رواية قسمتي وعذابي الفصل الاول بقلم بتول علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية قسمتي وعذابي الفصل الاول بقلم بتول علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية قسمتي وعذابي الفصل الاول بقلم بتول علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


-"أرجوك صدقني يا سامح، أنا ما خونتكش والله ومش عارفة إزاي الراجل ده دخل البيت".


رفض "سامح" الاستماع إلى رجاء زوجته وأخذ يضربها بشدة وهو يسبها بأفظع الشتائم أمام عيني ابنته الصغيرة "نيرة" ذات الخمس سنوات التي كانت تتابع ما يحدث وهي تبكي بشدة.


أمسك سامح بزوجته من شعرها، وقام بإلقائها أمام أعين الجيران الذين نظروا لها باحتقار، وهم يسمعون زوجها يرمى عليها يمين الطلاق.


صاح سامح، وهو يرمقها باشمئزاز:


-"أنا مش هعمل محضر ولا هتهمك بالزنا عشان خاطر نيرة بس قسما بالله العلي العظيم لو شوفتك قدامي مرة تانية هقتلك وهشرب من دمك".


تقدمت زوجته نحوه وهوت عند قدميه تتوسل له ألا يحرمها من ابنتها الوحيدة ولكنه أغلق الباب في وجهها ثم نظر إلى ابنته التي تتابع ما يحدث قائلا بصرامة:


-''من النهاردة تنسي خالص أن الست دي تبقى أمك ويا ويلك لو سمعتك بتسألي عنها أو قولتِ أنك عايزة تشوفيها".


أومأت "نيرة" على الرغم من عدم استيعابها لمعظم كلماته إلا أن خوفها من والدها جعلها تهز رأسها بإيجاب خشية أن يقوم بتعنيفها.


-بعد مرور ثلاث عشرة سنة-


سقط الكوب الزجاجي من بين يدي "نيرة" عندما سمعت والدها وهو يخبر زوجته بأن جارهما "عبد الله" الشاب الخلوق سوف يعقد خطبته يوم الخميس المقبل على زميلتها ريم.


التفتت زوجة والد نيرة نحوها ورمقتها شذرا قائلة بصرامة:


-"كسرتي الكوباية يا مقصوفة الرقبة!! أنا نفسي أفهم هو أنتِ إيه اللي شاغل بالك ومخليكِ مش مركزة كده وعلى طول شغالة تتكعبلي وتكسري في الحاجة؟!"


تمالكت نيرة دموعها بصعوبة وقالت:


-"أنا آسفة يا طنط منال، ما كنتش أقصد والله أني أكسر الكوباية".


لوت منال شفتيها قائلة بامتغاض:


-"تقصدي ولا ما تقصديش، أنتِ أصلا بقالك فترة عاملة زي المسطولة وشكلك كده مخبية حاجة عننا وناوية تجيبلنا مصيبة زي المحروسة أمك".


أسرعت "نيرة" تنفي ظن زوجة أبيها هاتفة بهلع:


-"لا أبدا، أنا مش مشغولة بحاجة غير الدراسة وبس وزي ما أنتِ شايفة أنا مش بروح أي مكان غير المدرسة والدروس، وبابا معاه رقم كل المدرسين اللي بروح عندهم، وعلى طول بيتصل بيهم عشان يتأكد أني روحت فعلا الدرس".


اندفعت "منال" قائلة بسخرية يشوبها حقد دفين من والدة نيرة لم تتمكن من إخفائه:


-''أمك الشريفة العفيفة برضه كانت مش بتخرج من البيت إلا قليل ومع ذلك عملت عملتها المهببة وجابت العار لأبوكِ وفضحته في كل حتة".


أخفضت نيرة رأسها بخزي بينما نظر سامح إلى زوجته قائلا بحزم:


-"اقفلي الكلام ده خالص يا منال وبلاش حركات التلقيح دي، أنا متابع كل تحركات نيرة وعارف هي بتروح فين وبتيجي منين ولو طلعت بتكلم شاب زي ما أنتِ بتحاولي تقولي فوقتها أنا هقطم رقبتها وهعمل فيها اللي ما عملتوش قبل كده مع أمها". 


زفرت منال بغيظ قائلة بعدم رضا:


-"براحتك يا سامح، أنا هحط جزمة في بوقي وهسكت بس خلي بالك لو في يوم من الأيام بنتك رجعت البيت بمصيبة زي ما أمها عملت زمان فساعتها أنا مش هيكون ليا دخل".


دلفت نيرة إلى غرفتها وهي تبكي بشدة، وجلست على طرف السرير وهي تتمنى أن تتعذب والدتها في حياتها وتعاني بشدة مثلما تعاني هي الآن بسببها.


تمتمت نيرة بنبرة كارهة وهي تخرج من أسفل مرتبتها الصورة الوحيدة التي تحتفظ بها لوالدتها:


-"روحي يا شيخة ربنا ينتقم منك، أنتِ خونتِ بابا مع عشيقك وزمانك عايشة مبسوطة دلوقتي وسيبتيني أنا وراكِ أدوق الذل على إيد منال، والعذاب على إيد بابا".


تذكرت نيرة أمر ارتباط عبد الله بصديقتها ريم وازدادت دموعها، فقد كانت تظن أنه من الممكن أن يأتي ذات يوم إلى المنزل من أجل خطبتها بسبب أخلاقها التي يشهد بها الجميع ولكن تحطمت جميع أحلامها فوق صخرة الواقع المرير الذي يحثها على تقبل حقيقة أنها لن تحظى بزوج جيد يعوضها عن مرارة الحياة التي تعيشها والسبب بسيط جدا وهو أنها "ابنة الخاطئة" مثلما تدعوها زوجة والدها.


صحيح أنها لم تكن تحب "عبد الله" إلا أنها أرادت أن يتحقق حلمها بالزواج به؛ حتى ينتشلها من الجحيم الذي تعيش به، فهو شاب خلوق ومحترم والأكثر من ذلك أنه متدين جدا ويخشى الله في جميع أفعاله ولهذا تمنت نيرة أن يتقدم لها؛ لأنها تدرك جيدا أن من ستصبح زوجة لهذا الشاب سوف تكون محظوظة ولكن يبدو أنه قد كُتب عليها البؤس والشقاء طوال حياتها وكل ذلك بسبب والدتها. 


▪▪▪▪▪▪▪▪▪


أخذت "رقية" تغني وتعزف على جيتارها بشغف جذب انتباه زوجة والدها التي دلفت إلى الغرفة بعدما طرقت الباب وهتفت بتساؤل:


-"خير يا رقية؟ أنتِ مش من عادتك تعزفي على الجيتار بتاعك غير وأنتِ مبسوطة''.


هتفت رقية بسعادة وهي تنظر إلى زوجة والدها التي تدعى "ناهد" وردت:


-"خالد قالي أنه هيكلم عمو طلعت وهيقوله يحدد ميعاد مع بابا عشان يجي يتقدملي بشكل رسمي".


ابتسمت ناهد واحتضنتها قائلة بفرحة:


-"ألف مبروك ليكِ يا حبيبتي، أنا اتأكدت من كلامك قبل كده أن خالد شاب كويس ومحترم وبيحبك وإن شاء الله ربنا هيجمعكم ببعض على خير".


خرجت "ناهد" من الغرفة وتركت رقية تكمل العزف على الجيتار، وبعد مرور بضع دقائق رن هاتف الأخيرة، فوضعت الجيتار جانبا وأجابت عن الهاتف قائلة باحترام:


-"إزيك يا عمو طلعت، أخبار حضرتك إيه؟"


رد طلعت ببرود وقال:


-"لو فاضية يوم الخميس الجاي فأنا عايزك تفوتي عليا في الشركة بعد ما تخلصي شغلك عشان أتكلم معاكِ في موضوع مهم جدا".


تملك الاستغراب من رقية بسبب أسلوب طلعت في الحديث وطلبه الغريب منها ولكنها سرعان ما طردت من رأسها جميع الأفكار السلبية وقالت:


-"تمام يا عمو مفيش مشكلة، إن شاء الله بعد ما أخلص شغلي هفوت عليك في شركتك".


أنهى طلعت المكالمة ونظر أمامه بشرود متمتما بحزم مؤكدًا لنفسه من خلاله أنه سيصمد أمام إصرار ابنه ولن يتراجع عن القرار الذي اتخذه حتى لو توسل له نجله وقبَّل قدميه:


-"مهما حصل، أنا مستحيل أخلي خالد يتجوزك حتى لو انطبقت السماء على الأرض".


أخذ يكرر قسمه ويؤكد لنفسه أنه لن يسمح لابنه بالزواج من تلك الفتاة حتى لو كلفه الأمر حقد خالد عليه:


-"الحب اللي بينكم ده لازم أقضي عليه بأي وسيلة وإلا ساعتها كل حاجة هتدمر فوق دماغي".


▪▪▪▪▪▪▪▪▪


-"وأنا كمان بحبك أوي يا عادل ونفسي يجي اليوم اللي تتقدملي فيه ونتجوز ونكون مع بعض''.


قالتها "منار" بصوت خافت وهي تتلفت حولها خشية أن يسمعها والدها ويعلم بحقيقة ارتباطها بشاب تعرفت عليه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فأقل ردة فعل ستصدر منه هي أنه سيقوم بضربها ضربا مبرحًا وسوف يمنعها من استخدام الهاتف مرة أخرى، وربما يصل الأمر إلى حرمانها من الذهاب إلى المدرسة وتزويجها بأول شاب يطرق باب منزلهم ويطلبها للزواج.


هتف عادل متصنعا اللهفة والشوق للزواج بها:


-"وأنا كمان بحبك أوي يا روحي وأول ما ظروفي تتحسن هاجي أخطبك من أهلك على طول".


ابتسمت منار بسعادة بعدما سمعت وعده لها بالزواج ولكنها سرعان ما دب القلق في أوصالها بعدما طلب منها عادل أن ترسل له صورة أخرى وهي ترتدي ملابس غير محتشمة.


دق قلب منار بشدة وحاولت رفض طلبه بقولها:


-"بلاش يا عادل الموضوع ده عشان خاطري، أنا أصلا لحد دلوقتي مش عارفة أنا إزاي طاوعتك وبعتلك صورتي المرة اللي فاتت بالشكل ده!!"


كز عادل على أسنانه ولكنه كظم غيظه وهتف بحزن مصطنع:


-"كده يا منورة!! وأنا اللي كنت مفكرك بتحبيني فعلا وبتثقي فيا بس أنتِ طلعتِ خايفة مني ومش عاملة حساب أني هبقى جوزك بعد ما تاخدي الدبلوم، وعادي جدا أشوف صورك".


ترددت منار قليلا ولكنها حسمت أمرها، وأغلقت باب غرفتها جيدا ثم ارتدت ما أراده والتقطت لنفسها صورا بتلك الملابس مثلما طلب منها وأرسلتها إليه وابتسمت بشدة وهي تستمع إلى كلمات الغزل التي أخذ يلقيها على مسامعها، والتي كانت كفيلة بإسكات صوت ضميرها لفترة مؤقتة.


▪▪▪▪▪▪▪▪▪


ذهب "عبد الله" برفقة شقيقته وخطيبته ووالدتها إلى أحد المحلات الراقية، حتى تنتقي ريم الفستان الذي سيروق لها أن تظهر به أمام الناس في حفل خطبتها.


أشارت شقيقة عبد الله التي تدعى "شادية" نحو أحد الفساتين المعروضة وقالت بحسن نية:


-"إيه رأيك في الفستان ده يا ريم؟ أنا شايفة أنه هيكون جميل جدا عليكِ".


هتفت ريم بفظاظة بعدما برمت شفتيها مستغلة ابتعاد عبد الله عنهن بسبب انشغاله بالحديث مع أحد أصدقائه عبر الهاتف:


-"لو سمحتِ يا شادية بلاش تدخلي نفسك في موضوع الفستان، أنا عندي عينين وأقدر أشوف بيها كويس الفساتين وأختار منها اللي على مزاجي مش اللي على مزاج حد تاني".


اقترب منهن عبد الله ولاحظ الحزن المرتسم على وجه شقيقته، فشعر بالقلق وسألها عما أصابها ولكنها كتمت ما حدث ولم تخبر شقيقها بما فعلته خطيبته.


ابتعدت شادية عنهم قليلا بحجة رغبتها في الذهاب إلى الحمام، ثم أخرجت من حقيبتها قرصا وتناولته وهي تدلك منطقة قلبها التي تؤلمها بشدة بعدما أحرجتها ريم وكسرت بخاطرها.


خرجت شادية من الحمام وعادت إليهم ووجدت أن ريم قد اختارت فستانا على ذوقها وقد كان باهظا ولكن هذا الأمر لم يشكل مانعًا أمام عبد الله الذي دفع الثمن على الفور ولم يعترض؛ حتى لا تحزن خطيبته وتتهمه بأنه رجل بخيل ونرجسي ويريد أن يكسر فرحتها.


ابتسمت والدة ريم بسعادة وأشارت لابنتها بعلامة تدل على أنها حظيت بالرجل الطيب الذي سيعمل جاهدًا على تلبية طلباتها دون أن يعترض عليها.


▪▪▪▪▪▪▪▪▪


مرت الأيام وأتى يوم الخميس الذي انتظره عبد الله بفارغ الصبر؛ حتى يضع محبس الخطبة في إصبع ريم التي كانت تنظر نحو شادية بنبرة يملأها الضيق، فهي كانت تتمنى أن تحظى بخطيب لا يمتلك أي أقارب ولكن شاء القدر أن يمتلك عبد الله شقيقة كبرى لم يبق أمامها سوى عامين وتتجاوز سن الثلاثين دون أن تتزوج.


نظرت "منار" إلى صديقتها "ريم" التي ترتدي فستانًا زهريًا وتجلس بجوار خطيبها "عبد الله" وسط حفل كبير أُقيم لهما من أجل الاحتفال بخطبتهما.


التفتت "منار" نحو صديقتها الأخرى ''ملك'' وقالت:


-"شوفتي الحظوظ يا ملك؟! ريم اللي طول عمرها مش بتهتم بالحب وكل اللي بيهمها هو أنها تتجوز واحد يخليها تعيش مرتاحة وما يكونش عنده أم عشان تعرف تمشي جوزها على كيفها اتخطبت في الأخر لعبد الله، وإحنا قاعدين كده وكلها كام شهر وهناخد الدبلوم وهنقعد في البيت زي خيبتها".


تعمدت منار أن تنطق بتلك الكلمات؛ حتى تقتنع ملك بفكرة أنها لم تعد تتواصل مع عادل، حيث إن الأخيرة قد علمت بأمر هذه العلاقة وحذرت صديقتها من عواقبها ولهذا السبب اضطرت منار إلى التظاهر بأنها اقتنعت بوجهة نظر صديقتها؛ حتى تتخلص من وصلة التأنيب التي أوجعت رأسها خلال الشهر الماضي.


اندفعت ملك وردت على صديقتها بنبرة يملأها الانزعاج:


-"اتكلمي عن نفسك يا حبيبتي، أنا ناوية أجيب مجموع عشان أدخل كلية؛ لأن مش هينفع واحدة زيي مثقفة وكاتبة هيكون ليها مستقبل كويس وفي الأخر يكون مؤهلي ثانوية عامة!!"


رمقت منار صديقتها باستخفاف وهتفت من بين ضحكاتها:


-"كاتبة إيه بس يا ملك؟! هو أنتِ بتعرفي تكتبي أصلا؟! دي رواياتك كلها يا حبيبتي مليانة أخطاء وأفكارها اتهرست مليون مرة في المسلسلات التركية والهندية والكورية والناس زهقت من النوع ده".


كزت ملك على أسنانها بغيظ وقررت عدم السكوت على تنمر صديقتها التي تصر دائما على وصفها بالفاشلة دون أدنى مراعاة لمشاعرها.


رفعت ملك حاجبيها قائلة بحدة:


-"براحتك يا منار، خليكِ كده قولي عليَّ فاشلة لحد ما هيجي بكرة وهتشوفي بنفسك أني هكون كاتبة مشهورة وهحقق نجاح كبير أوي رغم سني الصغير، وساعتها أنتِ هتتمني أني أوقعلك على رواية من رواياتي".


لوت منار شفتيها قبل أن تلقي بحديثها الساخر في وجه صديقتها مبررة تنمرها بأنه نابع من شخصيتها التي تحب الصراحة ولا تطيق المجاملات الزائفة:


-"السن مش مقياس للكتابة يا ملك، بس الفكرة أنك بتهبدي جدا في رواياتك وياريتك وقفتِ على كده، لا ده أنتِ كمان روحتِ اتخانقتِ مع "سونا" اللي عندها فانز أكتر من اللي عندك بمليون مرة وبسبب كده فانزها استقصدك وبقوا بيلقحوا على الأخطاء اللي أنتِ كتبتيها في رواياتك واللي منها أنك كنتِ كاتبة مشهد في مدينة جامعية للبنات وكاتبة أن ابن عم البطلة هيدخل المدينة وهيطلع بشكل عادي خالص لأوضة البطلة من غير ما حد يمنعه عشان يعتدي عليها وكمان كنتِ كاتبة أن حبيب البطلة هيطلع برضه لغرفتها في المدينة الجامعية عشان ينقذها من الراجل الأول اللي كان عايز يعتدي عليها في أوضتها جوة المدينة الجامعية!!"


أنهت منار كلامها وأخذت تضحك بشدة بعدما تذكرت التعليقات اللاذعة التي نالت من ملك بسبب هذا الخطأ الفادح، وكان بعض هذه التعليقات يحتوي على الإهانات مثل:


"إيه الهبل اللي أنتِ كاتباه ده يا هبلة أنتِ"


وتعليق ساخر أخر قد كتبت صاحبته:


"أنا أول مرة أعرف أن الرجالة الأغراب بيطلعوا عادي كده لغرف البنات في المدن الجامعية الخاصة بالبنات!!"


وثالث كُتب فيه:


"ده اللي بناخده من كاتبات الأندر إيدج اللي أغلبهم بيكتبوا روايات مفيش أي كلام يوصفها غير بأنها بير سلم"


وقد كان هناك الكثير من التعليقات التي انتقد أصحابها رواية ملك ووصفوها بأنها ساذجة ولا تفقه شيئا في الحياة، وهذه التعليقات لم تشغل بال ملك في البداية ولكن ما أثار غضبها بشدة هو تعليق منافستها "ساندي مراد" المعروفة بين جمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "سونا" حيث إنها علقت على ألبوم الرواية الجديدة لملك داخل إحدى المجموعات الخاصة بالروايات والقصص وكتبت:


-"إيه اللي أنتِ كاتباه ده يا خايبة الرجا، أنا واحدة معايا ليسانس آداب وكنت ساكنة في المدينة الجامعية في الأربع سنين، وعارفة كويس أن الرجالة اللي بيشتغلوا في المدن الجامعية التابعة لكليات البنات مش بيطلعوا الغرف أساسا إلا في حالة عمل صيانة وقبل ما يطلعوا المشرفات بيلفوا على الغرف وبيعرفوا البنات عشان يستعدوا ويلبسوا هدوم محتشمة، ولما عمال الصيانة بيدخلوا أي غرفة بتكون المشرفة واقفة لحد ما العامل يخلص وهي اللي بتنزله بنفسها لحد البوابة الخارجية، أما بقى لما بيجي رجالة من أقارب البنات عشان يزوروهم مش بينفع أصلا أنهم يطلعوا الغرف فوق وفي الغالب مش بيدخلوا المدينة أساسا إلا لو هيمضوا ورقة أو إقرار في الشؤون، شكلك كده يا حلوة واخدة فكرة غلط عن المدينة الجامعية ومفكرة أنها عبارة عن فندق خمس نجوم وأن أل إيه فيه رجالة بيطلعوا كده عادي للغرف من غير حسيب ولا رقيب!!"


كان هذا التعليق بمنزلة القشة التي كسرت ظهر البعير، فقد قررت ملك بعد قراءته أن تتوقف بشكل مؤقت عن الكتابة؛ حتى تجد أفكارًا جديدة تجعلها تحظى بشهرة كبيرة؛ كي تتجنب تنمر واستهزاء جمهور سونا، وسخرية زميلتها منار.


▪▪▪▪▪▪▪▪▪


انتظر خالد مجيء موعد انصراف الموظفين من شركة والده ثم دلف إلى المكتب؛ حتى يتحدث معه ويعرف السبب الذي جعله يغير رأيه ويعترض على فكرة زواجه من رقية.


هتف خالد بحزم وهو ينظر إلى طلعت الذي يرمقه ببرود يوحي بأنه لن يتأثر بأي كلمة من الكلمات التي ستقال بعد بضع لحظات:


-"بابا، أنا بحب رقية وعايز أتجوزها، ومش هسمح لأي حاجة بأنها تفرقنا".


اتسعت عينا "خالد" بصدمة بعدما سمع والده وهو يكرر أمامه للمرة الثانية رده الرافض لفكرة الزواج من محبوبته "رقية" التي تعرف عليها أثناء زيارته لصديقه الذي يعمل معيدًا في كلية الصيدلة وقد كانت حينها لا تزال طالبة، ووعدها بالزواج بعد تخرجها ولكن يبدو أن والده يفكر في شيء أخر، فقد أخبره صراحة أنه لن يوافق على هذه الزيجة وسوف يغضب عليه إلى يوم الدين إذا لم يطاوعه ويقبل بالزواج من ابنة صديقه الذي يعيش في محافظة أخرى.


هتف خالد بقهر وهو ينظر إلى والده بحزن:


-"ليه كده بس يا بابا؟! أنت لما شوفت رقية قبل كده قولت عليها بنت محترمة ووافقت عليها وكنت هتخطبها ليا، إيه اللي خلاك تغير رأيك وتصمم بالشكل ده على رفضك من غير ما تقولي أي سبب منطقي يوضح وجهة نظرك؟!"


صاح طلعت بنبرة صارمة لا تقبل الجدال وهو ينظر نحو رقية التي حضرت ووقفت من شدة صدمتها عند باب المكتب غير قادرة على التقدم للداخل أو التراجع والعودة من حيث أتت:


-"مش لازم أقولك ليه مش عايزك تتجوز البنت دي، أنا دلوقتي بقولك تختار حالا إما أنا وإما رقية".


انعقد لسان خالد وتلجج في الحديث متمتما:


-"يا بابا الموضوع ما ينفعش يوصل للنقطة دي، أنا بحب رقية وأنت كنت موافق عليها فايه اللي جرى فجأة خلاك ترفضها وتخيرني بينك وبينها؟! هو أنت كنت شوفت منها حاجة وحشة؟!"


تجاهل طلعت سؤال ابنه ونظرات الحزن التي تقطر من عينيه وأعاد سؤاله وهو يختلس النظر نحو رقية التي تشبثت قدماها بالأرض وكأنها صنم لا يقدر على الحركة:


-"لأخر مرة هسألك يا خالد، هتختار مين فينا، أبوك اللي رباك وضحى كتير عشانك ولا رقية اللي بتحبها؟"


تابع طلعت بنبرة ماكرة ونظرات متشفية في رقية فهو يعلم جيدا الجواب الذي سيسمعه من ابنه بعد بضع ثوانٍ:


-"أنا عايز إجابة واضحة يا خالد من غير لف ولا دوران".


نكس خالد رأسه وتمتم بمرارة وهو يكبح دموعه بصعوبة:


-"هختارك أنت؛ لأن مفيش عندي حاجة في الدنيا أغلى منك يا بابا".


ألقى خالد جملته فاتسعت ابتسامة والده بشدة لدرجة أثارت استغرابه وجعلته يلتفت خلفه وكانت الصدمة بانتظاره عندما رأى رقية ترمقه بخيبة أمل قبل أن تخرج بسرعة من المكان تلملم المتبقي من كرامتها.


-"استني يا رقية، ما تمشيش قبل ما أشرحلك كل حاجة".


التفتت له قائلة والدموع تنهمر من عينيها:


-"يونس ورائد كان عندهم حق لما قالوا عليك واحد معدوم الشخصية وما لكش كلمة، وأنا غلطت لما اتحديت أخويا عشانك".


تعجب خالد من ذكر رقية لاسم رائد وأنه قال عنه هذا الكلام، وحاول أن يوقفها وهو يسرع الخطى؛ حتى يلحق بها بعدما خرجت من المبنى، وأثناء عبورها للجهة الأخرى من الطريق صدمتها سيارة كان يسير سائقها بسرعة فائقة، وهرب بعدما سقطت المسكينة أرضًا غارقة في دمائها.


صرخ خالد بجزع وهو يشاهد رقية التي افترشت الأرض غارقة في دمائها:


-"رقية!!"


الفصل الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


أجدد وأحدث الروايات من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم