول العربية بسبب تخصصه النادر وبراعته وعمل هناك في مجال الانشاءات 


 أما زهرة إبنة خالهم فقد أصبحت في السنة النهاية لكلية الصيدلة فهي تصغر أبناء عمتها بأربع سنوات 

كما ذهب أحمد ليعيش في شقته الكائنة بالقرب من الجامعة التي يدرس فيها بدلا من شقة أبيه التي تبعد مسافة عشرين كيلو عن الجامعة التي يعمل مدرسا مساعدا بها


اما هاله وزوجها فكان سعيدين بما حققه ابناؤهما من نجاح

ولكن السعادة لا تدوم فقد جاء إتصال هاتفي من محمد أخو هالة يخبرها بوفاة زوجته

 ذهبت مسرعة وسافرت مع زوجها لتلقي العزاء 

وبعد انقضاء أيام العزاء جلس محمد مع أخته وذكرها باتفاقهم من زوج أحمد وزينب  لأنه مريض بالقلب وحالته سيئة للغاية ولا يريد أن يترك ابنته وحيدة في هذا العالم 

وهي الآن في السنة الاخيرة في كلية الصيدلة 


فأخبرته أنها ستتنتظر حتى تتخرج هذا العام ثم ستزوجها لابنها أحمد 

فسأل الأخ هل مهدت لابنك وتكلمتي معه في هذا الموضوع  لأن شباب اليوم مختلفون عنا وعن عصرنا فعلي أيامهم كان الاهل يختارون والأبناء يطيعون أما هذا الجيل يحب أن يختار بنفسه شريك حياته


أجابته أنها لم تكلمه بعد ولكن أبنها سيستمع لها وينفذ كلامها فهذا ما يفعله دائما فهو إبن بار بها

ثم تسأله عن رأي زهرة


 فأخبرها  محمد اخوها أنها سكتت عندما فاتحها في الأمر lehcen Tetouani

والبركة في تلك الصور التي اعطيتها لها عندما كانت صغيرة فهي دائما ما تشاهدها كما انها تتابع أخبار أحمد  من خلال صفحته على الفيس بوك  ولكن بإسم مستعار دون أن يعلم أنها ابنتي وأنا اشجعها على ذلك حتي لا تترتبط عاطفيا بشخص غيره


قالت هالة اذا توكلنا على الله ثم تقول في نفسها أرجوا أن يتزوج أحمد من زهرة إبنة اخي فهو لم يري شكلها قط ولا يعرف حتي أن اسمها زينب وان زهرة  إسم أطلقته عليها أمها المرحومة منذ ولادتها حتي أن الكثيرين لا يعرفون اسمها الحقيقي وهو زينب


لذلك كانت هاله خائفة من رد فعل أحمد فهي تعلم تماما أن شخصيته قوية وهو لا يفعل إلا ما يقتنع به ولا يقتنع بكلامها بسهولة كما أخبرت أخيها والمشكلة الأكبر انها عرضت عليه الأمر من قبل ورفض الارتباط بي إبنة عمه لأنه لا يفضل زواج الأقارب أخذت تقول لنفسها ماذا افعل الآن في هذه الورطة


9... عادت هالة إلى بيتها وقررت أن تفاتح أحمد في أمر خطوبته من إبنة خاله لعله يوافق هذه المرة ذهبت إلى شقته وقد أخذت له بعض الطعام

أخذت هالة تتجاذب معه أطراف الحديث وأخبرته أنها تريد أن تفرح به وتراه عريسا وترى اولادهوهم يلعبون حولها 

فطلب أحمد منها أن تترك هذا الأمر في الوقت الحالي 

أخبرته هالة أن خاله مستعد لأن يزوجه إبنته زهرة واخذت تصف جمالها الرائع وذكائها 


أوقفها احمد قائلا أنت تعرفين رأي في زواج الأقارب وقد أخبرتك انني غير موافق

قالت إن خاله مريض بالقلب وحالته الصحية ليست بخير 

وقد تقدم لابنته افضل رجال القرية ولكنه يريد أن يزوجها لك ليكون مطمئنا عليها وعلي مالها بعد وفاته


وقف وقال أرجوك يا أمي لا تكلميني في هذا الموضوع مرة أخرى أنا احبك يا أمي ولا أريد أن اكون ابنا عاقا ولكني لا استطيع أن اتزوج بفتاة لم أرها في حياتي 


قالت يمكننا أن نذهب معا إلى القرية وأعرفك عليها

رد أحمد أسف يا أمي أرجوك دعي هذا الأمر فلقد أخبرتك من قبل أنني مرتبط عاطفيا بزميلة لي في الجامعة وأنا لم اخف عنك شيئا فلا تحاولي اقناعي بشيء تعرفين أنه امر مستحيل ولن يحدث


مدت هالة نحوه بالهاتف قائلة خذ شاهد هذه الصور التي على هاتفي 

دفع أحمد الهاتف بيده نحو أمه وقال اتظنين أني سأعجب بفتاة من خلال صورها واتخلى عن الفتاة التي أحبها منذ ثلاث سنوات لو ظننت ذلك فأنت تتهمين لن اتزوج ابنة أخيك أبدا فقلبي مع فتاة أخرى وانت تعرفينني جيداً امي لن اتخلي عن حبي من أجل فتاة لا أعرفها لمجرد المصالح التي بينك وبين خالي


قالت هل أنت أحمق عن أي مصالح تتكلم معي حبي لأخي وخوفي على إبنته تسميه مصالح واقسم أنني اخترت لك الفتاة لو طفت العالم كله لن تجد في جمالها وذكائها 

ياليت أخي يوافق على أخيك محمود لكنت زوجته أياها اليوم قبل غد ولكن خالك مصر علي ابني الذي من صلبي

معتقدا أنه سيحافظ علي إبنته ولولا مرضه لاخبرته بعدم موافقتك ولكن ما باليد حيلة

قال لو انتهيت من كلامك أمي فلو سمحت دعيني بمفردي

فلما أيست هالة منه 


تركته هالة وانصرفت وبدأت تفكر كيف تعرفه بابنة أخيها دون أن يعلم لعله يعجب بها لو رأها فهي ليست جميلة فقط

 بل ذكية وذات اخلاق عالية واثناء نزولها بالمصعد خطرت لها فكرة وقررت أن تنفذها بعد عودتها للمنزل 


وبالفعل عادت لمنزلها واتصلت بزهرة  واخبرتها أن تقوم بعمل طلب صداقة لأحمد على الفيس بوك باسمها الحقيقي وهو زينب فهو لا يعرف هذا الإسم لأن الجميع يناديها زهرة 

وألا تخبره أنها ابنة خاله كما طلبت منها هالة أن تحاول التقرب منه حتى يتعرفا علي بعضهما  البعض قبل الزواج 


شعرت زهرة بالخجل من كلام عمتها ولكنها أخبرتها أنها ستفعل ذلك ثم انهت المكالمه

وبعد أن اغلقت هاله الهاتف قالت  في فسها سوف نري عنادك أم خطتي ياابني الغالي وسوف تشكرني لاحقا علي صنيعي هذا


في ذلك الوقت لم تكن الأم تعلم مدي تعلق أبنها  بزميلته

سمر فهو مغرم بتلك الفتاة والتي كانت طالبة جامعية عنده وكان يراها ويخرج معها يوميا حتي أنه أوصي كل زملائه 

حتى يهتموا بها في الامتحانات ويعطوها درجات عالية


لم يكن أحمد أيضا يعلم أن الفتاة تستغله حتى تتخرج وتكون معيدة في الجامعة وأنها كانت قد أوقعت أحد  رجال العمال الأغنياء في حبالها بالرغم من معرفتها أنه متزوج وذلك كله رغبة في الثراء السريع 


قامت زهرة بعمل طلب صداقة لأحمد بصفتها طالبة في كلية الصيدلة وتريد الاستفسار عن بعض الأمور وكانت تتواصل معه كل يوم حتى توطدت صداقته بها  بعد أن اعجب بذكائها الشديد وهو لا يعلم أنها الزوجة المستقبلية وابنة خاله زهرة


فهي لم تشعره أبدا أنها تعرفه وفي نفس الوقت لم تنشر أي صورة لها او لاسرتها يستطيع من خلالها التعرف عليها

 او على أهلها ذلك لأنها كانت تعتقد أنه قد رأى الصور 

التي أخذتها لها عمتها عندما حضرت للقرية فلم تكن تعلم أنه لم يرى الصور لذا فقد كانت تظن أنها لو نشرت صورة واحدة لها فقد يتعرف عليهاlehcen Tetouani


في حين أن أحمد لم يكن قد رأى صورها أبدا رغم محاولات أمه المستمرة ولكن الاثنان كانا على تواصل مستمر ذلك حتى نهاية الترم أحياناً تتحجج زهرة بسؤاله عن اسئله تخص المنهج وأحياناً تحاوره في موضوعاته المفضلة


في تلك الفترة والتي استمرت خمسة أشهركان  أحمد قد وثق بها واخذ يتكلم معها في بعض أموره الشخصية وييستشيرها فيها بسبب براعتها


ذات يوم فاجأها عندما أخبرها أنه ذاهب ليقدم خاتم الخطبة لحبيبته وزوجته المستقبلية فظنت في البداية أنه يتكلم عنها فلطالما كان يتحدث عن شريكة حياته ويصف جمالها ذكاءها ولكنه لم يذكر اسمها أبداً لذا كانت سعيدة و تظن أنه يتحدث معها عن ابنة خاله أي هي


كتب لها على المسنجر أنه سيرسل لها صورة حبيبته

فجلست زهرة متحمسة تنتظر بفارغ الصبر وهي سعيدة 

ظنا منها أنه سيرسل صورتها لكن ما سوف ترى لم تكن تتوقعه أبدا في حياتها


10...كانت زهرة تنتظر متحمسة ظنا منها أن أحمد سيرسل صورتها هي ولكنها إنصدمت عندما أرسل لها صورة سمر فشعرت أن قلبها قد انكسر ولم تدر ما تقول له 

فكتبت له لقد احسنت الاختيار بالتوفيق أستاذ أحمد

ثم استأذنت منه بحجة أن أحدهم ينادي عليها و أغلقت الهاتف وجلست  في غرفتها وهي تبكي على حظها فهذا الشخص الذي من المفترض أن يكون زوجها يحب إمرأة أخرى وسيذهب لخطبتها 


بينما هي لم تفكر في أحد غيره منذ سنوات طفولتها

وكانت كل يوم تقلب في هاتفها لترى صوره ليتضح في النهاية أن هذا كله كان مجرد وهم ولن تجتمع معه أبدا


لم يكن أحمد أيضا يعلم أن الفتاة سمر تستغله حتى تتخرج وتكون معيدة في الجامعة وأنها كانت قد أوقعت أحد  رجال العمال الأغنياء في حبالها بالرغم من معرفتها أنه متزوج وذلك كله رغبة في الثراء السريع


أخذ احمد خاتم الخطبة وذهب ليفاجئ صديقته سمر في الجامعة فقرر أن يذهب ليبارك لها بحصولها على لقب معيدة بالجامعة و يعرض عليها الزواج و يقدم لها خاتم الخطبة 


بينما في طريقه قابل صديقه المقرب سيف فأخبره أحمد بما سيفعله من خطبة سمر

قال له سيف إذا لم تصلك الأخبار بعد لقد أخبرتك أن الفتاة تستغلك لتصل لغرضها والآن لن تقبل بك فقد حصلت على دعمك حتى وصلت لمبتغاها


قال أحمد أنك تظلمها دائما ياصديقي ولن أقبل أن تتحدث عنها بهذا الشكل من الآن فهي ستصبح زوجتي

قال سيف أنت تحلم بالتأكيد ثم أعطاه بطاقة دعوة وقال له 

افتح هذا الخطاب وأقرأ  ما فيه حتى تعرف الحقيقة


فتح أحمد بطاقة الدعوة فوجدها دعوة لحضور حفل زفاف 

سمر حبيبته وابن أحد رجال الأعمال المعروفين وهو معهم بالجامعة

قال أحمد هذا ليس صحيحا وان كانت الدعوة حقيقية

من المؤكد أن أهلها قد أجبروها على فعل ذلك 


فتح له سيف صفحتها الشخصية على الفيس من أجل أن يرى الصور التي نشرتها ومدى سعادتها بهذا الزواج 

إنصدم أحمد مما رأى وإتصل بها  على الهاتف 


أغلقت سمر الاتصال أكثر من مرة دون أن ترد عليه

قال سيف هل صدقت الآن 

فأخبره أحمد أنه سيذهب لها في بيتها ليعرف منها الحقيقة

ولكن سيف أوقفه و أخبره أنه سيطلبها مكالمة فيديو

 ويجعلها ترد عليه ثم إتصل سيف بسمر


ردت عليه فقال لها أن أحمد يريد الحديث معك وإن لم تقبلي سيأتي إلي بيتك وتكون هناك فضيحة كبيرة

ثم اعطي الهاتف لأحمد قال لها أنا لا أصدق مايحدث قولي أن اهلك أجبروك قولي أي مبرر وسوف أصدقك


ردت عليه سمر بكل برود أنا لم أعدك بشئ أنت من كان يمني نفسه بشيء لن يحدث لقد كنت صديقتك فقط وليس ذنبي أنك فهمت شيئا آخر

قال لها أنت تكذبين لا صداقة بين رجل وامرأة وكل نظراتك وافعالك كانت تدل على حبك لي 

lehcen Tetouani

ردت عليه وماذا ينفع الحب في زمن كهذا لقد تربيت في الفقر وحرمت من كل شئ وجاءتني الفرصة كي أعيش 

لقد اهداني خطيبي سيارة أحدث موديل وشقة فخمة وخاتم من الألماس النادر ماذا كنت ستقدم لي أنت غير عيشة متواضعه براتبك الزهيد هل ستطعمني وتكسوني بهذا الحب


قاطعها قائلا  كم من فتاة تربت في أسرة فقيرة ولكنها حافظت على كرامتها وملكت اخلاقا عظيمة ولكنك انسانة طماعة وجشعة تبيعين اي شئ مقابل المال والمصلحة 

أنا نادم علي كل لحظة فكرت بها فيك 


قالت يكفينا من هذا الكلام الفارغ فأنا عند الكوافيرة أستعد لزواجي أما أنت فأبحث عن زوجة متواضعة الجمال تقبل بك 

وليست فتاة رائعة  الجمال مثلي ولا تنسي أن تختارها ذات اخلاق رفيعة مثلك ثم ضحكت و أغلقت الهاتف في وجهه


توجه سيف نحو صديقه أحمد وإحتضنه فلقد سمع الحوار كله وقال له لا تحزن يا صديقي  لقد نجاك الله من هذه المرأة

 ويجب أن تحمد الله أنك عرفتها على حقيقتها قبل الزواج 

فهذا النوع من النساء لايهمه سوي مصلحته وكانت ستتركك في أي وقت لو سنحت لها الفرصة لذلك 


قال أحمد لقد وثقت بها وأحببتها بإخلاص حتى أنني لم انظر لغيرها أبدا كما اعطيتها كل ما طلبته من مال وهدايا لقد كنت انفق عليها معظم راتبي من الجامعة وحافظت عليها ولم أحاول أن ألمسها بل أوصيت عليها جميع اساتذتي وزملائي في الجامعة حتى وصلت لما هي عليه الآن واصبحت معيدة

 كيف تخونني بهذه الطريقة البشعة


رد سيف لأنه اختيار خطأ منذ البداية ولقد حذرتك أكثر من مرة أنها فتاة لعوب وانها دائما تجري وراء فادي ابن رجل الاعمال المعروف وتلاحقه في كل مكان بالرغم من انه متزوج

ولكنك لم تستجب لي واخبرتني أنني اتوهم وحسب 

بل ظللت شهرا كاملا وانت تتجنب الحديث معي


قال  أحمد معك حق ياصديقي صدق القائل بأن الحب أعمى 

والان بالاذن منك سوف اتمشي على شاطئ البحر قليلا

قال سيف هل اتي معك ونتحدث قليلاً حتى تخرج من حالتك هذه

قال لا لا أريد أن اكون وحدي بالاذن منك


11.. ذهب أحمد يتمشى هائما على وجهه لا يري موضع قدميه وقد تملكه الغضب بشدة حتى وصل إلى  شاطئ البحر

وهو يوبخ نفسه تارة ويلعن تلك الفتاة الخائنة تارة اخري

ويفكر في ان يذهب لقاعة العرس خاصتها ويحطمها فوق رأسها ولكنه استفاق على صوت هاتفه وهو يرن 

ففصل المكالمة فرن الهاتف  مرة أخرى فامسك به حتي يغلقه


عندما نظر إليه فإذا  هالة أمه على الهاتف فقال في فسه لعل مشكلة ما وقعت في البيت فأمي لا تتصل كثيراً هكذا هيا سيطر على غضبك ومشاعر الكره التي بداخلك ورد علي الهاتف فلا دخل لأمك بما فعلته تلك الحقيرة

وعندما رد على الاتصال اخبرته هالة أن عليه أن يحضر بسرعة الي بيت أبيه فورا فالأمر هام جدا ولا يقبل التأخير


ركب أحمد سيارته وذهب كي يعرف ماذا تريد والدته وهو في أشد حالات الحزن والألم فقابلته أمه بلهفة وأخبرته أن عليهم السفر الي القرية حالا لأن خاله في حالة خطيرة وفي حاجة لجراحة عاجلة وهو يطلب حضورهم


رفع أحمد صوته للمرة الأولى على أمه وقال لها ألهذا السبب طلبت حضوري اذهبوا انتم فلا يعنيني شئ مما تقولين 

ردت أمه بهدوء كالمعتاد بل يعنيك لأنك ستتزوج ابنة خالك زهرة فخالك حالته خطيرة ومقبل على العملية قد لا ينجو منها وهو ينتظرنا هناك لنعقد القران ورفضك هذا قد يقضي عليه بمعني أنك ستكون سبب موته لو رفضت


أنا لم اطلب منك ان تحبها فقط تزوجها لنطمأن خالك وبعدها أفعل ما شئت أنا لم أطلب منك شيئاً طوال حياتي ولم اجبرك علي شىءرولكن هذه المرة مسألة حياة او موت بالنسبة لأخي 

ولو حدث لاخي مكروه بسبب رفضك وعنادك فلن اسامحك أبداً هل فهمت


ثم جذبه والده من ذراعه الي ناحية من الغرفة ويقول له

يا حبيبي الغالي أمك مهعا حق أنت لن تخسر شيئا لو تزوجت الفتاة وليكن في معلومك أنها رائعة الجمال ورقيقة جدا

و إذا لم تعجبك الفتاة فيمكن أن تطلقها بعد ذلك بافتعال القليل من المشاكل فلن تخسر شيئا


تسرح الأفكار في رأس أحمد بعد كلام والده وهنا تأتي صورة سمر وخيانتها له وقولها  له انه يجب أن يبحث عن فتاة متواضعة الجمال حتي تقبل به


فقرر أن زواجه من إبنة خاله يعد الرد المثالي على سمر

فابنة خاله غنية وهي جميلة كما أخبره أمه وأبوه

صحيح أنه لم يرها أبدا ورفض حتى محاولات أمه أن تريه صورها علي هاتفها ولكنه يجب أن يثبت لسمر أنه يستطيع الزواج هو الآخر  من فتاة أغنى وأجمل منها ويثبت لها انها لا تعني له شيئا وانه هو أيضاً يستطيع الزواج بل وفي نفس اليوم  الذي ستتزوج فيه


فقال لأمه وأبيه أنا موافق ولكن لدي شرط

قالت هاله وتتشرط علي امك أيضاً ولكن لا بأس ما هو شرطك

قال أحمد أن يكون عقد القران غدا 

قال الاب سيكون الزواج غدا بالفعل لان خالك سيسافر لإجراء فحوصات وعملية جراحية خارج البلاد  وسوف ارافقه أنا خلال الرحلةوسوف ينتظرنا محمود اخاك هناك حتى 

يجهز لخالك كل شيء قبل وصولنا


قال أحمد إذا أنا موافق على عقد قراني من إبنة خالي غدا

تعجبا الأم والأب من قبوله المفاجئ ولكنهما فرحان بذلك

مسكت هاله هاتفها قائلة له سوف اجعلك تشاهد الصور

قال أحمد لا داعي لذلك فسوف نذهب لرؤيتها بعد قليل

قالت أنا مصرة ثم مسكت بالهاتف وإتجهت نحوه

فيزيح أحمد الهاتف بيده فيقع ارضا ويتحطم

قالت هاله ماذا فعلت لقد كسر الهاتف وأنا لا أستطيع الاستغناء عنه


قال أنا آسف وبينما تجهزين أنت حقائب السفر اعطني الشريحة وسوف أذهب لاحضر لك هاتفا جديد 

إذا خذها ولا تتأخر فلقد استأجر والدك سيارة خاصة بسائق لتوصلنا إلى القرية وسوف تساعد أنت السائق في القيادة اثناء الطريق فالمسافة بيننا وبينهم اكثر من ألف كيلومتر


تنهد أحمد بألم قائلا حاضر يا أمي ثم ذهب خارجا ليشتري الهاتف بينما أعدت هاله حقائب السفر ووضعت بدلة الزفاف  وبعض الثياب التي اشترتها لابنها بعد أن إنتهت إتصلت بأخيها واخبرته أنهم سيصلون غدا صباحا وأن عقد القران سيكون في نفس اليوم قبل سفره للعلاج

lehcen Tetouani

فرح أخاها محمد  بهذا الخبر كثيرا فهو مقبل على عملية خطيرة بالقلب و يخشي أن يموت ويترك إبنته وحيدة في هذه الحياة أو يتركها لرجل لا يقدرها ولكن من وجهة نظره  أن ابن أخته سيكون سندا لابنته ويحافظ عليها وعلي مالها 

فهو من دمه ولحمه وسيصون ابنته الوحيدة وهو أولي بها من الغريب 


نادى الخال محمد  على احد العاملين عنده وطلب منه ذب.ح الذبائ.ح وجعل الدعوة عامة لأهل القرية لأن زفاف ابنته غدا 

ثم طلب محمد من أحدى العاملات في المنزل أن تنادي ابنته 

حتي يخبرها الخبر السعيد فهو يعلم أنها موافقة على هذا الارتباط منذ زمن فقد كان صديقا لابنته الوحيدة


وكانت تخبره بكل شيء يدور بينها وبين عمتها وابن عمتها

ماعدا الخبر الأخير عندما أخبرها أنه يحب أخرى وسيتزوج منها ولكنها لم تعلم بما فعلته سمر من خيانة وتركها لأحمد


عند خروج زهرة من الغرفة لتلبي نداء والدها لاحظت حركة غير عادية في المنزل والعمال يطوفون بالبيت هنا وهناك

 فسألت عن السبب فأخبروها أن زواجها  وعقد قرانها سيكون غدا 


سألت نفسها كيف يحدث هذا وأحمد يرفض فكرة الزواج منها و يحب إمرأة أخرى ويريد الزواج منها فذهبت لوالدها وهو نائم على فراش المرض


12.... عندما جلست زهرة مع أبيها وجدت السعادة تظهر علي وجهه و طلب منها أن تقترب منه وأخذ يضمها ويقبلها فوق جبينها ثم قال لها الحمد لله ياصغيرتي اليوم فقط أشعر أنني شفيت بعد سماعي هذا الخبر السعيد وانني لو مت سأكون مطمئنا عليك 


فلقد اتصلت بي عمتك واخبرتني بحضورهم من أجل عقد القران غدا قبل سفري للعلاج خارج البلاد

إنتطرت زهرة والدها حتى يكمل حديثه لأنها ربيت علي احترام الوالدين وبعدها قالت له اطال الله في عمرك يا ابي

لقد كنت لي أبا وأما ورفضت الزواج مرة أخرى بعد وفاة امي من أجلي أنا ولن يعوضني أحد عن حبك وحنانك أبدا


قال  الأب بارك الله فيكي يا حبيبتي غدا بعد عقد قرانك

سآسافر أنا وزوج عمتك من أجل إجراء بعض الفحوصات في الخارج ثم قال في نفسه الحقيقة ياصغيرتي أنني سأجري  عملية جراحية  خطيرة في القلب وقد لا أنجو  منها 

ولكني الآن سأكون مطمئنا عليك بعد زواجك من ابن عمتك

واعرف أن هاله أختي ستكون بمثابة ام ثانية لك فهي تحبك مثل ابنتها


قالت زهرة فيما شردت يا أبي ولماذا لا أذهب أنا معكم  لأكون إلى جوارك

أخبرها أن زوج عمتها سيكون معه بالاضافة أن محمود ابن عمتك أيضاً سافر لنفس البلد التي سيذهب إليها  منذ فترة ويعمل هناك وهو قد رتب له كل شئ هناك وهو يتمني فقط أن يتم زواجها بأحمد 


وتكون سعيدة مع زوجها وعندما تظهر نتيجة الفحوصات سيرسل لها ولزوجها دعوة لقضاء شهر العسل هناك لكي تراه بعد أن يكون قد انهي العلاج بعد شهر من الآن مع اني لم أرى أحمد ابن اختي الا في الصور ولكني ارتاح إليه فهو استاذ في الجامعة ووسيم الطلة 


تقبل زهرة رأس أبيها وتذهب لغرفتها فهي تريد الإتصال بعمتها لتعرف سبب هذا القرار المفاجئ ثم تتصل بعمتها التي كانت تجلس في السيارة في طريقها إلى القرية


بينما السائق يقود السيارة التي استأجرتها  العائلة للسفر للقرية نظرت هالة لهاتفها الجديد فوجدت زهرة تتصل بها

فردت على الهاتف ولما  سألتها زهرة عن الموضوع

ردت عمتها بغموض واخبرتها أنهم في طريقهم إلى القرية وأن الجميع بخير 


فهمت زهرة أن عمتها لن تستطيع أن تتكلم لأن أحمد يجلس معها في السيارة  فقالت زهرة لقد فهمت عمتي إذا نتحدث بعد وصولكم بالسلامة ثم ودعتها واغلقت الهاتف


قررت زهرة أن تحدث أحمد نفسه على الواتساب بصفتها طالبته زينب وستستدرجه في الحديث حتى تعرف منه ماحدث وخصوصا أنه لا يقود السيارة في هذه الأثناء

فاتصلت به زهرة وكتبت مرحبا دكتور أحمد أنا زينب

أريد أن اسئلك عن شيئ 


قال أحمد تفضلي

قالت لقد أخذت المركز الأول على دفعتي في الجامعة

وعينت معيدة

قال مبارك لك التفويق

قالت أريد أن أسألك هل يمكن نقل أوراقي لجامعة في  العاصمة اي مدينتك

قال طبعا هناك إمكانية ولكن ما السبب


قالت لأنه سيعقد قراني غدا وزوجي يعمل هناك

قال اولا الف مبارك لك و هذا سيسهل الامر كثيرا فبورقة عقد القران يمكنك الانتقال بسهولة ولكن يبدو أنك لست وحدك من سيعقد قرانه غدا فأنا أيضا ساعقد قراني غدا 


قالت إذا هناك شيئ مشترك بيننا 

قال أعتقد أنه أكثر من شيئ 

قالت هل ستتزوج من زميلتك سمر

قال لا ساتزوج من إبنة خالي

قالت ولكنك كنت تحب زميلتك في الجامعة فلماذا تخليت عنها

قال الحقيقة هي من تخلت عني وتزوجت بشخص آخر

قالت وأنت تريد الإنتقام منها ومن نفسك بزواجك من أخرى قال هذا شبه صحيح فيجب أن تعرف أنني أستطيع الزواج وفي نفس اليوم أيضاً


قالت  وهل تعرف زوجتك المستقبلية أنك كنت مرتبط بآخري

قال لم أرها قط في حياتي ولم اتحدث معها يوما

قالت و لماذ لا تعطيها فرصة ربما يحدث انجذاب بينكم

قال لا أعتقد ذلك فكل منا تربي في بيئة مختلفة وبالتالي تفكير وعادات مختلفة ولا أعتقد أننا قد نتفاهم

قالت ماذا تتوقع أن يكون شكلها مثلا 

قال  من المؤكد انها بنت ريفية بسيطة تتكلم بلهجة غريبة عني 


قالت لقد حكمت عليها قبل أن تراها لما لا تعطيها فرصة

قال ليكن في معلومك أنني قررت بعد عقد القران وبعد توديع خالي المريض حتى لا تتأزم صحته ثم سأتركها وأسافر دون أن أخذها معي 

قالت أنك ستكسر قلبها لو فعلت ذلك 

قال وهذا لا يهمني أيضاً سواء انكسر قلبها او لا فكل الفتيات خائنات


قالت ولكنها لم تخنك لماذا تنتقم من فتاة بريئة ليس لها ذنب

قال ذنبها أنها قبلت الزواج مني 

قالت أتمني أن تغير رأيك في المستقبل وتعلم أن هناك فتيات كثيرات محترمات وليس كلهن سمر 

lehcen Tetouani

قال لا أعتقد ذلك مع استثنائك أنت طبعا فأنت الفتاة الوحيدة التي ارتاح عند الحديث معها

قالت شكراً على ثقتك بي وحظا موفقا  مع أني أراهن أنك ستغير رأيك وستحبها من قلبك بعد أن تعاشرها

قال وأنا قبلت الرهان وبما أنك ستنتقلين إلى مدينتي فستعزمينني على كوب من العصير لكسبي الرهان


قالت قيمتها كوب من العصير بالنسبة لك

قال  هي لا تستحق أكثر من ذلك

قالت وإن كسبت أنا الرهان فماذا ستشتري لي 

قال هاتفا مميزا  بالرغم أنني أرى أنك تستحقين اكثر من ذلك


قالت شكراً للطفك هيا وداعا وسنلتقي في الجامعة إن شاء الله ثم تغلق الهاتف وتقول بصوت لا يسمعه غيرها إذا أنت ترتاح فقط للطالبة زينب ولا تثق بغيرها وفي نفس الوقت ستهجر زينب بعد زواجك منها إذا لتبدأ الحرب بيننا يا إبن عمتي ونرى من سيربح في النهاية حبي ام عنادك

ثم تقرر أمرا لن يخطر في باله أبدا


13.... بعد انتهاء الحوار بين زهرة وبين أحمد قامت زهرة بكتابة رسالة لعمتها هالة تقول فيها أنها لن تنزل لمقابلتهم عند وصولهم وسوف تدعي أن لديها مغصا شديدا وطلبت من عمتها أن تصعد إلى غرفتها بمفردها بعد أن تصل الي البيت حتى تخبرها بشيئ مهم 


قرات هالة الرسالة وردت عليها انها سوف تفعل ذلك وقالت لا تقلقي يا إبنة أخي العزيز

بعد قيادة طويلة وصلت السيارة إلى مقر العائلة في القرية

ودخل أحمد وأبيه وأمه لبيت خاله واستقبلهم العمال وأوصلوهم إلى غرفة خاله لانه مريض وممدد على فراشه 


سلمت هالة على أخيها  وكذلك خالد زوجها وابنها أحمد

فضم الخال إبن اخته الوسيم قائلا ما شاء الله لقد كبرت يا ولد وأصبحت عريسا غاية في الروعة ولكني سأهديك أجمل زهرة في حديقتي فابنتي زينب هدية لا يستحقها أحد غيرك


قال أحمد شكراً خالي

قال محمد ولكنك تبدو حزينا لما السبب

قال  هو الارهاق فقط لان المسافة كانت طويلة جدا بالسيارة

قال محمد تمام الحقيقة عندما شاهدتك شعرت كأنك مجبر علي الزوج ثم ضحك وهو يقول هل ضربوك من أجل أن توافق


ضحكت هالة وزوجها خالد بينما إبتسم أحمد ابتسامة صفراء

ثم سألته  هالة عن زهرة فأخبرها أنها ظلت تنتظرهم لوقت طويل ولكنها شعرت  بمغص شديد فذهبت إلى غرفتها 

وتستطيع أن تذهب إليها وأتأخذ أحمد معها 


لكن هالة أخبرته أنها ستذهب هي فقط لان الوقت قد تأخر كثيراً  وقد اقترب أذان الفجر وربما تكون نائمة ولا داعي لازعاجها في هذا الوقت ولكن ستذهب هي فقط  لتطمئن عليها دون أن توقظها كما أن أحمد واباه يحتاجان للراحة فقد ظلا مستيقظين في السيارة طوال الطريق


إرتاح أحمد لكلام أمه لأنه ليس لديه رغبة في رؤية العروس او حتي فى الحديث مع أحد ثم استأذن هو وأبيه ليناما قليلا 

فغدا سيكون يوما حافلا بالاعمال


بينما ذهبت هالة لترى زهرة في غرفتها وعندما رأتها زهرة إحتضنتها  وهي تقول أنا متأكدة يا إبنة اخي الغالي أن أحمد لن يجد أحد في جمالك وذكاءك  لقد أطلقت عليك المرحومة إسم زهرة لأنك زهرة بالفعل وأبني أحمد سوف يطير عقله عندما يراكي 


ردت زهرة لا ياعمتي لن يفعل إنه يكرهني حتى قبل أن يراني

واحمد شخص عنيد ولن بكون الجمال فقط سببا في تقبل لي

يجب أن اكسب قلبه اولا واعلم أنا هذا لن يكون سهلا

وخصوصا أن لديه حبيبة وللاسف  هذه  الحبيبة كسرت ثقته في كل النساء وكنت أتمنى أن تصارحيني بالحقيقه عمتي 

من البدايه حتي لا اتعلق به


قالت هالة في نفسها لو أخبرتك بالحقيقه ما كنت وافقت عليه ولكني سأنكر معرفتي بالأمر حتى يتم هذا الزواج

ترفع هالة صوتها قائلة لم أكن اعرف حبيبتي ولا ادري متي وأين قابل هذه الفتاة ولكنها ستختفي من حياته وذكرياته الي الأبد بمجرد أن يتزوج بك فأنت تستطيعين أن تنسيه حتي نفسه


قالت زهرة للاسف عمتي لن يحدث ذلك ثم أخبرتها بالحوار الذي دار بينها وبين أحمد عندما كان في السيارة وكيف ينوي تركها بعد الزفاف 


قالت هالة إذا فلدي خطة محكمة للايقاع بابني العنيد

وإجعليه يقع في حبك ويتمني أن تبادليه نفس المشاعر

قالت زهرة وكيف ذلك ياعمتي

قالت لن يرى زهرة الحقيقة قبل الزواج وسوف أشير على واحدة غيرك على أنها أنت وبما أنه ينوي ترك العروس بعد عقد القران فهناك فرصة أن تتعرف زينب طالبة الصيدلة بالاستاذ أحمد ولنرى من سيفوز في النهاية

 

قالت زهرة وماذا لو رأى شكلي عند كتب الكتاب او في السيارة ونحن ذهبان للفندق

قالت هالة لن يحدث هذا فلقد جرى العرف هنا انه عند عقد القران يدخل أحد الاقارب لسؤال العروس هل هي موافقة ام لا وبذلك لن يراك وعندما نركب في السيارة ستغطين وجهك بطرحة الزفاف وتضعين الكمامة على فمك وهذا شيء عادي هذه الأيام بسبب انتشار الكوفيد


كما أنني سأطلب منه أن يقود سيارة العرس بينما اجلس معك في الخلف واعتقد أنه سيسر بذلك فهو لن يرغب في جلوسك بجواره هيا يابنتي نامي الآن واستريحي وأنا سأنام أيضاً الي جوارك وفي الصباح ننفذ خطتنا


في صباح اليوم التالي قامت هالة بعد أن استيقظ أحمد 

باستدعائه لتعرفه بالعروس فأخبرها أنه ليس لديه رغبة بالجلوس والحديث معها وهنا تشير هالة لأبنها إلى احدي صديقات زهرة والتي كانت تطل من الطابق الثاني على صحن البيت وتخبره أنها ابنته خاله زهرة 

lehcen Tetouani

قال لها أحمد كما توقعتها تماما بدائية وبسيطة كما انك كالعادة تصفينها بالرقة والجمال الأخاذ ولكنها  ليست بارعة الجمال كما وصفتها لي بل عادية جدا  

قالت هالة ولكني اراها فاتنة


قال يبدو أنك ستحتاجين لنظارات في الفترة المقبلة

قالت من يدري قد تراها بعينيا في يوم ما

ضحك أحمد إذا سيكون بصري قد ضعف وقتها علا كلا لا اكتمك سرا أنا اقبل فقط لان زفاف سمر على ابن رجل الاعمال اليوم


وأنا أريد فقط أن أغيظها بزواجي في نفس اليوم ولولا أن خالي وأبي سيسافران بعد قليل لعملت حفلة كبيرة في احدي القاعات ونزلتها علي صفحتي ولكن سأكتفي بنشر الخبر فقط ولن انشر معها صور العروس طبعا لانها ليست بجمال سمر حتى لا تشمت بي


قالت دعك من هذا الكلام الفارغ وهيا لتلبس بدلة الزفاف التي احضرتها لكقاعدين قدم ماذؤن وهو نطق:  الف مبروك الجواز. 

العريس: الله يبارك فيك عشق انتي طالق يا حبيبتي. 


.14... خرج  العريس وقد لبس بدلة العرس السوداء وتوجه إلى غرفة الضيوف حيث يعقد القران 

بينما لبست زهرة فستان الزفاف ووضعت طرحه الزفاف على وجهها كعادة أهل القرية ووضعت كمامة مدعية أن تخاف من عدوي الكوفيد المنتشرة ولكن السبب الحقيقي هو ألا يري أحمد وجهها ثم أتي أحد الاقارب يسألها هل تقبل الزواج ومن وكيلها فقالت أقبل وأنها توكل أباها وتتم إجراءات عقد القران


قام  العريس ليصطحب العروس وهي مغطاة الوجه وركبت العروس السيارة بعد أن ودعت أباها الذي ركب سيارة أخرى هو ووالد أحمد متجهين إلى المطار لكي يسافر لعمل العملية الجراحية


بينما وضع جهاز العروس في عدد من السيارات لنقله لبيت الزوجية  في العاصمة وركبت العروس بجوار عمتها هالة بينما العريس في الامام يقود السيارة متوجها لأحد الفنادق 

لقضاء ليلة الزفاف حيث حجز لهم الخال غرفتين أحدهما لاخته هالة والأخرى للعروسين 


ظل أحمد صامتا طوال الطريق ولم يتفوه بكلمة واحدة 

وزهرة كذلك لم تنطق بكلمة ولم ترفع طرحة الزفاف عن وجهها حتى وصلوا للفندق فخرج أحمد متوجها نحو استقبال الفندق بينما العروس وهالة مشيا خلفه ثم أخذ أحمد مفاتيح الغرف من الاستقبال وتوجه نحو أمه واعطها احد المفتاحين وهم بالانصراف 


نادت هالة على ابنها واخذته علي انفراد واخبرته أن يأخذ عروسه معه الي غرفته وهنا أخبرها أحمد أن تأخذ زهرة معها إلى غرفتها فهو لا يطيق وجودها معه وانه تزوجها فقط حتى لا يأثر ذلك علي خاله المريض قبل العملية وأن عليها أن تاخذها الان من أمامه وإلا طلقها وتسبب لها في فضيحة وسط الفندق


طلبت منه هالة أن يسكت حتى لا تسمع زهرة حديثه

وقالت له اذهب حيثما شئت فليس هذا  هو المكان المناسب ولا الوقت  المناسب للجدال ثم مسكت بحقيبة زهرة وجرتها نحو غرفتها وإصطحبت زهرة لتنام معها في غرفتها

 وبعد دالك جلسا الاثنتان على الاريكة ليتفقا على باقي الخطة

 

في اليوم التالي إستيقظت زهرة وهاله من نومها وبعدها إتجهت هالة لغرفة ابنها في الفندق فوجدته قد غادر  كما توقعت ناذت أحد العمال ليوفر لهم سيارة خاصة تقلهم إلي المطار حيث حجز  اخوها تذاكر طيران إلى العاصمة

وبالفعل ذهبت كلاهما للمطار ثم ركبت الطائرة هي وزهرة

lehcen Tetouani

 بعد ساعتين وصلت زهرة الي بيت عمتها وبعد أن إستراحا الاثنان من عناء السفر إتصلت بالموظف الذي ارسله أخوها  مع جهاز العروس وسألته عن سيارات الجهاز فأخبرها أنها وصلت إلى العاصمة وقد فتح لهم شقة الحج محمد أبو العروس التي تقع بجوار شقة العريس تماما  ووضعوا فيها الجهاز  اخبره الموظف  أنها لو تريده أن يبقي حتي الغد

 ليرتب معهم الجهاز فهو علي استعداد


شكرته هالة وأخبرته  انهم لم يستريحوا من عناء السفر بعد

 وأن العرسان في أحد الفنادق يقضيان شهر العسل

وفي تلك الأثناء ستكون قد وفرت عمالا لتنظيف الشقة وترتيب  ثم شكرته وطلبت منه المغادرة مع سيارات  حتي لا يتأخر عن الأعمال التي كلفه بها أخيها في القرية


طبعا قالت هالة ذلك حتى لا يعرف الموظف أن أحمد ترك عروسه وهرب ليلة الزفاف فيخبر اخيها


بعد مرور يومين انتظرت هالة حتي غادر ابنها شقته وذهب الي الجامعة واخذت بعض العمال ورتبوا جهاز العروس بالطبع كانت زهرة معهم ولكنها كانت تضع الكمامة حتي لا يتعرف عليها أحمد اذا حضر فجأة


بعد أن نظمت جهازها في شقة زوجها وضعت معظم الثياب التي تحتاجها في شقة أبيها لتستخدمها حين تبدأ خطتها التي قررت تنفيذها هي وعمتها 


وبعد أن انتهي ترتيب كل شئ حضر أحمد  فجأة ولما سمعت زهرة صوته من خلفها وضعت الكمامة جيدا وغطت وجهها بيدها بسرعة و اتجهت مسرعة نحو باب الشقة لتخرج وتختبئ في شقة أبيها ولكنها اصطدمت بأحمد أمام باب الشقة وكادت تسقط ارضا فأمسك بها بسرعة وجذبها نحوه لترتمي في احضانها ثم سألها من أنت


إبتعدت زهرة بسرعة ونظرت بعيدا ولم تجب عن سؤاله

و لكن هالة كانت قريبه وشاهدت ما حدث فأسرعت قائلة إنها إبنة صديقة لي جاءت لتساعدني في ترتيب الشقة


إنتزهت زهرة الفرصة بعد أن انقذتها عمتها في الوقت المناسب وذهبت  بسرعة إلى شقة ابيها التي امام شقة أحمد مباشرة وكان العمال قد فتحوها ليأخذوا منها جهاز العروس لترتيبه في شقة العريس ثم دخلت الشقة ووقفت خلف الباب وقلبها يرتجف فلو تكلمت سيتعرف  أحمد علي صوتها وتفشل خطتها


أما هالة فكانت لا تزال في شقة ابنها فطلبت منه الجلوس قليلا لتتحدث معه ثم قالت له مرحبا بالعريس الذي ترك عروسه وهرب يوم زفاف


قال أحمد أنا قبلت فقط لإنقاذ حياة خالي ولن أعتبرها زوجة لي أبدا

قالت  الحمد لله أن ابيك وعمك قد سافرا وإلا لحدثت مصيبة  

ثم أخبرته أن زهرة ستبقي معها في شقتها إلي أن يحكم عقله ويأتي لأخذها 

قال إن شاء الله في المشمش


قالت ولكني علي يقين أنك ستأتي قريبا جدا لان موسم حصاد المشمش قد اقترب  و الأيام بيننا يا صغيري 

ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها و ذهبت للشقة المجاورة وأخدت زهرة وإنصرفت حتى يكملا خطتها التي ستجعل الفتي يركض خلف عروسه دون أن يعلم


15.... قبل الموعد  المحدد ذهب أحمد إلي المحطة لينتظر تلك الفتاة التي يتحدث معها على الفيس منذ عام ليرى شكلها لأول مرة وجلس على أحد  المقاعد في المحطة منتظرا قدومها 


بينما هي وعمتها تريانه وتراقبانه من بعيد حيث تختفيان خلف أحدي الكبائن تنتظران وصول القطار القادم من مدينتهم حتي يحبكان المشهد و يصدق أحمد القصة 


لما وصل القطار خرج الركاب من المقصورات فأنضمت لهم زهرة وسارت وسط الركاب وهي تجر حقيبة انيقة خلاها و عندما نظر أحمد الي الركاب القادمون إتجاهه


 وجد بينهم فتاة طويلة ممشوقة القوام تلبس ثيابا غاية في الذوق تجمع بين الحشمة والاناقة وتضع حجابا يشبه لون السماء الزرقاء على رأسها  ويشرق وجهها بإبتسامة تجعله ينير كأنه القمر وتلبس نظارات شمسية أنيقة تزيدها جمالا 

ويتدلي من يدها سلاسل رقيقة ذهبية اللون


أخذ ينظر  أحمد للفتاة القادمة نحوه  منبهرا وهو يقول لنفسه هل يمكن أن  تكون هي الفتاة المقصودة 

ثم تمر  زهرة أمامه ولكنها تتخطاه ببضع خطوات 

فيقول أحمد لنفسه كنت أعرف أنها ليست الفتاة المقصودة ولكنها تستدير مرة أخرى وتنظر إليه 

وتقول له هل أنت دكتور أحمد


قال لها نعم فإتجهت إليه ومدت يديها لتصافحه 

فسلم عليها وهو مصدوم  وهو يقول وانت زينب محمد..

قالت نعم ثم إبتسم  ابتسامة صغيرة 

قالت له  زينب ما سر ابتسامتك 

أجاب   أحمد لا أبدا لقد تذكرت شيئا في الجامعة هيا بنا لنذهب كي ترى الشقة التي ستعيشين فيها


ثم أخذ الحقيبة من يديها وجرها بنفسه 

كانت هالة واقفة من بعيد وهي تراقب ما يحدث 

وتقول لنفسها أيها الأبن المشاكس العنيد لقد تركت زوجتك وأمك يجران الحقائب منذ يومين  في الفندق 

والآن تجرها دون أن يطلب منك صبرك يابني الغالي 

لنري من سيربح في النهاية


توجه أحمد وزهرة إلي العمارة التي يسكن فيها 

ثم سألت زهرة في أي طابق سأسكن 

فقال لهارالطابق الخامس

وضعت يدها لتضغط على زر المصعد في الوقت الذي يضع يده هو الآخر فيمسك بيدها بدلا من زر المصعد فإعتذر منها 


أخبرته أنها تعرف أنه لا يقصد ثم وصل المصعد للدور الخامس فخرجا من المصعد وأخبرها أن هناك ثلاث شقق في كل طابق وأن هذا الطابق لا يسكن فيه غيره فهذه شقته والتي أمامها حيث ستسكن ملك لخاله والثالثه ملك لخاله أيضاً ولكن دون أثاث  وبها بعض اغراض خاله 

وانها ستبقي في هذه الشقة  المجهزة التي امام شقته 

لحين عودة خاله ثم يمكنها وضع بعض الاثاث في الشقة الآخري والبقاء فيها اذا احبت المكان ثم أعطاها مفتاح الشقة


طلبت منه  زهرة أن يحتفظ بنسخة لديه ربما تنسى مفتاحها 

فهي معتادة على نسيان المفاتيح وهي غالبا ما تغلق من الداخل عند تواجدها بالشقة وهذا لا يعني عدم ثقتها فيه

وإنما  تفعل ذاك للأمان فقط

شكرها أحمد علي هذه الثقة وقال لها إن شاء الله سأكون عند حسن ظنك بي

قالت ارجو  منك لو سمحت أن تمر علي غداً عند ذهابك للجامعه فأنا لا أعرف الطريق إليها ثم خلعت النظارات الشمسية ونظرت في عينيه مباشرة وهي تقول 

 استأذن منك الآن 

lehcen Tetouani

رأى أحمد تلك العيون الزرقاء الواسعة والرموش الطويلة

 فوقف مذهولا دون أن ينطق بكلمة ثم يدرك  بعدها بلحظات ما يحدث فقال لها اه تفضلي بالاذن منك ويفتح باب شقته ويدخل بسرعة 

وقبل أن يقفل الباب يراقبها وهي تدخل شقتها

تدخل زهرة شقة أبيها وتقف خلف الباب وتقول لقد راهنت علي يا، زوجي العزيز بكوب من العصير سنري من سيشرب الكوب في النهاية والآن أعتقد أنني قد ربحت الجولة الاولي

ثم امسكت بالهاتف واتصلت بعمتها هالة واخبرتها ماحدث بالتفصيل 


قالت لها هالة أن هذا ممتاز وبأنه يجب الانتقال للمرحلة الثانية مباشرة وهي مرحلة الهجوم لدخول المصيدة 

ويكون  هذا بداية من الغد ولكن عليها مراقبته جيداً حتي لا يفلت منها


دخل أحمد إلى شقته وهو شبه مذهول من روعة الفتاة وجمال عيونها ثم قال في نفسه ماذا فعلت بنفسي لو كنت أعلم انها بهذا الحسن والجمال لما تدخلت في الأمر


وكأن في عيونها سحرا يجذبني إليها دون أن أشعر حتي قلبي كان يدق بقوة عندما لمست يدها في المصعد ثم قال إياك أن تتعلق بها يا غبي فالفتاة قد عقد قرانها اي أنها من المستحيل ان تكون لك يوما ثم قرر أن يتجنب لقاءها بدأ من الغد


16... لبست زهرة واستعدت للذهاب إلى الجامعة وجلست قريبة من الباب حتى تسمع أحمد عندما يخرج 

أما أحمد فقد أغلق الباب بهدوء شديد ليخرج دون أن تسمع الفتاة صوت إغلاق الباب مهما ذالك فقد إنتبهت لخروجه فهو يريد الابتعاد عنها قدر المستطاع حتى لا يتعلق بها ولكن زهرة سمعت صرير الباب وخرجت على الفور وقبل أن يغلق باب المصعد امسكت به ثم قالت  وهي تبتسم أهلا بك دكتور أحمد


إبتسم  أحمد وقال لها أهلا بك

سألته لماذا لم يدق جرس بابها لتخرج معه كما اتفقا بالأمس

 فهي لا تعرف مكان الجامعة

إعتذر لها بأنه نسي الأمر لأنه كان مستعجلا فقد شعر أنه تأخر عن موعد خروجه ولم يعتد علي الأمر بعد 


وصل المصعد للطابق السفلي فخرج الاثنان من المصعد 

ثم اتجه هو وزهرة نحو سيارته وفتح لها باب السيارة فركبت إلي جواره وانطلق بالسيارة نحو الجامعة وهو يشير لها علي بعض الأبنية ويقول هذه الجامعة  تظهر من بعيد فهي لا تبعد سوي بضع دقائق بالسيارة 


عندما وصلا إلى الجامعة خرجت زهرة من السيارة فوقف جميع الطلبة لينظروا مذهولين إلى تلك الفتاة الفاتنة التي دخلت جامعتهم للتو فبالرغم من ثيابها الطويلة المحتشمة وتحجبها والنظارات الشمسية التي تحجب نصف ووجهها الا أنها تخطف الالباب


قال أحمد في نفسه  أنا شخصيا اعذركم فلقد حدث معي نفس الشيء عندما رأيتها أول مرة فهي تشبه أميرات القصص الخيالية ولكن لن ادع فرصة لأحد منكم  للتعرف عليها 

 ثم قال لها إذ سألك أحد من الطلاب عن هويتك فقولي 

إنك قريبتي او ابنة عمي حتى لا يتجرأ أحد منهم على ازعاجك 


قالت له زهرة كنت سأقول الشئ نفسه حتى لا يتحدث أحدهم عني بسوء عندما يراني معك ولكن إذا سألني  احدهم سأقول انني إبنة خالك لأن إسم  ابي مختلف عن إسم ابيك

 لذا فلن استطيع القول بأنك ابن عمي


قال  أحمد ممتاز ثم قال في فسه ليتك إبنة خالي فعلا بدلا من هذه الفتاة الفظيعة التي تزوجت بها ثم ذهب  معها إلي شئون الطلبة بنفسه وطلب منهم انهاء إجراءات نقلها بأسرع وقت ممكن ثم إصطحبها بعد ذلك إلي مكتبه 

إجتمع كل زملائه للتعرف علي هذا الوجه الجديد في الجامعة

lehcen Tetouani

أخبرهم أحمد أنها ابنة خاله وانها مخطوبة حتي لا يتجرأ أحد منهم للنظر إليها ثم إصطحبها إلى ندوة لأساتذة الجامعة تضم افضل الأستاذة في كلية الصيدلة وموضوع  الندوة الاكتشافات العلمية والبحوث الحديثة في مجال الدواء وجلست زينب في المقاعد الأمامية المخصصة للطالبات ثم بدأت الندوة وقام أحد الاساتذة بالشرح للطلاب وأثناء المحاضرة توقف الاستاذ فجأة عن الشرح


 ثم أشار إلى زينب بصوت غاضب وقال لها أنت أيتها الطالبة أنا احاضر  هنا وانت تقومين باللهو علي الحاسوب 

فقامت زينب  من مكانها وقالت له أبدا أستاذي الفاضل لقد كنت اسجل بعض الملاحظات التي تكلمت عنها ويمكن أن اشرحها  لو سمحت لي


فقال لها تفضلي لنري إن كنت تستمعين فعلا ام تلعبين علي الحاسوب كل هذا وأحمد وضع يده على قلبه  فهو لا يريد لزينب أن تهان وسط تلك الحشود من الطلبة واساتذة الجامعة   


ولكن زينب وبواسطة جهاز الهلوجرام المرفق بحاسوبها النقال تشرح ما قاله الأستاذ الجامعي وعلقت على كل نقطة قالها وأدلت على ذلك بالأبحاث العلمية الحديثة حتى أن جميع الحضور من الاساتذة اخذوا يصفقون لها فقام  الطلاب واخذوا يصفقون لها أيضا ثم قال لها عميد الكلية يا ابنتي أن مكانك بيننا  هنا على المنصة وليس بين الطلاب في المدرج


أخبرته  زهرة أنها معيدة في كلية الصيدلة بجامعة الفلانية في مدينتها وهي  قد انتقلت حديثا لهذه لجامعة وسيكون لها الشرف بالالتحاق بكليتهم العريقة فطلب منها الاساتذة أن تصعد وتجلس معهم فوضع أحمد كرسيا بجواره

 فقالت للأساتذة استأذنكم بالجلوس بجوار ابن عمتي الدكتور أحمد 


فنظرو الأساتذة لأحمد وقالو له لم تخبرنا أن لديك ابنة خال جميلة وذكية لهذه الدرجة 

إبتسم أحمد وهو يقول لنفسه أنا شخصيا لم أكن اعرف أنها ستصبح ابنة خالي الا من دقائق معدودة ثم يكمل الاساتذة ندوتهم


اثناء الشرح يميل أحد الأساتذة على نحو أحمد ويهمس في أذنه أنه يريد أن يكلم زينب ابنة خاله على انفراد لأنه يريد خطبتها لابنه 

فأخبره أحمد أن ذلك غير ممكن لأن كتابها قد كتب منذ وقت  قريب على قريب لها

تأسف الدكتور على هذا الحظ السيئ بينما أحمد كان سعيد بإبعاده عن زينب بالرغم أن هناك منافس آخر بالنسبة له وهو خطيبها وفي نهايه المحاضرة خرجا أحمد وزينب نحو السيارة عائدين للبيت


 بعد ركوب السيارة يقول أحمد لم ار فتاة مثلك قط لقد جمعتي بين الجمال والذكاء لقد انبهر الجميع بطريقتك في الشرح 

قالت له  شكرا على هذه المجاملة اللطيفة

قال أنها ليست مجاملة أبدا لو شاهدتني منذ يومين فقط كانت لي نظرة سيئة في النساء جميعا ولكن في يوم واحد استطعتي أنت تغير تلك النظرة

قالت هل هذا بسبب سمر خطيبتك السابقة

قال لم تكن يوما خطيبتي و أنا أحمد الله انني عرفت حقيقتها قبل أن نرتبط

قالت هل يعني ذلك أنك قد نسيتها في هذه المدة القصيرة


قال لن اكذب عليك مازلت أتذكرها ولكن فقط تقتصر ذكراها علي اليوم الذي خانتني فيه ولكنه يقول لنفسه

لا أعرف لماذا أخبرتك عن سمر ليتني لم افعل ذلك

ثم قالت زينب وهي تغلق باب السيارة بعد أن وصلوا اسفل العمارة وزوجتك التي عقدت قرانها


قال لن تصدقي لو قلت لك أني لم اجلس معها أبدا غير  يوم زفافي اثناء ذهابنا إلى الفندق ولمدة عشر دقائق  فقط 

ولم ارى وجهها سوي مرة واحدة من بعيد عندما اشارت لي امي نحوها ولم اتبين ملامحها جيدا ولم اتكلم معها قط 

قالت ولما لم تحاول الحديث معها فقد يتغير رأيك بعد أن تشاهدها وتتحدث معها فليس من الانصاف أن تحكم على شخص لمجرد أنك رأيته لمرة واحدة


قال لست مستعد لذلك في الوقت الحالي ربما في وقت لاحق

قالت  وهي تفتح باب المصعد لتخرج فقد وصلا الي الشقة 

أنت معزوم عندي اليوم اريد أن اشكرك على اختيار هذه الشقة الجميلة


قال شكرا جزيلا لا أريد ازعاجك 

قالت  ابدا ليس هناك ازعاج وأنا مصممة على دعوتك للغداء فقط اذهب لشقتك لتغير ملابس الخروج وعليك أن تأتي بعد نصف ساعة أكون قد جهزت كل شيئ فلقد جهزت الطعام قبل خروجي وسوف أقوم بتسخينه فقط

قال  مادمت مصرة فسأحضر  ثم توجه إلى شقته لفتح الباب


بينما تدخل زهرة إلى شقتها وهي تقول في نفسها لولا أنك زوجي لما ادخلتك إلى الشقة أيها الذكي وها هي خطة عمتي تسير بنجاح وأري أنك معجب بي عندما أنظر إلى عينيك وسوف نرى من سيفوز في النهاية


...... دخلت زهرة فوجدت عمتها في الشقة وأخبرتها أنها جهزت كل الطعام الذي يحبه أحمد وعليها أن تدخل هي لتغير ثيابها فلقد وضعت لها بيجامة جميلة في غرفتها

بعد أن لبست زهرة البيجامة إحتضنتها عمتها قائلة سأجعل إبني الغالي يفتتن بك ولا ينام الليل هيا سأسرح لك شعرك واعمله ذيل حصان


قالت زهرة لا يا عمتي قد يقول أنني فتاة سيئة عندما يراني ببجامة دون اكمام وبشعري وقد يغير نظرته لي

قالت هاله لا تقلقي فلن يقول شيئاً أنه جيل ليس لديه مبادئ ولا يتمسك بالدين للأسف سأتركه لك كي تربيه من جديد على الأخلاق والقيم بعد الزواج فخطيبته السابقة كانت تخرج متبرجة في الشارع وتضع طنا من المساحيق ومع ذلك كان معجبا بها


قالت زهرة عمتي قلت لي أنك لا تعرفينها

أجابت لا تحرجي عمتك يا فتاة فهناك بعض الاسرار التي لا يجب أن نخرجها حتى تستمر الحياة

قالت زهرة أنا محرجة أن اقابله هكذا

أنه زوجك أيتها الغبية وكل شيء مباح في الحرب والحب هيا اتصلي به ليحضر بينما اضع الطعام على المائدة وبعدها سأختبئ في الغرفة حتى لا يراني


إتصلت زينب بأحمد لكي يأتي وتخبره أنها قد جهزت الطعام

وعندما طرق الباب دخلت العمة بسرعة للغرفة بينما ذهبت زهرة و فتحت الباب له 


كانت  زهرة تبدو فاتنة وهي تلبس البيجامة وقد جمعت شعرها الأسود كذيل حصان ووضعت في اذنيها قرطين جميلين وكانت هذه المرة الأولى التي يراها أحمد بشعرها 

وقد زادت جمالا فوق جمالها فلم يستطع أن ينزل عينيه عنها


ثم جلس الاثنان على مائدة الطعام وقالت له لقد جهزت طعامي المفضل 

قال لها  أحمد هذا طعامي المفضل أيضاً و الذي اسعد  كثيراً  عندما تصنعه لي أمي ثم تناوله و قال وبنفس الطعم ايضا 

إبتسمت زهرة وهي وتقول في نفسها لأن عمتي من جهزته معي فهي تبيت معي منذ الأمس وهي في الغرفة تراقبك يا زوجي الغالي ثم تقول له بالهناء والشفاء دكتور أحمد


بعد أن تناولا الطعام قالت له لو اعجبك الطعام يمكنك أن تترك لي مفتاح شقتك وأن سأعد لك الطعام واتركه لك هناك ولا تخف سنتقاسم التكاليف كما أنك من سيشتري الطلبات أيضاً

قال أحمد لا أريد أن اتعبك معي فأنا اتدبر أمري

قالا  أبدا تعبك راحة بالإضافة بك أو لا سأعد الطعام لنفسي كل ما في الأمر سيزيد قليلا


قال اتفقنا هذه نسخة من المفتاح  واكتبي ما تريدينه من طلبات على الواتس لاشتريها لك غدا 

قالت لا أدري ولكني اشعر بدوار ثم تدعي أنها سيغمي عليها لترتمي بين احضانها فيحملها ويضعها على الاريكة


جلس بجوارها قائلا هل تحسنت الآن

قالت نعم اشعر أنني بحال أفضل

قال هل تودين أن ابقي معك قليلاً

قالت لا شكرا يمكنك الانصراف وأنا سأذهب لغرفتي كي أنام 

قال إذا بالاذن منك ولو شعرت بأي تعب اتصلي بي وسأكون هنا فورا

قالت  شكراً ثم إنصرف  أحمد متجها إلى شقته وأغلق  الباب خلفه 

 جرت زهرة نحو غرفتها وهي تضحك بصوت مرتفع وتدخل الغرفة حيث عمتها تنتظرها وقد انفجرت من الضحك هي الآخري ليضرب الاثنان كفا بكف 


قالت هالة يبدو أن ابني الحبيب سيدخل المصيدة قريبا 

ردت زهرة ارجو ذلك ياعمتي فيجب أن نصلح الأمور قبل أن يأتي أبي وعمي من السفر 

قالت هالة لقد اتصل زوجي خالد واخبرني أن  والدك صحته مستقرة ويقوم الاطباء هناك بضبط السكر والضغط لديه 

وهو تحت رعاية واهتمام طبي كبير


ثم تقول هالة في نفسها كل ذلك لحين اجراء العملية الجراحية فنحن نخفي ذلك عنك كما طلب والدك حتى لا تقلقي عليه ثم ترفع صوتها لتكمل حديثها مع زهرة وتقول لا تقلقي حبيبتي فوالدك بخير ولكن شفاءه تماما سيستغرق بعض الوقت وسنكون عندها قد حللنا مشكلة زواجك من أحمد قبل أن يرجع إإلى البلاد


قالت زهرة لم يتصل ابي منذ سفره غير مرتين فقط وهذا علي غير عادته فعندما كنت في المدينة الجامعية كان يتصل بي يوميا وأحيانا  أكثر  من مرة في اليوم الواحد وأنا قلقة عليه

lehcen Tetouani

ردت هالة لا تقلقي فمحمود ابني معهم وهو يخبرني بتطورات الأحداث أول بأول والآن سأتركك وارحل لشقتي و سأتصل بك غدا حتي نكمل خطتنا ولكن يجب أن تفعلي ما طلبته منك بالضبط هذه الليلة هيا ساتركك الآن وأرحل


قالت زهرة ابقي معي يا عمتي هذه الليلة أو حتى لبعض الوقت

  أجابت حبيبتي يجب أن نكون حريصين حتى لا يراني أحمد

فلقد تركك وهو يظن أنك متعبة وربما يأتي إلى هنا في اي وقت ولا يجب أن يراني تحت اي ظرف فلو علم بالأمر قبل يتعلق قلبه بك سيقلب الشقة فوق رأسنا وربما يلقي يمين الطلاق عليك في لحظة غضب لذا يجب أن نكون حريصين


حتى أنني لا احضر سيارتي واركب سيارة أجرة حتي لا يري السيارة اسفل العمارة فيكتشف الأمر ولا يجب أن يعرف أنك زوجته إلا بعد أن يتعلق بك تماما حتي لا يستطيع التراجع

هيا اني ذهابه الآن وساتركك في أمان الله


ثم تنظر اليها وهي تهم بالخروج وتقول ولا تنسي تنفيذ خطة الكهرباء بعد العشاء فلقد أوصيت شخصا ليقطع التيار عن هذا الدور من العمارة بحجة أننا سنقوم بتركيب بعض الأجهزة 

ويجب أن تنفذي ما طلبته منك بالضبط ثم تغادر هالة بعد أن تنظر زهرة خارج الباب وتأكدت أن الطريق أمن


عند حلول المساء ينقطع التيار الكهربائي عن الشقة وتبدأ  زهرة بتنفيذ خطة الكهرباء فتجري مسرعة نحو شقة أحمد وتطرق الباب بقوة فيفتح لها فتعانقه بحجة أنها تخاف الظلام وهي تقول له لقد انقطع التيار وهاتفي ليس مشحونا حتى اشغل الكشاف وأنا خائفة فلدي فوبيا من الظلام

أما أحمد بدأ قلبه يدق بسرعة وأصبح مصدوما متعجبا مثل الصنم دون حركة لا يعرف ماذا حدث فجأة


18.... تفاجأ أحمد من أرتماء زهرة في حضنه فبدأ قلبه يدق بسرعة واوشك أن يطوقها بذراعيه ويضمها إلى صدره  ويقبلها ولكنه تذكر أن الفتاة تعتبر أمانة عنده وأنه سيحاسب عليها أمام الله و يجب أن يحافظ عليها فامسك بذراعيها وأبعدها عنه ثم قال لها لا تخافي فالكهرباء لا تنقطع هنا إلا نادرا وسوف تأتي سريعاً جدا


قالت زينب في نفسها بعد أن أبعدها عنه لقد زاد اعجابي بك يازوجي الحبيب فأنت لم تنجرف وراء عواطفك رغم إعجابك بي برغم من كل الاغراءات  التي عرضتك لها وأنا  اثق  الآن بعد كل ما فعلته معك بأنه لا يمكن لإمرأة أخرى أن تاخذك مني ثم إقتربت منه وقالت له شكرا لأنك بجانبي


بينما لا يبدي أحمد اي ردة فعل فهو لا يزال مصدوما مما حدث منذ قليل وتمنى لو أنه إستطاع أن يضمها مرة أخرى 

 ولكن بعدها بثوان قليلة عادت الكهرباء فقال لها الحمد لله لقد عادت الكهرباء انتظري قليلا ثم دخل أحمد إلى أحدى الغرف في شقته وأحضر لها كشاف للضوء كان يحتفظ به

 وطلب منها أن تبقيه عندها تحسبا لنقطاع الضوء مرة أخري

فهو لا يحتاج إليه


شكرته وهي تقول لنفسها أنت لا تريد أن أحضر إليك مرة أخرى لانك تخاف من الاقتراب مني وهذا يعني أنك قد بدأت تحبني ثم إتجهت نحو باب شقتها بينما يهم أحمد  بغلق باب شقته فعادت إليه مرة أخرى انتظر دكتور أريد أن تفتح لي شقتي بالنسخة الاحتياطية التي معك لأنني من شدة الخوف 

خرجت دون اخذ المفاتيح معي


دخل أحمد  شقته وأحضر المفتاح وفتح لها باب شقتها بصعوبة كأن الباب لا يريد أن ينفتح بسبب توتره وأخيراً فتحه وإبتعد نحو شقته مسرعا  وهو يلوح لها بيده  

دخلت زهرة وأغلقت الباب ووقفت خلفه ثم قالت

 هذه الجولة الأولى فقط يا ابن عمتي وهناك المزيد من المؤمرات حتى تستسلم  وتعترف لي بحبك


ثم تبتسم قائلة مع أنني كدت ابوح لك بكل شيء واخبرك أنك زوجي وانني احبك عندما عانقتك لولا اني سيطرت على مشاعري كما انني اوشكت أن أفقد وعيي من الخجل عندما ابعدتني عنك ولعلك تظن  الآن أني فتاة وقحة عديمة الأخلاق ولكن ماذا أفعل فهذه الطريقة الوحيدة لتتقرب مني يا زوجي المغرور ثم دخلت لغرفتها وإتصلت بعمتها لتخبرها آخر المستجدات


بينما دخل أحمد شقته و أغلق الباب وهو يتحدث وحده

ما الذي يحدث لقد بدأت أتعلق بالفتاة حتي أني أشعر نحوها بشعور لم أشعر به في حياتي أنا لا أعرفها إلا منذ أيام ومع ذلك فأنا اشتاق إليها اذا غابت عني واذهب متحججا بأي شيء كي أراها وحين تقترب مني كما حدث منذ قليل

 يرتجف قلبي ويدق بقوة كأنه سيخرج من بين ضلوعي ويقفز نحوها


بل أني اصبحت اغار عليها من زملائي ومن الطلاب واعمل جاهدا حتي ابعدهم عنها ثم يتوجه نحو الاريكة وتمدد عليها وهو يكلم نفسه بصوت مرتفع ويقول ماذا يحدث لي الفتاة مخطوبة وأنا شبه متزوج من ابنة خالي لماذا اجري خلف حب مستحيل لن أناله أبداً


ولكني سأحاول أن اتقرب منها كي تحبني وتترك خطيبها

فهي مثلي لا تعرفه جيدا ولا تربطها علاقة قوية به

لا لا لن أفعل ذلك فسأكسر قلب خطيبها ولن اختلف حينها عن سمر واكرر مع شاب آخر مافعلته بي سمر من قبل فهو لا ذنب له كيف أسرق منه زوجته كفاني عبثا


ثم  يعود فيقول لنفسه ولكنها تعجبني كثيراً واشعر بقربها أن الحياة حلوة وتنتابني مشاعر لم اشعر بها من قبل حين تقترب مني وحتي عندما كانت علاقتي قوية بسمر لم أشعر نحوها به بهذا الشعور الرائع ثم وقف قائلا هيا لننام لعلنا ننسي كل تلك الأفكار السخيفة وهذا الهراء الذي ليس له داع فحبك هذا مجرد ثراب


مرت الأيام سريعا حيث مضي شهر الا  بضعة أيام علي وجود زهرة بالقرب من أحمد وزادته الايام تعلقا بها وانجذابا إليها

وقرر أن يصارحها بمشاعره نحوها مهما كانت النتائج فهو يشعر أنها تبادله تلك المشاعر فكل تصرفاتها ونظراتها تدل على أنها مغرمة مثله


فجلس وقرر أن يصارحها بما يشعر به فكتب لها رسالة على الهاتف يخبرها أنه مغرم بها ويريد الزواج منها وأرسلها لها وأنتظر منها الرد ولكنه ظل طوال اليوم منتظرا الرد علي رسالته ولكن زينب لم ترد عليه وعندما يأس من الرد قال في نفسه من الممكن أنها لم تر الرسالة


فقرر الأتصال بها ولكن الهاتف أعطاه في كل مرة غير متاح

فظن أنها تضايقت من رسالته واغلقت الهاتف وربما قررت الإبتعاد عنه لذا قرر أن يذهب إلى شقتها ويعتذر لها بنفسه عن تلك الرسالة التي صارحها فيها  بمشاعره


ذهب وطرق باب شقتها ففتحت له الباب ودخل ولكن نظراتها  كانت تبدو عليها الحزن فشعر أنها ليست على ما يرام


...... بعد أن ظن أحمد أن زينب قد تضايقت من رسالته التي صارحها فيها بمشاعره فقرر أن يذهب إلى شقتها ويعتذر لها بنفسه عن تلك الرسالة ذهب وطرق باب شقتها ففتحت له الباب ودخل ولكن نظراتها  كانت تبدو عليها الحزن فقال أحمد أنا آسف لما حدث

قالت زهرة لماذا تتأسف فلا ذنب لك فيما حدث انا من أفسد كل شيء فلولا حماقتي لظل كل شيئ بخير

قال أنا لم اقصد أن أزعجك ولكن قبل أن يكمل حديثه قاطعته زهرة قائلة أنت لم تزعجني فأنا من أسقط الهاتف 


قال أحمد أي هاتف تقصدين

قالت  لقد كنت أنظر من الشباك فسقط الهاتف من يدي في الشارع وتحطم

قال أحمد هل قرأت الرسالة التي ارسلتها لك 

قالت عن اي رسالة تتحدث لقد انكسر الهاتف بالأمس ولم ارى اي رسائل


فعرف أحمد أنها لم ترى رسالته فحمد الله على ذلك ثم قال لها أقصد الرساله التي طلبت فيها أن تكتبي طلبات الطعام

فأنا سأخرج الآن لشراء بعض الأشياء واشتريها معي فهل تريدين شيئاً

قالت لا شكرا ثم إستأذنها وخرج 


غاب أحمد قليلا ثم عاد وهو حاملا معه هاتف جديد وأخبرها أنه هدية منه وأنه نفس نوع وشكل هاتف المحمول فلم يجد النوع الذي كان لديها متوفر وقد اشتراه باللون الأسود 

 لان هاتفه السابق كان أسود اللون صحيح أنه ليس كالهاتف الذي سقط منها ولكنه نوع جيد وهو المفضل لديه


شكرته زهرة على هديته ولكنها إعتذرت عن قبول الهدية فهي غالية الثمن ولكنه أصر على أن تأخذه منه

فأخذته وهي تقول في نفسها لقد راهنتك أن تحضر لي هاتفا لو وقعت في غرام زوجتك وابنة خالك ولقد كسبت الرهان


بالفعل وها قد أحضرت بنفسك دون أن أطلبه منك فأنا أعلم أنه بعد كل تلك الأيام التي قضيتها بجوارك أنك أصبحت تحبني بالرغم من كل محاولاتك لإخفاء الأمر


و الحقيقة أنني تأكدت من ذلك بعد أن قرأت رسالتك التي أرسلتها وصارحتني فيها بحبك لي ولكني لم أخبرك  أنني قرأتها حتي تصارحني بحبك وجها لوجه وليس علي الهاتف


قال لها أحمد فيما شردت هل أنتي معي

قالت أبدا فلقد قدمت لي خدمات كثيرة منذ حضوري ولا أعرف كيف أرد لك كل ذلك


قال أبداً فنحن متعادلان فأنت منذ أن حضرت وأنت تعدين لي طعاما شهيا كما تقومين بتنظيف شقتي بين الحين والآخر

فدعك من هذا الكلام وهيا اعطني شريحة الهاتف الذي كسر

حتى أضعها في الهاتف الجديد وسألها إن كانت الأرقام مسجلة على الهاتف أم الشريحة فلو كانت على الهاتف 

ستكون قد فقدت كل الأرقام التي لديها


أعطته شريحه الهاتف وقالت له الحمد لله أن الأرقام المهمة معظمها مسجلة على الشريحة ولن تحتاج باقي الأرقام في الوقت الحالي سوف اعد كوبين من العصير بينما تضع الشريحة في الهاتف


ذهبت للمطبخ لاعداد كوبين من العصير ثم وضع أحمد  هاتفه على المنضدة التي بجواره ووضع لها الشريحة في هاتفها وعندما إنتهى وضع الهاتف بجوار هاتفه على نفس المنضدة


أحضرت زهرة العصير فشربه ثم إستأذنها لان لديه موعد هام بعد قليل وسيذهب فقط ليبدل ملابسه ويذهب مباشرة

ثم أخذ هاتفه وإنصرف


بمجرد أن دخل من باب شقتة وخلع  قميصه ليغيره بأخر رن الهاتف ولكنها لم تكن نغمته المعتادة نظر للهاتف فوجد المتصل ماما وهذا رقم امه  فعلا


رد على الاتصال ظنا منه أن النغمة تغيرت دون قصد منه 

وقبل أن يتكلم سمع صوت أمه وهي تقول كيف الحال يازهرة 

هل اعترف هذا الشاب بحبه لك أم مازال يتكابر 


صمت أحمد قليلا لأنه لم يستوعب ما يحدث وقبل أن يتكلم

 أكملت أمه الحديث قائلة يبدو أن أحمد إلى جوارك ولا تستطعين الرد لذا سأتصل بك لاحقا ولكن لا تتأخري فبمجرد أن ينصرف كلميني بسرعة فهناك شيء مهم ولا يحتمل التأجيل أود أن أخبرك به ثم اغلقت الهاتف


قال أحمد وهو يحدث نفسه ماذا يعني هذا الكلام  ثم يقلب الهاتف الذي بين يديه ووجد انه ليس هاتفي هذا هاتف زينب الذي اشتريته لها منذ قليل ثم تصفح الأسماء الموجودة على الهاتف فوجد ارقاما كثيرة يعرفها و رقما قد كتب عليه زوجي المغرور ولكن هذا الرقم هو رقمي أنا إذا هذا يعني أن زينب هي نفسها زهرة


بدأ أحمد يراجع الأحداث في ذهنه وايامه مع أمه وزهرة إكتشف الحقيقة دون قصد وقال كانت زهرة تتلاعب بي طوال الوقت وأمي تشترك معها في هذه اللعبة إذا أيتها الجميلة لنكمل اللعبة ولكن على طريقتي أنا هذه المرة


..... قرر أحمد أن يعيد الهاتف لزهرة ولكنه تذكر أنه لم يلبس قميصه بعد ولكنه  يعود فقال غير مهم فاستعراض العضلات مطلوب في هذه المرحلة وسوف استخدم نفس سلاحها ضدها ثم توجه نحو الباب ليفتحه ومجرد أن فتح الباب وجدها أمام الباب رافعة يدها تحاول أن تدق الجرس فقال لها تريدين الهاتف صحيح 

قالت زهرة نعم وهي تنظر إليه في خجل فهي لم تره أبداً بهذا المنظر من قبل وهو لا يلبس قميصه


قال لقد  عرفت أن الهاتف  لك بمجرد دخولي الشقة وجئت كي أعيده لك 

قالت شكرا  لك فيرن جرس الهاتف فتنظر إليه فوجدت المتصل عمتها فأغلقته وقالت له بعد إذنك وهمت بالانصراف 

ولكن ولأول مرة يمسك أحمد يدها ويجذبها داخل الشقة 

حتى أنها ارتطمت به ولا تستوعب الأمر إلا وهي بين زراعيه 

وهو يقول لها ما رأيك لنجلس سويا  لبعض الوقت فأنا أشعر بالملل

قالت ألم يكن لديك موعد مهم

قال لا الموعد قد تأجل ثم يقول لنفسه لقد كنت ذاهبا لزيارة أمي لكي أطلق زهرة ولكن زهرة هنا لذا يجب أن أخذها معي لتشهد ما سأفعله بها ثم أغلق الباب و أمسكها من يدها  وتوجه نحو الاريكة وطلب منها الجلوس وعلى غير العادة جلس بجوارها تماما


تعجبت زهرة كثيرا فمنذ أن عرفته وهو يعاملها باحترام 

ولم يمسك يدها هكذا من قبل وكان دائما ما يجلس بعيدا عنها وهو ينظر إلى الأرض أما اليوم فهو يجلس على الأريكة بجانبها تماما وهو لا يلبس قميصه حتى وها هو ينظر في عينيها دون خجل ياترى هل عرف شيئا ولكن سرعان ما تبددت شكوكها بعد حديثه


نظر أحمد لزهرة قائلا منذ أن عرفتك وأنا معجب بك ولكن هناك شيئان يمنعاني من البوح لك بمشاعري أولا لأني متزوج من إبنة خالي والثاني أنك مرتبطة بشخص آخر ولكن عندما عانقتني ذلك اليوم عند انقطاع الكهرباء شعرت وقتها أنك تحملين لي نفس المشاعر لذا قررت أن اصارحك بمشاعري نحوك 

قالت وماذا عن زوجتك

قال أما عن زوجتي سوف اذهب اليوم لبيت امي و أطلقها وانهي هذا الزواج الصوري وانت تستطيعين أيضاً الغاء زواجك ثم نجتمع معا ياحلوة ثم إقترب منها أكثر 

محاولا أن يقبلها


خجلت زهرة ووقفت بسرعة لتبتعد عنه ولكنه وقف هو الاخر

 وامسك يدها وجذبها نحوه مرة أخرى ولكن في هذه اللحظة 

رن جرس الهاتف الذي تحمله زهرة  للمرة الثانية


فقال أحمد يبدو أن أحدهم  يحاول أن يعكر صفو هذه اللحظات الجميلة هيا ردي على هاتفك 

قالت وهي مضطربة أنه اتصال غير مهم سأتكلم لاحقا  

ثم تضغط على أنهاء المكالمة


قال لقد كتب ماما ألم تخبريني أن والدتك قد توفيت

قالت نعم  والدتي متوفاة بالفعل ولكن هذه عمتي وهي مثل أمي تماما ثم توجهت مسرعة نحو الباب

 فاسرع خلفها ووضع يده علي الباب قبل أن تفتحه 

وإقترب منها رويدا رويد


أزاحت زهرة  يده من علي الباب وجرت نحو شقتها بسرعة

فحاولت زهرة فتح باب شقتها ويداها ترتجفان من شدة توترها و الباب لا يريد أن يفتح وهو واقف يتكئ على باب شقته يراقبها ثم يقول لها وهو يغمز بعينه ويلقي لها قبلة في الهواء هل أساعدك في فتحه


فقالت له لا شكرا ابق مكانك ولا تتحرك وأياك أن تقترب مني

 ثم فتحت الباب اخيرا بصعوبة فدخلت مسرعة واغلقته خلفها ووضعت ظهراها علي الباب وقد تسارعت دقات قلبها 

وهنا يتصل الهاتف مرة أخري فترد على عمتها وتقول

 ياعمتي لقد حدث تطور غريب بالقصة يجب أن نلتقي

 أنت اتصلت بي أكثر من مرة على غير المعتاد  وكان أحمد معي فلم استطع الرد عليك


قالت هالة أنا متوترة منذ الصباح فلدي اخبار هامة لك

ماذا حدث عمتي

لقد تعافى والدك وسوف يصل  غدا 

فقالت زهرة الحمد لله يارب أنه تعافي 

ردت هالة أنا سعيدة  مثلك بحضور زوجي وأخي  ومحمود ابني ولكن هناك مشكلة


أعرف ياعمتي زواجي أنا وأحمد لقد خططنا أنا وانت لهذه اللعبة كي يستمر زواجنا ولكن يبدو أن اللعبة ارتدت علينا

 وأحمد يريد أن  ينهي كل شئ  ويطلقني

قالت هالة كيف ذلك؟


قالت زهرة يجب أن نلتقي حتى  أشرح لك كل شيء ونضع حلا لهذا الموضوع واخبرك بآخر المستجدات فأحمد يتصرف بغرابة وتصرفاته تقلقني انتظريني سأكون عندك بعد نصف ساعة


تنهي زهرة المكالمة وغيرت ملابسها بسرعة ووضعت حقيبتها اليدوية واسرعت نحو المصعد وحاولت اغلاقه ولكن الباب إنفتح مرة أخرى ودخل أحمد  وقال لها رب صدفة خير من الف ميعاد إلى اين تذهبين ساوصلك في طريقي


قالت  أنه مكان قريب لا يحتاج إلى سيارة 

قال ولكني مصمم  علي توصيلك فأنا ذاهب لزيارة أمي 

لأتكلم معها بخصوص طلاقي من ابنة خالي وعلاقتي بك

ثم فتح باب السيارة لتركب

قالت زهرة لنفسها إذا كان سيذهب لعمتي فلن أستطيع أن اقابل عمتي وأتحدث معها 

ثم قالت له لقد غيرت رأي سأعود إلى شقتي لقد اصابني صداع مفاجئ


قال اذا سنذهب للصيدلية لنحضر شيئاً للصداع 

قالت أنا لا اتناول المسكنات سيزول الصداع من تلقاء نفسه

قال هذا أفضل فهي مضرة بالصحة ولكن ما دمتِ غير مرتبطة بموعد فربما تودين الذهاب معي للتعرف على أمي


قالت ربما في وقت آخر  ثم فتحت باب السيارة لتخرج

قال أنا مصمم ثم أغلق الباب مرة أخري وإنطلق بالسيارة مسرعا وهو يقول في نفسه كنت أعرف أنك ستذهبين لمقابلة أمي لذا انتظرتك يازهرتي حتى أغلقت باب شقتك فخرجت فوراً


وهكذا يكون اللعب على العواطف يا زوجتي الحبيبة فقد تغيرت اللعبة وأنا  الآن من  يدير اللعب ويهاجم وسوف أريك عواقب اللعب معي وسوف ألعب اللعبة على اصولها أيتها الجميلة


......ظلت زهرة صامته طوال الطريق بينما أحمد يتكلم أحيانا ويدند ببعض أغاني الحب أحيانا أخرى على غير العادة

وهي تقول في داخلها هناك شئ غريب يحدث هل عرف شيئا

أنه ينظر لي بشكل مختلف فنظراته مريبة ويتعامل معي بدون حدود او خجل وليس كما كان في السابق ثم طردت الفكرة من رأسها مرة أخرى وهي تقول ربما لأنه صارحني بمشاعره ويحاول التقرب مني


توقف أحمد بالسيارة فجأة وقال لها  لقد وصلنا هيا انزلي 

نظرت حولها وقالت في فسها ما هذا المكان ثم نزلت من السيارة وهي محتارة لا تفهم شيئا هذه ليست العمارة التي تسكن فيها عمتي ولكن ما الذي يمكن أن يحدث فأنا  زوجته على كل الأحوال ولن يضرني تواجدي معه في اي مكان 

ولولا ذلك ماخرجت معه من الاساس سأنتظر وأرى ما سيحدث


أمسك يدها على غير العادة وإتجه نحو محل للعصير 

ثم قال هذا افضل محل للعصير في المنطقة هيا سوف تعزمينني على كوب من العصير فلقد كسبت الرهان وسأطلق زوجتي اليوم 

فقالت له ولكن هذا لم يحدث بعد

قال لا تقلقي سيحدث بعد دقائق قليلة ثم طلب كوبين من العصير فأخذ كأسه ويشربه سريعا بينما تشعر زهرة أن العصير يقف في حلقها ولا تستطيع بلعه من شدة التوتر

ثم قالت له لا أستطيع أن اشربه فلقد شربت الكثير من الماء اليوم


فأخذ منها الكوب وقال سأكمله عنك حتى نظل سويا لأنه يقال عندما نشرب من كأس أحدهم نظل نلاحقه طوال العمر

لقد شربت من هذا الموضع أليس كذلك ثم يدير الكأس ليشرب من موضع شفتيهاثم دفع الحساب وهو يقول لها

ضاحكا لي عندك ثمن كوبين من العصير هيا بنا


ركب السيارة وسار بها مرة أخرى بينما زهرة شاردة الذهن 

فهي لم تتفق مع عمتها على شيئ بعد ولا تعرف كيف سيسير الأمر 

توقفت السيارة مرة أخري ولكن هذه المرة توقف أمام العمارة التي تقيم فيها أمه وطلب من زهرة النزول من السيارة ثم امسك يدها مرة أخرى وإتجه نحو مدخل العمارة


وقف أحمد أمام باب شقة والديه ودق جرس الباب

تأتي هالة مسرعة وفتحت الباب وقالت  لماذا تأخرت يا ز...... 

ولكنها لا تكمل 

فأحمد أبنها من يقف خلف الباب وهو ممسك بزهرة 

وهي تحاول أن تفلت يدها 

تتعجب هالة لهذا المنظر الذي تراه فهي لا تفهم شيئا مما يحدث قال  أحمد لأمه يبدوا أنك تنتظرين أحد 

فقالت هالة ابدا 

ولكنك قلت يا ز   ثم سكتِ 


قالت الأم كنت أقصد زياد ابن جارتنا فقد كنت أريد أن أرسل لأمه شيئاً قد طلبته مني علي الهاتف هل ستظل واقفا أمام الباب تفضل بالدخول ثم تنظر إلى زينب  خلفه وهى تدخل من  الباب نظرة استغراب واستفهام معناها هل عرف شيئا؟


هزت زهرة رأسها بالنفي ففهمت هالة أنه لم يعلم الحقيقة بعد 

ثم قالت تفضلي يازينب ياابنتي 

فنظر إليها أحمد قائلا كيف عرفت أسمها ولم تشاهديها من قبل 

قالت لقد أخبرتني أنت عندما كانت تريد استأجار الشقة 

أنت تعلم أن ذاكرة أمك قوية 

فإبتسم قائلاً في سخرية  فعلا  يا أمي حتى أنك تنسين اسمي وتناديني محمود أحيانا ثم قال في نفسه نسيتي يا أمي أنني لم اخبرك بعد أنها الفتاة التي استأجرت  عندنا 

 كما أنني لم  أخبرك باسمها لنري كيف ستبررين ذلك

قال كيف عرفت انها من تستأجر شقة خالي

قالت لقد قابلتها ذات مرة امام شقة خالك عندما جئت لزيارتك


قال ولكنك لم تأتي لزيارتي في الشهر الاخير وزينب لم تستأجر شقة خالي إلا منذ شهر 

تجيب هالة بثقة لقد حضرت يوما ولم تكن أنت موجودا

وصادفت زينب امام شقة خالك فاستقبلتني عندها وجلست معها بعض الوقت ولكن عندما تأخرت  انت في العودة قررت الانصراف

قال وأين نسختك من مفاتيح شقتي

قالت نسيت أن  احضرها جل من لا يسهو

قال ولما لم تتصلي بي لأحضر

قالت لم يكن لدي رصيد 


قال كنت طلبت من زينب الاتصال بي

قالت ولما اقلقك فربما لديك محاضرة مهمة ولكن لماذا تحقق معي هل تركت الجامعة والتحقت بالعمل في المخابرات

إبتسمت زينب من براعة عمتها وسرعة بديهتها في الرد 

وقررت عدم التدخل في هذه المبارة الساخنة بينها وبين ابنها


في نفس الوقت نظر أحمد إلى امه وهو  يقول في نفسه 

اعرف أن كل هذا من اختراعك يا أمي ولكني لن اناقشك في الأمر حتي لا تكتشفي أنني قد عرفت سرك على كلا حال جاء دوري في اللعب فسامحيني ياأمي الغالية ولكني مضطر أن ألعب بكم قليلا كما لعبتم بي أنت وابنة أخيك


ثم يتكئ على الأريكة ويقول أين إبنة خالي غريب أنها لم تظهر حتى الآن أريد التحدث معها في أمر مهم 

إرتبكت هالة قليلا ثم تمالكت نفسها وقالت لقد خرجت منذ قليل

قال اذا اتصلي بها لتعود على الفور 

قالت لا يمكن فهي قد ذهبت إلى الجامعه فتنظر لها زهرة وهي ترفع حاجبها ولكن أحمد يقطع عليهما لغة العيون تلك 

ويقول هل هي معتادة للذهاب إلى الجامعة يوم الأحد 

ام تطوعت للحراسة هناك أيام العطلات


ضحكت زهرة بصوت مرتفع ثم تتأسف وهي لا تزال مبتسمة

و تنتظر ما ستفعله عمتها الذكية لتخرج من هذا المأزق

فقالت هالة لم أقل أنها ذهبت لتدرس لقد ذهبت لشارع الجامعة لتقابل صديقة لها  تسكن هناك لتأخذ منها بعض الأوراق الخاصة بالكلية


قال إذا اتصلي بها حتى لا تتأخر

قالت لقد تزوجتها وتركتها عندي لمدة شهر كامل ولم تسأل عنها مرة واحدة واليوم لا تستطيع أن تنتظر ساعة حتى تأتي

لن أتصل بها طبعاً ولتتأخر كيفما تشاء فهي ابنة أخي ولن ادعك تظلمها اكثر من ذلك ويكفي ما فعلته بها حتي الآن

ولا تظن أنني سأقف في صفك لأنك ابني 


نظر إليها نظرة خبيثة وهو يقول في نفسه أمي لاعبة محترفة ولن أغلبها بسهولة ثم رفع صوته قائلاً إذا سأنتظر  ولن أغادر المكان حتى تأتي ولو انتظرت اليوم بطوله 

فلابد أن ننهي هذا الأمر اليوم مهما كان الثمن


بارت هدية🎁

...... إتصلت هالة بأبنها كي يصطحبها ليستقبلا خاله وأبيه 

وأخبرته أنها تنتظره أن يمر عليها في شقة خاله المجاورة له 

بعد دقائق يمر عليها هو وزهرة فقبلتهما هالة وباركت لهما هذا  الزواج  وأخبرت زهرة أنها  وضعت لها كل المتعلقات الخاصة بها والتي كانت في شقة أبيها في الحقائب وعليها أن تأخذها  وتفرغها في شقة الزوجية

 

وكذلك اعدت الطعام للجميع وعليها فقط أن تقوم بتسخينه عند حضورهم ثم تمسك بذراع ابنها  وهي تقول هيا بنا ويذهب الاثنان لاستقبال المسافرين


بعد وصولهما المطار بقليل ظهر الخال محمد وخالد من بعيد ويتجهان نحو هالة فإتستقبلت هالة زوجها واخاها بالأحضان

 وسألت عن أبنها محمود فالمفترض أن يأتي معهم فأخبرونها أنه سيلحق بهم بعد بضعة أشهر بعد أن ينهي بعض الأعمال التي بدأها هناك لانه سيعود نهائيا


ركب الجميع السيارة ويضع أحمد الحقائب في السياره

ثم قاد عائدا الي شقتهم ثم سأل محمد أخته  هالة عن ابنته زهرة كيف حالها فقالت له أنها بأفضل حال


ظل الخال باقي الطريق يشكر لمحمود ابن اخته صنيعه وما فعله معه طوال فترة علاجه وأنه ابن أصل  بحق ولن ينسى معروفه ابدا

وصل الجميع لباب الشقة دق أحمد الجرس فأسرعت زهرة لتفتح الباب وإحتضنت أباها فهذه أول مرة يسافر دون أن تكون معه ثم سلمت على زوج عمتها وحماها وقبلها فوق جبينها وإحتضنتها هالة


ثم فتح أحمد ذراعيه ويقول والآن بعد أن احتضنت الجميع 

جاء دوري يا زهرتي فتخجل زهرة من ابيها وعمها  وتجري نحو المطبخ وهي تقول سأجهز  الطعام فيضحك الخال ويقول لقد أحرجتها يافتي ولكنه في الوقت ذاته يتنفس الصعداء فهو يعلم الآن أن ابنته سعيدة مع زوجها


فلقد كان خائفا لان زواجهما تم في وقت قصير بالإكراه حيث أن ابن اخته كان مترددا في قبول الزواج ولكنه يحمد الله الآن فزوج ابنته يظهر عليه السعادة و مدي حبه لابنته الغالية

 ثم يعود فيقول لنفسه  المفترض أن يحمد الولد ربه فلو دار العلم كله فلن يجد فتاة ذكية وجميلة مثل ابنتي زهرة


جلس الجميع بينما  يستأذنهم أحمد في الذهاب للمطبخ ليساعد زوجته في اعداد المائدة ولكن أحمد بدلا من مساعدتها ظل يعترض طريقها في كل خطوة تخطوها فكلما ذهبت إلي ناحية من المطبخ وجدته يقف أمامها فأخذت تنادي علي عمتها بصوت مرتفع 


أتت هالة مسرعة وقالت ماذا حدث

طلبت منها زهرة أن تأخذ أبنها المدلل إلي خارج المطبخ حتي تستطيع تجهيز مائدة الطعام ولكنه قال لأمه أنا اساعدها فقط 

فتمسك الأم يده وتسحبه إلي الخارج وهي تقول سأساعدها أنا نيابة عنك و بينما تشده أمه للخارج 


أخذ يلقي القبلات في الهواء علي زوجته الجميلة التي تضحك وتقول يا لك من طفل كبير 

جهزا هالة وزهرة المائدة وأكل الجميع بينما لا يكف أحمد عن ازعاج زوجته الجميلة دون أن يراه أحد فتارة يدوس علي قدمها وتارة اخري يمسك بيدها اليمين تحت الطاولة 

فلا تستطيع أن تأكل


نظر الأب لابنته وقال لها لماذا لا تأكلين يازهرتي 

فأخرجت يدها من تحت الطاولة ورفعتها  وقد أمسك

بها أحمد وقالت هذا هو السبب فضحك الجميع وشعر أحمد بالحرج وقال الأب دع ابنتي الحبيبة تأكل ولا تزعجها وإلا اخذتها معي ثم ضحك


قال لا ياعمي لا تفعل وإلا سأذهب معكم فلن استطيع الاستغناء عن زوجتي الحسناء

ينتهي الطعام وذهب الأب ليستريح في شقته ويقوم أحمد بتوصيل والديه الي السيارة وبعد أن يضع حقيبة السفر لوالده في سيارة أمه ينظر لأمه من شباك السيارة و هو يقول لها

لا تنسى أن تخبري والدي بالمسلسل الذي كتبتيه وأخرجتيه بنجاح 


إلتفت خالد لزوجته هالة وقال هل اصبحت كاتبة  مسلسلات بعد غيابي 

رد أحمد وومثلة أيضا

قالت دعك من كلام هذا الشاب الطائش و سأخبرك لاحقا بكل شئ المهم الحمد لله على سلامتك يا شريك حياتي الغالي

رد خالد لقد اشتقت إليك ياحياتي ونور أيامي

تنحنح أحمد وقال أنا هنا 

ضربته هالة علي رأسه وتقول له تعلم من أبيك قليلا من الحنان والرومنسية ثم ينطلق الاثنان بالسيارة عائدين لبيتهما

ويشيران  بتحية الوداع لابنهما الذي ينطلق مسرعا ليعود إلى زوجته الحبيبة

نلتقي على خير


.... تمضى الايام سريعا فقد مضي شهرين علي حضور الخال من السفر حيث استقرت حالتة واخبره الاطباء أن حالته قد تحسنت فقرر الرجوع إلى القرية حاولت زهرة أن تثنيه عن قراره ولكنه أخبرها أن أرضه ومزرعته تحتاج للمتابعة فالأرض كل شيء بالنسبة له فهي إرث ابائه واجداده وما تبقي له من والديه وعليه أن يحافظ عليها ثم يودعها ويعدها بالاتصال بها يوميا بالفيديو عبر  الإنترنت وانه سوف يعود ليقيم في شقته التي بجوارها بعد أن يطمئن على املاكه هناك ويوظف من يعتني بها ثم تذهب هي وأحمد لتوديعه للمطار 

فهي طريقة مريحة وسريعة ليصل سريعا بدلا من بقاء وقت طويل في القطار 


بكت زهرة لفراق أبيها فضمها أحمد إلى صدره ليخفف حزنها ثم يعود الاثنان الي لشقتهما قال منذ أن سافر ابوك وانت تبكين كفاك بكاء فلقد تورمت عيناك

قالت أن ابي هو عائلتي الوحيدة بعد وفاة أمي وانا حزينة لفراقه

قال ولكني عائلتك الآن أليس كذلك

بلي انت كل حياتي ثم ترتمي بين ذراعيه

ضمها أحمد إلى صدره وقبل جبينها وهو يقول لها اهدائي صغيرتي فأنا مازلت بجوارك وسأظل هنا معك ولن نفترق أبدا


بعدها بأيام عاد محمود من الخارج بعد أن أنهى مشروعه هناك وإستقبلته هالة وزوجها خالد في المطار ولكنه لم يحضر بمفرده لقد كان لديه رفيق السفر وهو سامي أحد اصدقائه من الدول الأجنبية وهو من اصول عربية ولكنه عاش طفولته وتربي هناك وتعتبر هذه أول زيارة له إلى هنا


ذهب الجميع إلى شقة الوالد وتناولوا الطعام الشهي الذي أعدته هالة لابنها وشكرها سامي بعربية مكسرة على الطعام اللذيذ الذي لم يتذوق مثله من قبل ثم بعد الغداء أخذ خالد ابنه محمود الي غرفة وإقترح عليه أن يقيم هو وصديقه 

في شقة خاله محمد فهي فارغة الآن بعد سفر خاله حتي تستطيع والدته التحرك بحرية في شقتها فلن تستطيع العيش بحرية في وجود شخص غريب


بالفعل اعجبت الفكرة محمود  وبعد أن يستريح من السفر أخذ صديقه لشقة خاله ليقيما فيها

بعد عودة أحمد وزهرة من الجامعة إتصل بأمه ليطمئن عليها

كالعادة فأخبرته والدته بقدوم أخيه من السفر وأنه سوف يقيم مؤقتا في شقة خاله محمد التي امام شقته وانه انتقل للتو إلى هناك


إصطحب زهرة ليسلم عليه دقا الاثنان جرس الباب 

قام صديق محمود بفتح الباب ثم سلم أحمد علي سامي صديق أخيه ودخل من الباب ودخلت زهرة خلفه دون أن تسلم ولكن سامي مد يده وصافحها بقوة وهو يغلق الباب

ثم أفلتت زهرة يدها بسرعة قبل أن  ينتبه أحمد لما فعله سامي فيغار عليها 


سأل احمد عن أخيه فأخبره سامي أنه في الحمام ثم جلست زهرة على الاريكة منتظرة خروج محمود  للترحيب به ولكن سامي ذهب وجلس بجوارها وهنا شعر أحمد بالغيرة على زوجته من ذلك الاحمق فذهب وجلس بينهما ثم نظر لسامي وطلب منه أن يذهب ليستعجل محمود في الخروج لأن زوجته لديها موعد مهم 


ثثم قال أحمد  في نفسه  لقد قلت ذلك حتى أتخلص منك وابعدك عن زوجتي أيها الغبي

نظرت زهرة إلى زوجها وهي تبتسم لانها تعرف أنه ليس لديها موعد وهو يقول هذا ليبعد سامي بدافع الغيرة فقط 


خرج محمود من الحمام واحتضن أخاه الغالي وسلم على زينب وطلب منهما الجلوس لبعض الوقت فهو يريد الحديث معهم وطلب من صديقه سامي احضار زجاجات العصير من الداخل ولكن أحمد أصر على الذهاب ولقائه في وقت آخر

 بسبب نظرات سامي المستمرة نحو زهرة فهو لا يرفع عينيه عنها منذ دخولهما


ثم يهم الاثنان بالانصراف ولكن سامي حاول أن يسلم علي زهرة مرة أخرى فمد يده نحوها وهو يقول سوف امر عليك لنتحدث قليلا أيتها الجميلة ولكن هذه المرة يجد أحمد  من مد يده وسلم عليه بقوة حتى كاد أن يكسر اصابعه ثم قال له ستجدني في انتظارك بالتأكيد ثم قال لزهرة هيا بنا


دخلا الاثنان لشقتهما وبمجرد أن أغلق أحمد  الباب قال لزهرة إياك أن تفتحي الباب لهذا الشخص الغبي وأنا غائب فهو شخص غير محترم ولو حضر إلى شقتي وأنا  موجود فسوف احطم عظامه

قالت  هل تغار علي ياقلبي

قال  هذه ليست غيرة أنني فقط احافظ عليك

قالت بل تغار منه لقد كدت أن تكسر أصابع الفتى لأنه حاول أن يسلم علي

قال أنه شخص غبي ووقح لقد كان ينظر إليك طوال الوقت بنظرات خبيثة رغم وجودي بجانبك


وقفت أمامه وتطوقه بذراعيها أنت فعلا تغار على

قال أبدا  أنا لا أغار هيا أبتعدي من أمامي أنا ذاهب لمشاهدة التلفاز فهناك مبارة مهمة

قالت  اذهب  وشاهد المبارة ثم ترفع صوتها قائلة وهو يبتعد ولكنك تغار علي منه اعترف

فنظر  إليها مبتسما  وقال أبدا


بعد عدة أيام كانت زهرة ذاهبة للجامعه كالعادة مع زوجها

ولكن أحمد أخبرها أنه يشعر بالإرهاق والتعب ولن يذهب معها اليوم فقالت له زهرة لن اذهب إذا كنت مريض وسأظل بجوارك

قال لا داعي فأنا لست مريض أنه مجرد صداع بسيط وهو سيعطي نفسه إجازة اليوم كي ينام قليلا ثم يكمل قائلا ولكنك مرتبطة بمواعيد مهمة لا ينبغي تأجيلها

قالت إذا سأذهب مادمت ستنام حتي أوفر لك الهدوء 

قال متي ستعودين 

قالت قرابة العصر مثل كل يوم

قال  إذا لا تتأخري حتي لا اشتاق إليك وتستطيعين أخذ السيارة لتذهبي بها للجامعه فلقد اصبحت ماهرة في القيادة 


بالفعل ودعته زهرة بقبلة صغيرة ثم خرجت وأغلقت باب الشقة ولكنها وجدت سامي يقف أمام باب المصعد وقد فتح الباب وطلب منها الدخول أولا  بقوله السيدات اولا


........ . بعد أن ودعت زهرة أحمد خرجت وأغلقت باب الشقة حتى وجدت سامي يقف أمام باب المصعد وقد فتح الباب وطلب منها الدخول أولا  بقوله السيدات اولا

طلبت منه النزول لأنها نسيت شيئا وستعود للشقة من أجل أن تحضره فهي لا تريد النزول معه حتى لا يغضب زوجها لأنها تعلم أنه يغار منه


ولكن سامي أخبرها بأنه سينتظرها حتى تحضر ما نسيته

وهنا أدركت أنه لن يغادر فقررت النزول بسرعة فالجدل معه سيطيل الحديث وربما يراه أحمد وهو يكلمها لو فتح الباب

ولو شاهده يتحدث معها سيجن جنونه وقد يضرب الشاب

لذا نظرت في حقيبتها وقالت ها قد وجدت ماكنت ابحث عنه هيا بنا


ثم دخلت المصعد وهي تنظر إلى الأرض بالرغم من انها تلبس النظارة الشمسية ولكن سامي بكل تبجح أقترب منها وأخذ النظارة من فوق عينيها ثم قال لها لا يجب أن تخفي هذه العيون الزرقاء الجميلة ثم اقترب منها أكثر يحاول أن يقبلها


فما كان منها إلا أن دفعته بكل قوتها نحو جدار المصعد ثم صفعته علي وجهه وفتحت باب المصعد وخرجت ولكنه خرج يجري ورائها وهو يتأسف ويقول انه لم يقصد الإساءة إنما كان يمتدحها فقط وأن هذا شيء عادي في أوربا أن يمتدح فتاة جميلة او يقبلها


فتحت باب السيارة لتدخل واذا به يدخل السيارة من الباب الآخر وهو يقول أسف أسف 

قالت  لو سمحت انزل من السيارة بسرعة 

قال لن أنزل حتي تسامحيني 

قالت  انزل بسرعة قبل أن يراك زوجي

قال سانزل ولكنك سامحتني أليس كذلك

قالت  نعم  سامحتك فلو سمحت انزل بسرعة


نزل سامي من السيارة واغلق الباب فإنطلقت زهرة  بالسيارة مسرعة وهي تقول انك حقا أحمق ومنعدم الأخلاق بالفعل كما قال عنك أحمد ثم أكملت طريقها للجامعه


بعد بضع ساعات يدق جرس الباب فذهب أحمد مسرعا ليفتح الباب وهو يقول لنفسه هذا موعد رجوع زهرة وهي لا تعلم أنني قد تحججت بالمرض وبقيت بالمنزل اليوم لأعد لها مفاجأة بمناسة عيد مولدها  


ثم قال أعتقد أنها ليست زهرة وربما يكون محمود أخي 

فزهرة معها مفتاح الشقة ثم فتح الباب ونظر إلى الخارج مذهولا لم تكن زهرة ولا محمود  ولا اي أحد سوف يتوقعه أحد المتتابعين للقصة فالكل نسيها 


لقد كان من يقف أمام الباب  حبيبته السابقة سمر فقاا لها بلهجة حادة ماذا تريدين 

قالت سمر أريد التحدث معك في موضوع مهم 

قال  ليس بيننا أي احاديث او مواضيع 

قالت ولكنها مسئلة حياة أو موت ولايمكن تأجيلها

قال تحدثي إذا ولكن اسرعي فلا وقت لدي لاضيعه معك

 ويكفي ما ضيعته من حياتي بسببك

قالت وهل ستتركني واقفة أمام الباب

قال تفضلي ولكن تحدثي بسرعة


أخذت سمر تنظر إليه وهي تبكي وتحاول أن تضمه فيبعدها أحمد بيده ويقول لها كفاك من دموع التماسيح تلك وتحدثي في الموضوع الذي جئت من أجله


قالت لقد جئت اعتذر لك لقد كان حبي للمال سببا في بعدي عنك والآن بعد أن أصبح كل شئ لدي اشعر  بالوحدة وان المال لا يجلب الحب او السعادة وإنما اشعر فقط بالتعاسة لأنك لست جزء من حياتي


قال لا يعنيني ما تشعرين به ولم يعد يهمني أن اعرف شيئا عنك فأنا متزوج وأعشق زوجتي وكل نساء العالم ليسوا ذو اهمية عندي بستثنائها ثم أمسك بحقيبة سمر وألقاها في وجهها قائلا وأرجو أن تأخذي حقيبتك تلك وتنصرفي قبل أن تصل زوجتي حتي لا تنزعج من رؤيتك


قالت كيف تنزعج وهي لا تعرفني

قال أنا اخبرتها بكل شئ كان بيننا حتي انها شاهدت كل الصور التي أخذناها سويا ولم اخفي عنها شيئا حدث في الماضي حتي نبدأ حياتنا بلا أسرار


قالت سمر في نفسها اذا قد سهلت على مهمتي ولكني قصدت أن احضر في هذا الموعد بالتحديد حتى تراني زوجتك واشعل نار الخلاف بينكم فأنت ملك لي وسوف استرد ممتلكاتي وسترى ما سأفعله لكي افرق بينكم

ثم قالت له لقد طلبت الطلاق من زوجي فهو يخونني بالرغم من أنه لم يمض على زواجنا إلا بضع شهور


قال لقد كنت تعرفين ذلك قبل الزواج وانه رجل مزواج وله علاقات عديدة ومع ذلك وافقت على الزواج منه بسبب جشعك وحبك للمال  

قالت معك حق ولكني عرفت خطئي وندمت عليه  والآن  أنا لا أستطيع العيش بدونك


قال مستحيل أن أفكر ولو للحظة بالعودة إليك ويجب أن تعتادي على العيش بعيدا عني فلم يعد لك مكان في  قلبي او حتي حياتي بل على العكس تماما فأنا أكرهك من أعماقي قلبي فتفضلي واخرجي من بيتي وحياتي للأبد


في تلك الأثناء كانت زهرة تغلق باب المصعد حين فتح سامي باب شقة أبيها ووقف أمام الشقة و هو يقول لها أهلا

فتتجاهله وتنظر بعيدا حتى لا يفتح معها حوار آخر 


توجهت نحو شقتها واخذت تفتح باب الشقة

ولكن سمر سمعت صوت المفتاح فعرفت أن القادم هي زوجة أحمد وستدخل بعد لحظات فارتمت عليه واحتضنته وأخذت تقبله وهي تعبث في شعره


دخلت زهرة فوجدت ذالك المنظر أمامها لتتفاجأ

كما رأى سامي المنظر أيضا من خلال الباب المفتوح

فدخلت زهرة مسرعة وأعطت وجهها للباب وأغلقته بقوة


..... إنتنبه أحمد لصوت الباب القوي ودفع سمر بقوة بعيدا عنه بينما تظاهرت زهرة أنها لم تر شيئا بالرغم من شعورها أن قلبها يكاد أن يتمزق ثم قامت بخلع حجابها والجاكت الذي تلبسه وعلقته بهدوء وتوجهت نحو أحمد وهي واثقة الخطى 

 ثم قالت له  اسفة على تأخري يا حبيبي 


وقفت أمامه وضعت يدها اليمني على قلبه ولفت يدها الأخرى حول رأسه وقبلته ثم إحتضنته كل ذلك وسمر واقفة تنظر نحو غريمتها وهي تقول يا لكي من ماكرة لقد رأيت كل شيئ ومع ذلك تتظاهرين بعدم حدوث شيئ وانت تقبلين زوجك حتى تمحي كل اثر لقبلاتي حتى لايتذكر شيئا مما فعلته اي تمحين خطتي كلها بممحاة


إبتعدت زهرة عن زوجها وإتجهت نحو سمر ثم نظرت إليها وقالت لها أهلا بك هل أنت أحدى طالبات زوجي ولكني لا اعتقد ذلك فملامحك تقول أنك أكبر سنا من كونك طالبة 

قالت سمر بغيظ أنا معيدة معكم في الجامعة 


قالت زهرة اه لقد تذكرتك أنت خطيبة أحمد الأولى 

ولكنك تزوجت فكيف سمح لك زوجك بزيارةخطيبك السابق في شقته وعلى انفراد يبدو أنه لا يهتم بك ثم تكمل قائلة 

 صحيح أنا  اسفة أهلا وسهلا بك نسيت أن اسلم عليك

 فهذه المرة الاولي التي تزوريننا فيها ومن يعلم ربما تكون الأخيرة ثم مدت يدها لتصافح سمر ثم ضغطت على يدها ونشبت أحد اظفارها في يد سمر


فصرخت الأخرى من الألم فقالت زهرة آسفة اصطدم ظفري  بك بالخطأ فلقد نسيت أن أقصه سأترككم تكملون حديثكم  

وسأذهب لأعد لكم بعض العصير  البارد لأن الجو  هنا ساخن جداً ثم ألقت بقبلة في الهواء نحو زوجها 

الذي يمد يده  في الهواء كأنه يلتقطها ويضعها علي وجهه 

وهو يقول في نفسه الحمد لله أنها لم ترى ماحدث 


دخلت زهرة المطبخ ثم إنهارت من البكاء

بينما أمسك أحمد حقيبة سمر ويلقيها في وجهها للمرة الثانية

وجرها من ذراعها  نحو باب الشقة ثم فتحه ودفعها خارجا 

وقال لها إياك أن اراكي تقفين أمام باب شقتي مرة أخري 

تزوجتي من اجل المال وعندما حصلت عليه جئت للإعتذار لتحصلي على الحب و قبل أن تنفصلي عن زوجك حتي تضمني وجودي قبل الطلاق هل ظننتي أني مغفل وسأعود إليك انصحك أن تتمسكي بزوجك فلن يقبل أحد أن يرتبط بفتاة حقيرة مثلك هيا عودي لزوجك الغني  بسرعة قبل أن يكتشف غيابك فيرمي بك في الشارع


قالت له سمر بكل برود سوف ارحل الآن ولو اشتقت لما حدث بيننا منذ قليل فاتصل فأنا موجودة في أي وقت

قال أحمد يالك من حقيرة ثم أغلق الباب في وجهها


في هذه اللحظة خرج سامي من شقة الخال فلقد وقف خلف الباب عندما سمع صوت صراخ أحمد في سمر وقد سمع الحوار بينها وبين أحمد بالكامل ففتح سامي الباب ووقف أمامه قائلا أنت يافتاة  ما أسمك

قالت وما شأنك أنت

قال يبدو أن لنا هدف مشترك 

 قالت من أنت وماذا تريد


قال أما من أنا فاسمي سامي وماأريده هو نفس الشئ الذي تريدينه تماما وهو التفرقة بين أحمد  وزوجته فأنا أريد زوجته الحسناء بينما انت تريدنه هو فلقد رأيت ما حدث بينكم منذ قليل عندما فتحت زهرة باب الشقة فهيا بنا نجلس معا في مكان هادئ بعيدا عن هنا لنرسم خطتنا 

قالت سمر مادام هدفنا واحد فأنا موافقة


في ذلك الوقت دخل أحمد إلى المطبخ فوجد زهرة قد اعدت كوبين من العصير ولكن عينيها تتقاطر منها الدموع وهنا أدرك أنها قد رأت ماحدث بينه وبين سمر فضمها إلى صدره وهو يقول لقد رأيت ما حدث أليس كذلك


قالت  زهرة وهي تغلبها شهقة البكاء نعم لماذا فعلت هذا بي 

فلف ذراعه حول كتفيها ويقول لها  تعالي لنجلس في الخارج أولا ثم سأشرح لك كل ماحدث جلس الاثنان علي الأريكة

ثم يسألها أحمد هل تثقين بي أم لا

فقالت بالطبع أثق بك


قال أقسم لك أن ما رأيته لم يكن حقيقيا أبدالقد كنت اتحدث إليها بل كنت علي وشك طردها ولكنها هجمت عليا فجأة وقبلتني وأنا من هول الصدمة لم أكن أعرف ماالذي يحدث وكنت علي وشك أن ادفعها  وفي نفس اللحظة  سمعت صوت الباب  يغلق  فدفعتها بعيدا عني ولم يستغرق الأمر سوي ثوان معدودة ثم أمسك بيديها ويقبلهما ومسح دموعها بيده وقال لها لقد كنت أجهز لك مفاجأة ليوم مولدك حين حضرت هذه اللعينة ولقد طردتها  وأخبرتها أنني لا أريد أن أرها مجددا 


قالت ولكنك لم تدفعها مباشرة عندما احتضنتك وقبلتك كما فعلت معي حين احتضنتك اول مرة

قال لان ما حدث بيننا وقتها كان بكامل وعي وبالرغم مما كنت اشعر به نحوك من انجذاب شديد ولكني خفت أن انجرف خلف عواطفي فأوذيك اما سمر فلا اشعر نحوها الا بشعور النفور والكره وقد تبلد احساسي وتجمدت مشاعري فلم اشعر بشيء  مماحدث


إحتضنته وهي تبكي وقالت أعرف أنك لن تخونني وأنا أثق بك وإلا ماتصرفت أمامها وكأن شئ لم يحدث مع أنها نظرت في عيني مباشرة وهي تقبلك 

قال  هذه اللعينة قد خططت لكل شيء أن أكره نفسي لأني عرفتها يوما ما آسف حبيبتي لقد أفسدت هذه المرأة مفأجاتي 

 قالت زهرة وهي تضحك وتبكي في نفس الوقت أنها أسوء مفاجأة مرت عليا في حياتي


قال  ولكني مصمم أن تشاهدي المفاجأة التي اعددتها لك

وإصطحبها إلي الغرفة وقد زينها بالبالونات ووضع كيكة الميلاد على إحدى الطاولات وشغل شريط يعرض بعض الصور الجميلة التي أخذوها سويا  في الشهور الماضية 

ثم أعطاها وردة جميلة وهو يقول هذه الزهرة لأجمل زهرة في حياتي


اخذت زهرة تطوف في الغرفة وتمسك بالبلونات وهي سعيدة وقد نسيت أو تناست ما حدث معها منذ قليل وهي تقول لنفسها سر السعادة الزوجية هو الثقة بالنفس 

والتغافل عن اخطاء شريك الحياة حتي لو شعرنا ببعض الألم احياناثم تتجه نحو زوجها وإحتضنته 


بينما هم يحتفلان بعيد ميلاد زهرة كانت سمر وسامي يجلسان في احد  الاماكن يعدان خطة محكمة للتفريق بينهم


....... بعد عدة لقاءات بين سمر وسامي اختمرت لديهم خطة شيطانية للايقاع بزهرة حيث أخذ سامي يلح على محمود بأن يحتفل بعيد مولده هو وأحمد حيث أن الاثنان مسجلان في نفس اليوم ولكن يجب أن  يفاجأ أخاه بالحفل

واقنعه  بأن يتفق مع زوجة أخيه زهرة ويتصل بها لاعداد حفل جميل ورائع 


فكان ينتظر سامي في شرفة الشقة حتى يري أحمد  يدخل العمارة ويطلب من محمود الاتصال بزهرة حتى يتفق معها على تجهيزات الحفل وكان يفعل ذلك كي يري أحمد  زهرة وهي تكلم  أخاه محمود ولانه يعلم أن زهرة لن تستطيع اخبار زوجها  بمحتوي المكالمة حتى لا تفسد المفاجأة 

ولكنه يريد  أيضاً أن  يتكرر اتصال محمود بزهرة امام  أخيه  

حتى يشك أحمد بزوجته وأخيه بسبب كثرة الاتصال بينهما 


وبالفعل كلما سأل أحمد زهرة عن المتصل تخبره أنه اخوه محمود فسأل عن سبب الاتصال  فأخبرته أنه يسأل عن  امر غير مهم وفي نفس الوقت كان سامي يرسل رسائل لأحمد من رقم مجهول يخبره بأن هناك علاقة مريبة بين زوجته وأخيه حتى بدأ الشك يتسلل إلى  نفسه ثم جاءت الرسالة الأخيرة الفاصلة  التي أرسلها سامي  يقول فيها

اذا كنت تريد أن  تتأكد  من خيانة زوجتك فهي الآن في شقة أخيك


في الوقت نفسه  كانت سمر تراقب أحمد بسيارتها حتى اصبح على مقربة من العمارة التي يسكن فيها فاتصلت  بشريكها سامي الذي قام بسكب العصير على صديقه بحجة أنه سقط دون قصد منه وطلب منه أن  يذهب ليغير ملابسه في غرفته 


خلع محمود قميصه واخذ يبحث عن قميص اخر وكان  سامي قد اخفي القمصان  الخاصة بمحمود حتى لا يجدها بسهولة وعندما سأل محمود عن قمصانه اخبره أن معظمها في الغسالة وعليه أن يبحث جيدا في غرفته فقد يجد قميصا نظيفا


غضب محمود وقال له هل انت احمق  كيف تضع ملابسي كلها في الغسالة دون أن تترك لي ما ألبسه ولكن سامي أعتذر منه بأن ذلك حدث دون قصد منه ثم استأذنه في الخروج للقاء بعض الأصدقاء ليظن  محمود أنه غادر الشقة


ثم ذهب إلى  شقة زهرة وطرق الباب بشدة ولما فتحت الباب لتري من الطارق وجدت سامي امام الباب فطلبت منه أن  ينصرف بسرعة لأن زوجها قد منعها من التحدث معه وهي لا تحب أن  ينزعج بسببه ولكنه يخبرها انه جاء لامر خطير 


سألت زهرة عما حدث فأخبرها أن محمود قد سقط مغشيا عليه في الغرفة  وانه سيذهب لاستدعاء الطبيب

 فأسرعت زهرة لتري ماحدث بعد أن اخذت مفاتيحها المعلقة خلف الباب ودخلت مسرعة نحو غرفة محمود ولكن إختل توازنها امام الغرفة بسبب الخيط الذي وضعه سامي امام الباب وشدها عند دخولها لتسقط على محمود ويسقط الاثنان علي الارض ثم يسمع سامي صوت خطوات أحمد فيختبئ في الغرفة المجاورة ويدخل احمد من الباب ليجد زوجته بين احضان أخيه على الأرض وهو شبه ع


في حين شد سامي الخيط الرفيع الذي وضعه فينقطع ويتسلل خارجا من الشقة قبل أن يراه أحد


دخل أحمد لغرفة أخيه وجذب زوجته من ذراعها وقد انكشف شعرها عندما سقطت على أخيه وجرها خارج الغرفة ثم قال لها لم أعتقد أبداً إنك بهذا القدر من الحقارة انت طالق هيا اغربي عن وجهي ولا أريد رؤيتك مرة أخرى ثم دفعها وألقي بها علي الأرض


إتجه محمود نحوه وقال له هل جننت طلقت زوجتك دون ذنب أسمع ما حدث أولا  فضربه أحمد لكمة قوية على وجهه فيسيل الدم من أنفه ثم قال له أنت أيضاً اغرب عن وجهي قبل أن اقتلك لقد اخبرتني عندما كنا فى الثانوية العامة أنك معجب بها وتتمني أن تبادلك نفس المشاعر ولكني لم اتوقع أن تصل بك الدنائة لهذه الدرجة


فأمسكه محمود من ذراعة قائلا ما هذه السخافات التي تتفوه بها لقد كنت صغيرا وفي سن المراهقة وقتها وكنت أعجب بكل فتاة جميلة ولقد أخبرتك بأسماء كل الفتيات الاتي اعجبت بهن فلما تذكرت زهرة فقط هل انت أحمق ام ماذا

فلو كنت أريد أن اقيم معها علاقة فلما لم اغلق باب الشقة علي الاقل الم تدخل منه وكان مفتوحا


دفعه أحمد بعيدا عنه ثم خرج مندفعا نحو شقته

ثم دخل وأغلق الباب بعنف وإتجه نحو دولاب الفضيات 

وأخرج ما به وألقاه على الأرض


...... مد محمود يده لزهرة التي سقطت ارضا لكي يرفعها ولكنها طلبت منه الابتعاد عنها حتى لا يزداد الأمر سوء ثم اخذت غطاء الرأس من ارضية الغرفة ووضعته على رأسها وخرجت متجهة نحو شقتها وفتحت باب الشقة بالمفتاح الذي معها ودخلت لتجد أحمد قد جلس على الاريكة بعد أن كسر معظم الاكواب وزجاج دولاب الفضيات وامتلأ المكان كله بالزجاج 


ثم إقتربت منه محاولة أن  تشرح له ما حدث وحاولت  أن  تهدئ من عصبيته فدفعها لتسقط ارضا فدخل الزجاج المكسور في يدها وأصبها بجرح بليغ في ذراعها وكفها

ثم صرخ فيها قائلا لا أريدك هنا ولا أريد أن أرى وجهك أنا طلقتك هيا اخرجي من منزلي فورا


وقفت وهي باكية ثم أخرجت الزجاج المكسور من يدها 

وذهبت زهرة  للحمام فغسلت ذراعها المصاب وربطت عليها ضمادا وبعدها ذهبت إلى غرفتها وأخذت تجمع ثيابها التي رماها احمد في كل مكان علي الأرض وقامت بوضع بعضا منها في حقيبة السفر ولبست ثيابها استعداد لمغادرة المكان


خرجت من الغرفة وهي تجر حقيبتها ووقفت بجوار الكرسي الذي يجلس عليه أحمد قائلة له لقد رأيتك بعيني منذ أيام في احضان امرأة أخرى وانت تقبلها ومع ذلك كذبت عيني وصدقت قلبي الذي أخبرني أنك لن تخونني اتعرف لماذا لأنني  اثق فيك  كثيراً والآن جاء دورك في اختبار الثقة وأريدك أن تسأل قلبك نفس السؤال هل يمكنني أن أخونك إن كنت تحبني وتثق بي فسيجيبك قلبك بأنني لا يمكن أن أفعل ذلك أبداً


ماحدث هو ان سامي جاء واخبرني أن اخاك مغشي عليه 

ولما حاولت دخول الغرفة  تعثرت بشيء فسقطت فوق أخيك ودخلت أنت وأنا احاول النهوض هذا ما حدث والآن وداعاً يازوجي الحبيب


إستمع أحمد ما قالته زهرة دون أن ينطق بكلمة أو يتحرك من مكانه الذي يجلس فيه ثم شدت زهرة  حقيبتها مبتعدة إلى خارج الشقة واغلقت الباب خلفها ووجدت محمود عند الباب فأراد الحديث معها ليثنيها عن قرار الرحيل ولكنها طلبت منه ألا يتحدث معها في هذا الوقت بالذات حتى لا تزداد الأمور تعقيدا وغادرت متجهة الي محطة القطار لتسافر نحو القرية


دق محمود جرس الباب عدة مرات حتى يفتح له أخوه

وعندما فتح الباب قال له أحمد لماذا انت هنا أغرب عن وجهي فأمسك محمود أخاه من ذراعه بقوة ودفعه بشده لداخل الشقة وقال له منذ الصباح وانت تتصرف بحماقة 

وتركتك في البداية لتتحدث مع زوجتك وتفهم منها الحقيقة 


ولكن يبدو أنك لم تستمع لها ماحدث بيني وبينها مجرد سوء فهم فقط لقد سكب سامي علي العصير ودخلت لتغيير ملابسي ولسبب ما جاءت زوجتك تجري نحو غرفتي ولا ادري ماذا حدث لها فتعثرت وسقطت عليا ثم سقطنا نحن الاثنان علي الأرض فدخلت انت ورأيت هذا المنظر


قال أحمد كلاكما يروي رواية مختلفة لماذا لم تتفق معها علي قصة أكثر اقناعا

قال محمود أنا لا أعرف ماقالته لك واريد أن اعرف الآن

قال أحمد اخبرتني أن صديقك الغبي جاء وأخبرها إنك مغشي عليك ولما دخلت نحو غرفتك تعثرت وسقطت عليك 

محمود أنا اصدقها فيما قالت وربما كان سامي يدبر امرأ لا نعلمه وسوف أكتشف الأمر

قال أحمد اتركني الآن وارحل فورا فأنا لاأطيق رؤيتك

قال محمود سأغادر ولكني سأثبت لك الحقيقة وستندم  لاحقا علي فعلتك


قال أحمد أنا من سيندم أنت كنت تتصل بزوجتي يوميا بل  واكثر من مرة في اليوم الواحد وتحملت ذلك لأنك أخي بالرغم أنني كنت اعرف انك كنت تحبها وطالما حكيت لي عنها قصصا عن جمالها سحرها ولكن أن أراك بعيني وانت تحتضنها فأنا لست من هذا النوع فأنا أغار عليها وانت تعرف هذا جيداً


قال محمود أنت تتكلم عن أشياء حدثت ايام المراهقة  ومع ذلك  قلت هذا أمامها واحرجتني يالك من متهور لقد كنت اتصل بها من أجل عيد ميلادك لنعد لك حفلا جميلا ولكنك شككت بنا  بالرغم أن الاتصالات كلها كانت أمامك


فلو أن بيننا علاقة مريبة هل كنت سأحدثها أمامك يا اخي الغبي على كل الحال سوف اذهب الآن حتى اتحرى عن الأمر فما قلته عن سامي يجعله المتهم الاول أمامي ولا تنسي أن تجمع هذا الزجاج من فوق الأرض حتي لا يصاب شخص آخر

فلقد رأيت زهرة عند خروجها وكانت يدها مجروحة


أغمض أحمد عينيه ثم وضع يده فوق رأسه فلقد تذكر أنه دفعها أرضا على الزجاج المكسور ثم تذكر حديثها  معه قبل أن  تغادر وهي تخبره أنه يجب أن يصدق فقط ما يقوله له قلبه لان العين تكذب أحياناً ولكن القلب لا يرى الا الحقيقة


إقترب القطار نحو زهرة رويدا رويدا من المحطة وهي تتمني أن يستفيق زوجها من غفلته ويأتي مسرعا من أجل منعها من السفر ولكن القطار وقف فركبته ووقفت امام الباب وهي تنظر لرصيف المحطة لعله يأتي بينما يبتعد القطار عن المحطة

و يبتعد الأمل رويدا رويدا في وصول زوجها  ليمنعها من السفر


...... خرج محمود  من عند أحمد متجها لبيت أبيه وعندما وصل هناك أخبر أمه بما حدث فقالت له يبدو أن صديقك سامي له يد فيما حدث فلقد اخبرتني زهرة أنه ضايقها اكثر من مرة وحاول أن يقبلها في المصعد

قال محمود ولماذا لم تخبريني يا أمي


قالت كنت ساخبرك ولكني نسيت الأمر وللأسف انني طلبت منها أن لا تذكر هذا الأمر امام أحمد بسبب غيرته الشديدة

حتي لا يتشاجر مع صديقك او يتعرض له 

قال محمود جيد أنك اخبرتني سوف اراقب هذا الشيطان حتى أعرف الحقيقة 

قالت هيا اذهب انت الآن وسوف اتحدث أنا مع زهرة لأصلح الوضع 

قال هل ستخبرين أبي

قالت أن والدك مريض ضغط ومثل هذه الأخبار ستزيد من مرضه ولن اخبره بشئ في الوقت الحالي حتي نجد حلا للمشكلة

قال إذا ساغادر الآن واتصلي أنت بزهرة وطمنيني


إنصرف محمود وإتصلت هالة بزهرة فردت عليها وأخبرتها أنها مازالت في القطار ولكنها علي وشك الوصول لبيت ابيها

فعاتبها هالة أنها لم تحضر إليها أو على الاقل تتصل بها وتخبرها بما حدث معها فهي مثل ابنتها ليحاولا معا حل المشكلة


فأخبرتها  زهرة أن أحمد أهانها واتهمها في شرفها و أنه طلقها

شهقت هالة بصوت مرتفع وقالت ياله من مجنون كيف يفعل هذا حتي أن محمود لم يخبرني بهذا أنا ساتكلم معه واخذ لك حقك منه هذا المجنون ولكن يا ابنتي حاولي أن تسامحيه فهو مجنون بحبك ويغار عليك كثيراً


قالت زهرة لا ياعمتي الغيرة شيئ والشك شيئ آخر

أنا اغار عليه ورغم أنني رأيته يقبل سمر بعيني ولكني اثق فيه لدرجة انى رميت كل الحق علي سمر وبرأته فماذا فعل هو بالمقابل لقد طلقني اسفة عمتي ولكني لا استطيع أن اسامحه هذه المرة


قالت هالة معك كل الحق حبيبتي ولن اضغط عليك والآن ساتركك ولكن لا تخبري أخي بشيء عندما تصلين فهو مريض ولن يتحمل هذه الاخبار السيئه فقط أخبريه أن أحمد سيذهب خارج البلاد في مؤتمر علمي وسوف يعود بعد أسبوع

قالت زهرة لا ياعمتي لن تحل المشكلة بهذه البساطة لقد انكسرت الثقة بيننا

قالت هالة لا يا ابنتي أنها ساعة شيطان وبإذن الله تحل الامور

زهرة إلى اللقاء ياعمتي 


عاد محمود إلى شقة خاله وانتظر حتى رجع سامي من الخارج وسأله اين غاب طوال اليوم فاخبره انه كان في نزهة مع احد رفاقه

فسأله محمود من يكون صديقه فهو يعرف كل اصدقائه في الخارج وليس له أصدقاء هنا

ففال سامي أنه كان مع فتاة تعرف عليها حديثا ثم سأل سامي محمود عما فعله في غيابه 

فاخبره بما حدث مع اخيه من سوء فهم وكيف أن اخاه طلق زوجته بسبب ذلك 


ظهرت علامات الراحة على وجه سامي ثم قال أكيد أنه مجرد سوء فهم فقط وستحل المشكلة قريبا

نظر اليه محمود وقال فعلا  صدقت هو مجرد سوء فهم وسيحل قريبا انشاء الله 


ثم انتظر محمود حتى دخل سامي الحمام ثم اخذ هاتفه من فوق الطاولة و اخرج الشريحة منه ووضعها في هاتفه  ووضع عليها خاصية تتبع المكالمات ثم اعادها لهاتف سامي مرة اخري ووضع الهاتف مكانه بسرعة 


ثم خرج سامي من الحمام فسأله محمود هل سيتناول شيئاً من الطعام  قبل أن  يخلد للنوم فيخبره  سامي أنه أكل في الخارج 

فقال محمود وأنا  أيضاً ليس لدي شهية للطعام بعد ما حدث اليوم بالاذن سادخل لانام ثم دخل إلى غرفته وأغلق الباب

دخل سامي هو الاخر الي غرفته وأغلق الباب أيضا


جلس محمود علي السرير منتظرا أن يفعل صديقه أمراً ما يكشف خطته ولم ينتظر محمود كثيراً فلقد رن الهاتف الخاص بسامي فقام محمود بتسجيل المكالمه ربما تكون لها أهمية وكانت المفاجأة 


لقد سمع سامي يتكلم مع فتاة ويقول لها لقد نجحت الخطة يا عصفورتي فسألت الفتاة ماذا حدث 

رد سامي لقد طلق أحمد زهرة ياسمورتي

صرخت الفتاة في الطرف الاخر فرحا وقالت هنيئا لك زهرة  

وهنيئا لي أحمد الآن سوف اتواصل معه وأواسيه في حزنه

 حتى يعود لي كما كان من قبل أشكرك علي هذه الخطة الجهنمية


قال سامي طبعا يافتاة لقد خططت لكل شيئ بإتقان سكبت العصير على محمود وناديت زهرة واخبرتها أن محمود مغشي عليه ووضعت الخيط امام الغرفة حتي تتعثر وتسقط على محمود ثم قطعته فورا حتي لا يراه أحد


كما كتبت الرسائل لزوجها  ليشك بها والحقيقة الفضل طبعا لخطة عيد الميلاد التي انجحت خطتي حيث  جعلت محمود يتصل بها اكثر من مرة في اليوم وزرعت الشك في قلب أخيه

 عن طريق الرسائل التي أرسلها له خطة عبقرية  أليس كذلك

قالت سمر ولكن لا تنسي إني ساعدتك وكنت اراقب أحمد وأبلغتك بقدومه


قال سامي والأن  يجب أن افكر  في الخطة التالية و كيف اتقرب من زهرة الجميلة واخذها معي لنعيش خارج البلاد  بعد أن اقنعها بأكمال دراستها خارج هذا البلد هيا اذهبي واحتفلي واتصلي  بفتاك بينما أنا اخطط للخطوة التالية ثم اغلق الهاتف


كان محمود يسمع الحوار وهو لا يصدق اذناه ثم خرج منفعلا ويقف امام غرفة ذلك الذئب لكي يبرحه ضربا ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وقرر أن يدبر له مكيدة يستحقها 

فتح سامي الباب فجأة فوجد محمود امام الباب وقد أحمرت عيناه


...... وقف محمود  أمام  سامي وعيناه محمرتان من الغضب وتمني أن يصفعه على وجهه ولكنه قرر أن  يمسك اعصابه

فالامر يحتاج لخدعة حتى يقتص منه

سأله  سامي هل تريد شيئاً 

أخبره محمود أنه  جاء يسأله عن دواء للصداع  

فأخبره سامي أنه قد نفذ من عنده

فقال له محمود إذا ساذهب لرؤية أخي  أحمد  فسبب الصداع هو الخلاف الذي حدث بينه وبيني ثم يكمل قائلاً فأنا علاجي الوحيد أن أره واتحدث معه لعله يسامحني عن هذا الخطأ الغير مقصود ثم إنصرف وهو يقول لنفسه لقد نجوت مني هذه المرة ولكني ساجعلك تندم على فعلتك ثم خرج متجها لشقة أخيه ويدق باب الشقة

 

فتحت هالة الباب فلقد حضرت لتتحدث مع أحمد ابنها 

فيما حدث وتحاول أن تهدئ من ثورته وتشرح له حقيقة ما حدث كما حكي لها محمود ولكنه لا يستمع إليها فهو يتحدث علي الهاتف منذ وصولها حتى لا يعطيها الفرصة  لتتكلم في الأمر ولكن دخل محمود مسرعا  وإتجه نحو أخيه فوجده يتحدث على الهاتف

 

بمجرد أن رآه أحمد أدار ظهره له ويكمل حديثه فأخذ  محمود منه الهاتف وأغلق الاتصال فقال أحمد هل جننت 

قال محمود انت الذي ستجن بعد سماعك هذه المكالمة

 ثم فتح هاتفه وأسمعه المكالمة التي سجلها بين سمر وسامي وجلست هالة بجانبهم لتستمع هي الاخري 


بعد انتهاء التسجيل وقف أحمد وقال أين هذا القذر سوف اقت.له له فامسك به محمود وقال له كنت سافعل ذلك واوسعه ضربا ولكني تمالكت اعصابي فهو يحمل جنسية اوربية ولن نأخذ حقنا منه إلا بالحيلة


قال أحمد لا يهمني جنسيته سوف انتقم منه لقد طلقت زوجتي وأهنتها واصيبت يدها بسبب ما صنعه هذا الحقير

قال محمود لن تنفعنا العصبية والتهور الآن لقد دبرت له مكيدة لن يخرج منها سوف اضع له المال وبعض مجوهرات زهرة في حقيبته الخاصة واضعها وسط ثيابه وابلغ عنه الشرط لسرقته اياها وسوف يقومون بترحيله إلى بلده مكبلا بالقيود


فقال أحمد هذا لن يكفيني أبداً فيجب أن اكسر عظامه

قال له محمود انت اترك هذه المهمة لي فانت امامك مهمة أخرى اصعب بكثير فيجب أن تلحق بزوجتك وتعتذر منها علي مافعلته معها هيا يا أخي فليس لديك وقت فقد اوشكت زهرة  على الوصول  للقرية ويجب أن  تدركها قبل أن  تخبر اباها  بموضوع الطلاق وما فعلته معها لأنه ساعتها لن يعيدها لك أبدا فهي إبنته الوحيدة ولن يرضي أن تهان بهذا الشكل

هيا خذ بعض الملابس وسافر وانصحك أن تسافر بالطائرة لتصل بسرعة 


هنا إحتضن  أحمد أخاه  وقال سامحني يا أخي 

رد محمود أنا  اكبر منك بيوم يعني افهم عنك بسنة لذا سمحتك فهذا القذر قد وضع خطة متقنة ولكني سأرد له الصاع صاعين

lehcen Tetouani

ذهب أحمد مسرعا إلى الغرفة وذهبت هالة معه لتجهز له حقيبة السفر حتي لا ينسي شيئاً ثم تأتي ببعض المجوهرات الخاصة بزهرة لتعطيها لمحمود حتي ينفذ خطته 

ثم ودعت ابنها أحمد وأخبرته أن يصبر على ردة فعل زهرة

 لأنه جرحها وشكك في اخلاقها وهذا قد كسر قلبها وثقتها فيه ويجب أن يحاول أن يرضيها بشتي الطرق حتي توافق على العودة معه

فخرج أحمد مسرعا ليصل الي المطار ويأخذ اول طائرة 


في الجانب الآخر وصلت زهرة الي بيت أبيها ويبدو عليها الارهاق والتعب زستقبلها في سعادة كبيرة وأخبرها انه كان ينوي زيارتها بعد يومين 

فاخبرته زهرة أن زوجها سيسافر للخارج لمؤتمر طبي وهي جاءت لانها اشتاقت له ولكل ركن في بيتهم 

فنظر ابوها  الي عينيها وقال هل كنت تبكين حبيبتي


أخبرته أنها تحسست عيونها من طول المسافه و حرارة الجو فقط و بعد أن سلمت عليه طلبت منه الذهاب إلى غرفتها من أجل أن ترتاح قليلا من عناء السفر


ثم إبتعدت قليلا لتذهب إلى غرفتها ولكن الاب رأى يدها المربوطة بالضماد والتي حاولت اخفأها منذ أن وصلت فإستوقفها وهو يقول ماهذه الجروح التي في يديك يا إبنتي

وقفت زهرة متوترة لا تدري بما تجيبه ثم قالت له لقد  انكسر زجاج النيش فجأة وعندما أردت أن اجمعه جرحت يدي


قال لها ولكن الجروح ليست في كفك فقط فيبدوا أن ذراعك مصاب أيضاً فهناك اثر للدماء على ساعدك


قالت الحقيقة أنني اصطدمت بالزجاج المكسور الذي لم يكن قد سقط وأنا واقفة بجوار دولاب الفضيات

قال فلماذا لم تنتظري  زوجك حتى يعود ليساعدك في  جمعه 

 قالت لع أنها خافت أن يتأخر في عمله وتتركه  على الأرض فتصطدم به وتتأذي عن طريق  الخطأ ولكن للأسف حدث ما حدث 

فقالل لها الاب الحنون ساطلب لك الطبيب حتي اطمأن عليك 

قالت لا يأبي أنا بخير احتاج فقط أن أنام قليلا

قال إذا اذهبي يا صغيرتي وبعد ان تستيقظي سنري ماذا نفعل

ذهبت زهرة الي غرفتها واغلقت الباب خلفها واستلقت على سريرها القديم وأخذت تبكي بحرقة وهي تضع يدها علي فمها حتى لا يسمع أحد صوت بكائها



إرسال تعليق

أحدث أقدم