رواية علي ذمة عاشق الفصل الخامس عشر حتى الفصل الرابع والعشرين بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية علي ذمة عاشق الفصل الخامس عشر حتى الفصل الرابع والعشرين بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
ساعد الهدوء المخيم على المكان وصول صوت انقذاف شيئا ثقيل بالماء فإندفع اياد بكل قوته نحو الخارج فى قلق بحثا عنها بحينيه
فى المكان فلم يجدها حيث تركها تحرك نحو تربزون اليخت ودقات قلبة تتسارع ،،القى نظرة على المياه فكانت صورتها فى الاسفل تختفي شيئا فشيئا لحظات اوقفت قلبة وارعبته
فى وسط المياه الصافية قفز للمياه وحرك جسده بخفة نحو المياة متجها نحو جسدها الذى يتهاوي بسرعة تحت المياة ارتعبت عيناه اثر سكونها التام وحالة الاستسلام التى تعتريها
ظل يتقدم نحوها بشكل سريع والتقتط يدها اخيرا جذبها نحوه وحاول اسعافها تحت الماء بأنفاسه وتابع سبحاه نحو الاعلى وظل متشبثا بها فى قلق .
اخيرا اقترب من اليخت واخرجها من المياه وراح يضغط على صدرها بكلتا يداه ..واخذ يعطيها نفس صناعى
حرك رأسه فى يأس وقلق وهى لا تستجيب وحملها مرة اخرى وضعها بالداخل على اريكة بجوار كرسى القيادة وبدأ فى القيادة نحو الشاطئ ....و وزع نظرة بينها وبين البحر ...
كانت حنين تراها ولكن كان اشبه لها بالطيف اذا كانت فى حالة من اللا وعي
نظرته اليها نظرة الحب الصادقة نظرة القلق الباديه على وجهه واضحة تمام الوضوح ....شيئا ما بداخلها جعلها تغفو ولا ترى شيئا بينما التقطت هو سكونها تعاظم بداخلة شعور الفزع
******************************************************
فى مكان مظلم ونائى
تسلل زين من احدى النوافذ .. بخفة شديدة ..وبدءَ يحصر العدد بمهارة ويحدد الاماكن
تسلق احدى المواسير وبدأ الزحف لأعلى وبهدوء شديد وحذر وصل الى الغرفة التى توقع وجودها فيها
والتى كان يقف على بابها رجلان ضخام الجثة بأسلحه وبمهارة وهدوء ينم عن رجل اعتاد تلك المخاطرة و الامر سلس بالنسبة له
...سقط خلفهم وبحركة سريعة جذب احداهم من عنقه واستند الى الاخر بقدمه فى جزء من الثانية كان الرجلان ارضا
هتف هو بسخريه
- معلش يا حبايبى مجرد كسر رقبه بسيط ..تقوموا بالسلامه
فتح الباب فى اليه تامه وبحث عنها بعينيه تقف فى منتصف الغرفة
فى حالة سيئة للغاية حيث اثار الدماء على وجهها المختلطة بالدموع وركض نحوها فى قلق
ونادها :
- فرحه ...انت كويسة؟
رفعت بصرها نحوه ،لتصدق ماسمعته أذنيها وارتخت قسماتها اثر رؤيته امامها من جديد
بدء يفك قيدها فى عجل وما ان إنتهي حتى سقطت فى احضانه وانتحبت بشكل هستيرى واشتكت له بألم :
- زين ...اهئ اهئ اهئ ...خدوا القميص
احتضنها زين بإشتياق ولوى فمه بسخرية :
- والنعمة مجنونه ... وربت على ظهرها بحنو
- معلش حبببتى هجبلك غيروا
جذبها تحت ابطة وسار بها الي الخارج وبدء التسلل للخروج ...
وهو يتوقع الاسوأ أخرج من وراء ظهره مسدسان وامسك كف فرحه ووضع احداهم فى راحت يدها فرحة ودفعها خلف ظهره
اتسعت عينيها ببلاهه وهتفت برعب :
- اعمل بيه دا ..
لوى فمه بإمتعاض وهو يجيبها:
- سلكى بيه سنانك ....هتكونى هتعملى بيه ايه ...احمى ضهرى ...يلا
ودفعها نحو ظهره ارتعشت يدها وهى تمسك هذا الشيئ العجيب ، حاولت جمع شتات نفسها وامسكت به كما شاهدت بالتلفاز من قبل وصوبت المسدس نحو ظهره بيد مرتعشة
التفت زين فى توجس اذا شعر بفوهة المسدس ملتصقة بظهره وما ان وجدها حتى فرك وجهه بعصبية وهتف :
- كدا هتموتينى انا
صرخت عاليا برعب:
- اعمل ايه اعمل ايه؟
دفعها نحو ظهره مجددا وبسرعة وهتف وهو يشهر سلاحه للامام :
_ احمــي ظهـــري
اطلاق النيران على عدد من الافراد بحرفية عالية وبلمح البصر
ادار وجهها للخلف والتصق بظهرها ليكونوا رجلا واحدا بوجهين
كانت فرحة تغلق عينيها بقوة اثر اطلاق النيران المتبادل والتصقت بظهره وتبعته اينما خطا
خرج بها من وسط اعدد من الجثث المخلفة من ورائه لتصرخ هي:
- ماتوا كلهم ...ماتوا
هدر هو بدهشة وسخط :
- يا بنتى انتى قربيتهم ولا ايه ولا ابوكى حانوتى ..اسكتى
وقفت بوجه وامسكت بتلابيبه وهتفت برعب
- خرجنى من هنا ...بالله عليك
نظر الي عمق عينها وهتف بعنف :
- هتسمعى الكلام ...
حركت رأسها بسرعة وبخوف بادى على قسماتها:
_هسمع ..حاضر ..
عاود السؤال بجديه :
- هتثقى فيا ؟!
صاحت برعب وبدون وعي :
- ايوة ...ايوة
دس يده فى جيبه واخرج حقنة فإلتفت الى ما بيده وقبل ان ينبث فمها بالسؤال ،غرسها فى جانب عنقها ،اغمضت عينيها بألم وبدأت تشعر بالبرودة تدب فى اوصالها تشبثت بملابسه و
هتفت بصوت متقطع :
..ليه ...عملت...ك...د..ه ؟
علق بصره بها وتفحص تراخى عضلات وجهها بينما هي وقعت بين احضانه فاحتضن خصرها بقوة واسبل عينيه فى قلق
*************************************************************
فى الساحل
وصل اياد بحنين الي الشاطئ وحملها بين يده برفق
وما ان شاهدوا الحراس قدومه نحوهم بهذا الشكل حتى داهمتهم الدهشة وتوقفوا فى صمت وأبت اقدامهم التحرك اذا بدت لهم
حنين كالجثة الهامدة بين ذراعيه
هدرا اياد بصوت غاضب محتدا :
- انتوا هتتفرجوا عليا افتحوا العربيه
هرولوا بسرعه نحو السيارة بتوتر
ثم اشار براسه :
- عايز دكتور بسرعة
دلف الى العربة واسند حنين الي الكرسي الامامي بقلق وسحب حزام الامان حو ل خصرها،
بينما تابع المشهد بإهتمام وجه جديد ،،،،،،
كانت تقف بعيدا تنظر الى تلك الجلبة الذى طمست السكون ،وتابعت المشهد بإهتمام بالغ عند رؤيتها اياد يحمل امراة ويبدوا على وجهه القلق تابعت العربات وهى تختفى فى سبيلها
وامسكت هاتفها فى سرعه وانتظرت اجابة
- ايوة يا ناني ، اياد هنا بيعمل ايه ؟!
هتفت الاخرى بصياح :
- لينا انتى ما تعرفيش
ازاحت خصلات شعرها الى الوراء وهى تهدر بعصبية :
- لا
هتفت الاخرى :
- اياد اتجوز
جحظت عينها وتحولت لجمرة من الغضب وهى تهتف :
- انتى بتقولي ايه ،ازاى دا يحصل
اجابتها الاخرى بهدوء :
- طبيعى دا يحصل ،يالينا تفتكرى كان هيستني اكتر من سنه
وضعت يدها على فمها بتألم وانتحبت بصمت
- لينا اوعك تكونى زعلتى ؛انسى بقي وخلاص
سحبت انفاسها وهدرت :
- انسى ازاى ،اللى يعرف اياد ماينساهوش
**************************************************
في الصعيد
وقفت زينات من جديد على اقدامها وتمسكت بقوتها للدفاع لاخر نفس عن ابنتها امام عمها وهدان القناوي
الذى تحدث بغضب:
- بتك فضحتنا وحاطت راسنا فى الطين ، وانتى تجولي لا بتى شريفة وابصر ايه ادينى دليل واحد على انها شريفة
هتفت مدافعه :
- بتى اشرف من الشرف هى هربت ايوة مش هنكر بس هى كانت خايفة من ابوها ايوة عمره ما عاملها كويس عشان تحب صنف راجل هي وبت خالتها اتعقدوا من صنفهم مستحيل تهرب مع حد او تثق في حد
لوح بيدة بغير اهتمام :
- احنا ما نفهمش الكلام دا ،احنا فى مصيبة اللى نعرفه ان بتك غفلتكوا كلكوا وركبت عربية مع راجل غريب قصاد عين ولاد عمها ،كانها بتجلهم اها اللى عشجته خلصنى من اديكم
كان عزام يستمع الى الحديث بغضب جم فأنتفض من مكانه مسرعا نحو الخارج
زفر برهام بتأفف:
- اديكي شايفة اها عملت اية فى سيد الرجالة زينة شباب البلد ، خلت الكل يلسن علية وعلى هروب عروسته وياريتها غريبه دى بت عمه ،ولدى اللى كان كييف السبع يعدل المايلة بنظرة قضيت عليه
جف حلق زينات وفرغت التبريرات وهتف اخيرا:
- طيب ساعدونى الاقيها ،واوعدك هاخدها وابعد عن هنا ومش هتجيلكم من ورانا اي مشاكل
اعتدل فى جلسته وزمجر بتعصب :
- احنا عارفين نلاجوها ، وان لاقيناها ما لهاش دية غير الجتل
ركعت تحت قدمه بحزن وتواسل :
- ابوس رجلك ياحاج انا ماليش غيرها فى الدنيا دى اخر حاجة فاضلالي فى الدنيا لو قتلتها يبقي قتلت اتنين مش واحدة ، انت حاجج بيت الله وانا نحلف عن بتى انها شريفة وكانت وزة شيطان
ابعد قدمه وسحبها من يدها ليوقفها وهتف بجمود :
- لو مش الموت هيبقي فيه الاوعر من الموت
شخص بصرها وهى تخمن من نظرات عينيه القاتمه ما هو ولكن فشلت ،هتفت بتوجس وريبة:
- ايـــه ،هـــو ؟!
ترك يدها وتحدث بنبرة مميته اقرب للفحيح :
- الدخلة تبجي بلدى وبعديها تطلج ، سواء طلعت شريفة او لا
وقفت امامه فى تحير تام ، وفرغ فاها من الكلام حيث انها تخبطت ما بين الدعاء لها بالعودة ام بالبعد عن هنا
(16)
وقف ياسين ببنطال كافيه يناسب قامته الطويلة وتيشرت اسود بدون ياقه يرتدى نظارة سوداء ببرواز معدني فى نقطة فارغة فى وسط الصحراء يتابع ساعة يده بقلق وتوتر
عقد ساعديه واسند الى سيارته فى ملل فى انتظار رفيقه .
الذى ظهر بعربة جيب عالية تناسب البيئة الرملية التى تحيط بهم . اعتدل سريعا ووقف فى انتظاره .ترجل من السيارة سريعا واتجها نحو الباب الاخر تعجب ياسين من تصرفه
ونظر من تحت نظارته بإهتمام ،اذا بدا لة شيئا مهما بعد كل هذا التاخير
التقطت فرحة الغائبة عن الوعي ،وحملها بين يديه يتطاير شعرها الاسود مع الرياح كاليل اتي فى ضوء النهار
اتسعت عين ياسين وهتف بتعجب :
- ايه دا ؟!
اجابة زين وهو يقترب منه بجمود :
- دي فرحة فتح الله القناوى
صك اسنانه فى غضب وهدر بضيق :
- إنت اتجننت أنا لازم أكلم اللى معانا ،عشان يعرفوا جنانك
دا وصل لحد فين ،ودس يده الى جيبه واخرج هاتفه وشرع فى ضغط الازرار
قاطعه فى ذلك زين بغضب :
- انتوا مش كل اللى يهمكوا العملية ،هتم باى طريقة ودى واشار الى فرح ماحدش لي داخل بيها انا اللى اقرر مصيرها لان مصيرها بين ايدى وبس
وكزه ياسين فى كتفه بتعصب:
- انت غبي من الاول لما وقفت ليها ع الطريق ،وبغبائك دا فتحت العين عليك واديك لسة بتكمل فى اللى هيقضى عليك وعليها انت مش مسافر تصيف انت مسافر لجهنم الحمرة رايح للموت برجليك وياعالم ترجع تانى على رجليك ولا لا
لم يغضب منه زين لان ما قالة هو الحقيقة التامة
اقترب ياسين منه ووضع يده اسفل ظهر فرحة من بين يديه وهو يروضة:
- هاتها يازين هرجعها لاهلها
ابتعد بها لخطواتين للخلف وازاح يده بها بعيدا عن يده :
و اجاب بقوة :
- لا ،هتفضل معايا
عندها هدر ياسين بغضب:
- يعنى اية ؟!هى لعبة دى بنى ادمة يا زين ،وشغلنا كله تحت النار وجودها معاك خطر عليك وعليها ،زمان الدنيا كلها مقلوبة عليها ، قبلك انت ومفكرين انها تخصك ونقطة ضعفك ،احنا فى شغلتنا دى ما ينفعش يبقالنا نقطة ضعف
قبض جيدا على رسغ فرحة الغائبة عن الوعى
وحدق لصديقه بتحدى :
- وانا بقا هعمل العكس وهوريكوا كلكم انى قادر احمي نقطة ضعفى
ضيق عينه ليأسه من اقناع ذلك العنيد المتهور ،واقتحم المكان صوت مروحيه تهبط بإتجاهم حول نظرهما معا اليها
*********************************************
فى الساحل ،،،،،
دخل اياد حاملا حنين الى غرفته ووضعها برفق على الفراش
ثم جلس الى جوارها يتحسس جبينها ويتفحص نبضها بقلق ،اذا كانت روحه تنازع الالم عوضا عنها ،شعوره باحتمال فقدانها هزم كل قواه وجعلة عاجز تماما عن مواصلة الحياة
اقترب منها وامسك يدها ومال جبينه الى جبينها وهمس بنبرة متحشرجه :
- بلاش يا حنين تختبرى حبى ليكي اكتر من كدا ،اوعك ياحنين تودعينى ،وداعك ليا دا كتر حاجه توجعنى بجد حبيتك بلاش ارجوكي تختبرى حبى ليكى
جاهد حتى لا تذرف عينيه تلك الدموع المزعجه ولكن فشل ، طرقات الباب تعالت فى هذة اللحظه حاول تجميع شتات نفسه وهتف
بصوت عالى :
- ايوة ،مين ؟!
اجابه احد افراد حراسته القارع :
- دا الدكتور يا سعادة الباشا
ترك يدها وابتلع غصته المريرة وهدر بجمود :
_خليه ،يدخل
أدار مقبض الغرفة تقدم الطبيب نحو حنين المسجيه على الفراش وتسآل :
- خير
اولاه ظهره ليخفى اثار ضعفه وتظاهر بالقوة وهتف بنبرة متحشرجه :
- وقعت من دربزون اليخت فى المياة ،وعض شفاه بألم
بدأ الطبيب فى الكشف واختلس اياد النظر اليه على حين غفلة ليطمئن قلبه اذا كانت بصحة جيدة ام لا
انهي الطبيب الكشف والتفت نحو اياد وهتف :
- هى كويسة انا اديتها حقنه وهتفوق بعد لحظات
اجابة بنبرة جافة :
- عندها ايه؟!
امسك القلم وبدء فى كتابة الروشته وهو يحادثة :
- المفروض انها ما يغماش عليها كل دا ،لكن بعد وقعها فى المياة نقدر نقول ان الاغماء بسبب حالتها النفسيه يعنى رفضه الحياة
حدق اياد الى الطبيب بدهشة ولم تتحرك اي من قسماته ،بينما تابع هو قائلا بجدية :
- ودى تبقى محاولة انتحار ......
التفت اياد لمحاولة اخفاء صدمته بعيدا عن اعين الطبيب الذى تفحصه هو الاخر بدقة عالية واسترسل وهو يمد يده
تجاة بالروشته ويحادثة بإهتمام:
- دى شويه ادوية مهدئة ،مش عايزين ضغط على اعصابها يعنى بشكل أوضح هى محتاجة معاملة خاصة
قاطعة اياد بغضب :
- خلاص انت هتعلمني اعامل مراتى ازاى ؟!
توتر الطبيب قليلا وهو يجيب عليه بهدوء:
- العفو يا افندم ،بس انا.....
- خلاص اتفضل ....قالها اياد مقاطعا مرة اخرى
يريد اخفاء المه فى غضبة
- استجاب الطبيب وخرج مسرعا
وانهار سقف العالم فوق راسه عند سماع كلمة( محاولة انتحار ) شعر اياد أنه يدفع ثمن أخطاء لم يقترفها لا ذنب له فيها ،معاناه جديدة سيعيشها مع معشوقته
********************************************************
فى سيناء
هتف ياسين محذرا :
- كدا اللى بتعمله غلط ،وهتأذى نفسك
لم يستمع له اندفع نحو المروحيه بثقة وهو يحمل تلك المغيبة عن العالم بين يديه تحرك من ورئه ياسين فى محاولة اخرى
لتغير قرارة ،وامسك كتفه :
- يابنى ،اسمعنى هضيعنا كلنا العمليه كلها هتبوظ بسبب البت دى وياريتها هتنفع ،دانت هضيعها معاك
ابتلع ريقة بقلق واحتدت عيناه وهو يهدر الى صديقه بحدة، احكم قبضته على ذراع فرحة :
- مش هسيبها الا اما اتاكد انها فى امان ، انت عارف كويس انها اتشافت معايا والدنيا كلها هتقلب عليها
اجابة ياسين بنبرة جافة :
- وانت مالك ،مهتم لي ؟!
توتر قليلا وهتف بجديه :
- انا مهتم بيها
لو ى فمه ياسين واجابة بسخريه:
- انا قولت انت مهتم بيها
تأفف زين من مراوغته صديقه وهتف بجديه:
- انا ماشي
باغته ياسين بنظرة حادة ،وهتف بضيق :
- ابقي خلى بالك عليها ،وبلغنى اول باول بالجديد
اتجه زين نحو المروحية وصعد اليها ،وزفر بارتياح ونظر الى فرحة التى بين يديه وتأمل سكونها ازاح خصلات شعرها المتناثرة على شعرها وهتف بهدوء:
- مـــاتـــخــافـــيش ، انتى معايا فى امان
********************************************
فى الساحل
جثى اياد على ركبتيه امام مخدع حنين حيث بدات تفتح عينها ببطء ونظر لها نظرات تحمل الكثير من الاسي والحزن ثم هتف:
- للدرجة دى بتكرهينى ...
كنتى قوليلي انك بس مش بتثقى فيا ..وانا كنت هقدر دا ..بس ما تحاوليش تنتحرى يا حنين مش للدرجة انك تحسسينى انك مجبرة على التكيف معايا
حركت ..راسها فى استنكار وهتفت لتنفي :
- اانا ..ااانا..لا
.لوح بيده لها بالسكوت ، واسترسل :
- خلاص ياحنين ..ما تتعبيش نفسك...وتحبينى بالعافيه انتى مش مجبره على حاجه انا حاولت اخليكى سعيدة ..حاولت اعيشك احلامى زى ما حلمت بيها معاكى ...لكن
-
انتى لسه مش مستعدة تقبلينى حبيب ...انا تعبت من نظرتك ليا بعد كل مرة بيحصل بينا حاجه ..تعبت من الشعور انى بغصبك على دا ...انا مش كدا يا حنين مش انا اللى
اخد حاجه انتى مش مستعدة تدهالى حتى ولو كان حبك ....اوعدك انى مش هقرب ليكى تانى
ومش هطغط عليكى بحبى ...هحاول اسيطر على مشاعرى اكتر بس ياريت ...تخلى صورتنا حلوه قدام الناس ،خليهم يفتكروا اننا عايشين طبعيين
انتفض من امامها مندفعا خارج الغرفه يحبس فى مقلتيه دموع الالم الذى يعتريه،،
حدقت حنين نحو الباب الذى اصبح فارغ من اثره .. وترقرقت الدموع فى عينيها وهتفت محدثة نفسها:
- دا فهم انى حاولت انتحر...ياربى ..افهمه ازاى انى دوخت ووقعت غصب عنى ..اكيد هيفهم انى بقول كدا عشان استرضيه ......تنهدت قليلا ...يلا اهي فرصة ادى لنفسى اعرف حقيقة مشاعرى بعيد عن قربه اللي بيشتتنى دا
***************************************************
في الصعيد
كانت زينات تقف فى ردهة المنزل الكبير الذى يطل على الحديقه المزدهرة
ولازلت بقايا الصدمة التى القاها برهام على مسامع زينات عالقة بذهنها ،جعلتها فى عالم اخر من القلق والخوف ، تريد ان تحتضن ابنتها تريدها الى جوارها ولكن لاتريد لها مصير مظلم كذلك الذى تعانيه زفرت بالم :
- اااه ....يا فرحة ،يارب استرها عيها ،يارب انت عالم بحالي وغنى عن سؤالي
اقتحمت صابحة المكان وهى تهتف ساخرة :
- ادعيله ياخدها ، احسن
تشنجت قسمات زينات عند سماع صوت صابحة وتذمرت وهى تهدر :
- يا ختى حرام عليكي ،سبينى فى اللى انا فيه
اقتربت منها وهدرت ساخرة :
- اللى انتوا فيه ولا اللى احنا فيه ،جيتوا وجبتوا الخراب وياكوا
استدارت زينات لها بغضب:
_ مالك قرشة مالحتى من وقت ما جيت لي ، عايزة ايه يا صابحة سبتهالك مخضرة من سنين حلى عن دماغى وسبينى دلوقتى فى اللى انا فيه
حركت صابحة راسها بطريقة شرسة وهدرت :
_ انا مش قارشة مالحتك يا ختى انا عايزة اجرشك انتى بين سنانى ، رجعتوا انتى وجوزك ليه مش خدتم جاسمكم ورحتوا مصر ما بقالكمش هنا لا بيت ولا ارض رحتوا اتمرمطوا
وسفيتوا التراب اشكال والوان واما شبعتم فقر جيتى رسمتوا على جوازة بتكم اهنه تانى بتزرعلكوا هنا سجرا (شجرة)عشان تنعموا فى خيرها ،،وما تووجعش ميلة البخت الا على ولدى زينة الشباب يتعمل فيه اكدة ،اللى كان يمشى كيف السبع ،كل البنته تمنى التراب اللى تحت رجلة.....بتك انتى تهرب منه قبل فرحها بسبوع
هتفت زينات بمرارة :
_يا ستى حرام عليكي ،احنا مش عايزين كدا منه لله فتح الله هو اللى اتفق وياكوا من ورانا احنا جابنا على عمانا ، وبتى بس تيجى وهعرف منها كل حاجة
لوت فمها بسخريه :
- ايوة ايوة اعملوهم علينا ، مش عايخيل علينا كهن البندر انتى عارفة انى بت الحاج سعفان وانتى يا سلفتى قيمتك مش جمتى عشان تجعدى تتحدتى معايا على الفاضية والمليانه ،انا من الاول جولتلهم الجوازة دى ما هتجبش غير الخراب يلا خليهم كلهم يشربوا من مجايبهم
***********************************************************
على الطرف الاخر
فتحت فرحة عينيها بثقل وظلت تقاوم النعاس المسيطر على عينيها وتداعيات الخطر بدأت ,دق الناقوس لمرور لمحات عما
حدث لها من قبل ،،ضرب ، اسم صقر ،اطلاق نارى ،جثث ، زين ، حقنه ،برودة ،انعدام الرؤيا
وضعت يدها على راسها بتألم
قاومت بعينيها الاضاءة العالية بالغرفة وأخيرا حدقت بالمكان مليا لتميز اين مصيرها هذة المرة
*غرفة بيضاء اثاث راقي وستائر مزهرية جو هادئ تداعبها نسمات الهواء ، اعتدلت فى نومتها والتفت الى نفسها جحظت عينها بفزع
اثر رؤيتها ترتدى روبا من الستان ابيض اللون ونهضت فى عجل بحثت فى الارجاء عن ملابسها ولكن لا اثر
اتجهت الى الخارج بحذر وادارت المقبض بهدوء وتحركت على طرف بنانها ودارت بمقالتيها فى المكان لتخمن اين هي
كانت الردهه بها اريكة جلديه سوداء وطاولة من الزجاج ومزهرية بها ورود طبيعيه بينما لون الحائط كان خليط بين البني الابيض وبروز جبسيه على شكل حجر
وقعت نظرها على شرفة فى منتصف الردهة تسللت نحوها لمعرفة موقعها الان وما ان اقتربت حتى رأت صاحب الشعر البنى وعريض المنكبين موليا ظهره لها مرتديا تى شيرت رياضى على الاكتاف يمثل شكل الاكس ،شعرت بالطمأنينه قليلا
وتحركت نحوه وهى ترفع عنقها الى الشارع لتلاحظ مبانى صغيرة وشارع كلاسيكي واعمدة انارة مختلفة عما رأت من قبل
سألت بدهشة :
- احنا فــين؟
ابتسم زين اثر سماع صوتها وهتف مرحبا وهو يستدير لها شيئا فشيئا :
- ااااممممم ...ايطاليا باين
-
فغر فاها وهى تهتف بذهول :
_ هـا ااااا
ابتسم زين لها قائلا:
- حمد لله على السلامه
ضيقت عينيها فى ضيق ووكزته بكلتا يديها فى صدره وهى تهدر بغضب:
- انت جبتنى ازاى هنا ،انطق ،وكمان عطتنى حقنه فى رقبتى ،انت مين ،انت مين؟!
اعتقل يدها وهتف:
- اية يا بنتى ،مش انتى اللى قولتيلى خرجنى من هنا انتى نسيتى
هدرت بضيق وهى تسحب يدها من بين يديه:
- قولتلك خرجنى من هنا ،مش خرجنى برة مصر
عقد حاجبيه بسخرية :
- على فكرة بقي انتى كل مرة تقولى كدا وتتحايلى عليا وترجعى تتضايقى
اجابت فى تحير :
- يعنى ايه ،مش هرجع مصر تانى وتشنجت عضلات وجهها وهتفت
- انت السبب
اشار لها بإصبعه وهتف بجديه :
- اعتقد انك قولتى انك هتثقى فيا
حاولت تجميع شتات تفكيرها واعتصرت رأسها كي تتذكر ماذا هدرت ايضا:
- ااانا ،قولت كدا
تحرك الى الداخل واستند الى الاريكه وعقد ذراعية امامه:
- واعتقد كمان انك قولتى هتسمعى الكلام
هتفت بدهشه :
- انا ،قولت كدا
حرك كتفه بخفة وهو يهتف :
- دا غير اللى قولتيه تحت تأثير المخدر
التمعت عينيها ببريق الفضول وتسآلت :
- قولت ايه ؟!
دار من حولها وهو يبتسم بخبث :
- كتير ، حاجات زى انا بحبك كدا
اتسعت عيناها وزاغ بصرها وهى متحيرة :
- انا ،قولت كدا
ووضعت يدها على صدرها ثم فجأة جحظت عينها والتمعت عينها بغضب
- هدومى فين هدومى
حك زين راسه وتظاهر عدم الاستماع:
بينما هتفت هى مجدداا:
- مين اللى اخدها مين اصلا اللى لابسنى كدا
ابتسم ماكرا :
- خلاص بقا يا فرحة هو انا غريب
اتجهت نحوه بضيق وبدأت تقذف نحوة كل ما ياتى فى يدها
حتى امسكت المزهريه
فرفع يده محذرا :
- اوعك يا فرحة دى تموتنى
لم تبالى وقذفته فعلا وتفادها هو بحرفيه
ثم زفر بإرتياح اثر تفاديه لهذة الكارثة واطمئن حينما رآها افرغت كل ما حولها
هتفت من اسنانها:
- ياسافل ،يا حيوان ،قليل الادب ،ي...
قاطعها هو بمرح :
- خلاص بقا يافرحة هى اول مرة يعنى
المهم اللى احنا فيه دلوقتى ،احكيلى عن اللى حصل قبل ما اوصلك
اهتزت مقلتيها بتوتر وسئالته بقلق :
- مين صقر
تابع بإهتمام :
- انا
- سألته بحيرة :
اسمــك زين ولا صقر
ضيق عينه غير مبالي :
- اسمى زين وصقر وممكن هنا ابقى جو وكمان شوية شبح تقدرى تقوالى مافيش حاجه تأكد اسمى اى واحد فيهم
اتسعت عينها وهتفت بقلق :
- ااا...انــت مـــجرم ...؟!
(17)
تعمد زين تجاهل اجابتها تماما ،واسترسل قائلا :
- هما قالولك اية تاني ؟!
تفحصت وجه جيدا وهتفت :
- هما مين دول ؟ اشرار ؟!
ابتسم زين وهتف بمرح طفولى :
- اوى اوى يا فروحة
اعتلى وجهها الحيرة وهتفت بضجر :
- يعنى انت مش من الاشرار ؟!
اطلق زين ..ضحكات عاليه لم يستطيع ايقافها
هدرت هى بتصميم طفولي...
- انا عايزة اعرف انا بسمع كلام مين عايزة اعرف انت مين ؟ صقر ولا زين ولا جو ولا الشبح
سكت عن الضحك زين فجأه نطق بجدية:
_حاضر يا فرح هقولك
رفع ساعدة فى وجها مشيرا نحو الساعة التى تحيط معصمه
تابعته بتردد...ودهشه:
- بيجروا وراك عشان دى ؟!
اطلق ضحك ضحكة صغيرة ساخرة ....
وفجأة تحولت نبرته الى الجدية التامة.:
- اوعدينى الاول انى اللى هقوله دلوقت مش هتنطقى بيه لحد ولو تحت اى ضغط ...اللى هقوله دلوقت معلومات
مهمه وخطيرة وصعب تخرج من بينا ....واعرفى أنى لو قولتلك ان حياتك بقت فى خطر ولا تقل أهمية عن حياتى ...ثم اردف متسائلا ...
- عندك القدرة على تحمل عواقب اللى هقوله ؟!
ابتلعت ريقها فى توتر ...وهتفت بتوجس :
- ايوه
- انتى متأكده ،،قالها جاد
اجابته بإصرار :
- ايوة هقدر احافظ ع السر ...زيك
ضغط على زر الساعة الجانبى ..ومن ثم تبدلت الساعة وانفتحت قافزة منها شئ صغير مستدير يشبه افلام الصور .....
كانت فرح تحدق كالبلهاء... وهتفت بدهشه :
- ايه دا ؟
امسكه بيده وهتف بجدية تامه:
- دا ميكروفيلم مهم جدا عليه حاجات تخص نقطة مهمه فى جهاز المخابرات الخارجى ...وكلوا محتاجه ومستعد يعمل المستحيل عشان يوصلوله
مازالت فرحه تحدق وفمها فاغر :
- طيب ما تديه للبوليس
حدق فى عمق عينيه وهتف بهدوء:
- .طيب ما اهو انا البوليس
عند اذن عقد حاجبيها بدهشة:
_.ازاااى ؟!
تقدم نحوها وحك انفه بطرف اصبعه تحدث بنبرة حذرة .:
- انا ظابط مخابرات يا فرحه ..واحد مهم جدا عشان اكون مسؤل عن حاجه زى دى مهمتى محددة هى التلاعب برجالتهم بتوع المخابرات وتسليمهم للسلطات المعنيه ...ودى حاجه صعبه جدا خصوصا انى لوحدى ومافيش اى دعم من فرقتى ...انا لوحدى
كان نصب عيناها شئ واحد يسعدها ..هو أنه ليس مجرم بل حامى الارض فى نظرتها هو بطل خارق سقط الى عالمها ليحقق ماعجزت عنه احلامها ...عادت لرشدها .واخيرا نطقت ....
- يعنى انت مش مجرم ؟
هتف بالايجاب :
- لا يا ستى ...انا نبهت عليكى والحقيقة دى بينى وبينك والمفروض ان مكان الميكروفيلم دا ماحدش يعرفه غير انا وانتى ...هويتى الحقيقيه ما حدش يعرفها غير انا وانتى ...امسك يدها فجأة ...انا وثقت فيكى ما تخيبيش ظنى ارجوكى.
اجابته وهى تنظر الى عينيه ...ما تقلقش ما حدش هيعرف حاجه ،بس انا عايزة اعرف انت ايه اسمك الحقيقى
.لوى فمه ..وعقد حاجبيه :
- زين
اجابته بتعجب :
- ..وفين التمويه فى كدا ؟!
تفحصها بدهشه وهتف :
- تمويه ايه ما انا قولتلك كل حاجه ..ثم اشار بإصبعه نحو راسها
- يأم مخ ذكى
ازاحت يدة وهدر ت بجدية :
_ ..لا اقصد .ليه اسمك زين ..وهما عارفين انك زين
جلس الى الاريكة وتمطع بذرعيه:
- .اسمى ليهم صقر ...مرتزق مجرد مرتزق ..زى ما قولتلك ماحدش يعرف انى ظابط مخابرات
تسائلت بحيرة :
- طيب لى قولتى اسمك الحقيقى ..ما قولتش اسمك الحركى
حرك كتفه بخفه :
- ما اعرفش ...كان تهور منى ..زى ما كان تهور انى اوقف العربيه ..وانقذك
اخفت شبح الابتسامه عن وجهها وسألت باصطناع اهتمام ...
- ومين سرور دا
اجابها بجديه :
- دا ظابط برده بس مش مصرى .. واسترسل بمرح
- دا يبقى من الاشرار
ضحكت بعفويه على طريقته ..وقالت دون وعىى:
- الرجل دا كان بيقولى انى نسخة صغيرة منك
وان ريحتى كلها انت ما كانش يعرف ان القميص بتاعك باين
انفجر زين ضاحكا ...من حديثها عن قميصه للمرة الثانية ..بعد ان اول مارأته هناك اشتكت له انهم سلبوه منها
كا الاطفال
تحرك نحو غرفته ... فتحركته من ورائه
وظلت تحادثه بفضول كبير :
- جينا ازاى
حرك رأسه بفراغ صبر
- الطياره
سئلته بمرح :
- انت عندك طياره
زين بإختصار .
- لا
تسائلت فى حيرة ازاى جيت هنا من غير باسبور ولا فيزا
التف نحوها وهو يقهقه عاليا :
- ههههههههههه انتى هتجننينى ..يا بنتى هاربانين ...هاربانين مش جايين فسحة
ثم استطرد قائلا ..
- ولا اقولك تعالى افسحك ..يلا اهو ناخد ثواب عشان ربنا يكرمنا فى العمليه اللى داخلين عليها
فرحه قفزت فى الهواء بمرح طفوالى ...yas ! Yas!
جعلت زين ..ينظر لها بشغف حقيقى لتلك المتمردة المجنونه توقفت عندما لاحظت ثبات نظرة اليها وارتبكت ، بينما هو شعر بملاحظتها فتنحنح قائلا:
- انا سيبلك هدوم جوة فى الدولاب ادخلى اجهزى ويلا بينا
اجابته بسعاده :
- حاضر
اتسع فمه بإبتسامه ، وهتف ساخرا
- ما بسمعش حاضر دى غير فى الخروج غير كدا لا ههههههههههه
لم تجيبه وولجت الى غرفتها بسعادة انستها لما هى هنا
********************************************************************************
فى فيلا حنين واياد ،،،،،،
التزمت حنين الفراش واثار الهدوء الخارجي تعتريها ،بينما فى داخلها اجيج نار وبراكين مما خلفته تلك الكلمات التى القاها اياد على مسامعها شعور الذنب يلاحقها
انها سبب فى معانه لشخص اخر شيئا يأذيها نفسيا ،ما عانته من ظلم فى الماضى حولها الان لشخص لا يثق بسهولة بعدما تركها من هم أهل لثقه ولأمان
دخل اياد لحنين الغرفة ممسكا بصنية طعام
قدمها فى صمت بدون اضافة شئ كان يشعر بضيق حيالها
والدهشه من نفسه انه ابدا لم يصنع لنفسه كوبا من الحليب كيف تجرؤ قدماه على الدخول للمطبخ مرة اخرى بعد ذلك اليوم المسمى بالصباحيه عندما احضر لها الافطار وهو يدندن طربا ..لابقاؤها معه
وضع الصينية جانبا على الطاولة وراح يسندها فى نومتها لتعتدل دون اى كلمه ...وضع خلف ظهرها الوساده ليضمن راحتها وعاد للطاولة ورفع الصنية واتجه بها نحوها ووضعها على قدمها ...
وهتف بجمود :
- كلى كويس ...عشان تاخدى الدواء
ودت ان ينبث فمه بكلمة واحدة اولها ظهره وتحرك نحو شرفة الغرفه ودس يده فى جيبه وراح ينفث فى صمت
شعرت حنين بالاسي فى ذلك الوقت ...لم تأكل لقمة واحدة وهى تعلم انه لم يدخل جوفه شئ منذ ان كان بالقارب .....تنحنحت فى هدوء وكافحت فى اخراج صوتها
وهتفت بخفوت :
- تعالى كل معايا ......
لم تسمع ردا ربما لان صوتها المنخفض لم يستطيع انتشالها من افكارة وشروده نادته مرة اخرى بصوت مرتفع فى محاوله اخرى لجذب انتباه :
- اياد
استطاع صوتها المتحجرش ايقاظه من دومه التفكير التى كادت تغرقه
اجابها بهدوء تام :
- هــاااا......
تبا لصوته الهادي الرخيم الذى يستطيع اخفاء معانته و اجابتها بهذا الكم من الهدوء
توترت قليل قبل أن تستوعب كيف ستواجهه ثم هتفت بنبرة متحشرجه:
- انا مش عـاوزه اكل ...
اغمض عينه بألم وكأنه يحاول جاهدا الكلام وشعوره انه على وشك الانفجار ارهقه ، تنفس بعمق وتابع بهدوء مماثل لما سبق:
- براحتك..... انا ماعدتش اغصبك على حاجه
دار بجسدة والتف نحو الباب وخرج من الغرفه متألما
بينما هي تابعته بنظرات حزينه تحركه امامها بهذا الجمود ينم عن كم المعاناة التى يعانيها تواري عن ناظريها سريعا وابتلعت
هى غصتها المريرة ،رفعت الصينيه جانبا ....وراحت تكتم شهقاتها ببكاء مرير ..وراحت تتسائل لما تعلثم لسانها فيما
ارادت قوله لما لم تكمل جملتها وتقول انها لن تأكل الا معه انه الكبرياء الاعمى وعقلها المتمرد الذى ذاق اشد الخيبات ودفعها
لتبلد مشاعرها وعدم تقبل الجنس الاخر ،،اندثرت تحت الغطاء ..تستجدى النوم ليريحها من تلك العذاب
*************************
فى ايطاليا
دقائق نعم زين بالهدوء من أسئلتها التى لا تنتهى من وقت ما علمت انهم مشتركان فى نفس السر ..، تمطع بجسده فى ارتياح على تلك الاريكة الجلدية واغمض عينيه بارتياح من تلك الطفلة المشاغبه لدقائق
الا وقفزت امامه مجددا بوجه محتد ومحتقن
وهتفت بضيق وبنبرة غاضبه افزعته:
- ايه اللبس اللى انت جايبه دا
اعتدل زين فى نومته بفزع ، ثم اغمض عينيه وهو يحك جبينه بيده بعد استيعابه سبب غضبها عندما تذكر انه اتى لها ببنطال جينز وبلوفر صوفى وجاكت ذو فراء
هاتف بنبرة هادئة :
- امم ما عجبكيش ...
وضعت يدها فى خصرها بتحدى ..واجابته بتعنت :
- انا ما بلبسش الحاجات دى بلبس جيب وعبايات وطرح ولا نسيت
اجفل زين وتنهد بضيق وحاول كبح غضبه قدر المستطاع:
- فرح لازم تتعودى تلبسى كدا الفترة دى واذا كان علي الطرحه حطى مكانها ايس كاب
بينما هى احتدد وهتفت بغضب:
- يا سلام وما البسش ليه اللى انا عايزاه
وضع زين راسه بين كفيه وبدء بتمرير يده على شعرة بضيق وهتف من بين اسنانه :
- عشان زى ما قولتلك احنا مش فى رحلة ومطلوب مننا التخفى والبعد تماما عن اى مشاكل تانية ممكن تكشف
هويتنا او ديانتنا او حتى اصولنا ..والبسي اللى جبتهولك دا المناسب عشان لو حبينا نجرى او نهرب ما يبقاش فى حاجه تعيقنا ..وبدأ شرحه هادى وسلس الى فرحة بينما احتدت نبرة،فجاة ونهض من امامها بخفة وهدر بضيق
جلي:
- مش عايزة افضلى قاعدة هنا وما تخرجيش ....استنى الايادي الطايلة لما توصلك وساعتها ابقى اتلخمى وانتى بتعدلى الطرحه وما بين ضغط الزناد
تحركت من امامه بضيق ولم تبدى رفضها من عدمه
زفر زين بقوة حتى كاد ينفجر ....فهو اخر ما يريده هذا ولكن مضطر لسلامتها
********************************
اسدل الليل ستائره فى سكون على كل الاطراف فبرغم السكون كان الجميع فى حالة من الارق والتفكير فى القادم والمجهول فى
ايطاليا حاولت فرحة النوم بكل الطرق ودارت فى فراشها عدة مرات وعدلت وضعها بعشوائيه ولكن لا أمل وعلى زفيرها
الضيق وخرج زين وتحرك فى شوارع ايطاليا وهو يدس يده في جيبه فى شرود تام وتوتر فيما فعله فقد انعدمت رؤيته وفقد
رصانته المعهودة امام تلك الطفلة المجنونة التى قلبت حياته رأسا على عقب
وكذلك كان اياد وقف فى شرفته يتطلع الى بزوغ القمر فى وسط السماء وقد بدى له اقرب من نيل رضاؤها ،كاد يفقد صوابه
من ارهاق التفكير فيما سيتبع مازال يعشق تلك الحورية التى سقطت فى قبضته كمكافاة لا يستحقها ولكنه اقسم على ان
يبرها ولكن فى النهاية هو بشر مقيد بطاقة اوشكت على النفاذ
بينما غاصت حنين فى نوما عميق للغاية وان رسم على وجهها
الهدوء وبدت راضيه ،فهى تدفن خيباتها فى داخلها وتتلوى حزننا بداخلها ولكنها تابعت هروبها،فهى اضعف من الجميع وتحمل الما يفوق قدرتها على التحمل
،فأضعف من الساهرين حزننا اولئك النائمين هربا
******************************************************************
فى الصعيد
اختفي فتح الله من الارجاء ولم يهتم احد بوجوده من عدمه حتى زوجته كان كل ما يشغل بالها هو ابنتها الغائبة ،وما
ستعانيه اذا عادت ،لما هو القدر قاسى معها لما هو يجرعها معها مرارة الأيام ولم يتيح لها فرصة واحدة كي تنعم بحياة هادئة
قاطع شرودها طرقات باب غرفتها المنتظمة
عدلت حجابها
وهتف بهدوء :
- ادخل
فغرغ فاها حينما انفتح الباب وولج امامها عزام وساورها القلق اثر قدومه فى هذا الوقت
تنحنح عزام ،وقضب حاجبيه واقترب من زينات وجلس الى جوارها بالاريكة
لم تخفى زينات دهشتها من وجودة وايضا صمته
بينما هتف عزام بنبرة جامدة :
- ما جانيش نوم ،قولت اجى اسألك لو عايزة حاجه او ناقصك حاجه
لم تنطلى عليها محاولات اهتمامه وبدى الامر اعمق واهم من ذلك ولكنها تصنعت التصديق وهتفت بهدوء :
- لا الحمد لله ،وانا هينقصنى ايه يعنى ؟!
- بتـــــك ،هتف بها عزام وهو يرمقها بنظرات قاتمه
اتسعت عينها وبدا عليها التوتر وتعلثمت وهي تجيبه :
- ااااا....طبعا بتى ....هو ..انا ليا غيرها
بينما هو تفحص رد فعلها بإهتمام بالغ ثم هدر بجمود :
- انا مستعد اساعدك وارجعلك بتك لو انتى عايزة
امسكت ذراعه هى فى لهفه وهتفت بتوسل :
- ياريت ..انا فى عرضك
التف نحوها بجسدة كاملا و اظلمت عينيه وتابع :
- جوليلى بتك هربت مع مين ؟!
فغر فاها واتسعت عينها وهتفت:
- انت بتقول ايه؟!
اجابها فى بإصرار:
- بجولك بتك هربت مع مين مين الجدع اللى ركبت وياه
تحيرت عينها بين عينيه المظلمة وسالته:
- وانا اعرف منين ؟! مش انت اللى شوفته
امسك بكتفيها وبدء يحركها بعنف :
- الجدع دا كان متفج وياها وجالها ، وبتك سمعت كلامه وهربت وياه قوليلى اى حاجه تعرفيها عنيه وانا اجيبلك بتك لعنديكى
ادمعت عينيها وشعرت بدوار خفيف ،قد كان منذ قليل يبدو اليها مسالما يريد المساعدة كيف تبدل الى كل هذا الغضب والشراسة
دفعت يده عنها ودفنت وجهها فى كفيها وهتفت بنحيب :
- انا ما اصدقش كل اللى بتقولوه دا انا بتى مربياها على ايدى عمرها ما عملت حاجه غلط
لم يبالى بنوبت بكاؤها بل ظل يرمقها بسخط :
- لازم استغفلتك
صرت اسنانها وكتمت غيظها وهدرت بإنفعال:
- انتوا اية ؟! منكم لله كلم يا ظالمة ربنا يكشف الحق من عنده ويرجع بنتى سالمة غانمه
نهض من جوارها وهو يتمتم :
- انشاء الله
واندفع الى خارج الغرفة فى ضيق من فشل فى محاولت استدراجها والحصول على معلومات عن ذلك المجهول الذى اغوي عروسته
*************************************************
فى ايطاليا ،،،،،
طرق زين الباب الذى يفصل بينه وبين فرحه وهتف بهدوء :
_ فرحة ،صحيتى
استمعت الى صوته فإنتفضت من فراشها واجابته بلهفة:
_ايوووة
ابتسم اثر سماع صوتها وتحدث بجدية :
_ يلا بقي يا فرحة قومي البسى عشان نخرج
القت نظرة سريعه على ملابسها المعلقة هناك ولوت فمها بإمتعاض :
- امممم هفكر
هتف هو ساخرا :
_قومى البسى ،احسن من الروب اللى انتى لابسها دا
اتسعت عينها وحدقت الى ملابسها جيدا ، ثم هتفت بخفوت :
- يا ابن ال....... ،طيب يا زين
_ بتقولى حاجة يا فرحة
اجابته بضيق مختصر:
_لا
ابتعد عن الباب وهو يهدر :
- اخلصى بدل ما انزل واسيبك
ارخى جسده الى الاريكة وعقد اصابعه ووضعهم خلف رأسه ،وبدء يحدث نفسه
_ انا اية خلانى جبتها ،ليه يعنى الاصرار دا كله ،يمكن الوحدة؟ ويمكن الخوف؟
هتف مستنكرا....خوف ايه ؟ وانا اعرفها منين ؟ طب ليه وقف على الطريق لما شفتهم بيضربوها معقول ؟! لا لا اوعك يازين احنا ما ننفعش للعلاقات اى علاقة هندخلها هنخسر وهنخسر الطرف التانى معانا الا الحــــب
خرجت فرحه امام زين والذى كان يأس من انها سوف تفعلها
ارتسم ابتسامة مسليه على وجهه عندما شاهد مظهرها
وقد كانت ترتدى نظارة شمسيه كبيرة والايس كاب واختفت معالم وجهها داخل الفراء البنى الكثيف لا يظهر سوى انفها فقط
تسائل بمرح :
- ايه انتى بردانه للدرجادى
اجابته بصوت جاد :
- لا دا عشان التخفى
انفجر زين ضحكا
- تخفى دا انتى كدا هتموتى قبل ما توصلى للباب
تابعت بجدية تامه :
- ايش فاهمك انت ..كدا امان
نهض ووقف بوجهها وامسك السحابة الخاصة بالجاكت وهو يهتف بإبتسامه :
- طيب هجهز واجيلك ،كدا عشان ،ما تكمكميش
ابتسم فمها وتابعت خطواته وهو يتحرك نحو الغرفة
******************************************************
فى الساحل
نهض اياد عن فراشة بتعب داخلى يفوق التعب الخارجى بعد ليلة لم يذق فيها طعم النوم او الراحة ،وانزوى من جديد فى
غرفته تاركها حنين في غرفتها لتعود من جديد عشقة ووجعه
وان كان يدفعه قلبه دفع نحو احتضانها ولكن قد قطع عهد
على نفسه ان لا ينصاع لرغبته فيها الا اذا طلبت ،..،
اتجه نحو المطبخ واعد الافطار بهدوء اعد كوبا من الحليب
وطبقا من البيض و خضروات وجبنه بيضاء وجهز الجميع بتفاخر لانجازه ذلك العمل الجديد عليه
وهتف متفاخرا :
- يا جمالوا يا جمالو
ثم تابع صعوده نحو غرفتها ممسكا بيده الصنية بحذر ،وصل الى الممر الخاص بغرفتها دلف اليها
كانت تجلس على سجادة الصلاة بعد انهت صلاة الضحي
تأمل هيئتها قليلا وهو يرتسم الجمود ،فقد اثار مشاعر لهفته
وبدى عليه البرود
ثم حول نظره الى الطاولة ليتحرك نحوها
فضيق عينيه بضيق عندما لا حظ انها لم تلمس اى شئ
صاح عليا بصوت غاضب محتد :
- حنين !
التفت اليه بعد تسارعت نبضات قلبها بدرجه كبيرة
استرسل اياد بحزم شديد
- مش قولتلك كلى لى وخدى دواكى ....كلامى ما بيتسمعش ليه ولا انتى مش بتحترمى كلامى
اعتدل حنين فى جلستها .. ورمشت اثر الفزع الذى انتبابها
استرسل هو بعنف بالغ وبنبرة عنيفة :
- وكمان مش بتردى عليا
تعلثمت حنين ...وجف حلقها وبدأت فى القول بحذر
- ايه اعمل ايه
هتف بحزم اياد مشيرا اللى الصينيه الموضوعة امامها .
- تكلى الاكل دا كله وتاخدى دواكى ...ولو ما نفذتيش انتى حرة انتى مش قد قلبت اياد الاسيوطى
جذبت الصنية اليها بشئ من الخوف قد بدا للتو شخص لاتعرفه شخص تهابه بينما خرج هو بعدما تاكد انها تنفذ اومره
كامله ،ثم وضع يده على فمه ليطلق ضحكة كان يكتمها على طفولتها وانطلاء الخدعه عليها واتت بنتائج مثمرة،،فقد كان
على وشك فعل المستحيل لتأكل كى لا تخور قواها
*********************************************************************
فى ايطاليا ،،،،،
وقف امامها زين ...الحسن الطالة بمظهر ساحر جذاب جعل
فمها يفرغ وكأنها شاب فى الثانوية يريد ان يصفر لفتاه اعجبته
كان يقطر حسنا من حلته السوداء وبنيته الانيقه ،،وصدره العريض الذى يصف مدى قوته وصلابته عيناه البندقيه
وشعره البنى اللامع سحرا لايمكن تجاهله رفعت نظارتها السوداء واسبلت عينها
ابتسم هو من تسبيلها له ،.....
- هـــاااا مش يلا
هتفت فى شرود..
- يــــلا ااا ه
لوى فمه زين ضاحكا وهتف بصوت محتد بعض الشيئ :
- يلا اا ايه ؟! حددى
فاقت من شرودها ، وتنحنحت فى ارتباك
لوى فمه زين ضاحكا مغتر بنفسه ...ولفته لانتباها بابسط الاشياء لديه،،ثم رفع ساعدة فى تأهب ان تتعلق بيده
ولكنها سبقته دون ان تلتفت كا البلهاء كأنها لم تفهم
بينما هو وقف فى حالة من الاندهاش وهتف بدهشه:
_مجنونه دى ولا اية ؟!
**********************************
فى المطعم
كانت فرحة تتابع كل شي بدقه فى ذلك المطعم البسيط تلتفت يسار ويمينا ،كان المكان هادئ ولطيف
طرقع اصباعيه ببعض ليأتى اليه النادل وتحدث اليه باللغة الايطالية
وانحنى الية بإبتسامه وهو يهتف :
- صباح الخير سيدى ماذا تريد
اجابة زين باتقان الى اللغه وبثقة كبيرة :
- صباخ الخير عزيزى ،اريد بيتز اللحم ومشروب طازج
تابعت فرحة المشهد بصمت بينما كان بداخلها سعادة لوجودها
الى جواره ولم تخفى ارتياحها له منذ علمت انه ليس بمجرم
انهى النادل كتابة الطلب فى نوته صغيرة ثم دار على عقبية لتنفيذ الامر
بينما هتفت فرحة بتحفز شديد:
- هاااا ....وهنعمل ايه دلوقت
رفع بصره زين اليها بدهشه ؛ وهدر ساخرا :
- وهنعمل ايه ؟.... اسمها هعمل ايه ؟
خلعت نظارتها وتشنجت قسماتها وهدرت بضيق:
- لا انا ماليش دعوه ...انت جبتنى من مصر لايطاليا ليه ؟ وما تقوليش عشان خايف على حياتك حياتى تفرق ايه معاك ،،ماا انت قتلت كتير
حاول ان يسيطر على غضبه وفقدانه اعصابه امام صوتها العالى تحدث من بين اسنانه وهو يحرك مقلتبه يمينا ويسار
- ما تعليش صوتك ،وما تفرجيش الناس علينا ،،
اعتدلت فى جلستها بحذر وهتفت بتوتر :
- وبعدين انتى عايزة ايه ،قولتيلى خدنى بعيد عنهم خدتك ،واما شوفتينى تانى ،خدنى معاك بالله عليك ،واما خدتك
وياي مش عاجبك ،،اعملك ايه قلبتى دماغى
ابتلعت ريقها وزاغ بصرها بتوتر :
بينما استرسل هو محذرا :
- قولتى هتسمعى الكلام يبقي تنفذى اللى اطلبه وصوتك دا ما اسمعوش
هتفت بصوت متقطع :
- طيب يا كابتن خلينى مساعده ليك بدل ما انا حاسه انى عاله عليك
-
اتسعت عيناه وهتف فى دهشة :
- كابتن
وضعت يدها على فمها بفزع لتكتب شهقاتها:
- اوووه ...اقصد يا حضرت الظابط
التفت حوله ،بريبه
- هششش ،،،هتسيحلنا اسكتى ،،
ي هى بملل :
- امال اقولك ايه
- قولى اى حاجه بس بلاش حضرت الظابط دى
اغمضت عينها ببمزحه ،،
- وابقي المساعد بتاعك
ابتسم زين ،،ورفع حاجبه بتحدى :
- بتلوى دراعى ..هاااا
حدقت خلفة وانتفضت مذعوره ،،وصعدت الكرسى واخذت تصرخ برعب
_لالالالالالا...................
*********************************
(18)
فى الساحل ،،،،،
كان يجلس اياد فى الحديقة شارد الذهن ،بينما ملئ الصمت صوت هاتفة فتحرك ببهدوء ودس يده الى جيبه ، وسحب هاتفه
وحدق اليه بدهشه
فكان الرقم لزوج خالة حنين ....
استجاب اخيرا لجرسه المتواصل ؛ثم نفخ فى ضيق وهتف:
- اهلا ازيك يا عمى
كان صوت فتح الله غير جيد بالمرة يوحى بان هناك كارثة حلت به
اجابه بإيجاز :
- كويس ...بس قول لحنين تبقي تروح لأهلها فى البلد ،،اه ومتنساش تروح معاها عايزين يتعرفوا عليك ،
اندهش اياد من حديثه المتسرع وعدم دخوله فى تفاصيل خاصه بحنين او اهتمامه بالسؤال عنها
ومع ذلك سأله بتوجس :
- طيب تكلمها
اجابه نافيا :
- لا أنا مش فاضى ،البركة فيك إبقى سلملنا عليها انت
واغلق الهاتف دون أن يزيد كلمه واحدة
امسك اياد هاتفة ونظر اليه مطولا ولا يخفى عن وجه ايا من علامات الدهشة ،من تلك المكالمة التى أتت له على غرار وانتهت
بلمح البصر ،فهتف مستنكرا :
- دا ايه الراجل العجيب دا
*************************************************************
ايطاليا،،،،،،،
- وابقي المساعد بتاعك
ابتسم زين ،،ورفع حاجبه بتحدى :
- بتلوى دراعى ..هاااا
حدقت خلفة وانتفضت مذعوره ،،وصعدت الكرسى واخذت تصرخ برعب
_لالالالالالا...................
اقترب منها زين بحذر ووضع يده على مسدسه من تحت الجاكت فى حالة تأهب للاسوء ليكون بالقرب منها ،ويرى ما ترى
قالت وهى تضع يدها على فمها بصراخ حاد جعل االزبائن تلتف حوالها بقلق فقد كان صوت صراخها عاليا وصاخب
- اقتله ،اقتله ارجوك
ظل زين يوزع نظره اليها والى ما تنظر فى توجس وهتف متسائلا:
- فى ايه ؟ مين اللى اقتله ؟ مافيش حد ؟
اشارت بأصابع مرتعشة نحو طاوله جانبية وحرك بصره نحو ما تشير بقلق ،على ما يبدو امرا هام
وهتفت بصوت متقطع فزع :
- فــ ــ ــ ــأ ر .....
لطم جبهته بعنف بالغ والجم غضبه وهو يهتف من بين اسنانه :
- الصبر يارب ،هقتلها
ترجته بصوت مبحوح :
- اقتله ارجوك
بدء الهمهمات من حولة ،فى تساؤل الناس من حولة عن سبب هلعها الى هذة الدرجه تحدث لمن حوله بالايطاليا ليهدئ الهرج والمرج الذى حدث على فجأه
- اعتذر ،،، لديها فوبيا من الجلوس صامته !
تحرك الناس من حوله وهم ينعتوهما بالجنون ،اثر حالة التوتر الذى انتشرت بسبب صراخها،بينما امسك هو يدها وانزلها من
على الكرسى ، وهدر بنبرة متعصبه :
- اعمل فيكى ايه ؟!
تابعت بنفس نبرة الخوف
- اقتله ،ارجوك
هدر بضيق بالغ وقد بلغ الغضب لدية مبلغه :
- اقتل ايــه ؟ دا جالو سكته قلبيه منك حــرام عليكى
اخرج بطريقة سريعة الحساب ووضعه على الطاوله وجذبها خلفه بعنف ،،وتمشى بجوارها بخطوة سريعه ولاحظت فرح سكوته
تحدثت بتوتر وقلق فملامحه جاده للغايه :
- معلش اصلى بخاف من الفيران
حرك فمه بسخريه تامه ..وهتف دون ان ينظر اليها
- فيران هو احنا فى بدروم بيتكوا
تطلعت الى وجهه فى دهشه:
- اه فار هو انا مش بشوف ولا ايه
اجابها بجمــود :
_.دا هاميستر بتاع صاحب المحل ياجاهله
اجفلت عينيها لمحاولة الايستعاب ،لتهدر بتساؤل:
- مش هو اسمه ماوس بالانجليزى ؟!
نظر لها زين بجانب وجه وهو يتابع السير نظرة مستهترة :
- دا لا هو فار ولا هو ارنب نوع لذيذ وبيتربى عادى ،،واسترسل بمزحه وممكن يتاكل
اشاحت وجها وعلامات الاستياء علت وجهها :
- يععععع .....هرجع
ابتسم زين ومن ثم قهقه عاليا حتى توقف عن السير وانحنى الى الامام من كثرة الضحك وقفت معه فرحه ، ونظرت له جيدا
لمحاولات استشاف اى امر جعله منتشيا الى هذه الدرجه
وسئلته بإهتمام :
- فى ايه !!!! بتضحك على ايه ؟
تمالك نفسة وهدر وهو يحتفظ بإبتسامته :
- اصل انا مش متخيل انك عايزة تبقى المساعد بتاعى واما يجوا يعذبوكى عشان يعرفوا المعلومات يقولوك اتكلمى احسن هنحطك فى اوضة الفيران ،،وتعترفى
وضعت يدها على وجهها، واحتقنت نبرتها وهتفت:
- لا يعملوا اى حاجه غير الفيران ،انا بترعب منها فعلا
توقف زين عن الضحك ونظر لها بتعجب ،وسئلها :
- نعم ،بتقولى ايه ؟! يعملو اى حاجه
ازاحت يدها وقد تنبهت لما لفظته ،وهتفت بتوتر :
_لا مش اى حاجه اى حاجه ،انت فهمت ايه ،الا( دي ) والفيران وحاجه كمان وبلاش الضرب
كشر زين عن انيابه وهدر بسخريه
- نبقي نعملك اوبشن ساعتها ،ياما نذنبك وخلاص ،
وضيق عينه وقال فى غضب ،
- عليا النعمه انتى ما تنفعى كومبارس حتى ،انتى هتشلينى
لوت فمها بضيق وهتفت بتذمر :
- ليه كدا كنت قربت اقنعك ، منه لله الفار يارب ينقرض
زين رفع حاجابيه فى تعجب وشار بإصبعه نحوها:
- بردوا فار ..امشى يابت من قدامى
سبقته وهى تركل الارض بقدماها كالاطفال وظلت تهمهم
- بت انا مش بنت ومش بحب الفيران
تبعها زين مبتسما على تلك الطفلة المتمردة المجنونه التى ترفع ضغضه فى ثانية وتضحكه دون ادنى مجهود منها بعفوية
مر منتصف النهار وشعر اياد بالضجر فقرر الذهاب الى حنين التى صنعت بينها وبينه الاف الحصون المنيعه وهى الى جواره
صعد بإتجاه غرفتها،،وتوقف ليهدئ انفاسه الاهثة ،ثم طرق الباب عدة طرقات،،جعلت دقات قلب حنين تتسارع ،واتجهت نحو الباب بسرعه
و فتحت له سريعا :
كان لا يريد شيئا كل ما اراده هى ، اتى ليراها فقد اشتاق لها وهى تحت نظرة تنحنح فى حرج من ذلك الصمت
وحاول تصنع الجدية بقدر المستطاع :
اياد،،احمم ااممم ،مش هنتغدا ولا ايه ؟
اخفضت راسها واجابت بهدوء
- حاضر هنزل احضره فورا
كان يطلع اليها بشوق يريد رؤية عيناها الذى اشتاق اليهم حقا ، ابتلع ريقه وهتف بصوت لاهث:
- لا اجهزى هنتغدي برة ،ما تتاخريش
وجذبه نفسه عنوه كى يبتعد عنها ،وحتى لا يخطى ويجذبها الى احضانه ،بقوة وشوقا
بينما هى ،،،
علقت بصرها به ونظرت الى ظهره ،بخيبة فقد ذهب وهو غاضبا منها لاتعرف كيف ترضيه ولا حتى كيف تحبه
*************************************************************
فى الصعيد ،،،،،
فى منزل عائلة البدرى الكبير
كان برهان يتحدث مع اخوته على الافطار ،بضيق وتأفف:
_راح الخسيس ولا سأل وانا جولتله يجيب البت وجوزها نتعرف عليه ،دى البت من وهى عندها عشر سنين ما نعرفوش شكلها ايه
تحدث اليه اخيه الاخر سعيد بضيق مماثل :
- احنا اللى غلطنا اننا طلعناها برانا ،الله يسامحك يا عب مجيد يا خوى
تنحنح صوت اجش اتيا من باب السراية المفتوح وكان ذلك هو عبد المجيد،،جسم ضخم ملامح قاسية شارب اسود وانف طويل
وعيون حادة وكتف عريض يتدلى من اعلاه وشاح بنية ، يبدو علية القوة والقسوة تغلفة هيبه خاصة وهو ممسك عصاة الابنوسية ويحركها فى الارض بجلال واستعلاء
وهتف بسخط ،وهو يتحرك نحوهم :
- اهو جاه عبد المجيد اللى ربنا هيسامحه ،عشان بتحدته فى سيرته
التفت نحوه برهام ...وهدر بنبرة ساخره:
- اهلا يا اخوى والله عشت وبتاجى ع السيرة زى ولاد الحلال
هتف عبد المجيد فى غضب :
- يوووه ..بكتنى يا خوى كل ما تشوفنى
باغته برهام بنبرة غاضبة ومحتدة:
- ما ببكتكش بس اديلى ياجى شهرين ما شفتكش
شرع عبد المجيد فى الجلوس وتأفف قائلا:
- بشوف مصالحى يا اخى تزعلك دى
لقد كان برهام اخيه الاكبر ويقدره عبد المجيد ولا يجادله كثيرا:
- لا ما تزعلنيش. يزعلنى ان بتك اتجوزت وانت نايم فى العسل اهناك مع السنيورة الجديده
علا وجه الدهشه وظهرت علامات الصدمة عليه و هتف بغضب بالغ :
- بتى اني ،،،،،، بدر بتى اني والله لااقطع خبرها م الدنيا كلتها
ضحك سعيد بسخريه وهو يهدر :
_كانو ما فكرهاش
استكمل برهام بسخرية :
_بتك ،الكبيره حنين نسيتها اياك
استوعب حروف اسمها التى كاد ان ينساها واحتقن وجه اثر مرور ذكرى امها الحزينه وشعر بأحاسيس مختلطه فقد غرق فى
ملذاته ليدفن تعذيب ضميره واشك على نسيان ....ولكن الان عاد يبتسم اليه ماضيه فى انتصار
ادار وجهه بتبرم
- انا مالياش بنات غير بدر
عض سعيد على شفتيه ونهض وهو يهدر :
- انا جايم يا خوي بدل ما عيحصل خناج
ورحل مسرعا تاركا نصيبه الدهشة والاستنكار لاخيه برهان..الذى صاح متعجبا :
- واه واه ،عترميها تانى بعد السنين دى كلتها
الجما غضبه فى وجود اخيه الاكبربرهان والذى يحترمه بشدة:
- حد جالها ما تسالش على ابوها كل السنين دى كولتها ..
صاح فى وجه برهان وحرك يده بعنف فى وجه
- ما بكفياك ظلم بقى يا عب مجيد ،البت مالهاش ذنب فى حاجه ،فى اللى انت عاملته
هدر غير مبالى:
- ومين جالك انى عملت حاجه
صاح برهان مؤكدا :
- لع عملت ،والبت دى بتفكرك بالى عملته ،وما عايزش تشوفها عشان ما تفكركش بعملتك السودة
بزياداك ،بجى يا اخوى ،هى مش اتجوزت خلصنا
قالها بنبرة رجل لا يعرف لذنب اثر رجلا قاسيا نزع قلبة وخلف مكانه حجرا
لم يتوقف برهان برغم حديث اخية الغير مبالي وهتف فى استنكار:
- اكده من غير سؤالات .البت دى لحمنا ودمنا برضك ،ويتيمه الام ومش هتبقى يتيمه الاب كمان مش هنسبها لحد
يستغلها ولا يجول عليها من غير اهل واعمامها يسدوا عين الشمس ،ومين جوزها.... فتح الله وانت خابره زين ،لازم
نعرفوا اتجوزت مين ونعرفوا احنا مين وان ليها ضهر
شرع عبد المجيد بالقيام فى وهدر فى تأفف وغير مبالاة :
- اما تعرفو ابجوا جولوا ،سلام عندى مصالح اقضيها
************************************************************
فى الساحل
انتظرها اياد بجوار المسبح يتذكر تعلقه برقبته عندما اوقعها هنا ،احببها نعم حد الجنون ولكن هى اطفأت شعلة حبهم برفضها
قاطعت شروده بصوت هادئ
- انا جاهزه
استدار ..بخفه وتأمل هيئتها بشغف حقيقى حيث كانت كالفراشة فى فستانها البمبى بحزام ابيض نفس لون طرحتها وعقدا متدلى بالون اللبنى الهادى يخلطه بعض من حبات الخرز الصفراء والفضيه
وقفت تفرك اصابعها بتوتر اثر تفحصه المطول لها
فاق من شروده وادرك ارتباكها و هتف بإيجاز :
- يلا ...
خرجا معا دون ان ينبث بكلمة دخل العربه اذا كان حشد من الحراسه حوله كان يرعب حنين فإلتصقت به
نظر لها نظرة جانبيه استشف منها رهبتها حتى وان اختلاف مازال قلبه معلق براحتها
فأشار لهم ان يبتعدوا فإستجابوا سريعا
تقدم احداهم بفتح باب السياره ولكن تحدث هو بنبره صارمه :
- انا اللى هسوق خليكوا هنا
حاوط خصرها وادخلها العربه ليتاكد من طمئنيتها
وتحرك نحو الباب الاخر ودخل العربه وادار المحرك وانطلق
ظلت تفرك اصابعها ببعض ونتظر اليهم وهو يختلس النظر بينها
وبين الطريق من تحت نظارته السوداء ،كان يفكر كيف يخبرها
بمحادثه زوج خالتها ويخشى انزعاجها من عدم محادثته هو شخصيا
وقد اخترع تلك الحجة خصيصا ليهيء لها جو مناسب لالقاء عليها الخبر
وصلا الى وجهته اخير وقف و ترجل من السيارة ...واتجه نحو الباب الاخر ليفتحه نزلت عنه حنين وفى صمت
امسك يدها بعد تردد منها و اتجه نحو المطعم المكشوف اذا رحب به العاملين بحفاوه ..وقادوه بإهتمام نحو افضل طاوله من حيث الموقع حيث انها تطل مباشرا على البحر
نظر لها مطولا ولكى يقدر على الافصاح المكالمه السريعه وتوتر اذا يخشى ضيقها واخير افرج عن الكلمات بهدوء:
- ...عمك .بابا فرحه اتصل
رفعت رأسها بإهتمام والتمعت عينها ببريق وهتفت :
- بجد ،كنت فاكراهم نسيونى
ابتسم اياد ابتسامه مبهمه وسكت عن الكلام
اردفت هى اثر سكوته بقلق :
- هما فيهم حاجه ،كويسين يعنى
حرك راسه فى نفى :
- لا هما كويسين ،كان متصل بس عشان يقول ان عمامك عايزينك تروحى البلد عشان عايزين يتعرفوا عليا
رقت عينيها بالدموع واشاحت بوجها بعيد فى صمت
بينما ،تفحص وجها اياد وقال مستفهما:
- انتى زعلانه عشان ما كلمكيش
عادت من شرودها واجابت فى لامبالاه :
- عمى فتح الله ما يتزعلش منه انا عارفة انه عمره ما هيسأل
استطرد سؤالا جديدا طرحه هو بإهتمام :
- اومال مالك سرحتى لى لما قولتلك
اختذلت انفاسها ومرت كل الذكرى السيئة من جديد امامها ،وتحدثت بأسئ :
- مش عايزة ارجع هناك تانى
تحمس اياد وقال مندفع :
- ما تخفيش من حاجه وانا معاكى ،واذا كان على والدك انا على اتم الاستعداد بمقابلته
لم تخفى دهشتها من رد فعلة الحاضر والذى دفعها لسؤالة:
- يعنى انت موافق تروح هناك
اسبل عينيه وبدئت عينيه فى التحدث عن عمق عشقه ومحاولة لفعل المستحيل فى رؤيتها سالمه ، واجابها بصدق :
- مستعد اروح وياكى اخر الدنيا
اخفضت رأسها وسكتت تماما
نظر بعيدا نحو البحر وتلاعبت به الافكار نحو ها طاره يرى فى عينها عشق وطاره يرأى ظلمه يتخبط بها ، يعشق تلك التى تاخذه الى سماء وتهوى به الى الارض دون سابق انذار
تناولا طعام الغذاء فى صمت تام من كلا الطرفين
*************************************************************
فى ايطاليا ،،،،
عاد زين وفرحة من الخارج
اتجهت فرحة الى غرفتها بتبرم ،بينما هو تمدد الى الاريكه لتابع عملة عبر هاتفه الخلوى
جلست فرحة الى طرف فراشها
بأسي فقد افسدت عليهم رحلة التنزه ،بسبب الفأر
وتجسدت امامها صورتها الغاضبة ليبدأ الحوار بين شد وجذب وصاحت بها :
- انتى اية ما عندكيش دم
حركت قدمها بعصبية :
- يوووو ه انتى تانى
تانى وتالت وعاشر مانتى اتجننتى ،تقدرى تقوليلى انتى رايحة معاه على فين !
- يا بنتى ما انتى شايف اهو طلع ظابط ، زى الفل
- بتعملى اية يا فرحة فى نفسك مش كفاية هربتى من اهلك ،كمان قاعدتى هنا بإردتك
- وانا هعمل اية ؟ اديكى شايفة اللى بيحصل هربت و من غير اخطط لحاجه ظهرلى هو ونجادنى اقولة لا وكمان طلع ظابط ومش اى ظابط دا ظابط مخابرات
اسيبه لى دا هو الامان بالنسبالي
- حبتيه يا فرحه
تنهدت بعمق وهتفت ..... ايوة
- كدا يا فرحة خليه ينفعك
اخرجت لسانها وهتفت
- هينفعنى
***************************************
فى الساحل ،،،
خرج حنين واياد من المطعم
و تمشى الى جانبها وقال بهدوء :
- تحبى نتمشى شويه
اجابت بإيجاز :
-ماشى
ظل يعتصر رأسه ليخلق معها حديثا ..فلم يجد يعاندة كبرياؤه ويدفعه قلبه ،اما حنين كانت تفكر فأن تخبره ان ما حدث لها
مجرد حادث ليس الا ولم تكن محاولة انتحار فهى تشعر بالذنب حيال حالة الصمت الذى تعتريه الان لقد كان دائم الحماس وهو الى جوارها
ولكن قاطع تفكيرهم صوت مستفز
- ايااااااد ،ازيك ،وحشتنى موت .
انها لينا السعدى
ملكة جمال وخطيبة السابقة ذوا القوام الممشوق والشعر البنى اللامع
ترتدى فستانا ابيض مزركش بالورود الحمراء لا يتعدى الركبه ومكشوف الكتفين وقبعة مستديرة حمراء
ملامحها منتظمه بداية من العيون الناعسة والانف المنحوت والشفاه المنتفخة وبشرتها البرونزية اللامعه اقتربت منهم وهى
تضع عطرا نفاذ واقبلت على اياد تحضنه بميوعه وتطبع قبلة ناعمة على وجنته بإستفزاز
لم يمانع اياد بسبب تيار الضيق الذى اعتراه عندما رأها وقف متصلب جامد التعبير يصك اسنانه من فرط غضبه
و بينما حنين تابعتها وهى تشتعل غضبا من تللك الوقحة
جذب اياد حنين الى احضانه وقال من بين اسنانه ليحرج لينا :
- اقدملك حنين مراتي
دفعته حنين وابتعدت
ابتسمت ابتسامة ساخره ونظرت لها بتفحص مستفز من اعلى رأسها الى اخمص قدمها وقالت :
- مش بطاله يا دودى ،تأخذ يومينها
نظر لها اياد شزرا وزمجر بغضب فى عينيه يسبق حديثه :
- لـــينا ،متتجاوزيش حدودك واعرفى ان انتى بتكلمى عن مرات اياد الاسيوطى
قاطعته قائلة ببرود مستفز :
- براحه يادودى ما تنساش انى انا كمان كان ليا نصيب فى الاسم دا ....
لوى فمه بضيق :
- اديكى قولتيها بنفسك ....كان فعل ماضى
تركته يقول ما يقوله ومالت الى كتفه بدلال مستفز
جعل حنين تندهش وابتعدت عدت خطوات فى تأكل داخلى لم تفصح عنه غير بإحتقان وجهها
تحدثت لينا فى اذن اياد بصوت هامس :
- طيب احنا عاملين بارتى صغير بمناسبه تصوير الاعلان بتاعى الجديد ،تعالي ومش هيبقى كان وضع اياد يده الى جيبه ونظر لها من تحت نظارته السوداء ومال قليلا لأذنها وقال مبتسما متصعنا البرود :
- مش هاجى ،عارفه ليه؟عشان بقرف منك
حاولت لينا ان تسيطر عن غضبها ،لكى تنجح خطتها فى احراق تلك المسكينه التى تقف بعيدا وترى المشهد حميمى للغايه
...ابتسمت من جديد لينا وداعبت بإصبعها ارنبه انفه :
- بس ما تقدرش تنسانى ،هستناك عشان اثبتلك
احتضنت حنين نفسها اثر شعورها بالاستياء من تلك التى اغتصبت حقوقها واقتربت من زوجها بهذا الشكل الحميمى
واوجعتها وتسببت لها فى الم لم تدرك بشاعتها وشعرت بتكرار المعاناه، اذا رأت تلك اللعوب لينا كما شاهدت ابيها وزوجته الجديدة فى نفس المشهد المماثل
ابتعدت عنه ملوحة وهى تهتف بصوت عالىا:
- هستناك ،ثم عادت للخلف وكأنما نسيت شيئا ..
نظرت لحنين مرة اخرى وملئت فمها سخريه وقالت :
- مبروك يا مدام ،وامالت قليلا الى اذونها
لتهمس بصوت فحيح :
- اللون مش لايق عليكى على فكرة .افتكر انى بنصحك نصيحه غاليه لازم تعملى بيها
كان اياد ادار وجهه ينفخ فى ضيق ويمسح وجهه فى غضب ويهمهم بكلمات غير مفهومه ....اما حنين كادت ان تنفجر فى البكاء
التفت اليها اياد محاولا تمالك اعصابه وهدر بعصبية :
- يلا بينا
ادارت وجهها الى بعيد وقالت بنبرة متحشرجة :
- لا ....عايزة ارجع
وضع يده على جبينه ،ونفخ فى ضيق :
- احسن
................،،............
عادت حنين الى الفيلا بوجه غاضب ، حاولت اخفاؤه
القى بثقل جسده على الأريكة كان متعب للغايه،ومستاء
وبدء فى فرك شعره بعصبية وهتف بصوت واهن :
- ااااخ
صكت اسنانها بعنف :
- انا عايزة امشى
التفت اليها وكأنه لم يسمعها
- قلتي ايه ؟!
اغمضت عينها واعادت ما قلته :
- عايزة ....امشى
نهض من مكانه وهو يكور يده محاولا السيطرة على غضبه المشتعل :
- حنين ....فى ايه ؟
ابتعدت عنه قليلا وهى تبتلغ غصة مريرة :
_احنا قاعدين نعمل ايه !مش خلاص كدا ؟ عملت اللى انت عايزة !قاعدين نعمل ايه تانى رجعنى تانى لاهلى !
ضغط اياد بقوة على راسه يقاوم كم الصداع الذى غزا رأسه بعنف
وقال بضيق متناهى :
_انتى لسه فاكرة انى مقعدك معايا ...عشان الاتفاق بس ،لسه مش مقتنعه بيا ،لسه رافضانى بسبب اللى عمله ابوكى ،
وازدا غضبا وعلا صوته وصرخ
- انا مش هو انا مش هو مش عبد المجيد البدرى
اجفلت عينها بحزن وسقطت من عينيها الدموع رغما عنها لمجرد ذكرى ابيها الاليمه والذى شاهدتها منذوا قليل شبيهته من قبل
اخير انفرج شفتيها بعد صمت ليس بقليل قالت بألم
- اومال اتجوزتنى لي ؟
صدمت اياد دون وعي منها فقط كانت نواياه خبيثه ..لم يتوقع هذا السؤال الذى جمد الدم فى اوصاله وزاد توتره :
- ............
التوى فم حنين بسخريه والتفت اليه وقالت بنبرة متحشرجة :
- شفت ...يبقى احنا كدا خلصنا
التمعت عينيه بشرارة غضب وامسك ذراعها بعنف :
- انتى ازاى تقولي كدا .....انتى عايزة ايه ؟
قالت بنبرة بارده :
- رجعني ....لأهلي
اتسعت عيناه بضيق :
- انتى عايزة ترجعي الصعيد عايزة تسبيني وترجعي لابوكى شايفانى اسوأ من ابوكي
رفعت رأسها .....ونظرت للفراغ
هزهها بعنف وبغضب :
- لا ردى ، ردى عليا
ازاحت يده ،ببرود متناهي وهتف بإصرار :
- قولت عايزة امشي
ضيق عينه واشتعلا غيظا ،وهتف بحنق بالغ وعند لحظى فى ايلامها كما المته :
- ماشي ...يا حنين عايزة تمشى هنمشى عايزة ترجعى الصعيد هرجعك الصعيد
نظرت اليه وأولته اهتمامها ..
امسك ذراعها بقسوة وعلق بصره فى بؤبو عينها و استرسل كلامه بحدة
- ومش هطلقك ... واذا كان على اتفقنا يبقى انا كمان لسه ما اخدتش كل اللى عاوزه لما ابقى اما اشبع منك.هــســيبــك
ترك يدها بقوة كادت ان تسقط .ولكن تمالكت نفسها سريعا واستندت الى الكرسي
بينما هو انطلاق نحو الدرج فى سرعه وصارخ بكل عنف:
يـــــــــلا
انتهى صوته عند بداية السلم وسمعت صوت تحطيم عالي قادم من غرفته ..افزعها بدأ اياد نوبة غضبه
حطم كل ما فى الغرفة بغير ترتيب تلك المزهريه الزجاج التحف والميداليات ومن ثم كل ما اعترض طريقه.....
المته من اطمئن اليها ،المته تلك التى كان مستعد ان يواجه العالم من اجلها المه فاق صبره جعله يتمزق ،صرخ بصوت ضائع فى صوت التحطيم
- عايزة تمشى ...تمشي
تمشى...بس تسيب قلبي ....امشي يا حنين بس سيبي قلبي ...
كان اياد فى زورة غضبه فهو ايضا يعانى من الخيانة بشكل اخر
...................................................................
(19)
ركب اياد سيارته واتجه نحو المطار بصمت قاتل ..،يبدوا على وجه القلق وايضا الالم ....تذكر ما قاله لها ولام نفسه كثيرا
لايعلم كيف قال هذا الكم من الحماقات ...انها الشيطانة التى ظهرت امامه اليوم وقلبت تفكيره وجعلته يصبح عدوانى
اوقف العربه فجأة ،وخرج منها كانت حنين تنظر حوالها فى دهشه اصبحت تخافه بعدما شعرت معه بالامان سلبه منها فى
لحظات ليثبت ما تفكر فيه انهم جميعهم يشبهون بعضهم البعض وانه النسخه المكررة من والدها .حتما سيرميها ،بعد ان يفرغ منها ....
قاطع تفكيرها اياد وهو يغلق باب السيارة بعنف .
بيده علبه فتحها بآليه،وكان هاتف نقال وادخل الشريحه
وفتحه سجل رقمه ومدا يده نحوها
وزعت نظراتها بينه وبين الهاتف وهتفت
- ايه دا ؟
اجاب بحنق :
- زى ما انتى شايفه ،تليفون عشان نتكلم عليه
اشاحت بوجها بعيدا :
- انا مش عايزة حاجه
تأفف اياد وهدر بضيق :
- كلامى مش هعيدوا مرتين ،انتى هتنزلى من الطياره على بيت خالتك ،ومش عارف هوصلك ازاى فدا عشان اعرف اوصلك
عقدت يدها إلى صدرها ولم تجيبه
امسك ساعدها وجذبه عنوة ووضع الهاتف براحة يدها ثم هدر بضيق
- بتعرفى تستخدميه
ادارته بين يدايها لتتعرف وجهته ولكن فشلت وكررت العمليه لاكثر من مرة
تابعها اياد
وصاح بصوت عالى جعلها تنتفض :
- سألتك بتعرفى ولا لا جاوبى ؟
حركت رأسها نافيه وقالت بخفوت :
- لا
امسك يدها فانتفضت اثر لمسته الفجائية ، وشعر بذلك اياد فنظر لها واتسعت عيناه
وهدر ربضيق :
- لاحظى اننا فى الشارع ،مش هكلك انا
استكمل ما بدأ بعدما دحجها بنظرات ضيقه
امسك اصباعها ونقر بها على الهاتف فأضاء ثم اتجها الى علامه الاتصال الخضراء
واشار الى اسمه ونقر بإصبعها مرتان بعد لحظات اضاء هاتفه الشخصي
اعاد النظر اليها وقال بنبرة عاديه :
- كدا تقدرى تطلبينى فى اى وقت
ترك يداها وادار المقود انطلق دون ان يضيف كلمة واحده
*****************************************************
فى الصعيد
فى منزل عبد المجيد البدرى
حيث تجلس سناء زوجته ام بدر وابنه جواد
بدر
صغيرة الوجه؛ مستدير ابيض تمتاز بعينان بنيتان وانف صغير وشفاة ورديه تعلو ملامحها البرائة ابنة الحادية عشر عام
اما سناء كانت فى عمر التسعه وثلاثون اليوم ومازالت تحتفظ بقوامها المتناسق
وملامحها الشرقية البسيطه من العيون الواسعة الى الشفاة الرقيقه والانف الطويل و كانا امراتان معذبتان جديدتان من ضحايا عبد المجيد
كان عبد المجيد غير ودودا مع اولادة ابدا دائما لا يجالسهم ،بل ويغيب عنهم بالاشهر ويعود بزوجه جديدة
وحجته واضحة ( الشرع محلل له اربعه ) ولكن دائما ينسى ان الشرع الذى يحلل له اربع شرع المودة والرحمة ايضا اساسا
للعلاقه سناء زوجته هى تلك اللعوب التى دخلت الى منذ اعواما وكنت سببا فى قهر امينه وطردها من المنزل وماتت على اثرها
بعدما بدت الشماته لها الان دارت عليها نوائب الدنيا
وصارت لاحول ولا قوة لها امام جبروت ذلك القاسي (عبد المجيد البدرى ) الذى لا يعرف له صاحب ولا حبيب عاشت معه أعواما من الظلم والمعاناه اشد مما قاست
أمينه التى اختصرت معاناتها بالموت وذهبت الى رحمة اوسع مما عانتها هى واولادها كانت بدر ابنتها لا تشعر بحنان الابوة ولا اخوة حيث ان جواد اصبح نسخة ابشع من والده وتخطاه بمراحل
هتفت سناء بتعب لابنتها بدر :
- يلا يا بدر ،نعمل الغدا و نشوف حالنا
اجابتها بقبول هادى :
- حاضر يامه
تنحنح عبد المجيد وهو يركل باب منزله بقدمه :
- اححمم ...
صوت الاجش نبرته الباردة كانت تلهب الجو وتجعل الجميع يقف بإعتدال وريبه
تشنجت قسمات سناء وهى تهدر بسخط :
- حمد لله على السلامه ،الحمد لله انك فاكرنا
جحظت عينيه فى تحذير :
بينما اندفعت بدر لتنحنى على يده لتقبلها كي تطفأء الشرارة المشتعلة فى عينه
- حمد لله على سلامتك يا ابوى
لم يلتفت اليها ودفعها بعصاه بلا مبالاة ،واقترب بخطوات ثابته نحو سناء التى ادركت انها نهايتها من الشر المطاير فى عينه واندفعت للوراء منكمشة على نفسها
امسك هو ذراعها بغلظة ونبش اظافره به حتى تعالت شهقاتها وتالمت فى صمت
هدر من بين اسنانه بغضب عارم :
- اني ،،،اجي وقت ما احب ،وامشى وقت ما احب ، طالما بتاكلوا فى خيرى وعايشين فى بيتى تبجوا تحافظوا ع النعمة بدل ما ارميكوا كلتكم فى الشارع
ابتلعت بدر غصتها واندفت نحو امها وامسكت يده بتوسل :
- خلاص يا ابوى كان غرضها تطمن عليك
دفع سناء من يده وزمجر عاليا وهو يجلس على الكرسى بتعالى
- غورى ، نسوان كسر ، بتك جايلها عريس
لطمت سناء على صدرها فى فزع بينما وزعت بدر نظرها بين امها وابيها بعدم فهم .....
صاحت سناء :
- عبد المجيد حرام عليك ،كفايا علينا ذل اكده البت لسة صغيرة ماعجزوجعاش ولو فيها جاتلى كفايا انك ما خلتهاش تكمل علامها
اصطتنع البرود وهو يهدر :
- بجا اكدة ماشي ،ان كان اكدة يبجا بلا منها جاعدتك انتى وهيا اهنا وروحي ولمى خلجاتك ولا سبيها ما هي كلها بمالى وهملى عيشتى واطلعى من دوارى اللى مالى بطنك ومخليكى تجفى تعارضينى
اغمضت عينها لتهدأ...
تهديداته المتواصلة عن الطرد لم تكن هذة الاولى عانت منها كثيرا وحاولت ان تحتفظ برباطت جاشها حتى تتفادى الموقف بذكاء والا لن تنجوا ابدا من الضياع المنتظر
التفت الى بدر وامرتها بالدخول ،والتفت اليه وجلست فى مواجهته وهو تهتف بصوت هادئ وحنون :
- مين العريس ؟! يا ابو جواد
لوى ثغرة بإبتسامه ماكرة ؛حيث يستطيع شراء رضاء الجميع بالمال وهتف مغترا:
- ايوة اكده ،اتعدلى
لم تجيبه حتى لا تثير حنقه بعدما استطاعت تهدئته
امسك عصاه وبدأ يلطمها فى يدها الاخرى بضربات خفيفة على وتيرة واحدة :
- واحد ليا مصلحه معاه ،والمصلحة ما عتجديش الا بنسب
تسائلت فى هدوء:
- مين هو
- زهير عصران تاجر المواشى لكبير ،عايز اشاركه
رجل بعمر عبد المجيد ويزيده فحشا وسلطانا يفوق عمر بدا بخمسة وعشرون عاما
ابتلعت ريقها بتوجس امام تصميمه وهتفت بتوتر :
- بس ...ااا...البت لسة صغار دي١١سنه يا عبد المجيد ما تنفعش وزهير جد جدها
اتسعت عيناه عندما علم سنها ولكنه لم يكترث كما انه لم يكترث بمعرفة عمرها من قبل
وهتف متبرما:
_ما يضرش
مالت للامام وهى تتقنع قناع الشيطان :
- هو يعنى ما فيش الا بدر
عقد حاجبيه فى تساؤل :
- تجصدى ايه
رفعت راسها وهى تهدر بهدوء:
- بتك حنين ،،،زمانها بجت عروسة زينه دى الاى تنفع
ابتسم ساخرا :
- اتاخرتى ،البت اتجوزت واخوى برهان لسه مكالمنى انها متجوزه واحد من البندر وهيجبها وياجى
عضت شفاه من الغيظ فقد احبطت فكرتها وكانت على وشك البكاء ،ولكن قفز الى راسها فكرة اشد شرا:
- وهى دى حكايه البت طول عمرها بعيدة عنك ،اما تاجى طالجها وجوزها زهير ما هش جصة يعنى اللى متجوزاه
عيكون احسن منه واهى تطلع منها بمصلحة بعد العمر اللى عدى وهى لا تعرفك ولا تعرفها
دارت فى رأسه افكارا لا تعد عن اخر مرة رئها وعن كيف اصبح شكلها وعن عمرها كان اكثر ما يخشاه هو مقابلتها
شرد وسكت تماما حتى ظنت سناء انها اقنعته
**"**********************************************************
فى ايطاليا ،،،،
خرجت فرحة من غرفتها ووقفت فى الشرفة بملل واستندت الى دربزون الشرفة
وزع زين نظرة بينها وبين حاسوبه الشخصى
فزفر بضيق لتشتته فى حضورها
نهض الى جوارها ونظر الى عيناها التى تلمع بسعادة وهى تنظر الى الشارع بإنبهار
ثم هتف بهدوء :
- تحبى نخرج
التفت الية وحركت رأسها بالايجاب ،وعينها تلمع كالاطفال او كأنها مراهقة دعاها صديقا لموعد اول مرة
دفعها بيده ليزيحها من وجه فقد كاد يفقد السيطرة اثر طفولتها ويضمها الى قلبة
وهتف بتوتر :
- روحى اجهزى
ركضت الى الداخل بمرح تابع غروبها من عينه والتفت لينفخ بإرتياح
...................
نزل معا زين وفرحه كان زين يمشى كثيرا وعينه معلقة بأماكن معينه وكأنه يدرسها
اخيرا خرج زين عن صمته وقال دون النظر لها:
- تشربى عصير
اجابته بإيجاز
_لا
هتف بإصرار :
- لا هتشربى .تشربى ايه
حركت كفها بإستسلام :
- ان كان ولابد ،يبقي ليمون
اتجه نحو كافتيريا صغيره بالجوار وطلب بالايطاليه :
- من فضلك ،اثنان ليمون
اجابة النادل :
- امرك سيدى
دقائق احتسبها وهو يطرق بأصابعه الطاولة بتوتر
واتى النادل يحمل الليمون وقدمه نحوهم بإبتسامه لطيفه
،،،،،،،،
ظل يرتشف وهو محدق مليا امامه نحو مبنى معين
انهى العصير معا ووضع على الطاوله مبلغ وقدره
اتسعت عيناها بتساؤل :
- كل الفلوس دى على كوبيتين لمون
رفع حابيه مستنكرا :
_ايه ما يستاهلش
اشارت بأيدها نحوهم بإستحقار:
- دول فى مصر ب٣جنيه
سخر زين منها :
_هههه ،اكيد كان عصير ورق ليمون
استنكرت هى بتافف :
- اصله ما يستاهلش المبلغ يعنى
تشنجت قسماته بضيق:
- خالينا فى اللى احنا فيه ،مش جايين نفاصل هنا
ونهض وهو يهدر :
- يلا لسه قدمنا لفه طويله
تبعته فرحه بإحباط فكانت تحاول اشعارة بأنها تخاف على اموالة ليس الا بينما هو لم يشعر بذلك وعاملها بجفاف
*********************************************************
وصل اياد ومعه حنين الى المطار القاهرة
كان بإنتظارهم الحراسه ...الخاصة بوالده
التفت حوله لا تدرى لما كلما رئتهم حنين شعرت بوخز فى قلبها
اقتربت منه واحتمت بذراعه ...يشعر دوما بها دون ان تتكلم ... يؤلمه اقتربها منه لاستشعار الامان بينما دائما تنكره وتعامله
بجفاء اشار للجميع ان يبتعدوا واستجابوا فورا
ركب سيارته الخاصة وانطلق ،
بات الطريق طويلا خاصة بعدما ساد الصمت اقترب من منطقة سكنها واوقف السيارة
تنحنح قائلا :
- هنزل اطلعلك الشنطه
حركت رأسها نافيه :
- حنين لا مفيش لزوم ..انا هطلعها بنفسى
اغمض عينيه قبل ان ينطق :
- هسيبك تقعدى معاهم يومين ،وروحى وياهم الصعيد
اغمضت عينها بألم اذا انها ستذهب وحيدة الى ابعد نقطه تود الذهاب اليها بحثت عن مقبض السيارة لتخرج
امسك يدها قبل ان تفتح الباب ، وهتف برجاء ناعم :
- ابقى اتصلي
حركت رأسها بالايجاب
ترجلت من السيارة بالم ،
تبعها هو بعيون متحسرة كأنما ترك روحه تغادره اغمض عينيه وحرك يده على وجهه بغضب اثر شعوره القاتل بإنسحاب
روحه وتعنيف عقلة فى رغبته الشديدة فى اعادتها جبريا الى احضانه ،ابتعدت حنين بخطوات بطيئه بمشاعر مختلطة بدوامه من الافكار
تلاشت عندما ،،،
اندمجت فى زحمة الشارع وانطلقت بلهفة للقاء فرحة وخالتها والبيت الذى تربت فية وتبنتها خالتها فى الاعوام الخالية بحنان
وصلت الى البيت ،،وانطلق اياد فى سرعة ليخلف ورائه صرير عاليا
صعت الدرج بخطوات سريعه ، فى شوق ولهفه وصلت الباب ودقت الجرس
لم يستجب احد .....انتظرت قليلا ..وعادت الكره مرة اخرى
استمعت الى صوت غريب يأتى من خلف الباب
يهتف بضيق :
- استنى يلى برة هو ايه مفيش صبر
لم تسعها اللحظة لتندهش فتُح الباب واتسعت عين حنين بدهشه
تقف امامها امراة فى عقدها الثالث سمينه ترتدى قميصا عارى الاكتاف يبرز مفاتنها بفظاظه ....ظلت حنين تنظر لها غير
مصدقه عاودت النظر الى الخارج وراحت تعد الدرج التى صعدته لتتاكد انها على الباب الصحيح
لم تمهلها السيدة فرصه بل صاحت بعنف :
- جراى ايه وليه ،انتى جايه تنحى هنا ولا ايه ،انتى مين وعايزة ايه
بعدما تأكدت حنين من ان هذا منزل خالتها لوحت يدها فى الهواء وسألتها بصوت عالى
- انتى اللى مين وايه اللى جابك هنا
ودفعتها لتدخل
،تقدمت لدخول وهى تهدر بغضب:
- اوعى كدا فين خالتى وفرحه
تنهدت السيدة بصوت مصحوب معه
- .اااايوه ،انتى البت حنين اللى فتح الله قالى عليها
اتسعت عيناها ،وزاد فضولها لتعرف من هذة المرأة
لم تمهلها بل ربت على صدرها بإبتسامة سمجه قائله :
- انا ابلتك عواطف ...عروسته الجديدة
كانت هذة الصدمه الكبرى التى عقدت قدم حنين وجعلتها تترنح قليلا ولكن سرعان ما تمالكت نفسها امام تلك البغيضه التى كانت تتابع رد فعلها بغل
وضعت يدها على رأسها وغمغمت بصوت هامس
- اااا زاى ،،حصل ؟! وخالتى وفرحة راحوا فين ؟!
ادركتها عواطف سريعا وقالت ..وهى تضع اصبعها على طرف ذقنها ..
- لاهو انتى ما تعرفيش
انتبهت لها حنين وهى مترقبه الاسوأ من بين شفتيها
لوت فمها بسخط .
- البت فرحه هربت ،وهما رايحين البلد وجابتلكهم فضيحة والصعيد كله مقلوب عليها
اتسعت عينها بقلق وحركت حنين رأسها بعدم استيعاب ..
- فرحــه
امسكت عواطف يدها وحاولت جذبها الى الداخل عنوة
- تعالى بس وانا هحكيلك ،دانتى فاتك روايات
سحبت حنين يدها منها وامسكت حقيبتها ،واستدارت عائدة للدرج
نزلت رويدا رويدا فى شرود ،نادتها عواطف
بنبرة خبيثه :
- مش هتشربى حاجه
لم تجيب حنين و وواصلت النزول
لوتت فمها عواطف بسخط :
- هو ايه اصلو دا ؟
خرجت حنين من باب العمارة تمشى ببطء دون هدف دون وعي
***********************************************************
فى ايطاليا ،،،،
تنزه زين بصحبة فرحة واخذها الى مكان بديع للغاية فى مدينة فينسيا
او مدينة العشاق حيث تعتبر واحدة من أكثر المدن الرومانسية في العالم.
تزخر بالممرات والقنوات المائية التي يمكنك السير بها بواسطة القوارب الكلاسيكية لمشاهدة المباني المعمارية التاريخية والقصور الجميلة. .
استقل قارب صغير وتجول فى القنوات المائية فى سعادة غامرة
هتف نفسها :
- ياااااا ياحنين وحشتينى ، وحشتى ايامنا وضحكنا وهزرنا ما كنتش اعرف انكوا هتوحشونى اوى كدا وكمان امى ياترى عامله ايه !يارب تكونى كويسه !
اطمنى يا مه بنتك فرحانه فرحانه اوى !
حولت نظرها الى زين الذى يجلس الى جوراها الذى تراه منقذها وبطلها الخارق الذى سقط من السماء لينقذها عشقته
لمعت عيناها ابتسامتها الهادئة كل انشنا فيها يعلن حبها الذى يدق ناقوس الخطر فى نفس زين ،،،،،
**********************************************
على الجانب الاخر ،،،
فى القهوة كان سعيد يتحرك بخفة وسط الزبائن ليلبى الطلبات بسرعه ويضع ما فى الصنيه لاحدى الطاولات
اشار احدى الرجال نحو حنين وهتف بتساؤل لسعيد :
- واد يا سعيد مش دى البت حنين بت زينات
رفع سعيد نظرة سريعا الى مكان اشارة فور سماع اسمها
وبدون تفكير اتجه نحوها
اقترب منها ولاحظ شرودها وهتف باهتمام بالغ:
- ست العرايس ازيك
لم تتوقف وتابعت السير وتمشى هو الى جانبها
كانت فى عالم اخر بعدما هوى على رأسها خبر انهدام منزلها وتشتت العائلة التى تأويها
قضب وجه وتسائل بقلق وهو يمسك كتفها :
- خير يا ست حنين حصل حاجه ،لا قدر الله فى حاجه
حرك كتفها بهدوء وهو يناديه :
- ست حنين
فإستجابت ،وهتفت بألم
- هــاااا
- ها ايه ياست الكل بقالى مدة بكلمك ،شكلك تعبانه تعالى ارتاحى على الكرسى هناك
تحركت معه وهى شاردة...اجلسها الى الكرسى وناولها كوب ماء
امسكته بيد مرتعشه وارتشفت منه القليل
بعد برهة من تمالكها اعصابها هتف سعيد متسائلا :
- احسن دلوقت
حركت حنين راسها لاعلى واسفل بهدوء
بينما هو سألها بإهتمام :
_خير يا ست حنين .حصل حاجه لقدر الله
هتفت بقلق وامسكت يده دون وعى ،
_صحيح فرحه هربت وعمى فتح الله اتجوز
حرك سعيد رأسه فى اسى
- ايوة من تانى يوم جوازك مشيوا ورجعوا بعديها دوروا عليها ،وبعديها بشويه جه عمك فتح لله فتح الشقه وجاب فيها مراته الجديدة
سالت باهتمام :
- وخالتى زينات
مسح كفيه ببعض وهو يهدر :
_ما نعرفوش عنها اى حاجه من يوم ما مشيت
هتفت هى فى شرود :
- انا لازم نرحلها
- تروحى ازاى وحدك ؟
وضعت يدها على راسها بضعف وتذكرت انها لا تملك المال الى سفرها ولا حتى مكان ترتاح به بعدما احتلت تلك البغيضة
الشقه ،اعتصرت راسها فى البحث عن حل واخيرا تذكرت الهاتف
نادا احدى الزبائن بإسم سعيد ************** على الفور
وتنحنح ومال اليها قائلا:
- هشوفوا واجيلك
امسكت حنين الهاتف وتذكرت الخطوات التى علمها اياه اياد وبدأت فى الاتصال
.............
كان اياد يقود بضيق اضاء هاتفه بإسمها ،واعتلى وجه دهشه من سرعة اتصالها به
ضغط على زر الايجاب وقال بإهتمام :
- حنين
كان امرا مؤسفا لها ان تستجير به فى فجيعتها ولكن هى لا تعرف سواه ، استمعت الى قلقة الجلى الذى يقطر من بين
حروف اسمها اجابته بصوت حزين متألم حائر
- ايــ ــــ ـاد
شعر على الفور بألمها التى لم تستطيع الافصاح عنه ،ادار المقود بسرعه فى الطريق المعاكس و احدث ضجة من العربات الخلفيه
علا وجه قلق غير مبرر لمجرد سماع صوتها قلق وحزين
صاح بتوتر :
- حصل ايه ؟!
اجابت حنين والدموع فى عينيها :
- عمى اتجوز وفرحه هربت
هتف بقلق :
- خليكى مكانك وانا جايلك حالا
وانطلق نحوها ........
*************************************************************************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطى ،،،،،،
امسك عاصم الهاتف بينما هو جالس الى مكتبه يستمع الى المحادثة بإنصات تام
يؤمم بهدوء :
- اممم ،عال ،عال
دلفت اليه زوجته ناريمان وهى ترمقة بإستفسار
واشار لها بالجلوس فإنصاعت لرغبته
انهى المكالمه بصوت رصين
- لو فى حاجة بلغونى
اغلق الهاتف وسئلته ناريمان :
- مين يا عاصم ؟!
تحدث الاسيوطي بجمود الى زوجته :
- ابنك جاي ،فى السكة ومعاه ،ثم اضحك ضحة صغيرة ساخرة هههه مراته
هتفت ناريمان متبرمه :
- بليز عاصم ،ما تقوليش ان البنت دى هتدخل القصر
نهض عن مكتبه وهو يهدر بضيق :
- جراى اية يا ناريمان هو احنا اللى هنعيدوا نزيدوا ،قولتلك لازم تفضل على ذمته لحد ما العين تنزل من
عليه ، ما ينفعش يطلقها دلوقت وكمان ما ينفعش ياخدها بعيد عن عينى
وبعدين ياستى زعلانه ليه اهى خدامة جديدة فى القصر
تذمرت ناريمان ووقفت بوجه :
- انا ما بشغالش غير فلبينات ، انا مش عايزة الاشكال دى تدخل عندى هنا
نفخ عاصم بنفاذ صبر وهتف بضجر :
- ناريمان قولتلك فترة وتعدى وبعديها همسح البت دى بأستيكة من الوجود وانتى عارفة لما بقول حاجة بنفذها
- ماشى يا عاصم
اجابت بها ناريمان لتهدئ الحوار المحتد
ربت عاصم على كتفها :
_ مش عايز دوشة ارجوكى والموضوع دا يخلص بسرعة وابنك يتعلم الادب بقى
*******************************
(20)
فى الصعيد ،،،،،،
ذهب عبد المجيد الى بيت اخيه الاكبر برهان
اقتحم منزله ببرود
فهتف بصوت اجش :
- السلام عليكم
قضب برهان حاجبيه وهتف فى تعجب ساخر :
- واه ،، خير يا عب المجيد
جلس على الاريكة البسيطه باعتدال وهو يهتف :
- الله وفيها حاجه لما اجي اطمن على اخوى
حرك رأسة برهان بإستنكار :
- جياتتك دايما مش خير يا اخوي
رفع ذقنه بلا مبالاة :
- خلاص يا اخوي ، ما دام مامصدجش انا عايز بتي
علا وجه برهان بدهشة وهتف بتعجب :
- بتــك ،،مين ؟!
اجابة بقوة وثبات :
- حـــنيــن
فتح كفيه وتوقفت علامات التساؤل وبدي فى حيرة وتعجب وفغر فاه
من ذلك العجيب الذى رفض ابنته ونبذها عن عالمه لاعوام كثيرة والان يريدها بهذة القوة والتحدى
وسئلة بإهتمام :
- واية اللى جد لعوزتك ليها
حرك عصاة بين يده وهدر بغموض مثير :
_عايزها ....عايز اشوفها
*************************************************************
على الجانب الاخر ،،،
اقترب من ممر قصره العالى والذى كان يفزع حنين هيئته اذ ظلت تنظر اليه من الشرفة مطولا بتوجس وتوتر
عض اياد شفاه بضيق
اثر الحالة التى وصلا اليها
وود احتضانها ليطمئنها انه يعشقها ويكره رؤيتها خائفة متحيرة حزينه
مدد يده نحوها والتقط يدها التى بين قدمها وقبض عليها بخفة ليهدئها ويعطيها الامان التفتت له وكأنها تخبره بعينها ان هلعها اكبر من قبضته وانها لن تهدأ الا اذا عاد بها الى ابسط بقعه فى الارض ولكن لسانها المعقود دائما افسد حياتها
فتحت لة البوبات على مصراعيها وتقدم هو نحو بعد معين واوقف المحرك ونزل عن السيارة
والتف ليفتح لها
ترددت كثيرا فى النزول وبدت اكثر شحوبا وشعرت انها على وشك الانهيار
نادها بصوته الدافئ :
- انزلي يا حنين ،ما تخافيش وانتى معايا
زفرت انفاسها المتقطعه ومدت يدها المرتعشة نحوه يده الممدودة ونزلت ببطء
تحرك هو وتحركت هى من ورائه ترتعش خوفا
بدأت تلتفت بريبه حولها وكأنها تدخل الى عرين الاسد او بيتا للاشباح اذداد الامر سوءا عند رؤيتها كلب حراسة ملون بالبنى طويل الجسم يتدالى لسانه منه ويركض نحوهم وينبح
اتخذت مكانها خلف اياد وامسكت بظهره وهى تغمض عيناها برعب
بينما اياد تخلي عنها ومال بجذعه فاتحا ذراعيه الية ليحتضه بصورة وديه كما لو كان يرحب به هتف اياد بإبتسامه :
- ركس وحشتنى
لم يفرغ الكلب منه حتى نبح بوجه حنين وحاول الوصول اليها ولكن منعه اياد فاردا ذراعيه
وشكل حائط متحرك تتبعة حنين برعب
نادهه هو ملوحا :
- هيى هيى دى تبعى
مال براسة للخلف وكأنة يتعمد ان يوصل اليها رسالة معينه :
- اهدى عشان انتى استفزتيه بخوفك دا
لم تستطيع الاجابة وقبضت بقوة على قميصه وجذبته اليها من خلفه
حتى اوشك على اختلال توازنه وكاد يسقط
نادي بصوت عال ضيق :
- ابراهيم
ظهر رجل متوسط العمر يرتدى بدلة وهتف
- اوامرك يا باشا
تابع هو بنبرة امرة :
- خد ركس دلوقت
شرع فى تنفيذ الامر وامسك بطوقه بينما لم يتوقف عن النباح
- حاضر يا فندم
****************************************************
فى ايطاليا ،،،،
فى شوارع ايطاليا الهادئة تجول فرحة وزين والذى كان يتابع اماكن معينه بحرص ودقة ،وهى تتبعه كما لوكانت فى رحلة تنزهيه غير مكترثه بماضيها او بمستقبلها
ظل يتقدم فى السير ولا ينظر اليها هتف بشرود :
- مفيش غيرك قدامى
دارت بوجهها لتتاكد انه لم يحادث نفسه و رمقته بنظرة استفساريه...... وهى تنعته بالجنون
بينما هو وجه نظره نحوها ،بغضب وكأنما قرأ افكارها
واتسعت عيناه وهو يهتف لها بهدوء:
- عايزك تدخلى المحل الجاى دا وتشترى منه اشيك واغلى فستان جوه
ابتسمت فرحة وتورددت وجنتيها اذا شعرت بأهميتها لديه لاهدائها هديه وهتفت بخجل :
- متشكره ،انا مش محتاجه
صك اسنانه بضيق ،واغلق قبضته قبل ان يخنقها بيده :
- هو انا بعزم عليكى ،انا بقولك امر
تعجبت من ضيقة وهدرت معانده :
- الله ما قولت مش عايزه
توقف فجأه وامسك كتفيها بضيق :
- اللى اقولهولك تنفذيه ،فى حد مهم عايز اقبله ومش هينفع اوصله من غير مساعدتك
حدقت الية فى محاولة استيعاب :
- ايوه مش تقول ،وافقت ابقى المساعد بتاعك اخيرا
قال بنبرة جاده .:
- فرحه مش عايز هزار ولا غلطه ،روحنا احنا الاتنين تمن غلطه واحده ؛الغلطه الاولى هى الغلطه الاخيرة
تنفذى المطلوب من غير اسئله من غير عيب من غير حرام
لمعت عينها بقلق اذا يبدو عليه الجدية .ويتضح انها مقبله على ما هو اسوأ وهتفت بتوتر :
- ايه ....المطلوب
شرد بعيدا وقال بصوت جاف؛
- بعدين ،هقولك يلا الاول تنقى الفستان
***********************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطي
وقفت ناريمان هى وابنتها رودى التى تمتلك نفس عينان اياد ووالدتها الرمادية بشعرها المتعرج بنعومته الجذابة وملامحها الهادئة الرقيقه والتى ايضا فى نفس عمر حنين فى استقبال اياد
والذى ظهر الان يقترب منهم يدا بيد مع حنين التى ارتعشت يداها وتخدرت اوصالها اثر اقترابه من عائلته بهذا الشكل
والذى فشل اياد فى تهدئتها
ركضت اليه رودى بإبتسامه وهى تهتف بمرح :
- يويو ،حبيبى وحشتنى ،كفارة يا جدع كل دا
احتضنها اياد وهو يبتسم فهى مدللته :
- ازيك ،يا ام لسان طويل مش قولتلك بطلى تقوالى يويو دى
هتفت ممازحه :
-ىمش هبطل الا لما تجبلنا نونو
تدخلت نريمان بنبرة مترفعه :
- ازيك يا اياد حمد لله على السلامه
كانت حنين متخشبة فى يده من تجاهل الجميع وجودها بينما سحب اياد يدها المعلقة فى يدة والتف حول كتفها دافعا اياها الى الامام وبهدوء حذر هتف:
- مش هتسلموا على حنين
حركته المابغته وفرضها عليهم ادهشتهم وبالاخص فريال التى تعمدت احراجها بالتجاهل فغر فاه وهتفت بحنق:
- الوقت قدامنا طويل ،بكرة نتعرف ،اتفضل انت اوضتك جاهزة ،بينما تحرك هو دون اضافة شئ امسكت رودى يد حنين وهتفت مرحبة :
- اهلا بيكى ياحنين فى وسطينا
ابتسمت لها ابتسامه رقيقه وحركت رأسها بهدوء
ابتسم اياد فى نجاحه فى كسب تعاطف اخته التى تخشى غضبه
- خلى حد يطلع الشنط ،هتف بها اياد وهو يصعد الدرج
المؤدى الى الفيلا القت حنين نظرة سريعه على ذلك المكان الواسع ذو الاضاءة الخافته والجو الهادئ والاثاث الراقى الموزع فى الاتساع الهائل بحرفية والذى يتصف باللون الابيض ينعكس علية لون زهريا من اثر الستائر الزهرية المعلقة على الشرفة الزجاجية الكبيرة التى تطل على مسبح مذهل على شكل بقعة زرقاء فى وسط الارض الخضراء
اتبعت اياد نحو وجهته المحدة كان متعب وايضا يهرب من مواجهة والده الساخنة والذى لن يتوارى ابد فى تبويخه كما اعتاد منه
اخيرا وصل الى غرفة هاربا من افكارة المشوشة وبيده عشقه الذى اتعبه دخل الغرفة معا وترك يدها اخيرا وتحرك نحو فراشه وجلس الى طرفة وتمدد بتعب وهو يمرر يده على رأسه متألما بصوت خفيض
بينما وقفت حنين فى جانب الغرفة تتأمل المكان الموحش فى مخيلتها والذى تخشاه وتخشى ما قد يصيبها فيه من اذى نفسى وروحى خاصا عندما اصبحت معه فى غرفة واحدة فى عرينه الخاص رهبتها تزايدت الان عن ما مضى فلم يعد يتودد اليها كالسابق بل اصبحت مشاعره جافة مغلفة بالبرودة تجاها وخاصة نوبة غضبة وافصاحه عن ما يدمرها لها وزجها بلا رحمة خارج حياته بعد ان يفرغ منها
لاحظ هو هدوء المكان فإستندا الى مرفقة وهو يهتف :
- مالك وقفه عندك لي ؟
ابتلعت ريقها فى توتر واجابته بنبرة متحشرجه :
- اااا....اومال ..اروح فين
جلس مستقيما ومسح وجه بكفيه،وزفر بضيق من وضعهما ؛ فأشار بيدة الى طرف الفراش
كى تجلس الى جوارة ،
تحركت ببطء وسارت نحوه ،ومن ثم جلست بحفظ شديد
هتف وهو يحرك وجه بحركة غير مكتملة ،وبدأ على صوته الارهاق :
- انتى طبعا فاهمة ان ما ينفعش هنا ان كل واحد ينام لوحده
حركت رأسها بالايجاب
استرسل هو بثبات :
- مش عايز حد يعرف اللى ما بينا ولا حتى رودى ؛ رودى ممكن تقول لماما وساعتها مش هنخلص
امسك كتفها برقة وهتف:
- وما تقلقيش انا لسة عند وعدى
ترك كتفها وتبدلت نبرته الى الاسئ
- خليكى على راحتك ولعلمك انا عايز راحتك
*****************************************************
فى ايطاليا
فى داخل احدى المتاجر ،،،،،
كانت فرحة تشاهد الملابس الباهظة الثمن وهى تعقد حاجبيها بدهشه ،بينما انتظرها زين فى احد الزوايا على اريكة منمقة داخل المحل مخصصة للانتظار
خرجت الية فارغة اليد
حدق اليها بدهشة وهدر بضيق :
- ايه....كل دا وما جبتيش حاجه ؟! انا كان مالى انا ومال الشغلانه دى
هتفت بتذمر :
- الحاجات دى كلها ما تناسبنيش ...
نهض وهو يحاول ان يتمالك اعصابه وسحب نفسا عميقا ليهدئ من روعه :
- بصى يا فرحه ...سامحينى انا محتاجك ضرورى عشان ادخل بيكى صالة اللورد عشان ممنوع منعا باتا ادخل بدون ست ....لان دا بيعارض القوانين هناك ..وبيعتبر تطفل ..وعشان تدخلى هناك مش هاخدك بعبايه ولا بحجاب المكان هناك ..يعتبر معقل المافيا .ووارد قوى يتشك فينا ، فلو عايزه تيجى معايا وتَساعدينى اتنازلى لو سمحتى
ابتلعت ريقها وحركت راسها بالايجاب ،ولم ينبث فمها بأى كلمة
ولكن عينها يملأها حزن عميق اثر تخاليها عن عادتها واحتشامها الذى اعتادت علية منذو نعومة اظافرها ،قاومت بشدة رغبتها فى البكاء وتحركت بين الالبسه لتلبى طلبه ....حتى يتثنى لها مساعدته على اكمل وجه
*************************************************************
فى الصعيد
نزلت زينات الدرج فى اتجاه غرفة الجلوس الخاصة بالمنزل لوهدان
هرولت الى الغرفة حينما رأت طرف عبائته البنى من الخارج
نادت بصوت متحشرج حزين :
- سلام عليكم يا حاج
لكنه لم يكن وحيدا كان معه ولده عزام وزوجته صابحة
اعتدل من جلسته الممليه واجاب باهتمام :
- وعليكم السلام يا ام فرح ،تعالى
زاغ بصرها وتوترت من وجود عزام وصابحة التى ظلت ترميها بنظرات ساخطه تعلثمت فى البداية ومن ثم استطاعت جذب الكلام على اطراف لسانها:
- انا ....اااا ....كنت ...عايزة يعنى اسأل عن .. وابتلعت ريقها فى توتر ..عن فـ ــ ـرحـه
اغمض وهدان عينه بضيق وتمسك براجحاته كى لا يفقد صوابة وهدر بصوت حاد :
- الله ...اعلم يا ام فرحه
بينما تنحنح عزام قائلا :
- بالمَناسبة ، كنت كلمت مدير الكافتريا اللى وجفنا فيها ،عشان يطلع الفيلم بتاع الكاميرات الخارجية
واهو وصلنا لرجم العربيه اللى ركبت فيها
ثم اغلظ صوته واحتدت نظرته بينما هو ينظر نحو زينات وهدر بنبرة مخيفه جافة :
- ما تجلجيش فرحــة راجعــه
اتسعت عينها واذداد توترها وشعرت بان الارض تميد بها ،اذا كان نبرته لا تبشر بالخير ابدا
وبدأ المكان خالى لهما ولا وجود لوهدان وصابحه الذين كان يستمعوا للحوار بدهشة ويتبادلان النظر لبعضهم فى دهشة ،من اصرار ولدهم على العثور عليها
حركت زينات راسها بقلق وهى تحاول اطراء حلقها الذى جف تماما من فرط الصدمه
وزفرت انفاسها الاهثة على مهل وهى تؤمء برأسها :
- انشاء الله ،ربنا يجيب العواقب سليمه
ودارت على عقبيها ،لتخرج من تلك المشنقة التى رئتها فى عيناى عزام معلقه
بينما اطلقت صابحة ضحكة عالية ساخرة وهتفت بصوت يصل الى مسامعها:
- هتيجى سليمة ازاى ،،،،وامسكت خصلة من شعرها وهدر بقسم
- وحياة دا البت دى ما هى شريفه
امسك عزام عبائتة وانطلق فى ضيق يبدى حجم النيران التى اشتعلت بداخلة
بينما لوت صابحة فمها وهى تميل رأسها للوراء وهى ترمق وهدان بنظرات ضيقة
************************************************************
ايطاليا ،،،،،،
خرجت فرحة من غرفة القياس
ومددت يدها نحوه وهى تهتف بهدوء :
- اخترت دا
التقطته منها وهو لا ينظر الي ما بيده كان ينظر لها والى عينيها تحديدا وهى محدقه امامها تنظر الى الفراغ
دفع زين ثمن المشتروات
وخرجا معا ....
كانت فرحه طوال الطريق تتذكر يوم اشتركت فى شراء الفستان مع حنين وسقطت دمعة حارة رغما عنها حقا اشتاقت لها
تضاربت افكارها عن ما حدث لها اخذها الحنين بعيدا الى اوطانها الى حضن امها الدافئ والى مزاحها مع حنين ،حتى غضب والدها الدائم على كل شئ وزحف الحزن الى قلبها
كان زين يتابعها بطرف عينه وهى تمشى الى جانبه
شعر بها رغم سكونها و ارتعشت يداه فى جانبه قليلا قبل ان يمدد يده الى يد فرحه ،التقط اطرفها الباردة واطبق عليها ،لشعوره انها تحتاج الى ذلك الآن ....
اتسعت عينها اثر لمسة الى اطرفها وادارت رأسه نحوه كى تتاكد مما تشعر ،وجدته جامد التعبير يحدق امامه ويبدوا انه فى غير وعية او يتقنع البرود ولكنها كانت فى اشد الاحتياج الى ذلك
لذا لم تعارض واستسلمت لتلك القبضة الحانية بلا سبب
وصارت معه مسلوبة الارادة لا تعلم اين وجهتها
شعورها بالامان والسكينه هدأ من روعها وجذبت تفكيرها الى عالم اخر من الاحلام اليقظة
**********************************************************
فى فيلا الاسيوطى ؛؛؛؛
كانت الامور تجرى بهدوء خاصة فى غرفة اياد انزوت حنين فى شرفة الغرفة تتابع العصافير
المحلقة فى السماء بأعين لامعة تمنى نفسها بالحرية التى لم تعرف ابدا مذاقها سبحت ربها فى خفوت
_ســـبحـــــان الله
على ابداع المنظر وقدرت الطير وكانما اول مرة تراه ولكن معاناتها جعلتها اشد رهفا وخاصتا فى وجودها فى منزله اذداد شعورها بالاسر واصبحت ترى الطير بعين اخرى بل تراه اكثر حرية و سعادة منها
فتح اياد عينية ببطء الى تلك الحورية التى تقف فى الشرفة تحت ضوء القمر فى ظلام الغرفة بإسدالها الفيروزى المطرز بالالى اللامعة ازدادت بريقا مع الضوء الساقط عليها وجعل حولها هالة من النور وبدت حرفيا كالحورية التى سقطت من السماء بملامح البريئه الناعمه
اسبل عينيه وتأمل هيئتها بشغف قد عشقها وذاب عشقا فيها ، تغلل بداخله شعورا لا يمكن تجاهلة
وراح يتسائل بحيرة تلك الجميلة كيف اقنعها انى احبها )
نادها بصوت خفيض عيون قلبى وسحب نفس عميقا اختذله بداخله
فإلتفت نحوه واعتدلت فى وقفتها
بينما نادها بهدوء:
- تعالى ياحنين
تحركت نحو الفراش ببطء وحذر تخشاه المواجهه والضعف وعدم مقاومتها لمشاعرها التى تنجرف نحوه بمجرد نظرة فى عمق عيناة الرمادية الساحرة
اعتدل فى نومته ومسح عن وجه اثار النوم
بينما وقفت هي الى جواره فى تحير ،جذب يدها لتجلس الى جواره واستجابت الى جذبته القويه حدق الى عيناها وهو يتسائل بإهتمام :
- ما نمتيش لي ؟
ابتلعت ريقها وتوترت اثر دنوه منها وكأنها المرة الاولى :
- ااااا....اصل ..لسة بدرى احنا المغرب هصلى العشاء وانام
قضب حاجبية وتراجع للخلف متسائلا :
- ياااه .انا نمت كتير اوى كدا ؟
طأطات راسها وهتفت بهدوء:
- اكيد كنت تعبان
امسك طرف ذقنها بأطرف اصبعه ورفعها الى مستواه لتغريه انفاسها الدافئة ويقترب من ثغرها
ولكن يدق الباب
وبصوت عالى نادت رودى
- يويو ممكن ادخل
تنحنح اياد وهو يمسح فمه
- تعالى يا رودى
دلفت رودى بإبتسامتها الشقية
- يويو ، ماما بتقولك الغداء جاهز والنهاردة القوانين مكسورة عشان انت كنت راجع من السفر
لكن بعد كدا انت عارف النظام هنا زى الساعه
ابتسم اياد بسخط :
- كرم اخلاق والله
جذبت ذرعة وهى تهتف :
- يلا بابا مستنيك
اااة هتف بها اياد بضيق
بينما نظرت رودى الى حنين
- يلا يا حنين شدية معايا
اشاحت وجها بتعجب وهى لا تدرى اى جهه تنظر من اثر خجلها
تحرك اياد ودفع عنه يدها :
- خلاص انا قايم وحدى
وابتسم وهو يلقى نظرة سريعة على حنين
************************************************************
ايطاليا ،،،،،
دخل زين الى فرحة
وجدها تغفوا كطفل برئ تعب من اللعب ونام مكانه دون وعى
سحب الغطاء ودثرها بعنايه ،وقف جوارها للحظة ينظر الى وجهها الهادئ الحسن
وخرج هدوء
يخطوا فى الردهه ابملل واتجها نحو الشرفه
وهو يحدث نفسه بصوت رنان :
_وبعدين معاكي يا بنت الناس ،لفيت بيكي ومش عارف اسيبك لي ،عامله زى اللعنة مش عارف اخلص منك وقلبى مش طاوعني اسيبك ....حبس انفاسه وزفرها دفعة واحده ،بس هانت هرجعك سليمه لأهلك تانى ...لازم ترجعي لأهلك...
*********************************************************
فى الصعيد
كانت هنية تتحدث الى زوجها امين وهو يبدل ملابسه
هدر بضيق :
- يــااا ...هنية بجى ، خلاص راسى اتخوتت
ناولته جلبابا اخر واخذت منه الاخر ودرت :
- يوه ..هو انى جولت حاجه ،مش بجول الحج
التقط عباؤة و نفخ فى ضيق :
- عايزنى نجولها اية نكرشها من البيت كانك اتجنيتى
وضعت طرف اصباعها تحت طرف ذقنها وهدرت مستنكرة :
- ليه وهى كان ليها حاجة اهنه ، مش خادوا حجاتها وفارجوا من سنين وادى الجوازة اللى كانت هترجع تسبت بيها رجلها باظت ،فاضل اية تانى جاعدة ليه
جلس الى طرف الفراش واعتلا ملامحة الضيق بينما اثر الهدوء وهو يهتف :
- ام عثمان ،ما تخليش ام عزام تلعب بدماغك هى مش طايجاها عشان جوازة ولدها اللى باظت ومن جبل سابج
عشان هى اجل منيكم ،فامتعميش على عومها والتفى لحالك ولولدك
عاودت الكلام وهى تجلس الى جواره :
- اصل انا كنت بجول لازمتها اية جاعدتها طالما ما فيش جواز وجوزها كمان مشي
احتدت نبرته وهدر بتعصب :
- اخويا سابها وهى عيانه واستندل معاها ،اية نجل احنا بأصلنا اوعى لروحك ولولدك
صابحة ما تجدرش تجول اكده لوهدان عشان اكدة سلطتك عليا وانا بجولك اها ما تجلبيش مزانى وخليكى فى حالك
لوت فمها فى اسف اثر محاولتها الفاشلة فى تغير قرارة
******************************************************
فى قصر الاسيوطي ،،،،،
نزلت حنين بصحبة اياد الى عالما جديدا لم تألفه ابدا بل زادها رهبة وتوتر
بينما تابعتها فريال بنظرات متفحصة بضيق
وتبعته فى استحياء الى غرفة الطعام
تابعت الخادمة توزيع غرف الطعام على السفرة الكبيرة التى تشبة قاعة الاجتماعات
حك اياد راسة فى تعب واستند الى طرف الطاولة
بينما دلف عاصم الى الغرفة يدس يدة الى جيبه ويحدة بغضب نحو اياد تحديدا
ونبث من بين شفتيه كلمات باردة ساخر :
- حمد لله على السلامة يا سعادة الباشا
اتسعت عين اياد بينما هتف بقلق وهو يرفع رأسه نحوه:
- بابا
ابتسم عاصم بسخرية ،وتقدم نحو رأسة السفرة وهو يهتف :
- هههه ،،،سلامتك
ابتلع اياد ريقة فحضور والده ورؤيته بعدما احرجه يوم زفافه
كان صعبا
تابع ابيه تقدمه وهو ينظر الى حنين اللتى ترتجف الى جواره بنظرات ساخرة وجلس على كرسيه المعتاد وهتف وهو يفتح ذراعيه على طرف الطاولة بتفاخر :
- اهلا بيكوا فى عالمي
واردف بخبث
- ازيك يا عروسة انشاء الله تكونى مبسوطه
التفت نحوة وابتلعت ريقها بتوتر :
- الحمد لله ،،
اشار الى فريال براسة وتحدث بنبرة امرة :
- ااا ،،ابقى شوفى اللازم مع العروسة مش عايزها تحتاج اى حاجة هاتيلها لبس وشوفى كافة احتياجتها
ثم التفت لاياد بخفة وهتف :
- احنا يهمنا راحة ابننا بردوا
وزع اياد نظرة الى امه وابيه بقلق وهم ليتحدث:
ولكن قاطعه بحدة :
- هااا مش هنشوف شغلنا بقى
عض اياد شفاة بضيق وخرجت شخصيته العنيدة ونظرة بحدة نحو ابيه ليخبره انه لم ينكسر بعد ولن يسمح بإزلاله
تابع طعامه وهتف دون اكتراث :
- بكرة هروح
تناولوا الطعام معا وان كانت حنين لم تعرف طعم للاكل وظلت تعبث فى الطبق لتوهمهم بانها تاكل وتتحاشى نظرات فريال الباردة
ناد اياد احدى الخادمات والتى استجابت على الفور
- نعم سيدى
- خدى الهانم واشار الى حنين ،بينما رفع عاصم حاجبيه مستنكرا
استرسل اياد بعدما تأكد انه اوصل رسالته جيدا الى والده
- عرفيها الحمام فين عشان تغسل اديها
نهضت حنين فى توتر وتحركت نحو الخادمة التى اجابت فى ادب:
- حاضر سيدى ،يلا يا مدام
نهض اياد وناد اخته رودى
- رودى تعالى عايزك
رفعت حاجبها مستنكرة :
- خير يا يويو
رمقها بجدية فإندفعت نحوه ،وخرجت معه الى الفرند
التفت اليها اياد والتفت نحوه كى يتاكد ان لا احد يسمعهم
وهتف بجدية تامه :
- رودى انا عايزك تاخدى بالك على حنين ،من ماما ارجوكى ما تخليهاش تضايقها
ركنت ذراعها اليه وقالت بمرح :
- واية المقابل ؟!
دفع يدها بحنق :
- خلاص مش عايز حاجة منك
امسكت كتفه وهى تهدر بجديه :
- خلاص يا يويو ،هخلى بالى بس تقولى ايه الحكاية وغمزت له بطرف عينها فى مرح
امسك اياد طرف ذقنه بحنان وحدثها بحنان :
- بعدين المهم دلوقتى تفتحى عينك وما تخليهاش تنفرد بيها
واسترسل ،،،و حاولى تدمجيها فى عالمك شوية حنين بنت طيبة وانا واثق انك هتحبيها
قضبت قسماتها وهى تهدر :
- انت عارف انى طول اليوم فى الكلية ومش هعرف اكون متواجدة معاها طول اليوم ،بس هحاول
عض شفاة واشاح وجهه بعيدا وهو يفكر ويتمتم بخفوت :
- اممم ربنا يستر
********************************
(21)
على تلك الطاولة التى علي البحر كانت تجلس لينا ومع اصدقاؤها
بضيق وتوتر وعلى ما يبدو انها كانت تثرثر كثيرا الى ان وصلت الى تلك النقطه من هذا الحوار
تحادث اصدقاؤها مي و امير وهى تكور يدها فى غضب :
- بقي اياد يسبنى انا ويتجوز البت البيئة دى
اشاح امير بيده بتبرم :
- يا لينا بقا فوكك منه ...ث
ارتشفت العصير بتوتر ولم تتوقف :
- لما قالولي ما صدقتش ..قولت بيبالغوا لكن البت فعلا بيئة ..بقي انا يبدلنى بدي Of cors دى اهانة لي
اجابت مي التى كانت تجلس تتصفح فى هاتفها بعدم اكتراث :
- كفايه يا لينا انتو سايبن بعض بفضيحه ...انتى معلمه عليه علامه فى وسطينا كفايه بقالوا سنة مش بيظهر بسبب اللى حصل
دقت لينا بيدها على الطاولة بعنف :
- ومش كفايه ،هخليه يختفي من وشي للابد، عشان اللى عمله قبل كدا انا ما نستهوش
بينما هتف امير مهدئا مهدئا :
- اهدى بس يا لينا خلاص اللى حصل حصل وانتى عارفة ان علاقتكم انتهت
تبدلت قسماتها وبدى الوجه الشرير فى الظهور
و هدرت بغضب مشتعل :
- ما ابقاش لينا اما كنت اخليه يقعد فى بيتهم تانى لو مش ليا يبقي مش لحد
تركت مي الهاتف ،والتمعت عينها وهتفت بإهتمام :
- ووواااووو دا احنا داخلنا ع الاكشن
تراخت لينا فى جلستها بعد ان التمعت فى رأسها فكرة شريرة محكمه وقالت فى شرود :
- عشان يعرف ان القرصة بتاعتى بالدم
نادها امير متسائلا :
- هتعملي ايه ؟
حركت شعرها بيدها وهدرت بشرود
_ هفرجكم كلكم ....
********************************************************************
فى فيلا الاسيوطي ،،،،
توجه اياد لعملة مع والده باكر وترك حنين تغط فى نوما عميق
اثر استيقاظها طوال اليل من فرط القلق
وكذلك ذهبت رودي الى جامعتها ،،،وفرغ البيت لفريال لتثبت جباروتها وتملكها اقتحمت غرفة حنين دون اذن
القت نظرة عليى جسدها المسجى على الفراش بضيق ودت اقتلاعها من هنا وزجها بالشارع،فهو بيتها وترفض مشاركة احد فيه حتى وان كانت تلك الزوجة التى فرضت نفسها ولم تختارها هي اتجهت نحو الشرف وازاحت الستائر بضيق ،لتقلق تلك المسكينه
وعلى اثر ذلك الضوء الذى سقط على وجهها حاولت ان تفتح عينها ولكن الاضاءة القويه جعلتها تشعر بالعمي للحظات
ولا ترى وجهه فريال المحتقن والتى هتفت بتالعي وضيق:
- انتى يااا ،،،قووومي
اعتدلت حنين اثر سماعها صوت معها فى الغرفة وميزته بسرعه
حيث ان تلك النبرة المشحونه بهذا الكم من الغضب سمعتها من قبل
سرت داخل اوصالها رهبة حين رؤيتها امامها
وابتلعت ريقها فى توتر اثر اقتحامها غرفتها الخاصه دون اذن
لم تكترث فريال بل هذا ما ارادته ،دارت على عقبيها وهي تفتح خزانة الملابس تفتش بداخلها بإهمال
ازاحت حنين طرف الغطاء عنها بخجل من ونهضت عن فرشها بلباسها الذى تفضلة خاصتة فى وجود اياد معها
الا وهو الاسدال الخاص بها
تحركت بهدوء وانزوت فى جانب الغرفه بتوتر
شعرت فريال بحركتها ،والتفتت لترى معالم الفزع على وجهها كي تشفي غليلها ونيرانها المشتعلة منها وعندما وقعت عينها عليها صرخت بدهشة :
- ايــــه ،دا
انتفضت حنين من الفزع وابتلعت ريقها بإرتباك ،اقتربت منها خطواتين وهى تصيح :
- نايمة جنب ابنى بداه ؟ ايه هو نايم جنب الخدامة محدش علمك تلبسى اية وانتى نايمة
واشارت نحو ملابسها التى نثرتها على طرف الفراش بإهمال وهتفت:
- وايه دا ايه الذوق البيئة دا فى البس
بدى وجه حنين اكثر شحوبا وبدأت ترتعش وكانها سكب عليها دلوا من الماء البارد ؛
هتفت بتوتر وهى تحاول تجميع شتات تفكيرها وتعلثمت قبل البدء فى اى اجابة :
- ااا...اأاى ..الا ..اللبس اياد اللى جايبة و....
قاطعتها بعنف وهدرت بإنفعال:
- ولما هو اللى جايبة لابسه انتى كدا لي ،نايمه جانبة بالشوال دا ليه ؟!
اشارت بإصبعها في احتقار :
- انتى مش ممكن لازم تعلمي حاجات كتير
ونادت بصوت مرتفع يا راشيل ،،راشيل ،،انها الخادمة والتى حضرت على الفور
تعقد يداها اماها بأدب وهتفت بلغة عربية غير متقنه :
- ايوه مدام
تحركت نحو حنين وجذبتها من ذراعها بعنف ودفعتها نحوها وهى تهدر بتعصب:
- حضرى الحمام للمدام وفتحت اصابعها وراحت تعد لتضمن استيعاب راشيل
- الشاور بالديتول و كل المواد المطهرة والمعقمة عشان الحشرات وبرفانات بقي غرقيها برفانات مش عايزة اشم اى ريحه غير برفان وتليفها كويس اكيد مقشفه زى ما بيقولوا
تشنجت قسمات حنين وهدرت بضيق متناهي :
- ايه دا يا طنط ،انا مش جربانه ....
قاطعتها فريال واشهرت اصباعها نحو فمها :
- هش ولا كلمة اللى اقولة يتسمع ،انا هنا اللى اقول اية ينفع واية ما ينفعش انتى تقولى حاا ضر وبس
وارتفع تون صوتها وهدرت من جديد :
- تقولى ايه ؟ حاااضر
ابتلعت حنين ريقا بتوتر وهتفت وهى تومئ براسها بخفوت:
- حااضر ...
وبدت كالفار فى المصيدة
******************************************************************
ايطاليا ،،،،
تململت فرحة فى فراشها بكسل بينما تذكرت انها نامت كما هى من فرط التعب ثم ابتسمت عندما رأت الغطاء وامسكته واتسعت ابتسامتها عندما وصل الى انفها رائحة عطره المميز
اذ من البديهي انه دلف اليها ودثرها بالغطاء
وحركت يدها على شعرها بسعادة حيث ان مشاعرها اتضحت لها كما انه رأت جانب جديد فى شخصيته التى اعجبت بها من الوهلة الاولى وازدادت اعجابا به الان عندما اكتشفت حنانه ورقت قلبه
همست بخفوت دون وعي :
- بحبك ....
تجسد سريعا انعكاسها امامها كنسخة مكرره
- كدا اتجننتى رسمي
دفعت الفراش وهى تزفر بضيق :
- ايوة اتجننت....بحبه عندك مانع
- دا عين الجنان بجد
هتفت معاندة :
- بالعكس دا انا عقلت ،زى ما تقولى كدا ثبت جنانى
بينما تبرمت الاخرى :
- اشمعني
اعتدلت فى نومتها وقالت بحماس :
- تعالى اقولك .....شهم وجدع وحنين وشديد الاتنين مع بعض فاهمه ....عامل زى الاتنين فى واحد
ظابط ...محترم ...غير انه وسيم وكيوت ..حاجه كدا ..حركت يدها لتستدل على معني ....يصف مدى انبهارها به
لم تجد فهدرت بضجر :
- تؤ طعمها حلو زى حاجتين فى عكس بعض طعمهم لذيذ لما اتجمعو مع بعض .....شديد وحنين وهى الست عايزة ايه غير اللى يشكمها بس بحنيه
التفت وجدت صورتها اختفت
فنهضت فى عجل لتبحث عن سوبر مان خاصتها
**************************************************************
فى منزل فتح الله ،،،،
كان يجلس على الطاولة القديمة فى انتظار زوجته الجديدة فى انجاز الافطار
نادها بلطف :
- يا عواطف يلا عشان نشوف اشغالنا
تغنجت عواطف امامه وهى تهدر بإبتسامه فاظه :
- ولازمته ايه يا ابوا ابراهيم الشحطته على السكك ما انت معاك قرشين حلوين تحويشة عمرك يعيشوك ملك ،ريح نفسك واقعد بلا شغل بلا تعب قلب
استمع لها فتح الله بإبتسامة واسعه وبدى مستمتع بالحوار وهتف منتشيا :
- يااااا ابو ابرهيم ،حلم الواحد بيحلم بيه
جلست الى جوارة بدلال ونعومة :
- ابراهيم بس ،دا انا هجبلك محمود ومحمد وبدل الواحد عشرة
حاوط كتفها بذراعة واتسعت ابتسامته :
- ايوة يا وش السعد انتى
همست هي بتودد :
- هااا هتقعد
اسبل عينيه وهدر :
- وماله نقعد يا ام اابرهيم يا قمر
اطلقت ضحكاتها العالية ...ومالت بكتفها اليه
فى الصعيد ،،،،
نزل عزام من الدرج يهندم جلبابه الزيتونى
وكان شارد الذهن كعادتة فى الفترة الاخيرة ولكن مع ذلك لم تفارقه هيبته المخيفة لون شعره الاسود الداكن بشرتة السمراء عيناه الحادة كالظلمة وشفاه الغليظه هيئة تبث الرعب دون ان ينبث فاه
تابعت نزولة زينات وهى تقف فى مكانها المعتاد فى الفرند المطل على الحديقة المزهرة
وهمست فى نفسها:
- عينى عليكى يا بتى ،ربنا يدبر امرك
اقترب منها عزام بخطى ثابته وعينان توحى بالغموض
وهتف مرحبا:
- ازيك يا خالة
ابتلعت ريقها من صوته الاجش واجابت :
- الحمد لله ،يا ابنى
مال برأسة للامام ليهمس قائلا بنبرة مرعبة :
- فى حاجة نسيت اجولك عليها
زاغ بصرها بين عينيه وبدأت مهتمة لحديثه الذى دائما لا يبشر بالخير
بينما هو تابع بثبات وهدوء :
- عمي فتح الله اتجوز
اتسعت عيناها ولطمت صدرها بضيق ،كان متوقع ولكن ليس فى هذة الظروف
هدرت دون وعى :
- اتــجــوز
ابتعد عنها بخطوات ودار على عقبيه وتركها فى غمرة انشغالها تقاسى وجعا لا تتحمله
*********************************************************
فى فيلا الاسيوطي ،،،،
خرجت حنين من الحمام ترتدى البورنص وكانت فريال فى انتظارها عاقدة ساعديها امامها ،رمقتها حنين بنظرات استنكار اذ يبدو عليها انها لم تنتهى من لائحة اوامرها ،اشارت لها الى الفراش نحو فستان قصير نصف كم من اللون الاحمر والى كتفه وردة سمراء
محفورة بداخلة
وبنبرة جافة هتفت :
- البسي دا لحد ما ننزل نجبلك لبس
نادت عاليا يا راشيل راشيل
التى اتت على الفور
اشارت الى كومه الملابس التى وضعتها على كرسى
- خدى دول ارميهم فى الزبالة او اديهم للبواب ،مش عارفه ذوق ابنى بقي وحش كدا ليه
طأطأت حنين راسها وقلبت نظرها فى الارض من فرط احراجها
دحجتها هى بنظرات ساخطة وخرجت مسرعة تاركة العمل الى راشيل التى شرعت فى تنفيذ الامر ،جلست حنين الى طرف الفراش وتابعت بعين متحسرة ايدى راشيل المتسارعة فى طى الاغراض
دققت النظر اذا وجدت اسدالها يتدلى من الملابس
فنهضت بإتجاها وسحبته من وسط الملابس بسرعة
****************************************************************
فى ايطاليا ،،،،
نهضت فرحة عن فراشها وخرجت بحث عنه فى الارجاء
اتسعت ابتسامتها عندما رأته يتمد الى الاريكة يغط فى نوم عميق تأملت وجهه وتمنت ان تملك الحق فى الاقتراب منه اكثر دون خجل او تردد او حتى خوف من العواقب
وجدت طاولة الافطار التى اتت من الفندق فشرعت بتنظيمها وهى تختلس اليه النظر بسعادة وسيطرة على تفكيرها شيئا واحد هو ان تعيش ما بقى من حياتها معه تحت سقفا واحد فى الحلال
استيقظ زين وافرج عن بندقية عينيه الساحرة خاصة فور استيقاظه نهض وهو هو يحك خلف راسه ونظر للطعام واعتدل واستعد
رمقته فرحة وهتفت بإستفسار :
- ايه هو فى حد يصحى يفطر
لم يبدى اهتمام وشرع فى فى فرد الجبن على التوست
وهو يحدثها بخدر:
- اومال بيصحى يعمل ايه ؟!
سحبت منه التوست الذى كان يقترب من فكيه يتأهب لقطمه
وهدرت بمرح :
- بيغسلوا وشهم وسنانهم يسرحوا شعرهم
لم يهتم اليها زين وبدأ فى المتابعه
فجذبته من يده عنوه وسحبته خلفها كطفلا صغيرا
ادخلته الحمام وامسكت الفرشاة والمعجون وجهزت الفرشاه
بينما هو تابعها بتعجب ،وقدمت له الفرشاه التى يعتليها المعجون ،وهى تهتف بهدوء:
- اتفضل
هتف هو بسخرية :
- ما تغسليلى سنانى بالمرة ،اصل انا ما اعرفش
لكن هذا لم يجعلها تتوقف بالفعل شرعت بتعليمه وراحت تشير بيدها ببطء
- الموضوع سهل الصف الفوقانى من فوق لتحتيه والصف التحتانى من تحيه لفوقيه
تابع زين برتم سريع وهو يسخر منها :
- اة وبكده لا بتلوث اسنانى ولا تسوس على اساس انك استاذة صفاء ابو السعود ، يلا يابت المجانين من هنا ،واقفه فين !
هتفت معلله :
- يا زين ااا..
قاطعها بحركة فجائيه وخرجت تركض ،اذ حاول قذفها بالصابونه
***********************************
فى الصعيد ،،،،
توابع الصدمات على رأس زينات جعلها تهذى فى عالما اخر من الخيبات عالم مظلم سيئ لا يعرف رحمة او تهاون
كيف يفعل بها ذلك ذلك الذى قاست معه فى الحياه تلك التى صبرت وذاقت الويلات كانت تتوقع غدره لكن فاق كل التوقعات تركها تعانى وحيدة فقدان ابنتها غير مبالى بحياتها او بحياة ابنته فقط ارضى نفسة وفعل ما برأسة دون الالتفات الى ما خلفة عنفه وعدم رضاه بما قسم له،وضعت يداها اعلى رأسها وصرخت اخيرا لتبوح بألام صدرها الذبيح :
- يالهوى ،،،منك لله يا مفترى ، منك لله
اندفعت اثر الصوت صابحة وبهية فى قلق
وعند وصولهم اليها لم تتحمل زينات الصدمة وسقطت ارضا
***********************************************************
فى مقر شركة الاسيوطي ؛؛؛؛؛
جلس اياد يتابع عمله بتركيز شديد قلقا مما سيعانيه مع والده فى الفترة القادمة وتجنبا للمشاكل
اقتحم عماد الى مكتبه بعد علمه بوصول صديقه العزيز
وما ان رأه يجلس فى مكتبه حتى تهللت اساريرة وناده مرحبا :
- باشا ،ازيك ،حمد لله على السلامه كل دى غيبه
نهض اياد عن عملة بابتسامة واسعه واتجه اليه فاتحا ذراعيه فى لهفه ، واحتضنه وربت على كتفه بحنو
بينما هتف عماد ممازحا :
- كفارة يا جدع ،حتى التليفون اتقفل
ابتعد عنه اياد مبتسما :
- يبقي اتصلت بردوا مش كدا عارفك
وكزه عماد فى صدرة وباغته قائلا :
- انت بارد يابنى ،انا كنت عايزك فى حاجه مهمه
هتف اياد وهو يلتف عائدا لمكتبه :
- ايه هـي ؟!
شرع عماد بالجلوس وتحدث بجمود :
- لينا السعدى كانت هناك عندك فى الساحل
ابتسم ابتسامة ساخطه واجاب ببرود :
- اة مانا عرفت
قضب عماد جبينه متسائلا :
- انتوا اتقابلتوا
امسك القلم وبدء فى التخطيط بورقة جانبية وهدر بتوتر وضيق :
- انت عارف انها مش هتفوت الفرصة
نفخ عماد فى ضيق واشاح وجه بتشنج :
- ياخى ،،انا مش عارف هى عايزة اية ؟!
حرك اياد رأسة غير مباليا ولكن اتضحت معالم الاسئ على وجهه ولم يجيب تأمل عماد هيئته ثم قرر ان يغير الموضوع حتى لا يحزنه فهو يعرف كم ان اسمها واحدة يطبق علية الارض والسماء ،،
فهتف مبتسم :
- المهم قولى يا عريس عملت اية ؟ شرفتنا ولا لا
ابتسم اياد ابتسامة لم تكتمل وبدئ اسوء ،وسحب اوراق عمله لينجزها وهتف مجيبا :
- طبعا !
ضيق عماد عينه ونظر الية بتفحص شديد ان كان يوحي بأنه غير راضى تماما ويحمل فى سكوته الكثير
وضع راحت يدة على الاوراق بسرعة وسئلة بتوجس :
- في ايـــه؟!
توتر اياد ورفع حاجبية بخفه وزفر قائلا:
- ما فيـــش
ازاح عماد الاوراق جانبا وهدر بإنفعال طفيف :
- بقولك فى ايه تقول ، مش معقول هتفضل طول حياتك تكتم فى قلبك وتشيل الهم وحدك هيجراك حاجه مش كدا يا اياد اتكلم ،،،
نهض ببطء عن مكتبه وتحرك بإتجاة النافذة الزجاجية وزفر على مهل :
- مش عـــارف
نهض الية صديقة بضيق وامال رأسة ليستمع جيدا :
- نعم ،ايه اللى مش عارفه بالظبط ،محتاج شرح
ابتسم اياد من مزحة صديقه ودفع وجه بيده :
- مش اللى فى دماغك يا منحرف
قهقة عماد عاليا :
- ما هو لما اسألك عملت اية تتقفل كدا واقولك مالك تقولى مش عارف افهم انا اية ؟!يا بنى ريحنى وقوالى مالك بجد
شرد اياد قليلا وعاود النظر اللى الشرفة وهتف دون وعى :
- حـــوريـــه ، حورية نزلت من السماء انا ما استحقهاش
استمع الية صديقة بإهتمام واثر الصمت ليترك له المجال ليفرغ ما فى صدرة
بينما استرسل اياد حديثة النابع من اعماق قلبه وزفر بهدوء :
- مستعد اعمل اى حاجة واكسب رضاها اى حاجة وتبقي راضية وهى فى حضنى اى تمن بس تبقي فى حضنى راضية ومرتاحه
تشنجت قسمات عماد وعض شفاه فى غيظ وامسك كتفه فى عنف وداره له وهدر بإنفعال :
- ايه ،خير قولى ايه بيحصل تانى لسة يا اياد زى ما انت اللى عديت بيه دا كله ولسة زى ما انت لسة قلبك اللى اتكسر فيه حيل يحب انا وفقتك على المشوار دا من اوله عشان كان نزوه وهتروح لحالها لكن توصل للحالة دى لا
كان اياد يستمع اليه بتوتر اذا شعر انه مشاعره فضحته واصبح متورط بعلاقة حب جديدة امام صديقه الذى عان معه بسبب حب لينا عاما واكثر
استرسل عماد وهو يجذبة للجلوس الى الاريكة الجلدية التى فى زواية المكتب وجلس فى مواجهته :
- وايه حضنك ومش حضنك دى كمان !!!! اياد باشا الرومانسي ما حرمش ولا ايه
حك اياد طرف انفه وهتف :
- على فكرة حنين مش زى لينا خالص ما يتقلقش منها زى ما انت فاهم
تقلصت تعابير عماد وهد ر بضيق :ه
- بص انا مش عايز اعرف تفاصيل ومش عايز اتدخل فى حاجات مالهاش لازمة ،انا عايز افهم حاجة واحدة الحالة اللى انت فيها دى منين ؟ حب ولا استلطاف
اشهر اياد يده بغير اهتمام :
_ تقدر تقول حالة من كسر الشغف
رمقه عماد بتعجب واجابة بسخرية :
- لا يا شيخ ، كل دا وما كسرتش الشغف انت بقالك واياها قد اية
اعتدل فى جلسته وهاتفه بجدية :
- يــومـــين ، ما عشتش معاه غير يومين بس ،،
ازداد تعجب وهتف :
- يومين ايه بالظبط ؟
ابتسم ساخرا وهتف :
- يومين قلة ادب والباقى مؤدبين ،وقهق عاليا
حرك عماد رأسة وعض شفاة
- ودا من ايه ؟
حرك اياد كتفة بخفة وهتف:
- مش قبلانى ، شايفة انى ضحكت عليها وان الجوازة باطلة
- وبعدين ،،
قالها عماد بجمود
استرسل اياد بسخرية :
- ولا حاجة اياد باشا الرومانسي رجع ولين دماغها وبعدين مش عارف اية غيرها وقلبت وطلبت ترجع لاهلها
اغمض عينية عماد وسألة مجددا :
- يعنى مش حب يا اياد
ابتلع ريقة بتوتر واعتلي وجه غموض ودار فى ذهنه لمحات عن لحظات سعيدة خاصة بهم ولكنه اثار الصمت وطمس ابتسامته وهتف بإصرار :
- لا لا ،انا كنت برسم الحب عليها عشان تسلملي نفسها غير كدا لا طبعا انت عارف الموضوع دا اتقفل من زمان وانا معنديش قلب احب بيه
اشار الية بإصبعه محذرا :
- خلى بالك يا اياد اوعى تحبها بلاش قلبك الحنين دا يتكسر تانى احنا ما صدقنا انك تجاوزت محنة لينا
نهض اياد وهتف بجدية :
- ما تقلقش ،انا اتغيرت ماعدتش احب بكل تقلى ولا حتى افكر فى الحب نهائى
********************************
(22)
فى فيلا الاسيوطي ؛؛؛؛؛
دخلت رودى الفيلا بعد يوما شاق من الدارسة وصعدت الدرج فى سرعة واتجهت نحو غرفة اياد وحنين
فى فيلا الاسيوطي ؛؛؛؛؛
دخلت رودى الفيلا بعد يوما شاق من الدارسة وصعدت الدرج فى سرعة واتجهت نحو غرفة اياد وحنين الخاصة
طرقت الباب بهدوء ثم نادت :
- حنين ،انتى جوة
استمعت اليها حنين ولكن كانت تود ان تتظاهر بالنوم كي لا تعانى من تحكمات جديدة واقتحاما لعالمها من هذة الاسرة المتعجرفة
ولكن استمرت رودى فى الطرق وبدت مصرة تماما حتى هتفت من خلف الباب :
- انتى نايمة ،طيب انا هعد لغاية three وهدخل اوكي
One ,tow,th…...
نهضت حنين فى سرعة واتجهت نحو الباب لتفتحه
ابتسمت رودى بود :
- ازيك كنت متاكدة انك صاحية
توترت حنين قليلا وهتفت :
- ااا،،، كنت فى الحمام
حركت راسها بالايجاب دون تعقيب :
Ok - ، ، تعالى بقا معايا اوضتى
رمقتها حنين مستفسرة وهتفت بتوجس :
- ليه.؟
اغلقت رودى نصف عين و حركت رأسها بحركة سريعه وهى تؤمم:
- اممممم ، دواعى امنيه ،عشان فريلولا ما تستفرضش بيكى
ابتسمت حنين ابتسامة مطمئنه ،بينما اشارت لها رودى بيدها وهى تلتفت :
- يلا يلا
تبعتها حنين نحو غرفتها فى خطوة سريعه بينما اسرعت رودى وهى تهمس :
- بسرعة قبل مامي ما تشوفنا
هرولت معها على اطراف اصابعهم فى تسلل واخيرا وصلا الى غرفة رودى
كانت غرفتها مريحة للعين جدا من حيث الالوان الهادئة والتى طغاه فيها الون البنبى المخلوط باللبنى الهادئ
فى جانبها سرير نحاسى مشكل بالورود المدهبة ويعتليه الكثير من العرائس والدمى الشهيرة والى جانبة
مرآه كبيرة الى جوارها الكثير والكثير من ادوات التجميل والجانب الاخر مكتب يعتليه جهاز لاب توب وبعض الكتب ومن فوقة مكتبه مرتبة مليئة بالكتب وقفت حنين على عقب الباب تتاملها
وتحركت رودى فى الغرفة بحرية حيث تركت حقيبتها الجلدية على الفراش ونظمت اورقها التى معاها
بينما انتبهت الى حنين التى مازالت واقفه عند الباب فهتفت متعجبة :
- وفقة عندك ليه ؟
انتبهت حنين ودلفت الى الداخل ببط ء
جلست الى الكرسي المجاور الى الفراش وعلقت بصرها بالمكتبة كم تمنت ان تكون لها الحق فى ان تلمسها حتى
خلعت رودي الجاكت وهى تحدثها :
- انا عندى مذكرة واصحابى جايين يذكروا معايا هتقعدى معانا ولو ماما سألت عليكى هنقول انك بتسعدينا اوكى
حركت حنين رأسها بإيجاب اذا بدت لها تحاول انقاذها
دلفت الى الحمام وتركتها فى الغرفة لم تحرك حنين ساكنا وظلت تحدق فى المكتبة بتمنى وتعددت الافكار فى راسها حيينما تذكرت ايامها الخالية و دراستها مع فرحه نزلت على وجنتها دموع حارة على فقدانها الى الابدوايضا على حالة خالتها التى اصبحت بعيدة عنها لم يتسع قلبها كل هذة الالم واصبحت على وشك اللانهيار
اذ باتت وحيدة فى قصر تختنق من هواه وتنبذه
تخبطها الدائم من جهة اياد سواء باللين او بالرفض كل شيئا بات يزعجها اقتحمت فريال الغرفة فسارعت حنين بمسح دموعها بكفيها
بينما اتسعت عين فريال بد هشة وصاحت بغضب :
- انتى بتعملى اية هنا ؟
نهضت عن الكرسي وتعلثمت من نبرتها المخيفة وهى تهتف :
- ااال .ّااا...
اندفعت بغضب وهى ترمقها بحنق:
- اية اللى اية ،واية الللى انتى لابسة دا بردوا لابستى الاسدال
خرجت رودى من الحمام عند سماع صوت والدتها الغاضب
وهتفت فى سرعه :
- انا يا ماما اللى طلبت منها تيجى تساعدنى فى المذاكرة كمان اصحابى جايين
دحجتها فريال بنظرات ساخطة وهى تهدر :
- ودى هتنفعكوا فى اية ،دى ما يتهيأليش بتعرف اى حاجة
عضت رودى شفاة وهتفت مبررة :
- مفيش حاجة مهمه مجرد بس ،تسمعلنا
استسلمت اخير والدتها وهتف بتعالي :
- والله ،طيب على الله تفلح فى حاجة ،خلى بالك على نفسك يا روح ماما
وانتى بلاش اللبس البيئة دا هتعرينا
قبلتها رودى قبلة على الهواء لتحيد عن اذائيها لحنين ونجح الامر وبادلتها امها مثيلتها
*********************************************************
فى ايطاليا ؛؛؛؛؛
جلست فرحة فى الشرفة التى اصبحت مكانها المفضل وتابعت حركة السير فى اهتمام انضم اليها زين الذى ينساق اليها دائما ولا يقاوم وجودها دائما تدفعه قدمها نحوها دفعا،استنشق الهواء العليل براحة ثم زفره على مهل
انتبهت فرحة الى وجوده واعتدلت فى جلستها لتسألة :
- احنا هنعمل اية فى صالة اللورد اللى انت قولت عليها ؟!
التف اليها زين واولاها اهتمامه وهتف :
- هنقابل حد مهم نعرفوا ان الميكروفيلم لسة موجود معايا وبالتالى هنصطاد الباقين عن طريقه
اومأت :
- اممم ،، طيب انا هأعمل ايه ؟!
استند الى الدربزون بمرفقه ورفع حاجبيه وهو ينفى :
- ولا حاجه
اعتلي وجهها الدهشة وتسائلت :
- يعنى ايه ؟!
اجابها هو بثبات :
- انتى هتبقى صاحبتى قدامهم وغطا عشان ادخل بيكى الصالة
ثم اشهر اصبعه محذرا واسترسل :
- واوعك تتكلمى لا عربى ولا انجليزى ولا اى حاجة خالص
ازدادت تعجبا وقبل ان تنطق قاطعها هو
- هقول انك من روسيا وما بتعرفيش الايطالى والا الانجلش
وانا الوسيط لو حد حب يكلمك تمام
تسائلت بتعجب وهى تردد:
- روسيا ،،،اشمعنا روسيا
ابتسم زين وهتف مشاكسا :
_ فيكى شبه من روسيا
صاحت بضيق:
- يـــا ســـلا م ، بتتريق حضرتك
اتسعت ابتسامته على نجاحه الدائم فى استدرج مشاكستها وهتف بصدق وهو يعتدل :
- بجد والله فيكى شبة من الطلقة الروسي
نهضت هى وعقدت ذراعيها وتسئلت بتافف:
- نعــــم ،،،،، ؟
اسبل عينيه وهو يحاورها بدلال :
- عنيكى،شعرك ،شفايفك ، خدودك ،،كل حاجة فيكى طلقة روسي
ارتجفت اوصالها من وصفه لها وبتت وكانها تسبح فى اعالى السحب الورديه من عشقته يغازلها الان يالها من لحظة رائعه بالنسبة لها
بينما استرسل هو بجدية :
- بالظبط زى الطلقة الروسي (((لو ما قتلتيش بتشلي )))
ضيقت عينها من استفزازه المتواصل لها وسخريته التى بالغ بها ووكزته بعنف فى صدره
ليتأوه هو :
- اااه ،،،ااه ،،انتى بتضربى القائد بتاعك والله لاكدرك
لم تبالى بل قد بلغت ذروة الغضب من تصرفاته وصاحت وهى تلكمه
- انت مستفز ،وووووو بـارد ،يا بـــارد انت مين اصلا عشان تضايقنى كدا
التقطت معصميها وجذبها نحوه فى قوة حتى التصقت بصدره وتلاشت المسافة بينهما
فتوترت فرحة واغمضت عيناها بشدة بينما هو امال الى اذنيها وزفر انفاسة بهدوء وهتف بأنفاس لاهثة :
- قولتلك هــ ــكــ ــد ر كـ
لم تعد تسيطر على انفاسها المتلاحقة او تهمس حتى بحرف واحد
بينما تأملها زين وهتف بصوت ناعم :
- فتحي عنيكي
فتحت عينيها ببطء وعلقت بصرها ببنية عيناه فى عشقا يقفز من عيناها بينما هو حبس انفاسه وزفرها على مهل وحرك رأسة ببطء وبنبرة هادئة ناعمه جعلتها فى عالم اخر :
- اعمل اية معاكى ؟
لم تنبث شفاها بحرفا واحد وظلت متعلقة بعينيه تذوب عشقا فى صحراء عينيه ابتسم لها ابتسامة ساحرة جذابة ومال الى ثغرها وبدت هى مستسلمة ولكن شعر بإهتزاز هاتفه
فترك يدها ببطء وابتعد عنها ونفض عن راسة ما نوى فعلة اذا شعر انه كان مسحورا او ما شابه
ودار على عقبية الى الداخل بينما وقفت فرحة تلوح بيدها نحو قلبها بعد ان كادت تفقد الوعي
وهى تهمس بإعجاب :
- قمررر ،،من قريب يا زيزو
*****************************************************************
فى الصعيد ،،،
عاد الطبيب من جديد
واقف اما م زينات المسجية على الفراش وبجانبها صابحة وهنيه
وهدر بغضب :
- مش قولنا ما حدش يضغط على اعصابها
اجابتة صابحة بعدم اكتراث :
- ولا حد جة جارها هى اكده لحالها
اومأت هنية على كلامه :
- ايوة احنا كنا فى المطبخ ولاجناها صرخت ووجعت لحالها
وهدر الطبيب متذمرا :
- على العموم ،خدوا بالكم ارتفاع الضغط بالشكل المتكرر دا ،ممكن يجبلها جلطة او تروح فيها لا قدر الله
خدوا بالكم عليها وما حدش يزعلها
تبادل صابحة وهنية النظرات الى بعضهم بحيرة لعدم معرفة سبب حدوث كل هذا
********************************************************
فى فيلا الاسيوطي؛؛؛؛؛
دخل الاصدقاء غرفة رودى بحرية تامه وما ان وجدا حنين حتى التزمنا الصمت وبدء الهمس الجانبى
والتساؤل :
- مين دي ؟!
- شوفتها قبل كدا ؟!
- اة ،تلاقيها هي ...
قاطعتها الاخرى
- اوعي تقوليها ،،
- مرات اياد
- المز بتاعى
ابتسمت رودى ودعتهم للجلوس وهى تتعمد اغضابهم :
- ادخلوا يا بنات ،مفيش حد غريب دى مرات يويو
والتفت الى حنين لتعرفها بهم ودول صاحباتى واشارت اليهم واحدة تلو الاخرى
رؤى ، تمار ،ليان ،جودى وتاليا وفتحت يدعها فى دراما ..... التيم بتاعي
ابتسمت حنين ابتسامة باهته وهتفت :
- اهلا وسهلا
بينما صرخت تمار بتحفز :
- مش معقول ،ازاى قوليى ازاى ايدوا رضى يتجوزك
التفت لها ليان تمسك يدها بتوسل :
- بليز قوليلنا قصة حبكم
فرغ فاة حنين وهتفت فى دهشة :
- حبنا ااا
بينما قفزت تاليا وهدرت :
- قوللنا كل يوم بتصحى على عيونه الرمادى بتحسي بإيه
هتفت رؤى فى هيام :
- اااه ولا شافيفة ورشاقته ،،،ياااا
كانت تستمع اليهم رودى وتسبل الى كل واحدة على حدا بسخريه
واخيرا جذبت حنين من الحلقة التى دار حولهن فيها
وصاحت فيهم بمزاح :
- خلا ص يا بنات هتاكلوا البنت ،معلش ياحنين الاندال دول كلهم مصاحبنى عشان ايدوا مش عشانى هو فتى احلامهم كلهم ههههههههههههههههه
طرق اياد الباب طرقا خفيفه ليجتذبنا الفتيات حنين اليهم بينما تحول رودى بينهما بيدها
ونادت عاليا :
- يا بنات اسكتوا حرام عليكوا البنت حد يلحقنا
استمع اياد الى الجلبة التى بالداخل فدلف فى دهشة
ساد الصمت للحظات بينما اسبلنا الفتيات اعينهم وتحركنا نحوه بصراخ وكأنه نجم سنمائى وسط معجبية
ابتسم اياد وصار يمازحهم بينما هن تعلقن به
رودى :
- قابل ،يا سيدى
هتفت ليان وهى تمسك بكتفه :
- اياد ،ازيك ،وحشتنى
امسكت رؤى بكتفه الاخر :
- كدا بردو تتجوز بالسرعه دى
وكزته تاليا بخفه فى صدرة :
- اخص عليك
بينما ظهر اياد فى المنتصف فى وسط تفحصهم له بأيديهم وبالغ فى ردة فعلة بمزاح
مبتسما وبدء فى دفعهن وهو يهدر :
- فى اية يا جماعة هو احنا فى اتوبيس ،عيب يا رؤى كدا ،،،،،،،
ما يصحش يا ليان ،،،،،،،،،،الاهنا يا تاليا ،،،،،،،،بس يا تمار مراتى واقفه ،،،،،،،.، ،وصاح عاليا ،،،،،،،،،ما تحوشى اصحابك يا رودى
لم تتمالك رودى نفسها وظلت تضحك بقوة :
- ههههههههههههههه مليش دعوة يا فتى الاحلام
بينما وقفت حنين بجحيم بدت بوادره على وجهها تغار نعم اكثر ما تكره وتخشي الغيرة يكاد قلبها ينفجر
ومازلن الفتيات يتجمعن حولة يشاكسنه
صاح اياد عاليا ليهدء الوضع:
- خلاص ياجماعة ،واحدة واحدة لو عايزين كلكم مع بعض انا معنديش مانع
لم يروق الوضع ابدا لحنين واكتسى وجهها بالحمرة والحزن معا ،وعندما وقع نظر اياد عليها شعر بذلك سريعا فتسلل من وسطهم بخفة
واندفع نحوها ليرفع يدها عاليا ويعلن بإنتصار :
- دى اللى كسبت يا جماعه ،اهدوا بقي
صاحت رودى عاليا :
- ييىى ى ى ى ى واخرجت لسانها لهم
بينما هم ركلنا الارض بضيق
سحبت حنين يدها وطاطات رأسها بضيق وخجل فهى لا تريد اقحامها فى مثل هذة الامور
التفت الى رودى متصنعا الابتسام :
- اتعاملى بقي مع صحباتك ،وجذب حنين من يدها وخرج بها وسط نظرات الفتيات المتعلقة بهم ظننا منهم انهم يعيشا قصة حب خيالية
اتجها نحو غرفته وجذبها من ورائه فى خطي سريعه
الى ان وصلا غرفتهم ودلف فيها واغلق الباب من خلفه فى صمت
ثم التفت اليها فجأة وكأنما تذكر شيئا وهتف متسائلا :
- هو انتى ما نستيش حاجه ؟!
حركت رأسها بنفي
رفع حاجبية مستنكرا :
- لا نسيتى ،،،،،نسيتى تقوليلى حمد لله على السلامه
اغمضت حنين عينيها وحاولت تجميع شتات نفسها لغضبها الشديد من المو قف السابق
مال هو الى راسها بقلق :
- مالك يا حنين انتى تعبانه ؟!
ابتلعت ريقها وهتفت بتألم :
- فى حاجة عايزة اقولك عليها
سألها فى اهتمام ....
- خير
اجابته بلا تردد :
_ عايزة ارجع الصعيد ..................
تبدلت قسمات الفرحة واصبح فى جحيما لا يطيقه دفعها بيده بعيدا عنه وكاد يخنقها بأيديه ،اولاها ظهره ليسيطر على انفعاله الذى يخشى ان ينفلت من الزمام
ود فى هذة الحظة ان يحتضنها ويسجنها بين اضلعه ويخبرها ان هذا هو مكانها الطبيعى والذى عليها الا تخرج منه الى ابد الابدين
بينما شعرت حنين بغضبه الذى اخفاه بعيدا عنها ،وهمست بتردد :
- اااا ،،،انا عايزة اطمن على خالتي وفرحة
انتشله صوتها الهادئ ومبرره البسيط من دوامة افكارة وضيق صدرة والتف اليها يتسئال:
- هو اية بالظبط موضوع فرحة دا ؟ وليه ابوها اتجوز فى ظروف زى دى ؟! واية علاقة فرحة بجوازه
تعرف حنين كل الاجوبه جيدا تعرف ان فرحة متمردة ولن تقبل امر زواجها بالقوة من رجلا لا تعرفه واستسلامها الذى ابتدأ فى اخر وداع لها لم ينطلى عليها بل كان غطاء لما هو اسوأ،،،،،،وزوج خالتها والمتوقع منه دائما ترك الحمل على اعناق زينات والفرار بالاستمتاع الى حياته كما عاهدت منه طوال حياته هو دائما لا يهتم الا بنفسه
ولكن ماذا عساها ان تقول وان كانت الحقيقة موحشة وعورة يجب سترها نظرت الية فى رجاء ،،وهتفت بنبرة متألمه :
- هتودينى
وضع اياد طرف اصبعه على شفاة بتحير وهدر متسائلا:
- عايزة تروحي لوحدك ؟!
صدمت من اجابته ،وابتلعت ريقها فى توتر وافتعل القلق بداخلها افاعيلة وهتفت بتردد:
- اللى تشوفه
ضيق عيناه وهتف متسئلا:
_مش اللى اشوفه ،عايزانى معاكي ولا لا
بدأت انفاسها فى التصاعد ،شعورها القوى بالضغط والرهبة شتت عقلها ،وبقيت المساحة الخالية للقلب الذى يعشقه من خلجاته
- ايــ ـــ ـــ و ة ،قالتها بانفاس متقطعة لاهثة خرجت منها بسرعة دون تفكير او تردد
التمعت عين اياد بالفرحة وامسك كتفيها برقة واحتضنها بحنان وشوق جارف جعلها تدمع ،من تعذيبها النفسى بهذة الصورة ،دائما يحسن اليها ودائما قلبه ابيضا لا يحمل فى قلبه الا الحب ويكرمها به ويغدق عليها بالعطايا دون تردد دون انقاص
ابعدته قليلا وحدثته برجاء :
- ارجوك ، دور على فرحة ،انا عارفة انها ما تعرفش ترحله لاقيها ارجوك
عض شفاة وهدر فى شرود:
- وهتكون راحت فين ،دى كمان
اجابته حنين بقلق يقطر من بين حروفها :
- مش عارفة ،هى ما تعرفش حد ،اكيد مستخبية فى حته
حرك اياد راسة وهتف بجدية :
- انشاء الله هلاقيها ،انا ليا معارفى فى الداخلية وهسأل عليها المهم لو معاكى صورة ليها هاتيها
حركت حنين رأسها فى سرعة :
- اة اة معايا صورة ،،،، ثم شرددت بأسى ،،،بس مش هنا
سأالها اياد :
- اومال فين ؟!
لوت فمها وتأثرت اذا باتت اماكن كثيرة لا تود الذهاب اليها
_ فى البيت اللى اتجوزنا فيه
حرك رأسة بإستجابة ،وهتف مطمئنا :
- انا هكلم معارفى لحد ما نروح نجيب الصورة ، واطمنى انا اعرف ناس مهمه اوى وانشاء الله هيجيبوا اخبار عنها كويسة
هتفت بصوت مرتعش:
- انشاء الله
- *******************************
(23)
فى الصعيد ،،،،
كان وهدان وامين يشتعلان غضبا من تلك الا خبارية التى اتت من عزام وقضت على ما تبقى من زينات تماما
صاح امين بغضب:
- قليل الاصل ، اللى ما يعرفش ربنا ،سايب بته ومراته فى الظروف دى ورايح يتجوز
بينما لطما وهدان كفيه ببعضهما وهو يهدر بضيق:
- اخص علية والله ما انى عارف كيف دا اخونا ،جلب العار والفضيحة وراح يتجوز
كان عزام يستمع اليهم بصمت ما يهمه هو شيئا واحدا هو الحصول على عروسته ،ليحقق انتقامه
بينما ساد الصمت بين الاخوين فى تعجب وضيق من فعلت اخيهم وماذا يفعل الكلام فى تلك الافعال المشينه
******************************************************
فى ايطاليا ،،،،،
مشاعر فياضة اغرقت فرحة وانستها كل ما كان فقد لا ترى سوى ان زين هو سوبر مان الخاص بها والذى سقط من السماء لينقذها وينتشلها من بؤرة الظلام التى كادت ان تسقط بها وازداد بداخلها شعورا قويا انه يبادلها نفس الشعور ،ولكنه يرتسم الجمود ، او يخشى الرفض
،،،واجمل ما فى الحب دائما البدايات ،،،،
تابعت السير فى غابات الحب الملتويه لا ترى سوى وجه زين الذى يدفعها دفعا لاخبارها بمكنون صدرها دون خجل او تردد ،عشقته نعم عشقته حد الجنون
لا تحلم سوى بفستان ابيضا وباقة زهور وتتعلق بيده الى منزلهم ،،،،،، كل هذا كان فى احلامها اليقظة
وهى تغتسل تحت غمرة المياة الدفئة بالحمام الملحق بالغرفة
تنهدت واسبلت عيناها وراحت تدندن بصوت ناعم
.....................
انهت حمامها اخيرا وخرجت منه بعد وصلة من الغناء والرقص فى فرح وسرور
وتحركت بحرية اذ كان زين غير موجودا
لم تبدل تلك المنشفة القصيرة التى التفتها من تحت ابطها الى ركبتها ووقفت فى المراة تمشط شعرها بشرود
لا تسمع سوى صوت الالعاب النارية التى ستنطلق فى زفافها
دلف زين الى الغرفة بعد ان انجز مهمة سريعه جلس الى طرف الاريكه ونادا عاليا بأسمها:
- فرحه
لم تستمع اليه وبات كالمغيبة فى عالما اخر من الاحلام اليقظه ،لاترى سوى يوم زفافها على زين
عاد زين الكرة وناد بإسمها :
- يا فرحة ، ساورة القلق وهتف فى نفسه ،،،مش بترد ليه دى
نهض وتحرك الى الغرفة اندهش من انها مفتوحه
دلف اليها وكانت فرحة متصنمه امام المرأة بذلك البشكير تولية ظهرها
ادار وجه بخجل وسرعه ثم تعجب من عدم ملاحظتها له
والتف بوجه ونادها بصوت عالى :
- فرحة
حركت رأسها فى انتباه ودارت على عقبيها فى اتجاه الصوت ،وتوترت اثر وجودة المفاجى امامها بعد كل هذة الاحلام
وتعلثمت وهى تهتف :
- ااا ،،،ي،،و،،ه
ابتسم اليها زين ابتسامة عذبة والتى دائما تفقدها صوابها فأسبلت عيناها له
بينما هو تابع قائلا:
- سرحانه فى اية ؟!
انتبهت وهتفت بنفي:
_لا مش سرحانه ولا حاجه
رفع حاجبية مستنكرا حالتها التى وصلت لها ،خاصة من عدم وعيها لما ترتدية ،،،فنادها :
- طييب ،تعالى نتكلم برة
تحركت ببطء نحوا بينما هو واقف عند الباب ولم يتجاوزه وما ان وصلت الية حتى اشار لها بإصبعه على كتفها العارى وهو يهتف متعجبا :
- هتقعدى معايا كدا اهووو
قضبت حاجبيها فى استنكار ونظرت الى نفسها فى عجل ،،،واتسعت عيناها وجذبت الباب فى سرعة واغلقته بوجهه حتى انه صدم بأنفه
تراجع الى الخلف وحرك يدة على انفة وهو يبتسم ويهدر :
- البت دى مجنونه والله
********************************************************
فى الصعيد ،،،،،
فى منزل عبد المجيد البدرى
كان قلق سناء من تعند عبد المجيد وزواج ابنته تلك الزيجة التى لا ترغب بها للفارق السن الكبير وصار تفكيرها مشتت بين ما سيفعله عبد المجيد ونجاح خطتها وهدرت من وسط شرودها
- معلش يا بت ضرتى الضانا غالي ،اغمضت عينها لتنفض تأنيب الضمير عنها وتستطيع انجاز مهمتها دون عائق
فبما ان زوجها رجل اذاقها الويلات بداية من محاولاته المتعددة لطردها ولكنها تمسكت به طمعا فى اموالة الطائلة
وحبا فى النفوذ ابتاعت نفسها وواجهت الذل والمهانه بالبرود وارتضت عذاب النفس كي ترثة وتنعم بما فاتها من نعيم وهى تنقبر تحت ظلمة وهجرة وقسوته ولكن مهما حدث لن تخاطر بإبنتها وبيعها الى رجل كبير السن بنفس مساوئ ابيها بل ويزيد عنه سوءً مهما كان الثمن
********************************************************
فى فيلا الاسيوطي ،،،
نزل اياد وحنين معا الى الغذاء والذى كان موعدة محدد فى الرابعه
جلست حنين الى جوار اياد وترأس كا العادة عاصم السفرة والى يمينه جلست فريال كالمعتاد
والتى كانت ترمق حنين بنظرات غاضبة بسبب مظهرها وكانت حنين تتحاشى النظر اليها
فى توتر
سأال عاصم بتعجب :
_اومال فين رودى
اجابته فريال بهدوء:
- تعبت من المذاكرة ونامت بعد ما صحباتها مشيوا لما تصحى هطلعلها الغدا
ابتسم اياد ممازحا :
- هى رودى بس اللى مسمحلها تكسر القوانين
ابتسمت فريال ،وهتفت :
- حبيبت قلبى كفاية انها ما بتمشيش من دماغها
فهم اياد مقصدها ،وتنحنح قائلا:
- حيث كدا استعدوا للخناق من دلوقت انا مسافر
قضبت فريال حاجبيها فى تعجب :
- مسافر فين يا حبيبى
كان عاصم يتفرس وجهه ليخمن ماذا سيحل علية من وراء تلك الزيجه ايضا
تنفس اياد وترك ما فى يدة :
_ رايح الصعيد عند اهل حنين
احمرت وجنتيه حنين وتركت ما بيدها فى هدوء
بينما صاحت فريال بغضب مشتعل :
- نعـــم ، رايح فين والتفت لعاصم وصاحت :
_ما تقول حاجة يا عاصم ،ما بقاش ناقص الا كدا كمان
ضيق عاصم عينيه وهو ينظر الى اياد الذى واجه نظراته بالتحدى والاصرار وفرج عن كلمات هادئة متزنه تحمل الكثير :
- لو هي عايزة تروح ،،تروح لوحدها انما انت عندك شغل مهم وانت لسة راجع من اجازة طويلة
هتف اياد معترضا :
- لا انا عايز اروح معاها اهلها عايزين يتعرفوا عليا
ظل عاصم يحتفظ بهدؤه واجاب ببرود :
- خلاص تستناك هي
بينما تبرمت فريال وهتفت :
- ولى لازم تروح ،احنا كمان معروفين وكفاية انها تقول انها مرات اياد الاسيوطى
زفر اياد وهتف معللا :
- عيلة حنين بردوا كبيرة و...
قاطع عاصم الحوار ....
_ بت عبد المجيد عزيز البدرى
اتسعت عين حنين وسرت بداخلها برودة اثر ذكر اسم والدها بهذة الدقة والتفت الية وعيناها تكاد تنقلع من محاجرها
بينما ظهر على وجه عاصم البرود وهتف من جديد :
- اية ما تعرفش انى اعرف ،،،اومال كنت هديها ابنى وادخلها بيتى من غير ما اجيب قرارها
ثم نهض وبدى جامد كألصخر واسترسل :
_ كملوا غداكم انتوا انا شبعت
تاركا المجلس صامت يعج فى نفوسهم مئات الاسئله والتحير ،،،،
********************************************************
فى ايطاليا ،،،،،
كان زين يدور فى الطرقة الصغيرة للغرفة الفندق ذهابا وايابا ، يعرف تماما ما اصابها انها نار الحب فى عينايها واضحة لا يمكن تجاهلها
حرك يدة مرارا وتكرا على راسة وهو يهتف :
- لا مش لازم تحبنى ،،،،،
اندفع نحو الباب الفاصل بينهم وطرقة عاليا وهى يصيح :
- يا بنتى اطلعى بقى ،من الصبح وانتى قافلة على نفسك وما بترديش ،،،
كانت فرحة تعتالى السرير تثنى ركبتيها وتحتضن نفسها وداخلها يتاكل من الخجل ،،،وراحت تؤنب نفسها
_هيقوال عليا ايه ؟! اكيد مش هيصدق انى نسيت نفسي وانا بحلم بيه
عضت اصبعها بغيظ للمرة العاشرة كلما تذكرت نظرته المستنكرة وهو يشير الى كتفيها
ويهتف :
- هتقعدى،،،،،معايا كدا
بينما صاح زين بصوت عالى مرة اخرى :
- لا اله الا الله ،،يا بنتى انتى خلاص اطلعى ولو مكسوفه وانا هنسي اللى شوفته همسحوا من ذاكرتى خالص عشان ترتاحى
ثم قضب وجهه مستنكرا وهتف من جديد :
_ و تتكسفى لي اصلا ولا انتى نسيتى الحجات الحلوة اللى لابستهاك قبل كدا ...
نهضت فرحة بجحيم يكاد يحرق الاخضر واليابس وانطلقت نحو الباب بغضب وخرجت اليه وبسرعة دفعته بكل قواها
فصاح زين :
- اية يا مجنونه هتعملي ايه
وسقطت معه على الاريكه ،،،وكادت الايكة ان تسقط بهم الى الوراء
فتشبس بخصرها جيدا ليعيد توازن الاريكة قبل ان يختل ابتسم وهو ينظر الى وجهها الذى يشتعل من الغضب ليس فقط من استفزازه لها بل من اعتقاله يدها وتصيده السهل لها ومحاولتها فى نفس غضبها بائت بالفشل الزريع
ثم هتف ساخرا:
- هااا جاية تضربينى بقي وعملالى فيها شبح ،عاجبك كدا يعنى
اتسعت عينها بضيق وحاولت دفعه دفعا ولكن كانت يداه اقوى وهدرت بضيق:
- سبنى ،،سبنى
تشبس بها اكثر واكثر وهتف بخبث :
- شوفى يا فروحة طول ما انتى بتحاولى تمدى ايدك عليا وانتى هتقدرى ،وانتى بصراحة زودتيها
ولا نسيتى ان قلة الادب متبتجبش غير قلة الادب
فرحة ادركت تماما انه لا مفر من تلك القابضة وانها وضعت نفسها فى خجل مضاعف بسبب غضبها المبالغ فية ،،الان هى فى احضانه لا تستطيع الحراك عاجزة تماما عن التنفس او حتى الصراخ فقد ارتعشت
من فرط القلق وبصوت مبحوح ومتوتر :
- حرام عليك يا كابتن هو انت معندكش اخوات بنات
ارتسم ابتسامه ساخط :
- امممم والنبى يا فروحة انا لو عندى عندى اخت حلوة زيك كدا ما كنتش ابطل اغلس عليها
فرغ فاه وهتفت بتوتر :
- هااا ،،
ابتسم زين وتأمل وجهها وملامحة الهادئة بدقه وتعالت انفاسه وجاهد الرغبة الملحة فى تقبيلها بينما هى ايضا تأملته ونست تماما سبب وجودها هنا استسلام وطمئنيه وامان
لحظات مرت عليهم فى سكون من كلا الطرفين انجذاب قوى كالمغناطيس يدفعهم لتخطى الحدود ، ارخي زين يدها
عنها ورفع يديه عاليا معلنا الاستسلام ،قضبت وجهها قليل فى دهشة ومحاولة استيعاب ماذا يريد بتلك الحركة
،،،فإنتبهت انه اعطها الحرية ،،،اصابها الحرج ونهضت عنه ببطء ودارت على عقبيها الى الغرفه
ولكن امسك هو يدها وهتف بنبرة متحشرجه :
- اقعدى عايزك
جلست فى هدوء وبدون اى اعتراض ،،،،
مرر هو يدة على شعرة بهدوء وهتف بجدية تامه :
- عايزين بكرة نروح صالة اللورد اللى قولتلك عليها ،حجزتلك فى بيت من بيوت التجميل هنا لو سمحتى مش عايز اى غلطه وزى ما فهمتك ما تتكلميش نهائى
حركت رأسها بالايجاب بصمت
*********************************************************
الصعيد،،،،،،
لم يتوارى عزام عن بذل اقصى جهده فى معرفة هوية ذلك المجهول الذى اوسعه ضربا واخذ عروسته امام ناظريه
بعدما ان التقط الكاميرة الخاصة بالكافيتريه وبالطريق ارقام سيارته وبعضا من ملامحة التى اخفتها النظارة الشمسيه
ولكنه حفرت فى مخيلته ولم ينساه ابدا ،،،،،
ارسل الارقام الى ادارة المرور ينتظر الاجابة ،،، وقاد سيارته بعجل كان الشرود هو رفيقة الدائم لا يدرى بمن هم حوله من البشر او يرى ايا منهم حتى ظهر له شبح امرأة ازاحها بالعربية من وجهه فأوقف السيارة فى سرعة وترجل عنها بقلق
وجثى على ركبتيه امامها وهو يهدر بغضب :
- يا وجعة سودة ،انتى طلعتى منين
اسدل الليل ستائرة على الجميع ،واشرقت شمس ساطعة بكل ما تحملة من جديد
*********************************************************
فى فيلا الاسيوطي ؛؛؛؛؛
اقتحمت فريال مجددا عليها الغرفة ولم تعير اى اهتمام الي حنين او تلتف الية فهى مهمتها محددة وهى ارهاقها اقلاق منامها دون سبب سوي فرض احكامها عليها ومحو شخصيتها تماما نهضت حنين على تلك الاضواء الساطعه التى سقطت على وجهها ورمشت عينها عدت مرات لتتأقلم مع الضوء
المفاجئ الذى اصابها بالعمي لدقائق
لم ترهق فى معرفة السبب لانها اعتادت انها تلك المزعجه فريال
اعتدلت فى نومتها وعدلت من حجابها بينما عبست فريال فى وجهها وهي تهدر بغضب :
- انتى مش ممكن ،بردوا نايمة بااسدال
لم تجيبها حنين وسكتت تماما حتى لا تثير شكوكها حول حياتها الخاصة هى واياد
استرسلت هي :
- يلا قومي ،،عشان خارجين
هتفت حنين بتوجس:
- رايحين فين ؟!
صاحت فريال بضجر :
- ما تسأليش قومي من سكات
توترت حنين وانتابها القلق :
- طيب هتصل استأذن من اياد
هدرت فريال بضيق :
- تستأذنى مين ؟ انا اللى بقولك قومى تقومى سيبى اياد فى شغلة
والبسي حاجة شيك وحطى ميكب ، انتى هتمشى معايا لازم تبقى اسبور
نهضت حنين عن الفراش وهى تلوى فمها بسخط من تلك التى تعاملها كالدمية ولا تراعي حتى بمشاعرها
********************
خرجت حنين مع فريال للتسوق ولم تكف فريال عن تعليقاتها عن ملابسها كانت حنين ترتدى جيب واسعا ابيض وبليزر وردى ،،وحجابا رقيق مزركش بالورود
فبرغم طالتها الهادئة والمناسبة تماما لوجهها البرئ
الا ان فريال كانت تنتقدها انتقادا لازعا:
- اية اللى خرجنى معاكى بس وانتى بالشكل دا
هتفت حنين بهدوء يصاحبة بعض الحذر :
- وماله شكلي
علا صوتها بضيق :
- انتى بتسألى ماله شكلة ،شكلك ملخبط كله على بعضه ياااربى قدامى كتير اعلمهولك
وسكتت عندما اقتربت من المتجر وهدرت بحيرة :
- طيب اعمل اية يا ربى اتبرى منك واقول ما اعرفهاش ،،ياربى
بينما سكتت حنين وتزعزعت ثقتها بنفسها وحزن قلبها ،،،
تحركت امامها فريال نحو متجر الملابس الخاص بهم والذى اعتادته فريال منذ سنوات
قابلتها احدى العاملات بإبتسامة مرحبة وهتفت بإهتمام :
- اهلا وسهلا يامدام نورتينا
ابتسمت فريال على مضض :
- بنورك حببتى عايزة هدوم استيل وشيك لل،،، وسكتت قليلا لتجد تعبيرا يحط من شان حنين فلم تجد فهتف وهى تلوى فمها يتافف:
- مرات ابنى
ابتسمت الفتاة الى حنين وتحركت معهم وهى تهتف بتحمس :
- احنا جايلنا شوية حجات مستوردة روعه ،هيعجبوكى
ولحقنا بها حنين فى صمت
تنقلت فريال وسط الالبسة لتنتقى على ذوقها ما ارادت ولم تشاركها حنين
الا ان الفتاة تسائلت فى حيرة :
- هو اللبس دا لحضرتك ولا لحضرتها
اجابت فريال بسهولة :
- ليها
وزعت الفتاة نظرها اليهم بتعجب ولم تنطق بأى شيئ
التقطت فريال فستانا ضيقا بدون اكمام ووضعتها عليه
لتزيحة حنين بهدوء و تهدر بتوتر :
- انا محجبة يا طنط يعنى عمرى ما هلبس الحاجات دى
رمقتها فريال بنظرات ساخطه وهتفت بإصرار :
- ابقى البسية فى البيت ،وبقولك اية اللى انا انقية هو اللى هيتلبس وما اشوفش الشوال اللى عليكى دا تانى
لم تجيبها حنين وصمتت تماما واشاحت وجهها بعيدا
استكملت فريال الجولة دون اكتراث الى تلك التى تنتقى لها او حتى تأخذ رئيها فى اى شئ
سحبت فريال ملابس شفافة وقصيرة لم تميزها حنين اتسعت عيناها وفرغ فاة وهى تنظر لها بإندهاش
وشرعت ان تضعهم فى العربة فصاحت حنين عاليا :
- انا مستحيل البس الحاجات دى قولتلك انا محجبة ويستحـ.......
قاطعاتها فريال وهى تهدر بغضب و احتقار :
- دى هدوم نوم ..مش اللى انتى بتنامى بية دا ،، ولا انتى متعرفيش دول اية بلاش مش عارفة اصلا سبب وجودك
اية انتى مجرد نزوة فى حياة ابنى فاهمة يعنى اية ! انتى اخرك شوية اللبس دول وتخرجى برة حياته للابد بالشوال اللى جيتى بيه لو شافك تانى مش هيفتكرك ولا حتى يعرفك
اوشكت ان تميد الارض من تحت قدامها وشعرت بالم تصبب داخل عظامها وسحقها اذا كشفت فزعها الحقيقى وشكوها نحو تلك الحنان الجارف الذى يغدق بهم عليها اياد ،،اختنقت من تلك الكلمات هوت بها الى الارض ،دمرت معنوياتها وما تبقى منها بخلاف معاناتها السابقة ،،،بينما تابعت فريال سحب البسة نوم اخرى غير عابئة بتلك المسكينه التى تتمزق من وراءها
********************************
(24)
في ايطاليا ،،،،
خرجت فرحة من احدى بيوت التزين الشهيرة ترتدى فستانا فضي لامع بحمالات رقيقه وخجلت هى من خروجها بهذا الشكل وارتدت شيئا اتت بة خصيصا من تلك المعاونه الخاصة بالمتجر
الا وهو وشاح من مطرز بعناية ويتدلى منه خيوطا لامعه ارتدته ليبد انيقا مع فستانها للغاية
كما انها رفعت عنها شعرها وتدالى منه بعض الخصلات الناعمة على وجهها وعنقها فكل انشا فيها اصبح رائع الجمال يدل على مدى اتقان العاملات عملهم من حيث الميكب الهادئ والعيون المُكحلة وبعض المساحيق الهادئة التى جعلت منها اليوم فى مخيلتها عروسا , وقع نظرها علية وهى يغلق زر بذلته
رفع رأسه اثر سماع وطء اقدامها
فإ تسعت عينياه بإعجاب اذ برزت امامه كالمتوهجه نور اضأت المكان فجأة ابتلع ريقه فى توتر
وازداد قلقه من اصطحابها معه الى تلك الحفرة السحيقه
وكاد قلبه يقفز من مكانه نحوها اذ ازدادت جمالا واصبحت لا تقاوم بينما تمشت ببطء نحو زين وتمنت من اعماق قلبها ان يعترف لها بالحب الذى تراه الان فى نظرته المعجبة ودت لو تكون الان على ذمة ذلك الوسيم الذى هو الان لا يقل وسامة وجاذبيه عنها يرتدى حلته سوداء ومصفف شعرة بعناية الى جانب عطره المميز الذى يترك اثر فى كل مكان حذاءه اللامع كان هو ايضا فى عينها من اجمل رجال الارض
انتهت نظرات الاعجاب المتبادلة بينهم ووقفت بوجهه فى خجل حاول الامساك بالكلمات الهاربة ،،ولكن لا فائدة ساد الصمت قليلا
حتى قاطع زين الصمت وتحدث بنبرة تحذرية وقلقه :
- زى ما فهمتك يا فرحة اوعك تتكلمي مع اى حد ،وما تشربيش حاجة من اللى بيقدموها امسكى الكاس بس ،
وتظاهرى انك بتشربى ، لو الليلة دى ما عدتش علي خير مش ممكن نخرج من هناك
ازدات قلقا وهتفت بتوتر :
- اااا،،،، انا خايفة ،،انا عمرى ما ظهرت قدام حد بشكل دا ومكسوفه.. جدا
امسك يدها بحنو وارتجفت هى ووزعت نظرها بين يده الممسكة بيدها وبين وجهه لتستكشف الامر
ان كان حقيقى ام خيال ،،
نظم انفاسة المتصاعدة وبنبرة هادئة للغاية :
- ما تخافيش وانتى معايا ، انسي كل اللى حوليكى وما ترتبكيش ،كل اما تحسي بقلق اضغطى على ايدى جامد
ودا هيساعدك فى تخفيف التوتر وايدى هتفضل فى ايدك ،،مش هسيبك ابدا اا
اتسعت عيناها وكاد قلبها ان يقف حدقت به جيدا لتتاكد من انه لا يمزح فكلماته الناعمة اثرت فيها بشكل غير طبيعى وادهشتها لابعد الحدود ،،،
ليحرك راسة بإبتسامه عذبة ويهتف :
- يلا ،،يا فرحة
*********************************************************
فى فيلا الاسيوطي ،،،،،
بعد ان نبهت فريال حنين وامرتها بإرتداء احدى الالبسة اليلية الشفافة والمغرية دثرت نفسها جيدا بالغطاء ،،،
وتكالبت عليها الهموم وبدأت النحيب بحرقة على كل ما عانتة وستعانية فقد ارهق قلبها المسكين
من معاناتها السابقة والتى تخشاه الان تكرارها بعد ان افسد ابيها علاقته بها وزجها خارج منزلة واعلنها كسلعة فى مزاد علنى بشكل قاسى ومن ثم عاملها زوج خالتها اسوء معاملة وزجها ايضا خارج منزلة الى من تكره
فقدت ثقتها الكاملة بشتى انواع الرجال اصبحت لا ترضخ الى قلبها نهائى الذى عان خيبات لا حصر لها بعدما تحرك نحو اياد وخذله هو بكلماته الموجعه بانه ((سيرميها ما ان يفرغ منها )) وجاءت امة اليوم لتؤكد لها تلك الجلة تفصيلايا و انها لاشئ ،،،،،كل هذا ترك مرارة فى حلقها ،،،،
دلف اياد الى الغرفة فمسحت دموعها سريعا وتظاهرت بالنوم
ابتسم هو اثر رؤيتها نائمة وغمرته سعادة بوجودها فى حياته اذا شعر انه بدء يعيش حياة طبيعية بعدما طالبت مرافقته لها الى الصعيد
خلع عنه سترته وتأوة اذا كان يشعر بتعب وابتسم الى غطاؤها مرة اخرى ود محادثتها ليزيح التعب عن جسدة بنظره على معشوقته سرعان ما تبدل وجه وتسئال فى نفسة :
- هى الساعة كام ؟! والقى نظرة سريعة الى ساعته ،،،
واسترسل فى دهشة :
- الساعة لسة عشرة ازاى نايمة دلوقت دى مش بتنام الا الفجر !
تحرك نحوها بخطى سريعة وجلس الى طرف الفراش وانادها وكانت مولية ظهرها له
هتف بقلق :
- حنين ،حنين حنين ، انتى نايمه ؟!
لم تجبه وكتمت انفاسها حتى لا يسمع ويؤمن بخلودها الى النوم ولكنه ازداد قلقا من عدم استجابتها واعتقد انها مريضة حرك يدة على كتفها ليهتف بقلق وتوجس :
- انتى تعبانه ،،
وباغتها وازاح عنها الغطاء ليظهر مفاتنها ،،اتسعت عيناه وتزايدت الدهشة اذا اعتاد عليها بالاسدال
اما هى فقد وقع قلبها ونهضت سريعا وجذبت الغطاء عليها ودثرت نفسها جيدا به واولته ظهرها من جديد
وهى تهدر بغضب :
- لا مش تعبانه
ابتسم وهو يمرر اصابعه على شعرها ويهمس بخبث :
_ انتى مكسوفة منى حببتى
ارتجفت اوصالها اثر لمسته وانكمشت على نفسها
اغلق نصف عينه وهمس بنعومة :
- قومي اقعدى معايا بقي
تحشرج صوتها وهى تجاهد دموعها :
- لو سمحت سبنى انام
انتشرت الدهشة على وجهه اثر معاملتها الجافة وتودها المخفى داخل الغطاء وهتف فى دهشة :
- انتى بتكلمي بجد ؟!
اومأت براسه وهى تجيب :
- _ ايوة
امسك كتفها وسألها فى تحير :
- انتى تعبانه يا روحى ؟!
اجابته بضيق :
_ لا انا محتاجة انام بس
مسح وجه بكفه فى غضب ،وتحرك من جوارها
********************************************************
في ايطاليا ؛؛؛؛؛
نزلت فرحة بيد زين الي صالة اللورد والذى اصطف بجوارها مئات السيارات وانبعث منها نورا قويا يخطف الانظار ولم يكن الحشد الهائل من الحراس ما يقلق فرحة بل كان ما ستواجهه بالداخل ،وما تخفية تلك الجدران حيث ان هذا المكان هو (معقل المافيا الايطالية والعالميه ) للتسلية
وهو مكان مؤمن للغاية حيث لا يتسلل الية ايا من رجال الشرطة
امسك بيدها لينزلها من السيارة
امسكت يدة وترجلت من السيارة بتوتر
مال برأسة نحوها وهو يهتف امرا:
- ما تكلميش نهائى
حركت راسها بهدوء اثار تعجبه اذ بدت على غير سجيتها المعاندة ، ومستسلمة الى ابعد الحدود ولما لا فقد بث بها الامان والطمئنينه بتشبسة بيدها
دخل الى القاعة
وعلي الصخب واذا كان عالما اخر لم تذهب اليه من قبل حتى فى احلامها تحرك زين بجوارها وهى متبطءة يدة
واتجها نحو البار الرئيسي ليستكشف المكان بسهولة حيث انه اعلى نقطة فى ذلك المكان الذى يعج بالبشر
الفتت فرحة النظر اليها بوجهها المميز و الجديد
وعلى احدى الطاولات ،،،
تابع احدى الرجال خطوات فرحة بدقة وتفحصها جيدا والذى يوحى بانه زعيما او قائد عسكرى يجلس وسط رجالة بتفاخر و قوة واشار بطرف بنانه الى من يقف الى جوارة
فانحنى فى سرعة استجابة
نفض هو شرارة من سيجاره الكوبى بغير اهتمام وهمس فى اذنه بأمر مختصر فتحرك هو فى استجابة
فى نفس التوقيت كان زين يقلب بصره فى كل الجهات بدقة وبدراسة
وكانت فرحة تتابع بغير استياعب اذا مارأته كان خارج ادراكها ،،
وشعرت بيد خفية تلمس كتفها فإلتفتت فى توجس
كان رجلا يبدو علية عدم الاتزان والادمان كانت نظراته مريبة وتبعث القلق حدثها بطريقة تودديه ولكنها لم تفهم شيئا من حديثة ورمقته بتوجسوتشبست بذرع زين بقوة
استشعر هو بقلقه من قوة قبضتها استدار بكرسيه فى تأهب
وقع نظرة نحو ذلك الذى يحدق بفرحة بجراة تفهمها هو
نهض من مقعده وابعده بيده فى هدوء وحدثه فى تحذير باللغة الايطاليا بطلاقة
- ابتعد ،،،
ولكن الاخر لم يستجب وتطلع برأسة نحوها مجددا :
- من انت كي تعيق وصولى اليها
فإنكمشت اكثر فى ظهره ،اثر نظراته المفعمة بالجراة
تعند هو فى وجه ووضع رأسة بعنف برأسة وبدء الحوار كا الاتى
- اتركنى اريد التعرف اليها
هدر هو بعنف وهو يدفعه برأسه:
- وهى لا تعرف الايطاليه
تعنف الاخر معة ودفعه هو الاخر برأسة :
- ليس من شأنك سأعلمها
اشتطات زين غضبا واشتعلت النيران فى عينه وهدر :
- احذرك من الاقتراب
- من انت لتتحدانى الا تعلم من اكون
لم يتزحزح زين وبدا اكثر عنفا وهو يحدق بعينيه
- كن من تكون وابتعد
- لن ابتعد وارنى قدرتك فى ابعادى هتف بها بإصرار وهو على وضعه
رجع زين برأسة للخلف وتنفس بعمق كى يلجم غضبة الذى دائما يفشل فى الجامه ودفع راسة بقوة نحو رأس ذلك الرجل
فطرحه ارضا ،رفعت فرحة يدها الى فمها لتكتم شهقاتها
تدخل رجال الاخرين فى الفصل بينهما والحد من المزيد من الجثث اليوم عاد الى فرحه وهو ينظم ملابسه
مالت فرحة الى اذنه وهمست :
- مين دا ؟ وكان عايز اية ؟
قتمت عين زين وهو يهتف من بين اسنانه :
- كان عايز يضرب ،،،
***************************************************
فى فيلا الاسيوطي ؛؛؛؛
خرج اياد من تحت المياة بعدما قضى وقت طويلا يخمد نيرانه المشتعلة فى قلبة بسبب تحول حنين المفاجي
فقد عجز عن السيطرة على غضبة نحوها وبات يشعر حيالها بالغرابة ..،اطفا النور واتجها نحو فراشة بحذر وهو يغمض عينية لينسي ما تفعلة به وعدم استقرارها معه حتى فى المشاعر
تمدد واخذ ينفث فى ضيق ،،،لعلها تسمعه وترفق بما اوصلته اليه من تشتت وتخبط وضيق
بينما هى لم تحرك ساكنا سوى لتترك صراح عبراتها المتعلقة فى اهدابها بصمت
فى غرفة فريال
هتفت بضيق وتشنج على زوجها الذى يتصفح هاتفة من فوق الفراش
- البنت دى هتفضل فى وسطينا كتير
اجابها دون اكتراث :
- يومين ولا حاجة نعدى المناقصة الجاية والعين تكون نزلت من على اياد .واطلقها
نهضت عن مرأتها التى كانت تزين بها بوضع كمية هائلة من الكريمات على وجهها ويديها وهدرت بتذمر :
- انا مش عارفة اطيقها ،مش مستوانا خالص ياعاصم
ترك عاصم ما بيدة ورفع حاجبية فى استنكار :
- على فكرة دا بباها غنى جدا ،واحد مش قليل فى الصعيد
اندهشت فريال وهى تهدر :
- غنى عندوا مواشى كتير وحتتين ارض زراعية يبق غنى
هتف عاصم مؤكدا :
- لا فعلا ،،هو غنى جدا ومن اغنى اغنياء الصعيد ، واعتدل يتسائل بحيرة :
- بس اللى مش قادر افهمه هى اية الى جابها هنا تعيش مع جوز خالتها الكحيان وتسيب بيت باباها
لم تهتم فريال بكلامة واتتعب رأسها فى التفكير اشاحت رأسها بعيدا بملل :
- انا مش عايزة افهم انا كل الى عايزاه تمشى وتسبلى ابنى
امسك عاصم يدها مهدءا :
- هتمشي يا فريال ،بس اصبرى شوية انتى عارفة ان مشاكل ابنك بتأثر على شغلى واعدائنا فى السوق مش قليلين
فى ناس تتمنى ان عينى تغفل عشان المناقصة الكبيرة اللى جاية دى اكبر واهم مناقصة لو رسيت علينا هتعلينا فوق اووى لحد ما نمسك السما بإدينا
*************************************************************
فى الصعيد ،،،،،
اتى عبد المجيد منزله اخير بعد اخر مرة كان بها من اجل زواج ابنته من زهير
اعتدلت سناء فى جلستها ونفخت بخفوت وارتسمت ابتسامة مسطنعه :
- حمد لله على السلامه
وسارعت بدر فى الهتاف :
- حمد لله على السلامة يا ابوى
لم يجيب ايا منهما بل جلس بكل بكل تفاخر ورمق سناء بنظرات ساخطة مشمئزة
التفت سناء الى بدر :
- قومى يا بدر اطفى التلفزيون ونامي
اجابتها بدر بأدب :
_حاضر ،يا امه
وامتثلت للامر فى سرعه وصعدت غرفتها
تابعت سناء خطواتها كي تتاكد من خلو المكان وما ان اختفت حتى جلست الى جورة بتودد زائف
- عبد المجيد يا سيد الناس كلتها
دحجها بإستحقار وهدر بضيق :
_عايزة اية يا مرة يا شؤم انتى
لوت فمها بضيق ،، وابتلعت اهانته على مضض وعادت لتحدثة ببرود :
- مجبولة منك ،بس جولى نويت على اية
اجابها ببرود :
_على اية ؟!
اعتدلت فى جلستها ولمعت عيناها ببريق شيطانى :
- انت نسيت ولا اية ؟! موضوع زهير وبتك حنين
نفخ فى ضيق وغضب وهدر بصوت محتد :
- يووو انتى هتجلبى مزاجي ليه عاد ،،البت ومش طايلها وبتك هى الحل
وضعت يدها على قلبها بوجل وهتف بفزع :
- عبد المجيد البت لسة صغيرة دى تروح فى يده دا متجوز تلاته دول ياكلوها
صاح غير مباليا :
- ما تموت ولا تعيش انا الاهم عندى مصلحتى تنقضى
ابتلعت ريقها وهى تحاول اقناعه بالهدوء والحكمة فهى تعرف تماما ان توددها ومحاولة استجداء عطفة على ابنته لن تجدى نفعها وهو من قبل زج ابنته وامها الى خارج البيت امام عينها وتركها منذ سنوات لا يعرف لها شكلا
هتفت مقنعه :
- المصلحة مش هتم ببتى يا عبد المجيد ، وقبل ان يصب عبد المجيد غضبة المشتعل فى عينه عليها
استرسلت هى ......
- مش رفض منى ولا حاجة
البت لستها صغيرة وما تعرفش حاجه ،هيزهج منيها وهو متجوزلوا بتاع سته لحد دلوجت فابتك مش هتعدل المايلة
وهيرجعهالك تانى ويفض الشراكة عشان هو ما عيحبش وجع الدماغ اللى عيجيلوا من وراء ضريرها
ضيق عبد المجيد عينه وهو ينصت لها بإهتمام
لم تنتهى عند تلك النقطة فحسب بل زادت تشرح لة شيئا مهما :
- انما بجا بتك حنين زمانها عروسة زينه ومتعلمة ومتنورة وتعرف تعيش مع ضرايره
غير انها سابجلها الجواز وواعية هتحطه فى جيبها و تجفل عليه ما هى متنورة زى بنات البندر وهتبجي حاجة جديدة على زهير انت خابر هو جرب الكبير واللى صغير من اهنه لكن بندرية ما حصلش جبل سابج
نفثت سمها بالكامل وتركته فى شرودة ، بل ظهرت ثار الاعجاب بفكرتها على وجهه
*****************************************************
فى ايطاليا ،،،،
كانت فرحة فى عالم اخر وبرغم الجو الصاخب الذى يسود المكان الا انها كانت تشعر بالامان فى يده
وبرغم الخطر المحيط بهم من كل الجهات الا ان الذى يقودها معة هو قلبها الذى دائما تصغى اليه ...
اخيرا وقع عين زين الى الرجل المنشود الذى اتي خصيصا له
يجلس الى احدى الطاولات الخاصة بجواره العديد من المشروبات وايضا الحراسة على ما يبدو علية النفوذ والاجرام
اغلق قبضته جيدا الى قبضة فرحه جيدا واقترب من الطاولة بثقه ،استوقفه احدي الحراس ودفع يده يمنعه من الاقتراب من سيده
فناده زين :
- هيا ،،جون الم تذكرنى
رفع جون وجه بإتجاة الصوت وابتسم واشار الى حارسة ان يتركه يمر وهتف بمزاح:
- ومن ينسي ذلك الصقر ولكن اخر ما اتوقعة قدومك لي بهديه
لوى فمه ساخرا :
- انها ليست هدية انها صديقتى ،،،،،وشرع بالجلوس وانكمشت هى الى جواره لا تفقه شيئا
قدم اليها جون مشروبا بسخاء ،،وزعت هي نظرها بين زين والمشروب حرك رأسة زين بخفة زين لها بالقبول
فتناولته هي وابقته فى يدها
تفحصها جون وهو يحادثها :
- ما اسمك ؟!
حركت رأسها بعدم فهم ،واجاب زين عنها :
- انها لا تعرف الايطالية دعك منها وحادثنى فى العمل
ضيق جون عينه وهو يصك اسنانه من طمس اى فرصة لتعارف بينه وبينها وهتف بخبث:
- اذن فالنتقايد ،،، وطرق بإصبعه الى الحارس الذى استمع الى الحوار وفهم المقصد ولبه سريعا
اجاب زين بضيق :
- لا داعي انى هنا لعمل فقط ،،،
اشار له جون بالانتظار ..الى ان قدمت امراة جميلة ذات شعرا اشقر وعينان زرقاء بيضاء البشرة ومتوسط الطول امسك جون يدها ودفعها برقة نحو زين
جلست هي على يد الاريكة ولفت يدها حول عنقه فى تودد وكانها تعرفة
وهتف جون فى تفاخر :
- انها صوفيا
كانت فرحة تشتعل غضبا ...وتشعر بنيران نشبت بين جلدها وعظامها
دفع زين يدها وهتف لجون فى جدية :
- جئت لاخبرك عن مايكروفيلم انه مازال بحوذتى
اعتدل جون فى جلسته وانزل ساقه التى اعتلت الاخرى وهدر فى اهتمام :
- اين هو الجميع يبحث عنه ؟!
ابتسم زين ابتسامة صغيرة وهو يزيح يد صوفيا التى امتت بجراة نحو صدرة :
- اذا يجب على الجميع التفاوض
اشعل احدى السجائر الفارهة وتصنع عدم الاهتمام :
- انت تعلم انى لست من هواة هذة الاشياء انى مجرد وسيط واتقاضي عن ذلك
جلس زين بأريحية ورفع ساق فوق ساق وهتف فى تفاخر :
- اذا عليك اخبارهم ،قبل ان انهى الامر مع اعداءهم وبذلك سيقتحم كل نقاطهم العسكرية
ارتبك قليل جون وهدر :
- حسنا حسنا سأخبرهم سريعا ،،،ثم ابتسم فى خبث ،،،عليك فى البداية ان تجلس مع صوفى قليلا
ابتسم زين بمكر وهو يدفع صوفيا الية :
- انها لك
كان الجحيم المشتعل بصدر فرحه قادر على احراق المكان بأكملة ،،فإستمرت فى دحج صوفيا بنظرات مشتعلة
ومثيلتها لجون ....
صوت الاعيرة النارية ارتفع وملأ المكان اذا عاد تلك الثمل الذى وجههم عند البار بعدد من الحراسة والكثير من الاسلحة واطلاق اعيرة عشوائية على الطاولة واصاب عن عمد الكأس الذى بيد فرحة
انتابها الفزع ونهض زين من جوارها وهو يصيح بصوت عالي
- فرحة خليكى واريا
جذب سلاحه من خلف ظهره واشهره وتبادل اطلاق الاعيرة النارية التى اثرها خلفت هرج ومرج فى المكان
******
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺