رواية بيت القاسم الفصل الأول والثاني والثالث بقلم الكاتبه ريهام محمود حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية بيت القاسم الفصل الأول والثاني والثالث بقلم الكاتبه ريهام محمود حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية بيت القاسم الفصل الأول والثاني والثالث بقلم الكاتبه ريهام محمود حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


   "مُحبي المره الأولى من كل شئ.. إليكم تلك الروايه"

-زوجتك وكيلتي ريم أحمد عبد الحق على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الصداق المسمى بيننا..

- وأنا قبلت.. 

قالها كمال بهدوء وابتسامه بسيطه ترتسم على ثغره.. 


.. انتهى المأذون من عقد القران بعد أن أعلنهما زوج وزوجه.. 

تبادلو المباركات والتهاني.. فالكل فرِح بالرغم من بساطه الحفل..ف "كمال" الأخ الأكبر يستحق أن تدق السعاده بابه من جديد.. 


أما هي ف كانت شارده بعالم أخر وكأنها تحضر عقد قران ليس لها.. ليس وكأنها العروس وعلي شرفها يتم ذاك الاحتفال..

شعرت بألم حاد في صدرها وهي تعيد بذاكرتها كلام أبيها 

  "انتي الأحق بولاد اختك  .. عايزه كمال يتجوز واحده غريبه تربى ولاده وتحرمنا منهم" 

وبمنتهي القسوه قالت أمها 

"كام شهر وتمي التلاتين فُرصك في الجواز قليله اووي.. أرضي ياريم أرضى.. كمال جوز اختك عمرك ماهتلاقي زيه" 

أفاقت من شرودها على صوت والدتها وهي تقبل وجنتيها وتبارك لها الزواج.. وابتسماتها البارده كانت ترد بها على المباركات.. وبعض الإطراء من الحاضرين يثنون على جمالها ورقتها وفستانها الهادئ.. 

دارت بعينيها هنا وهناك ،، شعرت برجفه تحتل جسدها ودقات قلبها تدوي كالطبول حينما رأته..حبيبها السري  وعشقها الوحيد الذي بات من المستحيل أن يرى النور.. انشغلت بالتحديق به متناسيه من حولها.. 

بينما الحبيب كان ومازال مشغول بأخرى..!!


................... 

نظراته الغاضبه لا تكف عن التحديق بها وبما ترتديه.. فقد كانت مهلكة  بفستان بنفسجي من الدانتيل تجاوز ركبتيها بإنشات قليله ضيق من عند الصدر فيترك للمخيله ما يكفي . 

انتفخت أوداجه من شدة غضبه. . فالمدلله تجاوزت كل التعليمات وضربت بتحذيراته عرض الحائط.. 

  

- حنين..! 


انتفضت في مكانها كمن وخزته ابره.. بينما قصف صوته كالرعد أجفلها.. عضت على لسانها.. والتفت تواجهه ببطء.. اقترب منها ولم يعد يفصل بينهما سوى خطوتين.. يشرف عليها بطوله الذي يفوقها بعده سنتيمترات مرتدياً قميص أسود وبنطال يماثله نفس اللون

..  تسائل بضيق من بين أسنانه.. 


-ايه اللي انتي لبساه ده..؟ 


والمدلله حاولت ادعاء السذاجه.. دارت حول نفسها لتبدو كالفراشه وبابتسامه شقيه هتفت 


-ايه رأيك.. حلو؟ 


وتلك المره تنحى عن غضبه وتأملها بعمق.. خصلاتها الكستنائيه تجمعها بربطه بسيطه على كتفها.. محدده عينيها العسليتين باللون الأسود، ملامحها الرقيقه مزينه دون مبالغه.. تعلقت نظراته على شفتيها الناعمتين

   و. "استغفرالله العظيم" هتف بها بداخله.. فكل مره يتأملها تنحرف أفكاره ويتسائل عن مذاقهم ..! 

وجهها تغزوه حمرة الخجل من نظراته الجريئة.. وهو لاحظ ارتباكها من نظراته.. 

فعاد لصرامته.. 


-متستعبطيش وحياة امك.. ايه الارف اللي انتي لبساه ده؟! 


.. هو كاذب..  يعلم أنه كاذب. وسكان الحي أجمع يعلمون أنه كاذب..! 

اشتعلت غيطاً.. لم تستطع أن تكبح جماح لسانها فهتفت بشراسه.. 


-ارف ؟! بأي حق اصلا بتكلمني عن لبسي.. وبعدين انا ف البيت وكل الموجودين هنا قرايبنا 

ومدللته الصغيرة تسأل بأي حق.. هي تعلم أنها حقه وملكه.. هي له فقط.. 


-حنين متستفزنيش اكتر من كده اطلعي غيري الفستان ده وعدي ليلتك احسنلك.. 


ردت بِعناد.. 


- ولو مغيرتوش؟ 


- يبقى هتطلعي ومش هتنزلي تاني.. 


وبحاجب مرفوع وابتسامه ماكره زينت ثغره أكمل 


-وانا عايز كده بصراحه 


برقت عينيها الذهبيتين وهدرت بغيظ 


-انا استأذنت جدي وهو موافق ع الفستان بتاعي 


وهنا اشتعلت نظراته غضباً.. فهو وحده المسؤول 


- بلا جدك بلا بتاع.. جدك ملوش دعوه.. انتي مسؤوله مني انا.. وأنا بس اللي احدد تلبسي ايه وايه الممنوع انك تلبسيه.. وانتي عارفه ان فستانك ده ممنوع ف عقابا ليكي ياحنين هتطلعي ومش هتنزلي تاني.. 

ضربت قدميها بالأرض غاضبه.. 

- انا زهقت من تحكمك فيا.. وأنا هقول لجدي ع كل اللي بتعمله معايا 

وبخطوات سريعه غاضبه تركته واتجهت صوب الدرج الداخلي للمنزل وهي تتمتم بكلام غاضب غير مفهوم.. 

وهو ابتسامه ساخره منتصره على ثغره.. "الحلوه" سهلة الغضب سريعة الاشتعال.. وهو يود أن يراضيها بطريقته التي لطالما حلم بها.. 

ولكن هانت.. بالغد سيتحدث مع جده عن شأنهما.. 


-......................... 


.. على طاوله مستديرة مزينه بمفرش من الساتان الأبيض مزركش بورود زرقاء، جلست نيره أخت العريس تجاورها يارا بنت عمتها وبذات الوقت اخت زوجها.. 

زوجها الغائب! وهي اعتادت غيابه واعتادت ع إلقاء تبريرات لمن يسأل عن غيابه.. 

واليوم يبدو أن تلك واختها الجالستين  امامها لن يتركونها بسهوله.. 


-هو زياد مش جاي ولا ايه يانيره؟ ده الحفله قربت تخلص!! 


سألت إحداهما بخبث ونطراتها تشتعل بالشماته.. 

رسمت ابتسامه بارده على شفتيها واجابت بهدوء يناقض النار المستعره بداخلها.. 


-عنده شغل انهارده كتير.. مش هيعرف يجي

.

. غمزت شقيقتها بعينيها وهي تضحك 


- اه طبعا شغل.. ياحرام زياد بيتعب اووي ف الشغل.. ربنا يديلو الصحة 


.. اطرقت رأسها ومازالت ابتسامتها البارده مرسومه علي وجهها ومن داخلها كانت تغلي كالمرجل، بينما علت ضحكاتهما الخبيثة ونظراتهما الشامته.. 


................ 

"الحب لا يجمع المتشابهين، الحب يجمع المختلفين دائماً، كاثنين بينهما فارق في العمر، أو أحدهم يعشق الاهتمام وآخر يحتويه البرود، أو قد تغير نفسك من أجل شخص بينما هو لا يغير ساكناً، اثنين أحدهما له ماضٍ والآخر يحب لأول مرة ."


..  كان قد خرج من الحمام للتو يرتدي فقط بنطال خفيف بينما ترك جزعه العلوي عاري.. وقف أمام المرآة يتفحص ملامحه واصابعه تمشط خصلات شعره المبتله.. 

أما هي فكانت جالسه على طرف الفراش تنتظره.. بنظرات تائهه راقبت قطرات الماء وهي تتدلي من خصلاته السوداء على وجهه.. وذقنه الناميه والتي زادت من حدة ملامحه..تأملت بشرود جسده المفتول وملامحه الغاضبه دوماً..

انتبهت على حالها وشرودها حينما قطعها بصوته الساخر.. 


- ها خدتيلك كام صوره..! 


ارتبكت قليلا فمسحت على الفراش بكفيها.. في محاوله يائسة لمداراة خجلها.. همست بخفوت 


-أحضرلك العشا..؟ 


-لأ..


ثم وكأنه تذكر شئ.. تحرك من أمام المرآة.. واقترب منها خطوة تلو الأخرى.. سألها بحده وهو يدقق النظر بعينيها 


-انتِ وجدي كنتو قاعدين مع بعض بتتكلمو في ايه في الحفله؟ 


قطبت حاجبيها بحيره.. وقالت


- مفيش كنا بنتكلم عادي.. 


اصطكت أسنانه ببعضها البعض غيظاً من تلك التي تدعي الغباء أمامه.. مال عليها وانفاسه الساخنه تحرقها.. 


- عايزه تقنعيني أن كلامك معاه كان عادي.. 

ولا ياحرام كنتي بتشتكيله وبتعيطيله م الراجل الظالم اللي جوزهولك..! 


.. وبالفعل نجح باستفزازها.. وبعض من كبرياء متبقي لديها هدرت بتمرد وعيناها تحدق بسواد عينيه.. 


-قولتلك مفيش، كلامنا كان عادي.. ليه يا أكرم مصمم تفتح في موضوع مش عايزه اتكلم فيه.. 


.. وردها كان تحدي و تمرد رآه في نظراتها وأحس به ف نبرتها فقرر وأده في مهده.. لحظه.. لحظه واحده كان فيها يرتدي ابتسامته الخبيثه.. 

وسؤال ليس بوقته ولكن سأله ليتعمد به إذلالها.. 


-وصلتي لأمك واخوكي الشهريه؟! 

وان كان الهدف كسر شوكة تمردها الحديث فقد أصاب الهدف فلم يخفى عليه نظره الحزن  التي رسمت بمقلتيها ولكنه تجاهلها.. رغم تأثره بها ولكنه تجاهلها.. وباطنه لن تكون هي الضحيه بل هو.. 


أغمضت عيناها بشده تحبس دموعها بصعوبه.. ابتلعت تلك الغصه الحارقه بحلقها وقالت بمراره..


-وصلت.. كتر خيرك..


ترك لعيناه حريه التأمل بجسدها الشبه عاري أمامه.. كانت ترتدي غلاله قصيره من الستان بحمالات رفيعه وفتحه واسعه من الامام 

اقترب منها أكثر حتى التصق بها.. عيناه تلمعان ببريق تحدي يريد أن يرى مدى تأثيره عليها وإن كانت تجرؤ على رفضه.. 

.. اطبقت جفنيها بشده وأشاحت بوجهها عنه.. بينما جسدها كله يرتجف بين يديه.. 

ابتعد برأسه عنها قليلا..وأصابعه تتلاعب بحمالة قميصها.. 

رفعت نظراتها اليه فرأته ينظر بعمق إليها.. كانت نظرات مبهمه.. لم تفهمها بالأساس أكرم كان رجل صعب الفهم بالنسبه إليها.. 

... ومثلما اقترب فجأه ابتعد كذلك.. تحدث بلامبلاه وكأنها لاتأثر بهِ 


-روحي نامي جمب ملك انهارده انا مش محتاجك..! 


............. 


راقبته بينما كان هو يوليها  ظهره.. قامته المشدوده.. شعره البني المصفف بعنايه من منابته.. طوله الفاره وجسده المشدود.. 

تنحنحت بحرج وهي تراه يخلع سترته السوداء ليظهر قميصه ناصع البياض.. التفت إليها وابتسامته الهادئه تزين محياه..  بضيق تخلص من رابطة عنقه وألقى بها باهمال على كرسي طاولة الزينه.. 


تحدث بمرح محاولاً تلطيف الأجواء.. 


-أنا مش عارف الكرافتات دي لزمتها ايه غير أنها بتخنق..؟ 


.. والإجابة كانت صمتها وتوترها الملحوظ.. ثم تابع بضحكه خفيفه 


- انا اساسا مليش ف البدل والكلام ده.. بس قاسم هو الللي حكّم رأيه أني البسها.. 


.. شعرت برجفه في قلبها حين نُطق بأسمه.. ولكنها ظلت صامته وتوترها كان سيد اللحظة.. 


صمتها ورأسها المحني ونظراتها الخجلي أعطته الفرصه كي يدقق بها وبفستانها الابيض الباهت.. فستان رقيق من الشيفون ضيق من عند الصدر مروراً بالخصر لينزل باتساع يغطي ساقيها.. خصلاتها البنيه متجمعه على إحدى كتفيها.. أكمل متأملا ملامحها الرقيقه وبشرتها البيضاء المشربه بحمره طبيعيه.. وتلكأ بالنظر لشفتيها المصبوغه بلون وردي.. 

حك مؤخرة رأسه وابتسامه بلهاء مرسومه على تقاسيم وجهه.. 

ما له متوتر هكذا وكأنه لأول مره سيتزوج.. فهو لم يكن متوتر هكذا مع خديجة رحمها الله!! .. 

هتف متأملاً إياها بعمق.. 


-تحبي أساعدك.. 

وأشار بحاجبيه على فستانها.. 


تضرج وجهها بحمره قانيه لتهمهم بخفوت.. 


- لا شكرا.. مش مستاهله.. 


.. والخطوة الأولى كانت ولابد أن يبدأ هو بها.. اقترب من الفراش وجلس بجوارها محاولاً أن يمسك بكفيها.. وما أن جلس بجوارها حتى انتفضت من مكانها وكأن لدغها عقرب.. كانت دقات قلبها تدوي كالطبول.. تقسم بأنه يسمع نبضاتها المتسارعة.. 


-كمال احنا لازم نتكلم الأول.. 


ضيق عينيه بتركيز وعلامات التساؤل احتلت ملامحه


-هنتكلم في ايه دلوقتي؟ 

ابتلعت ريقها بخوف، برقت عيناها بوميض دمعٍ الا أنه ابتلعته مجيبه بتلعثم


- انا أهلي غصبوني ع الجوازه دي


تسمر في مكانه كمن صعقته كهرباء.. شعر بالحرارة تجتاحه بينما يشتعل غضبا.. زعق بها


-نعم.. جايه تقوليلي دلوقتي انك اتغصبتي ع جوازك مني.. 

ثم صمت لحظه وتابع بصوته الغاضب

وبعدين اصلا انا سألتك وخدت رأيك وانتي سكتي..؟ 


همست بحزن وهي تنظر اليه من بين غلاله الدموع التي غطت مقلتيها 


- سكت عشان كنت مغصوبه 


اتسعت عيناه من الصدمه 


-فكرتك سكتي عشان مكسوفه 


دموعها كانت تهطل كالمطر.. ضغطت على فمها وقالت بصوت مبحوح من أثر البكاء 


-انا فعلا كنت مكسوفه احرجك واعرفك اني رفضاك 


ارتفع الدم إلى رأسه.. وكرامته تأبى أن يكون مرفوض 


- تحرجيني.. ورفضاني؟!..  


أظلمت عيناه وتابع بنيران فشل في اخمادها.. 

  بس للأسف احراجك ورفضك خلاص مبقوش ينفعو دلوقتي لأننا بالفعل اتجوزنا..!! 


.. احمر وجهها بشده من شدة بكاؤها.. ربتت بكفها الصغير على صدرها محاوله استعطافه.. 


-كمال انا طول عمري شيفاك اخويا الكبير.. مش هقدر والله العظيم ما هقدر اشوفك غير كده


مسح كمال صفحه وجهه بحده.. اقترب منها وقال بغضب.


-. انتي يابت انتي عارفه انهارده ايه.. انهارده دخلتناا.. فاهمه ولا حكايتك ايه 


انا هعيش معاك هعيش عشان ولاد خديجه هربيهم واراعيهم وهعملك كل طلباتك غسيل وترويق وهدوم .. اكتر من كده مش هقدر 


كان يشتعل غيظاً وغضباً.. أعطاها ظهره  دقيقه.. دقيقتان.. مسح بأنامله على لحيته الخفيفه مستغفراً.. ثم استدار إليها.. جاهد في أن تبدو نبرته هادئه.. وقرر أن يحافظ على ماتبقى من كرامته.. تحدث بجمود


متعيطيش ياريم.. مش انا الراجل اللي يرمي نفسه ع ست مش عيزاه.. ولا انا اللي هغصب واحده ع حاجه هي رفضاها.. 


.. ثم استرسل بحديثه وهو يتجه ناحية باب الغرفه .. وبنصف التفاته من رأسه رمقها بخيبة أمل.. 


-الولاد بايتين تحت عند أمي.. انا هنام ف اوضتهم والصبح نبقى نشوف النظام هيمشي ازاي.. 


............... 


"أختر من يحبك وليس من تحبه".. وهي لم تفهم الحكمه جيدا لتسير خلف قلبها واختارت من تحبه بل تعشقه.. حب الطفوله وحلم المراهقه وفارس الأحلام .. وكأنه الرجل الوحيد ولا يوجد سواه...

ابن العمه الوسيم متعدد العلاقات.. هي من أحبت.. هي من اعترفت بحبها له وانتظرت أن يبادلها الاعتراف ولكن طال الانتظار..حتي بعد أن تقدم لخطبتها بمبدأ انه أولى بأبنة خاله من الغريب.. 

   كانت تنتظر ولازالت تنتظر..!

شردت أمام مرآتها تتأمل حالها شحوب وجهها وذبولها والهالات تحت عينيها السوداويتين وأناملها تمسد خصلاتها السوداء القصيره بشرود وتيه..! 

كالعاده تأخر.. تعلم بعلاقاته ولكنها اجبن من أن تواجهه، المواجهه معناها انفصال وهي لاتقوى على البعد.. كل مره تعلم بعلاقه من علاقاته تبكي لوالدتها وتشكو 

لتجيبها الأم 

                       

               "بكره ربنا يهديه" 


   وفي إحدى المرات قد طفح الكيل من تصرفاته، وفاض بها.. وكالعاده زجرتها الأم وهي تقول إحدى كلماتها المعتاده 


          "المهم آخر اليوم بيرجع لحضن مين" 


أفاقت من شرودها على أزيز هاتفها معلناً عن وصول رساله نصيه فتحتها لتصدم بمحتواها

                   

             "جوزك معايا".. 

**"الفصل الثاني" **


تقول الاسطوره أن الرجل مراعي لكل جنس حوا عدا زوجته.. لطيف مع   كل القوارير الا قارورته..!!

وهو عابث وامرأه واحده لا تكفي ، وكما يقول زياد دائما ليحلل لنفسه أفعاله "العين بتعشق كتير بس القلب واحد"

وقلب العابث تجلس أمامه.. تضع ساق على ساق.. ومن جلستها يبدو أنها بانتظاره.. ومن مظهر عينيها والاحمرار الظاهر بهما يبدو انها لم تنم.. ومن نظراتها المشتعلة ف الأكيد أن جرعة النكد اليوميه ستبدأ ما إن يقول صباح الخير.. 

اقترب من جلستها وأهداها قبله خفيفه ع كتفها العاري وقال


-صباح الخير ياحبيبتي.. 

.. واحد

     ..اثنان 

       . . ثلاثه ... وها قد بدأت وصلة "العكننه" كما يدعي .. 


-كنت فين؟! 


-اه وصله النكد بتاعه كل يوم اهي.. 


.. هز كتفيه بلا معنى.. تأفف بنزق 

         هكون فين يعني كان عندي شغل وسهران عليه

 

.. ثم تابع للتأكيد والاثبات والمزيد من "البجاحه" 


ولو مش مصدقاني ابقى تعالى اسهري معايا ف المكتب.. 


.. قالت نيره بعتاب خفيف ونبرتها قد شابها حزن طفيف


-هو انا لما بكون قلقانه عليك واسئلك عشان اطمن يبقى كده بنكد عليك

.. والمثل يقول"خدوهم بالصوت" علت نبرة صوته وتحدث من بين أسنانه بعصبيه 


-لا مش قلق.. ده شك.. وبصراحه ابتديت اتخنق.. 

وبعدين انتي عاوزه اي اكتر من كده.. سيبت كل حاجه وأول ماجدي قال ان احنا نتجوز معترضتش واللي انا اعرفه انك كنتي بتحبيني .. متهيألي المفروض تكوني مبسوطه وراضيه بأي حاجه 


.. قالت وقد تحشرج صوتها 


-اتجوزتني عشان جدي بس؟! 


.. أغمض عيناه وقد زفر أنفاسه ببطء محاولاً تهدئة نفسه  وقد كساه الندم من انفعاله الغير مبرر 


-لا انا بحبك.. 

  .. ثم تابع بتحايل ونبره متعبه

  بلاش نقلبها نكد يانيره الله يخليكي انا تعبان ومصدع وعايز انام 


  ثم دون مقدمات انحني برأسه إليها وطبع قبله ع وجنتها.. 

وتركها واتجه صوب غرفة نومهم وقد قام أثناء سيره بخلع قميصه ورميه أرضاً.. 

- حضريلي هدوم عشان اخد دش ع السريع قبل مانام.... 


.. وان كنت تريد معرفه الحقيقه فاستمع للمزاح والانفعال.. وان كان نظر خلفه لرأي انكسار نظرتها.. 


.................. *****

. كان قاسم يجلس أمام جده الذي كسى الشيب رأسه في شرفة منزله. . يفصلهما طاوله خشبيه مستطيله يوجد عليها كوبين من الشاي ، والذي قد قام قاسم بإعداده بنفسه ثم سكبه في كوبين من الزجاج وقام بوضع ورقتين  من النعناع الأخضر في كل كوب.. 

كانا يتحدثان بشأن العمل.. ف بالرغم من أن قاسم لم يتجاوز الثلاثون بعد الا انه منذ أن شب وصُلب عوده وهو المسؤول عن ورش النجاره وتصنيع الأثاث الخاصه بجده القاسم.. جده الذي وثق به ثقه عمياء وكيف لايثق به وهو يرى حفيده قاسم شبيه له في كل شيء شكلاً وطباعاً وإسماً.. وبما أن حفيده المميز والمحبب إلى قلبه أعد له الشاي ف حتماً يريد شئ.. 


والجد الماكر يفهم ويعرف مايجول بخاطر الحفيد الغاضب.. 


ارتشف رشفه فأخري من كوب شايه ثم قال لقاسم بتلذذ


-تسلم ايدك.. بتعمل شاي بيمزجني بجد.. 


ليهتف قاسم بصدق  


-أي خدمه ياجدي.. أنت تؤمر بس.. 


ثم فتح فمه واغلقه وفتحه مره اخرى في محاولة منه للكلام ولكنه صمت.. 


وقد انتبه عليه جده.. فسأله.. 


-ها عايز تقول ايه؟! 


وكأنه ضغط على زر فبمجرد أن نطق الجد سؤاله اجابه قاسم وعيناه مفضوحتان من اللهفه.. 


-بصراحه ياجدي.. انا عايز اعرف انت هتكلم عمي عماد أمته ف موضوع جوازي انا وحنين... انا زهقت وكل مااكلملك تأجل الموضوع


قال الجد بهدوء و تفهم.. 


-قولتلك استنى اما حنين تخلص تالته ثانوي وساعتها هكلم عماد واخليه ينزل عشان يبقى الموضوع رسمي


.. زفر أنفاسه بضيق..ثم هتف بانفعال لم يستطع كبحه


-وانا لسه هستني اما عمي ينزل م الكويت.. من يوم ماهو سابها وسافر وامها رمتها واتجوزت وانت المسؤول عنها 

.. ثم لانت نبرته قليلا وتابع بابتسامه جانبيه شقيه 

وبما انك المسؤول عنها جوزها لي...! 


وكانت اجابه الجد ضحكه ولهجته شديده الدهشه.. 


-اجوزهالك مره واحده.. طب قول حتى خطوبه


-خطوبه ايه ياجدي.. مااحنا يعتبر مخطوبين فعلا 


-قولتلك استنى ياقاسم اما السنه دي تخلص وساعتها نبقى نتكلم واشوف رأيها.. يمكن مش عيزاك


قطب حاجبيه بغضب وقد احتدت نبرته 


-ايه اللي مش عايزاني دي ياجدي.. أنت عايز تنرفزني وخلاص.. من أمته وكان رأي البنات مهم ف حاجه زي دي 


قال الجد بلهجه غير قابله للنقاش 


-انا مش هغصب عليها ياقاسم ولو هي مش عيزاك.. انا مش هضغط عليها..

مسح قاسم صفحه وجهه بحده.. ثم اقترب برأسه من جده 


-بس ده مكنش كلامك ليا ياجدي.. من يوم يومها وانت وعدتني انها لما تكبر هتبقى ليا 


ليهتف القاسم الكبير بصدق 


-وأنا عند وعدي ليك ياقاسم.. بس أهم حاجه عاملها كويس وحاول تحتويها.. حنين كبرت وعايزه حد يفهمها مش يشد عليها..! 


التقط قاسم أنفاسه براحه.. ثم أمسك بكوبه وارتشف ماتبقى به من شاي.. وتحرك مغادراً بعد أن قبل يد جده 

ليستوقفه جده قائلاً بنبره ذات مغزى.. 

-قاسم.. العصفور لما بيتخنق من صاحبه بيطير ياقاسم.. 


ليرد الآخر مطمئناً بعد أن استدار بجسده وغمزه شقيه من عينيه.. 


-متخافش ياجدي كله تحت السيطره 


وباشاره عسكريه ضرب باصابعه على جانب رأسه وهو يقول سلام.. 

ثم استدار وأغلق الباب خلفه.. 

........  

     .. في تمام الثانيه ظهراً كان قاسم يقف أمام مدرسة حنين الثانويه.. يميل بجزعه على دراجته الناريه مرتدياً قميص كاروهات أحمر اللون يثني أكمامه حتى مرفقيه وبنطال جينز ازرق.. ويضع نظارته الشمسيه السوداء فوق شعره.. 

نفث دخان سيجارته بملل وكلام جده يتردد بذهنه بأنه سيضع بيدها الاختيار.. ألا يفهم بأنها ملكه هي له فقط.. 

رآها تخرج من البوابه الحديدية للمدرسه برفقة صديقاتها.. لم تنتبه عليه إلى أن ناداها بصوت مرتفع.. انتفضت على صوته 

تلفتت حولها بحرج وأعين البنات مصوبه عليه وعليها وبعضهن تغامزن فيما بينهن. .


  تقدمت نحوه بخطى سريعه وما أن وصلت إليه 

سألته بغيظ وحرج.. 


  - بتعمل ايه هنا ياقاسم..؟ 


رد بهدوء غير معتاد عليه وهي أيضاً.. بينما تزين شفتاه ابتسامه عذبه 


-مفيش كنت بقضي مصلحه قريبه من هناا.. وقولت اعدي عليكي اروحك في طريقي.. 

توجست من لطفه غير المعهود.. قطبت حاجبيها وقالت 


- انا عليا درس دلوقتي.. هروح مع اصحابي 

وهدوءه ولطفه لم يدم سوى دقيقه ونص.. بعد أن عادت عقده حاجبيه مره أخرى لتكتمل ملامحه المعتاده بها.. سألها بضيق وغيظ ضاهران في نبرته.. 


-والدرس ده من أمته.. مقولتليش عليه يعني؟! 

.. والصغيرة ذات الثمانية عشر تتمرد.. قطبت حاجبيها بعناد وقالت


-المستر غير المواعيد.. ونسيت اقولك.. 

مسح على لحيته بكفه.. امسكها من معصمها ليسحبها إليه وفي قانون قاسم أن يمسك بكفها فهذا يكون قمة الرومانسيه 

- ممم هنبقي نشوف الموضوع ده بعدين.. تعالي اركبي ورايا هوصلك 

.. تأوهت بصمت من امساكه بمعصمها.. سحبت يدها من قبضته بضيق 

- لأ مش هاجي معاك انا هروح مع اصحابي 


وأشارت عليهم وهم كانو بالفعل يتأففون من انتظارها.. 

.. وعيناه التقطتها على الفور تلك التي نبه وحذر من السير معها فأشار بنظراته صوبها 

. - مش قولتلك البت دي متمشيش معاها تاني 

اجابته بنزق.. 

-انا مش ماشيه معاها.. احنا كلنا مع بعض.. 

ألقت جملتها ولوحت له منصرفه تاركه اياه يرمق الأخرى بغضب 

بينما الأخرى كانت تضع هاتفها على اذنها تتمتم بصوت غير مسموع سوى للمتصل بها 

- لأ متجيش دلوقتي خلاص.. ابن عمهاا موجود!! 


... وتظل الأنثى أنثى.. تريد الاهتمام، والتدليل ، وكلمه أحبكِ

.. وهو كان يجيد الاهتمام حد الاختناق والتدليل حد الإفراط.. دون أن ينطق بكلمه أحبكِ.. أليست أفعاله تغني عن نطقها..

أو كما يقولون الحب أفعال.. وهو رجل أفعال.


............... *****

             .." قصص الهوى قد جننتكِ فكلها غيبوبة وخرافة وخيال..                 

       الحب ليس رواية ياصغيرتي بختامها يتزوج الأبطال ".. 


.. في عالم الروايات الوردي.. دائماً يكون فارس الأحلام وسيم كالامراء.. طويل كالحائط.. من عائلة ارستوقراطيه.. والعديد من مميزات لا تمت للواقع بصله.. 

ولكن الورديه وجدته، بالظبط كما يقول الكتاب والمميزات التي لاتمت للواقع تجمعت كلها فيه وسامه.. طول..و هيبه، وألف فتاه تتمنى منه نظره.. 

كانت تراقبه بخجل مراهقه على أعتاب الصبا .. يجلس في احد أركان النادي على طاوله دائريه موضوع عليها مفرش أبيض به نقط صغيره حمراء.. شعره بني فاتح مصفف جيداً ذو بشره حنطيه وأنف ارستقراطي.. أمامه قدح من قهوته المره وسلسلة مفاتيحه وبيده هاتفه.. 

يرتشف رشفه صغيره من فنجانه ثم يعيده بهدوء على الطاوله وكان كل تركيزه منصب على الهاتف، وبأصبعه يمرر ويكتب ويبدو أنه يتابع عمل مهم.. عينيها كانت شارده تتأمل تفاصيله وقلبها يتغنى برؤيته ويردد لسانها بهمس خافت اسمه "عاصم" 

            

                       "عاصم النجار"  


.. شاب في مقتبل الثلاثين.. رجل أعمال ناجح قد استطاع بذكاءه ومهاراته أن ينهض بشركة والده المتوفي وانقاذها من إفلاس مؤكد.. 


ومنذ أن عرفته ووقعت بحبه.. وهي لا تكف عن زياره حسابه الشخصي على الفيس بوك وعرفت مواعيد ذهابه للنادي ونوعه المفضل من القهوه وبعض تفاصيل أخرى.. 

واليوم اكتفت من مراقبته وقررت مقابلته.. وبمعظم روايتها الرومانسيه 

في أول تعارف للبطل والبطله اصطدام ثم اعتذار ثم نظره ثم حب.. والخ والخ... 

ومجرد تخيلها وهي تستند بكفيها على صدره وذراعيه القويتان تحاوطان خصرها أنعش قلبها و أحمرت وجنتيها خجلاً.. 

وأخيراً انتهى من قهوته.. نهض مغادراً.. بعد أن سحب مفاتيحه ولازال هاتفه بيده يتفحصه غير منتبه لما حوله.. 

والورديه يفصلها عنه خطوات وكلما اقتربا كلما زادت خفقاتها.. وزاد ارتباكها.. ومخططها للاصطدام به برقه لم يفلح لأنها بالفعل تعثرت خطواتها .. وخطوه فأخري ارتطمت بصدره بقوه.. أسندها بإحدى ذراعيه وصوت ارتطام هاتفه بالارضيه أفسد اللحظه المنتظره.. 

ونظرة الحب استبدلت بأخرى غاضبه.. والاعتذار وجملة "انتِ كويسه" 

استبدلت بنبره مشتعله غيظاً وصوتاً مرتفع.. 


- مش تفتحي ياعاميه..!! 


............. .. قرابة الساعة يجلس على إحدى ركبتيه أمام الفتاه التي اصطدم بها يحاول تهدأتها.. فبعد أن اصطدم بها .. وهي تبكي.. ساعه كامله تبكي ولسان حاله يقول من أين تأتي بهذا الكم من الدموع.. 

والعديد من الأشخاص ملتفين حولها.. سيده بعمر والدته تربت على كتفها بحنو 

  - اهدي ياحبيبتي.. متعمليش ف نفسك كده.. 

  .. وصوت خشن من رجل يقف خلفها يتسائل بحمائيه

- هو لمسك ولا ضايقك في حاجه؟ 

ليهتف عاصم بدفاع عن نفسه.. 

-ماتحترم نفسك انت بتقول ايه.. دي هي اللي خبطت فيا وكسرت موبايلي.. 

.. تبكي بنحيب عالي وكان بكاؤها الحل الأمثل للهروب من غضبه

و َحنقه.. يداها معقودتان وخصلاتها المبعثره من ارتطامهما تغطي وجنتيها.. 

زفر بضيق بعد أن مسح وجهه بحده وغيظ ليردف بسخريه محاولاً إنهاء الموقف.. 


-خلاص يا أنسه أنا آسف أن انتِ خبطتيني وكسرتيلي فوني اللي كان عليه كل all projects و works file .. 

ومثلما بكت فجأه هدأت فجأه.. وبلهفه مفضوحه بنبرتها 

-بجد يعني انت مش زعلان.؟! 


ليجيب بدهشه ممزوجه بسخريه من تبدلها السريع.. 

- لأ خالص.. 

كفكفت دمعاتها والتفت برأسها لمن حولها وقالت 


- خلاص ياجماعه حصل خير.. كان سوء تفاهم واتحل.. 

وكأنهم كانو ينتظرون ردها فبمجرد أن قالت جملتها انفض الجمع من حولها.. لتبقى هي مقابله.. وعيناها الخضراء أسيرة عيناه.. 


- أنا أسفه بجد.. 

ؤاشارت بعينيها ع هاتفه الملقي أرضاً 

  مكنش قصدي والله 


ونبرتها كانت مليئه بالاعتذار والخجل.. وعاصم "جينتل مان" ومن المستحيل أن يحرج فتاه كالقمر مثلها تمتلك شفتان كرزيتان وخصلات عسليه وعيناها خضراء كالعشب.. 

والتمعت عيناه واستيقظت روحه الماجنه والعبث احتل ملامحه ونظراته وصوته ليقول.. 


- مش نتعرف بردو.. 


والورديه بريئه ولم تفهم عبثه ومكر سؤاله ودقات قلبها زادت خفقان

.. وأحمرت وأصفرت وارتبكت وفركت كفيها بعضهما البعض بشده 

إجابتها جائت متلعثمه متردده 

  - أمنيه.. أسمي أمنيه 

واستغرب من ترددها وتوترها الباديان.. كان مجرد سؤال لم يستدعي كل هذا الارتباك.. ولكنه نفض استغرابه وأكمل تعارفه وعيناه تدقق النظر بها وبشفتيها 


-وأنا عاصم .. عاصم النجار..   


**الفصل الثالث **


         "قالت له لماذا تعاملني غيرهم..

                      أجابها بهمسته المتملكه لأنكِ غيرهم"

                                                            من قاسم لحنين.. 


دلف عاصم إلى مكتبه الخاص بعد أن وصل الي مقر شركته .. أنيق كعادته يرتدي بدله رماديه فرنسيه الصُنع وأسفلها قميص ازرق.. ساعته الرادو تزين ساعده ورائحة عطره غمرت المكان..  وما أن استراح على كرسي مكتبه الفخم، يتطلع على ما أمامه من أوراق ومستندات حتي دخلت مدام أماني سكرتيرته الخاصه دون استئذان أو طرقه واحده على الباب .. 

ومدام أمانى ليست كالسكرتيرات الحسناوات المعتاد عليهن.. السكرتيرات ذواتِ النبره الناعمه والتنوره شديده الضيق والحذاء عالي الكعب .. ف مدام أماني سيده تخطت منتصف الثلاثين بعام أو عامين تقريباا أم لطفلين والثالث "جاي في السكه".. وهو يقدرها ويحترمهاا.. وكل أمنيته أن تستأذن قبل أن تفاجئه بظهورها.. 


زفر بيأس منها وقال بعصبيه.. 


-نفسي مره تخبطي قبل ماتدخلي يامدام أماني 


لتجيبه بنفس العصبيه وكأنها هي ربة العمل وليس هو.. 


- وأنا نفسي مره تيجي بدري.. بجد يامستر عاصم أنت كل مواعيدك مضروبه.. 


"ومستر عاصم" ينظر لها بغيظ.. وسخر بداخله 

.. "هو مين اللي بيشتغل عند التاني بالظبط" 

ولكنه صمت.. 


وصبره على تصرفاتها لأنه متأكد بأنها الوحيده التي تصلح للعمل معه.. ف بعد أربع سكرتيرات لم يفهمن شيء من العمل وكل تركيزهم كان كيفيه إيقاع الوسيم الغني صاحب الشركه في حبالهم.. جائت هي وكانت المنقذه فكل تفكيرها واهتمامها عملها ومصلحة الشركه وطبعاً المرتب كل أول شهر وفقط.. 


تقدمت من مكتبه بخطى رتيبه كانت ترتدي فستان بترولي يعتليه جاكيت جينز قصير وحجاب من نفس لون الفستان مزركش بدوائر صغيره ورديه.. 


وضعت أمامه بعض الملفات وقالت بعمليه.. 


- الورق ده محتاج امضتك حالاً يامستر.. والأستاذ رياض صاحب زناتي جروب كلمك وعايز ميعاد .. 


مسح على مقدمه رأسه وهو يتطلع على ما أمامه.. ثم تنهد بهدوء وقال 

- اندهيلي زياد.. 


مطت شفتيها بعدم رضا وامتعضت ملامحها.. لتتشدق بتهكم 


- هه مستر زياد لسه جاي الشركه برده.. ودلوقتي حضرتك لازم بجد تشد عليه.. مينفعش كده 

واليوم السئ يظهر من أوله.. فيكفيه ماحدث بالنادي اليوم وهاتفه الذي تهشم والتجمع حول الفتاه واتهامه بالتحرش بها.. والفتاه نفسها والكرزيتين المتمثلتين في ثغرها..وهز رأسه نافضاً أفكاره قبل أن تأخذ مساراً آخر مسار يعجبه ويريده.. ولكن النهار للعمل والليل ل اللهو.." والصياعه أدب"


نظر إليها بحده ليقول بعدها بنفاذ صبر.. 


-اماني.. اماني.. بس بقي.. انتي لتاته شبه الستات كده ليه ؟


تحدثت بغيظ ودفاع عن أنوثتها دون أن تعي لباقي السؤال.. 


-يمكن عشان انا ست يافندم !!


ارتفع حاجبه الأيسر وكأنه يقول "نلت منك" ليتشدق بمكر محبب 

  

-يعني انتي معترفه انك لتاته.. 


.. وكلمته كانت ف منتصف الجبهه.. و"جول" لعاصم فمدام اماني غضبت واحتقن وجهها وصفقت الباب خلفها بعنف بعد أن تمتمت ببعض الكلمات التي لم تصل إلى مسامعه ولكنه يعرف أنها تتوعده.. 


...كان يجلس على كرسي مكتبه الجلدي ..منهمك في العمل ..الي أن جاء زياد وخطي داخل مكتبه وجلس أمامه بلامبالاته وملامحه العابثه دائمآ.. جسده المفتول مرتخياً.. يرتدي بنطال أسود جينز وقميص ارجواني يفتح ازاراره حتى منتصف صدره ويشمر اكمامه حتى مرفقيه ، والعديد من الأساور الجلديه "حظاظات" على معصمه وساعه جلديه سوداء ذات ماركه شهيره.. 

خبط بكفه على مكتبه وتحدث باستياء.. 


-انا هقطع الخلف بسبب السكرتيره بتاعتك دي.. بتهجم عليا فجأه بلاقيها فوق راسي.. تقولش مسكاني ملفوف بملايه.. 

.. ضحك عاصم ملئ شدقيه.. 

-هو انت عايزها تحترمك.. مش لما تبقى تحترم الراجل اللي مشغلها.. ده انا نفسي اعرف هما صنعوا الأبواب ليه طالما مبتخبطش عليها.. 


ثم غمز بعينه قائلاً بمكر.. 


-ناموسيتك كحلي ولا ايه.. اتاخرت ليه يااستاذ 


-منمتش طول الليل وحياتك.. كان ورايا شغل كتير 


قالها بشقاوه ويده ترسم إمراة وهميه في الهواء

ضحك 


-والله انت ماهتجيبها البر.. مش خايف نيره تعرف 


اعتدل زياد بكرسيه ثم قال بثقه.. 


-نيره وتعرف.. يابني نيره دي طيبه اووي.. دي لو شافتني بعينها مع واحده هتكدب عينها وتصدقني لو قولتلها مش أنا.. 


هز عاصم رأسه بعدم رضا منه ومن تصرفاته.. وبخه قائلا.. 


-انت ملكش حل والله.. المهم وانت بتعمل شغلك الكتير درستلي ورق الصفقه اللي بعته لك امبارح.. 


رد عليه بجديه.. 


-طبعا.. أنت عارفني في الشغل معنديش ياامه ارحميني.. كل البنود تمام.. مفيش غير بندين هراجعهم مع حازم


-طب تمام 


- وبكده اقولك مبروك ياريس ع المناقصة اللي هترسي ع الشركه 

إن شاء ءالله.. 


وكانت اجابه عاصم بسمه خفيفه جانبيه على ثغره.. مكملاً معه حديثه عن العمل ... 


.......... ***


............ 

     انتفض من غفوته القصيره على صوت جرس الباب.، فزعاً تحرك من مكانه يبحث بعينيه عن هاتفه كي يرى كم الساعه ولم يجده.. مسح وجهه بضيق ثم نظر بطرف عينيه  على الكومود الملاصق بفراش مراد ابنه الاكبر حيث الساعه الموضوعه عليه.. هز رأسه يساراً ويميناً محاولاً أن يستفيق ويمحو عن عينيه آثار النوم.. لا يدري متى أغلقت عيناه.. كل مآ يتذكره أنه ظل يتقلب على فراش ابنه طوال الليل كمن يتقلب على الجمر وكلامها يتردد بذهنه ورفضها له يجرح كبرياؤه كرجل.. يحمد الله انه بدل ملابسه قبل أن يغفو والا كان سيستغرق وقتاً أطول ليفتح الباب.. تحرك باتجاه باب شقته ليسمع أمه وحماته بالخارج يضحكان بخفه وبعض همهمات لم يستطع تفسيرها سوى كلمتين هتفت بهما والدته..

  - عرسان بقى..

واتبعتها بضحكه قصيره محرجه..

بلمح البصر كان قد ترك مدخل شقته وركض إلى غرفة نومه التي تحولت إلى غرفة نومها بالأمس .. وطرق الباب مره ولم يجد رد فطرقه مره أخرى وأيضاً دون رد.. ليتخلي عن لياقته وتهذيبه ويرتدي شخصية قاسم شقيقه الأصغر ليدلف إلى الغرفه دون استئذان.. وجدها نائمه ترتدي قميص قطني خفيف والهالات تحت عينيها تخبره انها لم تنم سريعاً كحاله، 

بأصابعه ربت على كتفها برفق.. لتفتح عينيها ببطء وتتثائب بكسل.. تململت في الفراش ويداها تفردههما بتمطي ودلال لا يليق بسواها.. تدريجياً وضحت الرؤيه أمامها لتنهض كالملسوعه تحت نظراته المدققه بها وبحركه اعتادتها ما أن تستيقظ عدلّت من خصلاتها المبعثره.. 

قال سريعاً متجاهلاً هيئتها الفوضويه وملامحها الناعسه.. 


-أمك وأمي واقفين بره ع الباب.. بسرعه قومي اقلعي اللي انتي لابساه ده والبسي حاجه تانيه.. 

أزاحت الغطاء الخفيف من عليها ليظهر لعينيه باقي القميص الذي ترتديه والذي بالكاد يغطي يصل لركبتيها ليكشف عن ساقيها.. لم تنتبه إلى نظراته والتي اشتعلت فجأة.. ف سألت بغباء.. 


-ايه ده.. طب وهما جايين بدري ليه.. 


والقميص القصير المحترم من أعلاه وقليل الادب من أسفله والساقين والجو الحار مع أن الغرفه مكيفه ، وجرس الباب كل هذه الأمور كانت سبب كافي لاستدعاء غضبه الغير مبرر ليهدر بها بغيظ مشوب بالاستهزاء.. 


-فوقي ياعروسه انهارده صباحيتك. . وانتي ناموسيتك كحلي الضهر إذن من زمان.. 


وأشتعلت وجنتيها وأحرجت من تلميحاته.. اطرقت برأسها خجلا وهي تعض على شفتها السفلي بقوه.. ولاها ظهره وزفر بضيق ثم قال وهو يخرج من غرفتها.. 


- انا هروح افتحلهم تكوني انتي لبستي وظبطتي الدنيا.. 

وأشار بيده على الفراش.. 


.. وبخطى سريعه تحسد عليها قامت بنزع الشرشف الأبيض وتجعيده ورميه بالحمام المرفق بالغرفه جانباً.. وقامت بوضع أخر ارضيته زرقاء مزركش بورود صغيره بيضاء.. وبيدها الأخرى كانت تستبدل قميصها القطني القصير بآخر حريري لم تتبينه ولكنها ارتدته على عجل..

وبالخارج كان قد فتح كمال لوالدته ووالده زوجته وادخلهما..

كانت أمه تحمل صينيه كبيره بها طعام مخصص للعروسين عباره عن حمام محشي وبطه محمره وارز و بطاطس وعدة أصناف مغطاه .. وجوارها حماته تحمل أشياء مغلفه بيديها وما أن دخلا حتى وضعا مايحملانه على الطاوله المتوسطه بصالة المنزل..

"  فاطمه والده كمال امرأه مصريه اصيله كانت قصيره جسدها ممتلئ قليلا.. خصلاتها الفضية متجمعة  تحت حجاب صغير غطى فقط أعلى رأسها..  وحماته نفس صفاتها ولكنها أطول منها قليلاً وحجابها الطويل يغطى صدرها وظهرها كاملاً .." 

حماته تبتسم بوجهه وتبارك له وتسأل عن حاله وهو يجيب بمنتهى التهذيب دون أن يظهر غضبه الذي يعتمل بصدره وغيظه..

تربيته من كف أمه الطري على ظهره القوي ومباركتها له جعله ينحني على كفها يقبلها ويستقبل دعواتها له بصدر رحب وابتسامه مصطنعه واسعه.. وبعد أن تبادلا المباركات والدعوات.. سألته حماته عنها وأشار بكفه على غرفة نومه يدعوها للدخول.. لتقول له 

- تعالى يابني دخلني اشوفها.. 

وجلست أمه على اريكه جانبيه وتركت لهما مساحه خاصه.. 

تقدم كمال حماته بخطوتين ودون استئذان دخل غرفته متحدثاً بنبره عاليه كي تنتبه لدخوله 

- ريم مامتك ا.... 

وتوقف الكلام بحلقه فور رؤيتها كانت تقف أمام المرآة تعدل من خصلاتها البنيه ترتدي غلاله بيضاء قصيره ومزينه من الأمام  بالدانتيل .. عاري الكتفين والذراعيين ليظهر جسدها بكامله أمامه.. كان كالمشلول مما رآه ، وكأنه لأول مره يرى جسد امرأه.. ازاحته امها من أمامه برفق كي ترى ابنتها وما أن رأتها حتى اتسعت ابتسامتها.. اقتربت منها بخطى متعجله واحتضنتها بحنو وفرحه جليه على صوتها وهي تباركلها 

-حبيبتي الف مبرووك.. ربنا يهنيكو سوا ويهدي سركو ااامين.. حطها ف عنيك ياكمال دي هي اللي بقيالي بعد مالغاليه راحت.. 

قالت الجمله الأخيره لكمال بعد أن تحشرج نبرتها.. 

وكمال لازال على وقفته ممسك بمقبض الباب تكاد عيناه تخرج من محجريهما وأحمرار أذنيه وااحتقان ملامحه جعلتها تنتبه ولأول مره تتفحص ما ارتدته وصعقت من غلالتها العاريه وبكفها حاولت مداراة جسدها .. سرت في جسدها رجفه من نظراته الجريئة.. وخجلت أمها أيضاً 

ليحمحم بحرج وهو يبتعد عن الباب ويقترب منها بذراعه حاوط خصرها تحت نظراتها المصدومه من فعلته وجرأته.. و.. و ووقاحته.. ثم الصقها به ليتلمس ب كفه جسدها .. هتف بصدق لأم ريم.. 

- متخافيش بنتك ف عنياا.. بس وصيها علياا هي كمان 

قالها ونظراته مركزه على زوجته التي اتسعت عيناها ذعراً وخجلاً.. 

ثم مال على جبهتها وقبلها.. في مشهد يبدو لأمها انه ونعم الزوج " وصبرتي ونولتي ياريم".. والمشهد من وجهة نظر ريم المصدومه انه ليس رجلاً سهلاً كما توقعت .. أما من وجهة نظره فهو سيكون أكبر أحمق بالتاريخ إن لم يستغل الفرصه لصالحه حتى ولو للحظات.. 

ابتعدت عنه قليلا بجسدها ليتركها ويتحدث لأمها 


- هسيبكو مع بعض شويه.. هخرج أشوف أمي.. خدو راحتكو.. 

وما أن ولج خارجاً حتى تنفست براحه لتقول أمها 

- طمنيني عليكي.. شكلك تعبانه

بابتسامه باهته متوتره أجابت.. 

- انا كويسه.. بس انا منمتش كويس بس.. 

وجهت أمها نظراتها للفراش وقالت بحرج.. 

- اومال فين الملايه اللي كانت مفروشه.. 

زاغت بنظراتها عنها.. فركت كفيها معاً وتمتمت بحرج

- شيلته وغسلته في البانيو.. 

لتدعو الأم لها براحه البال والذريه الصالحه.. دار بينهما بعد ذلك حديث محتواه غير مهم.. 

ثم غادرتها هي وأم كمال بعد أن اطمئنا عليهما.. 

دخل كمال على ريم الغرفه وجدها ارتدت قميص آخر طويل محكم من من فوق وخصلاتها جمعتها فوق رأسها.. زفر بيأس وقد علم أن وقت العرض المجاني قد انتهى.. 

توجه صوب خزانته.. ليخرج منها ملابس له.. ويتوجه إلى الحمام.. وقبل أن يغلق الباب.. اختفت ابتسامته التي كانت على وجهه وقت وجود والدتها وحل محلها نظرات غامضه غريبه.. ثم هتف من بين أسنانه 


- الأكل بره لو عايزه تاكلي.. انا مليش نفس اكل.. كلي انتِ.. 


................ ****

                                  


.... قالوا قديماً "إن احتار قلبك في حب شخصين.. فأختر الحب الثاني لأنك لو كنت أحببت الأول حقاً لما خفق قلبك للثاني".. 


كان أكرم مستلقي على الفراش بغرفة نومه، يستند بذراعه تحت رأسه.. ويده الأخرى ممسكه بالهاتف يمرر أصابعه عليه وعلى وجهه ابتسامه لم تصل لعينيه ملامحه ساكنه ونظراته هادئه. . يتطلع على إحدى الألبومات المحتفظ بها على هاتفه النقال.. لتظهر صورتهما معاً أمام عينيه.. تلك الصوره يتذكرها جيداً كانا يجلسان بمقهي الجامعه وقام زميلهم بتصويرهما معاً تخليداً للذكرى.. وكم كانت الذكرى جميله وموجعة.. ف جيلان كانت حب حياته الأول والوحيد والذي قد حُرم منه بسبب غبائه وقت قرر أن يستمع لكلام جده ويتزوج من نورهان لتنلقب حياته وتتغير طباعه وتضيع جيلان منه ..

غامت عيناه بالذكرى يوم ان جاؤه جده يرجوه أن يتزوجها وأنه حفيده المقرب لقلبه المتفهم والذي لم يسبق أن رد له طلب.. تذكر وقت أن رآها ملامحها الرقيقة كانت باهته ولونها شاحب كالموتي ونظراتها منكسره.. لم ينكر أنه تعاطف معها.. ولكنه كان تعاطف فقط.. أو هكذا ظن..!! 

يعلم أنها تحرك بداخله شيء لا يعلم كنهه وهذا مايثير غيظه..  تغريه كرجل يرغب زوجته.. وضعفها ورقتها تستفزان ساديته.. وكلما تذكر كيف فُرضت عليه كلما تعمد كسرها أكثر. . إلى أن صار الوحيد الذي يتفنن في اذلالها واهانتها.. 

كان أكرم الرجل الأكثر هدوءً ورزانه على وجه الكوكب.. وبوجودها أمامه يتحول للنقيض.. 

تذكر زواجهما السريع جداً.. ف كل شئ تم بهدوء وكانت الحُجه بأن العروس والدتها مريضه ويكفي عقد القران واحتفال بسيط أمام منزل العروس المتهالك من الزمن في إحدى المناطق الشعبية لتصبح نورهان زوجته وامها وأخيها الأصغر أصبحا أيضاً تحت رعايته مادياً .. 

بعد زواجه بأيام عرف من إحدى أصدقائه بخطوبه جيلان، وكانت خطوبتها القشه التي قصمت ظهر البعير.. ليرى أن نورهان هي من حرمته من حبهِ وعاملها على هذا الأساس.. 

نفض الذكرى من رأسه هو الآن رجل قد عادت حبيبته إليه بعد أن فسخت خطبتها.. وخطبت لآخر وأيضا لم تكتمل.. وعادت اليه بعد عامين ونصف العام.. بمكالمه كانت بدايتها 

"اللي فات مات.. مش هنوجع بعض ع حاجه حرمتنا اننا نكون نصيب بعض.. انا عارفه انك لسه بتحبني وانا كمان لسه بحبك" 

لتستمر مكالماتهما بعد ذلك.. 

فتح تطبيق الوتساب لتلوح صورتها أمامه شعرها الأسود تربطه عالياً وبعض خصلاتها هاربه على وجنتيها محدده عينيها السوداويتين بكحل اسود كثيف.. ضغط على المحادثه بينهما.. 

وكتب لها ومازالت ابتسامته مرسومه على ثغره.. 

"وحشتيني" مرفقه بقلب أزرق 

لتجيبه سريعاً وكأنها كانت بانتظاره.. 

  "وانت كمان.. فينك من الصبح" 

  لم يرد.. لتعاجله بسؤالها.. 

  "كلمت جدك ولا لسه؟!" 

تنهد تنهيده طويله يحاول بها تهدئه الحرب القائمه بداخله ثم كتب 

  "بكره هكلمه.. واللي يحصل يحصل.. 

  أنا مش مستعد أنك تضيعي من أيدي تاني.." 

  .. قطع حديثه معها دخول الصغيره ذات العام ونصف أبنته ملك ومدللته.. كانت تركض من والدتها عاريه ترفض أن ترتدي ثيابها.. 

بأنفاس لاهثه قالت نورهان.. 


-تعبتيني معاكي ياملك.. يللا عشان تلبسي.. 

والصغيره ركضت لوالدها بخطواتها المتعثره المضحكه.. ليرمي أكرم هاتفه من يده دون حتى أن يقول سلام.. فمدللة  ابيها أهم من أي شئ.. 

حملها بذراعيه وتعالت ضحكاته منها وهي تختبئ من أمها بصدره العاري.. 

- سيبيها براحتها خلاص.. 

-التكييف مفتوح وانا خايفه تاخد برد.. 

لينظر للصغيره بنظرات مخصصه لها فقط نظره اب لأميرته.. ويهتف بشقاوه محببه على قلب من أمامه.. 

-لأ انتي كده لازم تلبسي يالوكا

  ثم وجه حديثه لنورهان

    - .. لبسيها وانا شايلها وخلاص.. 

اقتربت منه وبيدها ملابس الصغيره.. حاولت تثبيت نظراتها على ملك متجاهله صدره الأسمر العاري  وعطره الذي يخترق قلبها قبل أنفها وملامحه الوسيمه التي رغماً عنها تأسر عيناها .. فبرغم معاملته لها وجفاؤه الا انها تحبه وتلتمس له العذر.. يكفي أن رجل بقدره وافق وارتضي بأن تكون زوجته بمثل ظروفها.. يكفي أنه لم يتخل عن أمها المريضه وأخيها الصغير.. كل ذلك كان يكفيها وأكثر.. ويوم المُنى يوم أن يبتسم بوجهها ويتناسي مابينهما.. 

بيد مرتجفه ألبستها بنطال منامتها القطنيه المرسوم عليه إحدى الرسوم الكرتونيه.. حركاتها متوتره وثقيله. فقربه يربكها 

وهو يستمتع بارتباكها.. فيتعمد أن يلامس بمرفقه جسدها بحركه تظهر بأنها غير مقصوده ليلمح حبيبات العرق تنتشر على جبهتها فيبتسم بغرور ..ينزل قليلا بطوله الذي يفوقها بحوالي عشرة سنتيمترات أو أكثر.. كي تتمكن من تلبيس الصغيره باقي المنامة العلويه وأنفاسه الساخنه تضرب صفحه وجهها فتغمض جفنيها في محاوله فاشله منها للسيطره على أعصابها.. وحياؤها يمنعها أن تفتح عيناها وتنظر لعينيه التي تبدلت نظراته من الزهو والغرور  إلى الرغبه الخالصه.. رغبه بات يعرفها تماما.. رغبته بها رغبة رجل يرغب  أنثاه.. 

انزل الصغيره على فراشه الوثير واعطاها هاتفه تلهو به وتلتهي عنهما.. 

قربها منه بيده إلى أن التصقت به وبقبلات ناعمه كرفرفه الفراشات وزعها على جانب وجهها ورقبتها وهي مستسلمه له والأمر يعجبها وقبلاته تروق لها وتغير أحواله اعتادت عليه  

فلطالما كان أكرم الشئ ونقيضه.. والآن يبدو أنه رائق المزاج.. وهي لن تضيع على نفسها فرصه أن تنعم في كنف دلاله وطيبته حتى وإن كانت لحظات قصيره.. 

واعتراضها كان واهي وهمست بوهن جوار أذنه 

- ملك يا....... 

ليقطع اعتراضها بقبله طويله على شفتيها.. وليذهب انتقامه منها إلى وقت لاحق.. ولتذهب جيلان بمحادثتها إلى الجحيم مؤقتاً. . وملحوظه تترد بعقله هو لايحبها هو فقط يريدها كرغبه فقط.. ويردد ثانيا وثالثاً ورابعاً ومائه كذباً

هو لا يحبها هو فقط يريد تذوق النعيم.. وهي كانت أنثى كالنعيم.. 


................... ****


  .. بيت القاسم.. 

      .. بيت الجد الكبير..

.. يوم الجمعه.. يوم التجمع العائلي..  كالعادة من كل أسبوع.. 

تتجمع فيه العائله بمنزل القاسم الجد.. منزل واسع ليس على الطراز الحديث.. ولكن ما أن تراه تدرك مدى فخامته وعراقته.. يحتوي على أربع غرف ثلاثة غرف نوم والغرفة الرابعه أكبرهم وهي الصالون.. يتوسط المنزل صاله واسعه على اليسار طقم من الكنب المزين الفخم وبالمدخل بعض التحف الثمينه، وبالمنتصف مائدة كبيره.. وفي أحد أركان الصاله مكتبه كبيره تحتوي على بعض كتب التاريخ وتفسير القرآن وبعض من كتب التراث والقليل من الروايات.. 

.. فاطمه والدة كمال تتوسط المطبخ بجسدها الممتلئ قليلاً تقوم بتحضير الغذاء، و نورهان تساعدها بتحضير الأطباق وسكب الطعام بهم.. وريم تهتم بترتيب المائدة ووضع الطعام عليها.. فتميل بجسدها تارة لتعدّل من وضع المفرش وتارة أخرى تميل لوضع المحارم البيضاء بمكانها.. ليميل الزوج المحروم و "المأسوف ع عمره" بنظراته المفضوحه عليها.. وارتدائها لفستان ضيق كالذي ترتديه اليوم ليس بمصلحته وبالتأكيد ليس لمصلحتها.. كان فستانها يحتضنها ليبرز خصرها النحيل بسخاء.. اقترب منها كمال وهو يكز على أسنانه ويضغط على شفتيه بغيظ ليميل عليها ويقول بصوته الأجش هامساً لأذنها فقط.. 


-ريم اقعدي ع الكرسي انتي، والبنات هما اللي هيجهزو السفره .. 


.. ثم همس من بين أسنانه ونظراته مركزه على جسدها 


- فستانك ضيق جداً.. ياريت متلبسهوش تاني.. ولا تلبسي الفساتين الضيقه دي أصلاً اودام اي حد.. 


ونظراته الجريئة استدعت خجلها.. وأحمرت وجنتيها.. ورائحة عطره أخترقت أنفها.. لتبتعد بنظراتها عن مرمى نظراته الوقحه .. وتمتمت بخفوت .. 


-حاضر.. 


..ثم جلست على أحد كراسي المائده وجلس كمال بجوارها كأي زوج وزوجة طبيعين.. 


والمشهد بعين أخرى كانت تراقبهم بصمت وتركيز.. زوج مهتم بزوجته ويبدو أنه يريد راحتها لتجلس بحياء بعد أن ألقى عليها دعابه خفيفه أو ربما مجاملة جريئه نظراً لاحمرار خديها ويجاورها زوجها المهتم.. وما بينهما من همس لم تستطع ترجمته.. استدارت برأسها لزوجها المشغول بأحدي الألعاب الالكترونيه على هاتفه.. 

نادته باستياء.. 

- زياد. 


وبلا مبالاة يجيدها ويتقنها كانت إجابته 


- عايزه ايه؟ 


- هو انت جاي هنا عشان تفضل ماسك الفون..!،!  مبتزهقش بجد حتى اليوم الوحيد اللي بعرف اتلم عليك فيه.. هتقضيه ع الفون؟ 

.. زفر بملل.. وقلب عيناه ثم قال


- اديكي قولتيها اليوم اللي بتقضيه معايا.. اهو اقضيه ع الفون بدل ما اقضيه وانتي بتنكدي عليا.. 


اشاحت بنظراتها عنه بحزن ممتزج باحباط


.. مسح بكفه لحيته وكأنه يشذبها.. يلاحظ تغيرها والحزن الذي طغى على قسماتها ليترك هاتفه جانبا وهو يقول بابتسامه مزيفه 


-اديني سبت الفون اهو ياستي.. 


وبحركه روتينيه اعتاد هو على فعلها أمسك بكفها ووضعها على فخذه 

.. ثم زفر أنفاسه ببطء ليهدأ نفسه وغمغم بنبره ساخره 


-أما نشوف حصة الترابط الأسري دي هتخلص أمته.. 


يتبع 


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستعموا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم