تحت_سماء_بعيدة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والاخير بقلم سيليا البحيري حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة أفكارنا
![]() |
تحت_سماء_بعيدة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والاخير بقلم سيليا البحيري حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة أفكارنا
في مطار القاهرة الدولي
إياد ماشي في صالة المغادرة ماسك كوباية قهوة، لابس بنطلون شيك وقميص بسيط يعكس ذوقه الرفيع. شكله مرتاح ومبتسم زي العادة، وهو بيبص حواليه باهتمام. فجأة، خبط في حد كان شايل شنطة كبيرة، وانسكب عليه القهوة.
إياد (بدهشة وهدوء): أوووه! انتبهي شوية، كنتي هتوقعيني أنا وشنطتي.
ميار (بتحدّي وبصّة فيها استنكار): انتبه؟ يمكن المفروض انت اللي تنتبه! مش شايف قدامك؟ ولا مشغول بتتباهى بنفسك؟
إياد (بيضحك وبيحاول يروق الموقف): آه، كده يعني؟ ألوم نفسي مع إني كنت واقف بهدوء؟
ميار (بعصبية): واقف؟ كنت ماشي كأن المطار ملكك!
إياد (وهو حاطط إيديه على خصره كأنّه بيمزح): طيب، مش هأنكر إني شكلي حلو، بس ده مش معناه إن المطار ملكي.
ميار (رافعه حاجبها بسخرية): حلو؟ يعني بتحاول تضحكني؟
إياد (وابتسامة واسعة على وشه): لو ضحكتِ، يبقى دي حاجة كويسة.
ميار (بتتنهد وبتحاول تمشي): ما عنديش وقت للكلام ده.
إياد لحق بيها وهو مبتسم، كأنه لقى حاجة في شخصيتها شدّت انتباهه.
إياد (بفضول): دايمًا بتتكلمي كده؟ ولا أنا اللي جبتلك معاملة خاصة؟
ميار (بتبص فيه بعينين حادّتين): عادةً ما بضيعش وقتي مع ناس زيك، بس شكلك مش فاهم الإشارات.
إياد (وهو بيضحك): صح، مش بفهم الإشارات، بس أنا فاهم إن دي مش طريقتك الحقيقية.
ميار (بتوقف وبتبص فيه بتحدّي): إزاي عرفتي ده، يا سيد نفسي؟
إياد (بثقة وهدوء): علشان شفت الشرارة في عينيك، ورا كل الغضب ده، في شخص تاني.
ميار بتتجمد شوية، متفاجئة من ملاحظته، بس ردّت ببرود.
ميار: مثير للاهتمام إنك تفكر كده. بس مش فارق معايا رأيك.
ميار بتكمل مشي، وإياد بيبص عليها بابتسامة فيها شقاوة، كأنه لقى تحدي جديد شدّ انتباهه
********************
داخل الطيارة اللي رايحة الفلبين،
إياد طالع على الطيارة وهو مبتسم زي العادة، بيدور على مقعده بهدوء. يبص على التذكرة وبعدين على رقم المقعد، ويوقف عند المقعد اللي جنب الشباك. فجأة، يشوف ميار وهي حطّة شنطتها في الخزنة فوق، واتفاجأت لما اكتشفت إنه قاعد جنبها.
إياد (وابتسامة مكر على وشه): يا سلام على الصدفة الحلوة! شكله كده هنقضي رحلة ممتعة سوا.
ميار (بتتنهد بإحباط): ده مقعدك؟
إياد (وهو بيشاور على التذكرة): للأسف، آه، شكله القدر بيحب يهزر معايا النهاردة.
ميار (بغضب مكتوم): أو معايا.
ميار قعدت على المقعد جنبه، وهي بتحاول تتجاهله خالص، وإياد حط سماعاته على ودنه ومال شويّة ناحيتها وهو بيمزح.
إياد: عاوزة تسمعي موسيقى؟ ممكن أشاركك السماعات.
ميار (بتتلفتله بعصبية): ده أسلوبك المفضل عشان تزعج الناس؟
إياد (وهو بيضحك): لا، بس ده أسلوبي المفضل عشان أخفف الملل في الرحلة.
ميار: طيب، جرب الصمت. ده شغال كويس جدًا.
إياد (بيتمثل إنه بيفكر): ممم... صمت؟ فكرة غريبة، بس أنا مش شاطر فيه.
ميار غمضت عينيها بتحاول تهدى، وإياد مستمر يبص عليها بفضول وفرحة.
إياد (بصوت واطي): يعنى، هل معقول تكوني زعلانة من العالم كله، ولا أنا لوحدي اللي حظيت بكل الحظ ده؟
ميار (بتبص فيه بحدة): مش زعلانة من العالم، بس من الناس اللي فاكرين إن الدنيا كلها بتدور حوالينهم.
إياد (وهو حاطط إيده على صدره كأنه متفاجئ): وجعتِ قلبي بالكلام ده. بس، معقول تكوني فاكرة إنني مثير للاهتمام لدرجة دي؟
ميار (بتضحك بسخرية): أكيد لأ.
إياد (بجدية مفاجئة): طيب، يمكن أنا مثير للاهتمام كفاية عشان تبتسمي تاني.
ميار اتفاجئت من كلامه، لكنها خبت ارتباكها ولفّت وشها ناحية الشباك، وإياد مستمر يبص عليها بابتسامة صغيرة، كأن التحدي في جذب انتباهها بدأ للتو
*******************
في فندق في مانيلا - عند مكتب الاستقبال،
ميار وصلت أول واحدة لمكتب الاستقبال، باين عليها تعب من الرحلة، ولبسة نظارة شمسية مخبية تعبيرات وشها. الموظف سلمها بطاقة الغرفة بابتسامة.
موظف الاستقبال: مساء الخير، غرفتك 306 في الدور التالت. إن شاء الله إقامة مريحة.
ميار (بهدوء): شكرًا.
ميار راحت على المصعد، ورايحة تسحب حقيبتها الصغيرة وراها. بعد شوية، ظهر إياد عند مكتب الاستقبال، وبيتكلم بنبرة مرحة زي عادته.
إياد: مساء الخير، عندي حجز كمان. إياد حمدي.
الموظف بيدور على الحجز بتاعه ويدي له بطاقة الغرفة بابتسامة.
موظف الاستقبال: غرفتك 307، جنب السيدة اللي استلمت مفتاحها دلوقتي. إقامة سعيدة.
إياد (بابتسامة واسعة): 307؟ جميل، شكله النهاردة يوم حظي.
ركب إياد نفس المصعد اللي ركبته ميار، ولما وصلوا للدور التالت، شاف ميار عند باب غرفتها وهي بتحاول تدخل البطاقة في القفل. وقف في مكانه مصدوم.
إياد (بصوت عالي ومتفاجئ): مش مصدق! بتسكني هنا برضو؟
ميار التفتت ببطء، ولما شافت إياد، عيونها اتسعت من الدهشة وبعدين مسكت جبهتها كأنها مش مصدقة.
ميار: مستحيل! إنت تاني؟
إياد (بيقرب منها وهو مبتسم ابتسامة عريضة): مش تاني بس، دلوقتي بقت جيران! 306 صح؟
ميار (بتبص فيه بحدة): إنت بتلاحقني صح؟
إياد (وهو بيضحك): بالطبع لأ! لكن شكله الكون بيحب يشوفنا مع بعض.
ميار (بتنهد): الكون؟ شكله نكتة سخيفة.
ميار دخلت غرفتها بسرعة وقفلت الباب بقوة، وإياد واقف في الممر بيضحك بهدوء.
إياد (بيتكلم مع نفسه): رحلة العمر بدأت للتو.
إياد دخل غرفته وهو مبتسم، وكأن كل لحظة في المصادفات دي بتعجبه.
#تحت_سماء_بعيدة
#سيليا_البحيري
فصل 2
في اليوم اللي بعده، في قاعة المؤتمر في الفلبين.
القاعة مليانة طلاب وأساتذة جامعيين، وكل الناس بتتكلم عن المؤتمر. ميار دخلت القاعة لابسة بدلة رسمية شيك تناسب المناسبة، وماسكة شنطتها بحماس. فضلت تبص حوالينها تدور على كرسي فاضي تقعد عليه وسط الزحمة. في الناحية التانية، إياد دخل بثقة، لابس بدلة أنيقة، وبيسلم على كام واحد من المشاركين.
ميار لقت مكان وقعدت في الصفوف اللي ورا. أول ما المؤتمر ابتدى، المضيف أعلن عن المتحدث الرئيسي للجلسة الأولى.
مضيف المؤتمر: السيدات والسادة، هنبدأ جلستنا النهارده مع الأستاذ إياد حمدي، المحاضر في كلية السياحة والفنادق، واللي هيقدم لنا محاضرة عن استراتيجيات تطوير السياحة المستدامة.
ميار اتجمدت في مكانها، وعيونها اتسعت من الصدمة أول ما شافت إياد بيطلع على المنصة بثقته وابتسامته اللي متعودة عليها. فضلت تحاول تستوعب اللي بيحصل، لكن الصدمة كانت أكبر منها.
ميار (بتتمتم لنفسها بصوت واطي): مش ممكن... ده كابوس!
إياد وقف ورا المنصة، وبص للحاضرين، ولما عينيه جات في عين ميار، وقف لحظة وابتسم بمكر.
إياد (بصوت مرح وهو بيكلم الحضور): واضح إن فيه وشوش مألوفة بين الحاضرين، وده بيخليني حاسس إني وسط صحابي.
ميار كانت عايزة الأرض تنشق وتبلعها من الإحراج والغضب اللي جواها، وفضلت تخفض راسها علشان ما تلفتش الانتباه.
إياد (مكمل كلامه): خلونا نبدأ بقى، وأوعدكم إن الجلسة دي هتكون ممتعة ومفيدة.
ميار خدت نفس عميق وحاولت تهدي نفسها، لكن فجأة حسّت بدوخة من كتر الصدمة.
ميار (بهمس): مش مصدقة... هو إزاي هنا؟
اللي قاعدة جنبها لاحظت ارتباكها وسألتها بقلق.
زميلة ميار: إنتِ كويسة؟ شكلك مش على بعضك.
ميار (بتحاول تبتسم): مفيش حاجة، بس حسيت بدوخة بسيطة.
بصت تاني ناحية إياد، اللي كان بيخلص كلامه الأول بابتسامة واسعة.
إياد (بيبص لها مباشرة بابتسامة فيها شوية تحدي): أتمنى الكل يكون جاهز لجلسة تفاعلية. خصوصًا اللي بيحبوا المفاجآت!
ميار فهمت إنه يقصدها، فغمضت عينيها للحظة وكأنها بتحاول تستوعب اللي بيحصل، وهمست لنفسها بغضب.
ميار: مش عارفة أهرب منه خالص!
بعد ما خلص إياد المحاضرة، نزل وسط الحاضرين علشان يتكلم معاهم بشكل شخصي. بص لها تاني بابتسامة ساحرة كأنه مستمتع بشوفة ارتباكها.
إياد (بصوت واطي وهو قريب منها): مش قلتلك إن الكون بيحب يجمعنا؟
ميار (بغضب مكتوم وهي بصاله): شكله الكون محتاج حد يعيد ترتيبه.
إياد ضحك، ومشي يكمل كلامه مع الناس، وسيب ميار تغلي من الغضب جواها
***********************
في مصر، في بيت عيلة إياد - أوضة الجلوس
العيلة كلها متجمعة بالليل حوالين ترابيزة الشاي. الجد حسن قاعد على كرسيه المفضل، والوالدين خالد وسلمى قاعدين على الكنبة. زين قاعد جنب مراته تقى، ورهف ومريم بيتبادلوا الضحك وهما قاعدين على كراسي متقابلة. الكلام كله عن إياد وسفره.
الجد حسن (بنبرة هادية): إياد اتأخر ما كلمناش لحد دلوقتي. كنت متوقع يطمنّا أول ما يوصل.
خالد (الأب، مبتسم): ما تقلقش يا حاج. عارف إياد، دايمًا بينسى الوقت لما بيكون مركز في حاجة.
سلمى (الأم، بقلق): بس دي أول مرة يسافر لوحده بعيد عننا. يا ترى بياكل كويس؟
رهف (بتضحك): إياد؟ مستحيل يسيب وجبة! أراهن إنه دلوقتي بيجرب كل أكلات الفلبين.
زين (مازح): أو يمكن بيحاول يقنع شيف هناك يكتب اسمه على طبق جديد. عارفينه، دايمًا بيحب يبقى في الصورة.
تقى (بابتسامة): بس إياد شاطر وبيعرف يدبر نفسه. مفيش داعي للقلق.
مريم (بحماس): أعتقد إنه هيرجع ومعاه هدية لكل واحد فينا! أراهن إنه هيجيب لي سلسلة جميلة.
سليم (بجدية): بدل ما نفكر في الهدايا، المفروض نركز على مستقبله. المؤتمر ده خطوة كبيرة في حياته المهنية.
رهف (مغمضة عينيها): يا ساتر يا سليم! دايمًا جاد ومبتعرفش تمزح معانا ولو مرة.
سليم (بتنهيدة): الحياة مش هزار يا رهف. إياد لازم يستغل الفرصة دي علشان يبني مستقبله.
الجد حسن (بابتسامة): بس متنساش يا سليم إن النجاح مش شغل بس، النجاح كمان إن الواحد يعرف يستمتع بحياته.
سلمى (بتكلم خالد): فاكر لما كان إياد صغير، كان دايمًا بيحلم بالسفر؟ كل مرة يقول إنه هيطوف العالم.
خالد (بيبتسم): آه فاكر، وأول محطة كانت الفلبين. شكله الحلم بدأ يتحقق.
زين (ساخرًا): بس حاسس إنه مسافر مش للشغل بس. يمكن في حاجة تانية شاغلة باله.
رهف (بحماس): آه! يمكن اتعرف على بنت هناك!
مريم (بتضحك): آه، أوافقك الرأي! إياد دايمًا عنده قصص مع البنات، بس عمره ما يتخطى حدوده.
سليم (بتعابير حادة): كفاية كلام فاضي. إياد مسافر للشغل، مش يدور على علاقات.
الجد حسن (بهدوء): سيبهم يضحكوا يا ابني. الشباب بيحبوا الكلام ده.
خالد بيتدخل علشان يغير الموضوع، لكن الكل يفضل يتكلم عن إياد وسفره، وسلمى قاعدة تبص على الموبايل بقلق، مستنية إنه يتصل قريب
*******************
في فيلا عيلة ميار - أوضة المعيشة
العيلة كلها متجمعة في أوضة المعيشة اللي شكلها مليان فخامة ودفا. الأب كريم قاعد على كرسيه المفضل جنب مها اللي ماسكة كوباية شاي. أدهم وسيف قاعدين على كنب متقابل، ومازن ولينا قاعدين على الأرض بياكلوا شوية حلويات. الكلام كله عن سفر ميار.
الأب كريم (بحنية): ميار الصغيرة كبرت وبقت تسافر لوحدها. لسه مش مصدق إنها سافرت المؤتمر لوحدها.
مها (بقلق): أنا قلبي مش مطمن، كريم. هي لسه صغيرة على السفر لوحدها، حتى لو بتعرف تعتمد على نفسها.
أدهم (مبتسم): ما تقلقيش يا ماما، ميار شاطرة وعارفة تدبر أمورها كويس، زي ما علمتوها.
سيف (ضاحك): شاطرة وعارفة؟ ميار؟ هي عنيدة بس، وأراهن أي حد يتعامل معاها هناك هيجيله صداع!
لينا (بتدخل بمرح): صح! تخيلوا لو خبطت في حد هناك وبدأت معركة بالكلام!
مازن (بيضحك): أراهن إنها عملت كده فعلًا. ميار دايمًا شايفة إنها على حق!
مها (بتنهيدة): يا رب بس تكون بخير ومتحطش نفسها في مواقف محرجة.
الأب كريم (بهدوء): ميار قد المسؤولية، وأنا واثق فيها. بس نفسي تتصل تطمنا.
أدهم (مازحًا): يمكن مشغولة أوي بشغلها هناك، أو يمكن مشغولة تتعرف على ناس جداد.
سيف (بغمزة): أو يمكن لقت حد ينافسها في عنادها.
لينا (بحماس): تخيلوا لو اتعرفت على شاب وسيم هناك وبدأت قصة حب! هيبقى موضوع شيق جدًا!
مازن (بيضحك بصوت عالي): قصة حب؟ مع ميار؟ مستحيل! أي شاب هيجري أول ما يسمع طريقتها الحادة في الكلام.
مها (بعصبية): كفاية هزار! ميار بنت ممتازة، وأي حد يتعامل معاها هيعرف قيمتها.
الأب كريم (مبتسم): سيبهم يضحكوا يا مها. الشباب بيحبوا الكلام ده.
أدهم (بجدية): بس فعلاً دي فرصة كبيرة ليها. المؤتمر ده هيضيف كتير لمستقبلها الأكاديمي.
سيف (ضاحك): بشرط ما تقلبش المؤتمر لساحة خناقات!
لينا (بحماس): أراهن إنها هترجع بحكايات مضحكة جدًا عن كل اللي حصل معاها هناك.
العيلة كلها بتضحك، ومها تغمض عينيها وبتدعي لسلامة بنتها، والكل متفق على إنهم مستنين مكالمتها بفارغ الصبر
********************
في بهو الفندق - المساء
ميار داخلة الفندق مرهقة بعد يوم طويل في المؤتمر، شايلة شنطتها الصغيرة على كتفها وعنيها مليانة غضب مكتوم. بتتجه ناحية الأسانسير وهي بتتمنى ما تشوفش إياد. فجأة، تسمع صوته المرح من وراها.
إياد: كان المؤتمر ممتع زي ما كنتي متوقعة؟
بتتجمد ميار في مكانها، بتقفل عنيها لحظة كأنها بتحاول تهدي نفسها، وبعدين بتلف ببطء وتشوفه واقف قدامها بابتسامته المستفزة.
ميار (بتنهيدة): مش ممكن تعدي يوم واحد من غير ما تضايقني؟
إياد (رافع حاجبه بمزاح): أنا؟ أضايقك؟ ده أنا كنت بحاول أكون لطيف بس.
ميار (بتوتر): لطيف؟ إنت بتطاردني في كل مكان! الطيارة، الفندق، وحتى المؤتمر!
إياد (حاطط إيده على صدره بمبالغة): ميار، صدقيني، ما كنتش أعرف إنك هنا. بس دلوقتي حاسس كأن القدر بيلعب لعبته.
ميار (ببرود): أو يمكن القدر بيعاقبني!
يوصلوا للأسانسير، إياد يضغط على الزر، ويقف جنبها بابتسامة صغيرة وهو باصص عليها.
إياد (بصوت هادي): لو وجودي بيعاقبك للدرجة دي، أنا آسف بجد.
ميار (بصوت متحدي): بلاش تمثل إنك مهتم.
إياد (مبتسم): مين قال إني بمثل؟
يفتح الأسانسير أبوابه، ويدخلوا مع بعض. بيقفوا ساكتين للحظة وهما طالعين. ميار بتحاول تركّز في الأرقام اللي بتتغير على الشاشة، لكنه يكسر الصمت.
إياد: بصراحة، ما توقعتش إنك طالبة في نفس مجالي. عندك شخصية قوية، وده حاجة ملفتة.
ميار (بنبرة ساخرة): وكنت متوقع إني إيه؟ خبيرة في الخناقات مع الغرباء؟
إياد (بيضحك): ماقدرش أنكر إنك شاطرة في ده كمان.
الأسانسير يوقف في الدور التالت، ميار تخرج بخطوات سريعة، لكنه يمشي وراها بسهولة.
ميار (بغضب وهي بتلف ليه): إنت ليه ماشي ورايا؟
إياد (بابتسامة واسعة): لأن أوضتنا جنب بعض، نسيتي؟
ميار توقف قدام باب أوضتها وتنظر له بصدمة.
ميار: في يوم، هعرف إنت بتدخل حياتي بالطريقة دي إزاي، وهتأكد إن المهزلة دي تخلص!
إياد (مستند على الحيطة جنب أوضته): هستنى اكتشافك، بس ما تتوقعيش إن المهمة هتكون سهلة.
ميار تقفل باب أوضتها بعصبية، وإياد يدخل أوضته وهو بيضحك بهدوء، وكأن كل تصرفاتها بتزود اهتمامه بيها أكتر
#تحت_سماء_بعيدة
#سيليا_البحيري
فصل 3
في أوضتها في الأوتيل – بالليل
ميار قاعدة على سريرها في أوضتها، ماسكة موبايلها، والغضب باين على وشها. بتكلم أختها لينا في مكالمة فيديو.
لينا (بتضحك بحماس): ميار! أخيرًا! كنت هموت أعرف إيه اللي بيحصل معاكي هناك!
ميار (بغضب): بيحصل كوارث! مش قادرة أصدق الحظ اللي عامل معايا كده من أول ما وصلت.
لينا (بفضول): إيه اللي حصل؟ متبالغيش زي عادتك!
ميار (بتشاور بإيديها بغضب): فاكرة الراجل اللي خبطت فيه في المطار؟
لينا (بتضحك): آه، الراجل الوسيم؟
ميار (بصوت عالي): ما تقوليش "وسيم"! الراجل ده أسوأ حد قابلته في حياتي!
لينا (بتضحك أكتر): طب وبعدين؟ عمل إيه تاني؟
ميار (بتنهد): أول حاجة، اكتشفت إنه كان قاعد جنبي في الطيارة طول الرحلة. ما قدرتش أخلص منه!
لينا (مندهشة): إيه ده؟ صدفة غريبة جدًا!
ميار (بغضب): ولسه! لما وصلنا الأوتيل، تخيلي إن أوضتنا جنب بعض!
لينا (بتحط إيدها على بقها): بتهزري! ده كإن الكون بيحاول يخليكي تقابليه!
ميار (بصوت أعلى): ما تضحكيش! الموضوع بقى أسوأ. عارفة شوفته فين النهارده؟
لينا (بفضول): فين؟
ميار (بإحباط): في المؤتمر! مش بس كده، ده معيد في الجامعة وجاي لنفس السبب اللي أنا جاية عشانه.
لينا (بتزقف بإيدها بمرح): بجد؟ يمكن تكون فرصة تتعرفوا على بعض!
ميار (بحزم): أنا مش عايزة أتعرف عليه! الراجل ده مغرور وكلامه كله استفزاز!
لينا (بمكر): ولا يمكن انتي بس متضايقة عشان شايفاه جذاب؟
ميار (بتشهق): مستحيل! كل اللي عايزاه دلوقتي إن المؤتمر ده يخلص وأرجع مصر من غير ما أشوفه تاني.
لينا (بابتسامة): بصي، ميار... بصراحة، القدر شكله بيشتغل شغل معاكِ. يمكن دي علامة؟
ميار (بتلوح بإيديها): علامة على إيه؟ إني قربت أجن؟
لينا (ضاحكة): مش عايزة أحرق المفاجأة، بس عندي إحساس إن اللي بينكم لسه ما خلصش.
ميار (بتغمض عينيها بتعب): أرجوكِ يا لينا، كفاية تخيلات. دلوقتي بقى أنا هحاول أنام عشان أجهز لبكره اللي شكله هيبقى أسوأ من النهارده.
لينا (بتسلية): ماشي، ماشي. بس اوعي تنسي تحكيلي كل التفاصيل بعدين.
ميار (بتنهد): هحكيلك، رغم إني متأكدة إنك هتسمعي كوارث أكتر.
ميار تقفل المكالمة وتترمي على السرير، ولينا تضحك بصوت عالي وهي قاعدة في أوضتها، متحمسة تعرف بقية الحكاية لاحقًا
*******************
في أوضة إياد في الأوتيل – بالليل
إياد قاعد على كرسي جنب الشباك، لابس لبس مريح بعد يوم طويل. ماسك موبايله وبيضحك وهو بيتكلم مع عيلته في مكالمة فيديو. على الشاشة ظاهر والده خالد، والدته سلمى، وأخوه زين، وباقي العيلة قاعدين في الخلفية.
سلمى (بحماس): إياد، إيه الأخبار عندك؟ إحكيلي، استمتعت بالمؤتمر النهارده؟
إياد (بيضحك): المؤتمر كان كويس، بس القصة الحقيقية مش في المؤتمر نفسه.
زين (بفضول): قصة؟ إيه اللي حصل؟ حاجة ممتعة؟
إياد (بمرح): مش عارف أقول ممتعة، بس أكيد حاجة غريبة.
سلمى (بقلق): حصل إيه؟
إياد (بيضحك): من ساعة ما وصلت هنا وأنا بتعامل مع بنت شكله القدر قرر إننا نتقابل في كل مكان.
مريم (من الخلف): بنت؟!
رهف (بابتسامة كبيرة): أوه، القصة دي شكلها شيقة. كمل يا إياد!
إياد (بابتسامة ماكرة): اسمها ميار، وصدقوني، هي شخصية مختلفة تمامًا عن أي حد قابلته قبل كده.
خالد (رافع حاجبه): مختلفة؟ إزاي يعني؟
إياد (يضرب جبهته بإيده): لسانها طويل، عنيدة جدًا، ودائمًا بتحب تكون هي اللي مسيطرة في أي نقاش.
زين (بيضحك): شكلك لقيت حد زيك، يا إياد.
إياد (بيبتسم): يمكن. القصة بدأت لما خبطت فيها في المطار، وبعدها اكتشفت إنها كانت قاعدة جنبي في الطيارة.
مريم (مندهشة): يا خبر! صدفة دي ولا إيه؟
إياد (ساخرًا): أنا مش متأكد إنها صدفة. وبعدين وصلنا الأوتيل، تخيلوا! أوضتها جنب أوضتي!
رهف (بتصقف بإيديها): ده حلو قوي! كإن الكون عايزكم تكونوا مع بعض!
إياد (بيهز راسه): ما تتسرعيش في الأحكام يا رهف. النهارده اكتشفت إنها جاية نفس المؤتمر، وهي طالبة في الجامعة.
سلمى (مندهشة): طالبة؟ وبتحضر مؤتمر علمي؟ شكلها بنت شاطرة.
إياد (بيبتسم): ده صحيح، بس شطارتها مترافقة مع لسان حاد. دايمًا عندها رد يطلعني عن شعوري.
زين (مازحًا): شكلك مستمتع رغم كل حاجة.
إياد (بيضحك): يمكن. بصراحة، ممتع التعامل مع حد ما بيخافش يقول اللي في دماغه.
خالد (بابتسامة هادية): إياد، خلي بالك منها. شكلها بنت تستحق الاحترام.
إياد (بيميل برأسه): حاضر يا بابا. بس مش بوعدك إني مش هرد لو استفزتني!
مريم (بتضحك): إياد، عايزين نسمع أخبار أكتر عن ميار.
رهف (بتبتسم): أيوة، إحكي كل التفاصيل بعدين!
إياد (بابتسامة مرحة): ما تقلقوش، هاحكيلكم كل حاجة. بس دلوقتي خلوني أرتاح شوية، مش عارف بكرة ميار محضرة لي إيه!
العيلة تضحك، وإياد يقفل المكالمة وهو مبتسم، وبيفكر في لقاؤه الجاي مع ميار
********************
بعد عدة أيام ، قضتها ميار في التسوق و كل مرة يطلعلها إياد من حتة متتوقعهاش ، في سوق شعبي في الفلبين - فترة الظهيرة
ميار ماشية في السوق الشعبي اللي مليان ألوان وبضايع مختلفة. شايلة شنطة صغيرة وبتبص على الحاجات المعروضة بعناية، بتحاول تختار هدايا مناسبة لعيلتها. قرب منها بائع مبتسم، وهي بتتكلم مع نفسها وهي شايفة شوية تحف.
ميار (مسكة تمثال خشب صغير): ده هيبقى مثالي لوالدي... بيحب الحاجات التقليدية والمميزة.
البائع (مبتسم): اختيار جميل يا آنسة، محتاجة مساعدة؟
ميار (بابتسامة مهذبة): شكرًا، أنا بس بدوّر على هدايا لعيلتي.
بتروح على طاولة تانية فيها سلاسل معمولة يدوي.
ميار (بتفكر بصوت عالي): أمي بتحب الإكسسوارات البسيطة... السلسلة دي باللولي شكلها هيبقى حلو عليها.
بتاخد السلسلة وتحطها في الشنطة. بعدها بتروح لقسم فيه أساور خشب ملونة.
ميار (بابتسامة): لينا ومازن هيعشقوا الأساور دي. دايمًا بيتخانقوا على كل حاجة، فهاخد لهم نفس اللونين.
بتاخد أسورتين متشابهين. بعدها بتروح ناحية ركن فيه تماثيل صغيرة للحيوانات معمولة يدوي.
ميار (بتضحك بخفة): إيه ده؟ أسد خشب؟ ده هيبقى مثالي لسيف... عامل نفسه دايمًا ملك الغابة!
بتحط الأسد في شنطتها وتكمل لف في السوق.
ميار (مسكة مروحة يدوية مزخرفة): أما أدهم، دايمًا هادي ومتحفظ... أظن المروحة دي هتعجبه.
بتشتري المروحة، وبتروح على قسم تاني فيه عرايس صغيرة معمولة يدوي.
ميار (بابتسامة دافية): وأخيرًا، سما. لازم أجيب لها حاجة مميزة... العروسة التقليدية دي أكيد هتعجبها.
بتحط العروسة في شنطتها، وبعدها بتقف تتأكد إنها جابت هدية لكل فرد من عيلتها.
ميار (بتنهيدة رضا): أخيرًا خلصت. أكيد الكل هيحب الهدايا... يا ترى فين مكان كويس للغدا دلوقتي؟
بتسيب السوق وهي مبتسمة، متحمسة ترجع الأوتيل وتحكي عن يومها في الشوبينج للينا في مكالمة بالليل
**********************
إياد ماشي بين الأكشاك وهو شايل شنطة صغيرة، وعيونه بتتنقل بين البضايع المعروضة. باين عليه إنه محتار، وبيفكر في هدايا لعيلته. بيشيل شوية حاجات وبعدين بيرجعها بسرعة، مش متأكد لو هتكون مناسبة لذوق حد من عيلته.
إياد (بتنهيدة): أجيب لهم إيه؟ أمي بتحب الحاجات الناعمة، لكن سليم؟ بيحب إيه؟
ماشي جنب طاولة مليانة تحف صغيرة، لكن مش مقتنع. يكمل ماشي وسط السوق، وعينيه بتشوف سلاسل مزخرفة معمولة يدوي. يلف في الممر ويسحب شنطته لما فجأة يشوف ميار قدامه.
إياد (مندهش): ميار؟!
ميار ترفع راسها وتشوفه، وملامحها باينة عليها إنها مترددة، بتحاول تحافظ على هدوئها، لكن في حاجة في عينيها بتقول إنها كانت على وشك البكاء.
ميار (بتنهدة عميقة): آه، إنت هنا... مكنتش متوقعة أشوفك في السوق ده.
إياد (مندهش): أنا كمان! مكنتش متخيل ألاقيني معاك هنا. كنت بفكر في الهدايا لعيلتي، وحاسس إن أنا ضايع خالص.
ميار (بابتسامة هادئة): صحيح؟! أنا كمان! كنت بفكر في الهدايا لعيلتي، بس... (تتنهد) مش متأكدة أختار إيه.
إياد (بحذر): حاسة بالحزن بسبب ده؟
ميار (تهز راسها): لأ، مش حزن... بس مش عارفة، عايزة أجيب حاجة مميزة لكل واحد فيهم. وفي نفس الوقت، حاسة بتوتر غريب، كأن مفيش حاجة هتبقى كفاية.
إياد (يبتسم برقة): باين إننا في نفس الموقف. طيب، إزاي نختار لهم حاجة تعبر عن اهتمامنا بيهم؟
ميار تبتسم بلطف، وبعدها تلتفت للأكشاك اللي حواليهم وتبدأ تساعده.
ميار (بحماس): خليني أساعدك. قوليلي عن كل فرد في عيلتك، وأنا هساعدك تختار الهدايا المناسبة.
إياد مستغرب من عرضها، لكن يبدأ يتكلم عن عيلته.
إياد (يفكر بصوت عالي): طيب... أولًا، والدي خالد. هو شخص هادي جدًا، بيحب الحاجات العملية والجميلة في نفس الوقت. مش من نوع الناس اللي بتحب المجوهرات أو التحف... لكن، يمكن حاجة تقليدية تعكس الذوق الرفيع...
ميار (بتبص حواليها): إيه رأيك في الساعة اليدوية المصنوعة يدويًا؟ شكلها أنيق وبسيط في نفس الوقت. أظن والدك هيحبها.
إياد (يبتسم): فكرة ممتازة! طيب، إيه رأيك في والدتي سلمى؟
ميار (بابتسامة عريضة): أمك؟ من كلامك عنها، باين إنها شخص دافئ وبيحب الحاجات المريحة. إيه رأيك في بطانية مصنوعة يدويًا أو سلة مزخرفة؟ أظن هي هتقدر حاجة مريحة وجميلة زي دي.
إياد (موافق): دي فكرة رائعة، هبحث عن واحدة هنا.
ميار (بتفكير): طيب، وسليم، أخوك الكبير؟ إنت قلت إنه صارم، صح؟
إياد (ضاحكًا): آه، هو صارم جدًا! ذوقه كلاسيكي، مش بيحب المبالغة. يمكن حاجة بسيطة وراقية، زي قلم فاخر أو محفظة جلدية...
ميار (موافقة): بالضبط، فيه طاولة في الزاوية فيها محافظ جلدية. هتكون هدية رائعة له.
إياد (بتقدير): وأنتِ؟ إيه عن إخواتك التانيين؟
ميار (بابتسامة خفيفة): أه، إخواتي... مازن بيحب الحاجات الرياضية، أما سيف فبيحب الفن والتصميم. يمكن حاجة من الحاجات دي هتكون مناسبة.
إياد ابتسم، وبدأ يجيب شوية هدايا بناءً على نصائح ميار. مشوا مع بعض في السوق، وبيبدلوا الأفكار عن الهدايا لكل أفراد عائلاتهم.
إياد (بتقدير): شكرًا، ميار. من غير مساعدتك مكنتش هعرف أختار هدايا بالسرعة دي.
ميار (بابتسامة دافئة): على الرحب والسعة. مساعدة حد تاني بتخلي التسوق أكتر متعة.
وهم مبتسمين، اشترو آخر الهدايا وخرجوا من السوق مع بعض، متحمسين من اللحظة الصغيرة دي اللي جمعتهم مع بعض
#تحت_سماء_بعيدة
#سيليا_البحيري
فصل 4
بعد 3 أسابيع، في شاطئ في إحدى جزر الفلبين - وقت العصر
إياد وميار ماشيين على الشاطئ الهادي، الموج بيضرب في رجليهم والرمال الذهبية ممتدة لحد الأفق. أشعة الشمس الدافئة منعكسة على المية الصافية، والجو جميل جدًا علشان يقضوا وقت ممتع. ميار ماسكة قبعتها علشان تحمي نفسها من الشمس، وإياد شايل معاه شنطة صغيرة فيها زجاجة مية وكاميرا.
إياد (بابتسامة كبيرة): إنتِ عارفة؟ مكنتش متوقع إن الرحلة للفلبين هتبقى ممتعة كده.
ميار (بتبص له بخفة): لأنك استمتعت بيها عشان أنا هنا.
إياد (بيمزر): يعني ممكن أنكر كده؟ أصلاً مين كان هيقدر يتحمل كل العناد ده غيرك؟
ميار (بتضحك): عناد؟ إنتَ اللي بدأت بالمشاكسة من أول لقاء!
إياد (بصوت مرح): خلينا نقول إن ده كان سوء فهم بسيط. لكن بجد، إنتِ مختلفة... بطريقة حلوة.
ميار (بتتفاجأ شوية): مختلفة؟ يعني إزاي؟
إياد (بيبص للأفق): عندك الشخصية القوية والعفوية اللي بتخلي اللي حواليك يحسوا إن الدنيا مليانة مفاجآت. وفي نفس الوقت، في جانب هادي وخجول بيظهر أوقات.
ميار (بابتسامة صغيرة): مكنتش عارفة إنك شاطر في التحليل النفسي.
إياد (ضاحكًا): لما تبقي معايا، أعتقد إن بقيت خبير في قراءة الشخصيات.
ماشيين شوية في صمت، وميار بتبص للأفق، وبعدين بتتكلم بصوت هادي.
ميار (بهدوء): مكنتش متوقعة إن هاستمتع بوجود حد غريب معايا. في الأول، كنت فاكرة إنك مجرد واحد مغرور وبتدور على مشاكسة، لكن...
إياد (مقاطعًا): لكن؟
ميار (بتبص له بخجل): لكنك أثبت إنني كنت غلطانة.
إياد (بابتسامة دافية): أعتقد إننا بدأنا نفهم بعض أكتر. وأنا بحب ده.
وقفوا شوية وبصوا على البحر، والشمس بتقرب للغروب.
إياد (بصوت هادي): عارفة، ميار؟ الرحلة دي مش هتتنسي بالنسبة لي.
ميار (بتلتفت له): وليه كده؟
إياد (بيبص لها بابتسامة): عشان قابلتكِ فيها.
سادت لحظة صمت مريحة بينهم، قبل ما تبتسم ميار بخجل وتكمل مشي جنب إياد
*******************
مساء في الفندق - الطابق الخامس حيث غرف إياد وميار متجاورتين
ميار دخلت غرفتها وحطت حقيبتها على السرير. الجو هادي وبتفكر تسترخي شوية بعد يوم طويل من التجول. فجأة، شافت حشرة كبيرة (صراصير طايرة!) ماشية على الحيطة جنب الشباك.
ميار (بتصرخ بأعلى صوت): آااه! يا إلهي! ده إيه ده؟!
سقطت حقيبتها على الأرض وابتعدت بخوف وهي بتبص على الحشرة. في اللحظة دي، إياد فتح باب غرفته بسرعة بعد ما سمع الصراخ.
إياد (داخل الغرفة بسرعة): ميار؟ إيه اللي حصل؟!
ميار (واقف على الكرسي وبتلوح بوسادة): في وحش هنا! أقصد... صرصار عملاق!
إياد حاول يضحك بصعوبة وهو بيبص على الحشرة الصغيرة على الحيطة.
إياد (بابتسامة ساخرة): وحش؟ أعتقد إنكِ بتبالغي شوية.
ميار (بتبصله بغضب): ما تضحكش! إنت عارف قد إيه بكره الحاجات دي؟! اعمل حاجة بدل ما تقف هنا!
إياد قرر يقرب من الحشرة علشان يشيلها، لكن ميار صرخت تاني.
ميار (بتلوح بيدها): ما تقربش منها بإيدك! نادي عمال الفندق على طول!
إياد ضحك ضحكة خفيفة وأخد تليفون الغرفة علشان يتصل بخدمة الغرف. بعد شوية، وصلوا عمال الفندق ومعاهم معدات بسيطة علشان يشيلوا الحشرة.
ميار (بتتكلم بغضب مع العمال): ده إهمال؟! إزاي الحاجات دي تدخل غرفتي؟! ده فندق ولا غابة؟!
عامل الفندق (معتذر): إحنا آسفين جدًا يا آنسة، هنعالج المشكلة فورًا.
إياد حط إيده على كتف ميار علشان يهدّيها.
إياد (بنبرة هادية): ميار، أعتقد إنهم حاسين بالذنب فعلاً. مفيش داعي تعاتبيهم كده.
ميار (بحدة): إزاي ما أعاتبهمش؟! ممكن ألاقى صرصار في غرفتي؟!
إياد (بيهمس بابتسامة): كان ممكن يكون أسوأ... يمكن عقرب؟
ميار لفتت له بصدمة، وهو بيحاول يكتم ضحكته.
ميار (بغضب): إياد! بطل هزار دلوقتي!
إياد (رافع إيديه مستسلم): تمام، تمام، هكون جاد.
العمال شالوا الحشرة واعتذروا تاني قبل ما يمشوا. بعد ما مشوا، ميار قعدت على السرير بتعب، وإياد قعد على الكرسي قدامها.
إياد (بنبرة مرحة): اعترف، دي أفضل مغامرة شفتها من لما جيت الفلبين.
ميار (بتبصله بشزر): فعلاً، أنت مضحك قوي. ما تنساش إنك كنت هتصرخ لو كنت مكاني.
إياد (بيبتسم): يمكن، بس أنا مبسوط إني كنت هنا علشان أنقذكِ من "الوحش".
ميار (مبتسمة بخجل): تمام... شكرًا إنك جت بسرعة.
إياد (بص لها بلطف): مفيش شكر على واجب. إنتِ جارتنا دلوقتي، ولازم أحميكِ من "وحوش الفندق".
ميار ضحكت بخفة، وإياد حس بالسعادة وهو شايف الجانب اللطيف ده منها
*******************
بعد كام يوم - آخر يوم لميار وإياد في الفلبين، في شاطئ هادي تحت ضوء القمر، الأمواج بتهمس بهدوء، والنسيم جاي مع ريحة البحر. قاعدين إياد وميار على الرمل، بينهم مسافة صغيرة. ميار بصه على الأفق، وإياد بيبص عليها في صمت.
ميار (بتنهيدة عميقة): مش مصدقة إن الرحلة خلصت كده بسرعة... حاسة إنها كانت حلم.
إياد (بيبتسم): الأحلام الحلوة دايمًا بتبقى قصيرة.
ميار (بتبصله بابتسامة حزينه): صح. لكن في الآخر، كل حلم بيخلص، وبنرجع للواقع.
إياد (بجدية ناعمة): ومن قال إن الواقع مش ممكن يكون أجمل من الحلم؟
ميار (بتبتسم بسخرية خفيفة): يعني بتحاول ترفع معنوياتي، ولا بس بتلعب في الفلسفة؟
إياد (بيضحك): يمكن شوية من ده وشوية من ده. لكن بصراحة، ميار...
ميار (بتبصله مستفهمة): إيه؟
إياد (بابتسامة دافئة): إنتِ خليتي الرحلة دي مختلفة.
ميار (بتخفض عينيها بخجل): مختلفة؟
إياد (بيشوف فيها): أيوه. كنت فاكر إني عارف كل حاجة عن الحياة، عن الفرفشة، عن البنات... لكن إنتِ علمتيني حاجة جديدة.
ميار (بترفع عينيها ليه): وعلمتك إيه؟
إياد (بصوت هادي): إن الحب الحقيقي بييجي من غير ما تحس، مع شخص عمره ما كنت متوقعه.
ميار (بتتوتر شوية وبتحاول تمزح): بتكتب قصيدة رومانسية ولا إيه؟
إياد (بيضحك خفيف): لأ، لكن أنا بقول الحقيقة.
اتصمتوا شوية، والهدوء مالي المكان. ميار بتحاول تخبي مشاعرها، وإياد بيبص عليها بنظرات عميقة.
إياد (بيكسر الصمت): ميار...
ميار (بتبصله): أيوه؟
إياد (بيبتسم): قفلي عينيك.
ميار (بتردد): ليه؟
إياد (بلطف): ثقي فيا.
ترددت ميار شوية، لكنها قفلت عينيها. إياد قام من مكانه وأخد حاجة من جيبه، وبعد كده جثا على ركبته قدامها.
إياد (بصوت هادي مليان حب): افتحي عينيك دلوقتي.
فتحت ميار عينيها لقت إياد قاعد على ركبته، ماسك صندوق صغير فيه خاتم. اتنهدت بدهشة وغطت بقه بإيديها.
ميار (بصوت منخفض): إياد... ده إيه؟
إياد (بصوت دافي): ده مش مجرد خاتم، ميار. ده وعد. وعد إني مش هخليكِ تخرجي من حياتي.
ميار (بتتلعثم): أنا... مش فاهمة.
إياد (بابتسامة صادقة): أنا فاهمكِ. بحبكِ يا ميار. بحب قوتكِ، عنادكِ، وحتى عصبيتكِ. إنتِ مختلفة، وعايزكِ تكوني جزء من حياتي.
اتصمتت ميار، ودموعها مملية عينيها. حاولت تقول حاجة، لكن الكلمات خانتها.
إياد (ممد إيده ليها): تقبلي إنكِ تبقي شريكة حياتي؟
ميار بصت على الخاتم، وبعدين بصت على إياد، وأخيرا قالت بصوت مرتجف:
ميار (بابتسامة باكية): أيوه، إياد... أقبل.
حط إياد الخاتم في إيديها، وبعدين مسك إيديها بلطف. ميار ضحكت بخجل وهو بيبص عليها بابتسامة مليانة حب.
إياد (بيمزح): أخيرًا، حصلت على موافقتكِ! كنت فاكر إني هحتاج خطة إنقاذ.
ميار (بتضحك): ما تفسدش اللحظة، إياد.
ضحكوا مع بعض، والأمواج كان صوتها بيعلو، كأن البحر بيركّبهم في الليلة السحرية دي
********************
على الشاطئ، بعد ما وافقت ميار على طلب إياد. ضوء القمر كان بيعكس ابتساماتهم وسعادتهم. إياد بيبص لميار بنظرة مليانة فرحة ومشاعر جياشة. فجأة، اقترب منها بسرعة، وميار اتفاجأت.
ميار (بتوتر): إياد؟ بتعمل إيه؟
إياد (بيبتسم بمكر): باحتفل بطريقتي!
قبل ما ميار تفهم إيه اللي بيحصل، إياد رفعها بين إيديه ودار بيها في الهوى، وهي بتصرخ بدهشة وسعادة.
ميار (بتضحك وبتصرخ): إياد! أنزلني حالًا!
إياد (بضحكة مرحة): مش هعمل! دي لحظتنا الخاصة، ومش هسيبكِ لحد ما تتوسلي!
ميار (بين الضحك والبكاء): إياد! هوقع!
إياد (بثقة): إنتِ في أمان معايا، ميار. دايمًا.
استمر في الدوران بيها وهي بتضحك بحرارة. لما وقف، ميار حطت راسها على كتفه وهي بتاخد نفسها.
ميار (بنبرة دافئة): إنت مجنون، إياد.
إياد (بيبتسم): مجنون بيكِ، ميار.
ميار بصتله بخجل، ودموع الفرح في عينيها. إياد مسح دمعة على خدها بإصبعه برفق.
إياد (بهمس): مش بحب أشوف دموعكِ، إلا لو كانت دموع فرحة.
ميار (بابتسامة خجولة): وأنت اللي خليتني سعيدة كده.
إياد (بيقرب منها أكتر): وده وعد، إني هخليكي أسعد بنت في العالم.
ميار (بخجل): إياد...
إياد مسك إيديها وبص في عينيها مباشرة.
إياد: بوعدكِ، ميار، إني هعمل كل اللي في وِسعي عشان أكون الرجل اللي تستحقيه.
ميار (بصوت خافت): وأعدك إني هحاول أكون أفضل واحدة تستحقي.
إياد ابتسم بحرارة وضغط على إيدها بلطف.
إياد (بمزاح): والنهاردة، إزاي هنقول لعائلتينا؟ أظن الصدمة هتكون أكبر ليهم من لما يشوفونا في نفس المؤتمر!
ميار (بتضحك): ده صح. لكن... خلينا نستمتع بلحظتنا دلوقتي، ونسيب الباقي لبكرة.
قعدوا مع بعض على الرمل، بيتكلموا وبيضحكوا تحت ضوء القمر، وكل واحد منهم حاسس إن الليلة دي بداية لحياة جديدة مليانة حب وسعادة.
#تحت_سماء_بعيدة
#سيليا_البحيري
فصل 5
في اليوم اللي بعده، في مطار مانيلا الدولي، إياد وميار واقفين مع بعض في صالة المغادرة، حقايبهم جمبهم، وكل واحد فيهم حاسس بمزيج من الحزن عشان الرحلة خلصت وسعادة بما مستنيهم في المستقبل. ميار كانت بتبص على المسافرين في صمت، وإياد كان بيحاول يكسر الصمت ده بطريقته المعتادة.
إياد (بيبص لميار بابتسامة): باين عليكِ إنكِ فكرك مشغول في حاجة مهمة جدًا. ماتقلقيش، هقول للطيار ما يقلعش غير لما ترتاحي.
ميار (بتبص عليه بتعبير جاد): إياد، بطل هزار.
إياد (مقفل عينيه): باين عليكِ غريبة. دي نفس ميار اللي كانت بتحاربني من أول يوم؟
ميار (بتنهيدة): مش عارفة. يمكن... يمكن مش عايزة أرجع.
إياد (يصمت لحظة، بعدين بيقرب منها): عشان مش عايزة تسيبي الفلبين ولا عشان خايفة من اللي هيحصل لما نرجع؟
ميار (بتبص على الأرض): يمكن شوية من كل حاجة.
إياد (يمسك إيدها برفق): ميار، كل اللي حصل هنا مش مجرد ذكريات. اللي بينا حقيقي، وهيفضل حقيقي حتى لو رجعنا للقاهرة.
ميار (بنبرة خافتة): بس عائلاتنا؟ لو مافهموش اللي بينا؟
إياد (بثقة): بتثقِ فيا؟
ميار (بتبص عليه بتردد): أيوه.
إياد (بيبتسم): يبقى سيبي كل حاجة ليا. هتعامل مع الموضوع، ومش هخلي أي حاجة أو أي حد يفرقنا.
موظف الطيران بينادي على المسافرين اللي رايحين على القاهرة.
ميار (بتنهيدة): شكله وقتنا جه.
إياد (يمسك إيدها وهو بيبتسم): وقت بداية جديدة، مش نهاية.
ماشوا مع بعض باتجاه البوابة، وميار كانت بتبص على إياد وتحس بالاطمئنان لأول مرة من وقت طويل. إياد كان ماسك إيدها بثبات، كأنه بيوعدها إنه مش هيسيبها أبدًا.
ميار (بنبرة خافتة وهي مبتسمة): إياد، أعتقد إني مستعدة لكل حاجة، طالما إنت جنبي.
إياد (بيضحك بخفة): وده اللي كنت مستني أسمعه من أول يوم!
دخلوا الطيارة، والابتسامة مش فارقة وجوشهم، مستعدين لكل حاجة هتيجي في القاهرة
*********************
في فيلا عيلة إياد. كل أفراد العيلة قاعدين في الصالة الكبيرة مستنيين عودة إياد. الجو مليان حماس وترقب، خصوصًا من مريم اللي مش قادره تقعد ثابتة، بينما الجد حسن بيحاول يطمنهم. دخل إياد من الباب الرئيسي شايل حقائبه وابتسامة واسعة على وشه.
مريم (بتجري ناحيته بحماس): إياد! أخيرًا رجعت!
إياد (بيحط الحقائب وبيمد إيديه عشان يستقبلها): مريم الصغيرة! إيه الحماس ده؟ وحشتيني للدرجة دي؟
مريم (وهي بتعانقه): طبعًا وحشتك! البيت كان ممل من غيرك.
رهف (واقفة بخجل وبتبتسم): الحمد لله على سلامتك يا إياد.
إياد (بيتوجه ليها وبيمازحها): رهف، إمتى هتبطلي الخجل ده؟ لازم أسافر تاني علشان تتعودي على غيابي؟
رهف (بتخفض نظرها بخجل): إياد، بطل سخرية!
الجد حسن (بيقرب منه باحترام): الحمد لله على سلامتك يا بني. الرحلة كانت إزاي؟
إياد (واقف باحترام): الحمد لله يا جدي، كانت رحلة مميزة جدًا.
الأب خالد (بجدية): مميزة؟ كنت رايح مؤتمر علمي ولا كنت رايح ترتاح؟
إياد (بيبتسم): لأ، الاتنين يا بابا. لكن متقلقش، كنت ممثل جيد للعيلة.
زين (بيضحك بخفة): ممثل جيد للعيلة؟ ده معناه إنك ما سببتش أي مشكلة؟
إياد (بيمازحه): طبعًا لأ، دكتور زين. على الأقل ما جاليش شكاوي من الفلبين.
سليم (بيتكلم بحدة): المهم إنك رجعت سالم، لكن يا ريت كنت مركّز في شغلك هناك.
إياد (بيرد بابتسامة هادئة): ما تشيلش هم يا سليم، كنت على قد المسؤولية.
الأم سلمى (بتقرب منه وبتحط إيديها على راسه بحنان): الحمد لله إنك رجعت بخير يا ابني. السفر متعب، لكن باين عليك فرحان.
إياد (بيبص لوالدته بحب): علشان رجعت ليكم كلكم. مفيش أحلى من لمّة العيلة.
مريم (بتشد يد إياد): جبتلي هدايا؟
إياد (بيضحك): طبعًا، لكن لازم أرتاح شوية قبل ما أوزعها.
الجد حسن (بحزم مع ابتسامة): لأ يا بني، مش هترتاح لحد ما تشوفنا إيه جبت لنا من الفلبين.
ضحكوا كلهم وإياد بدأ يفتح حقائبه وسط فرحة العيلة وسعادتهم بعودته
**********************
في غرفة الجلوس في فيلا عيلة إياد. إياد بيفتح الحقيبة عشان يبدأ يوزع الهدايا اللي اختارتها ميار. كل الناس قاعدين حواليه بحماس وترقب.
إياد (بيفتح الحقيبة): يلا بينا نبدأ توزيع الهدايا!
مريم (بتقفز بفرح): أنا أولًا! أنا أولًا!
إياد (بيضحك): خلاص، دي ليكي يا مريم. (بيطلع علبة صغيرة ويدّيها ليها).
مريم (بتفتح العلبة بحماس): واو! قلادة جميلة! شكرًا يا إياد. إزاي عرفتي إنني بحب النوع ده؟
إياد (بيمزح): عندي مصادر سرية.
رهف (بخجل): وأنتَ؟ ومش ليّا؟
إياد (بيطلع علبة تانية): دي ليكي يا رهف. حاجة بسيطة تناسب شخصيتك الرقيقة.
رهف (بتفتح العلبة): دي لوحة صغيرة؟ جميلة جدًا يا إياد. شكرًا ليك.
زين (بيمازحه): وأنا؟ ولا الهدايا بس للبنات؟
إياد (بيبتسم): إزاي أنسى الدكتور زين؟ (بيطلع صندوق ويدّيه ليه).
زين (بيفتح الصندوق): ساعة يد شيك! رائع جدًا يا إياد. عندك ذوق رفيع.
سليم (بنبرة جادة): وأنا؟
إياد (بيطلع علبة تانية): أكيد ما ناسيكش. دي ليك يا أخويا الكبير.
سليم (بيفتح العلبة وبيلاقي ربطة عنق فاخرة): ربطة عنق؟ اختيار حلو، بس إزاي عرفتي إنني محتاج واحدة جديدة؟
إياد (بيمزح): علشان القديمة ما بقتش تناسب هيبتك.
الجد حسن (بيبص لإياد بابتسامة): وأنا؟
إياد (بيطلع علبة أنيقة): دي ليك يا جدي العزيز.
الجد حسن (بيفتح العلبة وبيلاقي مسبحة يدوي): مسبحة؟ جميلة جدًا يا بني. شكرًا ليك.
الأب خالد (بيبتسم): والهدايا لينا إحنا الكبار؟
إياد (بيطلع علبة صغيرة): ليك ولأمي، حاجة بسيطة تعبر عن تقديري ليكم.
الأم سلمى (بتفتح العلبة وبتلاقي صندوق فيه قطعة ديكور خشبية مكتوب عليها "أعظم والدين"): دي جميلة جدًا يا إياد. شكرًا ليك.
إياد (بيتنهد): خلاص، دلوقتي بعد ما وزعت الهدايا، عايز أقول لكم على حاجة مهمة.
الجد حسن (رافع حاجبه): حاجة مهمة؟ باينها حاجة جدية.
إياد (بابتسامة خفيفة): آه، يا جدي. وأنا في رحلتي للفلبين، اتعرفت على بنت... وطلبت منها الجواز.
الجميع (في دهشة): إيه؟!
الأم سلمى (بقلق): جواز؟ مين هي البنت دي؟
إياد (بهدوء): اسمها ميار. اتعرفت عليها في المؤتمر. هي بنت قوية، ذكية، وعندها شخصية مميزة. حسيت بحاجة مختلفة معاها، حاجة ما حسيتش بيها قبل كده.
زين (بيمازحه): ده معناه إن الفتى المرح إياد وقع في الحب أخيرًا؟
إياد (بيبتسم): آه، يا زين. حبيتها بصدق، وعرضت عليها الجواز هناك.
سليم (بجدية): فكرت كويس في القرار ده؟ الجواز مسؤولية كبيرة.
إياد (بنبرة جادة): فكرت كتير يا سليم. وأنا متأكد إنها البنت الصح ليّ.
الأم سلمى (بحنان): لو إنت سعيد يا بني، إحنا معاك.
الجد حسن (بيحرك راسه بالموافقة): الحب الحقيقي نعمة. لو البنت دي تستحقك، أنا ببارك الجواز ده.
الأب خالد (بيبتسم): بس لازم نتعرف عليها الأول.
إياد (بفرحة): طبعًا، هرتب لقاء قريب. شكرًا ليكم كلكم على دعمكم.
مريم (بحماس): وأخيرًا، هنبقى في عروسة جديدة في العيلة!
رهف (بابتسامة خجولة): يا ريت تكون لطيفة معانا.
ضحكوا كلهم والجو مليان بالسعادة، وابتدوا يتكلموا عن الخطط المستقبلية للزواج
********************
في فيلا عيلة ميار، الكل قاعد في غرفة المعيشة مستنيين ميار ترجع من رحلتها. الأم مها بتحضر العصير، والأب كريم بيقرا الجورنال، ومازن ولينا بيتشاجروا عالتلفزيون، بينما أدهم وسيف بيتكلموا عن الشغل.
مها (بتبص على الباب بتوتر): فين ميار؟ ليه تأخرت كده؟
كريم (بيبتسم): اهدي يا مها، الطيارة وصلت من ساعة بس.
لينا (بحماس): أنا متأكدة إن ميار جابت لي أجمل هدية!
مازن (بيمازح): أكيد جابت لي هدية أحسن منكِ.
سيف (بيضحك): يا جدعان، مش سايبيننا نرتاح شوية من الشجار!
(الباب بيتفتح، وميار بتيجي داخلة، ملامحها متعبة لكن فرحانة، شايلة حقيبتها الصغيرة.)
مها (بتجري ناحيتها): ميار! الحمد لله على سلامتك!
ميار (بتبتسم وبتحضن والدتها): الله يسلمكِ يا ماما. اشتقت لكم كلكم!
كريم (بيوقف وبيبتسم): الحمد لله على سلامتكِ يا بنتي. الرحلة كانت عاملة إزاي؟
ميار (بتقعد على الكنبة): كانت طويلة ومتعبة، لكن مليانة مفاجآت.
لينا (بحماس): يلا، قولي لنا! إيه أخبار الفلبين؟ جبت لي هدية؟
ميار (بتضحك): أيوه، جبت لكل واحد فيكم هدية.
مازن (بيقعد جنبها): بس ده مش المهم. احكي لنا عن المفاجآت!
أدهم (بهدوء): سيبوها تاخد نفسها الأول.
ميار (بتبص عليهم): بصوا... في حاجة مهمة عايزة أقولها لكم.
سيف (برفع حاجبه): حاجة مهمة؟ حصل حاجة في المؤتمر؟
ميار (بتردد): لأ، مش في المؤتمر بس... قابلت شخص هناك.
لينا (بحماس): شخص؟ تقصدين... شاب؟
مازن (بيمازح): وقعتِ في الحب يا ميار؟
ميار (بتحمر خجلًا): ممكن...
مها (بقلق): ميار، بتقولي إيه؟
ميار (بتنهد): وأنا في المطار، اصطدمت بشاب... وبعدها اكتشفنا إننا هنركب نفس الطيارة، ونقيم في نفس الفندق، ونروح نفس المؤتمر.
كريم (بيحط الجورنال جنبه): طب اتعرفتي عليه؟
ميار (بهدوء): أيوه، اسمه إياد. بدأنا نتكلم مع بعض، وبعدها...
لينا (بتقطعها بحماس): إيه؟ قولي!
ميار (بتبص لتحت): عرض عليا جواز.
(سكون تام في الأوضة. الكل بيبص لميار باندهاش.)
أدهم (بجدية): جواز؟ بتقولي جدي؟!
سيف (برفع حاجبه): مين ده إياد؟ وأنتي متأكدة إنك تعرفيه كويس؟
مها (بقلق): ميار، فكرتِ كويس؟ الجواز مش قرار سهل.
ميار (بهدوء): عارفة يا ماما. إياد مش شخص عادي. هو طيب، ذكي، وبيحترمني جدًا.
كريم (بيبص ليها بجدية): أنتي متأكدة من مشاعرك نحوه؟
ميار (بتبص لوالدها): أيوه يا بابا. لأول مرة حاسة بحاجة حقيقية.
مازن (بيمازح): بس إحنا لسه ما شوفناش الراجل ده. يمكن لازم يمر باختبار العيلة الأول.
لينا (بتضحك): أيوه، اختبار مازن المخيف!
مها (بتبتسم شوية): لو أنتي مبسوطة، إحنا معاكِ. بس لازم نتعرف عليه الأول.
أدهم (بحزم): مش عايز أي قرارات مستعجلة. لازم نقابله ونتعرف عليه كويس.
ميار (بثقة): هرتب لكم لقاء قريب. بشكركم كلكم على دعمكم.
سيف (بيمازحها): بس تأكدي إنه هيقدر يتحمل عيلتنا الكبيرة.
الكل بيضحك، والتوتر بيخف شوية، وبيبدأوا يتكلموا عن اللقاء الجاي مع إياد
*******************
في غرفة كريم ومها في الليل. مها قعدة على السرير وبتقرأ كتاب، وكريم قاعد على كرسي جنب الشباك، شارب كوب شاي. الجو هادي، لكن في ملامح مها في قلق.
مها (بتبص لكريم): كريم، إنت شايف إن ميار عارفة هي بتعمل إيه؟
كريم (بيحط كوب الشاي على الترابيزة): تقصدي إيه؟
مها (بتنهد): يعني... الجواز ده قرار كبير. وميار لسه صغيرة، وما جربتش حاجات كفاية عشان تعرف إذا كان الراجل ده مناسب ليها ولا لأ.
كريم (بيبتسم بهدوء): ميار مش متهورة يا مها. هي ممكن تكون صغيرة، بس أنا شفت في عينيها النهاردة ثقة ومشاعر حقيقية.
مها (بقلق): بس إحنا مش عارفين الراجل ده، إياد. لو ما كانش قد المسؤولية؟
كريم (بيبص ليها مطمئن): هنعرفه قريبًا يا مها. ومش هسيب ميار تاخد خطوة إلا لما نتأكد إنها كويسة.
مها (بتحط الكتاب جنبها): بس، مش لاحظتِ قد إيه كانت خجولة وهي بتتكلم عنه؟
كريم (بيضحك شوية): أيوه، وكأنها أول مرة تحس بحاجة زي دي.
مها (بتبتسم شوية): أظن إنها حبت الراجل ده.
كريم (بيحك ذقنه): ده واضح. بس متقلقيش، أنا هقعد معاه وأتكلم معاه كرجل لرجل. هاعرف إذا كان يستحق بنتنا ولا لأ.
مها (بتحط يدها على إيده): أنا بس عايزة ميار تكون سعيدة، كريم.
كريم (بيبتسم ليها): وأنا كمان. لو إياد هو الراجل اللي هيخليها سعيدة، أنا هأدعمهم بكل قلبي.
مها (بهدوء): وأنت دايمًا عارف تهدي مخاوفي.
كريم (بيمسك إيدها): ده واجبي. دلوقتي، خلينا نستنى لحد ما نقابله ونشوفه. وبعدها نقدر نحكم.
مها (بتبتسم وبترجع للكتاب): تمام، بس أنا هراقبه عن قرب.
كريم (بيضحك): وأنا معتمد على كده.
(المشهد بيخلص على الزوجين وهم بيبتسموا في جو عائلي دافئ.)
#تحت_سماء_بعيدة
#سيليا_البحيري
فصل 6-الاخير-
بعد عدة أيام ، بتتجمع عيلة إياد وعيلة ميار في الصالون الكبير في بيت عيلة ميار. الجو مليان ترقّب وحماس، وميار قاعدة جنب أمها مها، وإياد جنب أبوه عادل. اللقاء في الأول رسمي، بس بعد شوية الجو بيبقى أريح وأكتر وديّة مع تبادل الكلام
كريم (والد ميار، مبتسم وهو بيبص لإياد): أهلاً بيك يا إياد، وأهلاً بعيلتك الكريمة. إحنا مبسوطين بلقائكم النهارده.
عادل (والد إياد، بيرد التحية بابتسامة): الشرف لينا يا كريم بيه. لما إياد قال لنا إنه عايز يتقدّم لميار، فرحنا جداً، وها إحنا هنا عشان نطلب إيدها رسمي.
سليم (الأخ الأكبر لإياد، بصوت جاد): إياد مش مجرد أخويا، ده جزء مني. ورغم إنه فرفوش ودمه خفيف، بس عارف يعني إيه مسؤولية لما يكون الموضوع جدي.
أدهم (الأخ الأكبر لميار، بيبص لإياد بتمعّن): وده اللي إحنا عايزين نتأكد منه يا إياد، ميار عندنا بالدنيا، ومش هنسمح بأي حاجة تزعّلها.
إياد (بثقة وهدوء، بيبص لكريم وبعدين لأدهم): عارف ده كويس، وبوعدكم إني هحافظ عليها وأسعدها طول ما أنا عايش. ميار مش مجرد بنت حبيتها، دي غيرت حياتي وخلّتني أشوف الدنيا بمنظور مختلف.
مها (بتبص لميار اللي وشها احمر من الخجل، وبتبتسم بلطف): وإنتِ يا ميار، مبسوطة بالقرار ده؟
ميار (بخجل، بتوطّي رأسها شوية وبتهمس بصوت مسموع): آه، أنا مبسوطة جداً.
زين (أخو إياد، بيبتسم بحنية): خلاص، طالما ميار موافقة، يبقى كده تمام!
سيف (أخو ميار، بيضحك مازحًا): طيب، والخطوبة بقى إمتى؟ إحنا عايزين حفلة أسطورية!
رهف (أخت إياد، بحماس): وأنا هساعد ميار تختار فستانها، صح يا ميار؟
ميار (بتضحك بلطف): طبعًا يا رهف.
كريم (بيبص لعادل وبيقول بحزم بس بود): بما إن الكل متفق، إحنا بنرحّب بإياد كجزء من عيلتنا، وهنحدد معاد الخطوبة قريب.
عادل (بفرح): ربنا يبارك فيكم، إن شاء الله تكون بداية لحياة سعيدة ليهم.
(يبدأ الكل في تبادل الكلام والضحك، والجو يبقى دافئ وعائلي. إياد يسرق نظرة لميار، يلاقيها بتبص له بابتسامة خجولة، فيغمز لها، فتخجل وتحمرّ أكتر.)
المشهد بينتهي بفرحة العيلتين وترتيب تفاصيل الخطوبة اللي جاية
*******************
في يوم الخطبة ، تعمّ الفوضى اللطيفة غرفة ميار، فساتين متناثرة، مكياج وأكسسوارات هنا وهناك. ميار تجلس أمام المرآة بينما تحاول شقيقتها التوأم لينا، المعروفة بروحها المرحة، إضفاء بعض الفكاهة على الجو، في حين أن رهف ومريم، شقيقتا إياد الصغيرتان، تساعدانها في التجهيز
لينا (وهي تمسك فرشاة المكياج وتلوّح بها): يا بنتي، دا لو كنا بنجهزك للفرح مش للخطوبة، ما كناش عملنا كل ده! استرخي، وانبسطي، مش كل يوم بتتخطب أختي القمر.
ميار (تتنهد وهي تنظر لنفسها في المرآة): عارفة يا لينا، الموضوع غريب… يعني كنت دايمًا بقول إني مش هتجوز بسهولة، وفجأة لقيت نفسي متعلقة بإياد!
رهف (بحماس وهي تمسك الفستان): بصراحة، أنا وإياد بنتخانق طول الوقت، بس بجد، عمره ما اتكلم عن حد زي ما بيتكلم عنكِ! بيحكي عنك بطريقة تخلي أي بنت تتمنى تكون مكانك.
مريم (بمزاح وهي تجلس على السرير وتهز قدميها): ودي الحقيقة! إياد كان بيقول إنه مش ناوي يتجوز قريب، بس شكله وقع في الفخ بسرعة البرق! الحب ضربه في مقتل!
لينا (تضحك وهي تتأمل الفستان): بس المهم يا جماعة، ميار لازم تطلع آية في الجمال النهاردة! مازن وسيف لازم يعرفوا إن أختهم الصغيرة بقت عروسة رسمي.
ميار (تغمض عينيها بتوتر): سيف بالذات هيبقى عامل زي الأسد اللي واقف على الباب، هيبص لإياد بنظرات تهديد!
مريم (تقفز بحماس): بصراحة، نفسي أشوف وش إياد أول ما يشوفك! أكيد هيفضل واقف كده مبرّق ومش عارف يتكلم!
رهف (تضحك): وإحنا بقى هنكون فريق الدعم الرسمي! أي حاجة تحتاجيها، قوليلي، أنا بقيت خبيرة في الحفلات.
لينا (تحمل العطر وترش القليل على ميار): كده تمام! يلا يا أميرة الليلة، عريسك مستني يشوفك، وأتحدى أي حد يقدر يرمش لما تطلعي!
(تضحك الفتيات جميعًا، وتشعر ميار بالحماس يزداد مع كل لحظة. اللحظة اقتربت، وقلوب الجميع تخفق بسعادة وترقب.)
*****************
بينما الفتيات ما زلن يضحكن ويتجهنزّن، يُفتح باب الغرفة فجأة وتدخل مها، والدة ميار ولينا، برفقة جميلة، والدة إياد، وخلفهما سليم، زين، الجميع يبدو متحمسًا، والفرحة تملأ المكان.
مها (بصوت دافئ وهي تنظر لميار بعيون مليئة بالفخر): يا روحي يا ميار… ما شاء الله، بجد مش مصدقة إنك كبرتي وبقيتي عروسة! كنتِ فين يا سنين؟
ميار (تحاول كتم دموعها وهي تبتسم): مامااا، ما تعيطينيش بقى، كفاية إني متوترة!
جميلة (تقترب من ميار وتنظر إليها بإعجاب): إياد عنده حق لما بيقول إنه اختار أحلى بنت في الدنيا… ربنا يحفظكِ يا حبيبتي، بجد شكلك طالع زي القمر.
لينا (بمزاح وهي تضع يدها على خصرها): ما قلتلكم من الأول، أختي أحلى عروسة! بس مفيش حد كان عايز يصدقني.
مريم (تقفز بحماس وهي تمسك بيد ميار): بجد بجد، أنا مش عارفة إياد هيعمل إيه لما يشوفك! ممكن ينسى يتنفس!
رهف (تضحك وهي تنظر إلى زين وسليم): بس السؤال المهم… سليم، هتفضل تبص لإياد بوش مخيف النهاردة ولا هتسيب العريس ينبسط؟
سليم (بعينين جادتين لكن فيها لمحة مزاح): بصراحة؟ لسه مقررّتش… بس أكيد هعمل حسابي إنه يفكر ألف مرة قبل ما يزعل ميار!
زين (يبتسم وهو يضع يده على كتف سليم): سيب البنت تفرح يا سليم، ميار وإياد الاتنين بيحبوا بعض، وده أهم حاجة.
مها (تمسك بوجه ميار بلطف): حبيبتي، أنا متأكدة إنكِ هتكوني سعيدة… وأي حاجة في الدنيا، أنا ولينا وإخواتك هنا معاكي دايمًا.
ميار (بصوت دافئ وهي تضم والدتها): وأنا محظوظة إنكِ أمي… بجد، الحمد لله إنكِ جنبي في اللحظة دي.
جميلة (تنظر إلى ساعتها وتبتسم): خلاص، يلا يا بنات، العريس مستني!
لينا (تمسك بيد ميار بحماس): يلا يا ملكة الليلة، جه الوقت إنكِ تخطفي قلوب الكل!
(تأخذ ميار نفسًا عميقًا، وتبتسم وهي تمسك بيد والدتها، تشعر بقلبها ينبض بسرعة، لكن في نفس الوقت تغمرها سعادة لا توصف… الليلة هي البداية لحياة جديدة.)
********************
يُقام الحفل في قاعة فخمة مزينة بالورود البيضاء والأضواء الدافئة. الجميع ينظر نحو المسرح الصغير حيث يقف إياد ببدلته الأنيقة، ينتظر ميار بعيون مليئة بالإعجاب والتوتر. تسير ميار بفستانها الساحر برفقة والدها كريم، الذي يمسك يدها بحنان، وملامحه تجمع بين الفخر والتأثر
كريم (بصوت دافئ وهو ينظر إلى ميار): عارفة يا ميار، من يوم ما اتولدتي وأنا بحلم باللحظة دي… اللحظة اللي أسلمك فيها لحد يحبك ويحافظ عليكي زي ما أنا وأمك حافظنا عليكِ طول حياتك.
ميار (بعيون دامعة لكنها مبتسمة): بابا…
كريم (يوقفها برفق، ثم يلتفت نحو إياد): إياد، أنا راجل مبحبش المقدمات الكتير، وعارف إنك شاب محترم وراجل، وعشان كده، أنا بسلمك أغلى حاجة في حياتي. ميار مش بس بنتي، دي روحي… ولو يوم حسيت إنك هتخلي دمعتها تنزل، افتكر إنك مش بتوجعها لوحدها، إنت بتوجعني أنا كمان.
إياد (ينظر لكريم بجدية، ثم يمسك بيد ميار بلطف): عمي كريم، وعد مني… ميار عمرها ما هتعرف الحزن معايا، هحافظ عليها بكل ما أملك، وهخليها أسعد واحدة في الدنيا.
كريم (يضع يده على كتف إياد بابتسامة راضية): ده اللي عارفه عنك، وإلا مكنتش هسلمك بنتي.
(تبتسم ميار بخجل، بينما يضع كريم يد ميار في يد إياد، ويصفق الحاضرون بحرارة لهذه اللحظة المؤثرة. إياد ينظر لميار بابتسامة دافئة، ويشد على يدها برقة، بينما تنظر له هي بعيون مليئة بالامتنان والسعادة. يبدأ الحفل رسميًا وسط تصفيق وفرحة الجميع.)
******************
بعد عدة أشهر ، في شهر العسل ، تحت سماء صافية، على أحد الشواطئ الخلابة في الفلبين، حيث تلامس أمواج البحر الرمال الناعمة، يجلس إياد وميار على أرجوحة خشبية تتدلى من نخلة شامخة. صوت الأمواج يعزف لحنًا هادئًا، ونسيم البحر يداعب خصلات شعر ميار التي تستند برأسها على كتف إياد، بينما تمسك يده برقة
ميار (تتنهد وهي تنظر إلى البحر): غريب كيف رجعنا لنفس المكان… وكأنه كان مقدر لنا نبدأ من هنا… وننتهي هنا.
إياد (يبتسم وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعرها): لا يا روحي… إحنا مش بننتهي، إحنا لسه بنبدأ… بس بطريقة مختلفة، بداية جديدة مليانة حب حقيقي.
ميار (تلتفت له بابتسامة دافئة): تفتكر لما خبطت فيك في المطار؟ كنت حاسة إنك هتتخانق معايا.
إياد (يضحك): وأنا كنت متأكد إنك هتضربيني! بس بصراحة، عمري ما كنت متخيل إن الفتاة العنيدة اللي قابلتها في المطار هتبقى مراتي وحبيبتي وأم أولادي في المستقبل.
ميار (تحمر خجلًا): مش كنت بتقول إنك بتحب كل البنات؟
إياد (يغمز لها مازحًا): صحيح، بس وقتها مكنتش أعرف إن قلبي كان مستني واحدة بس… وأهي طلعت أشرس بنت في الدنيا!
ميار (تضحك وهي تضربه بخفة على صدره): أشرس؟!
إياد (يمسك يدها ويقبلها برقة): آه… بس برضه أحنّ واحدة في الدنيا… وأجمل زوجة ممكن أي حد يحلم بيها.
ميار (بهمس وهي تضع يدها على خده): وإنت أحلى حاجة حصلت لي… وأجمل قدر كتب لي.
(يقترب إياد منها أكثر، يلف ذراعيه حولها بحنان، ويهمس في أذنها:)
إياد: كل لحظة هنا بتفكرني إزاي وقعت في حبك، وإزاي هفضل أحبك كل يوم أكتر من اللي قبله… ودا وعد.
(تغمض ميار عينيها، تستمتع بلحظة الحب الصادقة، ثم تفتحها لتنظر له بعينين تلمعان حبًا وسعادة، قبل أن تهمس:)
ميار: وأنا كمان بوعدك… إن قلبي مش هيعرف غيرك.
(تتداخل أيديهم، وبينما تغرب الشمس خلف الأفق، يتعانق ظلّهما على الرمال، لتكون تلك اللحظة بداية لعمر جديد مليء بالحب، تمامًا كما بدأ من نفس المكان… في الفلبين.)
✨النهاية✨
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق