رواية ضلي اضحكيلي بقلم سوسيتا محمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية ضلي اضحكيلي بقلم سوسيتا محمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


رواية ضلي اضحكيلي بقلم سوسيتا محمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


كل يوم نفس الروتين ، بفيق الصبح بفطر و بلبس تيابي بعدين بروح عالسوبر ماركت بضل فيه للمسا وبرجع بتحمم ، بتعشى ، وبنام .

كنت مرتاح هيك بعد ماتركت منطقتي واجيت على هالضيعة الغريبة وسكنت فيا من حوالي خمس سنين ، تعبت أول سنتين وتدينت من رفيقي مبلغ كبير لحتى فتحت محل صغير واشتريت بيت على قدي بهالضيعة ..ناسها حبوني كتير وحبيتن .

وشوي شوي بلشت اكبر وشغلي يكبر لأن كنت ملتزم فيه كل الوقت بس ما كنت عم اصرف المصاري يلي تجيني صرت كل فترة رجع لرفيقي قسم من المبلغ يلي تدينتو لحد ما وفيتو بسنة وحدة وبعد سنة تانية بعت المحل واشتريت محل كبير عملتو سوبر ماركت وكان 

بعيد عن بيتي شي 350 متر بس .

اليوم فقت متأخر شوي لبست عالسريع وطلعت بلا فطور ع مدخل البيت شفت بنت واقفة شكلا بيوحي أنو عمرا شي 15 سنة ، بس شافتني داخت ووقعت عالأرض ، ركضت حملتا ودخلتا عالبيت بسرعة ، رفعتلا اجريها لفوق وحطيتلا ملعقة سكر بتما ورطبتو بالمي .

فتحت عيونا شوي ، ما حكت شي .

- بجبلك دكتور ؟

ماردت بس رفعت حالا شوي ، سندت راسها على التخت وتطلعت حواليها بعيون دبلانة ومرتخية.

حسيتها عم تستفسر بينا وبين حالها شو عمل تعمل هون .!

- انتي غميتي عباب بيتي ودخلتك لساعدك .

ما عم ترد بس عم تتطلع بنظرات غريبة مو فهمانة شي حتى ما عرفت اذا عم تسمعني أو لا .

- رح اعملك شي ساخن تشربيه .

رحت عالمطبخ وأسئلة كتيرة براسي عن هالبنت ، شو بدي اعمل ، هي غريبة عن هالضيعة متلي تماماً ، وأكيد في قصة وراها ، لازم اعرفها وساعدها ، بس أهل الضيعة شو رح قلن اذا سألوني عنا ؟

وبهاللحظة رن جرس البيت .

- غفران : صباح الخير 

- بحر : صباح النور 

-غفران : كان لازمني غراض وناطرتك تفتح من ساعة وما فتحت .

- بحر : ما تآخذيني اليوم ما بقدر افتح .

-غفران : خير في شي .

-بحر : لا بس اختي اجت وتعبانة مضطر ضل معا.

- غفران : إذا بحاجة شي خبرني .

-بحر : شكراً الك وما تواخذيني للمرة التانية .

- غفران : ولا يهمك .

-----------------------------

غفران ممرضة صبية بالعشرينات بحس انو حاطة عينا عليي ومهتمة فيني كتير ، وأحيانا بتشتري شغلات مو لازمتا بس لتدخل لعندي ، أنا ما بحسسا انو منتبه لتصرفاتا أبداً و بعمل حالي أبله لأن ما شعرت بأي مشاعر تجاها مع أنو مو ناقصها شي .

--------------------

- بحر : اشربي هالكاسة الزهورات بتفيدك .

مسكيتا بإيد عم ترجف خفت توقعا على حالا اخدتا منا فورا وقلتلا اسمحيلي شربك انا .

صارت تشرب وحس دمعتا عم تنزل مع كل شفة ، ما تجرأت اسألا شي ، كنت عم اتطلع فيا وزعلان على حالتا .

شعراتا قصار لونن أسود سابلين وبشرتا حنطية تما صغير عيونا سود واسعين وانفا ناعم، تفاصيلا أحلى من شكلها العام ، يعني طلتها عادية وما فيا جاذبية بس ملامحها حلوة و بسيطة .

--------------------------------

- بحر : جبتلك لبن وحبة بطاطا سلق مفيدين لحالتك .

الصمت سيد الموقف .

شلت ملعقة لبن ومديت بإيدي لعند تما : كليها .

ضلت ايدي ممدوة شي دقيقة .. يلا مشان ما يصرلك شي .

فتحت تما فورا واكليتا وهيك لحتى خلصت الزبدية كلها .

غمضت عيونا ونامت ، كنت كل شوي طل عليها أتأكد انو لساتا نايمة وارجع اقعد عالكنباية شعل سيكارة ورا التانية ، هي العادة السيئة الوحيدة عندي ، التدخين ، حاولت اتركو كتير بس ماقدرت ، كان متنفسي الوحيد وقت اتدايق .

- وين أناا ؟

التفت بسرعة على جهة هالصوت الطفولي ، طفيت السيكارة ووقفت قلتلا : ارتحتي ؟

- مين أنت ؟

تعالي اقعدي ارتاحي هون ، اشرتلا على الكنباية اللي جنبي ، مشت على مهل بخطوات مترنحة ، خفت توقع بس ما تحركت من مكاني ، كنت عم راقبا بعيوني بس.

- مين أنا ؟

لما سمعتا حكت هيك فتحت عيوني بدهشة وصدمة مع بعض .

- بحر : أنتي قليلي 

- مين أنا .. وين أنا .. مين أنت ..!!؟


صارت تبكي بقوة وتقول ميييين أنااااااا ، قمت قعدت جنبا ومسكتا من كتافا صرت هديها .

-بحر : اهدي اهدي شوي .

فلتت مني وقامت بعيون منفوخة : انت مين ؟ 

- أنا بحر .

مسحت دموعا وضحكت وصارت تردد اسمي بصوت مخنوق : بحر .. بحر .. بحر .

قلت أكيد هالبنت فاقدة ذاكرتا مو عرفانة مين هي ولا شو اسما ، ارتاح قلبي لما ضحكت مع انو ضحكة بتوجع أكتر ما بتفرح .

- بحر : حاولي تتذكري أي شي عنك .

- ما عم اقدر .

وحطت راسها بين ايديها وصارت تضغط عليه بعدين حطت اصابعها بأدنيها وكأن في صوت ما بدا تسمعو وانهارت بنوبة بكي .

اتصلت مع دكتور زميلي وقلتلو اعطيني اسم دوا مهدئ للأعصاب .

طلعت عالصيدلية بسرعة ، بس وقفني أكتر من شخص يستفسر عن سبب تسكير السوبر ماركت اليوم ، وأنا رح طق من هالاسئلة ومو مصدق اخد الدوا وارجع عالبيت .


-----------------------

عطيتا حبتين مع بعض قلتلا رح ترتاحي ع هالأدوية يلي ريحني أنو البنت حابة تساعد حالها بحالها .


بعد نص ساعة كانت غرقانة بالنوم ، خبرني الصيدلاني انو حبتين مع بعض تأثيرن متل الابرة المهدئة ، يعني بتنام للصبح .


طمنت بالي وطلعت فتحت السوبر ماركت كانت الساعة شي 3 بعد الضهر قلت هيك بخلص من الحكي .


- غفران : مرحبا .. ما توقعتك تفتح اليوم .

- بحر : أهلا ..اي ولا انا توقعت ، بس اختي ارتاحت شوي .

-غفران : معناها رح اعملا زيارة بكرا .


قلت لحالي : شو انك حشرية والها قلتلا : بدي اعتذر منك اختي هي صغيرة وعندا وضع خاص ما بتحب تتعامل مع الغريبين .


-غفران : عنجد !!

-بحر : اي عندا رعب من الغريبين .

- غفران : أسفة عالازعاج ، اعطيني هالغراض .


مدتلي بورقة بيضا مكتوب عليا مجموعة غراض قمت صرت جيب الغراض وحاسس بعيون غفران البنية عم تلاحقني كيف ما تحركت .


-بحر: ليش ما جبتي الغراض من مكان تاني .

-غفران : ما ببدلك بحدا تاني .

كانت عم تحاول توصلي رسالتا بس تجاهلتا فعدلت من كلامها .


-غفران : يعني قصدي ما بحب جيب من عند حدا تاني لأن تعودت جيب من عندك .

- بحر : بسيطة .

ضبيت الغراض بكيس كبير وأنا عم ضبو بكيس تاني قلتلا : بجوز بكرا ما افتح اذا لزمك شي لا تنطري عليي.

- غفران : اذا ضليت هيك بطيرو زباينك.

- بحر : للضرورة احكام .

------------------------------

سكرت الساعة تسعة مع انو بالعادة بسكر الساعة 12 بعد نص الليل.

بس ارتحت انو كل الضيعة صار عندا خبر بوجود هالبنت وخبرتن انو هي اختي وعندا ضع خاص تفادياً لأي كلام مو منيح عني أو فكرة غلط عن البنت.

فتحت الباب بهدوء ودخلت ع روس أصابعي فتحت باب الغرفة شفتا على نفس الوضعية لافة حالها بشرشف ناعم متل وضعية الجنين ببطن أمو .

اخدت تيابي ورحت عالحمام ، بعدا تعشيت وحطيت راسي لنام ، بس ما قدرت ، تقلبت كتير بالسرير ، صرت فكر فيا، اذا فاقت ما شافت حدا جنبا بلكي خافت ، اذا فاقد ة ذاكرتا عنجد ما رح يكون الها غيري ، كيف رح اتأقلم ع وجود بنت متلا بحياتي ، بروح لعند الشرطة وبخبرن ، لا لا بلكي صرلا شي ، طيب لازم يكون معها هوية ، شو بدي اعمل !!

كم هائل من الاسئلة فوق راسي وما حسيت على شي لطلع الضو .

فقت على صوت خبطة ، قمت من التخت متل المجنون عغرفة البنت ماشفتا نزلت لتحت شفتا واقفة عباب المطبخ عم ترجف .

مسكتا من ايدا شفتا عم تنزف كانت مجروحة دخلتا عالصالون وجبت عدة الاسعافات الأولية عقمتلا الجرح ولفيتو بشاش .

- بحر : شو صار !!

- دخلت لأشرب وبس حطيت الكاسة على تمي سمعت صوت انفجار قوي كتير انكسرت الكاسة بإيدي .

- بحر: انتي وماسكتيا ؟

- اي 

-بحر : كيف ؟

معقول من الانفجار ، رجعت هزيت براسي شبك وك بحر أي انفجار هاد يلي عم تحكي عنو .. البنت عم تتخيل .

نمت وأنا مستغرب كيف انكسرت الكاسة بإيدا .


الصبح كانت رايقة شوي ومرتاحة عن مبارح ، حطيت فطور وفطرنا سوا .

- بحر : خبرت أهل الضيعة انك اختي الصغيرة ، وقلتلن كمان انو عندك خوف من الغريبين مشان ما حدا يتفاجئ اذا سألك شي وما عرفتي جاوبتي .

هزت براسا مع ابتسامة منيح تأقلمت عليي فورا .

لازم نختار اسم الك ورح حاول دبرلك هوية مزورة بس للضرورات .

ما حسيتا عم تستوعب شي بس تهز براسا .

عطيتا الحبوب وقلتلا رح تنعسي وتنامي بدك تضلي على هالحالة فترة بس بعدين رح ترتاحي .

قالتلي : وبتذكر .

شفت عيونا نبضت بالحياة من جديد حبيت ادعما من جوا قلبي فابتسمتلا وقلت : احتمال كبير .

فهمتا كم شغلة عن الضيعة واهلها وخبرتا عن محلي الكبير ، تركتلا رقمي على ورقه مشان تدقلي اذا احتاجت شي .

صرت اشرد كتير أنا وقاعد بالمحل ، بس الحمدلله شغلي ما تأثر ، بالعكس صارو يستغلو فرصة اني فاتح ويشتروا كل شي بحاجتو من عندي ، تحسباً اذا اضطروا على شي وكنت مسكر .

انتبهت على غفران داخلة عملت حالي عم ضبضب كم غرض .


- غفران : كيفك بحر ؟

- بحر : أهلين .

-غفران : مين شاف حبابو نسي صحابو .

ابتسمتلا بنشافة وقلتلا : شو قصدك !


- غفران بحرقة قلب : من وقت اجت اختك ما عم نشوفك متل العالم .

باستغراب رديتلا : نعم !!


- غفران : يعني ما كتير عم تفتح .

- بحر: يلي لازمو شي ما ينطر عليي افتح أنا صار عندي وضع مختلف ، مو فاضي متل قبل ، بعتقد اختي أهم .


كالعادة بس حستني عم الطش بالحكي بتمدلي ورقتا البيضا المليانة غراض .

حسيتا رح تفتح سوبر ماركت على كتر ما بتشتري ، وين بتروح فين ما بعرف ، يوميا بدا تجي ومعا ليستا طويلة عريضة .

-------------------------------

بعد أسبوعين تحسنت البنت وصارت تتفاعل معي بس مع وجود بعض التحفظات والخوف والبكي أحيانا .

المسا رجعت عالبيت ، دخلت شفتا قاعدة عالكنباية أول ما شافتني زمت شفافا لتحت وتغرغرت عيونا بالدموع .

قعدت على ركبي قداما واتطلعت فيا : شو في .!!

صارت تتشهق قعدت جنبا : احكيلي شو في .

رمت حالها بحضني وحرارة دموعا عم تنزل عصدري متل النار .

غصيت معا : شو في احكي .

ما كانت تحكي .. تبكي .. تبكي وبس .

حسيت اني اب لهالبنت والشعور يلي راودني لما كانت مرتمية بحضني متل شعور أب عم يراضي طفلتو الصغيرة .

غفت بحضني وهي ماسكة ايديي بقوة وشادة عليهن ، تأكدت تماما انو الكاسة انكسرت من قوة ضغط ايدا عليها ، هالقوة يلي عندا ما طبيعية ، ازرق لحم جسمي منا .

ضليت للصبح عنفس الوضعية كل ما اجي قوم تضغط عليي هي وغفيانة ، كانت خايفة ومرعوبة ، وما بدا اتركا ، كنت بدي ادخل عالحمام رح اعملا تحتي وما قدرت وضليت مهدى حالي بقدرة قادر .

فاقت الساعة 4 الصبح وكانت الحرية بالنسبة الي ، تلبكت لما شافت حالها بحضني : أنا . أنا .. كيف نمت هيك .

- بحر : كنتي تعبانة كتير وغفيتي وما حبيت فيقك .

** بيني وبين حالي قلت : قصدي ما قدرت افلت من ايديكي هالحديد **

مع انن ناعمين لأبعد حد بس العصب يلي عندا قوي .

- أسفة .

- بحر : كلو بهووون بس اسمحيلي ادخل عالحمااااام .

وقمت ركد وأنا عم اسمع صوت ضحكتا عم يلاحقني .

متل ما بتدخل بنوبة بكي بتدخل بنوبة ضحك ، رح تجنني.

اتقيدت حريتي ببيتي شوي بس ما كنت مزعوج ، يمكن وجود حدا تاني معي حسسني بحب الحياة أكتر ، ونسيت الوحدة يلي كنت عايشا .

------------------------------

- بحر : شو رأيك نتمشى شوي عالطريق !

- اي 

-بحر : بس بدك تحكيلي شو كان صاير معك مبارح .

- اي

تمشينا بطريق عريض وكلو شجر عالطرفين كان برد الروح ، وكتير أيام مشيت فيه أنا ومخنوق ولما ارجع حس براحة نفسيه .

- مبارح اجت صبية دقت الباب ، قالتلي انا غفران ، صارت تسألني أسألة كتير ، ليش ما بتشبهي بحر ، ليش مو حلوة متلو ، شو مرضك ، شو بحب بحر ، ليش نفسيتو حامضة ، شو عمرك انتي ؟؟.

وسألت كتير وانا ما جاوب شي ، لحتى ما بقى تحملت صوتا وصرت ارجف تركتني وطلعت .

انزعجت كتير ورجعتا عالبيت وفورا رحت لعند غفران دقيت الباب وطلعتلي .

تفاجئت بوجودي 

- غفران : تفضل بحر أهلا وسهلا

- بحر : أنا ما فهمتك ما تزوري اختي .

تلبكت وما عرفت شو تحكي .. أ أ أنا بس كان بدي ..

- بحر : ما بدي تبريرات على هداك البيت ما تروحي انتي ما شفتيها كيف كانت ، كيف بتتركيها وبتطلعي ، بلكي صرلا شي .

ما ردت بس ضلت منزلة راسا عالأرض وخجلانة من تصرفا وأنا بس فشيت خلقي تركتا ورجعت عالبيت .

عم تمضى الأيام والبنت يلي اختارت اسم ريم يكون اسمها صرلا ببيتي أربع شهور .

- بحرررررررر

عم تصرخ من جوا الحمام . 

- هون هون فيكي شي .

ماردت خفت عليا ... رجعت صرخت : رييييم فيكي شي !!

لما حست بخوفي قالت من ورا الباب بخجل : وقعو تيابي وصارو مي .. شو بدي البس ؟

ارتحت لما عرفت انها بخير ، ولمت حالي انو ما تذكرت جبلها تياب .

-بحر: استني رح جبلك تياب من عندي دبري حالك فيها لبين ما ينشفو تيابك .


رحت على غرفتي صرت دور على شي تلبسو لقيت بلوزة طويلة الي وواسعة أكيد رح توصل لعند ركبتها .

- بحر : حطيتلك ياهن عند الباب .

- ريم : يسلمو .

رحت شغلت التلفزيون وتمددت لارتاح ويمكن اخدت غفوة قصيرة بس فقت على صوت غنية صاخبة وهالمجنونة عم ترقص وتضحك على حالها كيف طالع شكلها بالبلوزة .

جلست قعدتي وصرت اتفرج عليها كيف مبسوطة .

ولما تطلعت عليي ضحكت وقالتلي شو هالفستان الحلو يلي جبتلي ياه .

-بحر : أسف حقك عليي ، رح اخدك عالسوق بكرا اشتريلك تياب جديدة .

صارت تردد بطريقة غريبة : تياب جديدة.. تياب جديدة .. تياب جديدة .

وبلشت ضحكتها تختفي وايديها يرتفعو لراسها وتضغط بقوة .

عرفت انو هالكلمة عم تذكرها بشي وكنت كتير اتدايق لما تكون بهالحالة ،فورا عطيتا حبة مهدئ  ونامت .

بس بعد ساعة فاقت و صرخت انفجاااار ، كان هالمنام يمكن كابوس مو منام عم تشوفو تقريبا بشكل دائم ، بتفيق مرعوبة بتقلي : شفت بيت كبير فجأة بتطلع نار وبتطاير حجارو وبشوف دم .

بضل ترجف شوي بعدا بترجع طبيعية ، تأكدت انو هالكابوس هو صاير بالحقيقة بس هي ما عم تقدر تتذكر شي ، وتمنيتا ما تتذكر هالشي اللي بوجع القلب .


حسيت عندا ميول تقرأ روايات وتسمع أغاني صرت اشتريلا كتب وحس انو مبسوطة وقت اعطيا كتاب جديد .


مرة دخلت عالبيت شفتا نايمة وبإيدا دفتر أول مرة بشوفو ،مسكتو على مهل حتى ما تفيق وبلشت قلب بصفحاتو وبكل صفحة حس بقلبي عم يطير من الفرح


بأول صفحة كانت كاتبة بالفصحى :

//لا أدري من أنا ولكنني ريم بنت بحر لست ابنته تماما انما هو أبي ، ليس أبي بل كأبي ، كيف سأشرح لكم لن تعرفوا بحر كما أعرفه ، هو وطني //


بالصفحة التانية كاتبة :

// لا أدري من أنا ولكنني أعيش مع بحر ،، هل تعرفونه !! لا أحد يعرفه سواي لا داعي لتعليقاتكم عنه فأنا أغار //


بالصفحة التالتة كاتبة بالعامية :

//كل ما صرخت انفجاااااار بحر بضمني بحناااان ، صرت اتمنى شوف هالكابوس كل يوم . //


وبالصفحة الرابعة كاتبة باختصار :

// بحر .. هو ذاكرتي //


------------------------

سكرت الدفتر فورا لما حسيتا عم تتحرك ، ما بعرف شو صرلي لما قريت هالكلمات مشاعر متداخلة ومتبعثرة ، قمت من جنبا وشغلت التلفزيون على قناة الأغاني تأملتا هي ونايمة ، عندا قدرة على التعبير غريبة ، عم حسها واعية كتير واهتمامها بالروايات عم يزيدها علم وثقافة ، حبيت اهتمامها فيني و تعلقها البريء .

-----------------------------

ريم : بحر 

بحر : نعم 

ريم : أنا لازم اشتغل 

بحر : تشتغلي !!

ريم : اي ، انت مو مجبور فيي

بحر : شو هالحكي هاد أكيد مجبور بعدين بعدك صغيرة عالشغل .

ريم : لتكون صدقت انو انا أختك عنجد !!

صرلي سنة ساكنة معك وانت ما قصرت معي بشي وعم تتحمل نوبات جنوني وعم تتعذب معي ولازم اشتغل وردلك جزء من معروفك .

------

انقهرت كتير لما حكت هيك وحاولت بشتى الطرق اقنعا تنسى الفكرة ، بالأخص انو أهل هالضيعة رح يصيرو يحكو كيف عم خليها تشتغل وبالاضافة اني بخاف يصرلا شي.

بحر : شغل ما في يعني ما في .

ريم : بدك تتحكم فيي .

بحر : مو من حقي اتحكم فيكي بس أنا بخاف عليكي .

ريم : بخاف عليكي .. بخاف عليكي .. بخاف عليكي .. ما اااا ماااا ..

ولأول مرة بتمرق صورة من ماضي ريم قدام عيونا ، عم تتعذب هي وعم تتذكر ، عم تضغط على حالها ، بتهدى وبتغمض عيونا بتحاول تلقط أي شي بذاكرتا وانا تعودت اسكت بهالحالة وراقبا حتى تهدى .

هدت وتطلعت بعيوني بخوف وتردد : ماما قالتلي بخاف عليكي بس من شو ما عم اقدر اتذكر .

ماما كبيرة بالعمر شفتا ختيارة خايفة من شي عم يصير بس ما عم اعرفوا .

بحر خليني اطلع من هون وروح دور بهالشوارع بلكي بمرق من شي محل الو ذكرى عندي وبتذكر .

------

كنت عم انحرق من كلماتا ما بدي ياها تفارقني ما بدي تتذكر ماضيها وتروح تتركني بدي ضل أب الها ودير بالي عليها بدي شوفا قدامي عم تضحك وعم تبكي بس ما بدي تتركني .


- بحر : ما رح امنعك بس عالأقل لتكبري لسى شوي وتقدري تواجهي الحياة بقوة لحالك .

- ريم : بس أنا بدي دور عماضيي وأنت معي ، أنت سندي بهالدني .

-بحر : شو رأيك تشتغلي معي بالسوبر ماركت .. عم يصير زحمه أحيانا وما بلحق عالكل .. اشتريت سلل مشان الناس تدخل تختار شو بدا لحالها بس كمان لازم يكون في حدا عم يتابعن اذا انشغلت .

- ريم : يا رييييت .

- بحر : منبلش من اليوم ؟

- ريم : طبعاً .

------------------------

دخلت غفران عالمحل تعوذت من الشيطان .

غفران : اه ريم هون شي حلو صرتي عم تساعدي أخوكي .

- ريم : اي 

- غفران : برافو معناها تعافيتي .

- بحر : شو لازمك خدي واتركي ريم بحالها .

- غفران : شو زعجك بكلامي عم سلم عالبنت .

-ريم : بفضل بحر صرت منيحة كتير .

قالت ريم كلماتا بطريقة واضح انو بدا تغيظ فيا غفران وحبيتا لهالحركة منا .

- غفران : اي بحر شخص مثالي نيالك عليه .

- بحر : شكرا

- ريم : بعرف .

---------------------------

كنت عم شوف ريم كيف عم تتحرك وتمشي مع الناس وتضحك أحيانا بهدوء وأحيانا بصوت عالي ، ومرة انزعجت كتير وما قدرت ضل ساكت ، وقتا دخل شب من الضيعة وقعد يفتح حديث معا وانا كنت بشغل ورجعت شفتا عم تضحك معو وعقلي طار . 

هو طلع وانا بلشت فيا .. انتي كيف بتضحكي مع هالصايع .

كانوا عيوني حمر من العصبية وتابعت : هاد ما تارك بنت من شرو وانتي قاعدة عم تكهكهي معو .

ريم كان منظرها متل أول مرة شفتا فيها بس بتهز براسا وبتطلع بنظرات مو مفهومة .

لك شبك ردي ليش هيك ساكتة ، بدك الناس هون يحكو عليكي ، خلص شغل هون ما بدي ، ما بدي حدا يجيب سيرتك بالعاطل والا قسما برتكب فيه جريمة .

فجأة ايديها عراسها وبلشت : لا ا ا ا أمي خلص أنا بحل الموضوع ، لا تصرخي ، خلص ، خلص ، خلص .

- بحر : ريم ، ريم شبك شو تذكرتي شو .

رمت حالها بحضني وصارت تبكي بقوة ، خدني عالبيت ، حملتها بإيديي ومشيت وكل ما حدا وقف يسألني ، قلن : وقعت رجلها عم توجعها .


نامت وانا قعدت جنبا ومسكت ايدا ، تذكرت الدفتر معقول كاتبة شي جديد رح دور عليه ، التفت عجهة المكتبة شفتو عالطاولة ، مو مخبايتو .

مشيت وكأني خايف أوصل وامسكو بإيدي .

فتحت الصفحات يلي قريتا ورجعت عدت قرايتا أكتر من مرة ، بعدين فتحت ما شفت شي جديد ، وقبل ما سكر الدفتر شفت ورقة مشقوقة ومطوية بقلبو ، ليش شاقة هالورقة .

فتحتا وكانت صدمتي كبيرة كان مكتوب فيها .

// ما بدي اتذكر الماضي أنا خايفة كتير كتير ، مبارح شفت أمي عم تقلي صار عمرك 22 سنة ولسى عقلك وتصرفاتك متل الصغار ، بكيت كتير وما قدرت خبر بحر بهالشي ، بدي ضل طفلتو الصغيرة ، بدي يضل مفكرني بنت ال15 سنة ، ما بدي يبطل يدللني ، ما بدي لما يعرف اني كبيرة يصير يعاملني معاملة غفران ، أنا بحاجتو أكتر من أمي يلي بضل تصرخ براسي ، ما بدي الماضي ، بدي بحر //

سكرتو ، صرت غمض عيوني وافتحن هالبنت الصغيرة يلي قدامي عمرا 22 سنة وصرلا سنة ونص عندي يعني داخلة ع أبواب ال24 ما عم صدق شكلها بريء لدرجة ما بتتصدق ، ما حدا شك بهالشي ، معقول هالشي صح أو عم تتخيل .!!

شو ما كان عمرك يا ريم انتي طفلتي الصغيرة ، قربت لعند ادنها وهمستلا : انتي طفلتي لو صار عمرك مية ، وبستا على خدها ، شفت ابتسامة ناعمة هي ونايمة ، عم تسمعيني ، رجعت همستلا : انتي رح تضلي طفلتي يلي ما حدا بياخد مكانا ، ابتسمت ، انتي فايقة !! 

ضحكت ، ضحكت ، ضحكت بصوت كلو فرح وقامت من التخت مسكت الدفتر من ايدي : من ايمتى بتتلصص ع خصوصيات الغير .

- بحر : من لما صرت خاف تتركيني .

- ريم : أنا كيف بدي اترك شخص حماني من نفسو قبل ما يحميني من الناس .

- بحر : كنت ضل حس انو كلامك أكبر من عمرك وطلع احساسي صح .

- ريم : بس انت يلي قلت انو عمري 15

- بحر : صدقيني ولهلا بقول وبعد مية سنة انا واثق انتي رح تضلي طفلة .

- ريم : كيف بدي اتخلص من الماضي .!! ما بدي ياه .

- بحر : ما رح تتخلصي غير اذا ض تذكرتيه .

- ريم : كيف ؟

- بحر : انتي عم تخافي من الانفجار دائما وعم تشوفي بيت انفجر تذكري منيح اذا البيت يلي انفجر بيتكن وشفتي دم معناها اهلك كانوا جوا ، بس انتي وين كنتي !! بلست تعصر دماغا بإيدا وتعرق ،، تذكري ليش أمك كانت معصبة وعم تصرخ عليكي ، شو الشي يلي رح تحليه انتي ، بلشت تبكي ، ما عم اذكر ما عم اذكر .

- بحر : خلص لا تدايقي حالك ، بعطيكي حبة لترتاحي .

- ريم : ما عم استفاد عهالحبات بقى .. يمكن لازمني عيار أقوى .

- بحر : اي والله معك حق عندي هالعيار .

قربت منا ضميتا بقوة وشميت ريحتا وقلتلا : ما في داعي تقولي انفجار لحتى ضمك ، فيكي تجي ايمت ما بدك تاخدي ضمة وتروحي ، مفهوم .

يبدو انو مو مفهوم طلعت غفيانة طلع عنجد عيار قوي .

حملتا ومددتا عالسرير قربت منا بستا كم بوسة وغطيتا .

ورجعت اهمسلا : ما تقارني حالك بغفران أبدا ، انتي كل دنيتي أما هي ولا شي .

كانت غفيانة ما ابتسمت أبداً .

------------------------

بحر .. بحر .. بحر 

فقت مرعوب وانا نايم عالكرسي وريم عم تفيقني : ليش عم تصرخ هيك ، شايف كابوس !

تطلعت فيا : مين انتي ؟ .. مين أنااا .. وين أنااااا.

- ريم : بسم اللّٰه عقلبك شبك قوم خوفتني .

- بحر : مين انتي ! 

- ريم : أنا ريم 

- بحر : ريم .. ريم .. ريم ..

ضحكتلي وقالت : عم تقلدني .

- بحر : ريم 

-ريم : شو 

- بحر : ضلي اضحكيلي .

وضحكتلي عنجد وبلشت ضحكتا تختفي وراسها بين ايديها وتسكر أدنيها بأصابعها . 

صوت امها عم يصرخ :

// انتي صرتي واعية ليش هيك تصرفاتك صار عمرك 22 سنة ولسى عقلك وتصرفاتك متل الولاد الصغار ، خزانتك كلها تياب جديدة وكل ما عطيتك مصروف لجامعتك بتروحي بتشتري تياب جديدة ، وليش رايحة مع ابن الجيران انا ما فهمتك هاد واحد صايع بتعرفيني بخاف عليكي وصرت منبهتك مليون مرة وانتي متل هالحيط ، اخرسي لا ترفعي صوتك ، روحي انضبي ما في روحة عالجامعة لحتى تعقلي وتسمعي الكلمة .//

- بحر : شو صار ريم اضغطي شوي ع حالك بلكي بتذكري الباقي .

امشي نتمشى عالطريق .

مسكتا بإيدا ومشيت .

- ريم : بحر 

-بحر : احكيلي ريم .


ريم : كان ابن الجيران حاطط عينو عليي ويضل يجبلي تياب جديدة وأمي تفكر من مصروفي ، مرة قالتلا جارتنا انو شافتني معو قاعدين بكافتيريا أمي عصبت وتخانقنا وطلعت من البيت بسرعة بعد ما قطعتو بشوي طلع صوت قوي كتير انفجرت جرة الغاز بالبيت وماتت امي واختي الصغيرة انا ما تحملت الصدمة وركضت بعد ما تجمعو الناس كان البيت متدمر وقعت واجى راسي على صخرة بس قمت وتابعت ركض وما بقى اعرف ليش عم اركض ولا وين رايحة ولا شي ما اذكر شي ما بعرف اذا من الصدمة وما بعرف اذا من الوقعة يلي وقعتا .

كانت عم ترجف ايدي من رجفة ايدا القوية وازرقت من قوة ضغط ايدا عليها .

- بحر : شو كان اسمك ؟

ريم : ريم

بحر: كنتي ذاكرة اسمك ؟

ريم : لا بس دائما كنت اسمع صوت صريخ باسم ريم ولما طلبت مني قلك اسم مشان الهوية بتذكر كيف رجفت وصرت اعصر براسي وقتا كان في صوت عم يصرخ ريم ، قلتلك بتعب : ريم وارتميت بحضنك .

شديت على ايدا وقلتلا شكلك تعبانة كتير امشي نرجع عالبيت .

بحر : جعتي 

ريم : لا

بحر : ما اكلتي شي من الصبح .

ريم : بدي نام .

تغيرت نفسية ريم بعد ما عرفت الحقيقة صارت باهتة وما تطلع من الغرفة وما بقى تضحك ، وما بقى راحت تساعدني ، ضلت على هالحال شهر وقلبي رح يتقطع عليا ، كل يوم شوفا بنفس المنظر كآبة وحزن ودموع وما بقى تحملت .

بحر : ليش عم تعذبي حالك وتعذبيني معك .

ريم : معك حق انا صرت حمل تقيل عليك وصار لازم روح .

بحر : شو عم تحكي انا بموت وما بخليكي تروحي .

ريم : بعد ما ذكرت كل شي ما الي مبرر ابقى هون .

بحر : مبلى في مبرر 

ريم : شو هو ! 

بحر : انك بنتي .

ريم بدمعة وضحكة : حاج نضحك على بعض انت شب ولازم تشوف حياتك ، غفران بتحبك كتير ورح تعيش بسعادة معا .

بحر : انتي شو عم تحكي ، انا وعدتك تبقي طفلتي طول العمر .

ريم : ايمت ؟

بحر : كل يوم بهمسلك بس تنامي هالحكي .

ريم : وغفران .!

بحر : ولا شي ما بتعنيلي شي .

ريم : ما بتحبا . !!

بحر : طبعا لا .

ريم : كيف رح نعيش سوا كل العمر ونحنا اخوات قدام الناس . . وأب وبنتو مع بعض .

بحر : رح بيع البيت والسوبر ماركت ونروح على مكان بعيد عن هون ونعيش سوا كأخوات وكأب مع بنتو وكزوج مع زوجتو .

ابتسمتلي بخجل لا ضحكتلي بقوة .

بحر : لك اي اي ضلي اضحكيلي .

ريم : بحر انت ذاكرتي .

بحر : قريان هالجملة بس وين ما بعرف .

مسكت مخدة وضربتني فيا على وجهي : ما بتعرف يا حشري ما بتعرف .!!


انتقلت على محافظة تانية بعيد عن كل شي بعرفو تزوجنا .. ضلت ريم تعاني من الذكريات بس كنت الها أب يحميها من هالعذاب ، مرت السنين متل لمح البصر .

وكل ما كبرت ريم بالعمر كل ما تصغر بالشكل ، تعالوا شوفوها كأن عمرا لسى بحدود ال15 سنة ، لك اي اضحكيلي ، ضلي اضحكيلي لا تخبي الضحكة يا بنتي شايفا منيح .

ريم : 😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

تمت 


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم